ديكارت بتاريخ: 21 سبتمبر 2003 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 21 سبتمبر 2003 شاهدتُ مؤخراً فيلماً وثائقياً بعنوان "الكشف عن نفرتيتي".. ونفرتيتي ملكة فرعونية بلغت من القوة والدهاء حد مشاركة زوجها في حكم مصر والجلوس بجانبه على العرش - بل وقطع رؤوس المعارضين نيابة عنه-. ويوثق الفيلم جهود المنقبة الانجليزية (جوان فلتشر) التي تولعت منذ طفولتها بنفرتيتي ونجحت بالفعل في اكتشاف مومياء لها.. وما لفت انتباهي في الفيلم أمران رئيسيان: الأول هو عودة الانجليز لتسجيل ثاني أهم اكتشاف فرعوني في التاريخ (بعد اكتشاف مقبرة توت غنخ آمون في بداية القرن العشرين).. والثاني حرص السلطات المصرية - الذي كان واضحاً من خلال الفيلم - على مشاركة ومراقبة خطوات البعثة.. وما يبدو لي أن السلطات المصرية حرصت على عدم تكرار الأخطاء التاريخية السابقة وسرقة شيء من الآثار المكتشفة. فقد عينت مرافقاً مصرياً وطلبت إبقاء المومياء في مكانها وجلب أجهزة التحليل والتصوير من انجلترا إلى المقبرة - وليس العكس! ومن المعروف أن مصر تضم أكثر من ثلث آثار العالم القديم وتعرضت خلال تاريخها لسرقات لا تقارن بأي دولة أخرى. ورغم القرارات التي أصدرتها اليونسكو لحث الدول السارقة على إعادة المنهوبات لبلدانها الأصلية (ورغم المؤتمرين اللذين عقدتهما الأمم المتحدة في يناير واكتوبر من العام 1992) إلا أن مصر لم تنجح في استعادة شيء يذكر من آثارها المنهوبة. فقد حاولت مثلاً استعادة ذقن أبو الهول ورأس امسنوس من انجلترا ولكن الجواب يأتي دائماً بما مفاده "هذه الممتلكات آلت إلينا بطريقة شرعية وهي تلقى كل عناية وتقدير" - وحين بلغ الضغط المصري أقصاه عرض المتحف البريطاني على القاهرة إعارتها ذقن أبو الهول بضمان الحصول على تمثال "شيخ البلد"!! وغني عن القول أن الآثار المصرية المنهوبة يمكن تتبعها في معظم مدن العالم - حيث المسلات المصرية تزين الساحات والميادين.. ففي ألمانيا مثلاً يوجد تمثال رأس نفرتيتي الشهير، وفي باريس المسلة العظيمة اسفل الشانزلزيه، وفي بوسطن تماثيل سخمت العتيقة، وفي سيدني آثار عديدة باعتها عصابات إسرائيلية - من بينها نقش لحياة "امنحوتب الثاني" وجزء من جدار كامل يتضمن نقوشاً بالهيروغليفية من عهد الأسرة التاسعة. ولكن، رغم أن الآثار المصرية توجد في تركيا وروسيا وفرنسا وألمانيا وهولندا إلا أن أكبر سارقين لها هما بدون شك بريطانيا وإسرائيل. فبريطانيا خلال فترة الاستعمار نقلت لمتاحفها نفائس لا تقدر بثمن، فبالإضافة للأثرين السابقين توجد مجموعة "توت عنخ آمون" في قلعة اللورد كارنافون (الذي مول بعثة استكشافها) كما توجد في المتحف البريطاني تماثيل نادرة وبرديات شهيرة (من بينها البرديات التي سجل عليها كتاب الموتى) أضف لذلك حجر رشيد وأواني وزخارف إسلامية عديدة من العصر الفاطمي والمملوكي!! أما إسرائيل فقد سعت أثناء احتلالها لسيناء لتنظيم حملات استكشافية يمكن القول انها (نظفت) المنطقة من أهم كنوزها الأثرية، فحين بدأت احتلالها لسيناء عام 1967قامت بأكثر من 260عملية تنقيب كبيرة اهتمت بنبش الكنوز الفرعونية وما يدعى أنه بقايا شعب إسرائيل الذي تاه في المنطقة بعد خروجه مع موسى عليه السلام وخلال تلك الفترة تفجرت فضيحة في إسرائيل ذاتها حيث عمد موشي ديان (وزير الدفاع في ذلك الوقت) إلى اختلاس أكثر من 900أثر مصري - وهو الأمر الذي اعترف به لاحقاً في مذكراته. وتفيد دراسة قامت بها هيئة الآثار المصرية أن الآثار التي صعب حملها دمرت عنوة على يد الجيش الإسرائيلي وطالت أكثر من 13موقعاً أثرياً كبيراً على طول الساحل من القنطرة حتى رفح! .. كل هذه السوابق تجعلنا نفهم سر الإجراءات المعقدة والمراقبة الدقيقة التي تعرضت لها بعثة التنقيب الأخيرة! فهد الاحمدي والظـُّلْمُ من شِيَمِ النِّفُوسِ فإنْ تجدْ ذا عِفَّةٍ فلعلةٍ لا يَظْلِمُ رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان