الحكومة والإعلام وأنفلونزا الخنازير : ع الحامي وع البارد!

[Sherief AbdelWahab]

جايز يكون اللي ح أكتبه رخم شوية بس استحملوني..

قبل كذا شهر نشرت الصحف الحزبوطنية خطط وتصورات أقل ما يقال إنها مخيفة ومرعبة لم تحدث منذ انتشار وباء الكوليرا في مصر قبل ستين عاماً .. تهويل ما بعده تهويل .. رغم إن الإشارة الحمراء عادةً ما يسبقها أخضر وأصفر ، والإجراءات الاحترازية بتتاخد بالتدريج مش على مرة واحدة ، ونشر الكلام دة موتنا جميعاً في جلدنا وحسسنا إننا مقدمين على كارثة في الشتاء القادم..

الكلام دة في يونية ويولية .. افتكروا..

لكن أدينا أهه داخلين على أكتوبر ، قبل الشتاء بشهر وشوية ، وتبص تلاقي ارتخاء غريييييييييييييييييييب في اللهجة مع الإعلان عن حالات وفاة ، وهات يا تطمين في الناس اللي رعبتهم قبل الهنا بنص سنة بشكل يحرض على الارتخاء ، والحياة بقى لونها بمبي ، ومفيش داعي نأجل المدارس ، وطول ما حناخد فتوى بإلغاء الحج هذا العام يبقى مفيش داعي نبص على الواقع الصحي المتردي في مصر وبلاش نتكلم في الماضي الماضي دة كان كله جراح..

م السخن للساقع ، من المية وعشرين كيلومتر في الساعة للسكون في خمس ثوان..

ليه؟ ومن إيه؟

خلص الكلام

[Sherief AbdelWahab]

الآتي بعد مقال نشر في الرابع من أكتوبر بجريدة الشروق ، قد تختلف معه ، لكنه يرى أن فيلم الرعب الذي صيغ في "روزا اليوسف" و "الجمهورية" حقيقة مش خيال ، وصنعه من يستفيد منه..

الجميع من وزير التعليم إلى وزير الصحة مرورا بكل الوزارات الممثلة فيما يعرف باللجنة العليا لإنفلونزا الخنازير ضالعون ومتورطون ومتهمون بالتلاعب فى بورصة الخوف المنصوبة فى كل مكان على أرض مصر..

كلهم يمارسون تجارة الخوف والرعب من إنفلونزا الخنازير مع انطلاق العام الدراسى الجديد، على نحو يجعل ما ذهبت إليه «الإيكونوميست» عن تمرير أشياء وسط دخان وغبار الوباء سيناريو ليس بعيدا عن الحقيقة.

إنهم يختطفون البلد عنوة ويدخلونها فى آتون فوبيا الرعب بلا مبررات معقولة، الضربة الأولى كانت مع وزير الصحة حين تحدث عن سيناريو كابوسى يحصد 18 مليون نفس بشرية، لو تفشى الوباء مع القادمين من الحج، وها هى نتائج موسم العمرة تكشف بؤس ما ذهبوا إليه، عشر إصابات فقط من بين 48 ألف معتمر سافروا وعادوا إلى مصر، لتنظم بعدها القصائد فى عبقرية مصر الصحية التى جعلتها ضمن أفضل 3 دول على مستوى العالم من حيث القدرة على التعامل مع الفيروس.

ووسط سحب الدخان المتصاعد من تصريحات الوزراء والمسئولين جرى تمرير «سبوبة» شهادة خلو المعتمر والحاج من إنفلونزا الخنازير مقابل 300 جنيه عن كل فرد، فيما لا يزال الحديث دائرا عن احتمالات إلغاء موسم الحج.. وهو ما لن يحدث وعلى طريقة فاروق حسنى «يبقوا يقابلونى».

كلهم استثمروا مناخ الفزع والرعب، من ذلك نكتة اللامركزية فى حقل التعليم، والتى حولته من قضية قومية وإطار جامع لمختلف طبقات الشعب المصرى إلى لعبة عرض وطلب، كل مدرسة حرة فى تلاميذها، من خلالهم تستنزف أولياء الأمور حتى آخر قطرة، عبر ابتكار طائفة جديدة من الرسوم، بعضها خاص بأدوات النظافة وأخرى تتعلق بالرعاية الصحية، ناهيك عن الفكرة المبتذلة باختزال الأسبوع الدراسى إلى ثلاثة أيام فقط فى بعض المدارس على مستوى المحافظات.

باختصار أصبح منتهى طموحات وزير التربية والتعليم أن يذهب التلاميذ إلى المدارس، ولا يهم بعد ذلك مستوى العملية التعليمية. الوزير يتحدث طوال الوقت وكأنه بصدد اختبار فى أساليب الوقاية والصحة المدرسية، يفتى فى كل شىء إلا التعليم من حيث هو مناهج ومقررات وأداء دراسى محترم.

انشغل الجمل بالديتول والصابون وقياس الحرارة وتناسى هموم السنة الدراسية وكأن مجرد ذهاب الصغار إلى مبانى الدراسة هو بحد ذاته إنجاز، بصرف النظر عما يجرى داخل الفصول.

بالأمس كان من المفترض أن يعطى الوزير إشارة بدء العام الدراسى من إحدى مدارس الإسكندرية ــ مسقط رأس الجمل ــ وكعادته فى كل عام يعطى السيد الوزير المثل والقدوة فى الانضباط، ولذلك وقف أولياء الأمور والتلاميذ وإدارة المدرسة فى انتظار تشريف سعادته حتى العاشرة والنصف لكى تلتقط له الصور وتنطلق تصريحات «كله تمام» وفى اللحظة التى كان فيها الوزير يبدأ اليوم الدراسى فى إحدى مدارس الإسكندرية، كان اليوم قد بدأ وانفض فى مدارس الجيزة والهرم لينتشر التلاميذ الصغار فى الشوارع المحيطة بمدارسهم عند الحادية عشرة صباحا عائدين إلى منازلهم.

ومادام التركيز كله على الفينيك والديتول والصابون والكمامات أقترح تغيير مسماها إلى «وزارة التهوية والتكميم» ولا أراكم الله مكروها فى «تعليم» كان لديكم.

http://www.shorouknews.com/Columns/Column.aspx?id=127090#

خلص الكلام