أسامة الكباريتي بتاريخ: 30 نوفمبر 2003 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 30 نوفمبر 2003 فلسطينيو عام 1948 : نواميس العودة إلى الذات تدكّ قواميس (الأسرلة) و التغريب في فضائل انتفاضة الأقصى جنين – تقرير خاص : لقد شكّلت انتفاضة الأقصى عامل تجمّع و توحّد لمختلف شرائح الشعب الفلسطيني بعد أن كادت رياح أوسلو أن تشطُب جزءاً كبيراً من هذا الشعب في مؤامرة كانت تهدف في بعض الأحيان إلى سلخهم عن تاريخهم و قضيّتهم ، فحين جرت انتخابات المجلس التشريعي عام 1996 كانت مقتصرة على سكان الضفة و القطاع و كان هؤلاء هم الفلسطينيون ، و كأنه ليس من حقّ فلسطينيي الداخل أو الخارج أن يكونوا فلسطينيين مشاركين في القرار ، و حين بدأت السلطة الفلسطينية حينها عمليات التفاوض حول الأسرى استُثْني بشكلٍ كامل المعتقلون من فلسطينيي عام 1948 من المفاوضات من حيث المبدأ على اعتبار أن هؤلاء ليسوا فلسطينيين بل (إسرائيليون) !! خارجون عن القانون في المنظور الصهيوني ، و كانت تلك خطوة في منتهى الوقاحة على اعتبار أن هؤلاء قاتلوا ضمن صفوف منظمة التحرير حين كانت فلسطين من النهر إلى البحر ، و شطبتهم أوسلو حين غدت فلسطين الضفة و القطاع ، و في هذا أيضاً حلقة من حلقات الشطب المستمر لشرائح من هذا الشعب بدهاء عدوّنا و جهلنا القاتل في أحايين كثيرة نتيجة سهولة التنازل و الانحدار . في بحور الاغتراب : و مما لا شكّ فيه أن أوسلو أدخلت عبر سنواتها العجاف فئات كثيرة من هذا الشعب في حالة من الاغتراب عن الذات ، و كاد ذلك أن يعصف بالجيل الفلسطيني الجديد ، فمشاريع الأردنة التي تعتبر محور توجّه السياسات الأردنية التي تخشى حتى من مجرّد عمل إحصاء سكاني خاصّ بالفلسطينيين على اعتبار أن ذلك يعزّز النعرات الطائفية !! ، أية نعرات طائفية تلك التي يتحدّثون عنها حين يذكر اللاجئ بأنه لاجئ ؟!! و هل أصبح التذكير بالحقوق حثّ على الطائفية ؟ و لكن لا عجب فتلك سمات العصرنة و العولمة .. أو الحداثة و النظام العالمي الجديد . حالة الاغتراب هذه عن الذات عصفت أكثر ما عصفت رياحها بتكوينات المجتمع الفلسطيني في داخل فلسطين المحتلة عام 1948 إبان فترة أوسلو و ما قبلها ، حالة من غياب تبلور الهوية القومية ، بين الجنسية (الإسرائيلية) و الحقائق التاريخية ، و لكن رياح التغيير كانت أقوى في بعض المراحل في ظلّ حالة انهزامية لم تشهد لها شعوب الأرض مثيلاً ، و تنكّر لحقوقهم ، و تجاهل عربي ممزوج بحالة عامة من الجهل بهم و بخصوصيتهم ، و جرت عملية تحوير و تدوير لأسباب الصراع و أهدافه إلى مجرّد عمليات خدماتية و تحسين للبنى التحتية و زيادة في ميزانيات البلديات . المقاومة توحّد الجميع : و لكن حيوية هذا الشعب و عمق جذوره لا تسمح لدى تكوّن مفاصل التاريخ المختلفة بأن تكون هذه المخطّطات التقسيمية هي نهاية القضية ، فقد عوّدت المقاومة الشعبية الفلسطينية القاصي و الداني أن تقلِب الأمور رأساً على عقب و تخلط أوراق الجميع كلما اقتضى الأمر ذلك ، و هذا ما أحدثته انتفاضة الأقصى عبر سنواتها الثلاث المنصرمة .. فبقياس تأثيراتها على فلسطينيي عام 1948 يتّضح عمق الأثر الذي أحدثته فيه عبر ردم هوات كبيرة كادت أن تقطع أواصر الشعب الواحد و هو ما أربك مجمل السياسة الصهيونية الأمنية منها و السياسية و جعل دوائر التخطيط لدى الكيان تعيد حساباتها حول هذه الكتلة البشرية الهائلة و التي لم تعدْ كلّ محاولات الأسرلة قادرة على محورة فلسطينيّتها منها كما كانوا يعتقدون سابقاً . إن تتبع ما يدور في فلك الصهاينة و ما يكتبوه في دراساتهم أو مقالاتهم حول تخوّفهم المستمر من فلسطينيي الداخل يوضّح ما يحدثونه من أثر على صعيد تواصلهم مع قضيتهم المحورية ، و تشير أجهزة العدو الأمنية إلى سهولة تغلغل المقاومة الفلسطينية سيما الإسلامية منها في أوساط مختلفة لدى جيل الشباب في الداخل ، فهناك مئات الحالات و الاعتقالات التي استهدف فيها فلسطينيون من الداخل على خلفية مساعدتهم مقاومين و تقديم تسهيلات لهم بحكم ما يتمتّعون به من سهولة الحركة ، إذ لم تعدْ تمضِ أيامٌ قليلة إلا و يظهر حجم هذا الانخراط في أعمال المقاومة و التي ظلّت إلى حد قريب خطاً أحمر مستهجناً حتى من قبل فلسطينيي الداخل أنفسهم ، كبرى أعمال المقاومة في هذه الانتفاضة كان لهم فيها فضلٌ لا يمكن إنكاره ، و على المرء ألا ينسى أن شيخ استشهاديّي هذه الانتفاضة و أكبرهم سناً كان من فلسطينيي الداخل و هو الاستشهادي القسّامي محمد شاكر حبيشي من قرية أبو سنان في الجليل ، منفّذ عملية نهاريا 2001 ، و قبلها ما عُرف بخلية سلوان .. حين كان الصهاينة في ما أسموه عملية السور الواقي يجوبون الضفة شبراً شبراً ظناً منهم أن المقاومة الفلسطينية مجرّد مجموعات متناثرة هنا و هناك .. لم يكن في حسبانهم أن فرسان المقاومة يعيشون بين ظهرانيهم ، فبينما كانت الدبابات تدكّ جنين نابلس و طولكرم كان أفراد خلية سلوان ممن يحملون الهوية (الإسرائيلية) يدكّون ريشون ليتسيون ، و ملهى قرب منزل شارون ، و بعدها الجامعة العبرية ، و غيرها الكثير ، عشرات الخلايا من فلسطينيي الداخل عملت في كلّ اتجاه ، منهم من قدّم السلاح ، و منهم من كان خير دليل ، و منهم من حمى ظهر المقاومة وقت الأزمات ، و منهم و منهم الكثير الكثير ... فقبل عدة أيام أعلن الصهاينة اعتقال خلية من طلبة الداخل كانوا يدرسون في الأردن بحجة انخراطهم في المقاومة ، و كذا مع عددٍ من بدو النقب ، و قبلهم خلية في البعينة في الجليل و أخرى في أم الفحم ، و لم تكن منطقة المثلث بأقلّ سخونة من غيرها ... و غدت سجون العدو ملأى بفرسان المقاومة من هؤلاء ، حتى أن المحاكم الصهيونية تنظر إليهم بطريقة مختلفة ، فالحكم الذي يصدر على قضية ما ، إن كان المعتقل فيها من فلسطينيي الداخل فإن الحكم يصل إلى أضعافٍ مضاعفة لو كان المعتقل من فلسطينيي الضفة و القطاع ... و من أبرز الحالات الأخرى التي تمّ فيها اعتقال فلسطينيين من عام 1948 بتهمة مساعدة المقاومين ما يلي : - اعتقال ثلاثة شبان من كفر مندا منذ 17 آذار 2002 ، هم إبراهيم عبد الحميد و محمد عبد الحميد و محمود عبد الحليم ، يشتبه بقيامهم بتشكيل خلية و التخطيط لتنفيذ عمليات تفجيرية في منطقة حيفا . - قرار حكم بالسجن لمدة 24 سنة بحقّ عاطف زيدان من كفر مندا . و قد أدين زيدان بوضع عبوة ناسفة على خط سكة حديد في العام 2001 و وافق على اصطحاب شابٍ أراد تنفيذ عملية استشهادية في حيفا . - اعتقال ثلاثة عرب من قرية جلجولي و ادعى الشاباك أن الثلاثة خطّطوا لتنفيذ عمليات داخل الكيان و أنهم أقاموا مختبرًا لصنع عبوات ناسفة . و الثلاثة هم : محمد مصري ، قائد الخلية وفق الادعاءات الصهيونية ، و فاضل عابد و أيمن أبو كشك . - السجن لمدة 300 سنة على كلّ من إبراهيم بكري و ياسين بكري (21 عاماً) من قرية البعنة في الجليل ، و ذلك بعد إدانتهما بمساعدة جهاد حمادة ، منفّذ العملية الاستشهادية في حافلة ركاب عند مفترق ميرون قرب صفد في 4 آب 2002 . - السجن بين 3 و 8 سنوات لكلّ من : نعمان أبو خبيزة (25 عاماً) و حسين حجازي (28 عاماً) ، و كلاهما من مدينة الرملة ، و حسن حجازي (25 عاماً) من مدينة اللد بعد إدانتهم بمساعدة عناصر من حركة "حماس" على اختطاف جندي صهيونيّ ، و إعداد عبوات ناسفة و وضعها في محطة حافلات . - الحكم على نهاد أبو كشك من مدينة الرملة بالسجن المؤبّد مع سحب هويته (الإسرائيلية) بتهمة مساعدة استشهادي نفّذ عملية استشهادية في كفار سابا عام 2001 . - اعتقال (23) مواطناً عربياً وجّهت لهم أيضاً تهمة التخطيط و المساهمة في تنفيذ عمليات عسكرية ضد الصهاينة في صيف عام 2002 . و بحسب مصادر صهيونية فإن المعتقلين قد شاركوا مع حماس و الجهاد الإسلامي و فتح و حزب الله في تنفيذ عمليات عسكرية منها ( 8 ) عمليات نفّذت عام 2000 و (25) عام 2001 و (27) عملية خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2002. - اعتقال (4) مواطنين عرب من دير حنا في الجليل بتهمة وضع عبوة ناسفة في منطقة صهيونية في أيلول 2002 . - اعتقال (6) مواطنين من أم الفحم بتهمة تقديم مساعدة لاستشهاديين نفّذوا عملية في مدينة الخضيرة .. في أيلول 2002 . - إصابة عربيين من اللد في شباط 2002 أثناء مساعدتهما للاستشهادية دارين أبو عيشة عندما فجّرت نفسها قرب حاجز (مكافيم) العسكري. - اعتقال اثنين من قرية الطيبة في المثلث بتهمة إعداد عبوات ناسفة و وضعها في شارع رئيسي قرب منطقة (هيوشاف) . - تقديم لائحة اتهام إلى كلّ من إبراهيم السراحنة و زوجته من النقب بتهمة تقديم المساعدة لمنفّذ عملية (ريشون ليتسيون) . - في شهري حزيران و تموز الماضيين تم اعتقال معتصم قعدان من بلدة باقة الغربية بتهمة الاتصال مع مطلوبين في مدينة طولكرم الفلسطينية و خالد عاشور بمساعدة نقل استشهاديين نفّذوا عملية استشهادية في تل أبيب. التكنولوجيا و معرفة الآخر : و لم تكن الانتفاضة الفلسطينية العامل الوحيد الذي أعاد الربط بين فلسطينيي الداخل و باقي شتات الشعب الفلسطيني و إن كانت العامل المركزي في ذلك .. إذ شكّلت بدايات التواصل مع الشعوب العربية في السنوات الأخيرة خطاً موازياً لخط المقاومة ، و لقد لعبت وسائل الإعلام الفضائية و شبكة الإنترنت دوراً محورياً في تجسيد هذا التواصل ، إذ ظلّت قضية فلسطينيي الداخل مغيّبة عن أذهان العرب الفترة طويلة ، فمنهم من نظر إليهم على أنهم فلسطينيون باعوا قضيّتهم دون أن يتفهّم الخصوصية التي يعيشون فيها نتيجة الجهل بوضعيّتهم ، و منهم من جهل تماماً وجود هذه الفئة ، و لكن ما نشهده في الآونة الأخيرة من إقامة جسور على مختلف المستويات الثقافية و التعليمية ، الاجتماعية و السياسية ينشر بانتهاء عصر القطيعة و هو ما يدعم التوجّهات التصحيحية لدى فلسطينيي الداخل ، و يعمّق الوعي القومي و الديني لديهم ، و يعزّز من ثقتهم بهويتهم و ثقافتهم و عروبتهم بعد مرحلة التيه الطويلة .. إسلاميون في مواجهة التغريب : لقد شكّلت الحركة الإسلامية في الداخل ردّة فعل اجتماعية معاكسة لكلّ محاولات التغريب و الأسرلة الممنهجة التي تعرّضوا لها ، فهي من جهة عزّزت الروابط الدينية في رحلة البحث عن الذات ، و من جهة أخرى أحيَت كلّ معاني الأصالة في نفوس الناس في الداخل ، و عملت على خلق تواصل إسلامي عالمي ليس مقتصراً على العالم العربي فقط ، و خلقت للقدس وضعية خاصة في أجندتها جعلت منها البوصلة و المنطلق ، و فرضت نوعاً مميّزاً من العلاقة مع فلسطينيي الضفة و القطاع ، و غدت إحدى الرئات التي يتنفّس منها هذا الشعب عبر المؤسسات الاجتماعية الخدماتية المختلفة ، و هو ما عزّز من صمود الشعب الفلسطيني ، و عندما ضاق الصهاينة ذرعاً بهذا التقارب قرّروا ضربه عبر اعتقال قادة الحركة الإسلامية في الداخل سيما في أم الفحم ظناً منهم أن اعتقال قائدٍ هنا أو هناك سينهي هذا التوجّه الجارف ، و لكن الأجهزة الأمنية الصهيونية جنَت نتائج معاكسة تماماً ، إذ تشير تقديرات أجهزة العدو الأمنية إلى أن حالة من السخط تعمّقت بعد حملة الاعتقالات التي شنّت ضد الشيخ رائد صلاح و رفاقه مما ولّد حالة من النقمة يمكن أن تترجَم حتى في ممارسة العنف كما يقولون .. و بين الفينة و الأخرى يخرج من بين جنبات الصهاينة من يذكّر بخطر مليون و 200 ألف عربي في الداخل ، فعلى صعيد الزيادة السكانية (4 %) سنوياً يشكّلون خطراً في نظر الصهاينة ، و على صعيد الامتداد العمراني يشكّلون تهديداً ، و على صعيد القضايا التي يحمِلونها تمسّ أمن العدو ، و على صعيد علاقاتهم مع أبناء جلدتهم يرون فيها نوعاً من المؤامرة ، و تناسى هؤلاء من هم السكان الأصليون و من هم الدخلاء . يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
ragab2 بتاريخ: 1 ديسمبر 2003 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 1 ديسمبر 2003 الله ينور مقالة جميلة ومحترمة وصادقة ويعكس كل حرف فيها علاقة فلاسطينو 48 بفلاسطينو الضفة والقطاع والذى قرأته من الجلدة للجلدة ولكن لى رأى أن العلاقة والارتباط لم يقتصر على الاسلاميين والمسلمين فقط ولكنه تعداه الى كل الفلسطينيين مسلم ومسيحى مثل الدكتور عزمى بشارة الفلسطينى الأصيل المناضل والمخلص للقضية والذى يحتقر الصهاينة وينتقدهم ويعريهم فى كل مناسبة مما كان سببا لتعرضه للمساءلة والمحاكمة فى أحيان كثرة وآخرها عندما زار سورية التى تعتبرها اسرائيل عدوتها شكرا لهذا المقال الخصب مصر أكبر من نظام الحكم الفردى الديكتاتورى الإستبدادى الذى فرضه علينا عسكر حركة يوليو فى الخمسينات وصار نظاما لحكم مصر برنامج الرئيس الإنتخابى لإسكان فقراء الشباب .. سرقه مسؤولون وزارة الإسكان مع المقاولين ..! رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان