اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

المطلقة والأرملة والعانس نساء يعشن الغربة


Mohammad Abouzied

Recommended Posts

المطلقة والأرملة والعانس نساء يعشن الغربة

27 ديسمبر 2003

احيانا تبدو الحياة مثل (مدينة الملاهي) كبيرة ومزدحمة.. الكل مفتون بألعابها ومندهش لمباهجها ومفاجآتها.. وتحت وطأة هذا الانشغال تضيع بعض ملامحنا الانسانية.. ورغم كل تلك الاحداث وذلك الازدحام والضجيج وحركية الحياة المتواصلة، نجد البعض يعاني وسط كل ذلك من غربة شديدة ووحدة قاتلة.. وعبثا يحاول البحث عن انيس لوحدته.. وفي كل مرة ينطلق في رحلة شبه استجدائية، يلتمس فيها الشريك المخلص الا انه في غالب الاحيان يعود بخفي حنين.

مطلقات هن وارامل وعوانس هؤلاء هن الوجه الآخر لنساء يعشن الغربة فحاجة الواحدة منهن الى الانس والامان كبيرة وافتقادها الشريك يحميها من نظرات المجتمع اكبر، ولا حرج عليها ان عبرت عن احتياجها هذا بالقول او الفعل.. ولربما صدقت تلك المقولة الذاهبة الى انقسام الحياة الى نصفين، وان الانسان لا يستطيع ان يقطع مشوار حياته الا مع رفيق انها فكرة الشراكة بالطبع.. الشراكة في كل شيء في الاقتصاد.. والسياسة.. وفي الحياة والمشاعر.. والاهم من هذا وذلك الشراكة في مواجهة الخوف لمحاولة الحصول على الامن والاستقرار النفسي.

المطلقة

تصادفنا حالات اقل ما يمكن القول عنها انها محزنة ومؤسفة فعلا، فهذه سيدة مطلقة منذ سنوات عديدة لا ابناء لها وبلغت من العمر خمسين سنة حاولت جاهدة ان تعيش بين الناس وان تشارك في الحياة الاجتماعية بمختلف انواعها.. المهم ان تذوب في المجموعات الا انها في قرارة نفسها واعماقها وحيدة تشعر بحاجة ماسة الى شريك يقاسمها فراغها وهمومها ويخفف عنها قسوة العيش والخوف من الغد المجهول والغامض.. بلسانها همست لي ذات يوم قائلة »ينتابني شعور بأنني سأموت وحيدة في يوم ما دون ان يحس بي احد، هذا الشعور يفزعني ويؤرقني.. وقد يأتي يوم انتظر فيه الفجر لأفتح النوافد والباب واخرج..لاموت بين الناس.. ان حاجتي لشريك قد تجاوزت معناها العاطفي والاجتماعي لتأخذ شكلا انسانيا«.

هذا ما قالته السيدة زينب بشيء من الاسى والحزن، والنماذج غيرها كثيرة.

والمطلقة عموما تعاني الكثير من دون شك، لأن الطلاق في حد ذاته نهاية لحياة تعيسة وبداية لعذاب امرأة ستواجه الحياة وحدها في مجتمع لا يرحم، ويلقي بجل اللوم عليها في فشل العلاقة الزوجية فتلاحقها التهم والهمسات الظالمة والنظرات المملوءة بالشك والريبة، وتكون »محاصرة« من الرجال او النساء اللواتي يخشين على ازواجهن منها.

الارملة

لا تقل عذابات الارملة عن المطلقة فهي تعاني ما تعانيه الاولى واكثر، اذ إنها معرضة للأقاويل والاشاعات بصفة مستمرة وتكون مثل الجرح الذي لم يندمل بعد، فإذا تزينت واهتمت بنفسها ومظهرها يدعون بأنها ليست حزينة على المرحوم او انها تبحث عن عريس ويتغامزون عليها، وهي دائما في قفص الاتهام وكأن رغبتها في الزواج مرة اخرى جريمة لا تغتفر وانه من المفروض ان تدفن نفسها وهي حية لتجسد صورة الزوجة التي اخلصت لماضيها، مع ان هذه الارملة قد تجد نفسها مجبرة على الارتباط مرة اخرى ولأسباب عدة كأن يقاسمها الشريك الجديد المسئولية في تربية الاطفال، ونجد ان الرجال يترددون الف مرة قبل يفكروا في الارتباط بأرامل وكأن هناك انتقاما من رجولتهم او وضعهم الاجتماعي!!

وفي واقعنا لا مجال لتفهم زواج الارملة المتقدمة في السن، فهي اما »متصابية« او متحررة اخلاقيا، ولا احد يفهم انها وحيدة وتطلب المشاركة والصحبة في نهاية حياتها.

العانس

عن هذه الاخيرة حدث ولا حرج.. فتلك الفتاة تقدم بها قطار الزمن لتبلغ الثلاثين او أكثر، تنضم لصفوف العوانس اللواتي يعملن طوال اليوم ـ بالبيت او العمل ويقضين لياليهن في رتابة ودون شكوى معلنة.. بينما يتألمن داخليا من الوحدة ومن كلام الناس اللاذغ (خصوصا وان موضوع تأخر الزواج اصبح مادة دسمة تلوكها الألسن في المجامع النسائية وغيرها) ومن سؤال هذه وحال تلك وذلك الاهتمام الزائف الذي يبديه بعض المحيطين بشيء من الرأفة الممزوجة بالحسرة والسخرية.. مع كل هذا وذاك تحس الواحدة منهن برغبة عنيفة في تأسيس اسرة وبيت مهما اختلفت درجات ثقافتنا او مستواها الاجتماعي اذ العلاقة لا تناط بهذه الامور بقدر ما تتعلق بجانب انساني ينبغي عدم تجاهله لاسيما عندما تشرف العانس على سن الاربعين او يتقدم بها السن نحو الخمسين ومازال (النصيب) لم يطرق بابها بعد.. ومع كل هذا قد يستنكر البعض تصرف عانس او ارملة او مطلقة عندما تطلب الزواج او تتمنى العثور على شريك يؤنس وحدتها.. ووسط هذه الغربة يتجرأ البعض ويتغامز ويتهامس عن واحدة منهن تصر على الزواج في خريف عمرها.

يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة

رابط هذا التعليق
شارك

منذ فترة طرحت موضوع عن واقع المطلقة في مجتمعاتنا الشرقية

في هذا الرابط

واقع المرأة المطلقة في مجتمعاتنا الشرقية

مٌر الكلام

زي الحسام

يقطع مكان ما يمر

اما المديح سهل ومريح

يخدع صحيح ويغٌر

والكلمة دين

من غير إيدين

بس الوفا

ع الحر

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 6 سنة...

في عانس صنعت من احزانها نجاح و فرح

الدكتورة غادة عبدالعال صاحبة مدونة عايزة اتجوز

و كانت سعيدة جدا بنجاح مسلسل عايزة اتجوز

و بتقول الحمد لله ان ربنا عوضني عن كل اللي فات

و انا عايشة نجاح جديد

بس هيا برضو بتملك موهبة الكتابة ، و المسلسل ناقل مدونتها بالظبط و كلام هيا عرفت تعبر عنه

الا بذكر الله تطمئن القلوب

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...