اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

مفكرون ثوريون في التاريخ الإسلامي المعاصر


zamakany

Recommended Posts

بقلم: محمد حسين بزي

يناقش هذا البحث أهمية تطوير ثقافة للمقاومة تعي التحديات التي تواجهها الأمة وتبني رؤية متماسكة ومتطورة لفكر المقاومة يصب في فعل المقاومة، ويستقي من الفعل دروسا وأفكارا تشحذ الفكر من جديد في تكاملية مثمرة بين الرؤية والتطبيق، والتصور والواقع. ويقارن-ربما لأول مرة- بين فكر مالك بن نبي وفكر علي شريعتي، ثم يربطهما بنموذج "الوعد الصادق" لنصر حزب الله في لبنان في حرب 2006، ويبني على ذلك بعض النتائج.

المقاومة في منظومة بن نبي

أولا: العودة إلى الذات ومقاومة الاستعمار في المنظومة الأفكارية لمالك بن نبي:

بناء الذات ومقاومة خطط الاستعمار تشكّلان الركيزتين الأساسيتين لمشروع مالك بن نبي الحضاري، أو ما سُمّيَ بمشكلات الحضارة وبناء شبكة العلاقات الاجتماعية.

ولو كان ممكنا أن نُلخص مشروع مالك بن نبي التنويري -بمعزل عن منهجه في قراءة التاريخ الإسلامي- لقلنا إن المشروع المبثوث في كتاباته يتلخص في خمس نقاط أو "رافعات" محورية:

1- إن غنى المجتمع لا يُقاس بما يملكه من أشياء بل يُقاس بما يملكه من أفكار.

2- الاستعمار -من دون تمييز بين استعمار أو آخر- يملك مُعامِليْن: معامِل "المعمِّر" أي المستعمِر نفسه، ومُعامِل "القابلية للاستعمار" لدى الشعب المُستعمَر.. ويسمّيه "مالك" في دراسات أخرى بـ"مركَّب التبعيّة".

3 ـ معادلة صنع الحضارة: إنسان + تراب + زمن (من دون إغفال الدين الذي يشكّل منظومة القيم) = حضارة.

4 ـ تراكم التجارب وحركيّتها في المجتمع من أجل التطوير والتحديث نحو الأفضل والأحسن.. وهو ما يراه بن نبي الفرق الجوهري بين المجتمع الطبيعي أو البدائي.

5 ـ مفهوما "الصحة" و"الصلاحية"والتفريق بينهما؛ فالصلاحية هي مقياس أخذنا للنصوص والأفكار العامة، أما مدى "صحة" هذا النص فشأن العلماء، بل ننظر نحن إلى صلاحية النص لمجتمعنا وأفراده فإن كان صالحا أخذنا به، وإن لم يكن صالحا تركناه لغيرنا كي يختبر صلاحيته، فمالك بن نبي يدعو إلى عدم رد النصوص والحكم عليها بالخطأ لمجرد عدم صلاحيتها، وإنما يدعو إلى تركها مرحليّا وإلى الأخذ بما هو صالح في الوقت نفسه.. وتفعيله.

وبالخلاصة يرتكز مشروع مالك بن نبي في بناء الحضارة على مفصليْن ارتكازيين هما:

ـالعودة إلى الذات من خلال التفاعل بين عالم الأشخاص وعالم الأفكار وعالم الأشياء، وطبقا للمعادلة الثلاثية التي تفيد أن ناتج الحضارة يتكوّن من (إنسان + تراب + زمن "محدّد، مع إضافة منظومة قِيَميّة متمثلة في الدين)، ومن ثم الأخذ بكل ما له صلاحية للأمة من نصوص التراث مع عدم رد ما لا يصلُح.

وهذه العودة أيضا تتحقّق بأن تدرك الأمة الفارق بين (الحضور) و(الوجود)، وقد حدّد مالك بن نبي رحمه الله أننا أمةٌ موجودةٌ ولكن غير حاضرة، فـ"وجودنا" يعني وجود مجتمعٍ وثقافةٍ وعلاقاتٍ وإنتاج.. لكن حضورنا يستلزم -طبقا لمفهوم الحضارة- شروطا من أهمّها أن نكون أمة تستطيع أن تحقق مفهوم الشهادة على العالمين، والشهادة تستلزم أن نصيغ نموذجا بشريا يجعل جميع مَن يراه يوقنُ أنه النموذج الأمثل، وأنَّ تركَ ذلك النموذج بشكلٍ متعمدٍ فيه خسارة للإنسانية.. وبهذا المعنى نقول إننا لسنا إلى هذه اللحظة في هذا الطور؛ لأننا أمة موجودةٌ وجودا ماديا ولكنها غير حاضرة لأنها غير شاهدة.

2 ـ مقاومة المستعمِر من خلال ثقافة مقاوِمة تتلخص بنبذ "القابلية للاستعمار" سواء كانت تلك القابلية ذاتية ناشئة عن العجز، أو كانت مفروضة من قِبل المستِعمر نفسه، ويتم ذلك من خلال عملية التغيير التي أسسها مالك على قاعدة الآية القرآنية التي تربط التغيير الخارجي للمجتمع بتغيير ما في النفس أي بتغيير حزمة الشروط في المجتمع.

وأيضا بعدم الوهن الذي ورد في الحديث الشريف وذلك من خلال بذل الحياة الفردية في سبيل التقدّم (وهو عكس: كراهية الموت)، ومن خلال نبذ التعلّق بالحياة القائمة على البذخ والاستهلاك وسيادة السلعة (أي: نبذ حب الدنيا).

شريعتي ومشروعه الحضاري

ثانيا: العودة إلى الذات ومقاومة الاستعمار أو الاستثمار أو "الاستحمار" في المنظومة الأفكارية لعلي شريعتي:

تتجسد مشكلتنا الراهنة في أننا نعيش في عصر تطرح فيه قضايا العولمة والعالمية، وتنميط البشر، والغزو العسكري المباشر وغير المباشر، ومسخ الهوية، خصوصا هوية الُمقدّس، ليتماهى مع الرؤية الأوروبية المادية.

وأوجز شريعتي بعقله الفاحص ومنطقه المتماسك وبيانه الرفيع، الصورة المادية لعقل الغرب المستعمِر، الذي سعى ويسعى إلى تنميط الصورة التي يصوغها هو وفرضها على بقية الشعوب.

وعلي شريعتي هو أحد المفكرين البارزين الذين أصّلوا نظريا ومارسوا واقعيا تلك المواضيع التي تتعلق بالهوية وضرورة العودة إلى الذات والمقاومة الثورية لمشاريع الاستعمار في محاولة جادة وصادقة منه لتوصيف حقيقة المآزق التي تعيشها الأمة وطرح الحلول لها.

وكل قارئ لمشروع علي شريعتي الحضاري يتلمس بعمق أنه صاحب ذمّة عالية في عالم الفكر والسياسة والاجتماع والدِّين، ولأنه مفكّر موسوعي غزير الإنتاج يصبح من الصعب على الفرد منّا أن يحيط بمفاصل مشروعه الثقافي العام من دون اللجوء إلى دراسات موسعة تستغرق الكثير من الوقت.

وجريا على الأسلوب الذي اتبعتُه في تلخيص مشروع مالك بن نبي الحضاري الذي يتقاطع مفصليّا مع الكثير من طروحات علي شريعتي، فإنني ألخص مشروع شريعتي في ثلاث نقاط (رافعات)، مع الإشارة إلى أوجه التقاطع بينه وبين مالك بن نبي.

ـ العودة إلى الذات: وهذا المفهوم من المفاهيم التعميرية المرموقة في منظومة علي شريعتي الأفكارية إن لم يكن هو الأبرز والأهم والأشمل، فحرث فيه شريعتي طويلا، واعتبره المصدر أو "الينبوع" لكل المفاهيم الفرعية الأخرى.

ومعنى العودة إلى الذات عند شريعتي هو "العودة إلى الثقافة والأيديولوجية الإسلامية، وإلى الإسلام، لكن لا كتقليد أو وراثة أو كنظام عقيدة موجودة بالفعل في المجتمع بل إلى الإسلام كأيديولوجية وإيمان..".

وانتقد شريعتي "الذات الممسوخة"، ودعا إلى "إخلاء الذات" من التقاليد الالتقاطية، واعتبر أن مفهوم إخلاء الذات من المفاهيم المعاوِنة لمفهوم العودة إلى الذات، حيث يمكن للمجتمعات العربية والإسلامية أن تتغير عن طريق وعيها ومعرفتها بأنها ممسوخة ومقلِّدة أولا، ثم تمارس عملية التخلية من هذا المسخ والفساد ثانيا، ثم تُعيد بناء نفسها عن طريق عودتها لذاتها الناصعة ووعيها المستقل ثالثا.

إذا تحقّقت العودة إلى الذات في المجتمع، أصبحت تلك الذات ذاتا ثورية بتعبيره، وذاتا مقاوِمة بتعبيرنا، فتتسلّح بالوعي المستقلّ والإيمان، وتبدأ بممارسة نهضتها من خلال مقاومتها لـ"الاستحمار = الاستعمار = الاستثمار" المباشر وغير المباشر، سواء كان استحمارا قديما أي بأساليب قديمة كإثارة الخلافات الطائفية والمذهبية والنزاعات الدينية من أجل تمرير مشاريع الاستعمار والنهب، أو استحمارا جديدا أي بأساليب مبتكرة وجديدة.

وصف شريعتي الدين الإسلامي بأنه دين الوعي الثوري الاحتجاجي ذو الأيديولوجية الكفاحية، ووصف الذات الثورية التي عادت إليه بأنها ذات مناضلة اجتماعيا تستند إلى "النباهة" أولا، و"العمل" ثانيا، و"العبادة" ثالثا، وبذلك تكون قد استعادت "فعاليتَها الاجتماعية" بصورة ركيزيّة، وتكون أيضا قد استيقظت من "قرون النوم" الطويلة بحسب وصف مالك بن نبي لتمارس دورها الرائد في الحياة الحضارية.

مفهوم العودة إلى الذات عند شريعتي -من خلال منهجية بناء الذات الثورية المناضلة ضد المسخ والفساد من الداخل ومقاومة الاستحمار من الخارج- تقاطع مع السياق الحضاري لمالك بن نبي في نظريته المتمركزة على التفاعل بين عالم الأفكار والأشخاص والأشياء.

2 ـ جغرافية الكلمة:

شكّل هذا المفهوم قاعدة موضوعية في مكتوبات شريعتي، وفسّره بقوله: "أقصد بجغرافية الكلمة أنه يمكن معرفة صحة قضية فلسفية أو علمية أو أدبية أو بطلانها بمعايير المنطق والاستدلال والتجربة".

لكن بالنسبة للقضية الاجتماعية ينبغي أن تكون لدينا معلومات عن زمانها ومكانها ثم نقرّر في شأنها؛ لأنه من العلوم أن القضايا تكون إما صحيحة أو غير صحيحة، لكن في المجتمع والسياسة ليس الأمر بهذه البساطة؛ لأن كل القضايا الاجتماعية ذات ارتباط وثيق بالمعايير الخارجية، والقضايا الالتزامية ينبغي أن تتدخل مباشرة في الحكم عليها؛ لأنه أحيانا تكون قضية ما صحيحة في حدِّ ذاتها، ومنطقية ومعقولة وذات قيمة، ويكون طرحها في أرضية معينة وفي زمان معين مرضا وانحرافا وفسادا وكارثة.

وعلى العكس تكون قضية ما خرافة في حدِّ ذاتها ولا منطق لها وغير صحيحة من وجهة نظر الواقع الفلسفي والعلمي أو الفني والأدبي، بل وتكون أيضا قبيحة ومبتذلة، بينما قد تكون هي ذاتها في أرضية معينة وفي زمن معين عاملا إيجابيا بنّاء.

ويقول شريعتي: "إن غفلتنا عمّا أسمّيه جغرافية الكلمة تركَ ميدان المجتمع خاليا ودون عقبات أمام الاستعمار المحتال الخبير في الغرب، لكي يستطيع بطرح ما هو قابل للرد من الناحية الفلسفية والعلمية والأدبية والفنية أن يحول دون ما ينبغي طرحه بالفعل".

نظرية جغرافية الكلمة عند شريعتي تقاطعت بامتياز مع مفهومي (الصحة والصلاحية) عند مالك بن نبي، وقد تمّ توظيف النظريتين بإحكام كقاعدتين لتنظيم أسلوب التفكير والسلوك في المجتمع المسلم.

3-أصالة الإنسان في الإسلام والوحدة التاريخية: الإنسان هو محور الدين، ومحور التشريعات والرسالات السماوية، والدين بنظر شريعتي إنما له اتجاه واحد من السماء إلى الأرض، أي إلى الإنسان، وليس الدين من الأرض إلى السماء، أي ليس هناك دين لأجل الدين.

والوحدة التاريخية بنظر شريعتي مصطلح علمي له أصله الفلسفي والعقائدي في الإسلام.. فالحوادث المتفرقة التي تقع في مقاطع زمانية ومكانية مختلفة إنما تسير باتجاه واحد وترتبط فيما بينها ارتباطا منطقيا وفق قوانين العليّة، وتشكل كل واحدة منها حلقة في سلسلة متصلة منذ بداية التاريخ البشري "آدم" إلى نهاية نظام التناقض والنزاع في التاريخ، وهذا ما يُطلق عليه اسم "التسلسل المنطقي والحتمية التاريخية".

وهذا يعني أن شريعتي يؤمن بالحتمية التاريخية ولكن لا على أساس الصراع الجدلي الأعمى الذي يكون فيه الإنسان مجرد ألعوبة لا إرادة له، وإنما على أساس القوانين المنطقية التي تجعل الإنسان مختارا في أن يفرض إرادته على إرادة التاريخ، قال تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}.

ومع ذلك فإن شريعتي لا يقلّل من أهمية التاريخ، بل إنه يعترف بسلطة التقاليد والأعراف ولكن في الإطار الصحيح لا غير، وليس "التاريخ عبارة عن أكاذيب وابتداعات يصدقها الجميع" كما يدّعي (نابليون)، وليس التاريخ "علم صيرورة الإنسان" كما يقول البروفسور (أوت شاندل)، ولكن يجب أن يكون ذلك تابعا لإرادة الإنسان واختياره وليس العكس، وقد صرّح القرآن بذلك مرارا.

هذا يعني أن للأعراف والتقاليد دورها الكبير في سلوك الأفراد ولكن قد يكون التاريخ مشوها نتيجة الجهل والعصبية والأطماع والسلطة.. عندئذ يأتي دور الأنبياء والرسل والمصلحين كي يصحّحوا مسيرة الإنسانية.

وفي مقابل الحركة الإسلامية تقف القوى الأخرى المحادّة لله والمحاربة للناس، وهي أيضا تتوارث تاريخها الملطخ بدماء المستضعفين جيلا بعد جيل، ولهذا فالحرب قائمة دائما وفي كل مكان بين محورين (الله وإبليس) (هابيل وقابيل) (إبراهيم والنمرود) (موسى وفرعون) (يحيى وهيرودس) (عيسى وقيصر) (محمد وقريش).. إلخ.

والسبب من وجهة نظر شريعتي هو: "ثلاثي التاريخ المشئوم" (السلطة، الاقتصاد، الدين المنحرف) مثلّث قاعدته المال، وضلعاه السلطة والتديّن المنحرف.

يتقاطع علي شريعتي هنا بقوة مع مالك بن نبي، في تأصيل الإنسان من ناحية، وفي شروط التغيير الاجتماعي النابعة من مسؤولية الفرد المسلم واختياره، وفي مقاومة الظروف الداخلية التي تستغل الإنسان وتشدّه نحو الأسفل، وكذا مقاومة الظروف الخارجية الناتجة عن استغلال الاستعمار، وبالتالي فإن الخيط الناظم الذي يجمع بين المنظومتينالأفكاريتين لكلا العملاقين هو: العودة إلى الذات وثقافة المقاومة.

نحن نريد السلام لكن السلام بعيد ونحن لا نريد الحرب لكن الحرب من حولنا وسنخوض المخاطر مهما كانت دفاعا عن الحق والعدل

سادس الراشدين جمال عبد الناصر حسين

رابط هذا التعليق
شارك

بقلم: عفاف عنيبة

توطئة : ” أبتدعت من أجل تبرير هذا العالم ( الإسلامى ) آلة ذات مقطع مزدوج : فقد تمت المحافظة على ذائقة القيم الإسلامية أو أعيد انشاؤها لمواجهة سيطرة الغرب الثقافية عليه. و لكن فى الوقت الذى كان يواجه فيه الإستعمار على هذا النحو كان يحتفظ بمعطيات القابلية للإستعمار ، أو هى كانت تترك دون مساس بها.

فبدل أن تترجم الجهود الذهنية عن نفسها فى صورة مذهب دقيق للنهضة ، و منهاج منسجم ، كانت تنطلق فى صورة شعلات دفاعية أو- جدالية .”" كل هذه الحضارات- المعاصرة لنا- قد شكلت تركيبها المتآلف الأصلى للإنسان و التراب و الزمن فى مهد فكرة دينية .”

فقرتين مقتطفتين بتصرف من محاضرة ” مشكلة الحضارة ” للمفكر مالك بن نبى رحمه الله ،ألقاها باللغة الفرنسية فى الجزائر العاصمة بتاريخ 9/1/1964

و قد إرتأيت هذا المدخل لأناقش إرتباط فعل النهوض الحضارى بمرجعية دينية تستند الى مبدأى التأصيل و التجديد فى آن .

1) المجتمع الجزائرى بين الجمود و التململ :

نشأ مالك بن نبى فى مجتمع الفرد فيه يفعل به و لا يفعل شىء ، فلا إرادة ذاتية له و لا فعالية ، و إن قام بفعل فيقوم به مرغما. طبع الإكراه و القسوة بيئة تناست ميراثها العظيم و تاريخها المجيد ، فالجزائرى فى بدايات القرن العشرين كان مجرد ركام لا حراك له . يوجه بحسب إملاءات الإستعمار و الدجالين ، فى أسرة كانت تجل العلم ، فهم باكرا مالك بن نبى معضلة الحضارة فى عالم إسلامى إن لم يكن مستعمرا فقد كان يغط فى سبات عميق و هذا رغم بدايات محتشمة للنهضة و الإصلاح فيه. فقد كان مفكرنا الإسلامى رحمه الله يقلب النظر فى أحوال مجتمعه ليصطدم بنماذج سلبية ، أما محاولات المصلحين و المجددين فى إنتشاله من وحل الجهل و الخمول كانت مهمتها من الضخامة و من الخطورة ما جعلها أحيانا تتعثر ، خاصة وأن الإستعمار كان متربص بها الدوائر - عند إستقلال معظم الدول المسلمة و العربية اصطدمت حركة الإصلاح الإسلامي و أعلامها بأنظمة حكم و نخب متغربة ، أخذت مكان الإستعمار- و قد تنبه الى ذلك مالك بن نبى لهذا رأيناه طوال الفترة التى عاشها بين تبسة و قسنطينة و أفلو ، و شلغوم العيد و الجزائر العاصمة و حتى فى منفاه فرنسا، حريصا على التوجه الى المسلم الجزائرى بصفة خاصة و الى المسلم أى كانت جنسيته بصفة عامة، معلنا ضرورة بناءه من جديد على أسس قديمة جديدة، و هذا بالنظر الى السياق التاريخى الذى هو ضمنه و بتدبر فترة الإنحطاط التى بدأت بنزوع العالم الإسلامى الى الجمود و الإنكفاء على الذات الى المرحلة التى شهدت نزول قوات شارل العاشر على شواطىء الجزائر العاصمة فى 1830. التغيير الذى نشده مالك بن نبى لم يأتى من فراغ، فقد سبقته إرهاصات وهو كان من بين الأوائل الذين إعتنوا بدراسة الخلفية التاريخية و الإجتماعية و السياسية للمجتمع الجزائرى، فقد كان يرمى الى هدف واضح كيف السبيل للخروج من النفق ؟ فبتعبير مالك بنى نبى نفسه ” كان الشعب الجزائرى يعيش فى بلاد سد فيها المستقبل أمامه، حيث كان الفرد يولد و التشاؤم يملأ أعماقه و روحه، لأنه كان يفقد الدوافع الوجودية الباعثة التى تتيح للإنسان أن يكرس نفسه للحياة أو الموت من أجل شىء معين.”* أتت فرنسا الى الجزائر بحسب مزاعمها لتحضر بلدا و شعبا كانا أقرب الى الوحشية منها الى التمدن و بعد قرن من الإحتلال الفرنسى ثبت للجميع أن الشعب الجزائرى تردى الى أسفل السافلين، وإنحصر كل همه فى إحتياجات فيزيائية لم يكن قادر على ضمانها أحيانا كثيرة. فقد كان من الصعب إيقاض من كان يعانى من حالة غيبوبة مستديمة، و المنهج الذى إتبعه مالك بن نبى حدد المسار المفضى الى يقظة، الى حالة تململ، للخروج من الشيئية الى وعى بالذات وعيا كاملا.

2)بين الإستعمار البوليسى و المد الطبيعى للنهوض:

تنطبق الحالة الجزائرية على كل المجتمعات المتخلفة، كانت تحكمها قوات إستعمارية أو دكتاتورية. فالمجتمع الجزائرى كان ممزق بين نزوع الى التحرر و الذهاب الى الفعل الحضارى و بين سياسة قمعية تريد إفشال أى محاولة تميزها حركة واعية قيد التشكل. فى عالم متقلب و ثائر كان من الصعب على مفكر مثل مالك بن نبى متابعة تجربة بعينها و رغم ذلك حاول، ففى منظوره الفلسفى كان يتعين على الشعب الجزائرى أن يحدث قطيعة مع عهد طال أمده، و يترتب عن حدوث ذلك وعى بالقضية، البحث عن مخرج والذهاب الى حل دائم و ليس الى حلول مؤقتة أو نصف الحلول. و قبل الإضطلاع بمهمة بث الوعى و إستنهاض الهمم ، كان من الضرورى تحديد المرجعية الفكرية للإنبعاث الحضارى للأمة. إطلاع مالك بن نبى على بدايات النهضة فى العالم العربى الإسلامى و أصحابها أتاح له الوقوف على جوانب الضعف و القوة فى آن، من أين نبدأ ؟ و كيف نشرع فى التغيير و البناء ؟ كل هذه الأسئلة تبلورت فى ذهنه. الإصلاح واجب فيما يصلح تقويمه، فإعادة الجزائر و شعبها الى حيزها الحضارى كان شرطا ضروريا بمقتضى أن محاولات الإستعمار فى جعل الجزائر فرنسية باءت بالفشل و هذا أمام تصميم برىء لشعب فقد مقومات الحضارة إلا أنه بقى متشبثا بهويته الإسلامية. إنطلق مالك بن بنى أولا و أخيرا مما كان يضطرم و يعتمل داخل المجتمع الجزائرى عقب الحرب العالمية الأولى، فكرس قسما كبيرا من جهده الفكرى فى إيجاد طريقة للأخذ بيده نحو تحقيق الذات و ربط وجوده و مصيره بسياق حضارى له ثوابت و متغيرات، فقد كان بإمكان الشعب الجزائرى أن يتجاوز المرحلة المظلمة للإستعمار الفرنسى و هذا ما تحقق فعلا بخوضه لحرب تحرير و حصوله على الإستقلال. فهم المفكر إنصب على مسار محدد، كيفية توفير الإرادة و الرؤية و الأدوات للبناء. بحسب مالك بن نبى فى محاضرته ” مشكلة الحضارة ” ” عوض أن نذهب الى بناء حضارة ، عملنا على تكديس منتوجاتها .”* فبين إقتناء الشكل الخارجى للحضارة من أدوات و مواد و أكسسوارات، و بين تقديم سهمنا فى بناءها و إثراءها قيميا و روحيا و فكريا، تبنينا موقفا سلبيا للغاية و هو إستهلاك منتوجاتها و الإفتتان بإقتناءها. ينم هذا الموقف عن الفهم الخاطىء و المغلوط لدورنا، ككل الأمم لنا ما نقدمه لأنفسنا و للبشرية، الإكتفاء بالتفرج و التكديس هو دوران فى حلقة مفرغة، و النتيجة الطبيعية لهذا، أننا نزداد تبعية وإذلالا، ففعل الإستهلاك لا يجعل منا أناس متحضرين أو بناة حضارة. تكمن المشكلة فى الأساس فى عدم توفير الشروط الموضوعية للنهضة و فى توجه لا يخدم الهدف، مهاجمة أسباب التبعية و التخلف فى عهد الإستعمار أو بعد الإستقلال لا يحل الإشكال و لا يقدمنا الى الأمام، بمعرفة المسببات كان يتوجب علينا العمل للتوصل الى حلول و ليس الى تحرير مرافعات أو الندب على حالنا، فالفلاح قبل أن يقوم بعملية بذر حقل، يهيأه بحرثه و سقيه، ليتحصل على منتوج فلاحى. فهو يحترم أطوار معينة ملازمة لعملية الإنتاج، ينطبق نفس الأمرعلى العمل النهضوى، فهناك مراحل لا بد أن نمر بها كالتفكير و التمحيص و ضبط القواعد المنهجية و العلمية. لا نستطيع القفز على تاريخ و بنية إجتماعية ووضع سياسى و إقتصادى، لنفرض تصورات تفتقد الى أرضية ملتصقة بالواقع المعاش. الحضارة صنيعة الأفكار و هاته لا تكتسب فاعلية ما إلا بتجسيدها فى أرض الواقع، و لا تولد الفكرة فى أوساط إعتادت إستجداء أسباب وجودها من الآخرين و لا تثق فى نفسها و فى رصيدها الدينى والحضارى، فالقطيعة التى وقعت بين زمن إزدهارالحضارة الإسلامية و عصر إنحطاطها حجبت عن المسلمين مفاهيم عقدية و حضارية كانت مكمن قوتهم و تطورهم. عاش المجتمع المسلم و لا يزال فترة ركود وإنكسار، بحيث صارت مجموعة القيم التى حكمت الحضارة الإسلامية فى فترة إزدهارها ينظر لها بإستهانة، فقيم الإجتهاد و الإعتماد على النفس و العمل و الجد و الإخلاص باتت لا حضور لها فى وجدانات المسلمين. فالمعايير التى تحكم المجتمعات المسلمة الآن مادية صرفة، تتعامل مع الإنسان على أنه شىء و ليس روح و نفس و جسد.

3) تلازم شرط النهضة بالحرية :

فى عصر يلعب فيه المسلمون أسوأ الأدوار و هذا من جراء إعراضهم و إبطالهم للمهام التى أوكلت لهم بموجب تكليفهم بمهمة الإستخلاف، عملية التموقع فى نظام دولى معادى تتطلب مجهود ضخم و مرك. و فى ظل عولمة أمريكية تفرض فرضا قيما و مفاهيم علمانية تتعسر مهمة المسلمين فى إيجاد صيغة إستقلال ونهضة لأنفسهم خارج الأطر التى عينتها قوى عظمى. و قد جاء على لسان أحد المستشرقين الأمريكين المنصفين جون.ل. إسبوزيتو ما يلى :” إستنادا الى عدد كبير من المعلقين الغربيين : الإسلام و الغرب فى نزاع مستمر. و بالنسبة لهم يمثل الإسلام ثلاث تهديدات خطيرة : سياسية، حضارية و ديموغرافية. و تصورالمواجهة أحيانا كثيرة على أنها صدام حضارات.” بعد أحداث 11-09-01 المروعة إزداد الغرب المؤسساتى رفضا للإسلام و المسلمين و إذا ما نطالع تحليلات المختصين و المنظرين السياسين الغربيين نقع على خلفية عدائية للعالم الإسلامى، عززتها هجمات 11 سبتمبر، يعتبرالتيار المحافظ المتطرف داخل مؤسسات الحكم فى الغرب أن لا جدوى من التعامل مع العالم الإسلامى و أفضل طريقة لعزله و إتقاء ما يسمى ب”الإرهاب الإسلامى” هو بنهج سياسة إستعمارية غير مباشرة و مباشرة كإحتوائه سياسيا و إقتصاديا تارة وإحتلاله لإفغانستان و العراق تارة أخرى، و فى الجهة المقابلة العالم الإسلامى عاجز كشعوب و نخب على بلورة رؤية نهضوية موحدة تقوم على قيم و مبادىء الإسلام و هذا بالنظر الى تظافر عوامل عديدة داخلية و خاريجية أحبطت و تحبط فى كل مرة محاولاته فى نهج طريق وسط بعيدا عن الوصاية الإيديلوجية للشرق و الغرب. مع العلم، نحن نمتلك العوامل الرئيسية المؤسسة للحضارة، إنما لا نعتمدها و لاننطلق من الإنسان المعنى الأول و الأخير بفعل البناء الحضارى. إستعمال الخامات و المواهب و الأفكار المطروحة فى أرض الواقع هذه خطوة الذهاب إليها بداية و ما سوف يتبعها دراسة، إستغلال ذكى، إعتماد الأولويات و إحترام السياق العام لعملية التنمية، كل هذا لا يتم اعتباطا، بل هو نتاج تصور شمولى يأخذ فى الحسبان الممكنات و الوقائع و عامل الزمن. غير أن العالم الإسلامى لم يأخذ هذه الوجهة، أهمل التجارب الخاصة بنسقه التاريخى، وانصب إهتمامه فى مجرى آخر خارج الإطار الذى حددته ملابسات الواقع و ظروفه، أراد أن يخضع ما هو كائن الى نموذج من التطور القسرى الذى لا يتلاءم و قيمه و مرجعيته الدينية باعتبار ان الإسلام دين يقنن لحياة الفرد و الجماعة بشكل شامل و حكيم. و هذا التعاطى تم بتجاهل العوامل و الشروط التى يفرضها الظرف التاريخى القائم. فالحضارة ليست وليدة ظروف إستثنائية بل هى خلاصة سياق تاريخى، فالأطوار التى تمر بها مناطق و بلدان و مجتمعات تخلق بشكل إرادى حركية حضارية تتيح لأبناءها العمل و اعتماد أسلوب حياة تنتج عنه حركة علمية نشطة. لا تتوفر قدرة الخلق و الإبداع فى مناخ يحكمه التواكل و الكسل و اللامبالاة و التبلد العقلى أو الرداءة و الإنحلال و الإستبداد، فكلما تتقلص مساحة الحرية، و يتمدد الجهل وتستبد الأهواء فى قضايا السياسة و الإجتماع و الإقتصاد و تفتقر المجموعة الإنسانية الى ثقة فى قدراتها الذاتية، كلما تتناقص حظوظ ذلك المجتمع فى النهوض حضاريا. يقضى التصور الإسلامى للوجود بأن الإنسان مخلوق لتأدية رسالة و هذه الرسالة لها شقين شق مرتبط بالواقع الدنيوى المحسوس و شق آخروى يحدد مصير الإنسان بعد موته، لم يرسخ دين أو أى معتقد وضعى هذا المفهوم كما فعل الإسلام الدين الكامل المكتمل. فالإسلام راعى أول ما راعى ميل الإنسان الفطرى الى الخير و الفضيلة، فرسخ هذا الميل فى ذات العبد عبر منظومة تشريعية تحقق للمسلم طموحه فى التوصل الى تحقيق المجتمع المثالى الذى لطالما شكل إحدى أهم المواضيع الفلسفية منذ القدم أى منذ أفلاطون الإغريقى و سنيك القرطبى الرومانى الى إبن رشد الأندلسى، جمال الدين الأفغانى، و مالك بن نبى المسلمين رحمهم الله جميعا. فإيجاد المجتمع المسلم المثالى إمكانية مطروحة أتاحها الدين الإسلامى لأتباعه بتزويدهم بمجموعة كاملة من القوانين و الأدوات و المعايير الأخلاقية التى تمكنهم - على خلاف تجارب الحضارات اليهودية المسيحية و البوذية مثلا - من التحرك فى واقع معلوم دون التصادم معه و تغييره تدريجيا باحترام سنن إلهية و كونية. و أشدد هنا على مسألة عدم التصادم، فحتى و إن كان واقع الأمة الإسلامية الآن واقعا مهزوما و متخلفا فهو قابل للتغييرو التغيير هذا بإمكانه أن يحصل دون صدام عنيف بما هو كائن على أرض الواقع، و الدليل على ذلك ما أقره مفكرنا الإسلامى الفذ من حوالى نصف قرن ” ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد الى هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعى. و فى كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست فى أن نبرهن للمسلم على وجود الله بقدر ما هى فى أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة.” هنا فى هذه الفقرة الإعجازية لخص خير تلخيص ما نحن مطالبين به كمسلمين ووطنيين و فى رأى المتواضع هذه المهمة ليست بمستحيلة فى بيئة مسلمة جزائرية تنعم بالحرية رغم أنها تشكو جميع أعراض التخلف و الإنحطاط، فالحرية هى الضمانة التى تتيح للمفكرين و العلماء المسلمين النهوض بهذه المهمة.

نحن نريد السلام لكن السلام بعيد ونحن لا نريد الحرب لكن الحرب من حولنا وسنخوض المخاطر مهما كانت دفاعا عن الحق والعدل

سادس الراشدين جمال عبد الناصر حسين

رابط هذا التعليق
شارك

المقالتين السابقتين ليستا من مقتطفات الصحف بل بحوث قدمت في مؤتمر للحوار الإسلامي بالقاهرة

لقد قدمتهما كاملتين إحتراما للمصدر ورغبة في فتح وعي مثقفينا المصريين علي أن هناك مشروع حضاري قدم من قبل المفكرين الكبيرين علي شريعتي في فارس ومالك بن نبي في الجزائر وكلا العالمين المفكرين قدم فكرا يستحق التوقف عنده أولا لأصالته ففكرهما ليس قص ولصق كما فعل سيد قطب عندما أعاد ترجمة وتقديم فكر المودودي للعرب من دون أي إبداع يهتم بالخصوصية المكانية والظرف الزمني لكن العملاقين بن نبي وشريعتي لديهما الكثير وكما يخلص من البحثين السابقين ارتكزت فكرة بن نبي الأساسية علي استعادة الفعالية الحضارية للمسلمين عبر إجراء تحول في المعادلة الاجتماعية للفرد في كل بلد بما يلائمه ويحقق قدرته علي المشاركة الفعالة في الحضارة المعاصرة وليس عبر مراكمة منتوجات هذه الحضارة كما تؤكد مؤلفاته علي تعريف للقدرة الاقتصادية يتجاوز التعريف النقدي (وفرة المال) الشائع كما يأخذ علي الحركات الإسلامية انحيازها المسبق للرأسمالية مع إدخال تعديلات شكلانية فيما يخص قروض البنوك وهو يعده مما لا يدخل في دائرة صناعة القدرة

أما شريعتي فربما لظرف فارس الخاص وسيطرة الحزب الشيوعي علي ساحة المعارضة السياسية وصلة نشاطه بالميل الانفصالي بإقليم أذربيجان ومرارة هذه التجربة خاصة بارتباطها بأكثر من قرن من التدخل الروسي في شئون إيران الداخلية لحد تكون القوة الأمنية الرئيسية من قوزاق روسيا القيصرية لفترة طويلة وحتي صعود رضا خان كما كان تصحيح الرؤية الإسلامية المشوهة التي عززها الملالي وقد أفرد علي شريعتي كتابات كثيرة لمعالجة مسألة سيطرة الملالي وتوصل إلي أن الإسلام اتجاه واحد من السماء للأرض وليس العكس بمعني أن الله ليست لديه طلبات أو حاجات عند البشر حتي يقيم من يضمن وفاء البشر بها بل الأسلام خادم البشر ومن أجلهم وهم ليسوا مسخرين له بأي حال (ربما يجيب هذا جزئيا عن موته بعيد الثورة الإيرانية) لكنه نجح في سحب المعارضة الوطنية من سجال بي تيارين كلاهما غريب ليضع الأزمة الإسلامية في قلب الخيارات والصراع متقدما لتوطين السجال السياسي و تفتيت الثنائية الحادة بين رأسمالي وشيوعي وهي الثنائية التي حيدت المواطن الإيراني وأبقته خارج دائرة الفعل أو الاهتمام منصبا مدافعه صوب قضايا عامة يشترك فيها المسلمون في كل الاأنحاء كما تصدي للتشيع الصفوي الذي جعل التشيع مسألة نفوذ أيراني أو كدين فارسي وقابل الدين العربي السني وهو رائد في هذه الناحية

وبصراحة عندما تتقدم بالقراءة في بن نبي أو شريعتي وإسقاطاتهما الفكرية حتي علي تفسير المشاهد الدينية الكلاسيكية يتبدي حجم الإبداع الفكري وتطور الفهم الإيماني نفسه وبالمقارنة لا يملك الإنسان إلا أن يحزن عندما يري أفكار هؤلاء العمالقة حبيسة كتب ورفوف بينما جهد في منتهي الرجعية والجمود تحول إليي كيانات حركية حققت تطورات وصلت للحكم في عدد من البلدان بينما أرضيتها الفقهية والفكرية من الضحالة بمكان

الدعوة للجميع قراءة العملاقين بن نبي وشريعتي

نحن نريد السلام لكن السلام بعيد ونحن لا نريد الحرب لكن الحرب من حولنا وسنخوض المخاطر مهما كانت دفاعا عن الحق والعدل

سادس الراشدين جمال عبد الناصر حسين

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...