اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

الدولة اليهودية


Recommended Posts

أ- مدخل:

ولكن كيف قامت إسرائيل؟ إن بول جونسون المؤرخ الأمريكي المعروف يقول في كتابه الشهير "تاريخ اليهود" وفي الصفحات 524 و525 و526 ما ترجمته بالحرف الواحد:

"ان الحظ السعيد هو وحده الذي انتهى بالعمل الصهيوني الدؤوب إلى تجسيد اسرائيل وطنًا ودولة. فمن حسن طالع اليهود أن توفي الرئيس روزفلت في اليوم الثاني عشر من ابريل من عام 1945. وكان الرئيس روزفلت في طريق عودته من مؤتمر يالطا أن "اجتمع بالملك عبدالعزيز آل سعود، وقد خرج بعد لقائه بالملك السعودي مناهضًا للصهيونية بعامة ولقيام دولة اسرائيل بخاصة، وذلك بعد أن كان متعاطفًا التعاطف الشديد والقضية اليهودية".

ويستطرد بول جونسون قائلاً: "ولقد قال لي ديفيد نيلز Niles الصديق الحميم للصهيونية وأقرب المستشارين إلى روزفلت أنه يكاد يجزم بأن روزفلت لو بقي على قيد الحياة لما قامت لأسرائيل قائمة".

وبعد أن يتحدث جونسون عن الحملة الشديدة التي شنها وزير الدفاع الأمريكي جيمس فورستال Forrestal وشركات البترول ممثلة بشخص فاكس ثورنبرغ Thornburg رئيس مجلس إدارة شركة كلتكس Cal-tex على قيام إسرائيل يسترسل قائلاً: "والحق يُقال أنه إذا كانت هناك مؤامرة تستهدف خلق اسرائيل، فإن الاتحاد السوفياتي كان من أبرز المتآمرين. فستالين خلال الحرب العالمية الثانية كبح من جماح عدائه للسامية. واتخذ موقفًا مساندًا للصهيونية، وذهب في ذلك إلى حد إيجاد اللجنة المعروفة بإسم اللجنة اليهودية المناهضة للفاشية"..

ويستطرد جونسون فيقول:

"ويبدو أن ستالين كان يعتقد بأن اسرائيل ستكون دولة اشتراكية، الأمر الذي سيعجل في زوال النفوذ البريطاني من الشرق الأوسط. وهكذا وجدت أندريه غروميكو نائب وزير الخارجية السوفياتي، يفاجىء العالم فيعلن في شهر مايو من عام 1947 أن حكومته تساند خلق دولة يهودية في فلسطين. وهكذا اقترع الاتحاد السوفياتي وكافة دول المعسكر الشرقي الأعضاء في هيئة الأمم بالموافقة على المشروع "الإسرائيلي" القاضي بتقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية. وقد جرى ذلك في اليوم التاسع والعشرين من شهر نوفمبر لعام 1947.

ولكن العون الفعلي الذي قدمه الاتحاد السوفياتي للكيان الصهيوني الوليد تمثل في اصدار ستالين أوامره لتشيكوسلوفاكيا بإمداد اسرائيل بكافة أنواع الأسلحة. وقد خصصت الدولة التشيكية مطارًا خاصًا لنقل السلاح جوًا إلى إسرائيل، الأمر الذي مكنها خلال عامي 1948 و1949 من الصمود أمام الجيوش العربية ومن ثم الانتقال من الدفاع إلى الهجوم".

ويتابع بول جونسون قائلاً:

وفي اليوم الرابع عشر من شهر مايو لعام 1948 أعلن بن غوريون قيام اسرائيل دولة مستقلة ذات سيادة. وسارع ترومان إلى الاعتراف بها اعترافًا واقعيًا Defacto بعد خمس دقائق من ذلك الاعلان. وبعد ثلاثة أيام من اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية باسرائيل ذهب ستالين إلى أبعد مما ذهب إليه ترومان، إذ أن الإتحاد السوفياتي اعترف باسرائيل اعترافًا قانونيًا Dejure.

يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة

رابط هذا التعليق
شارك

ب- هرتزل:

تلك نبذة من تاريخ تجعلنا نتساءل عما إذا كان البطل بما له من سلطة عقلية وأخلاقية يستطيع أن يُغيّر مجرى التاريخ ويتحكم بأحداثه، أم أنه يبقى الأسير لحتمية طاغوت لعوب؟ فوفاة الرئيس روزفلت في تلك المرحلة الحاسمة من تاريخ القضية الفلسطينية تجاوزت المصادفة لتصبح نقطة الإلتقاء للأحداث الحتمية الحاسمة. وهكذا فإن المد الذي أطلقه هرتزل في اليوم التاسع والعشرين من شهر يوليو من عام 1897 اكتسح كل عقبة اعترضت طريقه وبلغ في نهاية المطاف أقصى غاياته.

والحق يقال أن الدور الذي لعبه هرتزل في الحركة الصهيونية كان دورًا فريدًا من نوعه ولم يكن في عصره من زعيم صهيوني أقدر منه على القيام به. فتيدور هرتزل لم يكن فقط باعث القومية اليهودية الجديدة بل: كان أيضا المنظِّر لايديولوجيتها والمخطط لاستراتيجيتها والمنفِّذ لتكتيكها والمبشر بمبادئها والداعية إلى أهدافها والمفاوض بإسمها والناطق بلسانها والمدير لمؤسساتها. وجماع القول أن هرتزل كان وطول حياته العملية القصيرة هو الحركة الصهيونية جسدًا وروحًا. ولكن أضخم منجزاته يتمثل، كما اعتقد في انه استطاع أن يوجد للصهيونية الزعماء والقادة الذين سرعان ما سدوا الفراغ بعد وفاته.. فمن يكون هرتزل هذا؟

وُلد تيدور هرتزل في اليوم الثاني من شهر مايو لعام 1860، وذلك في مدينة بودابست عاصمة المجر. وعندما بلغ الثامنة عشرة من عمره انتقلت عائلته للسكنى في مدينة فيينا، حيث التحق بجامعتها وحصل على شهادة الحقوق في عام 1884. وفي عام 1889 تزوج من فتاة يهودية ثرية تدعى جولي ناشور Julie Naschauer وأنجب منها ثلاثة أولاد. وكان هرتزل ينوي أن يكرس حياته للأدب. ولقد كتب عددًا من المسرحيات، أشهرها مسرحية بعنوان "الغيتو الجديد" The New Ghetto.. وأخذ فضلاً عن ذلك يمارس مهنة الصحافة.. حيث عمل محررًا في جريدة يومية عرفت بإسم "الجريدة الحرة الجديدة" Neue Freie Presse وسرعان ما لمع اسمه في ميدان الصحافة. فانتدبته جريدته ليعمل مراسلاً لها في مدينة باريس، حيث بلغها واستقر فيها وزوجته في عام 1891. ومنذ ذلك الحين حتى وفاته في اليوم الثاني من شهر يوليو عام 1904 كرَّس حياته للعمل في خدمة أغراض الصهيونية. وبعد قيام دولة اسرائيل بسنة واحدة أمر رئيس وزارئها بن غوريون بنقل رفاته من النمسا، حيث أعيد دفته على تلة تقع غربًا من القدس وتعرف اليوم بإسم جبل هرتزل. وقد جرى ذلك في عام 1949. وقد لاقى جميع أفراد أسرته نهايات مأساوية. فزوجته توفيت بعد وفاته بثلاث سنوات. أما ابنته بولين فأدمنت المخدرات إدمانًا أودى بحياتها في عام 1930. وأصيب ابنه هانس Hans بمرض عصبي انتهى به إلى الإنتحار. أم ابنته الثانية ترودي Trudy فماتت في أحد المعتقلات النازية إبان الحرب العالمية الثانية. كما ان ابنها اسطفان – حفيد هرتزل – أقدم بدوره على الإنتحار في عام 1946.

يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة

رابط هذا التعليق
شارك

ج- الدولة اليهودية:

ثمة اجماع على أن هرتزل كان في مطلع حياته العملية من التيار الاندماجي القائل بأنه من الأفضل لليهود أن يندمجوا اندماجًا كليًا في مجتمعات البلدان التي يعيشون فيها وأن يذوبوا الذوبان التام في شعوبها. ولكن أحداث عصره، عصر يقظة القوميات في معظم الأقطار الأوروبية والآسيوية، جعلته يتحول عن التيار الإندماجي إلى التيار القومي ويعلن مناديًا بأن القضية اليهودية ليست بقضية اجتماعية أو دينية بل انها قضية قومية. وانه لا يمكن أن نجد للقضية القومية اليهودية من حل إلا بجعلها قضية سياسية عالمية. وهكذا سمعته يعلن في المؤتمر الصهيوني الأول الذي عقد في مدينة بازل أن العودة إلى القومية اليهودية تتقدم حتى على العودة إلى "بلاد يهوه". وقد ذهب هرتزل إلى حد اعتبار ذلك المؤتمر على أنه "الجمعية القومية اليهودية".

وقد باشر هرتزل نشاطه العملي الهادف إلى إقامة دولة يهودية بالاتصال بالبارون موريس دي هيرش De Hirsch. وكان هذا البارون وعائلة روتشيلد يعتبرون من أوسع أغنياء العالم ثراء. وقد سبق للبارون دي هيرش أن أسس لجنة عُرفت بإسم "لجنة توطين اليهود". وكانت هذه اللجنة تهدف إلى توطين يهود روسيا ورومانيا في الأرجنتين. ولكن البارون دي هيرش خيب آمال هرتزل الأمر الذي دفع بهرتزل إلى وضع كتابه الشهير بعنوان "الدولة اليهودية". وكانت المقولة الرئيسية في هذا الكتاب تقول بأنه ليس ثمة خلاص لليهود إلا بإقامة دولة قومية يهودية توفر لليهود كيانًا سياسيًا مستقلاً ومعترفًا به. ولكن دعوة هرتزل هذه لم تلق الاستجابة المطلوبة من يهود أوروبا الغربية، بينما لاقت في أوروبا الشرقية وبخاصة في روسيا تجاوبًا بلغ الذروة من العاطفية والانفعال. واعتقد بأن وايزمان لم يكن مبالغًا حينما قال في مذكراته أن الحركة الصهيونية قد نشأت في جوهرها في روسيا وأن يهود روسيا كانوا العمود الفقري للكيان الصهيوني في فلسطين. ويجدر بي أن أشير هنا إلى أن يهوديًا روسيًا يدعى "سمحا بنكر" Pinker سبق هرتزل في الدعوة إلى الصهيونية الجديدة. وقد نشأت الجمعية المعروفة بإسم جمعية "عشاق صهيون" استجابة لدعوته. ولكن دعوة سمحا بنكر هذه كانت ضبابية وأشبه ما تكون في أدبياتها بأحد أسفار أنبياء "العهد القديم" الأمر الذي جعلها أقرب إلى المجذوبية الصوفية منها إلى الايديولوجيا السياسية.

وبينما كانت اليهودية الأوروبية الغربية تحيط هرتزل بالشكوك الكثيفة في عمليته، كانت اليهودية الأوروبية الشرقية تُحول هرتزل إلى اسطورة بطولية خارقة. وهكذا سمعت بن غوريون يقول في مذكراته انه عندما كان في العاشرة من عمره سمع اشاعة تقول ان "المسيح المنتظر" قد جاء وانه رجل وسيم وعالم نحرير ويسكن في فيينا ويحمل شهادة علمية بدرجة دكتور. وقد أعلن كبير حاخامي مدينة صوفيا عاصمة بلغاريا أن هرتزل هو "المسيح المنتظر" أضف إلى ذلك أن كبير حاخامي مدينة فيينا المدعو موريس غوديمان Gudeman قال لهرتزل أنه بالرغم من شكوكه الكثيفة في واقعية ما يقوله، غير أنه يعتقد بأن هرتزل قد يكون الرجل الذي اختاره الله لانشاء الدولة اليهودية الجديدة. وحدث أيضًا أنه بينما كان هرتزل في طريقه إلى اسطنبول أن توقف القطار الذي يقله في محطة مدينة صوفيا، حيث فوجىء بجماهير غفيرة من يهود بلغاريا في انتظاره. ولم يكد يطل عليهم حتى أخذوا يهتفون قائلين "عاش الملك".

يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة

رابط هذا التعليق
شارك

د- هرتزل العملي:

تميز هرتزل بمرونة عجيبة لا تعرف طريقًا مسدودة ولا بابًا مغلقًا ولا نوازع فردية أو أهواء ذاتية. لقد كان همه الأوحد أن يبلغ غايته حتى ولو اقتضاه ذلك التراجع المرحلي عن أهم مبادئه الأساسية. لقد كان براغماتيًا حتى الإنتهازية وانتهازيًا حتى الميكيافيلية ولذلك لم يكن يعير الشكليات أي اهتمام. وهكذا وجدته يستجيب لنصيحة صديقه الفيلسوف اليهودي ماكس نورداو Nordau بأن يركز دعوته على المطالبة بإنشاء وطن قومي لا دولة يهودية، وذلك لأن المطالبة بالدولة اليهودية تستفز مشاعر الدولة العثمانية. وكان الفيلسوف نورداو هو الذي وضع الكثير مما ورد في المنهج العملي للحركة الصهيونية الجديدة. وكذلك وجدت هرتزل يتفق واللورد اليهودي صمويل منتاج Montage على أن الحركة الصهيونية لا يمكن لها أن تبلغ أهدافها ما لم تتعهدها أولاً دولة كبرى، وما لم تحدد ثانيًا البلد الذي تريد أن تقيم فيه دولتها.

فهرتزل حتى انعقاد المؤتمر الصهيوني السادس في عام 1903 وفي مدينة بازل لم يكن يمانع في إقامة الدولة اليهودية في أوغندا أو في صحراء سيناء أو قبرص. وهو لم يحدد بلدًا معينًا فالمهم لدى هرتزل كان قيام الدولة لا موقعها الجغرافي.

والحق يقال أن اللورد صمويل منتاج هو الذي كان من أبرز الذين أصروا على أن تكون فلسطين بالذات أرضًا لدولة اسرائيل ولذلك وبعد أن فشل هرتزل في اقناع السلطان عبدالحميد بالسماح بالهجرة الجماعية لليهود إلى فلسطين، اقتنع بأن قيام الدولة اليهودية مشروط بانهيار الامبراطورية العثمانية وتقطيع أوصالها. ولذلك تراني أعتقد بأن الصهيونية ساعدت على قيام جمعية الاتحاد والترقي، إذ أن هذه الجمعية التي نشأت بعد وفاة هرتزل قد حققت – حتى لهرتزل وفلاديمير جابوتنسكي (1880 – 1940) أستاذ مناحيم بيغن وزعيم حركة الصهيونيين التصحيحيين (حزب حيروت اليوم) – أكثر بكثير مما كانا يحلمان بالحصول عليه. فلقد كان لليهود الدونمة النفوذ البالغ في جمعية الاتحاد والترقي. فاليهودي جاويد بك كان وزيرًا للمالية وكان عمانوئيل قرصوه المحامي اليهودي الشهير والنائب في مجلس النواب العثماني كبير المنظرين لايديولوجيا القومية الطورانية. وفي اليوم الثالث والعشرين من شهر يناير من عام 1913 عندما قام الاتحاديون بانقلابهم واستعادوا السلطة، كانت وزارتهم تضم ثلاثة وزراء من اليهود هم وزير التجارة والزراعة ووزير المالية ووزير النافعة (الأشغال العامة).

ولقد قامت حكومة الاتحاد والترقي، ونتيجة لمساعي كبير حاخامي اليهود في الدولة العثمانية، الحاخام باشي فألغت الجواز الأحمر. وبإلغاء هذا الجواز أصبح من المسموح لليهود بالهجرة إلى فلسطين بأعداد غير محددة. واتبعت حكومة الاتحاد والترقي إلغاء الجواز الأحمر بإلغاء القيود على شراء الأراضي. وهكذا جنى تلامذة هرتزل ثمار ما غرسه معلمهم في الدولة العثمانية والحق أن ذلك الترابط العضوي بين القومية اليهودية والقومية الطورانية قد تطور إلى تحالف بينهما على اسقاط العثمانية، دولة وكيانًا، الأمر الذي أراده هرتزل وعمل له وتمناه.

يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة

رابط هذا التعليق
شارك

هـ- من بازل إلى القدس:

وأخيرًا نجح هرتزل في فرض نفسه زعيمًا للحركة الصهيونية الجديدة. ودعا إلى عقد مؤتمر عام لممثلي كافة اليهود في العالم.. وقد حضر المؤتمر 204 مندوبين يمثل جزء منهم 117 جمعية صهيونية. وقد أرسل يهود روسيا وحدهم 70 مندوبًا إلى ذلك المؤتمر الذي حضره أيضًا مندوبون من أمريكا والبلدان الاسكندنافية وحتى من الجزائر. ولقد كان من المقرر أن يعقد ذلك المؤتمر في مدينة ميونيخ في ألمانيا غير أن الجالية اليهودية في تلك المدينة عارضت ذلك فانعقد في مدينة بازل السويسرية، وذلك في يوم الأحد الواقع في التاسع والعشرين من شهر يوليو من عام 1897. وكان هذا المؤتمر أول مؤتمر يهودي عام يُعقد بعد أن دمر الامبراطور الروماني أدريان مدينة أوروشليم في عام 135 ميلادية، وذلك بعد أن أخمد ثورة اليهود بزعامة شمعون بارخوشبا.

وقد افتتح هرتزل المؤتمر بخطبة جاء فيها قوله: "اننا في هذا المؤتمر نريد أن نضع حجر الأساس للبيت الذي سيصبح الملجأ للشعب اليهودي. ان الصهيونية تعني العودة إلى القومية اليهودية قبل العودة إلى أرض إسرائيل..".

وقد أسفر المؤتمر الوطني الأول، الذي استمر مدة ثلاثة أيام، عن الإتفاق على منهج عرف فيما بعد باسم منهج بازل. أما أهم فقرة من فقرات ذلك المنهج فكانت تقول: "ان الصهيونية تطمح إلى إقامة وطن قومي آمن للشعب اليهودي، وذلك في أرض اسرائيل". وقد انتخب المؤتمرون هرتزل رئيسًا للمنظمة الصهيونية العالمية. وكذلك جرى انتخاب لجنة تنفيذية موسعة ومكونة من 15 عضوًا وأخرى مصغَّرة تتألف من خمسة أعضاء، وبعد انتهاء المؤتمر أدلى هرتزل بالتصريح التالي:

"لو طلب إلي تلخيص ما حدث في مؤتمر بازل بجملة واحدة لقلت: انني في بازل قد أسست الدولة الصهيونية. إن قولي هذا سيثير عواصف من الضحك والسخرية. ولكن العالم إن لم يشهد خلال السنوات الخمس القادمة قيام دولة اسرائيل، فإنه سيشهد حتمًا ذلك خلال الخمسين سنة القادمة".

وقد بقي برنامج بازل البرنامج المعمول به حتى انعقاد المؤتمر الصهيوني الثالث والعشرين في عام 1951. وقد عقد هذا المؤتمر ولأول مرة في مدينة القدس وذلك خلال الفترة الزمنية الواقعة بين 18 و30 أغسطس من ذلك العام. ولم يتمكن وايزمن من حضور المؤتمر بعد انتخابه رئيسًا لدولة اسرائيل، فبعث برسالة إلى الوفود وصف فيها الوضع الجديد قائلاً:

"إن ثمة رمزًا عميقًا في مغزاه، كون مؤتمرنا هذا لم يعقد في أرضنا إلا بعد أن عادت إلينا". وقد جرى افتتاح المؤتمر المذكور بالقرب من قبر هرتزل في القدس. ولقد لخص بيرل لوكر Looker رئيس اللجنة التنفيذية مسيرة الحركة الصهيونية بقوله إنها المسيرة التي انطلقت من بازل لتنتهي في القدس. ولذلك اتخذ المؤتمر الصهيوني الثالث والعشرون شعاره القائل "من بازل إلى القدس". وقد قرر المؤتمر المذكور أن برنامج بازل لم يعد ملائمًا لمتطلبات الوضع الجديد فألغاه ووضع بدلاً منه برنامجًا جديدًا يعرف اليوم بإسم "برنامج القدس" وقد شدد هذا البرنامج على تعزيز دولة إسرائيل أولاً، وجمع الشتات وتوطينهم في فلسطين ثانيًا، والعمل الدؤوب في سبيل الحفاظ على وحدة الشعب اليهودي ثالثًا.

يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة

رابط هذا التعليق
شارك

و- وقائع لا أوهام:

ثمة وقائع ينبغي أن أشدد عليها في خاتمة مقالاتي الثلاث عن اليهودية، يهودية العهد القديم وهي:

أولاً: إن اليهودية التوراتية بخاصة ويهودية العهد القديم بعامة هي المنبع الوحيد الذي تستمد منه الصهاينة كافة طاقاتها القومية وقدراتها على استهواء اليهود. ولولا اليهودية لما كانت للصهيونية من وجود. ولذلك لا يمكن البتة الفصل بين الصهيونية وبين يهودية العالم القديم. وذلك لأن الصهيونية هي الممارسة التطبيقية لليهودية وقد استخدمها بن غوريون مرشدًا له في الاستراتيجيا العسكرية. وأود ثانيًا أن أشدد على أن اسرائيل تنطلق دائمًا في تعاملها والدول العربية من مقولة تقرر أن هزيمة عسكرية واحدة تنـزل بها كافية للقضاء على اسرائيل ولذلك فإنها قد جعلت الحرب الوقائية أي العدوانية محورًا لاستراتيجيتها واتخذت من اجهاض طاقات الأمة العربية واستنـزافها دليلاً لها في العمل. وأود ثالثًا القول ان اسرائيل لن تعيد مختارة ذرة تراب من الأرض المحتلة، ولن تقبل البتة أن تكون القدس موضوعًا للمفاوضة. ولقد ورد في الكتاب السنوي الصادر عن حكومة اسرائيل لسنة 1951 / 1952 ما يلي:

"إن دولة اسرائيل قامت فقط على جزء صغير من أرض اسرائيل".

وقد صرح في عام 1968 كبير حاخامي طائفة اليهود الشرقيين Sephardim قائلاً "إن الدين يفرض على اسرائيل أن لا تعيد أي قطعة من الأرض التي استعدناها". وقد كانت ابتهالات كبير حاخامي المزارع الجماعية (كيبوتز) الدينية في يوم عيد الاستقلال ما يلي: (عام 1969):

"أيها الرب فلتجعل حدود بلادنا تمتد كما وعدت أباءنا من نهر الفرات إلى نهر مصر. ولتحرس مدينة القدس عاصمة اسرائيل، حيث سنشيد الهيكل ويعود كما كان في عهد سليمان".

ولقد تأسست بعد حرب الأيام الستة في عام 1967 حركة صهيونية ائتلافية ضمت عددًا من الأحزاب وعرفت بإسم "أرض اسرائيل" وقد أعلنت هذه الحركة أن حكومة اسرائيل لا تملك أية سلطة دينية أو أخلاقية تخولها التنازل عن أية قطعة من الأرض المحتلة، وذلك لأن الأرض المحتلة هي كما تزعم ملك الشعب اليهودي كافة وانه لم يعد من اليهود إلى "أرض الميعاد سوى عشرين بالمئة من اليهود

يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...