ورقة قديمة من مذكراتي..

[بنت شعنونة]

مكتوب عليها...

الى من يهمه الأمر....

الى من يهمه امري...

...........الى من انكوى مثلي بالجمر

الي كل قلب تحول الى صخر..

.........الى كل من خرج من يديه الأمر

.

.

هذه يا سادة قصتي..

..........قصة فتاة عصرية

قصة سطرتها ايد الواقعية...

.....في زمن نفتقر فيه للرومانسية..

.

.

ابدأ الحديث بالصلاة على النبي المختار...

............و حديثي موجه لكل قلب وحيد او محتار

.

.

فتحت عيناي على دنيا جميلة..

..............اب و ام و اخوة و انا البنت الوحيدة

لم اعرف من طفولتي غير الضحكة البريئه...

.............. ولم اعي من انوثتي غير الكلمة الرقيقة!

.

وتمر السنون

.

وتبدا الحياة تفتح لي ابوابها...

............ولكن لم يقل لي احد انه يجب ان ادفع قربانها؟!

وكان...

قدمت امي قربانا لحياتي

.........كم كنت اتمنى وقتها مماتي..!

ولكن قررت ان اجمع شتاتي

.......لأتمكن من رعاية اخواتي

وكان...

مضت بنا الأيام حلوها يزاحم مرها...

..........كلما صعبت الظروف كلما اقتربنا من بعضنا..

فصرت اما تحمي اولادها...

..........من شرور دنيا لا تعطي احدا الا الضنى

.

وكبرنا

.

[بنت شعنونة]

و كبرنا و كبر الجرح بداخلنا...

.

وانطلق كل منا يبحث عن ذاته..

.......يحاول تحقيق ما يتمنى قبل مماته!!

وتشعبت بنا الطرق وكل منا يجمع بقايا رفاته

................ولكن نجتمع في اخر الليل يقص كل منا قصته على اخواته

.

ومضت السنون

.

و اصبحت اما مع وقف التنفيذ

..........صحيح فالأولاد كبروا و يريدون التحديث!!

ولكني مازلت قادرة على التمييز!!

............حسنا..سأكتفي بالمشاهدة من بعيد دون الحديث

.

ثم

.

ثم اصطدم بهم اولئك الناس الذين يلفتون نظرك الى ما يسمى القلب!

................... غير ان كثيرا منهم لا يرتقي حتى الى مستوى الكلب..(السماح)

.

ولكن..هييه سنة الحياة

.

و يتحطم فؤادي الصغير لأول مرة على يد اول انسان

.......... ويعرف لساني قول كلمة الأه ولكنه يتعلم النسيان..

.

ثم

.

[بنت شعنونة]

ثم يأتي ذلك الأخر و يضم جراحي..

.......... يا الله اخيرا حان وقت افراحي؟؟

ولكن

هو ايضا مثلهم يريد دمية مسلية

......و يجرح قلبي ثانية..ولكن لم اشعر ان اللعبة غير مسلية؟!!!

.

ثم

.

اتوجه الى المقبرة راكضة...

....... وبيدي هاتان اكون لقلبي دافنة

واحلف ايمانا معظمة

.........اني له لناسية متناسية

.

ولكن

.

يأتي هذا الأخير و يحاول

........ههاي راحت عليك و لقلبي لا تتطاول

و يستمر في المحاولات

.......... لسة بدري امامنا كثير من الجولات..!؟

.

ولكن

.

[بنت شعنونة]

ولكن ذلك الصدق في حواره..؟!

.......... وما هذا الصبر الذي في اغواره

اهذا هو الحب الذي يأملون جواره

.........ام انه مجرد وهم اختلق انا اسراره

.

ثم

.

يبدأ ذلك القلب بانبض من جديد

.........وابدا باضرب عليه بيد من حديد

دعيني بالله عليك فاخيرا وجدت كيوبيد

..........بالله عليك لن نتحمل ضربة اخري من اي رعديد؟!!:(

لا تخافي فانا اثق به وبكل تأكيد

.............. انت حر بس ما تجي و تصرخ و تقول اني لم اعطك التسديد

.

وتبدأ الحياة مرة اخرى

........ملونة كيارقات لفراشات صغرى

وتبدا احلامي المؤودة بالنمو الى حقائق كبرى

......و يرى كل من حولي السعادة بين عيني تقرا

.

ولكن

.

[بنت شعنونة]

هييه.. كيف اسعد وانا مولودة الشقاء

.........كيف احيا بدون ان يعانقني البكاء

.

هو انسان بكل ما تحمله الكلمة من معاني

........ ولكن تأبى على الحياة السعادة قبل ان اقدم قرباني!!؟

اقربانا لك اقدم..؟؟! راح نرجع له ثاني؟؟

.............ولكن هذه المرة ما نوع قرباني؟!

عنيدة انت ايتها الحياة و مجنناني

....... تخلقين الظروف و الحروف و ترسمين بها احزاني!

.

حسنا... موافقة ماذا تريدين هذه المرة فلقد تعبت

.

اتريدين المال.. اتريدين الصحة ام تريدين قلبي؟

...........او لعلك تريدينه هو بدلا من ان يكون بقربي؟؟؟؟؟

يا الله!! كم انت قوية؟؟ كيف استطعت ان تأخذيه من قلبي

......... كيف استطعت ان تبعديه لشهور عني؟!

.

حسنا حسنا..

.

[بنت شعنونة]

اتريدين المال.. انت تعرفين اني لا املك الا الحطام

خذيه..

............اتريدين الصحة؟؟ لدي منها بقايا العظام

خذيها.

..........اتريدين القلب؟؟ مريض مرضا همام

خذيه..

.

ولكن

.

دعيني اشعر بالسعادة للحظات

.........دعيني استشعر الصدق في الكلمات

دعيني ابكي مثل البنات

.........دعيني اصرخ لأخرج من هذا السبات

دعيه لي فهو كل ما تبقى لي من شتات

........ارحميني رحمك الله..!! انتي ماعندكيش اخوات

.

.

وتبقى القصة ناقصة تخطها يد الحياة.. تلك اليد الماهرة في رسم الأحزان و الساحرة في العاب الخفة و السعادة للحظات..

وتبقى النهاية مفتوحة لقصة من مئات القصص.. لمن ترسم الحياة معالم وجههم.. وتطمس بقدميها مشاعر قلوبهم.. و تضع بصمة سوداء على جبينهم تقول....

................من هنا مرّت الحياة...........

.

.

........الى من يهمه الأمر............