أسامة الكباريتي بتاريخ: 5 ديسمبر 2003 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 5 ديسمبر 2003 (معدل) خالد مشعل يتذكر حاوره غسان شربل صحيفة الحياة الحلقة الأولى 2003/12/4 خالد مشعل: هاجمني عميلا "الموساد" في عمان بجهاز يضخ السمّ في الجسم بلا حقنة هدّد الملك حسين بإغلاق السفارة الاسرائيلية فأرسل نتانياهو العلاج وأفرج عن الشيخ أحمد ياسين دخل الصغير مبتسماً ومصافحاً. سألته عن اسمه فأجاب: يحيى مشعل. رنّ في ذاكرتي اسم يحيى عياش "المهندس" الذي أقض مضجع اسحق رابين ونجح شمعون بيريز لاحقاً في اغتياله. رنّ اسم الرجل الذي هندس أول العبوات لأول الاستشهاديين في "كتائب عز الدين القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس". أدرك خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة ما يجول في خاطري فسارع الى القول: "ولد يوم استشهاد يحيى عيّاش فاخترنا له هذا الاسم". سألت الأب لاحقاً عن المستقبل الذي يتطلّع إليه بعد موقعه الحالي, فأجاب: "أحسن خاتمة للمرء هي موته شهيداً". وحين سألته عن مسؤولية من يرسل الشبان لينفجروا بالآخرين, روى لي قصة سيدة فلسطينية كتبت إلى قيادة "القسام" تعاتبها لأنها رفضت إعطاء نجلها فرصة الاستشهاد. انحنت القيادة أمام إرادة الأم التي واكبت التحضيرات الأخيرة لنجلها ولبست أجمل فساتينها لتقبّل التهاني حين بلغها نبأ استشهاده. خالد مشعل في مستشفى مدينة الحسين الطبية بعد محاولة اغتياله بين اسم الصبي وطموحات والده وقصة والدة الشهيد غمرني شعور غريب, يدمغ الفلسطينيون أبناءهم بالأسماء والروايات لئلا يجرؤ احد على التنازل عن شبر. ما أصعب لغة منتصف الطريق حين يتقاتل الناس على بشر وشجرة وغيمة, على ذاكرة ووجود كأن المكان لا يتسع إلا لمنتصر ومهزوم. وشعرت بأن النزاع الذي ولدنا بعد اندلاعه سنرحل قبل ان نرى حلاً نهائياً له يلغي ظلم الاحتلال ومعه مصانع الشهداء. أتعبني خالد مشعل وربما أتعبته. يريد التحدث عن الحركة لا عن شخصه. وأنا أريده ان يتحدث عن الاثنين معاً على رغم معرفتي ان "حماس" تنظيم علني وسري في آن, وان ليس من عادة قادته الغوص في ظروف نشأته ومسيرته الميدانية وآلية صنع القرار فيه وعلاقاته العربية ومتاعبه الدولية وقنوات تمويله. كنت اعرف ان خالد مشعل لا يزال في خضم المعركة وان الحصار المضروب على "حماس" يحول دون كشف تفاصيل قد تلحق ضرراً بها أو بمنتمين اليها. وفي المقابل كنت اعتبر ان ليس من حق "حماس" التي تحولت "رقماً صعباً" يصعب تجاهله في مسار النزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي بفعل ثقلها وضرباتها المدوية, ليس من حقها إلا ان تقدم روايتها لقصتها وبلسان من كان حاضراً منذ اللحظة الأولى. تعثرت محاولتان لإجراء الحوار على رغم الشهور الفاصلة بينهما. وكان السبب قدراً من التحفظ لدى القائد الفلسطيني, وقدراً غير قليل من الطمع لدى سلسلة "يتذكر". وساهمت المسافة الزمنية والتطورات في الساحة الفلسطينية والمنطقة في توفير الظروف الملائمة مما أتاح لـ"الحياة" القيام بزيارة لذاكرة "حماس" ورئيس مكتبها السياسي. بعد توقيع "اتفاق اوسلو" في 13 أيلول (سبتمبر) 1993 كان الواضح ان النضال الفلسطيني دخل منعطفاً كبيراً وخطيراً. راودتني فكرة جمع الشهادات والروايات. وهكذا طافت سلسلة "يتذكر" على عدد من اللاعبين البارزين: جورج حبش واحمد جبريل ونايف حواتمة, ومحمود عباس (أبو مازن) ومحمد عودة (أبو داود) وورثة وديع حداد وتلامذته وعاطف ابو بكر رفيق "أبو نضال" وعدوه الأول. ومع تصاعد ثقل الإسلاميين في المواجهة الفلسطينية ـ الإسرائيلية كان لا بد من الانتقال إلى اللاعبين الجدد وهكذا كان اللقاء مع الدكتور رمضان شلح الأمين العام لـ"حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين". ولأن القصة تبقى ناقصة تماماً في غياب "حماس" كان لا بد من خالد مشعل. لماذا خالد مشعل بالتحديد؟ في 25 أيلول (سبتمبر) 1997 تناقلت وكالات الأنباء خبر تعرضه لمحاولة اغتيال في عمان. فشلت المحاولة ولم يقبل العاهل الأردني الراحل الملك حسين بأقل من ان تحضر إسرائيل سريعاً العلاج القادر على مكافحة السم الذي دخل جسم المستهدف وان تفرج أيضاً عن الشيخ احمد ياسـين قائد الحركة ورمزها الأول. وسألت نفسي يومها لماذا غامر رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بالموافقة على عملية من هذا النوع في عاصمة دولة عربية وقّعت مع إسرائيل معاهدة سلام؟ سألت نفسي وسألت بعض المواكبين لـ"حماس" وكان الجواب: لأن دور مشعل اكبر من لقبه وأخطر. فإضافة الى مشاركته في تأسيس الحركة, التي ولدت قبل أعوام من إعلان قيامها وشيوع اسمها, ساهم مشعل في نسج العلاقات وفتح القنوات التي جعلت "الخارج" يؤمن لـ"الداخل" مستلزمات الصمود والاستمرار والتوسع. في هذا الحوار سيتحدث مشعل عن تحول "الإخوان المسلمين" في فلسطين إلى حركة "حماس" التي استقطبت أيضاً شرائح إسلامية أخرى. سيروي قصة الولادة السرية على مراحل, ثم الولادة العلنية في بدايات الانتفاضة الأولى في كانون الأول (ديسمبر) 1987. سيحكي قصة العمل العسكري و"جنرالات القسام" والاعتقالات والعمليات الاستشهادية. وسيتطرق الى العلاقات الفلسطينية - الفلسطينية وعلاقات "حماس" بسورية والأردن وقطر ودول أخرى. لم يكن عالم ما بعد 11 أيلول سهلاً على "حماس". وعلى رغم عدم ضلوع الحركة في أي هجوم مسلح خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة اتخذت أميركا إجراءات ضدها بوصفها "إرهابية", وأدرج الاتحاد الأوروبي جناحها العسكري في لائحة الإرهاب, وقلصت دول عربية علاقاتها معها. براعة "حماس" خففت وطأة الحوار. مواقفها تتسم بالصلابة والمرونة معاً. تتشدد وتتساهل وتقرأ المتغيرات من دون ان يتغير برنامجها البعيد المدى. طالت جلسات الحوار وتعددت. وتباينت وجهات النظر في قراءة الأحداث واتسع صدر خالد مشعل لكل الأسئلة. ولد خالد مشعل في 28/5/1956 في بلدة سلواد في قضاء رام الله. بلدة محافظة ومتدينة يعمل أبناؤها في الفلاحة وجذورهم عميقة فيها. روايات والده عبد الرحيم عن مشاركته في مقاومة الانتداب البريطاني وفي ثورة 1936 تركت بصماتها على عقله ووجدانه. في الستينات توجه والده الى الكويت للعمل فيها. وبعد حرب 1967 التحقت العائلة به والتحق خالد بإحدى المدارس فيها. من مدرسة خالد بن الوليد الى متوسطة الحريري (الحريري العتيق النائم في كتب الأدب العربي) كان المناخ الفلسطيني هناك يسترجع صدى الهزيمة المؤلمة في 1967 ثم صدى التماع صورة الفدائيين في معركة الكرامة في 21 آذار (مارس) 1968. تديّن العائلة علّمه الصلاة والصوم منذ نعومة أظفاره, لكنه انتقل الى التديّن الحركي في ثانوية عبد الله السالم بعد مرافقته عدداً من الشبان من "الإخوان المسلمين". وفي 1971 انضوى في تنظيم "الاخوان". في مناخ الغضب الفلسطيني الذي اتسعت الكويت له, شاهد الشاب ياسر عرفات وصلاح خلف وخالد الحسن. مرات عدة كاد ان يغادر مقاعد الدراسة للالتحاق بالعمل الفدائي, لكن تفوقه الدراسي كان يدفعه إلى التأجيل لاعتقاده بأن التحصيل العلمي سيساعده لاحقاً على أداء دوره الوطني. على مقاعد جامعة الكويت (1974 - 1978) انشغل طالب الفيزياء بالهموم الوطنية والإسلامية. ولا تزال ذاكرته تحتفظ بدوي حرب 1973, وفصول الحرب في لبنان, وإحياء الفلسطينيين "يوم الأرض" في 1976, فضلاً عن توجه زملاء لتنفيذ عمليات في الداخل الفلسطيني, ثم رؤية الرئيس أنور السادات يزور الكنيست الإسرائيلية في 1977. رأس في الجامعة كتلة "قائمة الحق الإسلامي" التي خرجت بعد مناكفات مع "فتح" والكتل الأخرى, على اتحاد الطلبة بعد ثلاث سنوات لتشكيل ما عرف بـ"الرابطة الإسلامية لطلبة فلسطين". ويقول مشعل: "كانت هذه الرابطة من اللبنات التمهيدية لحركة "حماس" التي بنيت لبناتها الأولى في غزة والضفة والشتات الفلسطيني. كان جسم الحركة يتشكل هنا وهناك". بعد الجامعة مارس التدريس. تزوج في 1980, وهو أب لثلاث بنات وأربعة صبيان. وفي النصف الأول من الثمانينات كانت "حماس" تولد سراً في أماكن عدة وعلى دفعات, وكان مشعل شريكاً في تلك المحطات قبل أعوام كثيرة من تحوله مسؤولاً علنياً. عندما اجتاح العراق الكويت كان في عمان في إجازة. بعد عشرة أيام وقبل تعليق حركة الطيران تماماً توجه الى بغداد ومنها الى صفوان الحدودية وبعدها في ساعة متأخرة الى الكويت. كان الدخول مغامرة بسبب عدم معرفة الواصلين بحظر التجول وكاد الرصاص ان يلامسهم. أمضى أسبوعاً في الكويت "رتبت أموري وعدت الى بغداد فأنا مسؤول في حركة ولا يسعني البقاء محاصراً". انتهت المرحلة الكويتية وبدأت مرحلة أخرى. يحمل خالد مشعل جوازاً أردنياً ويفترض ألا تكون هناك مشكلة في إقامته. لكنه ليس "مواطناً" عادياً في البلد الذي تحكم حساباته الأردنية ـ الفلسطينية اعتبارات شديدة التعقيد خصوصاً بعدما أقام الأردن علاقات مع إسرائيل تنفيذاً لخياره ألا يكون الأول في ذلك وألا يكون الأخير. في عمان, القريبة من خط التماس, كبر دور خالد مشعل بالتوازي مع تصاعد دور "حماس" في الداخل وانطلاق قوافل الاستشهاديين. وفي 1996 انتخبه رفاقه رئيساً للمكتب السياسي. لكن الحدث الأكبر والأخطر جاء بعد عام حين وافق رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو على اقتراح "موساد" شطب مشعل في عمان, فيما الشيخ أحمد ياسين معتقل في سجن إسرائيلي. وكانت غلطة نتانياهو مكلفة. غضب الملك حسين. وكان عامل الوقت ضاغطاً. وحدها إسرائيل تملك الدواء الذي ينقذ مشعل الممدد في المستشفى من السم الذي تسرب الى جسمه. ولم يكن أمام نتانياهو غير إرسال الدواء والتجاوب مع طلب العاهل الأردني إطلاق الشيخ أحمد ياسين زعيم الحركة. أما لماذا الإصرار على إطلاق ياسين فالجواب عليه يكمن في حسابات الملك الراحل. لم تشطب المحاولة مشعل. سلطت الأضواء عليه وحولته رمزاً. اتسع دور الرجل البارع الذي يصوغ المواقف المتشددة لحركته بعبارات منطقية تكاد توحي باعتداله. صلب ومرن. محاور لا يوصد الباب, يترك خيط الصداقة حياً حتى مع من يختلف معهم. قبل الخوض في تفاصيل "حماس" ولادة ومسيرة وفي العمليات الاستشهادية وتبريراتها وذيولها وآلية صنع القرار, سألناه ان يقدم الرواية الكاملة لمحاولة اغتياله وقصة خروجه من الأردن إلى المحطة القطرية. اعتقد ان الوقت حان لمعرفة الرواية الكاملة لمحاولة اغتيالك. كيف حدثت؟ - صباح الخامس والعشرين من أيلول (سبتمبر) 1997, خرجت من مكان إقامتي في الشميساني, خلف حدائق الملك عبد الله, وذهبت إلى مكتبي في شارع الغاردنز في عمان. كان ثلاثة من أولادي الصغار برفقتي في طريقهم إلى صالون الحلاقة. وكان عدد الحراس المرافقين (واحد أو اثنين) قليلاً, كما كانت العادة. كنا نعتقد بأن الأردن لا تحصل فيه عمليات اغتيال. وكان تركيزنا على الحماية محدوداً في ذلك الوقت. عندما نزلت من السيارة وقبل الوصول إلى مكتبي حصلت الحادثة. في الطريق, كنت أجلس إلى جوار السائق الذي لاحظ ان سيارة تراقبنا وتلاحقنا من أمام البيت إلى مسافة نصف كيلومتر عن مركز العمل. وهي سيارة سياحية. وفي العادة يخبرني مرافقي إذا حدث أمر كهذا. هذه المرة لم يفعل. وقبل الوصول إلى المكتب سبقتنا السيارة وتجاوزتنا. وعندما وصلنا إلى مدخل البناية, واسمها مركز شامية, حيث كنت اقيم في الطابق الخامس, توقفت سيارتي على الرصيف وهناك محلات تجارية أمام البناية. ولاحظت شخصين, يرتديان الجينز ولهما شكل الأجانب, يبعدان عن مقدم سيارتي نحو مترين. ارتبت في أمرهما. كانا يرتديان نظارات سوداء ويبدو عليهما هاجس انتظار فريسة. ترددت في النزول من السيارة وتحدثت مع سائقي. شكلهما غير طبيعي وهو أثنى على كلامي. خرجت مع أخذ الحيطة. فعادة أنزل من مقعدي في جوار السائق وأسير. من باب الحيطة, استدرت من وراء السيارة وتحاشيت الرجلين. ولما وصلت الى مدخل البناية هاجمني من ارتبت في أمرهما. شهر أحدهما جهازاً بحجم مسدس علمت في وقت لاحق أنه يضخ مادة كيماوية سامة بطريقة مبتكرة فتدخل مسام الجلد من دون حقنة. وتم تشغيل الجهاز إلى يسار رأسي وأذني. اهتزّ جسمي وتيقنت أنني أتعرض لمحاولة اغتيال, وفوجئت. عادة يتم الاغتيال بالرصاص. وكان مستخدم الجهاز يلف يده بالشاش ليحمي نفسه من الأذى الذي قد يلحقه السم به. وقيل ان المهاجمين حملا إبرة فيها مصل مضاد للسم. ماذا حصل لك؟ وماذا فعل المهاجمان؟ - لم أقع أرضاً وفرّ الرجلان. وتعالجت على الأرجح بواسطة المادة التي على الأرجح كان الرجلان يحملانها. وتذهب إحدى الروايات إلى ان نتانياهو تعرض لضغوط من أجل تسليم مصل العلاج. فمن نفذ العملية اعتبرها ناجحة لأن السمّ دخل إلى جسمي. أما محمد أبو سيف, مرافقي الذي كان يتبعني بسيارة أخرى, فلحق بالمهاجمين اللذين لم ينتبها الى وجوده. فرا بالسيارة المستأجرة التي كانت تنتظرهما على بعد ثلاثمائة متر, بالقرب من مطعم الثروات. وحاولا إعاقة مرافقي ونجحا في ركوب السيارة. وأحسن مرافقي بإصراره على ملاحقتهما, ووقف في وسط الشارع المتفرع عن شارع الغاردنز وأوقف أول سيارة سلكت هذه الطريق. وألح على سائقها طالباً منه مساعدته على ملاحقة سيارة أخرى بسبب حادثة خطيرة. تصرف الرجل بشهامة وطارد السيارة التي دخلت مناطق سكنية وشوارع فرعية. وشاهد الرجلين يهمان بمغادرة السيارة, ويتجهان, مشياً على الأقدام, نحو شارع المدينة المنورة. تركا في السيارة المستأجرة كل أدوات الجريمة التي كانت بحوزتهما, والتي قيل إنها أخذت إلى السفارة الإسرائيلية. وشارع الغاردنز قريب من منطقة الرابية حيث السفارة الإسرائيلية. تبعد السفارة الإسرائيلية كيلومتراً واحداً عن مكان الجريمة. وذهبت كل الأدوات المتروكة في السيارة اليها. فعميلا الموساد اللذان دخلا الأردن بجوازات سفر كندية, كما عرف لاحقاً, اطمأنا وابتعدا عن مسرح الجريمة. واتجها إلى مكان تنتظرهما فيه سيارة أخرى. لم يخطر في بالهما أن مرافقي لحق بهما. وبعد ملاحقتهما راجلاً, بلغهما وتعارك معهما بالأيدي. لم يكن في حوزتهما مسدسات, لكن أحدهما كان يحمل أداة مسننة حادة, ضرب بها محمد أبو سيف على رأسه, وأصابه بجرح غائر, وعولج بخمس عشرة غرزة. وكان أبو سيف صائماً صيام تطوع في ذلك اليوم. تجمهر الناس حولهم , وأعلم مرافقي المتجمعين أن من يتعارك معهما من الـ"موساد" وحاولا قتل خالد مشعل, رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس". فلم يكن من المتجمهرين سوى محاصرة المهاجمين ومنعهما من مواصلة القتال. وحمل أحد الرجلين صخرة كبيرة ليقتل أبو سيف بها. وصادف العراك مرور ضابط في جيش التحرير الفلسطيني, فأخذ الرجلين في سيارته إلى مركز أمن أردني في منطقة وادي السير. وفي المركز, شرح محمد أبو سيف الحالة لرجال الأمن فاعتقلوا الرجلين. في هذه الأثناء لم نكن ندري ما يجري مع أبو سيف. فأنا ذهبت مباشرة الى مكان آمن حيث اتصلت بالمكتب السياسي وأطلعته على الحادثة وتفاصيلها. لم أذهب الى بيتي وتركت أولادي مع السكرتير الذي يعمل في مكتبي. أكدت للإخوة أن شيئاً حصل في جسمي في أثناء عملية الاغتيال. وفي أثناء حديثي اتصل المرافق هاتفياً بمكتبي وأبلغنا بالقبض على عميلي الموساد. فأدركنا ما الذي جرى. بعد نصف ساعة على الحادثة وبعد مشاورات مع المكتب السياسي نشرنا الخبر في وكالة "فرانس برس". وبثته في الحادية عشرة إذاعة مونتي كارلو. وبدأت الاتصالات مع الحكومة الأردنية عبر مدير الاستخبارات الأردني. في البدء نفت الحكومة الأردنية الخبر ولم تكن لديها معلومات عما حصل. وذهب وزير الإعلام الأردني الى ان الحادثة طوشة او هوشة بين مرافقي خالد مشعل وسائحين كنديين. ولكن عندما أصبح عملاء الـ"موساد" في مخفر أمن أردني, وبعد إلحاحنا على وزير الإعلام عاد المسؤولون الى تأكيد الخبر. وعلمنا لاحقاً أن المسؤول عن الـ"موساد" في الأردن اتصل بالقصر. ويبدو ان نتانياهو, رئيس الحكومة الصهيونية السابق, أمر هذا المسؤول بالتدخل لتغطية فشل العملية وللمحافظة على العميلين المعتقلين في الاردن. بعد ساعتين بدأت أشعر بأعراض السم. في البدء كنت أشعر بدوي في الأذن. فقدت توازني وتقيأت. اصطحبني من كنت في رفقته الى المستشفى الإسلامي. ويتطلب الدخول إليه إجراءات, في حين كان الأمن الأردني يبحث عني. وتجمهر القوم حولي في جناح المستشفى والفريق الطبي, وجاءت قيادة المكتب السياسي وقيادة جبهة العمل الإسلامي والمسؤول عن شرطة العاصمة الأردنية. وعندما وصل الخبر الى القصر وانكشف الامر, تدخل الملك الحسين, متبنياً موقفاً جريئاً وشجاعاً. أمر بنقلي الى مدينة الحسين الطبية. فهو اقتنع بأن ما تعرضت له عملية من صنع الـ"موساد". وفي وقت كنت أفقد فيه توازني ووعيي, دار جدل حول ذهابي الى المدينة الطبية أو عدمه. بدأ الاوكسيجين ينخفض في دمي ولم يكن الأطباء يعرفون ما يجري. تبين لاحقاً ان المادة السامة التي استهدفت بها تعطل مراكز التنفس اللاإرادي في الدماغ. فالإنسان يتنفس بشكل لاإرادي خلال النوم. ومع السم يتوقف هذا النوع من التنفس, ويموت الإنسان.راهن الإسرائيليون على انتهاء الأمور بشكل طبيعي. وفي أدبيات الـ"موساد" وفي المداولات الأمنية المصغرة في عهد نتانياهو, ورد أنهم أرادوا عمليةً هادئة من دون متفجرات وإطلاق نار تفادياً لإحراج أنفسهم مع الأردنيين بحكم اتفاقية وادي عربة المبرمة عام 1994 مع الأردن. وأصبحت العملية بسبب فشلها صاخبة مع الشيخ أحمد ياسين , ونقلت مساء الخميس الى المدينة الطبية وأصابتني حال نعاس شديد وبدأت أفقد الوعي تدريجاً. وضعوني تحت التنفس الاصطناعي بينما غبت عن الوعي من مساء الخميس وحتى صباح السبت. في فترة الغيبوبة هذه تصرف الملك حسن بحزم وشجاعة. قدرت موقفه وراسلته لاحقاً في فترة مرضه. اتخذ موقفاً إنسانياً وجريئاً في وقت لم تحسن الحكومة الأردنية التصرف في هذه المسألة. وعرف لاحقاً, ان الملك حسين اتصل بالرئيس الاميركي بيل كلينتون, وهدد بإغلاق السفارة الإسرائيلية. ومع فشل نتانياهو في هذه العملية, ولاستيعاب تداعياتها, أرسلت إبرة العلاج. وقبل ذلك, استدعى الملك طبيبه الخاص من عيادة مايو كلينيك الذي فحص دمي وأبلغ الملك بوجود خيارين: إما أخذ عينة من الدم وفحصها في الأردن أو في العالم العربي حيث لا قدرة على كشف هذه المادة, وإما إرسال العينة إلى الولايات المتحدة الاميركية لنعرف نوع السم. وشدد على ان الطريق الأقصر هو الاتصال بالجهة التي دست السم وطلب العلاج منها. وعندما حقنوني بالإبرة استعدت وعيي بعدما كنت في حالة حرجة. ومكثت في المستشفى أسبوعاً. ماذا عن خروج الشيخ ياسين؟ - طبعاً, أنا سعدت لأن محاولة اغتيالي الفاشلة كانت سبباً في الإفراج عن الشيخ أحمد ياسين. وكنت من الذين زاروه في جناحه في مدينة الحسين الطبية. أدى فشل المحاولة والإحراج في إسرائيل الى بحث حكومة نتانياهو عن مخرج للتخلص من ضغط الملك حسين, ولاسترجاع عملاء الـ"موساد". وقيل ان الأمن الأردني قبض على عملاء آخرين وان السفارة الإسرائيلية طوقت. فإفراج إسرائيل عن الشيخ ياسين وعن عدد من السجناء الفلسطينيين هو نوع من رد الاعتبار إلى الأردن وتغطية على فشل الـ"موساد". من طرح فكرة اطلاق الشيخ ياسين؟ - جاءت فكرة الإفراج خلال التفاوض بين القصر في عمان والإسرائيليين. وأذكر ان الملك حسين ألقى خطاباً في الزرقاء تكلم فيه عن محاولة اغتيالي وذكرني بالخير, واشار إلى احتمال الإفراج عن الشيخ ياسين. وكان الملك موجوداً في المدينة الطبية قبل تماثلي للشفاء. وزارني قرابة الواحدة والنصف ليلاً لمدة خمس دقائق. شكرته وهنأني بالسلامة. سألته عن قصة الشيخ ياسين فأبلغني أنه سيصل في الليلة نفسها. ومن نافذة غرفتي وعند الساعة الثانية فجراً, رأيت طائرة هليكوبتر لم أعرف هل كانت أردنية أم إسرائيلية. ثم شاهدت الشيخ ياسين على كرسيه. بعدها نقل الى أحد الأجنحة. وعلى رغم عدم قدرتي على المشي, أصررت, عند الساعة الثالثة على رؤية الشيخ أحمد. سلمت عليه وقبلته. وكان هذا أول لقاء لي معه في حياتي. سبق لي لقاء بعض الإخوة من الذين أُبعدوا الى مرج الزهور عام 1993 مثل عبد العزيز الرنتيسي. وكان الشيخ ياسين في السجن في ذلك الوقت. بعد صفقة التبادل, ساعة خروجي من المستشفى حضر الملك حسين والأمير الحسن والأمراء وعدد من المسؤولين الدينيين وأبو عمار. التقيتهم, في حضور الشيخ ياسين, في إحدى الغرف وشكرنا الملك. أمضى الشيخ ياسين أسبوعاً في الأردن الى ان تمت صفقة التبادل. وأقلته طائرة أردنية من المدينة الطبية الى غزة, وتسلمت طائرة إسرائيلية عملاء الـ"موساد". وألقى الشيخ ياسين كلمة قبل ذهابه والتقطت الصور ومن بينها صورة لي برفقته ورفقة الدكتور موسى أبو مرزوق ومحمد نزّال. متى كانت المرة الاخيرة التي قابلت فيها الشيخ ياسين؟ - رأيته للمرة الأخيرة في أثناء توقفه في السودان عام 1998. بداية الجولة كانت شكوى الشيخ ياسين من أذنه. وفي اتصالاتنا مع السعودية عرضنا عليهم مجيئه للحج والعلاج. وقامت الحكومة السعودية بجهد مشكور. واعتبرنا خروجه من غزة فرصة للقيام بجولة ورتبنا له جولة شملت السعودية والإمارات والكويت وطهران واليمن وسورية والسودان ومصر, وعاد بعدها الى غزة. هل وردت فكرة إقامته في الخارج؟ - كلا لم يكن الأمر وارداً بالنسبة إلينا واليه. فمقصدنا أن نكون جميعاً داخل فلسطين. لا أحد يتبرع بنفي نفسه وإبعادها. هل ساهمت محاولة الاغتيال في صعودك داخل حركة "حماس"؟ - من دون شك, سلطت المحاولة الأضواء عليّ وعلى الحركة عموماً. وزاد بروزي الإعلامي. وأنا اعتبر ان أوضاعنا داخل "حماس" مرتبطة بالتاريخ الشخصي لكل منا, وبأدوارنا, ومعرفتنا بعضنا لبعض. لكن الأضواء الإعلامية تسلطت عليّ أكثر من قبل. هل تعرضت لمحاولة اغتيال ثانية؟ - بطريقة مباشرة ومحددة لا. ولكن كانت هناك تحركات تابعناها ورصدنا خيوطها الأولى. لم نحبط محاولة في آخر لحظة. نعم كانت لدينا معلومات عن محاولات لاستهدافي. وأوحى بعضها بأن هناك محاولات تعقب في بعض دول الخليج. ولكن لم تنضج المحاولة ولم تبلغ مرحلة اللحظة الأخيرة. وكانت محاولة اغتيالي درساً لنا في إعادة النظر في إجراءاتنا الأمنية, خصوصاً بعدما تعزز دور الحركة في النضال الفلسطيني وامتداد المعركة العسكرية بين الحركة والكيان الصهيوني. ومضت إسرائيل في استهدافنا في الداخل والخارج مما حدا بنا الى التيقظ وزيادة الإجراءات الأمنية على قيادات الحركة وكوادرها. في أي عاصمة تنام مرتاح البال؟ - أنام في كل الأماكن من دون القلق وهواجسه. الموت قدرنا كبشر ومن يركب طريق الخطر يتوقع كل شيء ولا يخشى شيئاً. ونحن مؤمنون بالله تعالى, نعلم ان الآجال محددة ومقدرة. ولكن هناك مناطق أكثر أمناً من غيرها. وخياراتي في الحركة محدودة بين الدوحة ودمشق. أنا مستقر في الدوحة ودمشق. هناك سر في الدوحة, دولة تستضيف قادة "حماس" وتدير "الجزيرة" وتستضيف قاعدة عسكرية اميركية! ما هذه البراعة القطرية؟ - (يضحك) تسأل عن براعة قطر ام عن براعة "حماس"؟ يدخلنا هذا السؤال إلى ملفين, الأول ملف الإبعاد عن الأردن عام 1999 وملف علاقاتنا العربية. لدينا فلسفة في العلاقات. كانت علاقتك جيدة مع الملك حسين بعد محاولة الاغتيال؟ - نعم. التقيته مجدداً بعد أسبوعين من المحاولة. وراسلته أثناء مرضه, ومن المفارقات ان آخر رسالة منه وصلتني قبل يوم من وفاته. كيف كانت علاقتكم بقطر؟ مع والدته بعد خروجه من المستشفى - أقامت الحركة علاقة مع قطر منذ كان الأمير حمد بن خليفة ولياً للعهد. ونشأت علاقة طيبة مع القطريين. وبعد تسلمه مقاليد الحكم, بقيت علاقتنا قائمة. ربطتني علاقة شخصية مع الأمير ووزير خارجيته الشيخ حمد بن جاسم بن جبر. وليست علاقتنا بقطر جديدة بل هي تاريخية. وعندما أغلق الأردن مكاتب الحركة في نهاية شهر آب (اغسطس) يوم كنت في زيارة لإيران, اتصلت بعدد من الدول العربية, وأبلغتهم ان خطوة الإغلاق لا مبرر لها, وأننا لا نريد الدخول في مواجهة مع أي دولة عربية. واتصلت بالشيخ حمد بن جاسم بن جبر, وأطلعته على ما حصل, وطلبت منه القيام بجهد لحل هذا الوضع. بعد ثلاثة أسابيع من الأزمة, عدنا إلى الأردن, وأدخلت سجن "الجويدة" مع المهندس إبراهيم غوشه. وماذا كان مبرر إغلاق مكاتب الحركة؟ - أراد الأردن إنهاء العلاقة معنا. وقيل ما لا أصل له من الصحة لجهة حملنا أسلحة وارتكابنا مخالفات. نحن أردنيون, ولم نقم بأي مخالفة. وحقق معنا مدعي امن الدولة. وبعد دخولنا السجن, توسطت قطر, فأصرّ الأردن على مغادرتنا أراضيه إذا أفرج عنا. هل كنتم تعلمون أنكم ستتوجهون إلى قطر؟ - كلا, لم يشارونا أحد في ما حدث. عند خروجنا من السجن في الأول من تشرين الثاني (نوفمبر) 1999, أخذونا إلى مطار ماركة حيث فوجئنا بطائرة تنتظرنا. وأجبرنا, وكنا معصوبي الأعين ومقيدي الأيدي, على دخول هذه الطائرة التي مضت بنا إلى قطر. وكان على متنها محمد عبدالله المحمود, وزير الدولة للشؤون الخارجية. هل يعني ذلك ان الشيخ حمد بن جاسم هو من قام بالتسوية؟ - نعم. وضعنا الأردن تحت الأمر الواقع. فذهبنا إلى الدوحة. وأطلعنا الوزير محمد عبد الله المحمود انه منع من مشاورتنا في أمر مجيئنا إلى قطر. كم مكثتم في الدوحة؟ - أقمنا شهوراً وسنوات في الدوحة. وحاولنا, بمساعدة القطريين, معالجة الأزمة مع الأردن. لكن محاولتنا باءت بالفشل. وأدى ذلك إلى أزمة بين قطر والأردن. وأخذنا نتنقل بين الدوحة ودمشق. متى جئت إلى دمشق؟ - ما زلت أتردد على الدوحة. ومنذ نحو سنتين, أقضي معظم وقتي في دمشق. هل حاول الشيخ حمد بن جاسم التوسط بينك وبين الرئيس ياسر عرفات؟ - في بداية الانتفاضة, لم تكن العلاقة مع السيد ياسر عرفات تحتاج الى وساطة أحد. والتقيت الأخ أبو عمار في مؤتمر القمة الإسلامي في الدوحة, وبقيت على اتصال هاتفي معه. وفي جولات الحوار الفلسطيني - الفلسطيني التي سبقت إعلان الهدنة, بذلت قطر جهداً كبيراً. وكذلك فعلت مصر التي استضافت جولات الحوار. هل عرض الشيخ حمد بن جاسم الذي يلتقي شمعون بيريز, إجراء وساطة بين "حماس" وإسرائيل لوقف العمليات؟ - كلا, لم يحاول. ولقاءاته مع بيريز معروفة. وقطر تتحمل مسؤولية سياستها الخارجية. ونحن لا نتوقع أن يعرض علينا أحد هذا النوع من الوساطات لأن سياسة "حماس" معروفة. ونحن لسنا في وارد إقامة أي اتصال من هذا النوع مع العدو الصهيوني. واقتصرت الوساطة القطرية على الحوار الفلسطيني- الفلسطيني. وأبو مازن له علاقات وثيقة بالقطريين, الذين استضافوه في الماضي. هل قدمت قطر مساعدات إلى "حماس"؟ - كلا, قطر مثلها مثل الحكومات العربية لا تقدم المساعدات إلينا. المساعدات تأتي من لجان شعبية وجمعيات خيرية. وقد ينظم التلفزيون القطري يوماً لدعم الانتفاضة, وجمع التبرعات. المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام http://www.palestine-info.info/arabic/hama...war/meshaal.htm نقلاً عن صحيفة الحياة: http://www.daralhayat.com/special/features....txt/story.html تم تعديل 5 ديسمبر 2003 بواسطة أسامة الكباريتي يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
أسامة الكباريتي بتاريخ: 12 ديسمبر 2003 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 12 ديسمبر 2003 نظرا لطول الموضوع ونشره على حلقات فقد ارتأيت وضع عناوين الحلقات والرابط فقط: الحلقة الثانية: ولادة على مراحل في غزة والضفة والشتات سهلت انبثاق "حماس" من رحم "الاخوان" اجتماع في الخارج في 1983 قرر تأسيس المشروع الإسلامي الفلسطيني للقضية وتحضير متطلبات نجاحه http://www.palestine-info.info/arabic/hama...ar/meshaal1.htm الحلقة الثالثة: أعدت "حماس" للانتفاضة الأولى وانخرطت فيها من يومها الأول وأنشأت جهازي "المجاهدون" و"مجد" http://www.palestine-info.info/arabic/hama...ar/meshaal2.htm الحلقة الرابعة: خـالد مشعل : العمليات الاستشهادية فرضها تصاعد العدوان " الاسرائيلي " ضد المدنيين واختلال ميزان القوى http://www.palestine-info.info/arabic/hama...ar/meshaal3.htm الحلقة الخامسة: خالد مشعل: "حماس" حركة مؤسسية لا يهدد فعلها ودورها غياب جيل أو قائد...ولم تشهد انشقاقات التمويل يرتكز على سخاء الأفراد... ومحاولات المخابرات الاسرائيلية اختراق "القسام" جاءت سطحية http://www.palestine-info.info/arabic/hama...ar/meshaal4.htm الحلقة السادسة: خالد مشعل: "حماس" ليست تابعة لدولة أو محور وسياستها تحددها حساباتها الفلسطينية .. زوال اسرائيل حقيقة تاريخية.. واعتبارات حالت دون نجاح مشروع الاندماج مع "الجهاد" http://www.palestine-info.info/arabic/hama...ar/meshaal5.htm الحلقة السابعة والأخيرة: خالد مشعل: لدينا مكاتب تمثيل في سورية ولبنان والسودان واليمن وإيران... وعلاقاتنا مفتوحة صلاتنا بـ"حزب الله" اللبناني وثيقة واستفدنا منه في مجالات عدة وننسّق على المستوى السياسي (الأخيرة) http://www.palestine-info.info/arabic/hama...ar/meshaal6.htm يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان