... مبارك في ماليزيا ...

[Mohd Hafez]

سيصل لماليزيا مساء يوم الأربعاء الموافق 15 أكتوبر الرئيس حسني مبارك وحرمه .. وذلك لحضور مؤتمر القمة لمنظمة العالم الإسلامي .. كما سيحضر أيضا وزير التجارة يوسف بطرس غالي وعدد من المسؤولين من وزارة الخارجية والإعلام .

ومن المنتظر أن يحضر المؤتمر رؤساء وملوك 35 دولة إسلامية .. منهم الأمير عبد الله ولي عهد السعودية ورئيس سوريا و ملك الأردن وباقي أخوات كان .

[KWA]

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

خد بالك منه يا ايجيبت 5.....ده برضه صاحب الطلعه الأولي في اكتوبر....سؤال بسيط .....تفتكر بركات اسامه بن لادن .....هاتحل علي المؤتمر.....

[Mohd Hafez]

KWA wrote:

خد بالك منه يا ايجيبت 5.....ده برضه صاحب الطلعه الأولي في اكتوبر....سؤال بسيط .....تفتكر بركات اسامه بن لادن .....هاتحل علي المؤتمر.....

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

عايز الحق هو مش محتاج إيجيبت 5 ليأخذ باله منه .. المرة الماضية عندما جاء لماليزيا في نوفمبر 1998 .. كان معاه قرابة 60 حارس مدججين بالسلاح .. جاء هنا لحضور مؤتمر الــ G15 .. الناس هنا في ماليزيا نسيت هو جاي ليه .. وتم تركيز الإعلام بالكامل على طقم الحراس القادمين معاه .. وكيف أنهم يحرسونه كما لو أنه ملاك نازل من الجنة ..

هذه الأمور غير موجودة عندنا في ماليزيا .. فأنت يمكنك بسهولة أن تتقابل مع رئيس الوزراء محاضير محمد في أي مناسبة مثل مناسبة عيد الفطر .. حيث يعزم المواطنيين على مائدة الإفطار صباح يوم العيد وذلك بمنزله الخاص .. ويمكنك بسهولة أن تدخل منزله وتسلم عليه هو وزوجته وتتناول الإفطار في الحديقة .. وعلى الرغم من وجود أكثر من عشرون ألف ضيف في منزله صباح يوم العيد .. لا يمكنك أبدا رؤية أي من حراسة الشخصيين .. ولكن هذا لا يعني أن الأمور هرجلة .. بل يوجد حراسة .. وحراسة مشددة ولكن عن طريق الإستشعار من بعد .. فقبل دخولك القصر .. يكون الحراس قد شاهدوا بأجهزتهم كل شئ تحمله في شنطتك عن طريق بوابات المسح الكهرومغناطيس . . وبعد مسحك تماما دون أن تشعر تدخل من البوابة وهم متأكدون تماما بأنك لا تحمل شئ للتخريب .

أما بالنسبة لأسامة بن لادن .. فأعتقد أن أخر دولة يفكر فيها أن يقوم بعملية تخريبة هي ماليزيا .. فماليزيا تعتبر نموذج ديمقراطي إسلامي يتمني أي مواطن مسلم سواء يكون متطرف أو مسلم معتدل أن يري أي من البلدان العربية مثل ماليزيا .. كما أن الدكتور محاضير محمد يعتبر واحد من أكبر المدافعين عن حق الأمة الإسلامية في الحرية وسحب الجيوش الأجنبية من بلدانها .. لذلك لا أعتقد أن أسامة بن لادن يمكن أن يضع ماليزيا في قائمته ..

وسلام

[سقراط المصري]

وانتم فاكرين مبارك مهم قوي علشان تحل عليه بركات اسامه.

مبارك-من وجهة نظري- رجل مسكين غلبان ، عامل زي ذكي قدره على رأي عادل أدهم

ما تخافوش عليه ، هو مش مهم عشان يغتالوه ، ومش موقف المراكب، هو ولا يميني ولا يساري ، ولا حتى شمالي.

ربنا يرجعه لنا بالسلامه- بدعي له بجد- دا يا ولداه غلبان وصاحب عيال.

ترجع بالسلامه ياريس، دا إحنا من غيرك ولاحاجه ، وبيك برضه ولاحاجه.

سقراط

(مع أرق تحياتي لإخونا من أمن الدوله الذين يطلعون على المنتدى من وقت لأخر)

[Mohd Hafez]

بدء أعمال القمة الإسلامية اليوم بمشاركة روسيا لأول مرة

عبيد يلقي كلمة مصر نيابة عن الرئيس مبارك

 

كوالالمبور ـ من رأفت أمين ووكالات الأنباء 

تبدأ اليوم في مدينة بوتراجايا‏,‏ العاصمة الإدارية لماليزيا‏,‏ أعمال قمة منظمة المؤتمر الإسلامي‏.‏ وسيشارك في القمة لأول مرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين‏,‏ تلبية لدعوة من رئيس الوزراء الماليزي‏,‏ ورئيس القمة الحالية محاضر محمد‏.‏ وسيلقي كلمة مصر في القمة الدكتور عاطف عبيد رئيس مجلس الوزراء ورئيس الوفد المصري نيابة عن الرئيس حسني مبارك‏.‏ وأعلن السيد أحمد ماهر وزير الخارجية أن عبيد سيعقد عددا من الاجتماعات مع كبار المسئولين في الدول الإسلامية علي هامش القمة لدعم العمل المشترك علي المستويين الثنائي والإسلامي‏

مهزلة حدثت في أفتتاح المؤتمر العاشر لدول العالم الإسلامي .. فلقد أففتح رئيس الوزراء الماليزي الاجتماع الساعة العاشرة بتوقيت ماليزيا أي الرابعة صباحا بتوقيت مصر .. ولقد شاهدت حفل الافتتاح والذي نقلته أيضا قناة الجزيرة .. ولكني بكل أسف لم أري أي ظل لأي مندوب عن مصر .. لم يكن هناك غير أمين الجامعة العربية عمرو موسي .. أما باقي المندوبين لم يحضر أحد .. ولو حضروا سيكون بعد حفل الإفتتاح .

كما أذهلني أيضا وصول الرئيس السوري متأخرا بقرابة ساعة ونصف .. بينما حكماء الخليج مثل الأمير عبد الله وأمير قطر والبحرين وكذلك ملك المغرب ورئيس اليمن كانوا موجودين من اللحظة الأولي ..

يا تري ما سبب تأخير المندوب المصري .. كان من المفترض أن مبارك يحضر المؤتمر .. وخاصة أن الرئيس الروسي قد حضر المؤتمر كمراقب .. فهل فلاديمير بوتين أكثر إسلاما من مبارك .. وهل مصر لازالت تعتبر نفسها دولة تنتمي للعالم الأسلامي أم أن التعليمات الجديدة تطلب عكس ذلك !!! ؟؟؟

[linux]

عزيزي الأخ الفاضل أيحيبت5

علي ما أظن أن الرئيس وقته لايسمح بحضور تلك المؤتمرات ...

فبنظرة سريعة علي الصحف المصرية اليوم، وجدت أنه كالعادة كان مشغول جدا:

- الإسكندرية:

"وقال الرئيس ـ في كلمة خلال لقائه مع رجال القوات البحرية في يوم عيدهم أمس ـ إن استمرار الوضع الراهن في الأراضي الفلسطينية يهدد الشعب الإسرائيلي‏,‏ والشعوب الأخري في المنطقة‏.‏

وأضاف أن الذي يريد أن يفهمه قادة إسرائيل هو أن المواطن العربي ليس بينه والمواطن الإسرائيلي البريء أي ضغائن‏,‏ فالحكومات هي التي تعمق الضغائن‏,‏ بالإضافة إلي القتل والدمار والدم‏ ..."

- "وطلب الرئيس مبارك من أرييل شارون رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن يتقي الله ويتذكر أن بين مصر وإسرائيل معاهدة سلام‏,‏ وأننا نعمل من أجل السلام‏,‏ وليس كما يدعي أنه لا يستبعد أن يتعرض الجيش الإسرائيلي لهجوم مصري ـ سوري‏,‏ كما حدث في أكتوبر‏1973,‏ ووصف الرئيس هذا الكلام بأنه منطق معكوس‏."

- في يوم ستظل قواتنا البحرية تعتز وتفخر به.. رفع الرئيس حسني مبارك القائد الأعلي للقوات المسلحة أمس علم مصر خفاقا علي أحدث مدمرة تنضم للقوات البحرية من طراز بيري أطلق عليها اسم توشكي ايذانا بدخول 11 قطعة بحرية جديدة لقواتنا البحرية في إطار احتفالاتها بالذكري ال 36 لاغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات ومرور 30 عاما علي نصر أكتوبر المجيد."

- "الرئيس يفتتح مشروعات جديدة بقنا والبحر الأحمر خلال ساعات"

شفت بقي، كان الله في العون.

[Mohd Hafez]

تم تعديل 23 أكتوبر 2003 بواسطة EGYPT5

[Mohd Hafez]

أثارت كلمة الدكتور محاضير محمد في افتتاح المؤتمر العاشر لمنظمة الدول الإسلامية جدالواسعا حول العالم .. ولازال الجدال جاريا حتى هذه اللحظة . فالكونجرس الأمريكي يدرس مشروع مقاطعة ماليزيا على المستوي السياحي والتجاري .. على حال يسعدني أن أترجم النصف الأول من كلمة الدكتور محاضير محمد وقريبا سأنتهي من ترجمة النصف الثاني .

كلمة الدكتور محاضير محمد أمام المؤتمر العاشر لمنظمة دول العالم الإسلامي المنعقد في بوترجايا – ماليزيا بين 16- 18 أكتوبر 2003 .

بسم الله الرحمن الرحيم.

1- الحمد لله .. كل الشكر لك يارب .. هانحن اليوم قادة منظمة دول العالم الإسلامي نجتمع هنا اليوم متمننين أن يوفقنا الله في أن نخطط لخطوتنا ولمستقبل المسلمين وللأمة الإسلامية .. أسمحوا لي بالنيابة عن الحكومة والشعب الماليزي وبكل فئاته وأجناسه المختلفة الثقافة والأديان أن أرحب بكم جميعا قادة الأمة الإسلامية هنا في العاصمة الإدارية بوترجايا ماليزيا .. لحضور المؤتمر العاشر لمنظمة دول العالم الإسلامي .. إنه لشرف عظيم لماليزيا أن تستضيف هذا المؤتمر في دورته العاشرة .. كما أود أن أشكر أيضا جميع قيادات الدول الحاضرة هنا كمراقبين من خارج المنظمة .. وذلك لكون بلادهم لديها تعداد كبير من المسلمين ولكنهم ليسوا أغلبية .. ودولهم ليستدول إسلامية في الأصل .. وسواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين فحضورهم هنا للاجتماع مع القيادات الإسلامية سيساعد كثيرا في فهم واضح للإسلام وإظهار أن الدين الإسلامي هو دين تآخي وتعارف فيما بيننا وليس دين إرهاب وتخلف وإلغاء للآخرين .

2- السادة قيادات العالم الإسلامي .. أن عيون العالم أجمع علينا اليوم .. على الأقل هناك 1.3 مليار عين وقلب مواطن مسلم حول العالم يراقبوننا ويأملون أن نخرج من اجتماعنا هذا بخطة تعيد لهم كرامتهم وكرامة الدين الإسلامي المهدرة عالميا .. وأخر آمالهم أن نتمكن حتى من الاتفاق على مد يد العون لمساعدة أخوانا وأخواتنا المسلمين الذين يعانون القهر والذل والإهانة في معظم أرجاء العالم .

3- لن أذكر هنا قائمة الإهانات والإذلال والقهر التي يتعرض له المسلمون في كافة أنحاء العالم اليوم .. وأيضا لن أشجب أو أندد بقا هرينا أو مذلينا .. فكل هذا لا يفيد اليوم .. فشجبنا أو تنديدنا لن يغير من الأمر شئ .. ولن يجعل قاهرينا أو مذلينا يغيروا من أسلوبهم تجاهنا لمجرد أننا شجبناهم ونددنا بهم .. فلو أننا حقا نسعي اليوم للحفاظ على كرامتنا وكرامة هذه الأمة وكرامة هذا الدين فعلينا نحن قيادات هذه الأمة أن نقرر هذا أولا .. وأن نقوم بالتغيير المطلوب واللازم لتحقيق هذا الأمر .

4- ولتكن البداية للحفاظ على كرامتنا وكرامة ديننا في أن نتحد كحكومات لدول العالم الإسلامي في مواقفنا . ليس بالضرورة جميع المواقف .. ولكن على الأقل على الحد الأدنى منها ..على تلك المواقف الدولية التي تمثل قضية مشتركة فيما بيننا .. على سبيل المثال وجود موقف موحد تجاه القضية الفلسطينية .. فنحن جميعا كمسلمين نعاني اليوم من القهر والإذلال التي يفرضه الآخرون علينا .. ولكننا كقياديين لهذه الأمة .. فلقد رفعناه الله درجة عن الآخرون من مواطني هذه الأمة بأن جعل منا حكاما .. إلا أننا في الواقع لم نظهر يوما ما أي موقف موحد قيادي بيننا .. موقف موحد بيننا لإظهار معني الأخوية في الإسلام ومعني الوحدة الإسلامية بين شعوبنا وحكومتنا . وهذا هو الحد الأدنى الذي يطالبه منا تعاليمنا الإسلامية .

5- للأسف الشديد لسنا وحدنا كحكومات إسلامية منقسمون .. بل كامل الأمة الإسلامية منقسمة اليوم على نفسها . . فمنذ قرابة 1400 عام والمفسرون و العلماء المسلمون يعيدون ويزيدون في التفسيرات القرآنية وبشكل متضارب حتى صار الإسلام الذي جاء به الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم ألف إسلام وألف دين وألف مذهب .. وجميعها تقريبا مضادة لجميعها .. حتى وصل الأمر لبعضهم تحليل قتل وسفك دماء أخيهم المسلم .. فعلى الرغم من أن الإسلام قد جاء ليوحد نا في أمة واحدة إلا أننا سمحنا لأنفسنا بالإنقسام لعدد كبير من المذاهب والطوائف والطرق الدينية .. وكل منها تدعي لنفسها أنها صاحبة الإسلام الحقيقي .. وباقي الملل والمذاهب للجحيم وبئس المصير .. وللأسف فلقد شغلتنا معاركنا المذهبية الداخلية عن معاركنا الخارجية .. معركة الوجود الإسلامي على هذه الأرض ككل . . فأعداء الإسلام لا يهتمون كثيرا عما إذا كنا مسلمين حقا أو نصف مسلمين أو ربع مسلمين .. بالنسبة لهم جميعنا مسلمين .. إرهابيين .. وجميعنا أشد أعدائهم . وجميعنا يستحق الزوال من على هذه الأرض .. ونستحق أن تحتل أراضينا وأن تسقط حكومتنا .. بغض النظر عما إذا كنا من أتباع المذهب السني أو الشيعي أو العلوي أو الدرزي .. كل هذا لا يهم أعدائنا .. فنحن يجب أن نقتل بأيديهم وأن ندهس مثل الحشرات بغض النظر عن مذاهبنا أو مللنا . ولقد أزاد الأمر سواء ودراما .. أن العدو المشترك لنا يتخذ من بعضنا حلفاءا يساعدونه على الهجوم على بعضنا لتدمير أخيهم المسلم وإضعافه وإفقاره .. وبمساندة المسلم لعدونا المشترك فإنه ببساطة يعمل ضد مبادئ الإسلام الأولية .. بل يعمل وكيلا للعدو لقتل وسفك دماء مزيد من المسلمين وإفقارهم .. فمنا نحن كمسلمين من يتعاون مع الأعداء لإسقاط حكومات إسلامية أخرى أو لبث العنف والفتن في بلدان إسلامية أخرى .. ولقد نجح عدونا المشترك نجاحا لا مثيل له في استخدمنا كوسيلة لإفقار بعضنا بعضا وإضعاف بعضنا بعضا .

6- ولهذا فسمحوا لي أن أؤكد هنا أننا كقياديين لعالم الإسلامي نتجاهل عن عمد أهم مطالب وأسس الدين الإسلامي .. نتجاهل عن عمد المطلب الإسلامي لنا بالتوحد والإعتصام بحبل الله جميعا وأن لا نتفرق .. ولكن ليس فقط مبدأ الوحدة التي نتجاهله .. فنحن تعمدا تجاهل أهم وأول ما جاء بديننا .. وهو أمر الفعل (( أقراء )) .. أي تحصل على العلم والمعرفة .. ولهذا استطاع المسلمون الأوائل من خلال فعل (( اقراء )) أن يبنوا حضارة عظيمة وأن يكون لديهم علم وفكر لأنهم فهموا حقا معني كلمة (( اقراء )) حيث قاموا بترجمة كتب فلاسفة اليونان .. وكل مل كتب قبل الإسلام ثم أضافوا عليه ما أضافوه من علوم إسلامية جديدة .. فكانت تلك أهم مساهمتهم في بناء الفكر الإنساني .. فالمسلمون الأوائال أخرجوا للعالم العديد من فطاحل العلم في الفيزياء والرياضيات والطب وعلم الفلك والملاحة وغيرها من العلوم … ولم يبعد إهتمامهم بعلوم الدنيا عن واجبهم الديني وأداء العبادات .. فتميزوا أيضا في علوم الدنيا وعلوم الدين .. لم يعطلهم علمهم عن أداء واجبهم الديني ولهذا كان المسلمون الأوائال قادرون على أن ينشروا الدين الإسلامي ويزدادون ثراء من خلال تجارتهم العالمية .. ومن خلال ثرائهم أستطاعوا أن يساهموا في تكاليف الدفاع وحماية أركان الأمة على الرغم من توسعاتها .. وأن يحموا ديار المسلمين في أي مكان في العالم .. وأن يوفروا لشعوبهم الأسلوب الأمثل للعمل والعبادة في آن واحد .. وجعل الدين الإسلامي ليس فقط آيات تحفظ بين دفتي كتاب .. بل نظام حياة يومية يعيشونها في مجتمعاتهم الإسلامية حينذاك .. فتحول الدين الإسلامي لدين عمل وعبادة ..

7- عندما كنا هكذا .. كان الإسلام في أعظم أوجه الحضارية .. بينما أوربا غارقة تماما في عصر الإنحطاط الفكري والعصور الوسطي .. وكنا متقدمين بالنسبة لعلوم تلك العصور .. وكانت الحضارة الإسلامية غنية ثرية في كافة المجالات وقوية وقادرة على حماية حدودها من أي عدو غاشم . وكنا قادرينعلى أن ننافس بلدان العالم أجمع. ولهذاكثيرا ما ركع الغرب الأوربي على أقدام علماء الإسلام من أجل السماح لهم بالخلل داخل تراثنا العلمي الإسلامي .. وكان من أهم هؤلاء العلماء المسلمين الأكابر مثل عبد الرحمن الثالث والمنصور وصلاح الدين الآيوبي وأخرين كثيرون لا يمكن ذكرهم أو عدهم هنا .. وجميعهم كان قادر على الرقي في العلم بقدر قدرته على حماية والدفاع عن أوطان هذه الأمة . فلم يعطلهم الدفاع عن الأوطان عن البحث والتعليم في علوم العصر .

8- إلا أنه في منتصف الطريق الحضاري الإسلامي خرج على هذه الأمة عدد من المفسرون والذين جاءوا بتفسيرات متعددة للقرآن الكريم حيث يعتبرون أن كل العلم وكل المعرفة تكمن في كتاب الله فقط .. وأنه لا يجوز البحث عن العلم الدنيوي لأن هذا الأمر غير إسلامي .. وبدأ المسلمون ينظرون للعلوم الدينية على أنها أهم العلوم التي يجب الخوض فيها والنيل منها وترك باقي العلوم الدينوية بل النظر إليها بعين إستحقار ومهانة .. فتركت العلوم الفيزيقية والرياضيات وعلوم الطب والفلك وأهملت وكانت هذه هي أول محطة لانحطاط الفكر والدولة الإسلامية .. وبدأ إرتداد الأمة الإسلامية جميعا لعصور الانحطاط مرة أخرى والتخلف والضعف في كافة المجالات وخاصة المجال الفكري والثقافي والفلسفي .. كما بدأت الحضارة الإسلامية في التآكل البطيء والضعف تدريجيا ومع ظهور بداية الدولة العثمانية بهيلمانها العسكري اختفت تماما حضارة المسلمين الفكرية والعلمية مع سقوط غرناطة عام 1492 .. وبدأ بزوغ الدولة الإسلامية المعتمدة على قوة السف وليس الفكر مثلما كان في السابق ..

9- ومع بداية الدولة العثمانية . .. بدأ المسلمون فكريا يتعلقون بشكليات الأمور تاركين جوهرها .. فنشغل المسلمون في توافه الأمور مثل هل لبس البنطلون حلال ولا حراما أو هل دخول المصابيح الكهربائية للمساجد حلال أم حراما .. و كانت الدولة العثمانية تقف وإلي حد ما موقف عدائيا للثورة الصناعية القادمة من الغرب .. مما جعل الأمة الإسلامية تفقد تما تلك الفترة .. وتفقد تماما فترة الثورة الصناعية وما صاحبها من إصلاحات على المستويات التعليمية و الإجتماعية . بل زاد الأمر سواء أن العالم الإسلامي نظر للثورة الصناعية القادمة من الغرب على كونها أحد وسائل الكفر والإلحاد .

وأستمر عصر الإنحطاط الحضاري الإسلامي .. وأستمر إنحلال الامة تدريجيا إليحين صحت فجاءة على مدافع الفرنسيين والبريطانيين على أبوابهم يدكون بلدانهم بمدفعية وبنادق هي نتاج طبيعي للثورة الصناعية التي أفتقدها المسلمون جميعا .. ولكنهاكانت لحظة أستيقاظ متأخرة جدا .. فسقطت جميع بلدان العالم الإسلامي غنيمة سهلة في يد المحتل الأوربي المدجج بأحدث منتجات الثورة الصناعية .. وتدريجيا سقطت أعمدة الدولة العثمانية يوما بعد يوم ..و استبدلت الإمبراطورية العثمانية بالمحتل الأوربي سواء كان فرنساوي أو بريطاني .. وسيطرت دول الإحتلال على جميع أركان العالم الإسلامي .. أحتلوا دول العالم العربي بعدما خدعوا العرب موهميهم أنهم جائوا لتحريرهم من الاتراك فرحب بهم العرب دون أن يدركوا أنهم يستبدلون محتل تركي بمحتل أوربي .. .. وإلي حتى نهاية الحرب العلمية الثانية عاش العالم العربي تحت ظل هذا المحتل الأوربي إلي أن تقلصت نفوذه بعد الحرب العالمية الثانية . حين تحرر الشرق العربي .

[Mohd Hafez]

10- وإلي جانب موافقتنا كشعوب على التقسيم الغربي لوطننا العربي وتحويله إلي دويلات وإقطاعيات بين المحتل البريطاني والفرنساوي .. إنقسمنا أيضا فكريا .. فبعضنا ولأسباب سياسية كونوا جماعات سياسية ذات توجهات دينية معينة أختطفت لنفسها الدين الإسلامي متهمين الأخرين بأنهم كافرون أو غير مسلمين .. وزاد الإنقسام مع ظهور جماعات جديدة تمزق الفكر الغسلامي أكثر وأكثر .. فبعضهم يرفض بعضهم .. حتى وصل الأمر لبعضهم إلي رفض الإسلام تماما كليا أو جزئيا .. وترفض حتى أن تعطيه حق الوجود الفكري ضمن باقي الأيدلوجيات الفكرية .. أو ترفض وجوده ضمن أي معادلة ديمقراطية في البلاد . فأي فكر أو أيدلوجية يمكن أن يكون لديها وجود إلا الدين الإسلامي .. حتى إذا وصل الفكر الإسلامي يوما لمصاف السلطة في جو ديمقراطي .. قام البعض بالتدخل وإثارة العنف ضده ومنعه من الحكم بشتى الطرق (( يتكلم ضمنيا عن الجزائر )) .. ولا يهم كم سيسب هذا العنف من تفكيك للدولة ولمكانتها المهم عدم وصول الفكر الإسلامي للحكم .. وهكذا و مع تراكم الأخطاء يوما بعد يوم .. ضعفت الدول الإسلامية والأمة جميعا حضاريا وثقافيا واقتصاديا وأمنيا .. وعلى الرغم من حصول معظم الدول الإسلامية على أستقلالها بغية الإعتماد على النفس وبناء الذات بشكل عملي وعلمي والتعلم من دروس التاريخ .. إلا أنه يبدوا أننا لم نتعلم من التاريخ أي درس بالمرة .. فبعد الأستقلال زاد ضعفنا ضعف .. فجميع الدول الإسلامية كانت تدار من قبل سئ جدا من قبل قادتها مما أعطي الفرصة للأوربيين أن يتعدوا مرة أخرى على حدودنا وزرع دولة إسرائيل داخل أوطاننا .. فلقد زرع الأوربيون دولة إسرائيل داخل وطننا الإسلامي كحل نهائي لمشاكلهم هم كأوربيون مع يهود أوربا .. فصدروا مشكلتهم لنا .. ولم نكن قادرين حتى على فعل أي شئ على المستوي السياسي أو العسكري لمنع صدور وعد بلفور الذي منح الصهاينة دولة لهم في فلسطين.

11- للأسف يري البعض التطورات التي طرأت على الأمة الإسلامية على أنها جزء من سيناريوا إلهي .. وجزء لا يتجزء من الإرادة الإلهية لقدر هذه الأمة .. وأننا بهذه الحالة الوضعية أفضل كثيرا من أعدائنا .. حتى أن بعضنا يعتقد أن الفقر والبؤس هما شئ أصيل في العالم الإسلامي وأنه لا يصح أن نكون أغنياء بل فقراء تعساء .. لأننا سننال جنة تجري من تحتها الأنهار في الأخرة .. فلنترك الدنيا لأصحاب الدنيا ونركز فقط على الأخرة في حياة الخلد .. وأن ما علينا في هذه الدنيا هو أداء العبادات التي تؤهلنا للوصول للجنة الأخرة .. وأن نرتدى الزي الإسلامي وأن نظهر بمظهر إسلامي مثل الذقن والقميص القصير .. فقط نبدوا مسلمين في أشكالنا دون أي مرعاة للجوهر . . وما دون ذلك من معالجة لأسباب ضعفنا وتخلفنا أو عدم قدرتنا على مد يد العون لأخواننا الذين يهانون ويذلون يوميا في أماكن عدة حول العالم .. كل هذا لا يهم كثيرا .. فعذابهم وإهانتهم تقع تحت بند الخلاص للوصول إلي جنة الخلد .. فكلما يحدث لنا هي مشيئة إلهية .. فالمعناة والذل الذي نعيش فيه يوميا هو قدر إلهي لا مفر منه .. قدر مكتوب في صفحاتنا وفي أخر السطر إذن بدخولنا لجنة النعيم .. وعلينا تقبل قدرتنا بروح سعيدة ورضى .. بل يجب عمل لا شئ تجاه رفع المعاناة عنا .. فهذا معناه عرقلة لمشيئة الله .. والسؤال الهام هنا .. هل حقا فقرنا ومعاناتنا وآلامنا هو جزء من الإرادة الإلهية لقدر هذه الأمة .. وأنه يجب عمل لا شئ تجاه هذا الأمر .. لا يمكن هذاأن يكون قرا إلهيا .. بدليل أن الله تعالي قال في سورة الرعد الآية 11 .. إن الله لا يغير ما بي قوم حتى يغيروا ما بي أنفسهم .. فالله يطلب منا تغيير ما بي أنفسنا ليطبق علينا بقية سنته في تغير حالنا ..

12- فلو نظرنا لحال المسلمون الأوائل … لقد كانوا مقهورين معذبون مذلولين مثلما نحن اليوم .. ولكن إخلاصهم للنية ولصدق عزيمتهم في إحداث تغيير ما بي أنفسهم نجحوا أن يغيروا حالهم تماما . وبارك الله لهم .. وساعدهم في بناء حضارة إسلامية عظيمة .. ولهذا أتسائل اليوم .. ما هو المجهود المخلص الذي فعلناه نحن قيادات هذه الأمة حتى اليوم لإحداث تغيير في أنفسنا أو في مجتمعاتنا .. ماذا فعلنا .. فموقفنا اليوم أفضل بكثير من موقف الصحابة أيام رسول الله صلي الله عليه وسلم .. أسهل بكثير .. فاليوم أنعم الله علينا بلا سبب بالكثير من الخيرات .. كما أننا كمسلمين نصل لقرابة سدس سكان العالم ولدينا كميات ضخمة من الثروات الطبيعية وأكبر مخزون بترولي عالمي موجود في أراضينا .. ولدينا العديد من العلماء المسلمين المخلصين في كافة التخصصات ونعلم تماما قواعد اللعبة والنشاطات الاقتصادية والمالية .. ونسيطر على قرابة 57 دولة من ضمن 180 دولة في العالم .. ولنا صوت ضخم مفي جميع المنظمات العالمية .. ويمكن أن ندير دفة الأحداث لصالحنا وإحداث تغيير كبير جدا لمعظم قضايانا المشتركة . .. فنحن في وضع أفضل بكثير من وضع المسلمون الأوائل .. ونحن ولدنا ورضعنا الإسلام من صغرنا وليس مثل أجدادنا الذين تحولوا من كفرهم بالجاهلية إلي الإسلام وقبلوا أن يكون هدي رسول الله إرشاد لهم .. إلا أنه كانوا أفضل منا بكثير .. لقد نجحوا في الدفاع عن بلدان هذه الأمة ووضعها في مصاف الأمم الحضارية .. والسؤال هنا .. ماذا حقا فعلنا لهذه الأمة ؟؟ لماذا نحن ضعفاء اليوم على الرغم مما لدينا من عناصر للقوة ؟؟ لمـــــــــــــــاذا ؟؟؟؟؟ هل هي إرادة إلهية ؟؟ أم لأننا فسرنا ديننا بشكل خاطئ ؟؟ أم لأننا فشلنا في الالتزام بتعاليم الدين الإسلامي الصحيح وأتبعنا ما جاء به المفسرون ؟؟ أم لأننا دائبتا على فعل الأخطاء .. ولا نعرف كيف نفعل الصح بعد ؟؟ نحتاج اليوم أن نجد جواب لأسباب ضعفنا .

13- لقد طلب منا الإسلام وبشكل جماعي أن نعتصم بحبل الله جميعا وأن لا نفترق وأن نكون دائما مستعدين للدفاع عن الأمة وعن كرامة شعوبنا وديننا .. وأنه لا بد أن نكون أقوياء في زمن الحرب وزمن السلام أيضا .. إلا أننا وللأسف الشديد اعتقدنا أن أفضل وسائل الدفاع عن الأمة لابد أن تكون في نفس الوسائل التي دافع بها رسول الله والصحابة عن الآمة في القرن الأول الهجري .. إلا أن تلك النوعية من الأسلحة لا يمكنها بتاتا الصمود أمام ما لدي أعدائنا من أسلحة عصرية .. وأصبح من غير المقبول أن نربي أولادنا على الفروسية وركوب الحصان ليدافعوا عن الوطن أمام الطائرة والمدفع والصاروخ .. نحن نحتاج لوسائل عسكرية دفاعية وهجومية متماشية مع العصر وكل عصر . نحن نحتاج لدبابات وصواريخ وطائرات وناقلات طائرات وغواصات من أجل الدفاع عن كرامة هذه الأمة .. ولكن للآسف الشديد ليس لدينا من يصنع كل تلك الأسلحة .. لأننا منذ زمان بعيد أهملنا علوم الرياضيات والفزيقياء وعلوم الطب والهندسة .. وصارنا نعتمد على تسلحنا من مصانع أعدائنا .. كل هذا بسبب التفسيرات السطحية للقرآن الكريم .. حيث تم التركيزى شكليات الأمور وليس جوهرها .. حيث تفنن البعض في تجميد الإسلام في قولب تاريخية جامدة فتمسك بالتفسير الحرفي لكلمات الأحاديث دون مرعاة للظروف والملابسات المحيطة بالآية أو الحديث .. وللأسف الشديد لازال لدينا في أوطاننا العديدون الذين يعتقدون أنه لابد من نسخ كل ما كان في القرن الأول الهجري وبكل وسائل معيشته وإعادة إحيائه في عصرنا الحالي حتى يصير الإسلام حقا نهج لحياتنا ..وكأن الإسلام لم يأتي إلا ليتعايش فقط مع ظروف وملابسات القرن السابع الميلادي فقط .. وحتى ولو فقنا هؤلاء الأفراد بالعود للقرن الأول الهجري .. فهل سيتركنا أعدائنا أن نفعل هذا أم أنهم سيستغلونها فرصة لإبادتنا جميعا . . فسوف يستغل أعدائنا بساطتنا وتخلفنا عن العصر سببا للسيطرة علينا والتحكم فينا مثلما فعلوا مع الهنود الحمر ..

14- صدقوني .. فالحق أقول لكم اليوم .. إن الإسلام الحقيقي ليس فقط هو إسلام القرن السابع الميلادي فقط .. بل يمكن أن يكون لباقي العصور .. إن الإسلام خلق ليعيش ويتفاعل مع الزمن .. وتجميده في قوالب القرن الهجري الأول هو سبب معظم ما بنا من تخلف ومصائب اليوم .. فالزمن قد تغير كثيرا عن ما كان في عصر رسول الله صلي الله عليه وسلم .. وأنه يجب علينا أيضا أن نتغير .. لا يعني أن ذلك التغيير أن نغير ديننا .. بل ما نطلبه هو العكس تماما .. هو تطبيق ما به من تعاليم .. تطبيق ما به من تعاليم في سياق العصر والزمن .. وزمن اليوم وملابساته تختلف تماما عن زمن وملابسات القرن الأول الهجري .. فالدين الإسلامي ليس خطأ .. بل الخطأ كل الخطأ في تفسيرات المفسرون وكبار علماء الإسلام .. والذين هم ليسوا برسل معصومين .. بل رجال مخلصين أجتهدوا بشكل مخلص وفقا لظروف وملابسات عصرهم .. ولكنهم أولا وأخيرا بشر .. والبشر مخطئ بطبعه .. فهو محدد العلم والمعرفة مهما كان إخلاصه .. وأن معرفته محدودة بزمنه وظروفه .. فليس من العيب بتاتا أن يخطؤا .. بل العيب كل العيب أن نعصمهم من الخطأ .. ونري في خطأهم قدس الأقداس الذي لا يجب بتاتا انتهاكه أو نقده .. فما بين يدينا من تفسيرات اليوم هي تفسيرات خاطئة وفقا لمقاييس هذا العصر .

15- نحن نريد الرجوع للأسس الأولية للدين الإسلامي . ونقيس أنفسنا على تلك المقاييس ونسأل أنفسنا .. هل نحن حقا مؤمنون بهذا الدين . هل نحن حقا نمارس تعاليم هذا الدين التي طلبها الله منا وطلب منا التمسك بها وتنفيذها .. وهل نحن اليوم نمارس الإسلام الذي جاء به رسول الله صلي الله عليه وسلم . وللإجابة على هذا السؤال .. أننا لا يمكن أن نكون حقا مؤمنين بالإسلام .. لا يمكن أن نكون مؤمنين بهذا الدين بنفس ما كان عليه الجيل الأول من المسلمين .. فلقد فرقتنا المذاهب والطرائق والطوائف .. حتى جعلت منا جميعا مسلمين في الشكل وليس في الجوهر .. فجوهرنا متعارض بعضه مع بعض .

16- إن واقعنا اليوم لهو مؤسف للغاية .. فأفراد الامة الإسلامية يعاملون بمنتهي الذل والقهر وقلة الشرف والكرامة في جميع أنحاء العالم .. وديننا يهان ويتعدي عليه ليلا نهارا ونحن غير قادرون حتى الدفاع أو نقد قاهرينا ومذلينا .. وأماكنا المقدسة تدنس ليلا نهارا دون أن نكون قادرين على فعل أي شئ تجاه هذا الأمر .. وبلادنا تحتل وشعوبنا تموت أمام أعيونا جوعا وفقرا ونحن غير قادرين على فعل أي شئ .. فلا يوجد اليوم أي بلد من ضمن البلدان الإسلامية تعتبر حقل مستقلة .. جميعا كحكومات نعيش تحت ضغط خارجي لتتماشى سياستنا مع سياسية قاهرينا ومذلينا .. لنخضع لهم أكثر وأكثر .. وعلينا أن نتقبل إملاء السياسيات علينا .. وكيف يجب أن نتصرف وماذا يمكن أن نقول ماذا يجب أن لا نقول .. وكيف نحكم بلادنا وكيف نفكر .. فأعدائنا اليوم قادرون على غزو أراضينا بكل سهولة ويسر وتدمير مدنا وقرانا وقتل شعوبنا كالحشرات .. وما علينا غير الوقوف مكتوفي الأيدي أمام سفك دماء شعوبنا كالعادة نشجب وندد .. بكل صراحة ليس لدينا الوسيلة للدفاع عن أنفسنا تجاه أي عدوان علينا .. لا يمكنا الصمود أمام ماكيناتهم العسكرية الجبارة . لا يوجد لدينا شئ على الإطلاق في أيدينا يحمينا من ظلمهم وعجرفتهم .. والسؤال هنا .. هل الإسلام هو السبب فيما وصلنا إليه ؟؟ أم لأننا فشلنا على مدار العصور الماضية أن نقوم بدورنا وفقا لما يطلبه ويمليه علينا ديننا .. لابد من التغيير مع العصر للتماشي معه وليس مواجهته .. من يمكن له أن يقاوم الزمن ؟؟..

17- جميع ردود أفعالنا السابقة كأفراد أو قيادات لهذه الأمة المهانة ليلا نهارا لم يزد عن بيانات تنديد وشجب وإعلان عن غضبنا لما يحدث لنا أو لأي من أخواتنا … وكلما زادت مهانتها وإذلالنا زاد غضبنا وشجبنا لما يحدث .. ولكن الناس الغاضبة هي ناس غير قادرة على التفكير السليم والتحليل للموقف بشكل عقلاني .. لذلك كانت جميع ردود أفعالنا مجتمعة هي ردود أفعال غير واقعية .. لذلك قام بعض منا بشن هجوم غير مرتب وغير منظم كرد فعل غاضب لما يجرى لنا من مهانة ومذلة . فقتل ضمن من قتل أخوة له في الإسلام أو مدانيين غير مسلمين .. بينما حكومات الدول الإسلامية تقف عاجزة عن السيطرة على عمليات الأفراد الانتحارية الانتقامية والتي يقوم بها الأفراد بعدما فشلت الحكومات في فعل شئ ولو بسيط للدفاع عن كرامة هذه الأمة المجروحة .. وعليه قام الأعداء برد فعل انتقامي أكبر بكثير من حجم الفعل الذي قام به الأفراد المسلمين .. ولكنه قام برد فعل منظم مرتب تأكد أن ما سببه من خسائر داخل المجتمع المسلم يعادل على الأقل عشر مرات ما أحداثه الفرد المسلم من خسائر في صفوف العدو .. ثم تلي ذلك مرحلة الإملاء وفرض الشروط على الحكومات الإسلامية .. ثم إجبار دول العالم الإسلامي على على قبول العديد من الأمور التيما كان لها قبولها إلا للوضع الضعيف الخطير التي هي فيه بسبب عدم قدرتها على السيطرة على مواطنيها والذين يهاجمون العدو بشكل فردي وعشوائي . لم يكن أمام كل تلك الحكومات الضعيفة غير قبول كل ما يملي عليهم من برامج للأعداء .. وبمعني أدق وصريح تم التنازل تدريجيا عن استقلال تلك البلدان الإسلامية لصالح الأعداء وتلبية لمصالح أعداء الأمة . . وكلما زاد خضوع حكومات الدول الإسلامية لهيمنة العدو .. كلما زاد غضب مواطني هذه الأمة ومن ثم بدأ دورة جديدة من العنف بين مواطني هذه الأمة بشكل منفرد وبين أعداء الأمة ..فكلما بدأ ظهور مبادرة لتثبيت السلام بين حكومات الدول الإسلامية وعدوهم قام أحد المواطنين الغاضبين بعملية انتحارية غير محسوبة مسبقا .. ووضع كامل البلاد والمجتمعات للضربات الانتقامية للعدو بحيث لا يتم سلام بين الحكومات الإسلامية وبين حكومات العدو وعدم الوصول إلي حل لتسوية الصراع بينهم .. وعليه فلم يزيد محاولات هجوم الأفراد المسلمين على الأعداء في حل القضية والخلاف بين المسلمين وأعدائهم بل ببساطة زاد في تعقيد القضية . وضع مصالح المسلمين دائما في موقف صعبة وتحت ضغوط عالمية شديدة .

تم تعديل 23 أكتوبر 2003 بواسطة EGYPT5