اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

بين العقاب و الترفيه


عبده بيه

Recommended Posts

التلفزيون في الزنزانة.. ترف أم ضرورة؟

سؤال مُحيّر يقُـضُّ مضاجِـع عدد من المسؤولين عن السجون في سويسرا هذه الأيام. فقبل أسبوعين، توقّـفت شاشات أجهزة التلفزيون، المثبتة داخل الزنزانات في سجن كبير يقع في مدينة جنيف، عن استقبال بث إحدى القنوات الفضائية الألبانية، وهو ما دفع السجناء المعنيين بترويج عريضة يُـطالبون فيها بإعادة تشغيل القناة.

مدير السِّـجن أجاب على العريضة كتابيا، لكن السجناء، الذين لم يفهموا ما جاء فيها، بحُـكم جهلهم للُّـغة الفرنسية، قرروا عدم العودة إلى الزنزانات بعد فترة التجوال اليومية، تعبيرا عن الاحتجاج، وهو ما دفع المدير إلى الإسراع بتحرير رسالة باللغة الألبانية أوضح فيها موقفه، وتجنُّـبا لتداعيات أي سوء فهم مُـحتمل.

47172408.jpg

هذا الحدث يُـقيم الدليل بوضوح على حساسية الموضوع وأهميته، للحفاظ على الهدوء وحُـسن سير الأمور في السجون السويسرية المكتظة، التي تحوّلت في السنوات الأخيرة إلى مكان تلتقي فيه - لأسباب متعددة - عشرات الجنسيات والأعراق والثقافات واللغات.

وبدون شكّ، فإن التلفزيون تحوّل في ظل هذه الأوضاع إلى عامل مُـهدّئٍ، مثلما يؤكّـد Constantin Fransiskakis، مدير سجن شان دولون في جنيف، حيث أصبح يُـمثل وسيلة للترفيه وأداة تُـتيح للسجناء إمكانية البقاء على اتصال مع بلدانهم الأصلية.

وفي هذا السياق، لا يتردّد المدير في دراسة طلبات استقبال قناة جديدة، إذا ما كان البلد الذي يقدُم منه السجين في حالة حرب، “وهو ما حصل فعلا مع جورجيا”، التي خاضت حربا مع روسيا في صيف 2008.

ويرى بعضُ السويسريين، أن توفّـر كل زنزانة في السجون على جهاز تلفزيون يستقبل 35 قناة على الأقل، يُـمثل ترفاً لا ضرورة له، لكن تطوّر الأوضاع داخل مراكز الإعتقال السويسرية في الفترة الأخيرة، جعل منها ضرورة، بل عاملا مهدِّئا يساعِـد المسؤولين على حُـسن إدارة المؤسسات العقابية، الخاضعة لإشرافهم.

ومن المعلوم أن العديد من السجناء لا يغادرون زنزاناتهم للعمل في الورشات، لذلك، يبقون محبوسين داخلها طيلة 23 ساعة متتالية، يُـضاف إلى ذلك أن عددهم لا يجب أن يتجاوز ستة أشخاص في الزنزانة الواحدة.

وفي انتظار التوصل إلى حلول “مثالية” توفر إمكانية إيواء معتقلين يتحدثون نفس اللغة في نفس الزنزانة، فإن معركة السيطرة على “الريموت كونترول” التي عادة ما تتحول إلى خصومات ومشادات عنيفة بسبب تضارب المصالح ” التلفزيونية” واللغوية لن تجد حلاّ لها في المدى المنظور.

عبده بيه

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

رابط هذا التعليق
شارك

ولكن يبقى السجن سجن . حتى لو كانت جدرانه من ذهب ..واسواره من فضة

انها الحرية والانطلاق .. اثمن وانفس واقيم ما يتمتع به البشر

اللهم أرنا الحق حقا و ارزقنا اتباعه

و أرنا الباطل باطلا و ارزقنا اجتنابه

آمين آمين آمين

رابط هذا التعليق
شارك

انضم إلى المناقشة

You are posting as a guest. إذا كان لديك حساب, سجل دخولك الآن لتقوم بالمشاركة من خلال حسابك.
Note: Your post will require moderator approval before it will be visible.

زائر
أضف رد على هذا الموضوع...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   تمت استعادة المحتوى السابق الخاص بك.   مسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...