أسامة الكباريتي بتاريخ: 23 سبتمبر 2009 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 23 سبتمبر 2009 العيد من داخل سجن النقب الصحراوي تقرير – هند سليم شمالي – غزة الأسر..حياة "اللاحياة"! (الحلقة الأولى ) في يوم العيد .. تتزاحم الأفكار والتساؤلات حول مشاعر أولئك المغيبين خلف جدران صلبة، في مساحة سوداء معتمة، تحيط بها أسلاك شائكة أجاد الأطفال رسمها يوم كبرت أحلامهم وأدركوا بعض المعالم الصغيرة للحياة، فتحت عيونهم ووالدهم يقبع خلف القضبان، كانوا صغاراً كالزهور لا تتجاوز أعمارهم الثلاث سنوات، لم يعرفوه إلاّ من خلال صورة احتفظت بها والدتهم لتكون لها ذكرى !.في يوم العيد نطير بقلوبنا وأقلامنا إلى هناك حيث زنازين الأسر التي يعيشون بأجسادهم الطاهرة بين جنباتها، وبقلوبهم مع ذويهم، أولئك الذين وضعوا خطوات أقدامنا ذات تيه حيث يجب أن تكون على درب الأمل والوفاء، أولئك الذين علمونا أن نتحدى كل الصعوبات وأن نبتسم في وجه الجراح. الأسير في يوم العيد لا متسع لساعات الفرح لديه فثمة حزن هو أبلغ من رسم البسمة على شفاهه. في حديث خاص يحدثنا الوزير المهندس وصفي قبها - ذاك الأسير الذي يربض كالأسد خلف قضبان السجن - عن مشاعر الأسرى وأحاسيسهم وأجواء العيد عندهم وهم بعيدون عن أهلهم وذويهم ووطنهم .كيف يتحدون السجان ليعيشوا ولو ظاهراً أفراح هذا اليوم ! ورداً على سؤال حول أجواء العيد ومشاعر الأسرى الذين يقبعون في السجون الصهيونية - التي تزدحم بمئات الفلسطينيين وقد مر على بعضهم سنوات طويلة - قال الوزير : "الأسير إنسان من لحم ودم، لديه أحاسيس ومشاعر، يفرح ويحزن، يضحك ويبكي والأصل في العيد أن يكون مناسبة للفرح، وعيد الفطر إعلان للانتهاء من الصيام ومناسبة للقاء الأحبة، وصلة الأرحام، ولا شك أن حلول العيد على الأسير من المناسبات التي تنكأ الجراح وتؤجج المشاعر، وتثير العاطفة ، والعيد يعتبر أهم المحطات السنوية في مسيرة الحركة الأسيرة وفي حياة الأسير داخل قلاع الأسر حيث لابد من الوقوف عند هذه المحطة بكل تفاصيلها لما لها من معانٍ داخل السجون وفي حياة الأسير حيث الأبعاد الروحية والأسرية والاجتماعية " وتابع قائلاً :" بعيداً عن مواقف التحدي وعدم الانكسار أمام الاحتلال، وبعيداً عن ضرورة أن يتمتع الأسير بروح معنوية عالية، فهناك من يعتبر يوم العيد أسوأ يوم في حياته كأسير، فالعيد مناسبة لبث الأوجاع والآلام والآهات والشعور بالحرمان حيث أن يوم العيد من أقسى الأيام وهذا ما عشته شخصياً وما لحظته من معايشة عدد كبير من إخواني الأسرى ومن مختلف الفصائل، حيث تتدفق في هذا اليوم المشاعر وتتجدد الأحزان، وتعتصر القلوب غصة لدرجة يتمنى فيها الأسير أن لا يأتي يوم العيد وخاصة إذا كان أبناؤه من الأطفال وصغار السن، فنحن بشر لنا مشاعر وشوقنا لأزواجنا وفلذات أكبادنا، وللآباء والأمهات، وللأخوة والأخوات، اشتياقنا للمساجد ، للأصحاب والأصدقاء ، للأهل والأقارب ، للجيران لأبناء شعبنا لشوارع قرانا ومدننا وأزقة مخيماتنا، ولكن عزاء الأسير أن معاناته خالصة لله ، في الأجر والاحتساب ، فإن ما يخفف من ذلك كله الاستشعار الإيماني أن هذا كله في سبيل الله ، ومن أجل قضية عادلة ، وهدف سامٍ عظيم تهون عليه هذه الآلام وهذه الأوجاع وهذه الأحزان، والتعامل مع واقع لا مفرَّ منه وكل أمر المسلم خير ، وليس غريباً أن يستشعر الأسير في يوم العيد فراق الأهل .. والأبناء .. فراق الوالدين" . ووصف الوزير المهندس وصفي قبها الأسرى وطبيعية اعتقالهم وإدراكهم واقع الأسر و كيف يحرص الاحتلال ويتفنن بابتكار أساليب القهر والإذلال التي يمارسها يومياً بحق أسرى الحرية من أبناء شعبنا الفلسطيني، وكيف تتفتق عقليته بين الفترة والأخرى عن صنع أشكال من أشكال الموت داخل السجن في خطوة مقصودة وممنهجة لكسر إرادة المجاهدين ودفن همتهم وإيمانهم بحقهم وعدالة قضيتهم، من هنا تبرز إرادة التحدي عند الأسرى حيث التعالي على الجراح ، وعلى الأحزان ، وعلى كل الآلام ولوعة الفراق والاشتياق وتتجلى عندهم عبادة المراغمة ، والموقف صراع إرادات وإرادة الأسير ورغم كل الظروف تتجلى وتتألق وتتعاظم لتحقق الانتصار على إرادة الاحتلال الذي يريد أن يفسد أجواء العيد أكثر . فرحة تغيظ الأعداء كان يجول في خاطري سؤال ، كيف هو لون العيد عند الأسرى وكيف يقضون يومهم في ظل أجواء مشحونة بالكثير من المشاعر المختلطة ؟ بين لنا الوزير قبها قائلاً : "يبذل الأسرى جهودهم ويتم تشكيل لجان إعداد الطعام والحلويات ، ولجنة السمر والترفيه واللجنة الرياضية بعقد مباريات وفق ما هو متاح من كرة طائرة أو سلة ولعبة شطرنج ، ولجان تهيئة الأجواء ضمن الزينة المسموح بها لاستقبال العيد ، وهناك التحضيرات المعنوية كقراءة التعاميم النضالية وغيرها التي تشيد بمواقف الأسرى وبطولاتهم وأن حب الأوطان والمقدسات أكبر من كل شيء وإن الأهداف السامية والنبيلة التي من أجلها تمَّ تغيبهم قسراً خلف القضبان تستحق التضحيات ، كما أن خطبة العيد والتحضير لصلاة العيد وتبادل التهاني والعناق الأخوي حيث يحاول الأسير أن يشارك إخوانه الفرحة باعتبارهم أهله في هذا السجن كم جميلة تلك المشاعر الفياضة التي يراها ويلمسها الأسير وهو يعانق إخوانه في يوم العيد مستشعراً بأنهم هم أولاده وأهله وأقاربه يواسيهم ويواسونه ، ويحنّ عليهم ويحنون عليه ، ويشاركهم ويشاركونه بنفس المشاعر والأحاسيس ، محاولين قدر الاستطاعة نسيان الألم ، وقهر السّجان" . تسامح .. وإخاء وعن طبيعة العلاقة بين الأسرى من مختلف التنظيمات قال الوزير قبها إن القيم التسامح بين جموع الأسرى الشتى أطيافهم وانتماءاتهم السياسية والفكرية والتنظيمية حيث تذوب الخلافات وتفتح صفحة جديدة من العلاقات الطيبة القائمة على الأخوة والتعاون والتكامل ، وهذا التسامح يتجلى في البداية في حالة الحوار والمواجهة مع إدارة السجن ، حيث أن جموع الأسرى وقياداتهم المجاهدة والمناضلة تفرض وبكل ثقة وجدارة خصوصية هذا العيد على إدارة السجن . ثم صرح قائلاً : "إن تجديد العلاقة يوم العيد بين الأسرى بشكل فردي أو بين الفصائل يشكل حافزاً حقيقياً لتعزيز القضية الأم حيث يحرص الجميع عندها بعدم اختزال القضية في أي إطار سواء كان فكرياً أو سياسياً ، فهي أسمى وأعم وأشمل وأكبر من كل الفصائل ومن أن تكون رهينة خلاف أو تجاذب سياسي" . لم ينتهي الحديث بعد ، فالأسر حياة بدون حياة ، رحلة طويلة من العذابات والآلام ، وفيض من الإرادة والتحدي ، ونفوس هي الأكثر علما بمعني الشوق والحنين!، لتلك الكلمات تتمة من داخل سجن النقب الصحراوي .. سيكون لنا وقفة مع مشاهدات .. ورسائل .. ودموع حرىَّ.! تعقيب: شاليط .. الجندي اليهودي الفرنسي الذي أسر على جبهة جنوب قطاع غزة .. لم يتبقى مسؤول فرنسي ودولي وعربي إلا وضغط على حماس لإعادته إلى المعتدي الصهيوني .. حتى أن موضوعه بات على رأس أولويات أية لقاءات لقادة حماس مع أي طرف غير فلسطيني .. بينما يتناسى العرب قبل العجم اختطاف العدو الصهيوني المحتل لعشرات من نواب منتخبين في البرلمان الفلسطيني والوزراء الأعضاء في حكومة شرعية مازالت تحظى بثقة المجلس التشريعي الفلسطيني حتى يومنا هذا والزج بهم في المعتقلات والسجون الصهيونية بل وتقديم بعضهم للمحاكمة لانتمائهم السياسي والمبادئ التي يؤمنوا بها!! العيب فينا نعم نحن المعيبون وليسو هم، جندي مقاتل صهيوني يؤسر في جبهة القتال فيقوم له العالم على قدم وساق .. من ساركوزي إلى بيرلسكوني إلى اباجيتي فمارون جلاسيه .. وعربنا لم يرمش لهم جفن على عشرات الآلاف من المعتقلين في سجون العدو الصهيوني معظمهم ليسو بأعضاء في أي تنظيم عسكري أو سياسي .. وحرائر فلسطين تنتهك حرماتهن في سجون الاحتلال .. ولا تهتز لنا قصبة!! لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .. يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
أسامة الكباريتي بتاريخ: 23 سبتمبر 2009 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 23 سبتمبر 2009 (معدل) العيد من داخل سجن النقب الصحراوي ( الحلقة الثانية ) تحلق روحه خارج السجن ويعيش تفاصيل الحياة التي يستذكرها من خلال شريط ذكرياته وحيث يتصور الأسير حجم الأسى الذي تشعر به زوجته وأبناؤه وهم يشاهدون العوائل حولهم يحتفلون بالعيد مع الآباء والأزواج ، يستشعرون مرارة حسرة أبنائهم وهم يشاهدون الجار والعم والخال وهو يحتضن أبناءه ويقدم لهم العيديات والألعاب ويأخذ بأياديهم إلى الملاهي وأماكن الترفيه بينما هم واجمون في البيت يعتصرهم الألم والحسرة ينظرون إلى صورة والدهم المكبرة في المنزل التي حرصت الأم أن تعلقها في أجمل موقع وأكثر موقع مشاهدة من قبل الجميع بل وفي كل غرفة وناحية من غرف البيت ونواحيه هناك صورة معلقة وكيف للأبناء حتى الصغار منهم أن يستشعروا فرحة العيد وهم يشاهدون نهر الدموع المتدفق من مآقي أمهم وجدتهم وقد تركت آثاراً على الوجنات ، ينصتون إلى ذلك الصوت الذي يخرج مع أنين لوعة الفراق وحرَّ الاشتياق ، والألسن تلهج بالدعاء ، وأكف الضراعة مرفوعة إليه وحده عز وجل ليعجل بالفرج عن الأب أو الابن وللأسرى جميعاً . في محاولة أخرى نكمل فيها الحديث مع الوزير الأسير : وصفي قبها حول مشاعر الأسرى وأجواء العيد في داخل أقبية السجون ، في مكان تهان فيه الكرامة الإنسانية وتُسلب أدنى الحقوق .. في بقعة تتعلم منها الإنسانية معنى الإرادة والتحدي .. هل من مشاهد و مواقف حدثت مع الأسرى في أيام العيد وكيف تعاملتم معها ؟ الأسرى بشر ، وإن القلب ليحزن ، وإن العين لتدمع ، وإن في الأحشاء نارٌ تشتعل ، وفي النفس لوعة على فراق الأحبة ، ولكن ما يصبر الأسير كما ذكرت آنفاً ثقته بالله أولاً ، ثم التفاف إخوانه من حوله حيث يسري كل أسير عن الآخر ويشغلون أنفسهم بتبادل الزيارات وتجاذب أطراف الحديث للتخفيف من معاناتهم ، لقد تألمت جداً وأنا استمع لأحد المجاهدين الذين التقيتهم في أحد السجون والذي مضى على اعتقاله وتغييبه إحدى عشرة سنة وقبلها أمضى أكثر من ثلاثة سنوات خلق القضبان وبذلك تكون سجون الاحتلال قد طحنت واقتطفت أكثر من أربعة شعر عاما من عمره المديد والمبارك ، هذا المجاهد الذي بقي له خمس سنوات أخرى من مدة محكوميته ، حيث يأمل أبو صابر والأمل بالله عز وجل أن يكون بين أهله وأبنائه ومع والدته وزوجته مع تنفيذ صفقة التبادل بشاليط ، هذا المجاهد الكبير ومنذ سنوات لازالت مشاعر الغضب والحزن تعيش بداخله عندما زاره يوماً بعد العيد مباشرة ابنه صابر زوجته أم صابر وكان يومها صابر لم يتجاوز ثلاثة عشر عاماً عندما أخبره بأنه اتفق مع أعمامه ليلة العيد أن يصبهم لزيارة عماته بدل والده ، ووعده أعمامه الذين جمعتهم جلسة عائلية مع الزوجات والأبناء في بيت الجد والجدة ، وعاد صابر مع والدته وإخوانه وأخيه فرحاً مسروراً بأنه أصبح الرجل في البيت وأن غياب الوالد في السجن لا يعفيه من أن يصل الأرحام ويقوم بالواجب تجاه جدته وعماته وبصحبة أعمامه ، ونهض الشبل صابر مبكراً ولبس وارتدى جديد ثياب العيد وقبَّل يدي والدته التي أرسلت دمعاتها وهي تضمه على صدرها لأنها لن تستطيع إخفاء تلك الدمعات ، فقد خرجت دوناً عنها وذهب صابر إلى غرفة الضيوف ووقف أمام صورة والده وقبلها وخاطب والده والدموع تفيض على وجناته : اطمئن يا والدي ، لقد أصبحت رجلاً ، وسأقوم اليوم بالواجب نيابة عنك ، بينما الأم تنظر إليه بذهول مما زاد في بكائها ، وجلس صابر أمام الصورة يتأملها ويتمتم بكلمات لم تفهمها أمه ، وأخذ ينتظر أعمامه للقدوم عندهم في البيت لأنهم اعتادوا أن يبدأوا فعاليات يوم العيد من الزيارات ببيت شقيقهم بعد أن يمروا على بيت الجدة ، إلاّ أن أحد الأعمام وبناء على مستجدات حصلت اقترح أن يبدأوا ببيوت الشقيقات وهم عند والدتهم وأن يؤخروا زيارة بيت شقيقهم الأسير إلى ما بعد ساعات الظهر ، وقد نسي الجميع ولم يستذكر أيّ منهم ما وعدوا به ابن شقيقهم " صابر" وقد ذهبوا دون أن يصطحبوه معهم ، وإذ بصابر تنتابه حالة من البكاء والحزن الشديد ويتأوه مقهوراً ويرتمي على الأرض كسير القلب ، وكالطائر مهيض الجناح عندما علم بذهاب أعمامه بدونه ، وأخذ صابر ينتحب وينادي على أبيه ، ويتحول البيت كله إلى بكاء ، البنات يبكين والأم تبكي والشقيق الأصغر يبكي ، ولم تنفع معه كل الاعتذارات من الأعمام واستعدادهم لتلبية أي مطالب له فوراً ، إلاّ أنه لم يقبل منهم ذلك ، وينتظر " صابر " زيارة والده كسيراً وحزيناً وما أن تبدأ الزيارة حتى أخذ صابر يروي ما حدث معه ومن خلال سماعة التليفون ومن خلف الجاز الزجاجي ، ويبكي بحرقة أمام والده ، لماذا فعل أعمامي بي هكذا ، ويحاول الوالد التخفيف عنه وإقناعه بأن يلتمس لهم العذر ، لكن دون جدوى ، ولكن الوالد الأسير الذي بذل كل ما بوسعه وجهد لتلطيف الأجواء والتهوين على صابر ينهار دفعة واحدة عندما سمع فلذة كبده يقول له : " أنا ما عندي أب ليصحبني في العيد ، أنا يتيم بابا .. أنا يتيم الأب ، متى ستخرج يا بابا ؟ متى ؟ " ويغرق الوالد في عاطفته التي سيطرت عليه ويغرق في بكائه لأنه لم يحتمل انفعالات الابن ، وإذ بقاعة الزيارة تغرق بالصمت أيضاً ولا ترى إلاّ الدموع دون أن يعرف أي منهم شيء ، والجميع يهمس لا حول ولا قوة إلاّ بالله .. مشهد تتقطع له أنياط القلوب وتتفطر له الأكباد .. ربنا يخلصنا من الاحتلال لأنه وراء كل مصيبة وبلوى تلحق بأبناء شعبنا الفلسطيني . قال لي أبو صابر يومها ونحن في ساحة فورة السجن ، منذ أكثر من خمسة سنوات ورغم أن صابر كبر ويذهب إلى عماته وبصحبة أعمامه إلاّ أن شكواه وذلك المنظر والأجواء التي سيطرت على قاعة الزيارة تلاحقني وخاصة في كل عيد ..! يا أبا أسامة بعد تلك الزيارة كيف ترى شعوري ؟ وماذا سيعني لي العيد سوى أنه تعبير للحرمان ، عشرة أعياد يا أبا أسامة مرت وأنا أعيش كابوس تلك الزيارة ، وبالرغم من تغير كل الظروف وصابر أصبح الآن ابن تسعة عشر عاماً ، صدقني يا أبا أسامة أنني أبذل جهدي مع يوم كل عيد أن أخرج من تلك المشاهد والأجواء إلا أنها تلاحقني كذكرى مؤلمة ومحزنة ، لقد حاولت شخصياً وأنا استمع إلى أبي صابر أن أحبس دموعي إلاّ أنها سالت حرىَّ على وجنتي وبينما كنت أحاول أن أمسحها رأيته يعيش كابوس تلك المشاهد ، وحتى لا ألفت نظر أحد من المجاهدين في الساحة حاولت الهروب بدموعي ، وإذا به يعُض على شفته السفلى ويمد يده لي مصافحاً وقائلاً : " لا حول ولا قوة إلاّ بالله ، ثمان وعشرين عيد وأبو صابر غائب عن البيت ، وهذا العيد تسعة وعشرين " ، قلت له : صبر جميل والله المستعان . مزيداً من الألم .! ومن القصص المؤلمة التي مرت عليّ أيضاً وأنا أعيش حياة الأسر أن العيد القادم هو العيد رقم (16) الذي أكون فيه بعيداً عن زوجتي وأطفالي ووالديَّ وأهلي ، أحد المجاهدين الذي كان قد مضى على اعتقاله أكثر من خمسة سنوات ولديه من البنات والأبناء أربعة ، وكان أبو أديب في سجن شطة ونتيجة مشكلة ما مع إدارة السجن فقد عوقب بالحرمان من الزيارة لمدة شهرين تتخللها زيارة العيد والاتفاق مع إدارة السجن وعند معاقبة الأسير من الزيارة يُسمح له بالزيارة القادمة ويخبر أهله بالعقوبة حتى يكون الأهل على علم ، وبالفعل زار أبو أديب زوجته وأخبرها بأنه محروم من الزيارات لمدة شهرين ، وفي تلك السنة كانت السياسات المعمول بها في سجن شطة أن الزيارة كل أسبوعين ولا حاجة للتسجيل المسبق وعندما جاء موعد الزيارة ، كانت زيارة العيد ، وخرج الأسرى من منطقته وجلس ينتظر عودتهم ليسمع آخر الأخبار في الخارج ، وعندما عاد الأسرى من الزيارة أخبروا أبا أديب أن زوجته وأولاده في ساحة السجن الخارجية ولم يُسمح لهم بالزيارة ، فاستغرب أبو الأديب من قدوم زوجته وهي تعلم أنه معاقب وعاش أكثر من شهر وهو في دوامة ينتظر انتهاء العقوبة ليسأل زوجته عن سرِّ قدومها لزيارته في زيارة العيد ، "وإذا عرف السبب بطل العجب " وفي يوم الزيارة وعندما سأل أبو الأديب زوجته عن ذلك الموقف بكت أم أديب بكاءً مراً حيث أن أطفاله لم يتجاوز البكر فيهم الحادية عشرة ، وقالت أن أطفالها حاصروها ليلة ثالث يوم العيد وهو موعد زيارته وقالوا لها : أن أبناء عمومتهم قالوا لهم أنهم سيخرجون برحلة جماعية ويريدون أن يكونوا مع أعمامهم وأبناء أعمامهم ، ولكن الزوجة لم يخبرها أحد لا أسلافها ولا زوجاتهم ولم تتم دعوتها ، فحزنت كثيراً وأمام بكاء أطفالها وإلحاحهم قالت لهم : غداً سنزور أباكم وستكون رحلة أفضل وقامت على الفور بتحضير الطعام وتجهيز الساندويتشات حتى يطمئن الأطفال ، وفي الصباح الباكر أيقظتهم والبتسهم ثياب العيد وخرجت بهم إلى مكان تجمع أهالي الأسرى في المدينة ، وركبت باص الصليب مع الأهالي وذهبت إلى سجن شطة وهي تعلم أنها ممنوعة وقالت في نفسها سأحاول مع إدارة السجن لعل تأخذهم الرحمة والرأفة بمناسبة العيد من أجل أطفالها ، وإذا لم يُسمح لهم بالزيارة تتناول مع أطفالها الساندويتشات والمشروبات الباردة تحت الأشجار أمام السجن وبذلك تكون قد صدقت مع أولادها ، وعند وصولها السجن حاولت جاهدة مع الإدارة أن يُسمح لها بالزيارة ، ولكن المحتل معرفو بساديته وعدم الرأفة وعدم الشفقة ، بل على العكس فقد تلذذ الاحتلال بهذه المعاناة ، ورفض طلبها ، وبالفعل نقل أهالي الأسرى ما جرى وحدث معها إلى أبنائهم بأنهم منعوا زوجة أبي الأديب من الزيارة ، ولم يعرف الأهالي ماذا كان قصد أم الأديب هذه المرأة الصابرة المحتسبة التي عرفت كيف تتعامل مع أطفالها وتخرج من إحراج أسلافها وزوجاتهم ، وعندما سمع أبو الأديب القصة أكبر في زوجته فطنتها وحكمتها ، وهكذا هن زوجات أسرى شعبنا تقوم الواحدة بدورها في غياب الزوج على أكمل وجه تخفف عن أطفالها وتحاول أن تهوِّن عليهم وتخفف عنهم ، وتحاول أن تعضوهم الحنان المفقود ، إنه الذكاء في التعامل مع المواقف المحرجة . لحظات صمت ثم عاد يحدثنا : إن المواقف والمشاهد العاطفية والمحزنة كثيرة في حياة الأسرى وعائلاتهم ، فالعيد يأتي في كل مرة ومعه استرسال في كل نفس أسير وذكريات تعبق في قلبه وعقله حيث يعيش الأسير ويقف قبل العيد وأثنائه وبعده وقفة مع ذاته يرى أبعاده الأسرية من خلال شريط ذكرياته التي تتزاحم فيه المواقف والأحداث بالصور ، إن الوجه الحقيقي للعيد في حياة الأسرى هو الإحساس بالبعد والفراق للأحبة وحمل همومهم من كل جوانبها حيث تطرح الأسئلة نفسها مختزلة في عقليته ونفس غالبية الأسرى ، ولكن وكما ذكرت سابقاً تتفاوت هذه الهموم والأسئلة وفق حجم المسؤولية النابعة من الحالة الاجتماعية لكل أسير وهناك أسئلة تنبع من القلق على حياة الأسرة وأطفالها واحتياجاتهم في العيد ، ومستلزماتهم وكيف يمكن إدخال الفرحة إلى نفوس الصغار كبقية الأسر الفلسطينية التي ليس لها أبناء داخل السجون ، والسؤال الأبرز والأهم ، هل الزوجة قادرة على تلبية وتوفير احتياجات العيد ، ليس بالمفهوم المادي فحسب وإنما بالمفهوم الآخر ؟! والمقصود هما في إحدى جوانبه الفراغ الذي تركه الأسير في حياة الأسرة من مقدرته الشخصية على الذهاب والإياب ومواكبة أكبر الأمور وأصغرها وأبعدها وأقربها ، ولو افترضنا مجازاً أن كل الأمور الآنفة الذكر قد تم تسهيلها وتحقيقها وانجازها بصورة أو بأخرى فماذا عن البعد الإنساني للأسير ، عاطفة الأبوة التي لا يمكن التعبير عنها بكلمات ، لأن العلاقة الأبوية التي تربط الأسير بأطفاله ، وما يرافقها من حنان ومودة وحب ، هي قمة العلاقة الإنسانية مشاركتهم الفرحة ، ضمهم إلى الصدر ، تقبيلهم ، هذه المشاعر والعواطف لا يمكن اختزالها والتعبير عنها بكلمات ، فهي مشاعر وأحاسيس تتعاظم حرقة كلما كانت علاقة الأبوة أقوى وأمتن . مشهد آخر .. أشد ألماً ! وعلى صعيد المشاهد والقصص المؤثرة قال قبها : حدثني الرفيق عماد عصفور من الجبهة الديمقراطية حيث كان شاهداً على ما حصل مع المناضل عبد الله أبو دقة من مدنية خانيونس في قطاع غزة ، وكان ذلك اليوم صبيحة عيد الفطر من العام 2002 وكان المناضل قد خرج قبلها بيوم من تحقيق عسقلان ، وقد جاء خبر عاجل على الجزيرة بأنه تمَّ قصف المنطقة التي يسكن فيها فعاش على أعصابه طيلة ذلك اليوم،وعاش في حالة إرباك شديد وبشق الأنفس تمت متابعة الأخبار فإذا القصف يسفر عن عدد من الشهداء والجرحى،فأجهش بالبكاء وكيف له أن يصبر دون معرفة أخبار الأهل ومع المساء ومن خلال محطات الراديو التي تم التقاطها فإذا بالشهداء من جيرانه والجرحى من أقاربه هذه حالة من الحالات الصعبة التي تمر بالأسرى في الأيام العادية فكيف يكون الأمر عندما يكون يوم العيد،فأي عيد وأي فرحة تمر على أسرانا البواسل. قصة أخرى ! وقصة أخرى حدثني عنها احد الأساتذة الأفاضل من مخيم بلاطة تتعلق بالمجاهد "عمر صلاح حمدان ادرينة"وفي موعد إفراجه مع اليوم الأول من العشرة الأواخر من رمضان وفي الساعة السابعة صباحا حيث أجواء الغرفة والساحة تغمرها الفرحة والسعادة بالإفراج عن عمر،وقد لبس وارتدى ملابس وحذاء الشحرور(الإفراج) بينما إخوته من حوله هذا يعطيه العطر،وذاك يعطيه كريمات الشعر وأخر كريمات اليدين ويقف الأسرى جميعا في حلقة دائرية لتبدأ مراسيم الوداع في أجواء تعبق بمشاعر العاطفة وفي أجواء الأناشيد العاطفية يا معشر الإخوان لا تترددوا ..لا .. لا - عن حوضكم حيث الرسول محمد نادتكم الفردوس فامضوا نحوها - في دعوة الإخوان عزوا واسعدوا إنا فرشنا في الجهاد طريقنا - ودم الشهادة نبعنا المتورد إيماننا بالله قوى ضعفنا - إخلاصنا يحيي القلوب ويسعد علماؤنا بمدادهم فتحوا الدنا - نحن الذين على الكتاب تعاهدوا وأنشودة هو الحق هو الحق يحشد أجناده - ويعتد للموقف الفاصل فصفوا الكتائب أساده - ودكوا به دولة الباطل وما أن تنتهي مراسيم الوداع والأخذ بالأحضان ، والأجواء لا تخلوا من شحنات عاطفية حيث يرسل البعض دمعات رقيقة تعبر عن الاشتياق للأهل وفلذات الكبد والحرية حتى تفتح إدارة السجن الباب الأول للقسم ، وما أن خرج عمر منه وسار خطوات نحو الباب الرئيس للقسم وأمام عينيه وفي ذهنه شريط طويل من الفرح يحضن إخوته الصغار، وأمام البوابة ينظر عمر إلى إخوانه داخل الشبك في وداع وحب واشتياق لهم ولكن في عالم الحرية ، ويلوح بيديه ويخرج من الباب ويختفي خلف الجدران الشاهقة التي يصل ارتفاعها 8م، عندها ارتفع صوت أمير القسم عقبال عندكم يا حبايب ، بعين المولى عز وجل ، ويتفرق الجميع في الساحة ويعود البعض إلى الغرف ، عمر كان يفكر بأن أول شيء سيفعله عند وصوله نابلس سيزور والده الذي يرقد في المستشفى على سرير المرض منذ أكثر من شهر ، وكان عمر يرسم مشاهد احتضانه لوالده وأن شوق جارف يشده للوصول بسرعة للاطمئنان عليه ، وكيف سيعيش الأيام الأخيرة من رمضان بين الأهل ويشاركهم فرحة العيد بعد أيام قليلة ، وكان عمر قد تلقى وعدا قاطعا من والده قبل شهور بأنه سوف يزوجه بإذن الله بعد خروجه من السجن مباشرة فعمر الابن البكر ويريد الوالد أن يفرح به بالرغم من أن عمر لم يتجاوز الواحد والعشرين عاما من العمر ، ومع ساعات الظهر وصلت أنباء في القسم بأن أحد المحامين يريد أن يطمئن على خروج عمر من السجن حتى يقوم أهله بتأخير مراسم دفن والده،حيث انتقل إلى رحمة الله تعالى صبيحة هذا اليوم وهو الموعد الذي كان عمر يلبس فيه جديد ثيابه وحوله إخوة يساعدونه في ترتيب هندامه وتزيين الشعر وتسريحه. ويكمل تفاصيل الحكاية : ومع عسر ذلك اليوم كان بعض الشباب من أقارب عمر ينتظرونه على معبر الظاهرية جنوب الخليل ليسرعوا به إلى مخيم بلاطة وعلى مدخل المخيم يطلب عمر منهم التوقف لأنه يريد أن يزور والده في المستشفى قبل كل شيء ، ولكن المفاجأة كانت أن والده ينتظره في البيت جثة هامدة ! يبكي عمر طويلاً ويشهق وتتحشرج الأنفاس في صدره وتتصاعد الزفرات والشهقات وما أن وصل المنزل وشق طريقه بين جموع أهالي المخيم والأقارب وقبل أن يصافح احد يدخل الغرفة حيث الجثمان مسجى والنساء من حوله ، ويهوي عمر على رأس والده يقبل ويحتضنه وبكاؤه يملأ الغرفة والساحة الخارجية ، وتبكي النساء ويبكي الحضور على بكاء عمر وعلى هذا المشهد العاطفي ، ويبقى عمر محتضنا جثمان الوالد وملتصقا به حتى حضرت مجموعة من الرجال من الأقارب ليبعدوه عن الجثمان حيث إكرام الميت سرعة دفنه ، وقد تأخروا على والده قبل تشييع جنازته وهكذا تسير الأمور وتصير المواقف..أنت تريد والله يريد ، والله يفعل ما يريد،إنا لله وإنا إليه راجعون ، وهكذا يدفن الشيخ صلاح حمدان أردينة (أبو عمر) في مقبرة المخيم ويعود عمر إلى البيت لتبدأ مراسيم استقبال التعازي بوفاة الوالد ، لا مراسيم التهاني بالإفراج ، وهذا هو قدر شعبنا. مشاعر مختلطة ! أما المجاهد نزيه أبو عون والذي أمضى أكثر من ثلاثة عشر سنة في سجون الاحتلال يستذكر يوم العيد في العام 1995 حيث كان الأسرى من قطاع غزة في القسم المقابل للأسرى في الضفة الغربية وكان يمنع اللقاء بينهم وكانت الأقسام يومها تطلق على أسماء الشهداء من حماس فقسم الحسنات مقابل قسم القنديل ، وقسم الزايغ مقابل قسم النمروطي ، وعندما منعت إدارة السجن لقاء الأسرى في يوم العيد ، وقف أسرى الضفة على الشبك ووقف مقابلهم الأسرى من غزة وأخذ الجميع من أسرى الضفة ينشد يا أهلنا في القطاع كل عام وأنت بخير ، ردوا الصاعين بصاع كل عام وانتم بخير، ويرد عليهم أسرى غزة..يا أهلنا في الضفة الغربية بُكْرَة بتعود الحرية... وهكذا في منظر مشحون بالعاطفة وتحدي إدارة المعتقل . . فالمعركة كما ذكرت بين الأسرى وإدارة السجون صراع إرادات. لنا عيد .. رغم أنفهم ! وأضاف : هذه هي أجواء الأعياد ومشاهدها مع الأسرى وهناك من القصص ما يقطع أنياط القلوب وتتفطر منها الأكباد ، فالأسير يريد من أهله أن يستبدلوا مشاعر الألم والحزن بمشاعر الفرح والفخار فالحياة ليست فقط فرحة وابتسامة وأكل وشرب فهناك مواقف تحدي تفرض نفسها والأسير يجب أن يكون على قدر من التحدي مع العدو الغاصب ، فالرسالة إلى أطفالنا وشيوخنا وزوجاتنا بأن الأعداء حينما غيبونا عندكم وعن أبناء شعبنا أرادوا أن يكسروا إرادتنا وتشبثنا بحقنا ، أرادوا تحطيم معنوياتنا ، وأن يحطموا إرادة واستعداد الأسير لمزيد من التضحية في سبيل حقنا ، ولكن نقول لأعدائنا الأقارب والأباعد بأن ما نلاقيه هو سنة من سنن الابتلاء في حياة الرسل والدعاة وأصحاب الحقوق ، فلقد ابتلي الأنبياء والدعاة من قبلنا فصبروا على ما أذووا حتى أتاهم نصر الله . وتابع حديثه قائلاً : إن الأسير يبذل ما يستطيع للتخفيف عن الأهل ، وعن الوالدة ، وعن الزوجة ، عن الأولاد الذين يُسمح لهم بزيارته بعد العيد يقدم لهم التهاني ويطمئن من الزوجة بأن الأولاد قد حصلوا على كل ما يطمح الأطفال الحصول عليه يوم العيد ، اللباس الجديد ، العيديات ، ولكن هكذا هي الدنيا ، وفطرته سبحانه وتعالى " لقد خلقنا الإنسان في كبد " فما بالكم لو كان هذا الإنسان أسيراً كحالي أو حال صاحبي ورفيق القيد ، وحال كل أسرى شعبنا الفلسطيني ، فحتماً سكون في كبدٍ على كبد . رسائل ومواقف ..! هل من رسالة تود أن توجهها لجهة معينة ؟ رسائل كثيرة ، من سجن النقب بل ومن كل السجون الصهيونية الزائلة بإذن الله رسالتي الأولى : نقول للأبناء والأمهات والزوجات أنه لفخر لكم ولنا أن نكون من يرفع الراية ويحمي الدار ويدافع عن الحق المسلوب ، ويدفعون من أجل ذلك دماء وأعمار تقتطعها السجون من أعمارنا ، فانتم تعيشون من أجل قيم سامية وقضايا عادلة ، نعيش جميعاً من أجل كرامة وعزة الأمة ، وأن مع العسر يسرا ، وأن مع الضيق الفرج وأن مع الصبر النصر بإذن الله. والثانية إلى المؤسسات الحقوقية : لا تجعلوا من قضية الأسرى سلعة للمتاجرة المادية أو الحزبية ، فظاهرة الأسرى نتيجة طبيعية لمواصلة الجهاد والمقاومة والنضال ، وهذا حق مشروع لمقاومة الاحتلال والتخلص منه وعلى المؤسسات تقديم خدمات حقيقية وليس شكلية ، وعليكم السعي للتخفيف عن الأسرى وأسرهم ، نحن نعرف قدرات هذه المؤسسات فليس مطلوب منها أن تفرج عنا لأنها لا تستطيع ولكن عليها مسؤولية فضح ممارسات الاحتلال تجاه الأسرى والأسيرات ، وإجبار الإدارة للتراجع عن سياساتها التعسفية وهجمتها الشرسة على الحركة الأسيرة ، وأن يسمح بزيارة الأسير من كل درجات القرابة وأن لا تنحصر بالدرجة الأولى ، وأن يتم تأمين وتوفير الزيارات لأسرى غزة المحرومون من هذه الزيارات ، والسماح للجميع بإدخال الملابس بأريحية وإدخال المواد التموينية ، ومتابعة الملفات الطبية للأسرى المرضى ، وضمان إدخال الكتب والسماح بالتعليم الجامعي ، وتقديم امتحان الثانوية العامة ، ووقف سياسة العزل الانفرادي والجماعي وما إلى ذلك من حقوق. وتابع قائلاً : وأما الرسالة إلى الحكومة الشرعية في غزة : أعانكم الله يا حماة القضية والثوابت ، مزيداً من الصبر والثبات لأن ما يمنحنا ويعطينا الأمل ويصبرنا ويثبتنا هو ثباتكم وصمودكم ومحافظتكم على القضية ، فالحذر من التنازل والتجاوب مع دعوات وهم السلام ، ولم يبقى إلا القليل بإذن الله تعالى ، مزيداً من الاهتمام بعوائل الأسرى والشهداء لأن ما تحقق من ثبات ونصر بدماء الشهداء وأنات الأسرى ، والأسرى يستحقون إكرام أهاليهم وذويهم كجزء من دعم صمود الأسرى ، نوصيكم بالحريات العامة خيراً وبإرساء سلطة القانون والعدل ، فالعدل أساس الملك ، وشكرا لكم على جهودكم ، ومزيد من تفعيل قضية الأسرى دولياً . رسالة بحروف من ألم ! وقد وجه رسالة إلى السلطة في رام الله قال فيها : كنت أتمنى أن اطلب منكم العمل على إطلاق سراح الأسرى من السجون الإسرائيلية ، ولكن ياللعار سجونكم تزدحم بالمجاهدين والمناضلين الشرفاء ، فهيهات ، هيهات وهل يمكن لمن يقتل شعبه تحت سياط التعذيب أن يكون لديه الغيرة على الأسرى من أبناء شعبه في سجون الاحتلال ، فهل يوجد عنده نية صادقة ورغبة حقيقية ، فلماذا تعتقلون وتعذبون من يفرج عنهم من سجون الاحتلال؟! ورغم كل ذلك فأبواب الخير مفتوحة ، وبإمكانكم إنهاء معاناة الأسرى من أبناء شعبكم المحتجزين عندكم أولاً ، وإذا أردتم أن تكونوا سلطة ، فكونوا سلطة لكل الشعب ومن خلال صناديق الاقتراع وعملية انتخابية تجري بحرية ونزاهة وشفافية،ولا بد من نوايا صادقة من طرفكم للخروج من لظى الانقسام والذي بات يهدد القضية برمتها. وأضاف لا بد من رسالة إلى الأمة العربية والإسلامية : تستطيعون عمل الكثير للأسرى وأطفالهم ، فالأمة التي تحترم أسراها وجرحاها وشهدائها هي أمة حية وأمة تستحق الحياة ، وتستحق النصر ، فإذا لم تستطيعوا الغزو فلا أقل من أن تخلفوا من نذروا أنفسهم في سبيل أهلهم وأبنائهم ، باستطاعة دعوة أطفال الأسرى للاشتراك في مخيمات ترفيهية ، بإمكانكم كفالة الطلاب من أبناء الأسرى ، المشاركة الوجدانية ، الدعاء بظهر الغيب فالأسرى هم قضية إسلامية وعربية هدفها الدفاع عن شرف الأمة ، وعيب على أمة بهذا الحجم أن يبقى أسراها في السجون ، لا تتركوا الأسرى وحدهم يواجهون قدرهم عليكم أن تشعروهم بالاحترام والتقدير والإجلال فهذا من شأنه أن يرفع من معنوياتهم ويواسي جراحاتهم ، ويعوضهم ولو بالقليل عن التغييب القسري. وأخيراً ابعث برسالة إلى وسائل الإعلام المحلية والعربية والإسلامية : ماذا فعلتم لتفعيل قضية الأسرى ، وكم تأخذ قضيتهم من حجم بثكم الفضائي ، وما هي المساحة الإعلامية المخصصة لهم عندكم ، خذوا العبرة من قضية جلعاد شاليط فخلال نصف ساعة كان اسمه يتردد في كل أوساط ووسائل الإعلام العالمية ، بينما نائل البرغوثي يدخل عامه 33 سنة خلف القضبان 65 عيد وهو بعيد عن الأهل ، فهل تسمعون به ؟ ويا تلفزيون فلسطين للأسف إنكم فضائية فصيل معين فاتقوا الله. والى الجميع : مزيداً من الاهتمام والرعاية بقضية الأسرى وتفعيل هذه القضية في جميع المحافل الدولية والمحلية ، ونؤكد عليكم على ضرورة إخراج فكرة المؤتمر الدولي للتضامن مع الأسرى ، للتأكيد على حيوية هذه القضية وحضورها في وجدان الشعب والأمة. وأخيرا عزاؤنا يوم العيد في الله أولا وفي صفقة شاليط فجزا الله خيرا المقاومة وعلى رأسها المجاهدين ولعلنا نكونفي عيد الأضحى القادم بين الأهل والأحبة ، وصبر جميل والله المستعان . تم تعديل 23 سبتمبر 2009 بواسطة أسامة الكباريتي يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان