أسامة الكباريتي بتاريخ: 17 أغسطس 2009 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 17 أغسطس 2009 خالد مشعل في حوار شامل: حماس قبل أن تكون في السلطة وبعدها لم تصدر قانوناً واحداً تفرض به التدين على الناس تاريخ النشر : 2009-08-16 غزة-دنيا الوطن تنشر دنيا الوطن النص الكامل للحوار الذي اجراه الاستاذ احمد علي رئيس تحرير صحيفة الوطن القطرية مع السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس. وفيما يلي نص الحوار : "كثيرون ، بل أكثر من كثيرين على إمتداد الساحة العربية ، سواء كانوا من المراقبين ، أو المتابعين ، المتعاطفين مع القضية الفلسطينية ، المؤيدين لإيجاد حل عادل وشامل لها ، تابعوا باهتمام فعاليات وقرارات المؤتمر الاخير العام والهام لحركة فتح ، وانشغلوا بالاتهامات المتصاعدة التي سبقته ، والتهديدات المتبادلة التي رافقته ، بين قيادات الفصيلين الفلسطينيين المتصارعين ( فتح ) و ( حماس ) . فلا يختلف اثنان في فلسطين وخارجها ، على ان الصراع العبثي المحموم ، الدائر بين الحركتين المؤثرتين على الساحة الفلسطينية ، المستأثرتين بالسلطة فيها ، المتصارعتين على كيفية توجيه القرار الفلسطيني ، إما على طريقة المساومة أو المقاومة ، جعلت هذا القرار ينقسم الى شطرين ، احدهما في يد الرئيس ( عباس ) والآخر في قبضة ( حماس ) ! كما جعلت الموقف الفلسطيني يتشتت بين حكومتين ، احداهما تحكم في ( رام الله ) والأخرى تتحكم في ( غزة ) ! في إتون هذا الصراع المحموم القائم والمتفاقم بين الطرفين ، بدأت تتشكل ملامح ( دويلة ) حماسية في قطاع غزة ، والاخرى ( فتحاوية ) في الضفة الغربية ، في حين لم تظهر الى الوجود الدولة الفلسطينية المنشودة حتى الآن ! وما من شك في أن هذا الانقسام الفلسطيني ، جعل المتابعين والمؤيدين لقضية العرب المركزية في حيرة من امرهم ، وهم يشاهدون ( اصحاب القضية ) يتحولون الى فرقاء بل اعـداء ، يتصارعـون على سلطة وهمية ، على حساب حقوقهم الوطنية . والمشكلة الكبرى أن كل واحد من الطرفين المتصارعين ، فتح وحماس ، بات يأخذ أسرى ورهائن من الطرف الآخر ، وكل طرف بات لديه سجناء ومعتقلون على الجانب الاخر ! وكلا الطرفين بات يشترط على خصمه مجموعة من الشروط التي يعتبرها الطرف المقابل بمثابة املاءات ، لايمكن القبول بها او الرضوخ لها ، حتى باتت ( المفاوضــات ) الفاشلة بين الجانبين في جولات حوارات القاهرة الست ، أصعب من التفاوض مع الجانب الاسرائيلي ! فالى متى تستمر هذه اللعبة العبثية الخطيرة الدائرة على الساحة الفلسطينية ، والتي تشبة في ظروفها صراعاً خاسراً بين سجينين اثنين يقبعان داخل زنزانه واحدة في احد سجون الاحتلال الصهيوني؟ هذا السؤال وعشرات الاسئلة الحائرة غيره حملتها في حقيبتي ، مع تصاعد حدة الاتهامات المتبادلة بين الطرفين عشية انعقاد المؤتمر السادس لحركة فتح ، لاطرحها على رئيس المكتب السياسي لحركة حماس . لم يكن الوصول على السيد خالد مشعل المقيم في دمشق سهلاً وسط هذه الظروف الفلسطينية ( المشتعلة ) ، فقد استدعى اجراء هذا الحوار ان ابقى في العاصمة السورية في حالة انتظار واستنفار لاكثر من عشرة ايام ، كنت خلالها متصلاً ومتواصلاً مع مكتبه لتحديد الموعد المناسب . وبعد ساعات من اختتام مؤتمر فتح ، الذي شغل الساحة الفلسطينية قبل وبعد انعقاده ، تم تحديد موعدي مع مشعل . ولهذا يكتسب الحوار اهميته اولاً من ناحية توقيته ، لانه يمثل اول تعليق من حماس على قرارات مؤتمر فتح ، ومن الناحية الثانية يكتسـب الحـوار اهمية من شخصيته التي تتمثل في السيد خالد مشعل ، الذي آثر الابتعاد قليلاً عن وسائل الاعلام ، منذ العدوان الاسرائيلي على غزة لاسباب أمنية . لم يكن حواري مع رئيس المكتب السياسي لحركة ( حماس ) ترويجياً له او دعائياً لحركته بل كان في مجمله ، حواراً صحفياً ( استفزازياً ) حاولت خلاله بأسئلتي الصريحة ان أدفعه ليبوح لي بأكبر قدر من المعلومات الممكنة ، للخروج منه بأكبر قدر من المواقف ( الحماسية ) غير المعلنة كان حواري مع مشعل ( مشتعلاً ) دون استخدام عود ثقاب ، او مادة حارقة ، فالأزمة الملتهبة من فتح وحماس كانت حاضرة في محاور الحوار .ورغم ذلك كان واضحاً حرص مشعل على اطفاءالحرائق في الملفات المشتعلة في اكثر من جبهة ، وعلى اكثر من جهة من خلال لجوئه الى استخدام لغة دبلوماسية هادئة خلال الحوار ، بعيداً عن ترديد المفردات الانفعالية . وقد حاولت بحسي الصحفي الباحث عن الحقيقة ، توليد الخبر من رحم الخطر ، فسعيت لاستدراج مشعل ، لكنه كان هادئاً في جميع محاور الحوار ، فلم يكن ( مشتعلاً ) بل كان ( مشعلاً ) يشعر بخطورة المرحلة وحساسيتها ولهذا كان حريصاً على عدم صب الزيت على النار . في الموعد المحدد وبعد استكمال اجراءات الأمن الروتينية ، دخلت الى مكتبه وكان اللون الاخضر يكسو جميع ارجاء المكان من الكراسي الى السجاد وحتى الجدران ، وعلى احدها تتصدر لوحة جدارية عليها صور شهداء حماس ، وفي مقدمتهم الشهيد المؤسس الشيخ احمد ياسين رحمه الله . وعلى الجدار الآخر صورة كبيرة تجسد المسجد الاقصى الأسير . وسط هذه الاجواء المليئة بالاخضرار ، دار حواري مع ( مشعل ) بكل ( حماس ) بعيداً عن احمرار المشهد الفلسطيني العام واليكم التفاصيل : *اسمح انا ان نبدأ بالحدث البارز و هوالتئام و اختتام المؤتمر العام لحركة فتح رغم محاولاتكم لاجهاضه بشتى الوسائل عبر منع اعضاء الحركة الغزيين من السفر الى بيت لحم للمشاركة فيه , كيف تابعتم المؤتمر و النتائج التي تمخضت عنه ؟ - اولا اريد تصحيح حيثيات السؤال .. نحن لم نسع الى اجهاض المؤتمر السادس لحركة فتح و اعلنا مرارا ان هذا المؤتمر هو شان فتحاوي داخلي لا نتدخل فيه و لسنا طرفا في اشكالاته او في خلافاته و من حق حركة فتح ان تقيم مؤتمرها و نحن نتمنى لها التوفيق بما يخدم مصالح الشعب و القضية و لكن الامر المؤسف الذي حصل هو ان نضطر الى عدم السماح بسفر 470 عضوا من المؤتمر السادس لحركة فتح من غزة لان الطرف الاخر منذ شهور طويلة لم يستجب الى مطلب منطقي لنا و هو الافراج عن المعتقلين . فبعد الحرب الصهيوينة الاجرامية على قطاع غزة و بعد ان استأنف الاخوة في مصر رعايتهم للحوار و المصالحة الفلسطينيتين وضعنا مسالة المعتقلين على الطاولة و لكن بلا جدوى بدأنا حوارات المصالحة و كان عدد المعتقلين 450 ليصل عددهم الى حوالي 900 بعد 3 او 4 شهور بمعنى ان كل اجواء الحوار و المصالحة في القاهرة عبر ست جولات خلال اربعة شهور لم تفض الى حل هذه المسالة بدليل ان عدد المعتقلين زاد و لم ينقص كما ان اجواء الشد زادت و لم تنقص و كما قال الشاعر اذا لم يكن غير الاسنة مركبا.. فما حيلة المضطر الا ركوبها لذلك اضطررنا ان نقول للعالم ان لدينا قضية .. نعم من حق فتح ان تعقد مؤتمرها و من حق ابناء فتح في غزة ان يشاركوا في المؤتمر و لكن ماذا عن المعتقلين و اين حقوقهم ؟ لقد اعطينا جميع الوسطاء الذين تدخلوا قائمة ب 870 معتقلا بالاسم و المدينة و البلدة بل و حتى بالسجن و لكن هناك اصرار غريب و مستنكر لعدم الافراج عنهم و كأن مطلب فتح منطقي و مطلبنا ليس منطقيا . اذا كان منع السفر هو نوع الحجر على الحرية فما بالك بالاعتقال و التعذيب و "البهدلة " ؟!! هناك حولي 5 معتقلين خلال الشهور الاخيرة قتلوا تحت التعذيب اخرهم الشهيد فادي حمادنة و قبله الشيخ مجدي البرغوثي ومحمد الحج .. هناك تعذيب بشع و لو اطلع العالم على ما يصلنا من تقارير و حقائق و رسائل من الضفة الغربية عما يجري لاخواننا و اخواتنا من تعذيب بشع و اهانة و اساءة وكسر للنفسية و الارادة لساءه مع يحدث .. هذا الملف مؤلم جدا بالنسبة لنا و لذلك كنا نتمنى عللى اخواننا في حركة فتح ان يبادروا للافراج عن المعتقلين خاصة و اننا في اخر جولة في القاهرة افقنا على الية معينة تثبت المرونة التي تظهرها حماس , بحيث يفرج عن جميع المعتقلين من الطرفين و اذا كان هناك عدد محدود لا تستطيع السلطة في رام الله ان تفرج عنه في الوقت الحاضر فتقدم السلطة للمصريين قائمة باسمائهم و نتفق عليهم و نضع الية ضمن جدول زمني معين لانهاء ملفهم خلال فترة محدودة . ولكن الاصل ان يفرج عن الجميع لان هذا مطلب منطقي و من ثم ما جدوى الذهاب الى المصالحة اذا لم يكن من مقدماتها الطبيعية ان يفرج عن جميع المعتقلين في السجون الفلسطينية . * نحن نتفق مع مطلبكم بضرورة الافراج عن المعتقلين في سجونكم وسجونهم و لكن الاخوة الفتحاويون يرون ان منع كوادرهم من السفرللمشاركة في المؤتمر نوعا من الابتزاز السياسي لانكم تعاملتم مع كوادرهم و كانهم رهائن .. هذا توصيف ليس صحيحا و على العكس تماما فان الضفة الغربية هي التي اخذت رهينة .. و انا لا اتحدث فقط عن 878 معتقلا من حماس في الضفة و حوالي اكثر من مئة من معتقلي الجهاد و فصائل اخرى بل عن الضفة الغربية كلها التي باتت رهينة بين محبسين .. محبس الاحتلال الصهيوني البشع الذي يحتل الارض و يقطع اوصالها ويصادرها و يبني الجدار ويسمن المستوطنات و يهود القدس و يهدم احياءها العربية و يهجر اهلها و بين المحبس الاخر و هو الظلم الذي يقع على ايد فلسطينية تحت اشراف الجنرال الاميركي دايتون و دول غربية اخرى كما تحدثت تقارير كثيرة تقوم بتدريب اجهزة امنية لا هم لها سوى حماية امن اسرائيل و اعتقال الاحرار من ابناء شعبنا . فهذا هو الظلم بعينه لان الضفة الغربية هي الرهينة بينما في غزة رغم الحصار العدوان و اغلاق المعابر فهناك حرية متاحة للجميع ومن يعتقلون في غزة هم من عليهم شبهة امنية بانهم يقدمون معلومات للاسرائيليين ومع ذلك قلنا باننا على استعداد لتسوية ملف المعتقلين في الضفة و القطاع و هذه من الاجراءات التي قلنا مرارا انها ضرورية بين يدي المصالحة و لكن للاسف فان المصالحة الفلسطينية و طوال الشهور الماضية يتم تعطيلها بعدة اسباب على راسها ملف المعتقلين ..فتخيل شخصا يعطل المصالحة و يؤجلها و يعرقلها و يحرم الشعب الفلسطيني من اتمامها رغم الجهود المصرية و العربية بسبب الاصرار على عدم الافراج عن المعتقلين , مرة تحت ذريعة ان هناك التزامات مع الاسرائيليين و مرة تحت تهم باطلة بينما موقفنا هو اننا مع تسوية جميع الملفات .. فمن الذي يبتز الاخر ؟؟ بل اكثر من ذلك .. فلتضعوا حماس تحت الاختبار و ليفرج عن المعتقلين في الضفة الغربية ..ماذا ستفعل حماس ؟ انها لن تتردد لحظة في تسوية كل القضايا العالقة بيننا و بين حركة فتح . نعم ..مرة اخرى من حق حركة فتح ان تعقد مؤتمرها و هذا حقها الطبيعي و ليوفقها الله .. الى الخير و لكن من حق حماس و فصائل المقاومة الفلسطينية ان يفرج عن معتقليها في سجون دايتون و سجون الاجهزة الامنية الفلسطينية في الضفة و من حق هذه الفصائل ان تمارس حرية العمل السياسي و الاجتماعي و الطبيعي في الضفة الغربية خاصة ان لا احد يستهدف السلطة الفلسطينية بل الاحتلال الصهيوني . *بعيدا عن قضية المعتقلين من عناصركم و عناصرهم هل تعتبرون ان مؤتمر فتح نجح ام فشل في تحقيق اهدافه و هل لمستم من المؤتمر الذي عزز سلطات الرئيس عباس موقفا سياسيا ايجابيا باتجاهكم ؟ - ان الاصرار كما تابعنا و نتابع من في التصريحات المتلاحقة من بعض قيادات فتح حول الالتزام بخارطة الطريق لا يبشر بخير و يتناقض تماما مع حديثهم في المؤتمر عن المقاومة و شرعيتها . و على اية حال انا سأتجاوز كل التصريحات و العبارات السيئة التي استعملت في خطابات عدد من المسؤولين داخل هذا المؤتمر و لكنني اقول التالي .. يصعب من طرفي و طرف حماس ان ندخل في تقييم تفصيلي لمؤتمر فتح لان البعض سيفسر ذلك في سياق طبيعة الشد الموجود بين حماس و فتح في الوقت الحالي و الذي نتمنى ان نخرج منه الى علاقة طبيعية بين حماس و فتح و جميع القوى في اطار المصالحة .. فمعايير فتح هي التي تستطيع ان تحكم عليه بالنجاح او الفشل و نحن كما قلت لك لا نتمنى في اخواننا في فتح الا الخير و ان بوفقوا الى ما يخدم مصالح الشعب الفلسطيني و قضيته و ثوابته الوطنية . و على اية حال نحن لا نحكم على الظاهر بل على السياسات و المواقف و دعني اسرد لك بعض الامور .. هم تكلموا عن المقاومة وهذا ليس مفاجئا لنا فقد كنا نتوقع ان يكون هناك حرص على تقديم خطاب في ظاهره يتكلم عن الثوابت الوطنية و المقاومة و لكن ليس المهم ان تتكلم عن المقاومة المهم ان يكون سلوكك مع المقاومة اذ كيف يتسق هذا الخطاب مع السلوك الامني في الضفة الغربية المتمثل في ملاحقة فصائل المقاومة و اعتقال نشطائها و نزع سلاحها سواء من حماس او الجهاد او شهداء الاقصى و اعتقال المجاهدين بل ملاحقتهم و قتلهم .. فما قيمة الحديث عن المقاومة ؟! فكيف تلزم نفسك بالتزامات امنية تجاه امن اسرائيل و على حساب المقاومة و على حساب حرية الشعب الفلسطيني و حقه في المقاومة و حقه في الحياة الكريمة في الضفة و المصيبة الاضافية ان اسرائيل لا تلتزم و على العكس تمعن في الاحتلال و الاستيطان و اليوم يوجد اكثر من 700 حاجز في الضفة الغربية ..ولذلك اتساءل ما قيمة الحديث عن المقاومة ؟ فالعبرة في اي موقف سياسي اتخذ في مؤتمر فتح ان يجد له تطبيقا و مصداقية على الارض هذا جانب اما الجانب الاخر فهو الحديث عن الثوابت الوطنية .. و خاصة استئناف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية فاي استئناف لهذه المفاوضات بسبب الضغوط الاميركية يجعل كل هذه المواقف بلا معنى ما لم يتوقف الاستيطان . نحن كفلسطينيين توافقنا عام 2006 على وثيقة الوفاق الوطني التي تنص على اننا نقبل كقوى فلسطينية بدولة فلسطينية ضمن حدود عام 1967 تكون عاصمتها القدس و تطبيق حق العودة و تطبيق حق العودة للاراضي التي هجر منها شعبنا و تفكيك المستوطنات و السيادة على الارض .. و اي سلوك عملي يتجاوز هذه الثوابت يجعل اي حديث عنها بلا مصداقية . اذن ليست العبرة بالشعارات بل بالتطبيق و المواقف و السياسات على الارض هناك ايضا الحديث عن المصالحة و نحن نتمنى ان يقف الاخوة في فتح امام استحقاقات المصالحة بجدية و لكن هذا يتطلب ان نتجاوز كل العقبات و خاصة عقبة الاشتراطات الخارجية فاذا كان الاخوة في فتح اليوم يقولون انهم يريدون انجاز ملف المصالحة الفلسطينية فاول استحقاق لهذا الموقف ان يتخلوا عن شروط الرباعية كشرط لتشكيل وحدة وطنية . اما الامر الثاني فهو ان يفرجوا عن المعتقلين لان هذه من اهم العقبات التي تعطل المصالحة .. اذن اذا اردنا ان نقيم ما جرى اقول انه من حق فتح ان تعقد مؤتمرها و من حقها تنجح و لكن عليهم ان يكونوا امام استحقاقات هذه المواقف على الارض .. * ( مقاطعا ) لقد تحدثت عن العقبات التي تعطل المصالحة و لكن عفوا ماذا عن عقبة الاثار السلبية لانقلابكم في غزة .. فوجهة النظر الاخرى ترى ان اكبر عقبة للمصالحة هي انكم قمتم بانقلاب ضد السلطة ؟ - هنا تاتي مشكلة قلب الحقائق بكل اسف و هذا سلوك من يريد ان يتهرب من الحقيقة خاصة اذا كان يستقوي بعوامل خارجية فالذي جرى في غزة عام 2007 هو ان انقلاب فريق دايتون و فريقه في الساحة الفلسطينية فشل فلما فشل اتهمنا نحن بالانقلاب ..ثم من ينقلب على نفسه ؟ّ! فحماس عام 2007 كانت تقود حكومة وحدة وطنية على اساس اتفاق مكة ..فاسماعيل هنية كان يقود حكومة وحدة وطنية فيها حماس و فتح و فصائل عديدة و شخصيات مستقلة .. و لكن لان اتفاق مكة لم يرق لاطراف دولية و على رأسها اميركا و اطراف اقليمية و فلسطينية فبدأوا يخططون للانقلاب على حكومة الوحدة الوطنية , و رغم ان من حاولوا الانقلاب عليها كانوا شركاء فيها الا انهم استعانوا بدايتون و المال الاميركي و الاسرائيلي , فلما دافعت حكومة الوحدة الوطنية عن نفسها و فشل انقلاب الاخرين عندذلك اتهمنا نحن بالانقلاب .. * (مقاطعا مرة اخرى ) لكن اللجوء الى الخيار العسكري و العنف الدموي لحل هذه المشكلة يجعل حماس موضعا للاتهام ؟ - حسنا .. دعني اضع الامور في سياقها الطبيعي . كلامك صحيح لو كانت هناك معارضة استعملت العنف ضد السلطة لان ذلك يعتبر استعمالا للعنف في شأن داخلي و لكن اريد ان اسأل هنا .. اي حكومة في الدنيا تدافع عن نفسها ضد من يريد الانقلاب عليها يكون دفاعها هذا مشروعا ام لا ؟ في اي دولة عربية عندما ياتي فريق و ينقلب على الشرعية او على السلطة الرسمية و هذه السلطة تدافع عن نفسها من يتهم بانه استعمل العنف ؟ من حاول ان ينقلب و فشل ام من دافع عن نفسه و نجح ؟! حماس ليست معارضة بل كانت على راس الحكومة و هي كانت تملك الاغلبية في التشريعي و جاءت عبر صناديق الاقتراع من خلال انتخابات حقيقية و كانت عام 2007 على رأس حكومة وحدة وطنية فمن حاول ان ينقلب عليها هو من يتهم بأنه استعمل العنف ضد السلطة و ضد الشرعية نحن دافعنا عن شرعية السلطة و بالتالي لسنا المتهمين و لكن للاسف لان هذا الفريق يستقوي بالامريكان و اسرائيل و اطراف اقليمية هو يحاول قلب الحقائق كما يفعل اي طرف لا يحترم الشرعية او الديموقراطية و حقوق شعبه و مع ذلك من يقولون ان ما جرى في غزة هو العقبة نقول لهم تعالوا نتجاوز هذا الواقع ..هناك اليوم انقسام بين الضفة و غزة فكيف نعالج هذا الانقسام ؟ * كيف تريد تجاوز هذا الواقع المؤسف ؟ - تجاوزه بان نذهب في طريق المصالحة و نذلل العقبات . لو كان هناك اي طرفين في قطر او اي دولة اخرى في العالم يريدان ان يتصالحا ..لماذا نضطر الى ان نقحم الاشتراطات الخارجية في صلحنا الداخلي ؟ لو كان هناك عشيرتان او حزبان او جماعتان في بلد يريدان ان يتصالحا فلماذا تقحم الشروط الخارجية ؟ لماذا انا الفلسطيني لا اتصالح مع اخي الفلسطيني ضمن شروطنا الوطنية . * و لكن عفوا .. القضية الفلسطينية لها خصوصية لما لها من ابعاد اقليمية و دولية ؟ - لقد قلتها لبعض الشخصيات الخارجية التي زارتنا في الفترة الماضية و ارادت ان تقنعنا بشروط الرباعية ..قلت لهم لماذا فقط الشعب الفلسطيني تفرض عليه الشروط الخارجية ؟ و قلت لشخصية اميركية غير رسمية و لكنها شخصية معتبرة لماذا الولايات المتحدة تعرض الحوار بلا شروط على ايران و تقوم باتصالات مع سوريا بلا شروط و فقط الشعب الفلسطيني او حماس تفرض عليهما الشروط لمجرد بدء حوار و الان تفرض علينا الشروط لاي حكومة وحدة وطنية تتشكل على اساس المصالحة الفلسطينية .. هذا موقف غير مقبول .. * انتم حركة ..فكيف تريدون ان يتم التعامل معكم بوصفكم دولة ؟ - انا اتأيت بهذا الشاهد في قصة المصالحة فقط , فنحن و اخواننا في حركة فتح مع بقية الفصائل الفلسطينية اجتمعنا في القاهرة عدة مرات لنتصالح و نشكل حكومة وحدة وطنية ..فلماذا تفرض على هذه الحكومة شروط الرباعية الدولية من اجل ان تتشكل ؟! ولماذا اشترطت هيلاري كلينتون عندما جاءت الى المنطقة بان تتلتزم حكومة الوحدة الوطنية التي قد تنشأ عن المصالحة بشروط الرباعية الدولية و لم تفرض شروطا على حكومة نتنياهو رغم انها تضم ليبرمان و غلاة المتطرفين الصهاينة ؟ و لماذا دائما نحن العرب و الفلسطينيون نتعامل و كأن لدينا عقدة نقص فنكون ضعفاء اما الشروط الخارجية ؟ ولماذا يريد اخي الفتحاوي ان يدخل شروطا خارجية في صلحه معي و لماذا لا يتصالح الحمساوي و الفتحاوي و الجبهاوي و المستقل و كل ابناء الشعب الفلسطيني وفق الرؤية و الثوابت الوطنية الفلسطينية ووفق مصالح شعبنا ؟ لماذا نريد ان يسقوي بعضنا على بعض بالشروط الخارجية ؟ * كيف استقبلتم في حماس نبأ فوز محمد دحلان رئيس جهاز الامني الوقائي السابق في قطاع غزة بعضوية اللجنة المركزية لحركة فتح ؟ - نحن لن نتوقف طويلا عند موضوع الاشخاص فنحن نتعامل هنا مع الحركة و القيادات التي يرتضيها ابناؤها و رغم اهمية التاريخ الشخصي لكل مسؤول في القيادة الا ان الاهم هو كيف سيكون سلوك هذه القيادة و موقفها من الحقوق و الثوابت الوطنية و دعمها للمقاومة و المصالحة الفلسطينية . * هل لمستم ظهور مؤشرات على بروز انشقاق داخلي في حركة فتح بعد الانتخابات المركزية التي ابعدت الحرس القديم و دفعت كوادر من الصف الثاني الى المقدمة ؟ - نحن نعتبر هذا شانا داخليا في حركة فتح و نتمنى للحركة الخير عبى طريق التمسك بخيار المقاومة و المصالحة الوطنية و التخلي عن التمسك باوهام المفاوضات العبثية مع الاسرائيليين . * ما دمت تتحدث عن العبثية دعني اسألك بصراحة ابا الوليد .. الا تشعرون بالملل من هذا العبث السياسي بين فتح و حماس الذي يلقي بظلاله السلبية على القضية الفلسطينية و يشوه صورتها في الاوساط الدولية ؟ - الانقسام الفلسطيني فرض علينا عبر التدخل الاميركي الاسرائيلي السافر من خلال رفض البعض في الساحة الفلسطينية لنتائج الانتخابات الماضية مطلع عام 2006 و مع ذلك فان الانقسام بصرف النظر عن اسبابه و ظروفه هو حالة مرفوضة و ينبغي ان نخرج منها سريعا و هذا هو الموقف الذي تتبناه حماس و تعمل من اجله بجدية للتصدي للاحتلال الصهيوني و مواجهته في كل الملفات * و لكن عفوا اراك تتمسك بالماضي من خلال الاشارة الى انتخابات 2006 في حين ان الاخرين يعملون بجدية من اجل المستقبل ؟ - نحن نعمل من اجل مصلحة شعبنا و قضيتنا العادلة و تبقى المصالحة خيارنا الوحيد في ترتيب الشأن الفلسطيني الداخلي *هل هناك اية ليونة في موقفكم تجاه شروط الرباعية الدولية ؟ - لا .. نحن ابلغناهم اننا لا نقبل بشروط الرباعية او غيرها من حيث المبدأ .. فليس من مروءة الانسان و لا عزته و كرامته و احترامه لنفسه لن يقبل في شأنه الوطني بشروط خارجية .. * ( مقاطعا ) و لكن الواقعية السياسية تقتضي بعض المرونة و الليونة احيانا .. - هذه ليست واقعية سياسية بل هزيمة سياسية .. نعم نفهم ان الواقعية السياسية تعني ان نعمل وفق موازين القوى ونراعي العوامل الاقليمية و الدولية ..نعم كل هذا صحيح في الواقعية السياسية ..ان تتدرج في اهدافك و سياساتك فهذا مفهوم و السياسة كما يقولون فن الممكن اما ان تقيد نفسك بقيود خارجية فهذه ليست سياسة بل هزيمة و خضوع و ضعف و عقدة نقص و انا لا اقبلها كفلسطيني و كعربي و كمسلم . * في اطار الهزيمة غير المقبولة ..ما هي دلالات عقد مؤتمر فتح تحت حراب الاحتلال ؟ هل يمكن القبول بنتائج مؤتمر لحركة ثورية تقام برعاية و مباركة اسرائيلية ؟ - هناك فتحاويون كثيرون لم يكونوا راضين عن عقده في الداخل و لكن اذا كان من حضر المؤتمر يقبل ان يعقد مؤتمرا تحت حراب العدو فهو من يتحمل المسؤولية ..فالشيء المنطقي ان مثل هذه المؤتمرات ينبغي الا تتم تحت الاحتلال و باذن الاحتلال لان هذا يلقي علامات استفهام حول اسباب قبول الاحتلال بهذا الامر . و مع ذلك نتمنى للاخوة في فتح ان ينحازوا الى الموقف الوطني و المواقف الوطنية و الى خيار المقاومة و ان يتغير سلوك السلطة بعد مؤتمر فتح السادس .. بحيث يلزمون سلطة سلام فياض و محمود عباس بعدم التعرض للمقاومة في الضفة و عدم نزع سلاحها و ان يفرجوا عن جميع المعتقلين سواء على خلفية مقاومة الاحتلال او الانتماء الى التنظيمات السياسية . *كيف استقبلتم الرسالة التي وجهها خادم الحرمين الى الرئيس الفلسطيني خلال انعقاد المؤتمر .. هل لمستم فيها اشارات غير مباشرة موجهة لكم ؟. - الرسالة روحها طيبة و نحن عرضنا للخوة في المملكة العربية السعودية مرارا استعدادنا للتجاوب مع اي مبادرة سعودية او مصرية لانهاء الانقسام الفلسطيني و كما هناك جهد مصري في القاهرة لانهاء الانقسام نتمنى ان تكرر المملكة و خادم الحرمين الشريفين مبادرتهم بعقد مكة 2 , لعل ذلك يسهم في انهاء الانقسام و تحقيق المصالحة . و على من تلقى هذه الرسالة في رئاسة فتح و منظمة التحرير ان يتلقاها بهذه الروح الايجابية و يسعى الى المصالحة و انا ادعو الاخوة في السعودية الى ان تكون لهم مبادرة الى جانب الجهد المصري على منوال اتفاق مكة الاول . و حماس حريصة على انهاء الانقسام كما كانت في الماضي و اذكر الاخوة في قيادة المملكة العربية السعودية و في مصر و كل القادة العرب ان الذي افشل اتفاق مكة هو دايتون و من غضب على الاتفاق وهي الادارة الاميركية و الاسرائيليون و من سار مع هذين الموقفين من اولا دايتون . و لكن هناك عتبا سعوديا بانكم الطرف الذي افشل المبادرة .. ما نشرته مجلة فانتي فير الاميركية وضع النقاط على الحروف و ليس بعد ذلك مبرر لاتهام حماس و غيرها * حسنا .. نحن لمسنا في تصريحاتك الاخيرة لصحيفة وول ستريت جورنال نوعا من الغزل تجاه واشنطن ..فقد عبرت عن استعدادك للعمل مع الادارة الاميركية و كما هو معروف فان للادارة الاميركية شروطها وهي لن تتنازل عن هذه الشروط .. فعل اي اساس سيكون تعاونكم مع اميركا ؟ - اولا نحن لا نغازل احدا بل نتعامل بواقعية و انفتاح و ليس عندنا مشكلة في التعامل مع اي طرف في العالم باستثناء المحتل الصهيوني .. اما بالنسبة للولايات المتحدة او اية دولة في الشرق او الغرب فنحن مستعدون للحوار معها و الانفتاح عليها لاننا اصحاب قضية عادلة. و عندما رأينا اللغة التي تكلم بها اوباما قلنا ان هذه لغة جديدة تختلف عن ارث المحافظين الجدد بقيادة بوش و المصائب التي جلبها على العالم و على المنطقة و الولايات المتحدة نفسها عبر توريطها في مستنقعات في العراق و افغانستان و غيرهما و طالما ان هناك لغة جديدة فقد رحبنا بها و لكننا قلنا ان العبرة ليست فقط بتغيير اللغة بل بتغيير السياسيات على الارض و قلنا نحن مستعدون كي نتعاون مع الولايات المتحدة الاميركية وع اي جهد دولي او اقليمي يمكن الشعب الفلسطيني من تقرير المصير و يخلصه من الاحتلال ويسعى لايجاد تسوية عادلة للقضية الفلسطينية . الان .. هذا المنطق الذي تتحدث به حماس لا يعني ان نخضع لشروط الرباعيةو قد قلت للسيد كارتر خلال زيارته لي : لماذا مجرد الحوار بين طرفين يحتاج الى شروط .. انا افهم انه عندما يريد طرفان الاتفاق حول مسألة سياسية او اقتصادية فان كل طرف يطرح شروطه .. * (مقاطعا ) هذا اذا كان الطرف الآخر يملك ادوات فرض شروطه و انتم لا تملكونها .. - و لكن ليس من المنطق السياسي ان مجرد فتح الحوار بين الطرفين يحتاج الى شروط ..فاذا كانت الولايات المتحدة ليست مضطرة كي تحاور حماس او غيرها بسبب اختلاف موازين القوى .. ولكنني لست مضطرا كذلك . فاذا كان غيري في الساحة الفلسطينية و العربية مضطرا للاذعان الى اشترطات ما كي يتحاور مع الولايات المتحدة الاميركية اذا انا لست مضطرا . * و لكن عفوا هذا الكلام ضد المصلحة الفلسطينية التي كنت تتحدث عنها و تدعو الى المحافظة عليها قبل قليل ؟ - و الذين فتحوا الحوار مع الاميركيين و كان حوارا غير متكافئ و مهزوم سلفا ماذا عنهم ؟ و الذين اتكأوا الى عقد نقص في حوارهم مع الاميركي هل نجحوا ؟ على العكس قضوا سنوات طويلة و هم يتحاورون بلا نتيجة فطالما انك تتعامل بدونية مع الطرف الاخر فانه لن يحترمك و سيكون الحوار عن جلسات جلد و فرض املاءات و ليس حوار موضوعي يقود الى تفاهم . فمن يحترم نفسه لا يقبل بان يتحاور من موقع الدونية ولا يقبل ان يخضع لشروط . هذا لا يعني اننا بقوة اميركا فنحن نعرف انفسنا و ندرك ان هناك موازين قوى ليست لصالحنا بل هي لصالح الولايات المتحدة على المستوى العالمي و لصالح امريكا على مستوى المنطقة و لكن هذا لا يعني ننهزم او نذل انفسنا و نخضع لشروط الاخر . نحن اصحاب قضية عادلة و الا لو كان اختلال موازين القوى سيفرض على الطرف الاضعف ان يخضع لشروط الاخر لما تحرر شعب في الدنيا و لا استطاعت اي دولة ان تأخذ حقها طالما ان هناك حيتان او اسماك قرش تجوب بحور العالم و تفرض شروطها على الاخرين . * بعيدا عن الولايات المتحدة .. فلنبق في حوار يفترض انه متكافئ بين فتح و حماس .. فقد تابعنا على هامش المؤتمر الاخير تصريحا لعزام الاحمد اكد فيه انه لا حوارمع حماس لانها تتصرف بعقلية العصابة ..كيف تردون عليه و ما هو مصير الحوار الفلسطيني المرتقب ؟ - انا لا ارد على عزام او على غيره .. و هذا جزء من التناقض في تصريحات الاخوة في حركة فتح فبعضهم يقول لا حوار و بعضهم الاخر يقول بضرورة الحوار . و لكننا في حماس لدينا رؤية واضحة و ليست ملتبسة فنحن نرى ان الحوار هو السبيل الوحيد لتسوية الخلافات الداخلية الفلسطينية . * و لكن هل ترون ان الاجواء مناسبة لاستئناف الحوار في موعده المحدد يوم 25 من اغسطس الجاري ؟ - لا خيار امامنا سوى الحوار و المصالحة و بالنسبة لموعد ال25 من هذا الشهر .. حتى الان لم نبلغ من الاخوة في مصر بترتيبات محددة و لكن موقفنا واضح فنحن مع الحوار و المصالحة و لكننا نريد لاي جلسة قادمة ان تعالج الخلافات القائمة . * هل تتوقع تاجيل الحوار ؟ ام انه سيعقد في موعده ؟ - حقيقة لا ادري و ليس عندي معلومات جازمة بالتأجيل او بتثبيت الموعد فكل الاحتمالات قائمة و لكن حتى لا نستهلك اللقاءات بلا جدوى فهناك ملفات عالقة و خاصة ملف المعتقلين و لا بد من تسوية هذه الملفات بشكل جاد كي نذهب الى جلسة حوار و مصالحة . * هذا الكلام اشبه بالجدل .. ايهما اسبق البيضة ام الدجاجة ! - انا قلت لك ..قناعتنا ان لا حل الا بالحوار و حتى تنجح لقاءات المصالحة و تصل الى حل لا بد من تسوية المشكلات و هناك الان طريقان اما ان نجتمع مرة اخرى و نبحث موضوعات الخلاف بشكل جماعي وهذا خيار و لكنه سيجعلنا امام مواعيد لاحقة و جولات لا تنتهي . اما الخيار الاخر فيقوم على اساس ان هناك خلافات و ملفات عالقة لا بد ان نسويها حتى نذهب الى جلسة مصالحة نبرم فيها اتفاقا و الاهم من الشكل هو المضمون و لذلك حتى تنجح المصالحة لا بد من تذليل العقبات و تسوية الخلافات في كل الملفات و على رأسها ملف المعتقلين . * المشكلة في تفسير العقبات فأنتم تفسرون العقبات من وجهة نظركم و الطرف الاخر يفسر العقبات من وجهة نظره و لذلك من الصعب اللقاء بينكم على ما بيدو ؟! - ( يعتدل ابو الوليد في جلسته و يقول ) .. لا لا ..لنضع كل شيء على الطاولة ثم اننا قطعنا شوطا طويلا في الشهور الماضية .. * ( مقاطعا ) و لكن بلا نتائج ؟ - بلا نتائج نعم .. و لكن الاخوة في مصر يعرفون ان الاخوة في فتح تراجعوا حتى عن بعض المقترحات التي قدمتها مصر . * هناك من يرى ان الوسيط المصري استنفذ ادوات الضغط التي يستخدمها لانجاح الحوار و ثمة مؤشرات الان على حالة من التململ المصري لان الحوار خلال ست جولات لم يحقق نتائج ايجابية فما مدى صحة ذلك ؟ - لا علم لي بذلك فالاخوة في مصر هم رعاة هذا الحوار الوطني و نحن نتجاوب مع رعايتهم و مع اي جهد العربي يسعى لتقريب المواقف و لكن الاخوة في مصر و اطراف اخرى في المنطقة تعرف ان من يعطل المصالحة او يؤخرها هو عدم تجاوب الاخوة في فتح و السلطة مع متطلبات هذه المصالحة . * و لكن الا ترون انه حان الوقت لدخول اطراف اقليمية اخرى الى جانب مصر في رعاية الحوار مثل سوريا التي تستضيف 13 فصيلا فلسطينيا على اراضيها ؟ - نحن نرحب بالجهد العربي و الاسلامي كما رحبنا بالجهود المصرية و لا نعترض على اي طرف سواء كانت سوريا او المملكة العربية السعودية او اطراف في الخليج او شمال افريقيا او غيرها . * و لكن سوريا بالتحديد طرف مؤثر لانها تستضيف 13 فصيلا فلسطينيا و هي بالتالي يجب ان تكون حاضرة بشكل مباشر على طاولة الحوار .. - هذا شيء منطقي و نحن نرحب به و قد طالبنا منذ فترة طويلة العرب جميعا بان يكون لهم وجود فاعل في عملية المصالحة .. * و لكن ذلك قد يزعج الاخوة المصريين ؟ - لا هذا الامر يتعلق بالعرب انفسهم فنحن كطرف فلسطيني نريد رعاية و من يتقدم بهذه الرعاية نرحب به , اذا تقدمت مصر نرحب بها و اذا تقدمت مظلة عربية فيها مصر و سوريا و السعودية و قطر و اليمن و الجزائر او اي طرف اخر سنرحب بها .. * ( مقاطعا ) .. و لكن ذلك سيثير حساسية الراعي الرسمي ؟ - اسأل الراعي و لا تسألني فنحن نرحب بالجميع و نعتبر الجهد المصري و الجهد العربي و الاسلامي مرحبا به طالما ان ذلك سيساهم في تذليل عقبات المصالحة الفلسطينية .. * تبدو مواقف الوسيط المصري الذي يرعى الحوار متقاربة سياسيا مع مواقف فتح و متباعدة عن مواقفكم . الا يؤثر ذلك على سير الحوار و يشكل ضغطا عليكم ؟ - الجميع يعلم ان لكل دولة عربية بما فيها مصر قناعاتها و موافقها السياسية و قد تكون مصر اقرب الى طرف من طرف اخر و لكن في النهاية فان للراعي واجبات و عليه مسؤوليات و بصرف النظر عن الطرف الاكثر قربا اليه فانه كراع يقوم بمسؤولياتيه و يحاول تذليل العقبات . و بصرف النظر عن القناعات فان من يريد ان يعالج مشكلة يجب ان يوفر لها كل عوامل المعالجة السليمة و بالتالي فليست لدينا مشكلة في يأتي طرف اقرب الى فتح او اقرب الينا فنحن لا نتعامل بهذا المعيار و الا فعندها سيقال ان سوريا اقرب الى هذا الطرف من ذاك الطرف . نحن لا نضع فيتو لا على الدور المصري و لا على الدور السوري و لا على اي دور عربي . *بعيدا عن الحوار الفسطيني المنقطع اسمح لنا ان ننتقل الى قضية هامة هي اتهامات السيد فاروق القدومي للرئيس عباس و دحلان بالتآمر مع اسرائيل لاغتيال عرفات ..هل تتفقون مع هذا الطرح ؟ - نحن نعتبر هذا الامر شأنا فتحاويا داخليا .. * ( مقاطعا) ..و لكن عفوا هذا شأن فلسطيني ايضا .. - سآتي الى هذه النقطة ..و لذلك فلم نشا ان نصب الزيت على النار و لا ان نتعامل بنوع من الاستغلال او الانتهازية مع هذه القضية .. هذا من جهة . من جهة اخرى لاشك ان ماجرى للراحل ياسر عرفات رحمه الله شأن وطني بامتياز فياسر عرفات ليس رجلا عاديا فهورمز وطني كبير و رئيس السلطة و رئيس منظمة التحرير الفلسطينية و رئيس حركة فتح و قد قتل مسموما من الصهاينة في وضح النهار . و انا شخصيا اول من اتهم اسرائيل باغتيال عرفات مسموما و كان المنطق و الحق الوطني ان يتم التحقيق في ظروف اغتيال ياسر عرفات مسموما و الا يطوى هذا الملف كما طوي خلال السنوات الخمس الماضية و لا يدفن الاخ ابو عمار بهذه السرعة دون عمل الاجراءات الطبية اللازمة التي تساعد في ملف التحقيق . و بالتالي من حق اي طرف ان يضع علامات استفهام كبيرة على طريقة ادارة ملف التحقيق في اغتيال ياسر عرفات على ايدي الاسرائيليين . * و لكن هل لديكم معطيات معنية .. بان ثمة اطرافا فلسطينية تقف وراء اغتيال عرفات ؟ - ليست لدينا ادلة نتحدث عنها الان و لكنني اعتقد انه اصبح معروفا في الساحة الفلسطينية كم خذل ياسر عرفات من اقرب الناس اليه و بالتالي من الذين حاولوا ان ينقلبوا على ياسر عرفات من داخل مربعه و من داخل اطاره .. *لماذا لا تسمي الاشياء باسمائها ؟ - هذا حديث سابق لاوانه , فضلا عن انني اتكئ على معرفة ووعي ابناء شعبنا الفلسطيني لاننا لسنا امام تاريخ بعيد بل تاريخ لا يتجاوز 5 او 6 سنوات و العالم كله رأى و من يعود الى الاراشيف الصحفية و التلفزيونية يعرف ما الذي جرى قبل عام او عامين من اغتيال ياسر عرفات و من حاول ان ينقلب عليه و من كان اداة استعملت ضد ياسر عرفات من اطراف اقليمية و دولية . * باعتباركم معنيين بقضية اغتيال عرفات هل تعتقدون ان قدومي اختار توقيتا خاطئا لكشف ما لديه من ادلة ؟ - لا جدوى الان في تقيييم هذه الخطوة فالاخ ابو اللطف (فاروق القدومي ) ليس شخصا عاديا بل هومؤسس و رجل تاريخي في حركة فتح و من حقه ان يجتهد يما يراه مناسبا و ان كان اخطأ او اصاب فان هذا يترك لتباين اجتهادات الناس في التقييم و لكن لان هذا شان داخلي فتحاوي لا اريد الدخول فيه و ما يعنينا في قضية تسميم ياسر عرفات هو الكشف عن ظروف هذه الجريمة و كيف تكمنت اسرائيل من تسميم عرفات و الوصول اليه وهل هناك ايدي محلية كان لها دور في ذلك ؟ نحن في حماس لا نتهم احدا و لكن هناك موضوع شائك و التباسات عديدة تحيط بالموضوع و علامات استفهام عديدة و من حق الشعب الفلسطيني ان يعرف كيف جرى تسميم ياسر عرفات . شعبنا يوقن ان اسرائيل قتلت عرفات مسموما و لكن شعبنا لا يعرف حتى اللحظة كيف تمكنت من ذلك , لذلك فانه من واجب القيادة الفلسطينية و من واجب زملاء عرفات في حركة فتح و منظمة التحرير و السلطة و من واجب جميع الفصائل ان يعملوا للوصول الى هذه الحقيقة . *في اطار نفس القضية تم تعليق عمل قناة الجزيرة في الضفة على خلفية تغطيتها لتصريحات القدومي .. هل ترون ان هذا القرار صائب ؟ - نحن ضد تكميم الافواه و ضد اي سياسات خاطئة ضد الاعلام سواء تعلق الامر بالجزيرة او غيرها .. فمن يثق بنفسه و من لا يخاف الحقيقة عليه الا يعطل وسائل الاعلام . و الاعلام الحر كما نعلم يسعى الى البحث عن الحقيقة و هذا يشكل خدمة للشعب الفلسطيني و ما قامت به الجزيرة و الفضائيات العربية و غيرها و خاصة في الحرب الاجرامية الصهيونية على غزة شكل خدمة للشعب الفلسطيني .. فلايجوزالتعامل بازدواجية معايير بحيث نرضى مرة و نسخط اخرى .. وعلى الانسان ان يكون شجاعا امام الحقائق و لا يخشى ان تنكشف . * و لكن كيف تردون على من يرى بان الجزيرة غير محايدة فلسطينيا و انها تتبنى مواقف حماس ضد فتح ؟ - هذا اتهام مجاف للحقيقة و لا دليل عليه و انا اقول لك انه لو كانت الجزيرة كذلك لما سمح لها بان تفتح مكتبها في الضفة الغربية طوال الفترة الماضية . لماذا يرضون عنها احيانا و يسخطون عليها احيانا اخرى ؟ لو كانت لديهم قناعة بان الجزيرة منحازة لغيروا سياستهم و لاخذوا خطوة اغلاق الجزيرة منذ سنوات و ليس منذ الان , و انا لا اريد الحكم على الجزيرة لان استطلاعات الرأي تقول ان المشاهد العربي و غالبية الشعب الفلسطيني في الداخل يستقي معلوماته من الجزيرة و هو ما يدل على ان ان هذا الاتهام ليس صحيحا . * من الجزيرة الفضائية اسمح لنا ان ننتقل الى الازمة الايرانية .. كيف تتابعون تطورات ازمة الرئاسة في ايران و ما هي انعكاسات الصراع الدائر حاليا بين الاصلاحيين و المحافظين على الدعم الايراني لحركة حماس ؟ - ما يجري في ايران هو ايضا شأن ايراني داخلي لا نتدخل فيه و لكن ايران دولة مهمة على المستوى الاقليمي و الاسلامي و لدينا علاقة وثيقة بايران فهي صديقة و حليفة و لا شك بان ما يجري في ايران يشغلنا و يقلقنا ايضا و لكن نعتبر ما يجري شانا داخليا لا نتدخل فيه و لسنا طرفا فيه و نتمنى الخير لايران كما نتمنى الخير لكل الدول العربية و الاسلامية و نحذر من استغلال اطراف غربية و دولية لما يجري في ايران . و لا شك ان ما يجري في ايران يعكس معطيات ايرانية محلية و اي دولة قد يكون فيها اجتهادات و خلافات و تباينات و لكن للاسف عادة ما تحاول الاصابع الاجنبية صب الزيت على النار .. *و لكن الاتخشون من تؤدي التطورات الحالية في ايران الى اضعافكم اقليميا و عسكريا خاصة و ان الجمهورية الايرانية قد تبقى منشغلة بشؤونها الداخلية لفترة طويلة من الوقت ؟ - اولا اعتقد ان ايران بما نعرفه عنها , ليس لدينا خوف بان هذه الاحداث ستعصف بايران .. فمن يضخم الصورة و يعتقد ان هذا الامر سيضعف ايران يكون متسرعا في حكمه بلا شك .. صحيح ان ما يجري في ايران امر ملفت للنظر و لكن ايران كدولة كبيرة و نظام راسخ قادرة على معالجة ما يجري هناك بطريقة فاعلة بما يساعد على تجاوز هذه المرحلة . و لكننا حتما لسنا قلقين على العلاقة مع ايران او ما تقدمه ايران من دعم لنا ... * ( مقاطعا ) اي ان الدعم الايراني لكم هو بمثابة شيك على بياض لحركة حماس ..؟ - لا لا ..لم اقصد ايا من هذا و ما اقوله ان حماس لا تستند الى طرف واحد في العالم لدعمها ..فحماس كحركة تعتمد اساسا في دعمها على الشعوب و هي لا تخشى من اي تغيرات في العالم .. فنحن تمويلنا و دعمنا ياتي من الشعوب من ابناء فلسطين و الامة العربية و الاسلامية وكل الخيرين في العالم .. و لذلك مهما فعلت الولايات المتحدة او غيرها من التضييق علينا فلن تتمكن من ذلك . و لكن لا شك ايضا انه بعد ان بدأنا ندير الحكومة الان في غزة و قبلها حكومة الوحدة الوطنية ..تلقينا مساعدات من اكثر من طرف في العالم وعلى راسها ايران و هذا ليس سرا و نحن نقدر الدعم الايراني للحكومة الفلسطينية .. *( مقاطعا ) .. تقصد حكومتكم المقالة ؟! -لا بل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية السابقة و حكومتنا الحالية في غزة بعد ان فرض علينا الانقسام .. و لكن هذا لا يقلقنا لاننا لا نعتمد فقط على الدعم الايراني فهناك مصادر اخرى تدعمنا و حماس قادرة على التكيف على اصعب الظروف . * من الجمهورية الايرانية الى استراتيجيتكم الاسلامية .. هناك من يرى انكم منذ انقلابكم على السلطة في غزة كما يتردد في وسائل الاعلام الفتحاوية تحاولون اسلمة القطاع .. - ( يقاطع ابو الوليد مبتسما ) ما دمت تعرف انها مصادر فتحاوية لماذا تتبناها و تطرحها ؟ * انا اطرحها كاعلامي يبحث عن الحقيقة .. يقال انكم تسعون الى تحويل القطاع الى امارة اسلامية عبر محاولة فرض الشريعة الاسلامية على المؤسسات في غزة فكيف تردون على هذا الطرح ؟ - مرة اخرى .. الانقسام الفلسطيني الحالي المؤسف هو نتيجة للانقلاب على صناديق الاقتراع و على الشرعية الفلسطينية و على حماس في موقعها في رئاسة الحكومة و في شرعيتها الواضحة . حماس حركة تحرر وطني اولويتها تحرير الوطن و استعادة الحقوق الوطنية الفلسطينية و انجاز حق تقرير المصير .وكما احتكمنا الى الشعب الفلسطيني في اختيار ممثليه في التشريعي و بالتالي اختيار قيادته فان الشعب الفلسطيني هو الحكم في اختيار طريقة الحكم و منهج الحكم . و بالتالي .. خذوا عني التالي : ليس من سياسية حماس على الاطلاق فرض التدين على احد لان التدين ياتي بالقناعة و ليس بالاكراه .. * (مقاطعا ) و لكن عفوا هناك محاولات لفرض زي اسلامي موحد على المحاميات في غزة ؟ -هذه خطوة قام بها رئيس مجلس العدل و رئيس المحكمة العليا في قطاع غزة باجتهاد منه و ليس بموقف مقرر لا من حماس و لا من حكومة الاخ اسماعيل هنية و نحن مازلنا نعالج هذه الامر .. و هو اراد تطبيق القانون و كان له تفسير في تطبيق القانون رآه على النحو الذي ذهب اليه و لكن موقفنا في حماس و حكومة الاخ اسماعيل هنية اننا لن نفرض التدين على احد .. * ولكن هل تتفقون مع رئيس العدل في الخطوة التي ذهب اليها ؟ - قلت لك اننا لم نقر هذه الخطوة و نحن لسنا مع فرض الحجاب او التدين بالاكراه على ابناء الشعب الفلسطيني ..و هذا التدين الذي ترونه في الضفة و غزة هو تدين طبيعي باختيار الناس و الا من يفرض التدين الذي ترونه في الضفة ؟ حماس قبل ان تكون في السلطة و بعد ان اصبحت في السلطة لم تصدر قانونا واحدا تفرض به التدين على الناس .. نحن نثق في شعبنا و نعتبر ان من حق شعبنا ان يختار ما يريد في مسألة التدين فهذا شانه .. و شعبنا في النهاية جزء من الامة الاسلامية و يعرف طريقه الصحيح و الا فان هناك الاف يحفظون القرآن الكريم في مراكز التحفيظ في غزة و الضفة الغربية .. فهل حصل هذا بالاكراه ؟ على العكس فان العائلات الفلسطينية تتسابق لترسل ابناءها الى مراكز تحفيظ القرآن لان هذه حرية متاحة للجميع . التدين موجود في كا فة الدول العربية و هو ليس ناشئا عن فرض و انما عن اختيار لان هذه هي بيئة المنطقة . * من غزة اسمح لنا ان نتجه شمالا الى العراق .. كيف ترون العلاقات المتنامية و الناشئة بين السلطة الفلسطينية و حكومة اقليم كردستان العراق و ما هي من وجهة نظركم ابعاد هذه العلاقة و المعطيات التي تساهم في تشكيل خصوصيتها ؟ - هذا الموقف من اطراف السلطة الفلسطينية لا يعكس الموقف الفلسطيني , لاننا لا نتعامل مع العراق وفق تقسيمات عرقية او طائفية , نحن مع العراق الموحد الحر الخالي من الاحتلال بوجهه العربي الاسلامي لا نفرق بين عرب و اكراد او تركمان و لا بين شيعة و سنة كلهم اخواننا و اهلنا . و الاصل ان يتعامل السلوك الفلسطيني الرسمي مع العراق من بوابته الرسمية و ليس عبر هذه التقسيمات . * و ماذا عن ابعاد العلاقة من وجهة نظركم ؟ - اسألوا من قام بها ... * نبقى في العراق و نتوقف عند القضية الضاغطة على الحدود العراقية السورية و هي قضية اللاجئين الفلسطينيين .. ما هو الجديد فيها و ما هو السبيل لحلها ؟ - لا جديد للاسف و هناك تقصير عربي في التعاون مع اخواننا اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون لجوءا مركبا و لا ينالون ابسط حقوقهم . نعم .. تم استيعاب عدد محدود منهم في بعض البلدان العربية و منها سوريا و لكن هذا لا يكفي و لا اذيع سرا اذا قلت ان هناك استعداد للاخوة في سوريا لاستيعاب عدد جيد منهم و لكن تبقى الاشكالية هي التمويل و حتى اللحظة لم نستطع حل مشكلة التمويل , و هذا شيء مؤسف . * الا يمكن ان يكون التمويل ايرانيا مثلا ؟ - هذه مسؤولية العرب جميعا و ليست مسؤولية طرف بعينه ؟لماذا يلقى كل شيء على ايران . و انا ابذل جهودا مع بعض الدول العربية لتوفير هذا التمويل و من خلال صحيفتكم الكريمة ادعو الى سرعة حل مشكلة هؤلاء . فطالما ان هناك دول عربية لديها استعداد لاستضافتهم فعلى بقية الدول العربية ان توفر التمويل اللازم لاسكانهم . ليس توطينا و لكن اسكانهم كلاجئين الى ان يتمكنوا من العودة الى ارض فلسطين . *لو توفر تمويل من الاتحاد الاوروبي او اي طرف غربي هل تقبلون به ؟ - من اي كان بالطبع .. نحن نفضل ان يكون التمويل عربيا و لكن لو توفر تمويل غربي فأهلا و سهلا و المهم ان نحل مشكلة اخواننا الاعزاء . * من هذه القضية ننتقل الى قضية هامة جدا ..يمكن ان يشكل حلها حلا للعديد من القضايا العالقة الاخرى . وهي قضية الجندي الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط هل ثمة اي اتفاقات او انفراجات تلوح في الافق لاطلاق سراحه ؟ - لا جديد على مستوى خطوات نوعية و لكن لازال جس النبض و محاولات بعض الوساطات القائمة حتى الان . و لكن حتى اللحظة لا انفراج حقيقيا و السبب هو الطريقة التي يحاول نتنياهو ان يتعامل بها مع هذا الملف لوهمه بان بهذه الطريقة من التجاهل ستؤدي الى خفض سقف المطلب الفلسطيني الذي تقدمت به حماس للافراج عن المعتقلين الفلسطينيين . * و لكن قبل فترة تردد انه تم الاتفاق على صفقة معينة و ان الافراج عن شاليط سيتم قريبا ؟ - هذا كلام لا علاقة له بالواقع و كنت اسمعه كما تسمعونه و اعرف ان الحقيقة ليست كذلك .. * هل صحيح ان ثمة اطرافا عربية عرضت عليكم مبالغ كبيرة للافراج عن شاليط و انهاء هذا الملف ؟ - هذا ليس صحيحا ايضا و من المعيب اطلاق هذه الشائعات بحق العرب و بحق الشعب الفلسطيني و كاننا نريد ثمنا ماليا لجلعاد شاليط .. لا ثمن شاليط هو المعتقلون في سجون العدو الذين من حقهم ان يروا الحرية , * ننتقل الى قضية شغلت الرأي العام العربي لفترة و مازالت تشغله و هي قضية ما يسمى في وسائل الاعلام المصرية خلية حزب الله ..بصراحة بل بمنتهى الصراحة هل اخطأ حزب الله ام اصاب عندما حاول تهريب السلاح للمقاومة بعيدا عن عيون السلطات المصرية ؟ الا تعتبر ذلك انتهاكا لسيادة الدولة المصرية و ماهي الحدود و الضوابط التي ينبغي ان تتوقف عندها المقاومة ؟ - انا لست معنيا بالتقييم فالاخوة في حزب الله هم من تناولوا هذا الملف في حينه و هم قادرون على تفسير خطوتهم ووضعها في السياق الذي تحركوا به و رأينا الاشكال بينهم و بين الدولة المصرية و علقنا في حينه كلاما واضحا ... من حق شعبنا الفلسطيني ان يجد دعما من العرب و المسلمين جميعا . انا هنا لا اريد التعليق على هذا الطرف او ذاك بل اتحدث بشكل عام .. نحن الفلسطينيون ما دمنا تحت الاحتلال و امام عدوان اسرائيلي بشع من حق هذا الشعب ان يتلقى دعما ليس من الحركات فقط بل من الدول اي من مصر و الدول العربية و الاسلامية و في ذات الوقت نحن نحترم خصوصية الدول العربية و لا احد يستهدف الامن العربي باي شكل . ولكن بلا شك نحن امام وضع شائك ضمن الواقع العربي الضعيف و انقساماته و السياسات العربية القائمة و في ظل العجز العربي عن فعل شيء امام العدوان الاسرائيلي . و قد كنت اقول للعرب دائما فلنسر في احد المسارات ..اما ان يقول العرب نحن قادرون على انهاء الاحتلال الاسرائيلي على الاقل لحدود عام 1967 كما هو التوافق الفلسطيني العربي و انهم قادرون على فعل ذلك دون اللجوء الى المقاومة وعندها سنعطيهم فرصة و انتم تعلمون ان مسيرة ان المفاوضات اخذت وقتا ولم تنجح في شيء حتى اللحظة .. او ان يقول العرب انه مادام طريق السلام مسدودا فمن حق الشعب الفلسطيني ان يقاوم و عندئذ على العرب ان يقفوا و يدعموا المقاومة كما دعموها في الماضي . و لكن علينا ان نختار ..لقد عرض العرب مبادرة السلام منذ فترة طويلة دون استجابة اسرائيلية او اميركية فالاسرائيليون و الاميركيون يريدون مزيدا من التنازل العربي . و لاحظوا الان ان الاميركيين اليوم يضعون معادلة في منتهى السخف و منتهى الظلم للعرب فمقابل تجميد الاستيطان يمضي العرب نحو التطبيع . و انظروا كيف يتم تخفيض السقف العربي بشكل مستمر . فامام هذا الفشل في طريق السلام و التسوية بعد ان عرضه العرب سنوات طويلة اعتقد انه من الطبيعي ان نبحث عن الخيار البديل الذي يتجلى في المقاومة .. * (مقاطعا ) و لكن نريد مقاومة دون انتهاك سيادة الدول .. - دعني اقول لك شيئا ..علينا ان نتفق كعرب كيف نحترم خصوصيات دولنا العربية و كيف نعزز الامن العربي في كل دولنا و في ذات الوقت كيف نضمن الدعم الحقيقي للمقاومة الفلسطينية و كيف ندعم صمود الشعب الفلسطيني و كيف ننهني الحصار على غزة و كيف ننهي القمع الامني من خلال وجود دايتون كجنرال اميركي يسيطر على ملف الامن في الضفة الغربية . اليس ذلك انتهاكا للسيادة العربي ؟. الامن العربي كل لا يتجزأ و نحن حريصون على الامن في مصر و الاردن وسوريا و لبنان و دول الطوق و لكن غيرتنا على الامن العربي يجب ان تكون كاملة و من يحرص على استقلال الامن العربي عليه ان يضع فيتو على التدخل الاميركي السافر عبر دايتون في ان يشرف على الامن الفلسطيني في الضفة الغربية . * فلننتقل من هذا الموضوع الى موضوع الانفاق بين غزة و رفح ..ما هو موقفكم من قضية قيام مصر بهدم الانفاق الحدودية بين مصر و غزة و التي تمثل رئة الحياة بالنسبة لحركة حماس و سكان القطاع ؟ - اعرف ان هناك ضغوطا على مصر في موضوع الانفاق و مع ذلك من حق الشعب الفلسطيني طالما حدوده مغلقة و يعاني من الحصار الظالم و اللاانساني منذ سنوات ان يبحث عن كل الوسائل لكسر الحصار بما فيها الانفاق . وهذه الانفاق تاتي بماذا ؟ تاتي بالاغذية و الدواء و الاحتياجات الاساسية في ظل الحصار * هل تتفهمون الخطوة المصرية بهدم الانفاق ؟ - لا انا لا اتفهم هذه الخطوة .. نحن نقول ان من حق الشعب الفلسطيني ان يحصل على حاجاته بكل الوسائل بما فيها الانفاق . و هدم الانفاق ليس قرارا صحيحا * هل عبرتم للسلطات المصرية عن رفضكم لهذه الخطوة بشكل رسمي ؟ - هم يعرفون موقفنا جيدا .. و ان يكون عليهم ضغوط من الاميركيين لا يعني ان هذه الخطوة صحيحة .فالانفاق وسيلة اضطرارية نريد تجاوزها اصلا .. فالحفاظ على النفاق ليس هدفنا و هي مجرد وسيلة اضطرارية لجأنا اليها عندما اغلقت دوننا الابواب لكن الحل الحقيقي هو ان يفتح معبر رفح و جميع المعابر و ينتهي الحصار على قطاع غزة . * بعد هدم الانفاق اثر العدوان الاسرائيلي على غزة هل قمتم ببناء انفاق جديدة ؟ - ( يبتسم قائلا ) و هل ترى انني مسؤول الانفاق في القطاع ؟ الشعب الفلسطيني شعب مبدع و لو هدموا نفقا سيبني عشرات الانفاق . و هذا جزء من التعبير عن الارادة الفلسطينية العظيمة .. فعندما يغلق باب تفتح ابواب و اذا اغلقت الحدود يفتح انفاقا . * بعد العدوان الهمجي الاسرائيلي الاخير على غزة هل انتم مستعدون لاطلاق الصورايخ ثانية على اسرائيل ؟ - الاصل هو تجاوز موضوع الوسائل فالصورايخ وسيلة و نحن نتكلم عن المفاهيم و المواقف .. فطالما هناك احتلال هناك مقاومة و طالما هناك عدوان هناك مقاومة و دفاع عن النفس .فالمقاومة حق شرعي للشعب الفلسطيني تكفله الشرائع السماوية و القانون الدولي ام كيف يمارس شعبنا و فصائله هذه المقاومة ؟ هذا متروك لقيادة المقاومة . فمن الممكن ان يقوم مرة بعمليات نوعية و مرة بعمليات استشهادية و مرة باطلاق صواريخ ومرة بمناوشات تكتيتية و مرة تركن الى التهدئة او هدنة .. فطالما الارض محتلة هناك صراع و المقاومة حق مشروع بل هي الخيار الاستراتيجي لنا كشعب اما كيف نمارس المقاومة فهنا تأتي الاجتهادات . *كانت هنا تقارير عن قيامكم مؤخرا بتطوير قدراتكم الصاروخية و اطلاق صورايخ بعيدة المدى .. فهل تسعون فعلا لتطوير هذه القدرات و هل انتم مستعدون لمواجهة اي عدوان جديد في حال وقوعه ؟ - رغم ظروفنا القاسية و حصارنا القاسي و اغلاق المعابر و هذا التشديد الذي باتت تشارك فيه اطراف دولية من الناتو لاغلاق البر و البحر و الجو الا اننا نستشهد بما قاله رب العالمين " و لن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا " و كما قال تعالى : "و الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا و ان الله لمع المحسنين " فحماس و قوى المقاومة كما طورت قدراتها القتالية قبل حرب غزة هي تطور قدراتها و امكانياتها رغم ظروفها الصعبة لان ارضنا لازلت محتلة و من حقنا ان نحصل على السلاح مهما كانت الظروف حتى ندافع عن ارضنا و مقدساتنا و حماس لا تتفاخر و لا تدعي انها تملك شيئا عظيما بل تملك امكانات معقولة لا ترقى قطعا الى تعديل ميزان القوى مع العدو الصهيوني و نحن نفعل هذا لاننا مضطرون . لقد قال ربنا : " و اعدوا لهم ما استطعتم من قوة " اذن الله جل شأنه كلفنا بحدود الاستطاعة و نحن في حدوج استطاعتنا نفعل المستحيل لانه عدو غادر لا تؤمن مغامراته و هذا هو سلوك القيادة التي تحترو نفسها و تحترم شعبها خاصة و اننا لسنا امام عدوان يستهدف غزة فقط بل امام عدوان محتمل على غزة في اي وقت .. و غزة اصلا تعاني من الحصار الذي يعتبر شكلا من اقسى اشكال العدوان فضلا عن ان الضفة تعاني من الاستيطان و الاحتلال المباشر و من مئات الحواجز و من الجدار كما ان القدس تعاني من التهويد . اذن لا طريق لتحرير الارض و استعادة القدس و تثبيت السيادة على الارض و انجاز حق العودة الا بالمقاومة ..و مع هذه المقاومة نلجأ حتما الى السياسة و الدبلوماسية وكل اشكال العمل الاعلامي و الشعبي و لكن العمود الفقري يبقى المقاومة لانه ليس هناك احتلال في التاريخ خرج من الارض التي يحتلها الا تحت الضغط . * بعيدا عن الشعارات العاطفية و المواقف القومية يرى كثيرون و انا لست احدهم انكم تتحملون مسؤولية اشعال فتيل الحرب الاسرائيلية الاخيرة على غزة عبر اطلاق الصورايخ العشوائية على اسرائيل فكيف تردون على ذلك ؟ - قلت للسيد كارتر و لشخصيات اوروبية و غربية عديدة حين تحدثوا معنا في اواخر التهدئة الماضية ان هذه التهدئة كانت التزاما فلسطينيا مقابل ات تتوقف اسرائيل عن عدوانها و ترفع الحصار عن غزة .. و قد شهد العالم بان اسرائيل لم توقف عدوانها بشكل كامل و في الاسابيع الاخيرة من عمر التهدئة قتلوا نحو 35 من ابناء شعبنا في قطاع غزة و لكن الاقسى من ذلم مان استمرار الحوار حيث لم تلتزم اسرائيل بمقتضيات التهدئة في رفع الحصار و ما دخل غزة في ستة شهور كان لا يزيد عن 10% من احتياجات القطاع . التهدئة انتهت في 19-12 دون ان تلتزم بها اسرائيل فمن الذي يتحمل المسؤولية ؟ لقد قلت لمن زارونا اننا مستعدون في حماس لاعادة الحديث عن تجديد التهدئة اذا كان هناك طرف ما في العالم يلزم اسرائيل ان توقف عدوانها بشكل كامل و تنهي حصارها على غزة . و لكن البعض يعتبر حصار غزة و كانه امر طبيعي .. و لكن حتى في القانون الدولي فان الحصار هو شكل من اشكال العدوان . بل اكثر من ذلك لم يبادر اي طرف عربي او دولي ليعرض على حماس عرضا فيه التزام دولي بوقف العدوان و انهاء الحصار .. و هكذا اصبحنا في حل فمدة التهدئة انتهت قانونيا و ليس هناك التزام بوقف العدوان و رفع الحصار . و عندما اعتدت اسرائيل علينا قمنا بالرد عبر اطلاق الصورايخ . و الذي لا يستطيع ان يحمي شعبنا يجب عليه الا يحرمه من حق المقاومة . دعني اتحدث معك بصراحة مرة اخيرة .. *بدانا نلمس مؤخرا أن بعض الدول العربية التي كانت تتفهم مواقفكم بدات تغير مواقفها معكم وصارت تتحسس من مواقف حماس , بل وتتحفظ عليها وترفضها وتراهن على فتح تقديرا لمواقفها الواقعية ...وفي هذا الاطار الا تخشون أن تخسروا حلفاؤكم العرب بسبب مواقفكم المتصلبة التي لا تجد قبولا على الساحة الدولية -العكس هو الصحيح , فالحركة تحظى باحترام الكثيرين في المنطقة الذين يتفهمون ويفهومن مواقفها خاصة وانهم يدركون أين هو مصدر الاعاقة في الساحة الفلسطينية , وبالعكس ايضا هم يدركون كم هو ضروري ومهم الانفتاح الاقليمي والدولي على حماس لانها لاعب أساسي على الساحة الفلسطينية لا يمكن تجاوزه . أما فيما يتعلق بالواقعية فان حماس تتصرف في اطارها ولكن ليس كالواقعية التي مارسها البعض وادت الى خسارة الكثير من الحقوق والمواقف وكانت نهايتها الفشل والوصول الى طريق مسدود . *ولكن عفوا اذا كان المحيط العربي يتفهم مواقفكم لماذا لا نراك زائرا أو حاضرا في الامارات او الكويت أو السعودية او دول عربية اخرى ؟ -الاتصالات قائمة بصورة متعددة , ونحن لا نفرض صورة محددة من التواصل مع اي دولة عربية أو اسلامية او اية دولة على الساحة الدولية . * اخيرا من خلال وجودك و اقامتك في دمشق كيف تتابع التطورات المتلاحقة في العلاقات السورية – الاميركية و الترحيب الاميركي الرسمي بزيارة مسؤولين سوريين ؟الا تعتقد ان هذا التطور الايجابي لا بد ان يلقي بظلاله عليكم على اعتبار ان سوريا هي مفتاح الحل في المنطقة و بالتالي التضحية بكم مقابل تحسين العلاقات بين واشنطن و دمشق ؟ - كل انفتاح اقليمي و دولي على سوريا يسعدنا و يعبر عن فشل السياسات الاميركية السابقة التي عملت على حصار سوريا و محاولة عزلها و نحن على ثقة ان هذا الانفتاح على دمشق لن يكون على حساب القضية الفلسطينية . يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
أسامة الكباريتي بتاريخ: 17 أغسطس 2009 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 17 أغسطس 2009 أسئلة ذكية قام أحمد علي من خلالها بتغطية قطاع عريض من التساؤلات التي تشغل بال الكثيرين منا سواء على المستوى الفلسطيني أو المستوى العربي .. يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
dawn walker بتاريخ: 17 أغسطس 2009 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 17 أغسطس 2009 وان كنت من مؤيدى فتح الا أن حماس ليست القاعدة او طالبان ....حماس حركة اسلامية وسطية ...لها ايجابيات ولها سلبيات فمقارنتها مع القاعدة واخواتها ظلم knowledge is power رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان