اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

الرجل الذي لم أعرف حتي اسمه ..


محمد عبده العباسي

Recommended Posts

الرجل الذي لم أعرف حتي اسمه ..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت

ظللت لفترة من الزمن أجهل السر الذي من أجله يحمل هذا الرجل الذي لا يعتني بهندامه كثيراً لفافة ضخمة من الكتب والصحف ..

في البدء كنت أراقبه عن كثب ، رأيت أن من الواجب علّي مساعدته ، لكنني في الحقيقة تراجعت فقد كانت نظراته تنبئ بقسوة ملامحه وأنا لا أحب هذا النوع الجهم من البشر ، فلا شك أنه نوع لا يبشر بأي نجاح في الإقتراب منه ..

يسير الهويني حاملاً تحت إبطه المعروق صحفاً وكتباً يميل لونها للإصفرار ، يبدو لمن يراه للوهلة الأولي مثل أسد قديم ، تمنيت أن أري بيته من الداخل فهو علي مايبدو سيكون مثل مغارة علي بابا”مخزناً هائلاً يكتظ بالعديد من الصحف والكتب ..

كان الرجل عجيباً وغريباً في آن واحد ، مظهره يمنحك الفرصة لمتابعته ومحاولة كشف اللثام عن شخصيته ، كان يغذ الخطي ، يضع علي عينيه نظارة اللتين بلون السكر المعقود نظارة طبية سميكة تستند إلي طرف أنفه الضخم ، ويرتدي بذلة كاملة في عز الصيف وله رابطة عنق تبدو نحيلة تماماً كصاحبها ، ودع أكثر من ستين عاماً من عمره ، يبتسم نصف ابتسامة ..

عرفت مدي اهتمامه بشراء العاديات والتحف والكتب القديمة ، وبعدها بمثابة الغنيمة التي يحصي عليها بعد لأي ..

في مدينتي تنتشر أماكن بيع المقنيات القديمة التي استغني عنها أصحابها أو ماتوا وتركوها للورثة الذين لا يعرفون قيمتها التاريخية أو الحقيقية :

ـ ستنبئك الأيام فيما بعد بخبرها ..

قالها لي في اقتضاب شديد بعد أن سألته وهو ماضٍ إلي غايته يصعد درجات سلم بيته متمهلاً ويرسل سعاله المتقطع الذي يصل إلي مسامعي وحين يصك صوت الباب أذني أعرف بأنه قد ولج من باب شقته المسحورة ..

لم أجد سبيلاً للإقتراب منه سوي اصطياد الصحف القديمة الملقاة علي سطح عربات الباعة الجائلين ، أو تلك التي يبيعها باعة الأشياء القديمة ..

تجار الفاكهة عند ناصية شارعنا يعرفون نهمي وشراهتي في القراءة ، راحوا بكثير من الإمتنان يمنحونني الصحف القديمة دون أي مقابل سوي ابتسامات صغيرة أمنحها لهم ، يزداد إعجابهم بي يوماً بعد يوم ، بل ويدعونني بإسم ” محمد التابعي ” أمير الصحافة العربية الذي ولد في ضاحية الجميل غربي مدينتي الباسلة ، نظراتهم تنم عن اعجابهم وفخرهم بصبي في مثل عمري لم يبلغ الثانية عشرة من عمره يقرأ الصحف :

ـ إنها حالة فريدة ..

قال واحد منهم وهو يعض علي نواجذه وقد زحف الشيب إلي

شاربيه وفوديه ولم يستطيع تعلم القراءة أو الكتابة ..

في البداية كان الباعة ينتظرون أن أرد لهم بضاعتهم ولكنهم بعد ذلك اعتادوا علي الأمر فلم تعد لديهم الفرصة للإنتظار..

كان الرجل النحيل الذي له شارب يشبه شارلي شابلن ، ويعتمر فوق رأسه قبعة إن أزاحها بانت رأسه الصلعاء ككرة مطاطية ضخمة مما حدا بالجزار السليط اللسان أن يمازحه بسماجة تصل إلي حد الصفاقة ولا يكف عن النيل من سيرته وهو الذي لا ينتهي من سن سكاكينه الضخمة بـ ” المستحد 1″ استفزازاً للرجل الهادئ الذي لا يعره انتباهاً ويداعبه :

ـ إنه يشبه عود الحطب ..

الجزار لا يطيق سماع سيرة الرجل فيظل ينعته بأحط الصفات ، ويغني بأعلي صوته مقلداً صوت محمد عبد الوهاب :

ـ إمتي الزمان يسمح ياجميل ..

وتلمع في الشمس صفحة السكين وهو يسنها علي طرف هذا

“المستحد”

فيرد عليه صبيه المتسخ الملابس دائماً :

ـ وماذا يأخذ الريح من البلاط يا ” معلم “؟..

والمعلم لا يكف عن الثرثرة ، ولا يستنكف عن ترديد كلمة :

ـ شيوعي ..

لم أكن أعرف معني الكلمة ولا اهتممت مرة بمعناها ، ولم تعلق بذهني طويلاً ، وقلت لنفسي لعلي أعرف معناها فيما بعد ..

تتجمد ملامح الرجل كأنما هو يستعد لأن تلتقط له صورة فوتوغرافية كلما التقت عيناه بعيني الجزار كأنما يخشي مرة من أن يذبحه علي قارعة الطريق ..

وتؤكد تلك الملامح الجامدة مدي مايشعر به الرجل من بغض الجزار له ، فهو يبادل الجزار نظرات استعلاء وازدراء واستهانة ، فالجزار لا يكف عن الخوض في سيرته والنيل منه دون سبب معلوم ، ويظل يردد التهم المشينة ضده من أجل نيل رضا رجال الأمن والعسس علي وجه الخصوص ، وتحت هذا الستار الزري

من الظلم البين يطيب له أن يتلاعب في الأسعار كيفما يشاء ..

استمرت لعبة القط والفأر بين الرجلين لفترة من الزمن انتهت بزمن حرب يونيو عام 1967م ..

يجلس الجزار مشمراً جلبابه عن ذراعين مفتولين كأنهما لبطل روماني ، وشاربين كثين ينمان عن قسوة بالغة ، وساقان كأنهما لثور ضخم ، لا يكف عن مضغ الـ ” كيوي 2″ ولوك الشطائر المحشوة بالكبد المحمرة ، وعلي الرغم من زواجه لأكثر من مرة

إلا أن نظراته لا تكف عن محاصرة النساء ومتابعتهن ودعوتهن لشراء أجزاء معينة من اللحوم أوصي بها داود في ” التذكرة”

فهي تزيدهن جمالاً وتمنحهن القوة وبأسعار لا تخطر لهن علي بال ..

حتي جاء اليوم الذي ظل حديث الناس لفترة من الزمن ، يبدو كما قيل في أول الأمر أن واحدة من النساء تعرضت للتحرش من بذاءاته فأوشت به إلي أصغر نسائه فجاءت علي الفور ترفي في ثياب فاقعة وتلوك قطعة ضخمة من ” العلك 3″ وكانت من الضخامة تبدو مثل تنين تدب في سيرها علي الأرض دباً ، خلعت برقع الحياء وراحت تكيل له السباب من العيار الثقيل وهو قانع خانع يدلدل رأسه بين كتفيه ، وأجراس الخطر تدق منذرة بإستخدام مداسها وقت الحاجة ، وتبرز أساور مذهبة لا يعرف عددها محدثة صوتاً مجلجلاً ومصاحباً كأنه كورال مساعد ..

دهش الجميل وهم يرونه مهزوماً فزادت الشماتة في عيونهم ، ورأيت الرجل الطيب من خلف أصص الزهور في شرفته يرقب الموقف وهو أشد دهشة حتي ضرب كفاً بكف ..

ازدرد الجزار ريقه وتناول كوباً من الماء أحضره له صبيه علي الفور ، ومسح عرقاً تفصد علي جبينه بطرف جلبابه ، وابتسم ابتسامة ثعلب وامتص ثورة ” المجنونة” وتقبل إهانتها في هدوء

في هذه الفترة منن العمر كان اهتمامي الأول ينصب علي التعرف علي كل شئ حولي ، الشوارع ، الميادين ، البحر ، قناة السويس ، دور السينما بما تعرضه من أفلام فريد شوقي وعبد الحليم حافظ ، فاتن حمامة ، مديحة يسري ، أودري هيبورن وسوزان هيوارد وجاري كوبر وشابلن ، إلا أن العالم السحري الذي كان طاغياً علي حياتي هو القراءة ..

قرآت تشارلز ديكنز وانبهرت بقصصه المترجمة التي أوصاني نظمي رمزي بقراءتها ، أترقب بشكل دائم صدور مجلة سمير يوم الأثنين ومجلة ميكي يوم الخميس ، ومجلة بونانزا حسب الصدور ، وأجد نفسي موزعاً بين السباحة في ماء البحر وبين السباحة بين السطور ورحت أغوص في الأعماق دون أن أنتبه أو يوقظني من أحلامي تلك أي أحد سوي صوت أبي يناديني أو يد أمي وهي تلملم قصص كامل كيلاني ومحمد عطية الأبراشي ومحمد سعيد العريان ومحمد أحمد برانق من بين يدي وتدثري بالغطاء لأغط في النوم وأنا أردد ما حفظت من أشعار محمد الهراوي ..

عرفت هؤلاء الناس جميعاً وأنا لم أبلغ الثانية عشرة من عمري من خلال رئاستي لأسرة أصدقاء المكتبة التي اضطلعت فيها بدور توزيع القصص علي أترابي في الصف الدراسي فكنت أنتقي أفضلها وأحدثها وأجملها كما يشير علّي أمين المكتبة الذي لا يمكن لي أن أنسي اسمه : رمزي نظمي ..

كنت أنقض علي القصص انقضاضاً ولا أكف عن التحليق في عالم أبطالها في الوقت الذي لا يأبه البعض من أترابي في الصف إلا في البحث عن الصور أو اللهو أو العبث ..

لم يكف الرجل الطيب عن الخوض في السياسة والحديث عن الزعيم جمال عبد الناصر وعن الرئيس الأمريكي جون كيندي وقصة إسلام بطل الملاكمة العالمي كاسيوس كلاي الذي أصبح اسمه محمد علي ..

وسنحت لي الفرصة أن أري محمد علي عن كثب ، وأن ألمس يده القوية التي ظننتها أضخم مئة مرة من هذا الحجم ، ربت البطل علي كتفي مودعاً وهو علي باب الصالة المغلقة في الإستاد لا أعرف لغة أحدثه بها ، فلم أجد سوي أن أقول له :

ـ محمد علي ، لا إله إلا الله ..

رد علي الفور في لهجة محببة :

ـ محمد رسول الله ..

قالها مبتسماً ، وأشار بيده في الهواء ، وابتسم ابتسامة كبيرة ومعه شقيقه عبد الرحمن الذي داعب شاباً يحمل نفس إسمه بقبضة من يده بادله الشاب بمثلها علي الفور ثم تعانقا ..

حكيت للرجل هذه القصة وهو ينصت في اهتمام بالغ ، وصاحبي العربي يؤكد له علي صدقها فقد كنا معاًلا نفترق إلا ساعات النوم فقط ..

ويحكي عن فيديل كاسترو ورفيق كفاحه تشي أرنستوا جيفارا ونيكيتا خروتشوف وشواين لاي وأنا أسبح في عالم لا مرئي لا يستطيع أي أحد اللحاق بي ..

طاولة الطعام تنوء بحملها من الكتب والأوراق والمجلات والصحف ، كثير منها لم يفضض غلافه ، وهناك الكتب التي تتراص في احترام كالجنود علي رفوف الكتبة التي غطت كل الجدران ، تبدو الحروف المذهبة علامة علي أناقتها ومدي اهتمامه الرجل بها وإنفاقه بسخاء علي شرائها واقتنائها ..

رأيت للمرة الأولي كتاب ” الأغاني ” ونفضت الغبار عن كتاب قديم آخر ، شممت من رائحته مايشبه رائحة التاريخ وعبقه ، سطوره الأولي أصابتني بعدم الفهم ،المؤلف اسمه طويل لم استطع لضم حروفه العربية بسهولة ويسر ولم أعد لعبث كهذا مرة أخري ..

جهاز التلفاز قديم ، ربما يرجع طرازه لأوائل ظهور هذا الصندوق العجيب ، قرر صاحبي أن يشغله :

ـ فلنخربه إذن ..

قالها وهو ممتضع وراح يلصق علي شاشته أوراقاً ملونة كتلك التي نغلف بها كراساتنا المدرسية ، رفضت بالطبع لأن ذلك سيسبب للرجل خسارة أو يترك في نفسه بعض الغصة ..

ينبعث من بعيد صوت غناء لسيدة ، جهاز ” جرامفون ” عجيب أراه للمرة الأولي واسطوانة سوداء تدور تحت إبرة ، قال الرجل: ـ الست منيرة المهدية ..

لم أكن أعرفها فلم انتبه لنقاشه الذي انشغلت عنه بالبحث داخل هذه المغارة العجيبة والرجل يضع علي موقد الجاز قهوته ،مطبخ بيته علي مايبدو لا يستوعب سواه فهو أضيق مكان في البيت ناهيك عما يتراص علي أرضه من كتب ومجلات وصحف ..

جاءنا بعصير التفاح منوهاً بذلك ولكن نظرات صاحبي أوقفتني عن التلذذ بتناوله وقال هامساً بعد انصراف الرجل :

ـ خمر ، أو شئ مخدر ..

أصررت علي تذوقه ولو بطرف لساني ، كان طعمه لاذعاً مما حدا بي إلي تصديق مقولة صاحبي وإلي التراجع عن تناوله خشية أن يوشي بي إلي أمي التي لا ترحم إزاء أي خطاً ولا تترك أمراً يسير علي عواهنه إلا إذا قدمت مقابله عقاباً صارماً ، علقة ساخنة مثلاً تستخدم فيها نوعاً منى الخيزران اشتراه أبي من تجار صناعة كراسي البامبو وهم رجال سود جاءوا من بلاد النوبة في جنوب مصر ، لا أحد يعرف مدي قسوة ” أم علي ” وهذا اسمها إلا من ارتسمت خطوطها علي ظهره أو رجليه ..

اهتم صاحبي كثيراً بصور النساء الجميلات اللأئي أحاطها الرجل بإطارات مذهبة اهتم بتلميعها ، راح صاحبي يلصق القبلات علي شفاه النساء ويهيم فيهن حباً وهو يقلد أبطال أفلام السينما ..

” لو أنني أمتلكت كل هذه الأشياء لصرت الآن في عداد الأثرياء الذين لا يكفون عن اقتناء كل ماهو قديم وغريب ونادر ، لقد كانت كالكنز النادر “..

دارت الأيام ومرت السنوات وعدنا من رحلة التهجير القسري ، صاحب البيت الذي اشتراه بعد سنوات الإنفتاح الإقتصادي قرر هدمه ، لم يفكر في شئ سوي أن يتخلص مما في الشقة المغلقة التي لم يعد شاغلها مرة أخري إلي المدينة ، أمر صاحب المخبز المجاور أي يأتني بصبيانه وزبانيته ليلملوا كل شئ وليلقوا به في أتون النار دون مقابل ..

كانت البهجة ترتسم علي محيا الجزار الذي رأي الفرصة سانحة لينتقم من غريمه الذي ضاع مع الحياة ..

رأيتني أبكي بكاءً شديداً وشماتة الجزارتملأ أذناي ، والبلدوزر يزيل المبني من أساسه ويسوي به الأرض :

ـ يا الله ، لقد كان يحوي جيوشاً من الحشرات ، والمئات من الجرذان التي تهدد حياة الناس ..

رأيت ” الآلة الكاتبة ” وهي تلقي من النافذة مهانة فتسقط من يد من التقفها كالجثة الهامدة ، تذكرت يوم جلست في حضرتها المهيبة ، وأنا أتعجب كيف يمكن للمرء أن يضغط علي حروف مكتوبة علي أزرارها تصطف بعدها الكلمات سطوراً فوق الورقة البيضاء ، لم أكن قد رأيتها قبلئذ سوي في الأفلام السينمائية تدق عليها الفتيات الجميلات برفق أناملهن وفي سرعة ، حاولت تقليدهن ، لكن الرجل قال :

ـ لا بد من وضع ورقة بيضاء ..

استهوتني اللعبة ، كان صاحبي قد أخذ يضايقني بسحب الورقة فأضع غيرها ، أبدأ في الكتابة وهو يصر علي أن أكتب اسمه واسمي جنباً إلي جنب ، أضع ورقة ومعها أخري وبينهما ورقة من أوراق الكربون وبعد محاولات الكتابة أجد ورقة الكربون قد وضعت بشكل معكوس ، فأخذنا نتبادل الضحكات الصغيرة الدالة علي سذاجتنا ، وحين خرجت الورقة من بين ضلوع الآلة الكاتبة وجدناً حروفاً غريبة مدغمة وغير مترابطة ..

قال الرجل وهو يسدي لنا النصح :

ـ لابد من دراسة قواعد النسخ علي الآلة الكاتبة ، هناك مدارس متخصصة تقوم بتدريسها كمادة دراسية أساسية ..

ثم رأيت ” الثعلب المحنط ” الذي خفته في المرة الأولي حين واجهني عند مدخل الشقة ، وثمة رجل يحمله متأففاً ومرتعباً في نفس الوقت ثم ألقي به فوق أكوام الكتب والصحف وشعرت بالغثيان والعربة التي يجرها حصان قوي تشق الطريق مبتعدة عن الكومة الهائلة من الأوراق التي تم اشعال النارفيها للتخلص من العتة وأمراض الورق ..

قطعت الطريق عدواً مثل نيزك بقر بطن المدينة أستغيث بناسها من حماقات لا أحد يدري ما سببته لي من أسي وحزن ..

شعرت بصدري كالبالون الضخم يحملني بعيداً بعيداً ونار المخبز تلتهم أحلامي ، وسمعت أذناي عواء الثعلب وهو ينوح تحت وطأة النيران التي تلتهمه بلا رحمة ..

رأيت الرجل يسبح في الفضاء البعيد ، اعتزل الحياة والأضواء ووهب حياته للقراءة والثقافة واقتناء الكتب :

ـ لقد اخترت الطريق الصائبة ..

ولم أدعه يكمل ، وعلي الرغم من أن عيناي برقتا بشدة ساعتها إلا أنني لم أعرف المعني وقتها ..

وظللت لفترة أحلم بعودة الرجل مثلما يعود طائر ” الفينيق” من رماده ، لكنه لم يعد ، سألت نفسي طويلاً :

ـ ربما يعود ..

هل يهيم الآن علي وجهه علي غير هدي ، وهو يحمل علي كاهله المتعب شيخوخته وذاكرته المرهقة تعج بها مئات الحكايات التي انتظرت أن يحكيها لي بعد أن أكبر كما وعدني ..

وتناولت سيرته الألسنة ..

قالوا عن عمله في مصرف أجنبي تم تأميمه زمن قرارات يوليو الإشتراكية فإنضوي تحت لواء إدارته المصرية الجديدة حتي ترأس إدارته كأول مصري صميم ، وحكوا عن اليونانية الجميلة التي اقترن بها ، وعاشت في ظله أميرة متوجة وهو مليكها سنوات وسنوات حتي انتقلت إلي الحياة الأخري وهي تضع مولودها الذي فضل الرحيل مع أمه دون أن يهنأ الرجل بصحبته أو ضمه إلي صدره ..

وهجر الرجل عالم الأضواء مفضلاً العيش في شارعنا بالحي الشعبي :

ـ تري هل يمكن أن يكون الألم أشد خصوصية لدي الآخرين ؟

ــــــــــــــــــــــ

1ـ المستحد : قضيب من الحديد الصلب يستخدمه الجزار في سن سكا

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...