اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

متى تتحقق وحدة الأمة الإسلامية


adel douban

Recommended Posts

يجيء علينا رمضان كل عام ، فتقوم الدول باستطلاع  رؤية الهلال ،

تطبيقا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم :" { صوموا لرؤيته

وأفطروا لرؤيته , فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين"، وفي

رواية " فإن غم عليكم فاقدروا له".

وجمهور الفقهاء على أن الرؤية المعتبرة هي الرؤية المجردة

بالعين ، ورأى بعض الفقهاء جواز الرؤية الفلكية ، استنادا

لقوله صلى الله عليه وسلم"فاقدروا له ".، وهو رأي بعض المتقدمين

من علماء المالكية، وحكي هذا الرأي عن الإمام الشافعي.

كما اختلف العلماء هل إذا رأى قوم الهلال وجب على المسلمين

جميعا، فمنهم من لم ير وجوب الصوم إلا بالرؤية في البلد ، وقال

آخرون إذا رئي ببلدة لزم أهل جميع البلاد الصوم ، وهو مذهب

مالك وأبي حنيفة وأحمد والليث بن سعد وحكاه ابن المنذر عن

أكثر الفقهاء وبه قال بعض الشافعية فإنهم قالوا إن تقاربت

البلدان فحكمهما حكم البلد الواحد وإن تباعدتا وجهان ، أحدهما

يجب ، والآخر لا يجب.

ويمكن النظر إلى عدة أمور:

أهمها : أن النظر من بلدة إلى أخرى يختلف، لكون الرؤية معتمدة

على العين المجردة ، لا على الحسابات الفلكية.

الثاني: أن العصر القديم لم يكن الاتصال فيه بالشكل الذي

يستطيع الإنسان أن يخبر به البلدة المجاورة، ثم التي تليها ثم

التي تليها، فكان أنسب ألا يشق على الناس ، وأن يكون لكل بلدة

رؤيتها إن عجز عن توصيل الأمر.

الثالث : أن الحديث عام :" صوموا لرؤيته" فقد يكون هذا الخطاب

خاصا بكل بلد ،وقد يكون عاما للمسلمين .

الرابع : أن الرسول صلى الله عليه وسلم ربط الصيام بالرؤية، فإن

تحققت الرؤية ، وجب الصيام .

الخامس : أن الدول العربية والإسلامية – في معظمها – تشترك في

جزء من الليل ، فكانت الرؤية في إحدى البلاد تلزم رؤية الآخرين

، لأنه كما قال العلماء: إذا أخبر أمير المؤمنين برؤية الهلال ،

وجب على جميع البلاد الصيام ، ولما لم يكن هناك أمير للمؤمنين،

فإن من أولويات الأمة  الإسلامية الآن أن تتحد في ميقات الصوم ،

رفعا للخلاف، وخاصة أنه ليس هناك ما يضر في ترك الأخذ برأي من

أوجب الصيام على أهل بلد رأوه هم بأعينهم.

كما أن بعض الدول تجعل رؤية الهلال خاضعة للاعتبارات السياسية،

فكان التوحيد في الرؤية والصوم أوجب على المسلمين ، خاصة في

هذا العصر.

والأولى أن يجمع في الرؤية بين الرؤية المجردة والرؤية الفلكية

، فمتى اتحدت الرؤية المجردة مع الرؤية الفلكية في بلد ، وجب

على المسلمين الصوم.

سادسا : إن من الأفضل أن تكون هناك هيئة تمثل الدول العربية

والإسلامية ، وتقوم هي بتحديد رؤية الهلال، ويا حبذا لو كانت

جامعة الدول العربية تتبنى هذا الأمر ، وتقوم هي به كل عام ،

وتقوم هي مقام أمير المؤمنين في هذا الشأن .

ولما كان الأمر خلافيا بين الفقهاء  في رؤية الهلال ، فكان

الواجب النظر إلى المرجحات ، والتي تبدو في عصرنا أنها إلى

توحيد الرؤية أقرب منه إلى الاستقلال ، في وقت يحتاج فيه

المسلمون إلى التوحيد أشد الحاجة.

بل أوجب بعض الفقهاء المعاصرين اتباع أهل المغرب لأهل المشرق

في الرؤية ، توحيدا لكلمة المسلمين.

وعلى كل ، فإن كنا ندعو إلى توحيد الرؤية بين الدول الإسلامية ،

فلا يجوز الخروج على ما قررته السلطات الدينية في البلد

الواحد .

وإن كانت الدول الإسلامية لم تتحد ، فعلى أهل العلم من العلماء

والمفتين في الدول العربية والإسلامية أن يتقاربوا فيما بينهم

فيما يمكن فيه التقارب  من المسائل.

ونسأل الله تعالى أن يرزقنا في رمضان الطاعة والإيمان ، وأن

يجعله شهر خير ويمن وبركة على المسلمين جميعا ، وأن يعيده

علينا أعواما عديدة ، وأن يحفظ بلاد المسلمين من كل شر وسوء ،

وأن يرد إلينا ما سلب من أرضنا .

منقول عن موقع الإسلام

تم تعديل بواسطة adel douban

د. عادل دوبان

"أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ * قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ * وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ" (أل عمران 83-85)

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...