الأفوكاتو بتاريخ: 23 أكتوبر 2003 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 23 أكتوبر 2003 (معدل) نُشر هذا المقال فى بي بي سى و هذا الموضوع ليس جديدا, فقد كانت الدولة قبل ثورة الجيش تهتم بالأطفال المشردين, و كانت هناك فى العباسية مؤسسة تسمى: مؤسسة الزفاف الملكى, و كانت تلم أطفال الشوارع, و تحتضنهم, و توفر لهم مأوى, و تعليم, و رعاية طبية, و ترفيه, بل كانت تأخذهم فى رحلات الى مصيف الأسكندرية فى الأجازات الصيفية. كان ذلك أيام الفساد و الملكية, أما الآن, فى أزهى عصور الديمقراطية, لا يكاد شارع أن يخلوا من أطفال مشردين, لم يروا داخل بيت طوال حياتهم. رحمة بأطفال مصر المقال: رينجو: يعيش في الشوارع، ويحلم ببيت الحمام خالد هريدي وإبراهيم الجارحي بي بي سي - القاهرة بعينين زائغتين يملؤهما حزن وشرود لا يناسب سنه، قال أحمد "لا أطيق عيشة البيت، أريد أن أطير في كل مكان كالحمام." حلم غريب وصورة حالمة لطفل رث الثياب أغبر الوجه كثيف الشعر. يعتز أحمد باسم "رينجو" الذي يطلقه عليه أقرانه من الذين يفضلون عيشة التجوال في الطرقات أو الذين وجدوا أنفسهم مجبرين على هذه الحياة التي تجعلهم عرضة لكل الموبقات ولهجمات الأمراض، كما تجعلهم لقمة سائغة في فم كل وحش بشري. وبالرغم من جسده الضئيل الذي يشعرك بأنه لم يتجاوز عشرة أعوام فإن أحمد تجاوز الرابعة عشر من العمر. رينجو ليس حالة فريدة في شوارع القاهرة. وأقرانه الذين يفترشون شوارع العاصمة المصرية يصل عددهم طبقا لتقديرات الأمم المتحدة إلى مئة وخمسين ألف طفل مشرد. وتشير دراسة أجراها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية إلى أن مدينة القاهرة هي أكثر المدن التي ينتشر بها المشردون، حيث تؤوي في شوارعها 31.6% من المشردين، تليها محافظة بورسعيد 16.8%، بينما تقل النسب في مدن ومحافظات الجنوب. الفقر هو السبب ويأتي معظم هؤلاء من عائلات مفككة أو فقيرة. وهو ما يشير إليه أحمد المجدوب أستاذ علم الاجتماع بجامعة الأزهر، عندما يعزي هذه المجدوب أسباب هذه الظاهرة إلى التفكك الأسري والفقر ونمو وانتشار التجمعات السكانية العشوائية التي يرى أنها البؤر الأولى والأساسية المفرزة والمستقبلة للأطفال المشردين. ويعترض الدكتور المجدوب على تسمية "أطفال الشوارع" التي يرى أنها مستعارة من التسمية التي يطلقها علماء الاجتماع على اللقطاء في دول أمريكا اللاتينية، حيث أن الأطفال المتسكعين في شوارع مصر لهم عائلات يعرفونها وبعضهم يبيت في منزل أسرته، وإن كان يقضي نهاره وجزءا من ليله هائما على وجهه في الشارع، ولذلك يفضل أن يطلق عليهم اسم "المشردون". وبالطبع يدخن رينجو السجائر مثل أغلب أطفال هذه الشريحة وإذا ضاق به الحال ولم يجد ما يشتري به سيجارة أو كان أصدقاؤه مفلسون فإنهم يقومون بجمع بقايا السجائر أو "السبارس" على حد التعبير الشعبي. الأسوأ من هذا أن الكثير من هؤلاء الأطفال يسقطون ضحايا لإدمان المخدرات التي يلجأون إليها للتغلب على الألم والجوع ومتاعب التجول بين الشوارع أو حتى بين مختلف المدن. رينجو، على سبيل المثال، لا يستقر في مكان بعينه. وفي أحد المرات ذهب إلى الأسكندرية مع مجموعة من أقرانه للتصييف والبحث عن مصدر للرزق، أو كما يقول: "لتقليب العيش". يقول رينجو أن أهله يعيشون في حي شعبي مزدحم وأن والده الذي يمتلك متجرا صغيرا لبيع الأدوات الكهربائية يحاول بكل ما أوتي من قوة وإمكانات توفير ضروريات الحياة لأسرته. ويؤكد بنبرة غاضبة وثائرة أن أسرته حاولت أكثر من مرة إحضاره من الشارع للعيش وسط أفرادها إلا أنه كان يرى من وجهة نظره أنهم لا يحبونه ويفضلون أخويه عليه. الشوارع أرحم وكانت معارضة الأسرة للعب رنجو الكثير وحبه لتربية الحمام على حساب الدراسة كفيلة بأن تجعله ينأى عنهم ويختار الطرقات كمأوى له لعلها تحقق له أحلامه الصغيرة. وقال أحمد وبسمة الاستنكار تعلو وجهه المتسخ "عيشة الشوارع أرحم من أبويا." وعمل أحمد في عدة أماكن ومارس العديد من الأعمال لكنه تركها لأن أصحاب العمل والعاملين كانوا يعاملونه بقسوة بلغت إلى حد التحرش الجنسي. ويقول الدكتور المجدوب: "إن هؤلاء الأطفال يمثلون مشكلة شديدة التعقيد، ويتسببون في إصابة المجتمع المصري بكوارث صحية ونفسية واجتماعية، وهذه الظاهرة أخطر من ظاهرة عمالة الأطفال، لأن الأطفال العاملين يقومون بدور إيجابي ولو كان ضئيلا، أما الطفل المشرد بلا عمل، وبلا رقابة أسرية فليس إلا مشروع مجرم" وتشير إحصائيات كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة القاهرة إلى أن هؤلاء الأطفال يشتركون في بعض السمات العامة سواء الجسمانية أو السلوكية، فـ 98% من هؤلاء الأطفال يسيرون حفاة الأقدام، و96% منهم يتسمون بالتسكع والعنف واستخدام أسلوب معين في الحديث، و94% منهم ينامون ليلا في أماكن غير منازلهم، كأسفل الكباري والأماكن المهجورة. الغالبية من الذكور أما دراسة التي المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، فقد كشفت أن الغالبية العظمى للأطفال المشردين هي من الذكور بنسبة 92%، بينما لم تتجاوز نسبة تشرد الأطفال من الإناث على 8% من إجمالي حالات التشرد في مصر حيث تفرض أساليب التنشئة والتربية على الإناث أن يكن أكثر ارتباطا بالعائلة واعتمادا على الأسرة، وأكثر استسلاما للظروف مقارنة بالذكور. وإذا كانت الظروف التي يمر بها هؤلاء الأطفال تمنعهم من الحصول على حقهم في التعليم والعيش الآمن، إلا أنها لم تنجح في حرمانهم من الحق في أن يطرحوا أمنياتهم ويحلموا بالغد. وكل أماني أحمد تدور حول العيش في بيت مستقل بعيدا عن القيود والأهل والتحرشات والمضايقات ورجال الشرطة. أما حلمه الكبير فهو اقتناء بيت حمام كبير، يطول السحاب، ويضم عشرات الأنواع من الحمام. فكل حمامة تطير يطير قلبه معها ويحقق حلمه في التحليق والطيران. موضوع من BBCArabic.com http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic...000/3208305.stm منشور 2003/10/23 13:37:29 GMT © BBC MMIII تم تعديل 23 أكتوبر 2003 بواسطة الأفوكاتو أعز الولد ولد الولد إهداء إلى حفيدى آدم: رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان