انشودة مـــوت

[جبار سينج]

تستمرؤون حصاري

يطربكم أنيني

خلف الأسوار

جلدتم ظهري

ألف عام

كذبتم على عقلي التافه

في الجرائد والأخبار

علمتموني أن أعيش عبداً

وأن أكون نعلاً

لأقدامكم

عودتموني على الإجترار

في زنازنكم

كالأبقار

فأنا عاشب

شاحب

وجهي قطعة أديم أسود

غائب

عن وعيي

بين أيديكم

ألعن أقداري

تباً لكم

من هذا المنبر

أعلن ثورتي عليكم

واحتقاري

وها أنتم اليوم

تعلنون نعيي

و انتحاري

أي عدل هذا

أي قرار

….

أنا البسيط الساذج

المرتدي بسمة العذراء

جئتكم وتركتُ خلفي

أخاً يفضح أسراري

وينهش قبر أبي

ويزمع في الغد

إقباري

…

جئتكم وما أدراني بمصير أسود

أو ملون

في انتظاري

…

جئتكم

لا تخافوا

لست قابلاً للإنفجار

لا أملك شيئا

حتى علبة الثقاب

بعتها مع شرفي

قبل الإبحار

ساذج بسيط أنا

لا أجيد اللعب بالنار

جئت باحثاً عن البقايا بين قماماتكم

راضياً بالذل

فالذل هنا

طعمه لذيذ

ليس كطعم الذل في تلك القفار

جئتكم وكلي أمل

أن تستروا عليَّ

بما فَضُل عن كلابكم

من عظم

أو حتى من حجار

استعبدوني

استهلكوني

اكتبوا عزاء انسانيتي

لكن

أعطوني القليل من ما عندكم

هودوني أو علمنوني

إني عربي

فامسحوا عاري

كاد فقري أن يكون كفراً

وها أنا ذا

أكفر بالفقر ومن لقنوني الصبر

على أكل الصبّار ..

فاعتبروني

كافرا من الكفَّار

مهاجر

مغامر

باحث عن وطن أجنبي

يبيض سواد داري

….

شرفي

ماهو

لا شيء اسمي

أرضي هناك

بل هنا

راحتي العمياء

بل هنا أجيد لغة الإفترار

لا تذكروني بأمسي

ولا بأمل مخطوط

على يباب جدار

لا تذكروني

ابن يومي أنا

ونهاري

أحيا بلا قلب

بلا عين

جسد ميت

دون إطار

وقد تبين أني حيث ما كنت

مقبور

وأينما عشت

مقهور

فادفنوني هنا

أو دعوا الثلج يغطيني

ولا تعيدوا جدثي

للصحاري

..

أنشودة موت

فاحفظوها عن ظهر قلب

واقبلو اعتذاري

من مدونتى الشخصيه

http://mezoo2.maktoobblog.com/