اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

الجامع العمري في غزة


Recommended Posts

الجامع العمري في غزة : ليالي رمضانية تعيد ذكريات المسجد الأقصى

غزة – خاص :

مع دخول الأواخر العشر من شهر رمضان الكريم و مشارفته على الانتهاء بدأ ليل مساجد غزة أكثر حركة و نشاطاً متسماً بالأجواء الدينية و الإنسانية و تراجع في السياسة ، و كان لذكريات قضاء هذه الليالي في باحة المسجد الأقصى نصيب الأسد من القصص و الحكايات .

المسجد العمري الأكثر عراقة و حضارة بين مساجد محافظات غزة ، كان محطّ حركة المصلين على مدار ساعات الليل و اصطفت السيارات في طابور طويل على امتداد شارع عمر المختار المحاذي له ، فيما خيّم صوت القرآن و تهجّد المتعبّدين على سكون لمنطقة رغم الحركة المتواصلة على مدار ساعات الليل ، بدءاً من صلاة التراويح و حتى انتهاء صلاة الفجر .

و بدا المسجد من الداخل بأنواره الخافتة و تصاميمه الهندسية التي تدلّ على عراقته و قدمه و انتشار المصلين فيه ، أشبه بلوحة فنية هادئة بألوانها و تداخل مضامينها التي تعكس حال شعبٍ بسيط عريق بحضارته و تراثه ملتزم بتعاليم دينه .

أجواء قيام الليل التي تتميّز بها العشر الأواخر من شهر رمضان "الاعتكاف" و أعداد المواطنين من أطفال وفتية و رجال معتكفين لا تقف عند حدّ أداء الصلوات فقط ، بل أعادت للذكريات قضاء هذه الليالي هناك في باحة الحرم و زواياه و أركان المسجد الأقصى .

و بدا المسجد العمري من فترة إلى أخرى مثل خلية نحل ، راح فيها البعض يوزّع أحياناً التمر ، و أحياناً أخرى العصائر ، و ثالث الحلويات ، فيما تخلل ليل الاعتكاف مواعظ اتسمت جميعها بالروحانية و خلت من اللفتات السياسية التي اعتاد خطباء المساجد في أحيان كثيرة التطرّق إليها رغم أن عدداً من هذه المواعظ يلقيها قادة سياسيون لفصائل إسلامية .

المواطن أبو رائد النمر (50 عاماً) قال متنهّداً و إلى جانبه نجله الذي لا يتجاوز العشرة أعوام : "الله يعيد تلك الأيام ، عندما كنا نقضي هذه الليالي في باحة و حرم المسجد الأقصى ، وسط أجواء دينية يلتقي فيها الفلسطينيون من كلّ بقاع الوطن" .

و استذكر النمر مبتسماً تصاميم و عراقة المسجد الأقصى ، قائلاً : "يذكرني شكل المسجد العمري بالمسجد الأقصى رغم اختلاف التصاميم و المكان ، إلا أنني أحاول أن أربط نفسياً في هذه الليالي بين المسجدين ، و أحاول أن أتخيّل أنني أقضي هذه الركعات و هذه اللحظات هناك في المسجد الأقصى" .

و أثناء حديث النمر خلال فترة راحة تخلق الاعتكاف ، راح عددٌ من المصلّين ممن تجاوزت أعمارهم الأربعين في سرد ذكريات المرة الأخيرة لتأديتهم الصلاة في المسجد الأقصى ، و اعتكافهم بداخله خاصة ليلة القدر و مظاهر العبادات و الروحانيات التي كانت تسيطر عليهم خلال هذه المرحلة .

و أشار المواطن أبو سليم صافي (40 عاماً) إلى أنه كان يعمل في النهار داخل الخط الأخضر و يتوجّه ليلاً إلى المسجد الأقصى طوال عشرة الأيام الأخيرة . و قال : "الآن لم نعد نمتلك العمل داخل الخط الأخضر و لا الصلاة في المسجد الأقصى !!" .

ولم يخلُ الباب الرئيس للمسجد من وجود عددٍ من المحتاجين الذين يجدون في شهر رمضان شهر البركة و التكاتف فيما أشرف عددٌ من المصلّين على جمع الأموال لبناء مسجد في غزة أطلق عليه مسجد الشهيد الدكتور عبد الله عزام

و قال الشاب إسلام قنن (21 عاماً) : "سمعت من والدي عن الصلاة و الاعتكاف في المسجد الأقصى خلال رمضان بشكلٍ خاص و أيام الجمع و عندما أشاهد أداء الصلاة في المسجد الأقصى عبر التلفاز أتلهف لزيارته و أتمنى أن تتاح لي فرصة لمشاهدة هذا المعلَم الديني الفلسطيني الإسلامي العريق ، خاصة في مثل هذه الليالي" .

و بخلاف الإجراءات و المعيقات التي تمارسها قوات الاحتلال لمنع سكان الضفة الغربية من الوصول إلى المسجد الأقصى فإنها تحرِم أكثر من 1.5 مليون فلسطيني من سكان قطاع غزة من الوصول إليه .

الحاجة أم سائد شقير (52 عاماً) قالت : "بينما كنت متوجّهة لأداء صلاة التراويح في المسجد كنا نتجمع أقارب و نساء الحارة و نذهب معاً في حافلات لقضاء ليلة القدر في الحرم" . وأضافت : "الله يحرمهم عيونهم اللي حرمونا نعمة الصلاة في الحرم" .

و لا تخلو مساجد القطاع ببساطة إمكانياتها من أماكن مخصّصة للصلاة للنساء اللواتي يزداد عددهن كذلك خلال شهر رمضان ، و يحرصن على أداء صلاة التراويح في المساجد .

و خلال حديث المواطنين في المسجد العمري راح العديد منهم يستذكرون الحلقات و "الجمعات" التي كانت تجمعهم مع أخواتهم و حلاوة طعام الإفطار و السحور الذي يتناوله سوياً على رغم اتسامه بالبساطة ، إضافة إلى التسوّق و التجوّل في الحرم و التعرّف على أبوابه ، و الاستماع للمرشدين و مشاهدة الكشافة و التجوّل عند المعالم الحضارية فيه داعين الله جميعاً أن يعيد تلك الأيام و راية المسلمين مرفوعة على مآذن الأقصى .

يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا

صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا

2_471137_1_209.jpg

حسبنا الله ونعم الوكيل

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...