اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

الواقع العربي المرير


Recommended Posts

انظروا معي إلى الواقع العربي المهين والمرير فماذا تروا, مذابح بفلسطين, احتلال و دمار في العراق, حركة انفصالية وحرب تدعمها أمريكا في جنوب السودان, ومشاريع إسرائيلية للالتفاف حول منابع النيل, حصار اقتصادي على سوريا و ليبيا, فتنة عنصرية مقيتة وحمام دم في الجزائر, تناحر بين الإخوة في المغرب العربي على الصحراء, جزر إريتريا بالبحر الأحمر في خدمة إسرائيل, تهديد مستمر لليمن ولباقي الدول العربية المطلة على البحر الأحمر ومحاولة الاستيلاء على جزر يمنية أخرى عند باب المندب. وماذا أيضا, إدراج كافة المنظمات الجهادية مثل حماس والجهاد الاسلامى وكتائب الأقصى بفلسطين وحزب الله في لبنان على لائحة الإرهاب الأمريكي, تلويح بالحرب على سوريا ولبنان ومحاولات جر شكل مصر على الحدود في رفح وقطاع غزة, محاولات لضرب المفاعل النووي الأيرانى, هجوم إعلامي شرس على السعودية ومصر, تكبيل مصر والأردن باتفاقيات سلام و قد حان الدور الآن على الباقي لتوقيع صك الاستسلام.

كل هذا يحدث تحت سمع العالم وبصره وسط صمت عالمي مخزي اللهم بعض بقية من شرفاء العالم, تواطئي وغطاء أمريكي لتنفيذ مخططات حكومة شارون العنصرية, واحتلال أمريكي مباشر لأرض العراق وتدمير شامل لبنيته التحتية. المجتمع الدولي مسلوب الإرادة والقرارت الدولية يضرب بها عرض الحائط, والفيتو الامريكى جاهز لإجهاض لأي محاولة لإدانة إسرائيل. وإذا كان هذا هو الموقف الأمريكي فماذا عن موقف الاتحاد الأوروبي وبقية الدول دائمة العضوية في مجلس الآمن, لقد فشل الكل في أثناء أمريكا عن احتلال العراق أو في الضغط على إسرائيل لتنفيذ القرارات الدولية القاضية بانسحاب القوات الإسرائيلية من المدن الفلسطينية لإنقاذ الشعب المحاصر وإنهاء الحصار عن الرئيس عرفات, لقد فشل ممثلي هذه الدول حتى في الاجتماع بالرئيس عرفات في مقره المحاصر في رام الله, هي قوة باغية فوق الجميع تتحدى بصلف غريب المجتمع الدولي كله.

انه واقع مرير وزمن ردى ولكن تبقى الشمعة الوحيدة المضاءة في هذه العتمة الحالكة السواد هي الانتفاضة الفلسطينية المباركة والمقاومة العراقية الباسلة لقوات التحالف الانجلوأمريكى. لقد اختار شعبنا العربي في فلسطين وفى العراق خيار المقاومة فهل تتركوهم, هل تخذلوهم, انصروا إخوانكم تنصروا أنفسكم فالدور قادم عليكم لا محالة, الأمن القومي العربي مهدد, الأمن القومي العربي في خطر وهو ليس ترف الحديث في غرف مكيفة على مقاعد وثيرة ولكنها الحقيقة وهى الآن على المحك.

ولكن ما العمل, أقول انه لا سبيل لذلك إلا أن تعي الدول العربية حقيقة هذا التحدي ولن يقوم بهذا الدور إلا إذا نهضت به مصر فهي قلب العروبة النابض وهى دولة الثقل المركزي التي يجب ويتحتم عليها أن تقوم بهذا الدور, فلا توجد دولة أخرى مؤهلة للقيام بهذا الدور غير مصر- والآخرون يعلمون ذلك مع احترامي للجميع- فهل نعى هذا الدور و نقوم بتحمل المسئولية الملقاة على كاهلنا. كلنا مسئول بصورة ما أو بأخرى عن الموقف الحالي لذلك يجب اتخاذ قرارات سريعة وفاعلة ولكن أيضا بتعقل ودون مغامرات غير محسوبة, فالأوضاع في الأراضي الفلسطينية وفى العراق تتدهور والموقف يزداد سواء وسكوتنا وصمتنا جريمة فنحن بتخاذلنا هذا نشجع المتطرفين اليمينين على الجانبيين, المجرم شارون وعصابته وبوش ولوبي اليمين اليهومسيحى المتعصب في الإدارة الأمريكية, نشجعهم على مزيد من القتل و مزيد من القمع.

نقول للحكام العرب مالي أراكم قد التزمتم الصمت –ألا قليلا- فيما انتظاركم. إن شعوبكم تناديكم, إن شعوبكم تطالبكم أن تتخذوا مواقف حازمة وحاسمة من إسرائيل. لا نطالبكم بإعلان الحرب ولا بتمزيق الاتفاقيات ولكن اضعف الأيمان أعلنوها واضحة وصريحة لكل العالم بان الآمة العربية بكل مواردها وإمكاناتها قررت أن تقف مع انتفاضة الشعب الفلسطيني بكل الوسائل الممكنة حتى يتحقق له الاستقلال ولتكن أولى هذه الخطوات بقطع كافة الاتصالات مع الكيان الصهيوني وطلب مغادرة سفرائهم البلاد فورا ودون إبطاء كونهم أشخاص غير مرغوب بوجودهم, هذا هو اضعف الإيمان كأقل تعبير عن احتجاج الدول العربية على السياسة الإسرائيلية المدمرة لعملية السلام, هم من نكص بوعوده وليس نحن, هم من أعلن الحرب على شركاء السلام وليس نحن. اشعروا إسرائيل بأننا جادون هذه المرة ولن نترك الشعب العربي الفلسطيني للإبادة من شذاذ البشر و لصوص الأرض, فانتم بسكوتكم هذا تشجعون الإرهابي شارون وعصابته على المضي قدما في مخططهم وفى غيهم.

أيها القادة العرب عليكم مسئولية يجب أن تنهضوا بها أمام الله الذي انتم مسائلون أمامه وأمام شعوبكم, فان لم تقوموا بها فعليكم أن تغادرونا بكرامة قبل أن تسقطوا في نظر شعوبكم فتسقطكم هذه الشعوب.

و إلى جموع الشعب العربي نقول كفاك صمتا فلماذا هذا الصمت المرير –ألا من قلة قليلة مجاهدة صابرة ممن رحم ربى- مالي أراك لاهى لاعب غافل عما يدور من حولك عما يحاك لنا بليل, قد افهم تردد بعض الحكام العرب كنتيجة لتكبيلنا باتفاقات والتزامات سياسية أو لاعتبارات أخري قد لا تكون معلومة لدينا ولكن ما عذركم يا أبناء الشعب العربي, أين صوت الشعب العربي من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر أم أن أيام العروبة والكرامة قد ولت. هل تملككم حب الدنيا وما عليها من حطام زائف, والله لأنتم محاسبون قدر حساب حكامكم أمام من لا يضيع عنده الحقوق. يااالله انصروا إخوانكم في فلسطين, انصروا إخوانكم في العراق, حق على المؤمنين نصرة إخوانهم, المسلم لا يسلم أخاه ولا يخذله, لا تنكبوهم فيكم فكفاهم نكبتهم في أنفسهم, ألم تقول الحكمة القديمة أكلت يوم آكل الثور الأبيض, الآن فلسطين تنتهك حرماتها ومن بعدها العراق والدور بعد ذلك على سوريا وغدا ليبيا والسودان ولن تكون مصر ولا ارض الجزيرة بمنأى عن مخططاتهم, اقراؤا التاريخ واستوعبوا دروسه وعبره.

وفيما نرى الصورة حالكة السواد والآمال تتضاءل –ألا في رحمة الله وعونه- يبقى عرفات محاصر أو أن يطعمه الله الشهادة –اللهم ارزقنا جميعا الشهادة في سبيلك عند تحرير الأقصى-, تقوض أركان السلطة وتدمر منشأتها, يقتل أفراد الآمن و يعتقل الشباب, تهان النساء وتنتهك الحرمات, تنفذ المؤونة ويشح الطعام... يبقى الأمل ساطعا في إرادة التحدي لشعب بطل ولما لا والصورة لا تكذب, فالشوارع مكتظة بالدبابات والمصفحات الإسرائيلية والمصفحات تجري مسرعة تعيث فسادا هنا وهناك ووسط هذا الركام والحطام تبصر أطفال صغار في عمر البرأة أكبرهم لا يتجاوز السادسة, يرفعون أصابعهم للمصفحات الإسرائيلية بعلامة النصر‏, الله اكبر علامة النصر, هي إرادة التحدي والكفاح والنضال حتى النصر حتى النصر بأذن الله.

كلمة أخيرة

الإخوة قراء هذا الموقع, أرجو أن تكون التعليقات موضوعية وجادة, فكلى آمل أن تصل أصواتنا إلى من بيدهم القرار علها تجد أذان صاغية وتتفاعل مع نبض المواطن العربي. لذلك اطلب ممن عنده تعليق أن يتقى الله في كلمته فان الكلمة أمانة والقلم أمانة فهو أول ما نزل من القران, والغرض هو استنهاض ضمير هذه الآمة وليس تجريح أو توجيه أي إهانات لأحد –حاكما كان أو محكوم-, وان كان أحدكم قائل شيئا فليقل خيرا أو ليصمت, هذه سنة نبينا عليه الصلاة والسلام وهذا هديه. فهي كلمة الحق امرنا بها –ونحن ننزه حكامنا أن يكون فيهم سلطان جائر ومازلنا نرى فيهم خيرا إذا اجمعوا آمرهم على نصرة الإسلام والمسلمين- ولعن من سكت عنها فالساكت عن الحق شيطان اخرس كما اخبرنا المعصوم عليه أفضل الصلاة والسلام, ولنعلم جميعا إننا محاسبون على تفريطنا أو تقصيرنا في أداء هذه الأمانة.

اللهم انصر الإسلام والمسلمين و أعلى كلمة الحق والدين وانصرنا على القوم الكافرين

ولاحول ولاقوة إلا بالله

تم تعديل بواسطة adel douban

د. عادل دوبان

"أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ * قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ * وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ" (أل عمران 83-85)

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...