اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

بوليس النجدة .....


Lancelot

Recommended Posts

أولا .. تعالوا نقرأ الخبر ده اللي خلاني أكتب الموضوع ده ...

و هو منقول عن الميدل إيست ....

و بعيدا عن مأساة الأب الذي فقد إبنه ... و مأساة الإبن الذي إختطف من أبيه ... و سيربي بعيدا عنه و عن دينه و وطنه .... إلي أن يشاء الله غير ذلك ... و بعيدا عن مأساة الوطن اللي فشل إنه يوفر الحماية لطفل صغير .... بعيدا عن كل ده ... لفت نظري مأساة أخري قد لا يلتفت إليها أخرون وسط كل هذه التراجيديا ...

أعيدوا قراءة هذه الفقرة ...

ولكي يضمن المختطفون تعجيز الأب، وأخته التي كانت تقيم معه، تم تخـــديرهما بمخــــدِّر يغيبهـــــــما عن الوعي، ليوفر فسحة من الوقت، حتى تخرج "البضاعة" من مصــر!. كما احتاط المقتحمون، فقطعوا عن المنزل كل وسائل الاتصال، عدا جهاز هاتف لاسلكي، غفلوا عنه؛ ولما استخدمه الأب، فور عودة وعيه إليه، للاستنجاد بالشرطة، كان لسانه لا يزال متأثراً بالمخدر، فكان نطقه غير واضح، فتجاهلته شرطة النجدة، و لعلهــا اعتبرته يعبث!. وقد علمتنا السينما الأمريكية، أيضاً، أن الشرطة لديها من الأجهزة المتقدمة ما يمكنها من رصد رقم هاتف المتحدث، وموقعه، وربما تفاصيل أخرى عن حياته (!)؛ ونحن – بحسن نية بالغ – نفترض أن تستخدم هذه الأجهزة لتتعرف على ذلك الإنسان الذي يطلب نجدتها، فإن كان عابثاً، عاقبته – ولن تعجز في ذلك – أما إن كان يعجز لسانه المخدَّر عن النطق، في مثل هذه الأحوال، هرعت إليه لنجدته .. أليس اسمها "شرطة النجدة"؟!. غير أن ذلك لم يحدث؛ وقد ساعد هذا الإهمال الواضح في تأخير اتخـاذ أي إجراء لملاحقة المختطفين، لمدة تسع ساعات كاملة، كانت كافية لأن يكون الطفل محلقاً في طائرة، تعبر به البحر المتوسط، شمالاً!.

"شرطة النجدة" ... كل اللي أغلبنا نعرفه عنها ... هو ما نعرفه من خلال الأفلام الأمريكية .... ترفع سماعة التليفون .. تطلب 911 ... و تلاقي شخص يرد عليك ... و بعدها بـ 3 إلي 5 دقائق يبقوا علي باب بيتك ...

مذهل .. مش كده ...

عندنا في مصر الصورة أكثر إذهالا لهذا ... أولا ... النجدة بنمرة و المطافئ بنمرة و الإسعاف بنمرة ....

الشرطة 122

الإسعاف 123

المطافئ 125

يعني ممكن ببساطة بعد ما تطلب النمرة تلاقي إن الحالة لا تدخل ضمن تخصص النمرة ديه ... يبقي تقفل و تتصل بالنمرة الصح ....

و لازم تتصل من تليفون ثابت .. و ليس محمول .... ديه نقطة مهمة جدا ... و هي عن موقف حصل لأحد معارفي إتصل بالمطافئ من تليفوته المحمول و كانت النتيجة "إقفل و إتصل من تليفون ثابت" .. لأنك ببساطة كداب و عايز تتضل المطافئ و تبعتهم في مهمة إنقاذ غير حقيقية ... هذا أو ما تفترضه شرطة الإنقاذ ... و عليك أن تقدم أدلة تثبت أنك في خطر حقيقي ...

يمكن إنك تلاقي تليفون ثابت مسألة سهلة لكن الموقف اللي هأحكي لكم عليه أكثر إذهالا .... و حصل لي من حوالي كام شهر ... في فترة الصيف ...

في مدينة نصر ... في شارع الطيران تحديدا .... أمام جامع نوري خطاب هناك شارع جانبي ... كنت راكب العربية مع أصدقائي في وقت متأخر حوالي ساعة واحد قبل منتصف الليل ... و أمامنا مباشرة موتوسيكل يجري بسرعة في الشارع الجانبي و في التقاطع أصطدم الموتوسيكل بجانب سيارة تعبر التقاطع ... صدمة قوية أطاحت براكب الموتوسيكل من فوق السيارة ليلف دورتين كاملتين في الهواء قبل أن يسقط علي الأرض فاقدا الوعي لفترة قصيرة ....

بصرف النظر عن تصرف راكب السيارة اللي نزل .. و أول ما عمله هو إنه قال "مش غلطتي" ....

و بصرف النظر عن تصرف زوجته اللي نزلت تلوم قائد الموتوسيكل ... فاقد الوعي ...

و بصرف النظر عن بوابين العمارات و الناس اللي في الشارع اللي بدأ كل واحد منهم في الإفتاء بطريقته الخاصة .... و منعونا من إننا نقترب من قائد الموتوسيكل رغم إن من أصحابي طالب في السنة الخامسة في كلية الطب و أخر حاصل علي دورة تدريبية متخصصة في الإسعافات الأولية ... و حتي إمتنعوا عن سماع نصيحتنا في التوقف عن تحريك المصاب اللي من الواضح جدا إنه مصاب بكسور متعددة ... و المعروف إن أي واحد مكسور أهم حاجة إن محدش يحركه – إلا في أقصي الظروف و تحت يد متخصص - علشان الكسور المصاب بها لا تتزايد ...

المهم إتجهنا كالمجانين نبحث عن مستشفي بها إسعاف يعمل في هذا الوقت .... وجدنا مستشفي التأمين الصحي و هي تقع في نفس الشارع .. شارع الطيران .. و بدون البحث عن تفسير لعدم وجود باب الإسعاف عند المدخل الرئيسي المطل علي شارع الطيران ... إتجهنا إلي المدخل الخلفي ... و بعد أن منعنا رجال الأمن من الدخول بالسيارة إلي المستشفي .. اضطررت إلي أن أنزل من السيارة لأجري عابرا البوابة إلي داخل المستشفي حتي أصل إلي الإسعاف ...

و بعد أن وصلت إلي المدخل لأجد سيارة الإسعاف ... حمدت الله علي إنها موجودة ... و ما كدت أن أجد واحد لابس بالطو أبيض ... قلت له علي الموقف اللي حاصل و إزاي إن فيه راجل مرمي في الأرض ... ربنا وحده أعلم إيه اللي حصل له ....

قال لي "و هو الراجل فين"

قلت له .. "ده هنا قريب"

قال لي "طب ما جبتوش ليه"

قلت له "إن فهمت أنا قلت لك إيه .. بأقولك الراجل متكسر و لو حركته أي حركة غلط الله أعلم ممكن يحصله إيه تاني"

قال لي بمنتهي البساطة "مش مشكلة ... هاتوا هنا و بعدين نتصرف"

قلت له "طب و العربية ديه بتعمل إيه"

قال لي "لا العربية مش مسئوليتي و مأدرش أخرجها"

بعد كده أدركت إن الثواني اللي أنا أخدتها في الدهشة و محاولة إستيعاب العقلية اللي بأتكلم معاها ... كانت مهمة أوي و ما كانش المفروض إني أضيعها .... و الحمد لله أدركت إن أي مناقشة أخري في سبب تغيب المسئول أو عدم تفويض هذا الشخص ليتخذ قرار بالنيابة و إن ده كارثة في حد ذاتها ... أدركت إن أي مناقشة من النوع ده هتضيع وقت أكتر .... و طلعت أجري مرة أخري أرجع العربية ... و طبعا بعد موقف زي ده مش معقول تطلع تدور علي مستشفيات أخري ... ترجع لمكان الحادث و تبدأ تتصرف و ربنا يسترها معاك ...

بعد موقف زي ده – و هو موقف حصل لي شخصيا و يشهد الله علي صدقي – الواحد ممكن يعمل إيه لما يبقي في موقف مماثل .... تفتكر ممكن يفكر إنه يلجأ لأي جهة طالبا النجدة و لا هيتصرف بنفسه ... و ربنا يستر ..

.

رحم الله الأفاكاتو وإخناتون وإسكنهم فسيح جناته

__

وجوه في العاصفة - هل تحب عملك - كيف تعمل الأشياء - أزمة الحد الأدني

رابط هذا التعليق
شارك

هناك حواجز كتيرة بين الأجهزة القائمة علي الإنقاذ (شرطة – إسعاف – مطافئ) و بين الشخص الواقع في ورطة ... أولها الثقة ....

ثقة الأجهزة في أن المتصل هو فعلا في موقف حقيقي يحتاج إلي الإنقاذ .... و ثقة الشخص في أن الأجهزة ستنقذه و أنها ستكون علي المستوي المطلوب من سرعة التصرف و كفاءته ... و الثقة منعدمة عند الطرفين .... فالأجهزة تفترض عدم الثقة و تطالب أن تثبت شخصيتك و مكانك و حالتك إذا كنت تريد الحصول علي المساعدة ... و علي الجانب الأخر فإن الأشخاص يفترضون عدم الكفاءة (المتمثلة أولا في البطء الشديد للإستجابة) و إساءة إستخدام السلطة (مثل أن يقوم سائق سيارة الإسعاف بإستخدام السارينة لإفساح الطريق في حين أنه ليس في طريقه لتقديم مساعدة) ....

و مشكلة الثقة ديه مشكلة كبيرة لأنها تعتمد بالدرجة الأولي علي ثقتنا في بعض كأفراد ... فنحن – كرد فعل لكل ما نسمعه من خدع تحدث لمن حولنا – نفترض سوء الظن في الأخرين .... و عليهم أن يثبتوا حسن نواياهم ... فأي واحد بيبيع منتج هو محتال لابد أن يؤكد علي جودة منتجه ... و كل واحد بيحب واحدة هو بيضحك عليها و بيبيع لها كلام في الهوا ... و علي كده قيس مواقف كتيرة .... و إفتراض حسن النية مشكلة كبيرة أوي ... ليس هناك مجال لحلها الآن و لا حتي لوقت طويل ....

و ثاني الحواجز ... هو تحمل المسئولية ... و هي مشكلة تبدو علي علاقة بالثقة ..... فالجهاز مسئول عن إنقاذ كل من يحتاج إلي المساعدة .... و المواطن مسئول عن توفير مساعدة للجهاز كي يؤدي مهمته ... فالشخص الواقع في موقف يحتاج فيه للمساعدة يجب أن يكون واضحا قدر الإمكان في ما يدلي به من بيانات و أن يكون علي قدر من الهدوء حتي يتيح للمسئول أن يساعده عبر التليفون حتي يأتي من يستطيع تولي هذه المهمة ... و الشخص الذي لا علاقة له بالموقف يجب أن يقدم أقصي مساعدة بأن يتنحي جانبا تاركا المجال للمسئول كي يتصرف ... و التخلي عن "الفزلكة" و "الإفتاء" في مواقف علي قدر ما تظهر فيهما هاتان الصفتان علي قدر ما يكون خطيرتان ....

إن إلقاء اللوم علي الجهات المسئولة وحدها أو إلقاء اللوم علي المواطنين وحدهم لن يحل المشكلة ... التي قد لا تبدو غير ذات أهمية للبعض أو تتراجع أهميتها أمام مشاكل أخري .... لكن حل هذه المشكلة من الممكن أن يكون سهلا ... و من الممكن تطبيقه علي فترة طويلة ... للوصول إلي نتائج أفضل و ووضع أفضل من الحالي ...

إسمحوا لي أن أطرح قضية أجهزة الطواري للنقاش .. مدي أهميتها و مدي فعالية أدائها من خلال هذا الموضوع ..

رحم الله الأفاكاتو وإخناتون وإسكنهم فسيح جناته

__

وجوه في العاصفة - هل تحب عملك - كيف تعمل الأشياء - أزمة الحد الأدني

رابط هذا التعليق
شارك

لا تغضب يا عزيزى لانسلوت,

أولا: الذين يشغلون مناصب تتطلب مسئولية, قد تم تعيينهم للثقة فيهم, و ليس لكفاءتهم

ثانيا: لا يسمح النظام بقدر كبير من التصرف التلقائى, فهذا يتطلب التفكير, و تحمل المسئولية, و هذا أمر غير مرغوب فيه فى الموظف الحكومى..

ثالثا, لا يوجد عندنا جدية فى التدريب أو التأهيل, و خاصة فى المسائل الأمنية, فالدولة التى تعتمد على الفهلوة, لا تتطلب من المسئول سوى أن يكون فهلويا

الخلاصة, أن من يشغلون مناصب قيادية هم " بتوع كله" الذين لا يفقهون شيئا, و الذين يؤمنون بأن "الباب اللى يجيلك منه الريح... سده و استريح"

تم تعديل بواسطة الأفوكاتو

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

انضم إلى المناقشة

You are posting as a guest. إذا كان لديك حساب, سجل دخولك الآن لتقوم بالمشاركة من خلال حسابك.
Note: Your post will require moderator approval before it will be visible.

زائر
أضف رد على هذا الموضوع...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   تمت استعادة المحتوى السابق الخاص بك.   مسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
  • الموضوعات المشابهه

    • 11
      أستاذ .. إلحقنى النجدة .. الغوث   الجدع اللى اسمه يسرى فوطة ده عايز يقول إيه ؟ والأكادة بيسألنا زى الأستاذ ما بيسأل تلاميذه : "واضح؟" بصراحة هو ناضح مش واضح ناس قالولى إنه بيلقح - بس بالوحوى - على ريهام سعيد أنا مش عارف إيه اللى حصل بينهم بس هو كده بيكلم ناس من كوكب تانى .. غير اللى بتكلمهم ريهام دى خاااااالص  
    • 39
      السلام عليكم ورحمة الله, طبعا تعلمون يا إخواني الأعزاء بانتفاضة 17 فبراير والتي تجري الآن في ليبيا .. و الشباب الليبي هناك يضحي بروحه دفاعا عن حرية ليبيا .. و هناك نقص في الاغذية والتموين والادوية و أهل ليبيا يستغيثون بنخوتكم لتساعدوهم حيث يطلبون من شباب مطروح و أي مكان قريب من الحدود الليبية بتقديم الإغاثة العاجلة .. وقد وجه الشباب الليبي عدة نداءات إغاثة عبر الفيس بوك. نتمنى عليكم أن تنجدوا إخواننا بليبيا يا أهل النخوة أخبار الإنتفاضة يمكنكم متابعتها هنا : http://www.facebook.com/17022011l
    • 2
      اقتحم 5 بلطجية من المسجلين خطر قسم شرطة اوسيم واطلقوا النار علي حراس القسم وقاموا بتهريب زميلهم المقبوض عليه من داخل ديوان القسم وفروا هاربين. تلقي اللواء مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة بلاغا بالحادث. انتقلت جميع قيادات امن الجيزة للقسم وتم وضع عدة أكمنة وتمشيط القري المجاورة لمنطقة أوسيم. تمكنت قوة من المباحث من القبض علي اربعة من المتهمين وجار ضبط المتهم الهارب بلبل الصحراء مسجل سرقات بالاكراه وعثر بحوزتهم علي سنج ومطاوي وفرد خرطوش. اعترف الجناة بارتكابهم الحادث وأرشدوا عن زملائهم الهاربين
    • 19
      هل عند أحد أفكار تعين على التركيز في الصلاة ...و الإخلاص في تأديتها ... و جزاكم الله خيراً ....
×
×
  • أضف...