لماذا ينتحرون؟

[فــيــروز]

لو سمحتم يا جماعه

اردت ان اناقش موضوع الانتحار الآخذ فى الزياده فى الفتره الاخيره :-(

يا ترى سهل على اى انسان انه فجاه كده يقرر ينتحر؟ هل هذا الموضوع سهل لهذه الدرجه؟ كيف ينسى الانسان فى لحظه كل ما عرفه من دين طول عمره والذى يؤكد له ان الانتحار كفر و العياذ بالله؟ طيب كيف يتغلب على غريزة حب الحياه التى وضعها الله بنا و ينتحر

انا فعلا هاتجنن و بدات اقرا كثير عن ناس ينتحروا فجاه رغم عدم وجود اى دلائل مسبقه تشير الى تفكيرهم فى هذا الامر المفجع و المفزع فى نفس الوقت .. حد عنده كلام؟ :-(

[Lighthouse]

انا كمان نفسي جدا اعرف الاجابة

صراحة باستغرب جدا الانتحار ونفسي اعرف شعور المنتحر ايه قبل مايُقدم على الانتحار

ياريت لو حد عنده اجابة يفيدنا وشكرا لكم

[Farah]

ايه يابنات خير الله اما جعله خير

[BenNeal]

.......نفسي اعرف شعور المنتحر ايه قبل مايُقدم على الانتحار 

ياريت لو حد عنده اجابة يفيدنا وشكرا لكم

ما اظنش ان فيه حد فى المنتدى يقدر يجاوب على السؤال ده.

[Lighthouse]

.......نفسي اعرف شعور المنتحر ايه قبل مايُقدم على الانتحار 

ياريت لو حد عنده اجابة يفيدنا وشكرا لكم

ما اظنش ان فيه حد فى المنتدى يقدر يجاوب على السؤال ده.

انا اقصد لو فيه حد من اطباء المنتدى يكون تحدث مع شخص حاول الانتحار ومحاولته فشلت وعرف منه شعوره ايه وقت محاولة الانتحار

[BenNeal]

I was just kidding

[amir]

مش حتلاقـى أجابه اللا من واحد أنتحـر قبل كده

بس ياترى نلاقيه فين ده ؟؟؟

[ابو حلاوه]

من كتاب الاستاذ الدكتور محمد غانم

أساء المثقفون إلى لفظ الاكتئاب حينما استخدموه فى غير موضعه فقد م صبح المنفذ لكل ما هو إحباط أو فقد أو خسارة . ونتج عن ذلك اعتقاد الكثيرين أن الاكتئاب ما هو إلا ( شوية زعل ) يشعر به كل من تعريض فى حياته لمشاكل أو منغصات أو توترا ت . والكلمة بهذا المعنى لا تعبر بدقة عما يقصده الأطباء النفسيون فالاكتئاب اضطراب وجداني يختلف من حيث الكم ومن حيث الكيف عما نعرفه من مشاعر نصفها بالضيق أو الهم والحزن . الذى يشعره المكتئب يزيد أضعافا عن تلك الموصوفات ، وقد أجاد " ونستون تشرشل " حينما عبر عن شعوره بالاكتئاب ( بتنين ضخم يرزح فوق صدره ) . - ومن حيث نوعية الاكتئاب فهو مختلف عن ذلك من خلال أعراض لا توجد فى حالات الحزن المألوفة .فالضيق أشد ما يكون فى أول اليوم ويتناقص تدريجيا مع مرور الوقت . يفتح المريض عينيه فى وقت مبكر عن موعد استيقاظه فلا يستطيع أن يواجه اليوم ، ويحاول أن يهرب إلى النوم فلا يقدر ، ولتزاحم الأفكار السوداء على خياله مثل : إن الحياة جحيم لا يطاق - و أن الموت افضل ، وأن حياته كلها مظلمة " فالماضى كله أخطاء وخطايا ، والحاضر لا يشعر فيه بأي متعة والمستقبل لا وجود له . وهو ما عبرت عنه المدرسة المعرفية ( بالنظرة السلبية ) إلى الماضي ، فلا يرى إلا الأخطاء : يضخمها وينتهى إلى فكرة : ( أن حياته ليس بها أى حسنات ، فقد كان زوجا فاشلا و أبا غير ناجح ) من وجهة نظره . أما النظرة السلبية إلى المستقبل فتجعله يفقد الأمل ويشعر أن الظلام يكتنف حياته وأنه لن يستطيع أن يغير شيئا مما يشعر به . وهناك نظرة سلبية أخرى إلى الحاضر تظهر فى عدم شعوره بالآخرين و إحساسه بالاختلاف ، وأنه ليس هناك من يفهمه ، وان مشاعره تتبدل حتى تجاه من يحبهم أو من كان يظن بهم ذلك . ويبعد مريض الاكتئاب عن كل من حوله : يتجنب لقاء الناس ، وينزوى بعيدا عنهم ، ولا يستطيع متابعتهم فى أي حوار . فهو منغمس ومستغرق تماما فى أفكاره السوداء ، ويبدأ فى إهمال عمله وعدم الانتظام فيه ويقل تركيزه وقدرته على الإجادة ، ويمتد الإهمال إلى واجباته المنزلية فلا يهتم بحقوق زوجته وأولاده . ويهمل فى مظهره وهندامه ، فلا شئ يهم إذا كانت الحياة نفسها فقدت أهميتها . وواضح مما سبق أن الاكتئاب المرضى يختلف بشدة عن الحزن الذى يعرفه الناس

دخل الربيع يضحك لقانى حزين

نده الربيع على اسمي لما قلت مين

حط الربيع أزهاره جنبي وراح

وايش تعمل الأزهار للميتين

واضطراب الاكتئاب يزداد بين الثلاثين والخمسين ، وهو يصيب النساء أكثر من الرجال بنسبة ( 3 إلى 2 ) لكن البعض قد عزى وجوده أكثر بين النساء : لأنهن عموما أكثر تعبيرا عما يصيبهن ، والأكثر حرصا على أجسامهن من الرجال وتظهر حالات الاكتئاب فى نوبات يكون المريض سليما تماما بينها ، وقد تظهر النوبات فى صورة اكتئاب كل مرة ( الاضطراب ، الوجداني أحادى القطب ) ، وقد يتناوب الاكتئاب مع حالات المرح الشديد ( الاضطراب الوجداني ثنائي القطب ) . كما يكثر الاضطراب إذا كان هناك تاريخ أسرى للإصابة بالاكتئاب . وخلال نوبات الاكتئاب يفقد المريض شهيته للطعام ، ويقل وزنه بصورة ملحوظة . ويضطرب النوم لديه فتقل ساعات النوم عموما ، وقد يجد صعوبة فى بداية النوم أو يستيقظ أكثر من مرة خلال ليلة ، لكن المشاع هو أن يستيقظ المريض قبل موعده المعتاد مع عدم القدرة على النوم ثانية . وفى كل الأحوال فان المريض يشكو أنه لم يستمتع بالنوم ، وان شعوره الحقيقي هو أنه لم ينم فالساعات التي قضاها لم ترو ظمأه للنوم . . وليس هناك سبب معروف للاكتئاب . . بل إن ربطه بأحداث الحياة كثيرا ما أثبت فشله. فكثير من المكتئبين ليس لديهم أي مشكلة معروفة ، فالأمور كما تبدو من الخارج تسير فى أحسن أحوالها . فالنجاح متوفر ، والمال كثير ، والعلاقات الاجتماعية ناجحة ، وأسرهم يحسدهم عليها الكثيرون ، ورغم ذلك فليس هناك من هو اتعس منهم . وليس ضروريا أن يبكى من يشعر بالاكتئاب فالدموع قد تتحجر . لكن المؤكد أن المكتئب يشعر بالهم و.الضيق والحزن الشديد ، ولغتنا العربية بتراثها قد فرقت بين الهم على ما مضى ، والغم على ما سيأتي والحزن على الحال .

تستمر نوبة الاكتئاب إذا لم تعالج بين ستة أشهر وعامين ، ولكن من يستطيع أن يتحمل مشاعر الحزن هذه كل تلك الفترة ؟ وهناك العديد من الأمراض التي ينتج الاكتئاب كعرض لها ، فمن بين الأمراض النفسية مثلا نذكر القلق النفسي ، والوسواس القهري ، والفصام . أما الأمراض العضوية فعديدة منها : الالتهابات الفيروسية وكأورام الجهاز الهضمي. وبعض العقاقير الطبية. وأبحاث الاكتئاب لم تفتر أبدا خاصة وأن هذا المرض يصيب نسبة بين ( 3 – 5% )من سكانه العالم . و وجد أن هناك نقصا فى بعض الهرمونات العصبية فى الدماغ : لعل مادة (السيروتونين ) و ( مادة النورادرينالين ) ، أهمها . واتجهت العلاجات إلى محاولة زيادة هذه المواد بإعطاء عقاقير تساعد على ذلك سميت بمضادات الاكتئاب أو المبهجات . وينتج عن تناول هذه الأدوية تحسنا ملحوظا فى أعراض المرض لكن المريض يحتاج لتناولها لفترات تصل إلى عدة اشهر حتى يعود إلى إحساسه الطبيعي وأدوية الاكتئاب لا تؤدى إلى الإدمان أو التعود كما يظن الكثيرون والحاجة إلى استخدامها يحددها وجود نوبات مرضية ، ولان الاكتئاب مرض يظهر في نوبات كما ذكرنا فإن احتياج المريض إلى الدواء قد يتكرر والأطباء حين يصفوا العلاج فإنها تحدد الفترة التي يحتاجها المريض والجرعة المناسبة لحالته ، ونعتقد مأن هذه أمور طبية يجدر أن تترك للمتخصصين والاكتئاب له آثار اجتماعية شديدة تظهر على الفرد الذي يهمل عمله أسرته وواجباته ، كما قد يلجأ إلى أنواع المخدرات التي تذهب بعقله وتجعله يبتعد عن أفكاره المؤلمة ، وبعض المكتئبين لا يستطيعون الاستمرار فى المعاناة من حالات الاكتئاب فيكون تفكيرهم في الانتحار ، وهو ما يجعلنا نفهم خطورة المرض وضرورة الإسراع بالعلاج وقد ذكرنا أن من يتعرض لأصعب الأمراض العضوية يسعى للشفاء منها ويحرص كل الحرص علي العلاج في حين أن اضطراب الاكتئاب تكون صحة المريض على ما يرام على الأقل ظاهريا و لكنه يسعى بنفسه لإنهاء حياته ، والكثيرون يذكرون انه لو كان الانتحار حلا لما ترددوا فى إنهاء حياتهم وهناك بعض الاضطرابات تظهر فى تفكير حالات الاكتئاب فهناك من يشعر بذنوب لم يقترفها أو يشعر بوجود مرض خطير فى جسمه رغم تأكيد الأطباء ونفى الفحوصات أو من يشعر انه ليس له قيمة وسط الناس ، وهناك من يعتقد أنه قد مات فعلا . ولا أنسى المريض الذي قابلته فى المستشفى يوما وأنا صاعد درجاتها حين سألته عن سبب نزوله فقال : إنه قد مات هذه الليلة وانه يسعى لاستصدار شهادة وفاة له حتى تتم إجراءات الدفن . فقد استقر فى وجدانه أن مشاعره حين قضى عليها الاكتئاب لم تترك له جسدا يحيا وهو ما يطلق عليه ضلالات العدمية. والاكتئاب عموما قابل للشفاء ونتائجه فى مجملها طيبة ومريض الاكتئاب يكون شاعرا بالعرفان الشديد لطبيبه الذي ساعده فى التغلب على مشاعر اليأس والحزن وعلى أن يعود إلى حالته السابقة للمرض . والواضح أن الاكتئاب ليس مجرد زعل أو شوية ضيق كما يبادر البعض للتصور وأنه ليس نتيجه إحباط فى تحقيق الهدف المنشود . الاكتئاب أعمق من ذلك بكثير وهو يحتاج لمساعدة حقيقية من الأطباء ومن ذويهم . لعل الغم ينكشف وتعود الابتسامة إلى قلوبهم و يصلوا إلى الحالة التي وصفها المبدع صلاح جاهين

في يوم صحيت شاعر براحة و صفا

الهم زال و الحزن راح و اختفي

خدني العجب سألت روحي سؤال

انا فقت و ألا وصلت للفلسفة

[فــيــروز]

شكرا لجميع من ساهم فى الموضوع

وشكر عميق جدا جدا للدكتور ابو حلاوه على هذه المساهمه القيمه التى اختلط فيها العلم و الفن .. انا احتفظت بالمداخله كى اقراها على مهل رغم انى لم استطع ان امنع نفسى من القفز سريعا على سطورها وعجبنى جدا الابيات الشعريه الموجوده بها .. الف شكر مره اخرى ..