أسامة الكباريتي بتاريخ: 17 سبتمبر 2009 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 17 سبتمبر 2009 هذا الموضوع منقول بالكامل .. والغرض منه نشر توثيق لمجرمي الحرب الصهاينة .. خاصة لوضعها تحت اطلاع الأجيال التي لم تعاصر بعضا من جرائمهم: إيهود باراك إيهود باراك شارك رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك في حربي 1967 و 1973 وذاعت شهرته بعد سلسلة الاغتيالات التي نفذتها وحدة الكوماندوز التي رأسها والتي كانت أبرز عملياتها اغتيال كل من أبو جهاد وأبو إياد من قادة منظمة التحرير الفلسطينية في تونس، إضافة إلى بعض القادة الفلسطينيين الآخرين في بيروت، ويعتبر باراك أكثر القادة العسكريين الإسرائيليين حصولا على الأوسمة والنياشين. الميلاد والنشأة ولد إيهود باراك في مستوطنة مشمار حاشارون بفلسطين عام 1942 لأسرة عاشت في أوروبا الشرقية وهاجرت إلى فلسطين قبل قيام الدولة الإسرائيلية، كان يسمى إيهود بروج قبل أن يستعمل الاسم العبري باراك الذي يعني (البرق). التعليم بعد أن فرغ باراك من دراسته الأولية التحق بالجامعة العبرية في القدس وحصل على درجة البكالوريوس في الفيزياء، ثم سافر إلى الولايات المتحدة الأميركية لاستكمال دراساته العليا فحصل على الماجستير في النظم الهندسية الاقتصادية من جامعة ستانفورد. التوجهات الفكرية يؤمن باراك بالاتجاه الفكري لحزب العمل الذي لا يختلف في منطلقاته الأساسية وخطوطه الاستراتيجية عن حزب الليكود، ويدعو إلى الفصل الأحادي الجانب بين إسرائيل ومناطق السلطة الفلسطينية عن طريق رسم حدود الكتل الاستيطانية التي ستبقى تحت السيادة الإسرائيلية، وإقامة منطقة أمنية واسعة على الحدود مع الأردن، تشمل مواقع سيطرة وإنذار مبكر على السفوح الجبلية والوسطى، ويكون بإمكان إسرائيل إدخال المستوطنات المعزولة إلى داخل هذه الحدود. حياته العسكرية والسياسية التحق باراك بالجيش الإسرائيلي عام 1959، وشارك في حربي 1967 و1973. غير أن شهرته داخل صفوف الجيش ذاعت في أوائل السبعينيات من خلال العديد من العمليات التي قامت بها قوة من الكوماندوز برئاسته تسمى سيريت ماتكال "Sayeret Matkal" ومن أهم تلك العمليات اغتيال ثلاثة من قادة منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت. عملية عنتيبي. وكانت العملية الثانية التي رفعت أسهم باراك داخل صفوف الجيش وحصل بمقتضاها على العديد من الأوسمة والنياشين في أوغندا، هي المشاركة في عملية إطلاق سراح مائة من الأسرى الإسرائيليين الذين اختطفوا على متن إحدى الطائرات في مطار عنتيبي عام 1976. اغتيال أبو جهاد وأبو إياد وفي تونس نفذت مجموعته (سيريت ماكتال) حادثة اغتيال خليل الوزير (أبو جهاد) الذراع اليمنى لياسرعرفات عام 1988، وصلاح خلف (أبو إياد) أوائل التسعينيات** . وزيرا للداخلية ترك باراك رئاسة الأركان بعدما اختاره إسحق رابين وزيراً للداخلية في يونيو/حزيران، ثم اختير وزيرا للخارجية بعد اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحق رابين وتولي شمعون بيريز رئاسة الوزراء خلفاً له. رئيسا لحزب العمل وبالرغم من قلة خبرته السياسية إلا إنه استطاع وفي غضون أقل من عامين أن يفوز على السياسي المخضرم شمعون بيريز في رئاسة حزب العمل عام 1997، ثم رشح نفسه لانتخابات رئاسة الوزراء وفاز على بنيامين نتنياهو بنسبة 56% في مايو/أيار 1999. الانسحاب من جنوب لبنان اتخذ باراك عقب نجاحه في الانتخابات قراراً بانسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان منهياً احتلالاً إسرائيلاً دام ثمانية عشر عاماً. مباحثات كامب ديفيد حضر إيهود باراك في يوليو/تموز 2000 القمة الثلاثية التي عقدت في منتجع كامب ديفيد برعاية الرئيس الأميركي بيل كلنتون ورأس الجانب الفلسطيني فيها ياسر عرفات رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، ولم تتوصل إلى نتيجة لتباعد وجهات النظر في القضايا الرئيسية مثل القدس واللاجئين. تآكل الائتلاف الحكومي وقعت أزمة سياسية بين حزب العمل بزعامة باراك وكتلة هتوراه مع أعضائها الخمسة في الكنيست بسبب نقل مولد كهرباء على أحد الطرق الإسرائيلية يوم السبت المقدس عند اليهود، وبانسحاب هذا الحزب تقلص عدد أعضاء الائتلاف الحكومي من 73 إلى 68عضواً. وفي 21/7/2000 انسحبت كتلة ميرتس من الائتلاف احتجاجاً على تعيين مشولام نهاري من حزب شاس نائباً لوزير التعليم، فتقلص الائتلاف إلى 58 نائباً. ثم كان الانسحاب الكبير في 9/7/2000 حينما قدم حزب شاس (17 نائباً) وإسرائيل بعلياه (4 نواب) احتجاجاً على مشاركة باراك في قمة كامب ديفيد الثانية، فتقلص عدد الائتلاف الحكومي إلى 37 نائباً. وكانت كتلة المفدال (5 نواب) آخر الكتل البرلمانية التي أعلنت انسحابها فأصبح عدد مقاعد الائتلاف الحكومي 32 مقعداً فقط. وفي 28/11/2000 صوت البرلمان الإسرائيلي بالأغلبية على قانون يدعو إلى حل الكنيست وإجراء انتخابات مبكرة، وأعلن باراك فجأة استقالته وتقديم موعد الانتخابات لرئاسة الحكومة بحيث تجرى خلال ستين يوماً. انتفاضة الأقصى اندلعت انتفاضة الأقصى بعد زيارة زعيم حزب الليكود أرييل شارون للمسجد الأقصى في سبتمبر/أيلول 2000 تحت حراسة ما يزيد على ثلاثة آلاف جندي، وأدى التعامل العنيف الذي اتبعه باراك في إخماد الانتفاضة إلى مقتل حوالي 400 فلسطيني قبل أن يترك رئاسة الوزراء بعد فوز شارون عليه في فبراير/شباط 2001. النسخة العبرية من أمر الاعتقال الصادر بحق إيهود باراك أوامر اعتقال ضد 15 شخصية شاركت في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في فلسطين ولبنان منذ العام 2001 حينما أبرمت معاهدة روما. وهذه المذكرات موجهة إلى محكمة الجنايات الدولية وتتعلق بكل من رئيس الوزراء ايهود أولمرت ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني ووزراء الحرب: ايهود باراك، عمير بيرتس، شاؤول موفاز، وبنيامين بن أليعزر، ونائب وزير الحرب ماتان فلنائي ورئيسي "الشاباك" آفي ديختر ويوفال ديسكين، رؤساء الأركان غابي أشكنازي، دان حلوتس، موشيه يعلون وقائد الجبهة الجنوبية السابق دورون ألموغ وقائد سلاح الجو السابق أليعزر شيكدي ورئيس مجلس الأمن القومي السابق الجنرال غيورا آيلاند. وهنا نموذج مذكرة الاتهام ضد ايهود باراك: * أمر اعتقال ضد: إيهود باراك بموجب معاهدتي جنيف وروما. * التهمة: جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب. * إيهود باراك: في حوالي يونيو/ حزيران 2007 أمر المشتبه به بفرض حصار على 5.1 مليون سكان غزة. واستمر الحصار حتى ،2009 وبموجب القانون الدولي فإن هذا عقاب جماعي. وقاد الحصار الى نقص الغذاء، مياه الشرب، الوقود، الكهرباء والدواء لأكثر من مليون شخص، في انتهاك لمعاهدة جنيف الرابعة ومعاهدة روما. في 27 ديسمبر/كانون الأول 2008 أمر المشتبه به بالإغارة جواً على كل المراكز السكنية في غزة. وشملت الغارات مئات الطلعات الجوية الحربية ألقيت فيها مئات الأطنان من القنابل على مناطق سكنية في غزة، مما أدى الى مقتل حوالي 1200 شخص من الرجال والنساء والأطفال، جرح حوالي ،5300 وتحويل مئات الألوف إلى مشردين. في العاشر من كانون الأول 2008 تم تقديم شكوى رسمية للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، هولندا، ضد ايهود باراك وأربعة "اسرائيليين" آخرين: ايهود أولمرت، متان فلنائي، آفي ديختر وغابي أشكنازي بشبهة اقتراف جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بسبب حصار غزة. دعاوى ضد أولمرت وباراك وليفني و12 شخصية إسرائيلية أخرى في «لاهاي» رغم الطمأنة الإسرائيلية الرسمية كشف النقاب في اسرائيل، ان جهات غربية واسرائيلية قدمت 15 دعوى الى محكمة لاهاي لجرائم الحرب ضد 15 شخصية سياسية وعسكرية اسرائيلية، في مقدمتهم رئيس الوزراء، ايهود أولمرت، ووزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، ووزير الدفاع، ايهود باراك. وتتناول هذه الدعاوى جرائم الحرب التي يتحمل مسؤوليتها هؤلاء المسؤولون منذ اقامة المحكمة الدولية لجرائم الحرب وفق ميثاق روما في سنة 2001 التي تتعلق بالعمليات الحربية الاسرائيلية ضد الفلسطينيين وفيما بعد حرب لبنان الثانية ثم الحرب الأخيرة في قطاع غزة. وفتح في اسرائيل، أخيرا، موقع في الانترنت (www.wanted.org.il) يوثق باللغتين العبرية والانجليزية لهذه الدعاوى، من دون الكشف عن هوية أصحابه. ولكن مصادر أمنية قالت ان عددا من نشطاء حقوق الانسان في اليسار الاسرائيلي هم الذين فتحوا الموقع بالتنسيق مع جهات غربية. وحسب هذا الموقع، فإن الدعاوى قدمت على النحو التالي: * ايهود باراك، وزير الدفاع: منذ توليه وزارة الدفاع في يوليو (تموز) 2007، أمر بفرض حصار على 1.5 مليون مواطن في قطاع غزة، ويستمر الحصار حتى اليوم. وهذا هو عقاب جماعي يحظره القانون الدولي ويتسبب في نقص خطير في الغذاء والماء والدواء والكهرباء والوقود لأكثر من مليون شخص. وفي 27 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أمر بغارات حربية جوية على القطاع تم خلالها القاء أطنان المواد المتفجرة وتبعها بأمر اجتياح بري والتي أدت الى قتل 1200 فلسطيني وجرح أكثر 5300 وتحويل مئات الألوف الى لاجئين. * ايهود أولمرت، رئيس الوزراء: متهم بفرض عقوبات جماعية وقتل وجرح وتشريد أبرياء من خلال قيادته الحرب على لبنان في 2006 والحصار ثم الحرب على غزة. * تسيبي ليفني، وزيرة الخارجية: كانت شريكة في الجرائم التي نفذت خلال حرب لبنان وحرب غزة والحصار في قطاع غزة. * عمير بيرتس، وزير الدفاع السابق: أعطى الأوامر للجيش لشن حرب لبنان وما رافقها من أضرار بحق المدنيين هناك. * بنيامين بن اليعيزر، وزير البنى التحتية في الحكومة الحالية: متهم بإعدام 250 جنديا مصريا ومعهم بعض الفلسطينيين كان قد تم أسرهم في نهاية حرب 1967، وقد أدى كشف هذه الجريمة الى الغاء بن اليعيزر زيارة كانت مقررة له في مصر سنة 2007 خوفا من الاعتقال. كما انه متهم بممارسة سياسة اغتيالات بحق قادة فلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة من دون محاكمة خلال فترة توليه وزارة الدفاع في الحكومة خلال السنتين 2001 ـ 2002. * آفي ديختر، وزير الأمن الداخلي في الحكومة الحالية، وهو متهم بالمسؤولية عن ممارسة اساليب تعذيب وحشية ضد المعتقلين والأسرى الفلسطينيين خلال توليه مسؤولية رئيس جهاز «الشاباك» (المخابرات الاسرائيلية العامة) في السنوات 2002 ـ 2005 وشراكته في المسؤولية عن اغتيال صلاح شحادة، رئيس الجناح العسكري لحركة «حماس»، وهي العملية التي نفذت في سنة 2002 وتسببت في مقتل 15 مدنيا بينهم 9 أطفال أبرياء. * كرمي جيلون، رئيس «الشاباك» الأسبق: متهم بالمسؤولية الشخصية عن تعذيب حوالي 100 فلسطيني في السجون وبالمسؤولية الادارية عن تعذيب ألوف السجناء الفلسطينيين الآخرين الذين اعتقلوا خلال فترة مسؤوليته في العامين 1995 ـ 1996، علما بأن العشرات ممن تم تعذيبهم أطلق سراحهم فيما بعد من دون أي اتهام أو ادانة. * دان حالوتس، رئيس أركان الجيش السابق: متهم انه عندما كان قائدا لسلاح الجو يتحمل مسؤولية ادارية عن قتل الأطفال والنساء الفلسطينيات خلال اغتيال صلاح شحادة القائد العام لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس عام 2002 وانه عندما كان رئيسا للأركان في سنة 2006 أمر بالغارات على لبنان وتسبب في قتل وجرح الألوف وتشريد 900 ألف لبناني في بيوتهم. * الجنرال دورون ألموغ، قائد اللواء الجنوبي الأسبق في الجيش الاسرائيلي: كان شريكا في الاجتياح الاسرائيلي لقطاع غزة ضمن عملية «السور الواقي» سنة 2002، التي دمر خلالها 59 بيتا فلسطينيا وكان شريكا في قرار اغتيال صلاح شحادة وقتل الأطفال والنساء. * الجنرال اليعيزر شكيدي، قائد سلاح الجو السابق: متهم بإصدار الأوامر لقواته بقصف لبنان من الجو سنة 2006. * الجنرال غيورا آيلاند، متهم بأنه خلال وظيفته في قيادة اللواء الجنوبي ساهم في جريمة قتل الأطفال والنساء لدى اغتيال صلاح شحادة. * الجنرال غابي اشكنازي، رئيس أركان الجيش الاسرائيلي الحالي، والمتهم بجرائم الحرب في قطاع غزة خلال الأسابيع الأخيرة. * الجنرال متان فلنائي، نائب وزير الدفاع الحالي: متهم بالمسؤولية عن الحصار في قطاع غزة وبتهديد الفلسطينيين بوقوع كارثة لهم إذا هم واصلوا اطلاق الصواريخ باتجاه اسرائيل والمسؤولية عن حرب غزة أيضا. * الجنرال موشيه يعلون، رئيس أركان الجيش الاسرائيلي الأسبق: متهم بالمسؤولية عن مجزرة قانا في سنة 1996 في لبنان عندما كان قائدا للواء الشمالي في الجيش وبالمسؤولية عن جريمة قتل الأطفال والنساء خلال عملية اغتيال صلاح شحادة وجرائم عمليات الاجتياح الكبرى للضفة الغربية وقطاع غزة سنة 2002 عندما كان رئيسا لأركان الجيش. * الجنرال شاؤول موفاز، وزير النقل الحالي: متهم بالمسؤولية عن جرائم الجيش خلال فترته كرئيس أركان الجيش ثم وزير الدفاع ومسؤوليته عن الاغتيالات بحق الفلسطينيين وعن الاجتياح في الضفة والقطاع، حيث قتل 500 وجرح 1500 فلسطيني. ويدعو أصحاب هذا الموقع، كل من يريد أن ينضم الى الدعوى ولديه معلومات مجدية للدعوى ضد المتهمين، أن يجد اتصالا مع المركز الحقوقي في لاهاي. جدير بالذكر ان السلطات الاسرائيلية تقلل من شأن هذه الدعاوى وتقول انها ستنتهي بلا أي اتهام أو عقاب. ولكنها في الحقيقة تتخذ عدة اجراءات لمواجهتها في القضاء. على سبيل المثال فإن المستشار القضائي لوزارة الخارجية الاسرائيلية منع ليفني من السفر الى بلجيكا، أمس، قبل التيقن من انه لا يوجد أمر اعتقال ضدها. وقررت قيادة الجيش منع نشر أسماء قادة السرايا والفرق والألوية التي شاركت في حرب غزة، خوفا من تقديمهم الى المحاكمة. هؤلاء إرتكبوا جرائم حرب في غزة، والرقابة العسكرية الإسرائيلية تستبعد أسماءهم من الاعلام: آيال أيزنبرج، عيدو نحوشتن، آفي فيلد، ويوآف جلنت أصدرت الرقابة العسكرية في إسرائيل تعلميات مشدده لجميع وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية في إسرائيل، بعدم نشر أسماء الجنود والقادة الذين شاركوا في عمليات "الرصاص المسكوب" في قطاع غزة، والتي بدأت في السابع والعشرين من ديسمبر 2008، وإستمرت ثلاثة أسابيع، إرتكب خلالها الجيش الإسرائيلي مجازر وإنتهاكات خطيرة، ربما لم تحدث من قبل في التاريخ المعاصر، الأمر الذي دفع العديد من المنظمات الحقوقية وشخصيات قانونية حول العالم، بالعمل على مقاضاة قادة إسرائيليين أمام محاكم دولية كمجرمي حرب. هذا وهناك حالة من القلق الفعلي في كل من وزارة الدفاع الإسرائبلية ووزارة العدل، من صدور أحكام قضائية في حق قادة وجنود ممن شاركوا في العدوان، أو وزراء المجلس الأمني – السياسي الذين قادوا الحرب من خلال حزمة من الأوامر تشمل بدء العمليات، ثم التصويت على إستمرارها، ثم إتخذا قرار وقف إطلاق النار أحداي الجانب، على رأسهم رئيس الحكومة إيهود اولمرت، وزير الدفاع إيهود باراك، وزيرة الخارجية تسيبي ليفني. وقد جاء قرار الرقابة العسكرية التابعة للجيش الإسرائيلي بعد مشاروات مع المستشار القضائي للحكومة "ميني مزوز"، ورئيس هيئة النيابة العسكرية العميد "أفيحي مندل بليت" ورئيس الأركان اللواء جابي أشكنازي، الذي كان له دور في إستصدار قرار الرقابة العسكرية. ويشمل القرار حظر نشر الأسماء الحقيقة أو صور الجنود أو قادة الأسلحة والوحدات التي أدارت العمليات وشاركت ميدانيا في القتال، كما يشمل القرار عدم الحديث عن "بطولات" من وجهة النظر الإسرائيلية والربط بينها وبين ضابط أو قائد معين، لأن الأمر بالنسبة للعالم وبالأخص العالم العربي ليس بطولة، ولكنه جريمة حرب. من جانب آخر تم تكليف وزير العدل الإسرائيلي "دانيال فريدمان" بالوقوف على رأس طاقم قانوني، لإعداد وثائق وملفات ضد جميع الأطراف التي تعتبرها إسرائيل طرفا في الحرب، وهي خطوات إستباقية تهدف إلى تشتيت أي محاولات لإستصدار أحكام ضد قادة الحرب في إسرائيل، على أساس إرتكابهم جرائم ضد الإنسانية. هذا وقد بدأ الوزير فريدمان بعقد إجتماعات مع شخصيات قانونية في إسرائيل بهدف إيجاد "مخرج" قانوني إستباقي يبرر إستهداف آلاف المدنيين في قطاع غزة أثناء العمليات العسكرية، خاصة في أعقاب تأكيد "ريتشارد فولك" على أن هناك دلائل كثيرة على إنتهاك إسرائيل للقانون الدولي، وإرتكابها جرائم حرب. و تنشر (الرأي) أسماء أبرز قادة وجنرالات إسرائيل الذين خططوا ونفذوا العدوان (عسكريا)، والذي يمثل جريمة حرب تستدعي ملاحقتهم قضائيا، هذا بالإضافة إلى القادة السياسيين الذين يعرفهم الجميع: - شملت القيادة العسكرية للعدوان الإسرائيلي على غزة، كل من وزير الدفاع إيهود باراك، ورئيس أركان الجيش اللواء جابي أشكنازي، وقائد القطاع الجنوبي اللواء "يوآف جلنت"، وقائد لواء غزة العميد "آيال أيزنبرج". كما تم العدوان بمشاركة قادة أسلحة وأذرع الجيش الإسرائبلي، وعلى رأسهم سلاح الجو، والذي إرتكب العديد من المجازر، يتحمل مسئوليتها بالإضافة إلى الجنود الذين شاركوا فيها كل من: - قائد سلاح الجو الإسرائيلي اللواء (عيدو نحوشتن)، والذي قاد مباشرة عمليات الرصاص المسكوب، بالإضافة إلى قائد السلاح السابق العميد (إيلي شكيدي) الذي كان قد شارك في الإعداد للعدوان مسبقا، كما يشمل سلاح الجو عدد من الأذرع التي شاركت في هذا العدوان، وهي: 1- قيادة قاعدة حتسور الجوية: بقيادة العقيد (أريئيل بريكمان). 2- قيادة الأسراب الجوية: وهي المسئولة المباشرة عن تنفيذ المهام بقيادة العميد (نمرود شابير). 3- رئاسة أركان سلاح الجو بقيادة العميد (يوحنان لوكر). 4- شعبة التخطيط بقيادة اللواء (أمير أشال). - سلاح المشاة الإسرائيلي: عمل سلاح المشاة تحت قيادة اللواء (آفي مزراحي) قائد القوات البرية، والذي يضم عدد من الألوية هي: 1- لواء جفعاتي: بقيادة (إيلان مالكا). 2- لواء جولاني: بقيادة (آفي فيلد) 3- لواء المظليين: بقيادة (هارتسي هاليفي) 4- لواء كافير: بقيادة (إيتي فيروف) 5- لواء ناحال: بقيادة (موتي باروخ) - سلاح البحرية: نفذ سلاح البحرية الإسرائيلي العديد من الإعتداءات على القطاع، وقصف عدد كبير من الأهداف وقتل وأصاب الكثير من المدنيين ودمر الكثير من المباني، ويقود السلاح اللواء (إيلي ماروم). - سلاح الهندسة القتالية: وهو سلاح تابع للمشاة، وقد نفذ العديد من عمليات الإقتحام بهدف تطهير الأرض أمام القوات المتقدمة، سواء من الألغام أو إكتشاف الأنفاق أو الأفراد، ويضم ثلاث كتائب هي ( الكتيبة601 آساف، الكتيبة 603 لهاف، الكتيبة 605 ماحاتس)، بالإضافة إلى وحدة الهندسة للمهام الخاصة "يهلوم". ويقود السلاح العقيد (موشي شلي كوهين). - سلاح المدرعات: يعتمد سلاح المدرعات الإسرائيلي في الأساس على معداته التي يأتي على رأسها الدبابه "ميركافاه"، ويعتبر أحد أهم الأذرع التابعة للمشاة، حيث شارك في قصف العديد من المناطق السكنية وقتل الكثير من المدنيين، ويقود السلاح اللواء (أجاي يحزقيئيل)، ويتحمل جانب كبير من الجرائم اللواء المدرع 401، بقيادة العقيد (يجال سلوفيك). - سلاح المدفعية: أحد أهم أذرع الجيش الإسرائيلي التي شاركت في قصف العديد من المواقع السكنية وقتلت الكثير من الفلسطينيين المدنيين، حيث إعتمد على قصف أهداف بزعم تدمير البنية الأساسية للمقاومة، وشملت مهامه دعم القوات المتقدمة من خلال القصف المدفي الكثيف لتطهير مواقع المقاومة، وقصف مواقع المقاومة بالقذائف متوسطة وبعيدة المدى، وتسبب في قتل وإصابة المئات من المدنيين، ويقود سلاح المدفعية العميد (ميشيل بن باروخ). - الذراع الإستخباراتي: سلاح الإستخبارات الحربية (آمان) بقيادة عاموس يدلين ايهود أولمرت "مطلوب" نشر موقع "إسرائيلي" يتبع إحدى منظمات حقوق الإنسان، أوامر اعتقال ضد 15 شخصية شاركت في جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية في فلسطين ولبنان منذ العام ،2001 حينما أبرمت معاهدة روما. مذكرات الاعتقال موجهة الى محكمة الجنايات الدولية وتتعلق بكل من رئيس الوزراء ايهود أولمرت ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني ووزراء الحرب: ايهود باراك، عمير بيرتس، شاؤول موفاز، وبنيامين بن اليعزر، ونائب وزير الحرب ماتان فلنائي ورئيسي "الشاباك" آفي ديختر ويوفال ديسكين، رؤساء الاركان غابي أشكنازي، دان حلوتس، موشيه يعلون وقائد الجبهة الجنوبية السابق دورون الموغ وقائد سلاح الجو السابق اليعزر شيكدي ورئيس مجلس الأمن القومي السابق الجنرال غيورا آيلاند. هنا نموذج المذكرة الموجهة ضد ايهود أولمرت: أمر اعتقال ضد إيهود أولمرت وفق معاهدتي جنيف وروما. التهمة: جرائم الإنسانية وجرائم حرب. ايهود أولمرت في 12 تموز 2006 أمر المشتبه به بقصف مدن ومناطق مأهولة في لبنان بالطائرات والمدافع، وهو قصف استمر 34 يوما. ولأن القصف استهدف مناطق مأهولة فإنه يعتبر جريمة حرب وفق القانون الدولي. وقتل في القصف الذي تلاه هجوم بري أمر بهما المشبوه حوالي 1200 إنسان وجرح حوالي 4400. وفي هذا الإطار أمر المشبوه بإطلاق عدة آلاف من القذائف العنقودية نحو مناطق واسعة ومأهولة في لبنان وهو ما تحظره المعاهدات الدولية. وبالإجمال أطلقت حوالي مليون قنبلة صغيرة أدت بعد الحرب إلى مقتل 30 شخصا وإصابة 215 بينهم 90 طفلاً. في صيف 2007 أمر المشبوه بفرض حصار على حوالي 1،5 مليون شخص من سكان قطاع غزة، ومنع عنهم الغذاء، المياه، الكهرباء، والدواء، وهو ما يحظره القانون الدولي صراحة. وفي ديسمبر/كانون الأول 2008 أمر المشبوه بالإغارة جوا وبعد ذلك برا على سكان غزة، وزرع الدمار الكبير وقتل أكثر من 1200 شخص بينهم مئات الأطفال. في 10 ديسمبر/كانون الأول 2008 قدمت شكوى رسمية للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، هولندا، ضد المشبوه وضد آخرين بشبهة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية لدوره في حصار غزة. وفي مارس/آذار 2009 سيفقد المشبوه حصانته الدبلوماسية. مناحم بيجين .. إرهابي مع سبق الإصرار !!!! في كتابه " الثورة " كتب المجرم - متباهياً بجريمته - يقول : " إن مذبحة دير ياسين أسهمت مع غيرها من المجازر الأخرى في تفريغ البلاد من العرب .. وأضاف يقول بمنتهى الوقاحة : لولا دير ياسين لما قامت إسرائيل " !! هو إرهابي مع سبق الإصرار و الترصد .. بل هو أحد كبار عتاة الإرهاب الصهيونى .. تشهد عليه مذابحه الدموية في فلسطين .. و عصاباته الوحشية التي كان يتزعمها لتصفية الوجود الفلسطيني على الأرض في الأربعينيات من القرن الماضي . و على الرغم من محاولاته تجميل صورته ، بعد ارتدائه عباءة السياسيين كرئيس الوزراء السادس في تاريخ الكيان الصهيوني ، و فوزه بجائزة نوبل للسلام ، بعد توقيعه معاهدة سلام مع مصر في كامب ديفيد ، إلا أن كل هذه المحاولات باءت بالفشل ، حيث لم تنجح في إخفاء صورة الإرهابي الكامنة داخله !! وقد أورد أ. هابر مؤلف كتاب : " مناحيم بيغن .. الرجل والأسطورة " الصادر في نيويورك عام 1979 في الصفحة 385 على لسان بن جوريون : إن بيجن ينتمي دون شك إلى النمط الهتلري ، فهو عنصري على استعداد لإبادة كل العرب " لتحقيق حلمه بتوحيد إسرائيل ، وهو مستعد لإنجاز هذا الهدف المقدس بكل الوسائل " !! ولد مناحم بيجين عام 1913 في مدينة بريست لتوفيسك في روسيا, وبعد أن أكمل تعليمه الأول سافر إلى بولندا والتحق بجامعة وارسو؛ حيث حصل فيها على شهادة عليا في الحقوق, وفي ذلك الوقت انضم إلى حركة البيتار الصهيونية في بولندا. وفي عام 1940 اعتقلته السلطات السوفييتية بتهمة التجسس, ثم أُطلق سراحه والتحق بالجيش البولندي العامل في الاتحاد السوفييتي. سافر إلى فلسطين عام 1942 وتولى قيادة فرع المنظمة هناك، وفي العام التالي أصبح رئيسًا لحركة الأرجون (إحدى المنظمات الإرهابية الصهيونية). في عام 1944 أعلنت الأرجون معارضتها لسياسة الانتداب البريطاني في فلسطين؛ لأنها كانت تفرض شروطًا على الهجرة اليهودية إليها. في 9 أبريل عام 1948- قبل شهر وبضعة أيام من إعلان قيام إسرائيل- أقدمت منظمة الأرجون برئاسة مناحم بيجين بالاشتراك مع منظمة شتيرن ليحي برئاسة إسحق شامير على القيام بمذبحة في قرية دير ياسين؛ من أجل السيطرة على الأوضاع في فلسطين؛ تمهيدًا لإقامة الدولة اليهودية. وكان العرب في ذلك الوقت يحرزون الانتصارات المتوالية على اليهود بزعامة البطل الفلسطيني عبد القادر الحسيني؛ لذلك فقد كان اليهود في حاجة لانتصار "من أجل كسر الروح المعنوية لدى العرب ورفع الروح المعنوية لدى اليهود" على حد قول أحد ضباط اليهود. دخلت القوات اليهودية في فجر ذلك اليوم إلى قرية دير ياسين- وهي قرية صغيرة تقع على بُعد بضعة كيلو مترات من القدس يقطنها 400 شخص ولا يملكون إلا أسلحةً قديمةً يعود تاريخها إلى الحرب العالمية الأولى؛ حيث دخلت قوات الأرجون من شرق وجنوب القرية، بينما دخلت قوات شتيرن من الشمال ليحاصروا القرية من كل جانب باستثناء الجانب الغربي وليفاجئوا السكان وهم نائمون، وقد لاقى الهجوم مقاومة من سكان القرية في البداية وأدى إلى مصرع 4 وجرح 40 من المهاجمين. ولمواجهة صمود أهل القرية تم قصفها بمدافع الهاون لتسهيل مهمة المهاجمين, ومع حلول الظهيرة أصبحت القرية خاليةً تمامًا من أي مقاومة, ثم قامت قوات الأرجون وشتيرن "باستخدام الأسلوب الوحيد الذي يعرفونه جيدًا وهو الديناميت" على حد قول الكاتب الفرنسي باتريك ميرسييون، وتم تفجير القرية بيتًا بيتًا, وبعد نفاذ المتفجرات قاموا "بتنظيف المكان" من العناصر المتبقية من المقاومة عن طريق القنابل والمدافع الرشاشة؛ حيث كان يتم إطلاق النيران على كل من يتحرك داخل المنازل من رجال أو نساء أو أطفال أو شيوخ، وتم إيقاف العشرات إلى الحوائط وإطلاق النار عليهم بلا رحمة. وعلى مدى يومين متتاليين قامت القوات اليهودية بأعمال تعذيب سادية، وتم منع مبعوث الصليب الأحمر من دخول القرية لأكثر من يوم، وقام أفراد الهاجاناه الذين احتلوا القرية بتفجير الجثث لتضليل الهيئات الدولية والإيحاء بأن الضحايا لقو حتفهم في صدامات مسلحة!! وأرسل مناحم بيجين برقية تهنئة إلى رعنان قائد الأرجون المحلي, قال فيها: تهنئتي لكم على هذا الانتصار العظيم.. قل لجنودك إنهم صنعوا التاريخ في إسرائيل، وفي كتابه (الثورة) كتب بيجين: إن مذبحة دير ياسين أسهمت مع غيرها من المجازر الأخرى في تفريغ البلاد من 650 ألف عربي، وأضاف: لولا دير ياسين لما قامت إسرائيل. كما قامت قوات الأرجون برئاسة بيجين بنسف فندق الملك داود- مقر قيادة القوات البريطانية- عام 1946، واشتركت مع منظمة شتيرن في اغتيال الكونت السويدي فولك برنادوت من العائلة السويدية المالكة ورئيس الصليب الأحمر السويدي الذي اختارته الأمم المتحدة ليكون وسيطًا للسلام بين العرب والإسرائيليين. و تعد عملية نسف الفندق من العمليات الخطيرة ، التي نفذها بيجين و عصاباته لأسباب تتعلق بخطة تستهدف الإسراع باغتصاب فلسطين ، بعد دفع الانجليز بالخروج منها . و تفاصيل الهجوم ، و من قبلها توقيته تدل على ذلك . فقد اهتزت مدينة القدس اهتزازا عنيفا ومدويا عندما انفجرت شحنات ناسفة في فندق الملك داود ، بعد ظهر أحد أيام صيف عام 1946.. وتم تدمير جناح كامل من الفندق ، ولقي 91 شخصا مصرعهم ، وأصيب46 آخرون في تلك العملية الإرهابية التي خطط لها مناحم بيجين زعيم عصابة أرجون الصهيونية. وانفرجت أسارير بيجين لنجاح عمليته الإرهابية ، ولوح بقبضة يده, وهو يصرخ قائلا: أنا أقاتل.. فأنا إذن موجود.. ثم كتب بخط يده المخضبة بالدماء تفاصيل عملية نسف الفندق في كتابه الشهير الثورة.. وأسهب في وصف جريمته ، عندما ذكر أن قطع الحجارة تطايرت لقتل المارة, وأصابتهم بإصابات بالغة.. وقذفت الأنقاض المتطايرة أحد المسئولين البريطانيين, فارتطم بحائط المبني المقابل للفندق.. وكان مناحم بيجين قد خطط ودبر عملية نسف فندق الملك داود, ليوجه ضربة لسلطة الانتداب البريطاني في فلسطين, ذلك أن المسئولين البريطانيين كانوا يتخذون من جناح بالفندق مركزا إداريا لهم.. وقد استهدف بيجين دفع سلطة الانتداب لكي تغادر فلسطين, وتتركها فريسة للصهاينة.. وهو ما حدث بعد نحو عامين من ذلك الحادث المروع . ولم يتردد مناحم بيجين في ارتكاب هذه الجريمة الإرهابية, التي أزعجت بريطانيا.. برغم أنها صاحبة وعد بلفور الصادر عام 1917 ، والذي يعد أول تآمر وتواطؤ من جانب دولة أوروبية وغربية كبري بمنح وطن لليهود في فلسطين!. ولكن بيجين لم يطق صبرا علي ما كان يعتبره مماطلة في رحيل سلطة الانتداب البريطاني.. ولذلك دبر عملية نسف الفندق.. وهي تكشف عن منهج العنف الدموي لزعماء الصهيونية.. وهو عنف كان يجاهر به فلاديمير جابوتنسكي.. ويحض عليه صباح مساء, وهو صاحب القول الشائع: إن التوراة والسيف أنزلا علينا من السماء. أما تزعم بيجين لعملية اغتيال الوسيط الدولي للأمم المتحدة الكونت فولك برنادوت و تنفيذ عصاباته للعملية بالاشتراك مع عصابات الهاغاناه فقد جاءت بسبب اقتراح برنادوت وضع حد للهجرة اليهودية ووضع القدس بأكملها تحت السيادة الفلسطينية ، فكان مصيره القتل على يد بيجين وعصابة أرغون التي يتزعمها !! و كان الكونت برنادوت -وهو من العائلة المالكة في السويد- قد ترأس الصليب الأحمر السويدي، واكتسب سمعة طيبة داخل القارة الأوروبية أهلته لأن يقوم بمهمة نقل عرض الاستسلام الألماني إلى الحلفاء عام 1945، وشارك في عمليات تبادل الأسرى في الحرب العالمية الثانية. واختارته منظمة الأمم المتحدة بعد انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين وسيطاً بين العرب واليهود، واستطاع أن يحقق الهدنة الأولى في فلسطين في 11يونيو عام 1948، وتمكن بعد مساع لدى الجانبين العربي والإسرائيلي من الدعوة إلى مفاوضات رودس التي جرت نهاية عام 1948. وقدم عدة اقتراحات للأمم المتحدة في 27يونيو 1948 أغضبت اليهود وكان من أهمها: * ينشأ في فلسطين بحدودها التي كانت قائمة أيام الانتداب البريطاني الأصلي عام 1922 (وفيها شرق الأردن) اتحاد من عضوين أحدهما عربي والآخر يهودي، وذلك بعد موافقة الطرفين اللذين يعنيهما الأمر. * تجرى مفاوضات يساهم فيها الوسيط لتخطيط الحدود بين العضوين على أساس ما يعرضه هذا الوسيط من مقترحات، وحين يتم الاتفاق على النقاط الرئيسية تتولى لجنة خاصة تخطيط الحدود نهائياً. * يعمل الاتحاد على تدعيم المصالح الاقتصادية المشتركة وإدارة المنشآت المشتركة وصياغتها بما في ذلك الضرائب والجمارك، وكذا الإشراف على المشروعات الإنشائية وتنسيق السياسة الخارجية والدفاعية. * يكون للاتحاد مجلس مركزي وغير ذلك من الهيئات اللازمة لتصريف شؤونه حسبما يتفق على ذلك عضوا الاتحاد. * لكل عضو حق الإشراف على شؤونه الخاصة بما فيها السياسة الخارجية وفقاً لشروط الاتفاقية العامة للاتحاد. * تكون الهجرة إلى أراضي كل عضو محدودة بطاقة ذلك العضو على استيعاب المهاجرين، ولأي عضو بعد عامين من إنشاء الاتحاد الحق في أن يطلب من مجلس الاتحاد إعادة النظر في سياسة الهجرة التي يسير عليها العضو الآخر، ووضع نظام يتمشى والمصالح المشتركة للاتحاد. وفي إحالة المشكلة إذا لزم الأمر إلى المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة، ويجب أن يكون قرار هذا المجلس مستنداً إلى مبدأ الطاقة الاستيعابية وملزماً للعضو الذي تسبب في المشكلة. * كل عضو مسؤول عن حماية الحقوق المدنية وحقوق الأقليات، على أن تضمن الأمم المتحدة هذه الحقوق. * تقع على عاتق كل عضو مسؤولية حماية الأماكن المقدسة والأبنية والمراكز الدينية، وضمان الحقوق القائمة في هذا الصدد. * لسكان فلسطين إذا غادروها بسبب الظروف المترتبة على النزاع القائم الحق في العودة إلى بلادهم دون قيد، واسترجاع ممتلكاتهم. *وضع الهجرة اليهودية تحت تنظيم دولي حتى لا تتسبب في زيادة المخاوف العربية. * بقاء القدس بأكملها تحت السيادة العربية مع منح الطائفة اليهودية في القدس استقلالا ذاتيا في إدارة شؤونها الدينية. * إضافة بعض التعديلات الحدودية بين العرب واليهود، منها ضم النقب إلى الحدود العربية والجليل إلى الدولة الإسرائيلية. وقد أثارت تلك الاقتراحات حفيظة اليهود فاتفقت منظمتا أرغون التي يرأسها مناحيم بيغن وشتيرن برئاسة إسحق شامير على اغتياله، ونفذت بالفعل عملية الاغتيال في 17 سبتمبر 1948، فمات عن عمر يناهز الـ 53 عاماً !! وقد سار بيجين علي درب جابوتنسكي.. واتخذ منه معلما وزعيما.. ولذلك هرع فور فوزه في انتخابات عام 1977, ووصول حزب الليكود اليميني المتطرف للسلطة لأول مرة.. لزيارة قبر جابوتنسكي.. وكان الجنرال أرييل شارون سعيدا ومبهورا بهذه الزيارة. فبعد صدور وعد بلفور في تشرين الثاني (نوفمبر) عام 1917 كانت استراتيجية الصهيونية الرئيسية هي خلق إنسان يهودي جديد يكون البذرة الرئيسية للدولة اليهودية في فلسطين، ويواجه كلا من البريطانيين والعرب بالقوة، ليرهب أعداء اليهود أنى وجدوا. وأنشأ جابوتنسكي تنظيمين عسكريين عملا سراً في فلسطين قبل وخلال وبعد الحرب العالمية الثانية، وهما الهاجاناه «الدفاع»، والأرجون تسفاي ليومي «المنظمة العسكرية الوطنية». وضمت قوة الهاجاناه بقايا الفيلق اليهودي الذي شكله جابوتنسكي بنفسه ليحارب في صفوف البريطانيين في الحرب العالمية الأولى ضد العثمانيين في الشرق الأوسط بعد أن أعادت الوكالة اليهودية في فلسطين تنظيمه وتسليحه لحماية المستوطنات الاستعمارية والتوسع فيها. أما الأرجون تسفاي ليومي فهي عصابة إرهابية صرفة تمثل الجناح المسلح للحركة الصهيونية المتشددة، وكرس رئيسها (مناحم بيجين) جهوده لتكون قوة ضاربة لترويع الفلسطينيين وشن حرب نفسية ضدهم تقترن باجتياح قراهم واغتيال المئات من سكانها دون تفرقة بين رجل أو امرأة أو طفل، ونسف وتدمير منازلهم، والتهجير الجماعي للآلاف من الفلسطينيين إلى خارج وطنهم بحدوده التاريخية المتعارف عليها منذ ما قبل بدء الحكم العثماني في القرن السادس عشر الميلادي. وشكل مناحم بيجين قوة ضاربة للاغتيالات الفردية والقتل الجماعي والتدمير بقيادة (إسحاق شامير) تحت اسم شتيرن، وهي التي نسفت فندق الملك داوود في القدس واغتالت لورد موين في القاهرة. يتبع ..... يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
أسامة الكباريتي بتاريخ: 18 سبتمبر 2009 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 18 سبتمبر 2009 (معدل) موشى ديان قائد عصابات صهيون!! شارك موشيه ديان في معظم الحروب العربية الإسرائيلية، فبدأ حياته عضوا في الهاغاناه قبل إنشاء الدولة العبرية، ثم قائدا للقوات التي احتلت اللد عام 1948، وقاد الجيش الإسرائيلي عام 1956 إبان العدوان الثلاثي على مصر، ثم ذاع صيته بعد هزيمة العرب في حرب 1967 إذ كان وقتها وزيرا للدفاع، واختتم حياته بعد أن شارك بفاعلية في مفاوضات السلام التي انتهت بالتوقيع على معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979. ولد موشيه صمويل ديان في مستوطنة "ديجانيا" بفلسطين عام 1915 لأبوين يهوديين هاجرا من أوكرانيا واستقر بهما المقام في فلسطين. تلقى ديان تعليمه الابتدائي في مستوطنة "نحلال" التي انتقلت أسرته إليها بعد أن ضاقت بالعيش على أسلوب الحياة الاشتراكية القاسي في مستوطنة ديجانيا والتي كان كل شيء فيها مشاعا عاما لساكني المستوطنة حتى المتعلقات الشخصية كالأمتعة والملابس. وبعد أن فرغ من تعليمه الأولي التحق بمدرسة الزراعة للبنات التي أنشئت خصيصا لتعليم المهاجرات الزراعة، فكان بذلك أول صبي يلتحق بتلك المدرسة. تزوج وهو في العشرين من عمره من روث شوارتز ابنة زفي شوارتز أحد المحامين الأغنياء في القدس وأنجب منها يائيل التي أصبحت فيما بعد كاتبة معروفة داخل المجتمع الإسرائيلي. يؤمن موشيه ديان بأن الدولة العبرية لم تقم على أنقاض فلسطين، ويعتبر الحدود بين دول الشرق الأوسط ليست شيئا مقدسا ويدعو إلى تعديلها بما يخدم المصالح الإسرائيلية ويخلق أمرا واقعا يصعب تغييره . وفي ذلك يقول" الحديث عن قداسة الحدود في هذه المنطقة مجرد هراء.. فلم تحدد الحدود بين فلسطين وسوريا إلا عام192 1، ولم تضم الضفة الغربية للأردن إلا بعد مؤتمر أريحا عام 1948، ولم تصبح سيناء ملكا لمصر إلا بعد الحرب العالمية الأولى، فالحدود في منطقتنا ليست شيئا مقدسا بل هي دائمة التغيير والتعديل". وينظر ديان إلى العرب نظرة سلبية ويرى أنهم يعيشون في عالم من الأوهام وأنهم كثيرو الحديث عن أمجاد الماضي لأنهم لا يجدون في حاضرهم عظماء يتحدثون عنهم. ويقول "يميل العرب إلى خداع أنفسهم وخداع غيرهم.. وهم يقومون بذلك عن غير عمد.. إنهم يعيشون في عالم من الأوهام كالذي يتعاطى الحشيش ليوهم نفسه بأنه يعيش في الفردوس... ويميل العرب إلى التحدث عن أمجاد الأجداد مثل صلاح الدين ومعارك حطين واليرموك.. وحينما يفعلون ذلك فإننا نبتسم لأنهم يرون أنفسهم في مرآة الماضي أما نحن فإننا نراهم في مرآة الحاضر.. ليتهم يسألون أنفسهم لماذا يتحدثون دوما عن عظماء ماضيهم ولا يجدون في حاضرهم أحدا من العظماء يتحدثون عنه؟!". انضم موشيه ديان في مطلع شبابه إلى "الهاغاناه" العصبة اليهودية المسلحة) وسرعان ما أصبح نائبا لقائد فصائل الميدان التي كان يقودها "إسحق صاديه" والتي تخصصت في الهجوم المفاجئ على الفلسطينيين، كما اشتهرت بإقامة المستوطنات اليهودية متحدية أوامر سلطات الانتداب. وقد ابتدع ديان - آنذاك - طريقة أطلق عليها "البرج والسور" إذ تستولي مجموعته على قطعة من الأرض تحت جنح الظلام وتنشئ عليها برجا للمراقبة وتنصب بعض الخيام وتحفر حولها الخنادق قبل أن تحيط كل ذلك بالأسلاك الشائكة. انضم ديان كذلك إلى جماعة "شباب ونجت" التي أنشأها ضابط المخابرات البريطاني أورد وينجت والتي تميزت بخفة الحركة والانقضاض السريع على المراكز العربية ليلا. في بداية الحرب العالمية الثانية انضم ديان إلى "البالماخ" وقبضت عليه سلطات الانتداب البريطاني وهو يدرب بعض الشبان اليهود تدريبا عسكريا، وهو ما كانت تعتبره عملا غير مشروع فحكمت عليه بالسجن خمس سنوات قضى بعضها في سجن قلعة عكا القديمة. أفرجت السلطات البريطانية عنه بعد أن قررت هي وفرنسا الحرة تحرير لبنان وسوريا من قوات حكومة فيشي بالتعاون مع بعض القوات اليهودية. فاستدعي ديان لقيادة إحدى الفصائل اليهودية، وفي إحدى العمليات العسكرية بلبنان عام 1941 فقد عينه اليسرى فاضطر إلى وضع العصابة السوداء التي اشتهر بها. اشترك موشيه ديان في حرب 1948 التي انتهت بإقامة دولة إسرائيل، فكان قائدا للقوات اليهودية التي احتلت اللد عقب انسحاب القوات العراقية والأردنية منها دون قتال، ثم عهد إليه بعد ذلك بقيادة قوات القدس، وقام أثناء ذلك بمفاوضات سرية مع الملك عبد الله الأول ملك المملكة الأردنية الهاشمية، وبعد انتهاء الحرب كان ديان عضوا بالوفد الإسرائيلي في مفاوضات رودس. أصدر ديفيد بن غوريون قرارا بتعيين موشيه ديان رئيسا لأركان حرب جيش الدفاع عام 1953 واستمر في هذا المنصب حتى تقاعده عن الخدمة بالجيش عام 1958. وإبان تلك الفترة أنشأ فرعين جديدين تابعين للجيش هما فرع المخابرات وفرع التدريب، وأبدى اهتماما خاصا كذلك بالقوات الجوية وقوات المظلات. وكان ديان بالاشتراك مع شمعون بيريز وراء صفقات الأسلحة الكبيرة التي حصلت عليها إسرائيل من فرنسا في تلك الفترة، كما قاد بنفسه الاتصالات التي تمت بين إسرائيل وكل من بريطانيا وفرنسا وكان الموجه الفعلي لها خاصة في النواحي العسكرية. وفي تلك الفترة تولى قيادة القوات الإسرائيلية المهاجمة لسيناء في العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، وقد أكسبته هذه الحرب شهرته الواسعة داخل العالم العربي. ترك ديان مؤقتا الجيش في عام 1958 والتحق بمدرسة القانون والاقتصاد في تل أبيب لدراسة الاقتصاد، ثم التحق بالجامعة العبرية في القدس حيث كانت ابنته يائيل تدرس بها. عمل موشي ديان بالسياسة بعد أن ترك الخدمة في الجيش، فالتحق بحزب ماباي عام 1959 وأصبح واحدا من أشهر أعضائه، ثم اختير وزيرا للزراعة في حكومة بن غوريون، وكان يتبع الأسلوب نفسه الذي كان يتبعه في وزارة الدفاع فأكثر من حركته بين المزارع والحقول وكان مما فعله آنذاك إسراعه بتنفيذ مشروع تحويل مياه نهر الأردن إلى صحراء النقب فأضاف آلاف الأفدنة إلى الرقعة الزراعية بإسرائيل. وبعد أن قدم بن غوريون استقالته آثر ديان الابتعاد قليلا عن المسرح السياسي، ثم عاد إليه مرة ثانية عضوا في حزب رافي الذي انشق بقيادة بن غوريون عن ماباي عام 1965. تصاعدت وتيرة الأحداث في الشرق الأوسط وتأزمت الأوضاع السياسية خاصة بعد أن أغلقت مصر مضايق تيران في البحر الأحمر أمام الملاحة الإسرائيلية وطلبت من قوات حفظ السلام الدولية مغادرة سيناء في محاولة من الرئيس جمال عبد الناصر تخفيف الضغط على الجبهة السورية التي جاءته أنباء من الاتحاد السوفياتي بتوجه حشود عسكرية إليها. وأثناء ذلك رضخ رئيس الوزراء الإسرائيلي ليفي أشكول لمطالب الجيش وقطاعات واسعة من الرأي العام الإسرائيلي الذين طالبوا باختيار موشيه ديان وزيرا للدفاع، ولم تمض أيام قليلة على الوزارة حتى كان العدوان قد بدأ وانتهى بنكسة عام 1967 وجنى ديان ثمار الانتصار رغم أن الاستعدادات العسكرية كانت مكتملة قبل توليه الوزارة. وقع اختيار صحيفة معاريف على موشيه ديان للذهاب إلى فيتنام عام 1965 لتغطية أحداث الحرب الأميركية هناك، وقد انتقده الكثيرون لقبول هذا العرض واعتبروا عمله مراسلا حربيا يحط من شأن الجيش الإسرائيلي الذي كان ديان في يوم من الأيام رئيسا لأركان حربه. فرد عليهم ديان موضحا أن سبب قبوله هو رغبته في الاطلاع على استخدام أحدث أنواع الأسلحة في ميدان القتال ليطور من معارفه العسكرية. وقبل السفر إلى هناك آثر الذهاب إلى باريس ولندن وواشنطن لمقابلة كبار القادة العسكريين والسياسيين والتحدث إليهم للإحاطة بأكبر قدر ممكن من المعلومات والخلفيات السياسية والعسكرية قبل السفر إلى فيتنام، وكان ممن قابلهم وأجرى حوارات مطولة معهم دي كاستري ومونتغومري ومكنمارا وماكسويل تايلور. تعرض موشيه ديان للوم الشديد في حرب 1973 بعد الانتصارات السريعة والمفاجئة التي حققها الجيش المصري، وتحت هذا الضغط قدم هو ورئيسة الوزراء الإسرائيلية غولدا مائير استقالتيهما عام 1974.لم يطل بقاء موشيه ديان خارج السلطة فقد اختاره رئيس الوزراء مناحيم بيغن عام 1977 وزيرا للخارجية، وحقق لإسرائيل انتصارات دبلوماسية لا تقل أثرا عن الانتصارات العسكرية التي شارك فيها من قبل وذلك كما وصفها هو بنفسه، فبعد عام واحد من توليه المنصب الجديد دخل في مفاوضات مباشرة مع إدارة الرئيس المصري السابق محمد أنور السادات في كامب ديفد انتهت بالتوقيع على أول اتفاقية للسلام بين إسرائيل ودولة عربية عام 1979. بعد عامين من تحقيق موشيه ديان نصرا دبلوماسيا بالتوقيع على اتفاقية سلام مع مصر جاءته المنية بعد إصابته بسرطان في القولون فمات في عام 1981 عن عمر يناهز 74 عاما. و بعد أن استعرضنا سيرة هذا الزعيم الصهيوني ، يجدر بنا هنا أن نتطرق إلى ما كتبه هذا الصقر اليهودي وزير الدفاع الإسرائيلى أثناء حرب أكتوبر في مذكراته عنها . قال موشى ديان فى مذكراته ( نقلا عن النص الحرفى الكامل الذى قدمه مكتب وزير الدفاع الإسرائيلى إلى اللجنة الخاصة بالتحقيق ، ثم إلى لجنة الدفاع بالكنيست، وأخيرا إلى رؤساء تحرير جميع الصحف الإسرائيلية لشرح الموقف العسكرى لهم – وهو ما رفضه الرقيب العسكرى على الإطلاق – وأعطى تعليمات صارمة بعدم نشر أى كلمة قالها ديان). قال ديان : " إنى أريد أن أصرح بمنتهى الوضوح بأننا لا نملك الآن القوة الكافية لإعادة المصريين إلى الخلف عبر قناة السويس مرة أخرى..إن المصريين يملكون سلاحا متقدما، وهم يعرفون كيفية استخدام هذا السلاح ضد قواتنا، ولا أعرف مكانا آخر فى العالم كله محميا بكل هذه الصواريخ كما هو فى مصر.. إن المصريين يستخدمون الصواريخ المضادة للدبابات وللطائرات بدقة ونجاح تام.. فكل دبابة إسرائيلية تتقدم نحو المواقع المصرية تصاب وتصبح غير صالحة للحرب. ويستطرد ديان ويقول: الموقف الآن هو أن المصريين قد نجحوا فى أن يعبروا إلى الشرق بأعداد من الدبابات والمدرعات تفوق ما لدينا فى سيناء.. والدبابات والمدرعات المصرية تؤيدها المدافع بعيدة المدى وبطاريات الصواريخ والمشاة المسلحون بالصواريخ المضادة للدبابات.. وعن السلاح الجوى الإسرائيلى يقول ديان" أن السلاح الجوى يواجه الكثير من المصاعب، وأن الخسائر فيه كانت الكثير من الطائرات والطيارين وذلك بسبب بطاريات الصواريخ والسلاح الجوى المصرى. ويضيف ديان: أننى أقول بمنتهى الصراحة بأننا لو كنا استمرينا فى محاولاتنا لدفع المصريين عبر القناة مرة أخرى لكانت الخسائر فى العتاد والرجال جسيمة لدرجة إن إسرائيل كانت ستبقى بلا أية قوة عسكرية تذكر.. ويستمر ديان فى الحديث قائلا إن المصريين يملكون الكثير من المدرعات وهم أقوياء.. وقد ركزوا قواهم طوال السنوات الماضية فى إعداد رجالهم لحرب طويلة شاقة بأسلحة متطورة تدربوا عليها واستوعبوها تماما.. ولهذا فإننا تخلينا عن خططنا الخاصة بدفع المصريين للخلف عبر قناة السويس، كما إننا تخلينا عن خطط الهجوم فى الجبهة المصرية مركزين قواتنا فى خطوط دفاعية جديدة..مؤكدا بذلك تخليه التام عن النقاط الحصينة فى خط بارليف الذى إنتهى كخط دفاعى للإسرائيليين . واعترف موشى ديان "ومازال الكلام هو النص الحرفى له" بالآتى: * أن الأهم بالنسبة للإسرائيليين والعالم الاعتراف بأننا لسنا أقوى من المصريين، وأن حالة التفوق العسكرى الإسرائيلى قد زالت وانتهت إلى الأبد، وبالتالى فإن النظرية التى تؤكد هزيمة العرب (فى ساعات) إذا ما حاربوا إسرائيل فهى خاطئة . * المعنى الأهم هو انتهاء نظرية الأمن الإسرائيلى بالنسبة لسيناء.. وعلينا أن نعيد دراساتنا وأن نعمل على التمركز فى أماكن دفاعية جديدة، لأن التفوق العسكرى المصرى فى سيناء لا يمكن مواجهته، وأنا لا أستطيع أن أقدم صورة وردية للموقف على الجبهة المصرية لأن الموقف بعيدا كل البعد عن الصور الوردية . * نحن أمام مهمتين "الأولى" هى بناء خطوط دفاعية جديدة، و"الثانية" هى إعادة استراتيجيتنا وبناء قوتنا العسكرية على أسس جديدة..لأننا الآن ندفع ثمنا باهظا كل يوم فى هذه الحرب.. فنحن نخسر يوميا عشرات الطائرات والطيارين والمعدات والدبابات والمدفعية بأطقمها .. فيكفى أننا على مدى الأيام الثلاثة الأولى من الحرب خسرنا أكثر من خمسين طائرة ومئات الدبابات. وينهى ديان كلامه بالقول "علينا أن نفهم أننا لا يمكننا الاستمرار فى الاعتقاد بأننا القوة الوحيدة العسكرية فى الشرق الأوسط.. فإن هناك حقائق جديدة علينا أن نتعايش معها.. و من أغرب ما يروى عن ديان هو ماكشفت عنه روت ديان ، أرملة وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق من أن سبب طلاقها الحقيقي منه هو زيارتها لأسيرات من حركة فتح. وقالت روت ديان ، وفق المذكرات التي أوردها محرر نشرة "المشهد الإسرائيلي"، "زرت مدينة نابلس بعد احتلالها في العام 1967 وقدمت الألعاب لمؤسسة عربية كانت ترعى الأولاد المعاقين والأيتام". وأضافت : "فور وصولي إلى نابلس عام 1970 بسيارة محملة بالألعاب زرت مقر الحاكم العسكري الإسرائيلي وتناولت وجبة الغداء هناك وزرت سجينات فلسطينيات انتمين إلى حركة فتح.ولما عدت للبيت أعددت لموشيه الطعام في المساء وأخبرته أنني عازمة على مرافقة صديقتي لمشاهدة مسرحية في يافا وعندها أجاب غاضبا بعد أن علم بزيارتي لنابلس بواسطة الجيش: كيف تقدمين على زيارة "مخربات" فلسطينيات قمت بنفسي بإصدار التعليمات باعتقالهن؟". وتابعت : "عندها نشب نقاش بيننا وبشكل عفوي دعوته إلى تقديم طلب للطلاق إذا لم تعجبه تصرفاتي، ولما عدت من يافا وجدته قد طلب إلى محاميه الشروع في إجراءات الطلاق وانفصلنا. هذه هي الحقيقة خلافا لما اعتقده الجمهور الواسع الذي ظن أن الطلاق وقع على خلفية معاقرته النساء علما أنني كنت أعلم بعلاقاته الغرامية وكنت أتعامل مع الموضوع بتسامح". وروت ديان أنها تجاوزت الثمانين من عمرها و لا تزال نشيطة في تقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين الذين أمضى زوجها عقودا في محاربتهم. وردا على سؤال حول ما إذا كانت نادمة أجابت بالنفي، مؤكدة على أهمية الحرية بالنسبة لها، لافتة إلى أنه هو أيضًا غيّر توجهاته السياسية في آخر أيامه. وأضافت "في كتابه "محطات على الطريق" كتب موشيه أنه يؤيد إعادة الأراضي الفلسطينية المحتلة وقد تميّز بقدرته على تغيير أفكاره كما تجلى في موقفه من منطقة شرم الشيخ التي أوضح تغيير موقفه حيالها بالقول "حمار من لا يغير رأيه" بعدما صرح مرات عديدة أن شرم الشيخ بدون سلام أفضل من السلام بدون شرم الشيخ"، وذلك في إشارة واضحة إلى معارضته للانسحاب من تلك المنطقة وإعادتها لمصر تم تعديل 18 سبتمبر 2009 بواسطة أسامة الكباريتي يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
أسامة الكباريتي بتاريخ: 19 سبتمبر 2009 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 19 سبتمبر 2009 (معدل) لورد روتشيلد .. المال عندما يصنع دولة !!!! استطاع هذا الزعيم الصهيوني المجرم عبور كل الحواجز و الموانع بماله و نفوذه لينفذ المشروع الشيطاني الصهيوني !! " وزارة الخارجية 2 من نوفمبر 1917 عزيزي اللورد " روتشلد " يسرني جدًّا أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة صاحب الجلالة التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عرض على الوزارة وأقرّته: إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يكون مفهومًا بشكل واضح أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين،ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى. وسأكون ممتنًا إذا ما أحطتم اتحاد الهيئات الصهيونية علمًا بهذا التصريح." المخلص آرثر بلفور كان هذا هو نص الرسالة المشئومة ، التي أرسلها وزير خارجية بريطانيا أرثر بلفور في الثاني من نوفمبر1917 إلى الأخطبوط اليهودي اللورد روتشيلد ، الذي دفع مقابله أشهر رشوة في التاريخ تقدم لعائلة مالكة ، و حكومة انتهازية ، و التي أصطلح على تسميتها - تاريخياً - بـ " وعد بلفور " ، و اتخذت منه الحركة الصهونية العالمية مستنداً قانونيا ، تدعم به مطالبها بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين .. فمن هو روتشيلد الذى تلقى الرسالة ؟ لورد روتشيلد هو جزء من عائلة صهيونية عتيدة .. تبدأ قصة هذه العائلة بمؤسسها " إسحق إكانان " ، ولقَب "روتشيلد" يعني "الدرع الأحمر"، في إشارة إلى "الدرع" الذي ميز باب قصر مؤسس العائلة في فرانكفورت في القرن 16، وكان والده "ماجيراشيل روتشيلد" يعمل تاجراً للعملات القديمة- وعمل على تنظيم العائلة ونشرها في مجموعة دو ل ، وتأسيس كل فرع من العائلة لمؤسسة مالية ، وتتواصل هذه الفروع وتترابط بشكل يحقق أقصى درجات النفع والربح على جميع الجالية اليهودية فى العالم كله . وكانت بيوت روتشيلد تنضم مع سياسة البلاد ، التى تسكنها أثناء الحروب النابليونية في أوروبا ، حتى كان الفرع الفرنسي يدعم نابليون ضد النمسا وإنجلترا وغيرها، بينما فروع روتشيلد تدعم الحرب ضد نابليون في هذه الدول ، ولكنها فى النهاية تهتم بمصلحة اليهود , وهذا يدل على ما تأصل في الشخصية اليهودية من دهاء و مكر و خديعة !! لذا فقد أرسل أولاده الخمسة إلى إنجلترا، وفرنسا، وإيطاليا، وألمانيا، والنمسا، وكان الرجال لا يتزوجون إلا من يهوديات حسب عادة اليهود ، ولا بد أن يكنَّ من بيوتات ذات ثراء ومكانة. فمثلاً تزوج مؤسس الفرع الإنجليزي "نيثان ماير روتشيلد" من أخت زوجة "موسى مونتفيوري" الثري والمالي اليهودي ، وزعيم الطائفة اليهودية في إنجلترا. بينما تسمح القواعد بزواج البنات من غير اليهود لزيادة أعداد اليهود وإنتشارهم ، لأن الديانة في اليهودية تنتقل عن طريق الأم،، ووضع "ماجيراشيل روتشيلد" قواعد لـ"تبادل المعلومات في سرعة، ونقل الخبرات المكتسبة" من التعاملات والاستثمارات بين الفروع. و قد استثمرت بيوت روتشيلد ظروف الحروب النابليونية في أوروبا، وذلك بدعم آلة الحرب في دولها، واستطاعت من خلال ذلك تهريب البضائع بين الدول وتحقيق مكاسب هائلة. وحدث أن انتهت موقعة "ووترلو" بانتصار إنجلترا على فرنسا، وعلم الفرع الإنجليزي من خلال شبكة المعلومات بهذا قبل أي شخص في إنجلترا كلها، فما كان من "نيثان" إلا أن جمع أوراق سنداته وعقاراته في حقيبة ضخمة، ووقف بها مرتديًا ملابس رثة أمام أبواب البورصة في لندن قبل أن تفتح أبوابها، ورآه أصحاب الأموال، فسألوه عن حاله، فلم يجب بشيء. وما إن فتحت البورصة أبوابها حتى دخل مسرعًا راغبًا في بيع كل سنداته وعقاراته، ولعلم الجميع بشبكة المعلومات الخاصة بمؤسسته، ظنوا أن معلومات وصلته بهزيمة إنجلترا، ومن ثَم أسرع الجميع يريدون بيع سنداتهم وعقاراتهم، وأسرع "نيثان" من خلال عملائه السريين بشراء أكثر ما عرض من سندات وعقارات بأسعار زهيدة، وقبل الظهر وصلت أخبار انتصار إنجلترا على فرنسا، وعادت الأسعار إلى الارتفاع؛ فبدأ يبيع من جديد، وحقق بذلك ثروة طائلة، وبين مشاعر النصر لم يلتفت الكثيرون لهذه اللعبة الخبيثة. أما في جانب تبادل الخبرات، فقد كانت مؤسسات روتشيلد -على عادة المؤسسات اليهودية- تعمل بصورة أساسية في مجال التجارة والسمسرة، ولكن تجربة بناء سكة حديد في إنجلترا أثبتت فاعليتها وفائدتها الكبيرة لنقل التجارة من ناحية، وكمشروع استثماري في ذاته من جانب آخر، وبالتالي بدأت الفروع الأوروبية في إنشاء شركات لبناء سكك حديدية في كافة أنحاء أوروبا، ثم بنائها على طرق التجارة العالمية؛ لذا كان حثهم لحكام مصر على قبول قرض لبناء سكك حديدية من الإسكندرية إلى السويس. ومن ثم بدأت مؤسسات روتشيلد تعمل في مجال الاستثمارات الثابتة، مثل: السكك الحديدية، مصانع الأسلحة والسفن، مصانع الأدوية، ومن ثم كانت مشاركتها في تأسيس شركات مثل شركة الهند الشرقية، وشركة الهند الغربية، وهي التي كانت ترسم خطوط امتداد الاستعمار البريطاني، أو الفرنسي أو الهولندي أو غيره. وذلك على أساس أن مصانع الأسلحة هي التي تمد هذه الجيوش بالسلاح، ثم شركات الأدوية ترسل بالأدوية لجرحى الحرب، ثم خطوط السكك الحديدية هي التي تنشر العمران والحضارة، أو تعيد بناء ما هدمته الحرب و هكذا سنجد لآل روتشيلد باع طويل في الاستثمار في الحروب ، ومشوار أطول في دعم الكيان الصهيوني .. و حسب القاعدة التي اتبعها لورد روتشيلد و إخوته : فلنشعل الحروب و نجنى الملايين " ، كانت الحروب بالنسبة لهم استثمارا " تجارة السلاح " ، وديون الدول نتيجة للحرب استثمارًا " قروضًا " ، وإعادة البناء والعمران استثمارا " السكك الحديدية والمشروعات الزراعية والصناعية " !! ولذلك ، دبرت 100 مليون جنيه للحروب النابليونية، ومن ثم موّل الفرع الإنجليزي الحكومة الإنجليزية بمبلغ 16 مليون جنيه إسترليني لحرب القرم (هذا السيناريو تكرر في الحرب العالمية الثانية). كما قدمت هذه المؤسسات تمويلاً لرئيس الحكومة " ديزرائيلي " لشراء أسهم قناة السويس من الحكومة المصرية عام 1875 ، وفي نفس الوقت كانت ترسل مندوبيها إلى البلاد الشرقية مثل: مصر وتونس وتركيا لتشجيعها على الاقتراض للقيام بمشروعات تخدم بالدرجة الأولى استثماراتهم ومشروعاتهم وتجارتهم. ولحماية استثماراتهم بشكل فعال، تقدموا للحياة السياسية في كافة البلاد التي لهم بها فروع رئيسة، وصاروا من أصحاب الألقاب الكبرى بها (بارونات، لوردات .. إلخ). كما كان للأسرة شبكة علاقات قوية مع الملوك ورؤساء الحكومات؛ فكانوا على علاقة وطيدة مع البيت الملكي البريطاني، وكذلك مع رؤساء الحكومات، مثل: "ديزرائيلي"، و"لويد جورج"، وكذلك مع ملوك فرنسا، سواء ملوك البوربون، أو الملوك التاليون للثورة الفرنسية، وصار بعضهم عضوًا في مجلس النواب الفرنسي، وهكذا في سائر الدول، ثم نأتي إلى جانب آخر، وهو علاقتهم بإقامة دولة يهودية في فلسطين. لم يكن بيت روتشيلد مقتنعًا بمسألة الوطن القومي لليهود عند بدايتها على يد "هرتزل"، ولكن أمران حدثا غيّرا من توجه آل روتشيلد. أولاً: هجرة مجموعات كبيرة من اليهود إلى بلاد الغرب الأوروبي، وهذه المجموعات رفضت الاندماج في مجتمعاتها الجديدة، وبالتالي بدأت تتولد مجموعة من المشاكل تجاه اليهود، وبين اليهود أنفسهم؛ فكان لا بد من حل لدفع هذه المجموعات بعيدًا عن مناطق المصالح الاستثمارية لبيت روتشيلد. ثانيًا: ظهور التقرير النهائي لمؤتمرات الدول الاستعمارية الكبرى في عام 1907، والمعروف باسم تقرير "بازمان" -وهو رئيس وزراء بريطانيا حينئذ-، الذي يقرر أن منطقة شمال أفريقيا وشرق البحر المتوسط هي الوريث المحتمل للحضارة الحديثة -حضارة الرجل الأبيض-، ولكن هذه المنطقة تتسم بالعداء للحضارة الغربية، ومن ثم يجب العمل على: - تقسيمها. - عدم نقل التكنولوجيا الحديثة إليها. - إثارة العداوة بين طوائفها. - زرع جسم غريب عنها يفصل بين شرق البحر المتوسط والشمال الأفريقي. ومن هذا البند الأخير، ظهر فائدة ظهور دولة يهودية في فلسطين، وهو الأمر الذي استثمره دعاة الصهيونية.. وعلى ذلك تبنى آل روتشيلد هذا الأمر؛ حيث وجدوا فيه حلاً مثاليًا لمشاكل يهود أوربا. وكان "ليونيل روتشيلد" (1868- 1937 ) هو المسئول عن فروع إنجلترا، وزعيم الطائفة اليهودية في إنجلترا في هذا الوقت، وتقرب إليه كل من "حاييم وايزمان" -أول رئيس لإسرائيل فيما بعد- و"ناحوم سوكولوف"، ونجحا في إقناعه في السعي لدى حكومة بريطانيا لمساعدة اليهود في بناء وطن قومي لهم في فلسطين، وإمعانًا في توريطه تم تنصيبه رئيسًا شرفيًا للاتحاد الصهيوني في بريطانيا وأيرلندا. ولم يتردد "ليونيل"، بل سعى -بالإضافة لاستصدار التعهد البريطاني المعروف باسم وعد بلفور- إلى إنشاء فيلق يهودي داخل الجيش البريطاني خلال الحرب العالمية الأولى، وتولى مسئولية الدعوة إلى هذا الفيلق، وجمع المتطوعين له "جيمس أرماند روتشيلد" (1878-1957). كما تولى هذا الأخير رئاسة هيئة الاستيطان اليهودي في فلسطين، وتولّى والده تمويل بناء المستوطنات والمشاريع المساعدة لاستقرار اليهود في فلسطين، ومن أهم المشروعات القائمة حتى اليوم مبنى الكنيست الإسرائيلي في القدس. و يعتبر إدمونــد دي روتشـــيلد زعيم الفرع الفرنسي لعائلة روتشيلد المالية اليهودية، وهو أحد الأبناء الخمسة لجيمس ماير دي روتشيلد (1792 ـ 1868) مؤسس فرع العائلة في فرنسا. و ترجع أهميته لمساهمته الكبيرة في المشاريع الاستيطانية اليهودية في فلسطين في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين. و يلقب بعض المؤرخين البارون أدموند جيمس دي - روتشيلد بأنه " أبو السكان اليهود في أرض فلسطين " في أيام ما يسمونه بـ " الهجرة الأولى ". بدأ اهتمام إدموند جيمس روتشيلد بقضية يهود اليديشية وبعملية توطين اليهود في فلسطين في الثمانينيات من القرن التاسع عشر، وهي الفترة التي شهدت هجرة أعداد كبيرة من يهود شرق أوربا إلى غـربها وإلى الولايات المتحـدة وغـيرها من الدول الاستيطانية، عقب تعثُّر عملية التحديث في شرق أوربا ثم توقُّفها. وقد تحمَّس روتشيلد وغيره من أثرياء اليهود المندمجين في أوربا للمشروع الصهيوني نظراً لتخوفهم مما قد يخلقه تدفُّق هذه الأعداد الكبيرة من يهود شرق أوربا ذوي الثقافة اليديشية الشرق أوربية المتميِّزة (والمتخلفة في نظرهم) والتقاليد الدينية المحافظة ذات الطابع اليهودي الواضح على غرب ووسط أوربا. فوصول مثل هذه الجماعات من يهود اليديشية كان يمثل تهديداً لمكانتهم الاجتماعية ومواقعهم الطبقية، وبالتالي فقد تبنوا ما نسميه بـ " الصهيونية التوطينية " ، أي محاولة يهود العالم الغربي المندمجين توطين يهود آخرين (عادةً من شرق أوربا) في فلسطين. وقد عبَّر روتشيلد نفسه عن هذه المفارقة في ملاحظة طريفة ذكية، إذ سُئل مرة عن الوظيفة التي يود أن يشغلها عند تأسيس الدولة الصهيونية فقال: "سفيرها في باريس بالطبع". ولم يكـن روتشـيلد مؤيـداً أول الأمر لصــهيونية هرتزل السياسية، وقد اتسمت أول مقابلة بينهما في باريس عام 1896 بالفتور الشديد، بل كان يرى أن هرتزل ليس إلا " شنورر " أي متسولاً مثل آلاف المتسولين من شرق أوربا الذين كانوا يتدفقون على وسطها وغربها. كما أن روتشـيلد كان يذهـب إلى أن المشـروع الصهيوني برمتـه مشروع غير عملي، وأن فلسطين لن تستطيع استيعاب هجرة جماعية ضخمة. وكان يرى أنه بالرغم من حاجة السلطان العثماني إلى النقود إلا أنه لن يمنح فلسطين للصهاينة لتأسيس دولة فيها، وأنه سيكتفي بإعطاء بعض الوعود الغامضة التي لا قيمة لها. كما كان يخشى من أن تثير إقامة دولة يهودية مشاعر معادية لليهود وتؤدي إلى المطالبة بطـرد اليهــود من البـلاد التي يعيـشون فيها. لكـل هذا، كان روتشيلد يفضل أن تتم عملية الاستيطان في فلسطين بشكل هـادئ وتدريجـي. إلا أنـه مع توسُّع الاستيطان اليهودي في فلسطين، والذي تم تحت رعايته، ونجاح المشاريع المختلفة التي أسسها هناك، توطدت علاقته بالمنظمة الصهيونية، وخصوصاً بعد الحرب العالمية الأولى، حيث استخدم نفوذه للحصول على موافقة فرنسا على وعد بلفور وعلى إدخال فلسطين تحت الانتداب البريطاني. كما أن عملية توطين اليهود في فلسطين كان لها بعدها السياسي، فروتشيلد كان مرتبطاً بالمصالح الرأسمالية الإمبريالية الفرنسية التي كانت تريد توسيع رقعة نفوذها في الشرق وكانت تفكر بحماس شديد في التركة التي سيتركها رجل أوربا المريض (الدولة العثمانية). والمشروع الصهيوني هو في نهاية الأمر جزء من المخطط الإمبريالي لاقتسام الإمبراطورية العثمانية. وقد بدأ روتشيلد اهتمامه بأعمال الاستيطان اليهودي في فلسطين بعد أن توجهت إليه حركة أحباء صهيون التي كانت تتولى أعمال الاستيطان في فلسطين في تلك الفترة، كما توجه إليه زعماء مستوطنة ريشون لتسيون التي كانت تعاني أزمة مالية حادة مطالبين إياه بتقديم دعمه المالي لنشاطهم في فلسطين. وبالفعل، ما كان بوسع المستوطنات الأولى التي أقيمت في فلسطين الاستمرار لولا معونات روتشيلد. وقد وصل إنفاقه على المستوطنين خلال الفترة بين 1883 و 1899 نحو 1.600.000 جنيه إسترليني في حين كان إسهام حركة أحباء صهيون 87.000 جنيه إسترليني فقط. وقد اشترى روتشيلد أرضاً في فلسطين أواخر عام 1883 لإقامة مستوطنة زراعية نموذجية لحسابه الخاص أطلق عليها اسم والدته. كما أسس عدة صناعات للمستوطنين الصهاينة مثل صناعة الزجاج وزيت الزيتون، وعدداً من المطاحن في حيفا، وملاحات في عتليت . كما ساهم في تأسيس هيئة كهرباء فلسطين عام 1921. إلا أن أهم الصناعات التي أقامها وأوسعها نطاقاً كانت صناعة النبيذ التي كان يسعى روتشيلد إلى ربطها بصناعة النبيذ المملوكة لعائلة روتشيلد في فرنسا. وقد وصل حجم رعاية روتشيلد ودعمه للمستوطنات إلى الحد الذي أكسبه لقب «أبو اليشوف» أي أبو المُستوطَن الصهيوني. وحينما اختلف المستوطنون الصهاينة، حذَّرهم ليو بنسكر، أحد زعماء ومفكري حركة أحباء صهيون، قائلاً "إن مفاتيح المُستوطَن الصهيوني توجد في باريس". وكان روتشيلد يحكم المستوطنات من خلال جهاز بيروقراطي يشغله موظفون فرنسيون من اليهود وغير اليهود يراقب عمليات إنفاق أموال روتشيلد واستثمارها ويقدم الخبرات للمستوطنين في المجال الزراعي. وقد كانت هذه الرعاية البيروقراطية للمستوطنات مصدر مشاكل كثيرة ومثاراً للانتقادات الحادة نظراً لما كانت تثيره من خلافات بين المستوطنين من ناحية والموظفين الفرنسيين من ناحية أخرى. وقد دفع ذلك زعماء أحباء صهيون وزعماء المستوطنات إلى مطالبة روتشيلد بإنهاء هذا النظام عام 1901. وكان روتشيلد قد حوَّل إدارة مشاريعه في فلسطين عام 1899 إلى جمعية الاسـتيطان اليهودي وقدَّم لها منحة قدرها 4.000.000 فرنك من أجـل أن تموِّل نفســها ذاتياً. وفي عام 1924، أسس جمعية الاستيطان اليهودي في فلسطين والتي ترأسها ابنه جيمس أرماند (1878 ـ 1957). وقد أسَّس روتشيلد من خلال هذه الهيئة أكثر من 30 مستوطنة في جميع أنحاء فلسطين، ووصل حجم إنفاقه على هـذه المشـاريع بعد عام 1900 نحو 7.000.000فرنك ذهبي. وإلى جانب المشاريع الاقتصادية، امتد نشاط روتشيلد إلى مجال التعليم حيث قدَّم دعماً مالياً عام 1923 للمدارس الصهيونية في المُستوطَن الصهيوني والتي كانت تواجه أزمة مالية، كما أمد حاييم وايزمان بالمعونة اللازمة لإنشاء الجامعة العبرية في القدس. وفي عام 1929، عُيِّن روتشيلد رئيساً فخرياً للوكالة اليهودية التي كانت قد أُنشئت قبل ذلك بسنوات قليلة. ولا شك في أن دعم روتشيلد وغيره من الأثرياء اليهود للحركة الصهيونية، بصرف النظر عن النوايا أو المصالح الذاتية، كانت مسألة أساسية، لولاها ما قامت للحركة قائمة ولما اسـتطاعت أن تضـرب بجـذورها في أرض فلســطين. ويُعتبر روتشيلد نمطاً متكرراً له دلالة عميقة: * فهو من يهود العالم الغربي الذين حققوا حراكاً اجتماعياً ووصلوا إلى قمة المجتمع، ثم جاءت أفواج يهود اليديشية من شرق أوربا فهددوا مواقعهم الطبقية، ومن ثم تحوَّل يهود العالم الغربي إلى صهاينة توطينيين. * تأييد روتشيلد للمشروع الصهيوني لم يكن تعبيراً عن هويته اليهودية أو جوهره اليهودي وإنما هو تعبير عن انتمائه الكامل للحضارة الغربية وللتشكيل الاستعماري الغربي. كما أن صهيونيته هي تعبير عن انتمائه الغربي وعن اندماجه في الحضارة الغربية، فالمشروع الصهيوني لا يمثل أيَّ تحدٍّ للمشروع الاستعماري الغربي، فالأول هو الجزء الأصغر أما الثاني فهو الكل الأكبر. ويُلاحَظ أن روتشيلد كان يعارض المشروع الصهيوني في بادئ الأمر ثم أيده بعد ذلك. والواقع أنه، في معارضته ثم في تأييده، ينطلق من انتمائه للتشكيل الحضاري الغربي ومن محاولة خدمة المصالح الغربية. * قام روتشيلد بدعم المشروع الصهيوني، ولكنه دعم لم يكن يهدف إلى تأكيد استقلالية هذا المشروع إذ ظلت المفاتيح في باريس ولندن، بل يُلاحَظ تزايد اعتماد المشروع على الغرب ثم انتقال مفاتيحه إلى واشنطن. وهنـاك بعـض النـوادر التي تعبِّر عن مــوقف الصهاينة التوطينيين. فقد عرَّف أحدهم الصهيوني التوطيني (مقابل الاستيطاني) بأنه يهودي يأخذ تبرعات من يهودي آخر ويرسل بيهودي ثالث إلى أرض الميعاد. واليهوديان الأول والثاني من يهود العالم الغربي، أما الثالث فهو من يهود اليديشية. ولا يزال هذا هو النمط السائد في العالم، فيهود الاتحاد السوفيتي هم الذين يهاجرون إلى إسرائيل، أما يهود العالم الغربي فيكتفون بالتصفيق والدعم المالي والسياسي ويلزمون بيوتهم مكيفة الهواء. تم تعديل 19 سبتمبر 2009 بواسطة أسامة الكباريتي يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
أسامة الكباريتي بتاريخ: 19 سبتمبر 2009 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 19 سبتمبر 2009 لــورد شافتسـبري..صاحب الشعار الصهيوني الشهير !! هو أنتوني أشلي كوبر، لورد شافتسبري السابع. واحد من أهم الشخصيات الإنجليزية في القرن التاسع عشر، ومن أهم المصلحين الاجتماعيين. يقول عنه المؤرخ الإنجليزي تريفليان إنه كان يُعَدُّ أحد أهم أربعة أبطال شعبيين في عصره. وقد كان شافتسبري، بالإضافة إلى هذا، شقيق زوجة رئيس الوزراء بالمرستون الذي كان يثق فيه تماماً ويأخذ بمشورته. وقد كان شافتسبري زعيم حزب الإنجيليين. ولذا، فإننا نجد أن اليهود كانوا أحد الموضوعات الأساسية في فكره كما كانوا محط اهتمامه الشديد. وكان خطاب شافتسبري خليطاً مدهشاً من العناصر الاجتماعية والأساطير الدينية حيـث تَداخَل في عـقله الوقت الحاضر والزمان الغابر والتاريخ المقدَّس، وقد كان هذا الخطاب يَصدُر عن فكرة الشعب العضوي المنبوذ بشكل لم يتحقق كثيراً في كتابات أي صهيوني آخر (يهودياً كان أم غير يهودي). ينظر شافتسبري إلى اليهود من داخل نطاق العقيدة الألفية والاسترجاعية بعد علمنتها تماماً، فاليهود يكوِّنون بالنسبة إليه شعباً عضوياً مستقلاًّ وجنساً عبرياً يتمتع باستمرار لم ينقطع، ولكنهم لهذا السبب أصبحوا جنساً من الغرباء (المنبوذين) المتعجرفين سود القلوب المنغمسين في الانحطاط الخلقي والعناد والجهل بالإنجيل. وهم ليسوا سوى "خطأ جماعي". ولكل هذا، عارض شافتسبري مَنْح اليهود حقوقهم المدنية والسياسية في إنجلترا. ولكن ثمة علاقة عضوية بين هذا الشعب وبين بقعة جغرافية محددة هي فلسطين. ولهذا، فإن بَعْثهم لا يمكن أن يتم إلا هناك. كما أن عودتهم إلى هذه البقعة أمر ضروري حتى تبدأ سلسلة الأحداث التي ستؤدي إلى العودة الثانية للمسيح وخلاص البشر. وبرغم الديباجات الدينية فإن شافتسبري، شأنه شأن مسيحيي عصره العلمانيين، كان يؤمن بأن الوسيلة الإنسانية يمكن أن تحقق الأهداف الربانية (وهذا عكس الموقف المسيحي واليهودي التقليدي). وقد عبَّر شافتسبري عن هذه الازدواجية في الخطاب في عبارته: "إن أي شعب لابد أن يكون له وطن، الأرض القديمة للشعب القديم"، وهي صيغة علمانية خافتة لشعار "الأرض الموعودة للشعب المختار". ثم طوَّر هذا الشعار ليصبح "وطن بلا شعب لشعب بلا وطن"، فهو إذن صاحب الشعار الصهيوني الشهير. وقد نشر شافتسبري عام 1838 في مجلة كوارترلي ريفيو (وهي من أكثر المجلات نفوذاً في ذلك العصر) عرضاً لكتب أحد الرحالة إلى فلسطين. وقد بدأ المقال بالديباجة الدينية المعتادة عن قضية اليهود ثم تناول بعد ذلك تربة فلسطين ومناخها باعتبارها مناسبة لنمو محصـولات تتطلـبها احتيـاجات إنجـلترا مثل القطن والحرير وزيت الزيتون. ويبين شافتسبري أن كل المطلوب لإنجاز هذه العملية هو رأس المال والمهارة، وكلاهما سيأتي من إنجلترا، وخصوصاً بعد تعيين قنصل لإنجلترا في القدس إذ سيؤدى وجوده إلى زيادة أسعار الممتلكات. ثم يقترح عند هذه النقطة توظيف اليهود على أن يكون القنـصل البريطـاني الوسـيط بينهم وبين الباشــا العثمـاني، حتى يصبـحوا مرة أخــرى، مزارعين في يهوذا والجليل. وهذا الاقتراح يحوي بعض عناصر الصيغة الصيهونية الأساسية (شعب عضوي منبوذ ـ نافع ـ ينقل خارج أوربا ـ لتوظيفه لصالحها). ولكن أهم وثائق الصهيونية غير اليهودية وأكثرها شفافية (إذ تتضح فيها الصيغة الصهيونية الأساسية بكل وضوح وجلاء) هي الوثيقة التي قدَّمها شافتسبري إلى بالمرستون (25 سبتمبر 1840) لاسترجاع اليهود وحل المسألة الشرقية وتطوير المنطقة الممتدة من جهة الرافدين حتى البحر الأبيض المتوسط (وهي البلاد التي وعد الإله بها إبراهيم حسب أحد تفسيرات الرؤية التوراتية). ويؤكد شافتسبري في مقدمة المذكرة أن المنطقة التي أشار إليها آخذة في الإقحال بسبب التناقص في الأيدي العاملة، ولذا فهي تتطلب رأس مال وعمالة. ولكن رأس المال لن يأتي إلا بعد توفير الأمن. ولهذا، فلابد أولاً من اتخاذ هذه الخطوة، ثم يشير بعد ذلك إلى أن حب اختزان المال والجشع والبخل ستتكفل بالباقي، فهي من أهم دوافع الإنسان (الوظيفي)، ولذا فهي ستدفع به إلى أية بقعة يمكن أن يحقق فيها أرباحاً (ومثل هذه الضمانات ستشجع كل محب للمال عنـده الحمـاس التجـاري، أي أعضاء الجماعات الوظيفية). كل هذه المقدمات العامة تقود شافتسبري إلى الحديث عن «العنصر العبري» أو الشعب العضوي المنبوذ (باعتباره جماعة وظيفية استيطانية) ثم يقترح أن القوة الحاكمة في الأقاليم السورية (دون تحديد هذه القوة) لابد أن تحاول وَضْع أساس الحضارة الغربية في فلسطين وأن تؤكد المساواة بين اليهود وغير اليهود فيها. وتحصل هذه القوة على ضمانات الدول العظمى الأربع عن طريق معاهدة ينص أحد بنودها على ذلك، وسوف يشجع هذا الوضع الشعب اليهودي العضوي المعروف بعاطفته العميقة نحو فلسطين حيث يحمل أعضاؤه ذكريات قديمة في قلوبهم نحوها. وهذا الشعب اليهودي العضوي "جنس معروف بمهاراته وثروته المختبئة ومثابرته الفائقة. وأعضاء هذا الجنس يمكنهم أن يعيشوا في غبطة وسعادة على أقل شيء، ذلك أنهم ألفوا العذاب عبر العصور الطويلة. وحيث إنهم لا يكترثون بالأمور السياسية، فإن آمالهم تقتصر على التمتع (بالأموال) التي يمكنهم مراكمتها. إن عصوراً طويلة من العذاب قد غرست في هذا الشعب عادتي التحمل وإنكار الذات". ويضيف شافتسبري: "إذا رأينا عودتهم في ضوء استعمار فلسطين، فإن هذه الطريقة هي أرخص الطرق وأكثرها أمناً في الوفاء بحاجات هذه المناطق غير المأهولة بالسكان. وهم سيعودون على نفقتهم الخاصة دون أن يُعرِّضوا أحداً ـ سوى أنفسهم ـ للخطر". أي أنهم أداة آمنة كفء وسيخضعون للشكل القائم للحكومة، فهم لم يصوغوا أية نظرية سياسية مُسبَقة يهدفون إلى تطبيقها. وقد تم ترويضهم في كل مكان تقريباً على الخضوع الضمني (الهادئ) للحكم المطلق ولا تربطهم رابطة بشعوب الأرض، ولذا لابد لهم من الاعتماد على قوة ما. وسيعترف اليهود بملكية الأرض لأصحابها الحقيقيين ، حيث سيكتفون بالحصول على الفائدة من خلال الطرق المشروعة مثل الإيجار والشراء، ولن يتطلب المشروع أية اعتمادات مالية من القائمين على المشروع، ولهذا فإن ثمرتها ستعود على العالم المتحضر (أي الغربي) بأسره. ورغم أن هذه المذكرة قد كُتبت قبل عشرين عاماً من ميلاد هرتزل، فإن كل ملامح المشروع الصهيوني موجودة فيها، وخصوصاً فكرة توظيف وضع اليهود الشاذ داخل المجتمعات الغربية لخدمة هذه المجتمعات، وذلك عن طريق نَقْلهم ليصبحوا كتلة عضوية واحدة لا تخدم دولة غربية واحدة وإنما الغرب بأسره. وفي عام 1876، كتب شافتسبري مقالاً آخر يطرح فيه مرة أخرى أفكاره الصهيونية بدقة ووضوح بالغين، فقد أكد أن سوريا وفلسطين ستصبحان شديدتي الأهمية من الناحيتين الجغرافية والتجـارية بعـد فترة وجيزة. وبعد الحديث عن الأمجاد الغابرة القـديمة، يتسـاءل شافتسبري فيقول: من تجـار العالم بالدرجة الأولى؟ والسؤال مجرد سؤال خطابي، لكن الإجابة معروفة، ثم يستطرد: "إن فلسطين في حاجة إلى السكان ورأس المال، وبإمكان اليهود أن يعطوها الشيئين معاً، وإنجلترا لها مصلحة في استرجاعهم لأنها سـتكون ضربة لإنجـلترا إن وُضع منافسـوها في سوريا. لكل هذا، يجب أن تحتفظ إنجلترا بسوريا لنفسها كما يجب أن تدافع عن قومية اليهود وتساعدهم حتى يعودوا فيكونوا بمنزلة الخميرة لأرضهم القديمة. إن إنجلترا أكبر قوة تجارية وبحرية في العالم، ولهذا فلابد لها أن تضطلع بدور توطين اليهود في فلسطين... وهذه ليست تجربة مصطنعة.. إنها الطبيعة.. إنه التاريخ". ويُلاحَظ أن الديباجة الدينية هنا قد اختفت تماماً وأن الديباجة الجغراسية (موازين القوى ـ الإمبراطورية ـ الموقع الجغرافي ـ الأهمية التجارية العسكرية) هي الأهم. وقد قام شافتسبري بعدة محاولات لتحويل صهيونيته الفكرية إلى صهيونية سياسية، فتحدَّث مع بالمرستون عن استخدام اليهود كرأس حربة لبريطانيا في الشرق الأوسط. ففتح بالمرستون قنصلية في القدس (وهذه بداية الصهيونية الاستيطانية) بناءً على إلحاحه على ضرورة مقاومة مصالح الدول الأخرى وحتى تجد بريطانيا من تحميه (فقد كانت فرنسـا تحـمي الكاثوليك وكانت روسـيا تحمي الأرثوذكس). وعُيِّن وليام ينج قنصلاً لتقديم الحماية لليهود والطوائف المسيحية، وهكذا قُدِّمت الحماية (أي التبعية لإنجلترا) لأي يهودي دون التثبت من أصله. وقد وافق الروس بين عامي 1847 و 1849 على أن يقوم الإنجليز بحماية اليهود الروس، المادة البشـرية التي ستـستخدمها الصهيونية الغربية. وكما يقول سوكولوف، فإن حماية اليهود جزء من اهتمام إنجلترا السياسي بالمسألة الشرقية. كما أن شافتسبري حث بالمرستون على أن يكتب للسفير البريطاني في إسطنبول عن فكرة الدولة اليهودية. وقد تحرَّك بالمرستون بناء على نصيحة شافتسبري وأرسل خطاباً بهذا المعنى. وحتى بعـد أن ترك بالمرسـتون الوزارة، اسـتمر شافتـسبري في نشاطه. وبدأ في وَضْع الأساس العملي لتحقيق حلمه في استرجاع اليهود إلى فلسطين تحت رعاية إنجلترا البروتستانتية، فساهم في جهود تأسيس أسقفية ألمانية إنجليزية تهدف إلى استرجاع اليهود. وقد اختير حاخام يهودي مُتنصِّر أسقفاً لها. وكان شافتسبري يَعُدُّ هذا تتويجاً لجهود جمعية اليهود، ذلك أن تأسيس الأسقفية كان بمنزلة العلامة على ابتداء عودة اليهود. وقد أصبح شافتسبري رئيساً لصندوق استكشاف فلسطين. ورغم أنه يؤكد في كتاباته دائماً أن روح العودة موجودة عند اليهود منذ ثلاثة آلاف عام، وأن الأمة اليهودية أمة عضوية تحن إلى وطنها ولابد أن تحصل عليه ، إلا أنه يُلاحَظ أن اليهود الحقيقيين الذين يقابلهم في الحياة تنقصهم الوحدة التي يفترض هو وجودها حسب رؤيته الإنجيلية الحرفية. وعلى كلٍّ، فإنه يذكر في أحد خطاباته إلى بالمرستون أن اليهود "غير متحمسين للمشروع الصهيوني، فالأغنياء سيرتابون فيه ويستسلمـون لمخـاوفهم، أما الفقراء فسيؤخرهم جَمْع المال في بلاد العالم، وسوف يفضل بعضهم مقعداً في مجلس العمـوم في بريطانيا على مقعـد تحت أشـجار العنب والتين في فلسطين. وقد تكون هذه أحاسيس بعض الإسرائيليين الفرنسيين، أما يهود ألمانيا الكفار فيُحتَمل أن يرفضوا الاقتراح". وعلى هذا، فإن شافتسبري قد اكتشف المشكلة الأساسية في الصيغة الصهيونية الأساسية وهي أن المادة البشرية المُستهدَفة لن تخضع بسهولة لأحلامه الإنجيلية الحرفية الاستيطانية ولن تقبل ببساطة أن يتم انتزاعها من أوطانها يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان