اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

خطة لمقاومة الإيدز المصري (فيروس سي الكبدي)


Dr Medhat Khafagy

Recommended Posts

خطة لمقاومة الإيدز المصري

(فيروس سي الكبدي)

ــــــ

يعتبر انتشار فيروس سي الكبدي لغز حير كبار العلماء في مصر ولا يقل خطورته عن فيرس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز). والاصابة بفيروس سي يسبب تليف الكبد وبالتالي فشل وظائف الكبد ووفاة المريض. وهو السبب الأول لحدوث سرطان الكبد في مصر، بحيث أصبح يشكل السرطان رقم واحد في الذكور في مصر متخطياً سرطان المثانة. أما عن نسبة انتشاره بين المصريين فيتراوح بين 12 في المائة (احصائيات وزارة الصحة المصرية عن نسبة فيروس سي الكبدي) وحوالي ثلاثين في المائة (الشبان الراغبون في العمل في الدول العربية.

وبعكس الإيدز لا يتعدي انتقال فيروس سي الكبدي من الأم إلى الأبناء 1.5 في الألف، وفي المقابل ينتقل فيروس الإيدز من الأم إلى الأبناء بنسبة 70 في المائة، وذلك إذا كانت الأم لا تأخذ علاج الفيروس. ولمقاومة الفيروس سي الكبدي، نحتاج لتكثيف الجهود في القسم الوقائي في وزارة الصحة مع منظمات المجتمع المدني، والتي تعتبر همذة الوصل بين الجهات الحكومية والمواطنين المصريين. وذلك لأن جزء أساسي من المقاومة هو تثقيف المواطنين عن خطورة استعمال الحقن الملوثة المستعملة، وطرق العدوى من الحلاقين وأمواسهم وآلات الأسنان غير المعقمة واستعمال الوشم بأبر غير معقمة. والمنظمات غير الحكومية هي أنسب الوسائل لهذا التثقيف لأن العاملين بها ينضمون إليها بمحض إدارتهم تطوعاً.

ويجب أيضاً تشجيع إنشاء جمعيات لتصنيف المستشفيات والكشف عن مستوى الخدمة فيها واتباع العاملين فيها طرق الوقاية من انتشار المرض بين مرضى المستشفيات عن طريق الحقن المستعملة أو زجاجات الأنسولين والتي تستعمل لعدة مرضى في نفس الوقت. ويجب على تلك الجمعيات المرور على المستشفيات كل 6 أشهر وأعطائها شهادة تفيد باتباعها طرق الوقاية اللازمة من الفيروس، والتي تقوم المستشفيات بتعليقها في مكان بارز بالمستشفى، بحيث يطمئن لها المرضى للعلاج فيها.

ويجب عدم الاعتماد كلياً على موظفي وزارة الصحة للقيام بتلك المهمة وحدهم وذلك لتفشي الفساد بين موظفي الدولة. ويجب على قيادة وزارة الصحة عدم النظر إلى تلك الجمعيات أنهم يفتشون عليهم، ولكن يجب اعتبارهم شركاء في حل المشكلة.

ومن ثم يجب تشجيع تكوين جمعية لمكافحة فيروس سي الكبدي في كل محافظة، وتعطي تمويل من وزارة الشئون الاجتماعية ومن تبرعات المواطنين. وسيحتاج مكافحة فيروس سي الكبدي إلى بعض الأبحاث المهمة، والتي يمكن أن تقوم بها مراكز الكبد وأيضاً أقسام الأمراض الباطنية في الجامعات المصرية. ومن تلك الأبحاث أن تؤخذ عينات عشوائية من دماء المواطنين (لا تقل عن ألف عينة، بدأ من الطفل عند ولادته ومن الأطفال الأكبر عند عمر سنة وسنتين وثلاثة وهلم جرا, لمعرفة وقت حدوث اصابة الجسم بالفيروس في معظم الأطفال، هل هو من التطعيم بحقن مستعملة أو بموس ملوث عند الحلاقة أو خلافه (اصابة الذكور في مصر ستة أضعاف الإناث) أو من طبيب الأسنان ؟ ويجب أجراء هذا البحث في أكثر المناطق المصابة مثل قرى الفيوم، وفي المناطق الراقية مثل الزمالك ومصر الجديدة.

د. مدحت خفاجى

medhatkhafagy@hotmail.com

د. مدحت خفاجة[br]أستاذ جراحة الأورام  -  جامعة القاهرة

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...