اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

حقائق طمستها القوة


Recommended Posts

أ- مدخل

بعد أن أعلن الاخوة الفلسطينيون قيام الدولة الفلسطينية. وبعد أن اعترف بهذه الدولة معظم دول العالم أرى أنه قد آن الأوان ليطلع الجيل الجديد على أهم حقائق القضية الفلسطينية المطموسة.. وانني أعني بالجيل الجديد أولئك الذين لم يبلغوا الأربعينيات من العمر أو لم يتجاوزوها بعد. فهؤلاء لم يشهدوا اطلالة ذلك العصر المنحوس، عصر انتصار الصهيونية العالمية بتجسيدها اسرائيل كيانًا ودولة، ولم يعانوا ويلات الانقلابات وجموح الثورات، إذ كان البعض منها لا يزال يدرج في مدارج الطفولة، حيث لا تأمل في سبب ولا سؤال عن متسبب.

أما نحن أبناء الجيل المخضرم إذ نرى قطار الستينيات من العمر يركض مسرعًا بنا نحو الأبدية، نشعر بأن الواجب يستلزمنا أن نشير إلى الأسباب الحقيقية التي جعلت من عالمنا العربي، بعد قيام دولة اسرائيل عالمًا أشبه ما يكون بمسرح اللامعقول، حيث لا مشاركة وجدانية بين المشاهد وأشخاص المسرحية، وحيث تصدعت دنيانا وتداعت أركانها بعد أن فقدت وحدة المبادىء التي كانت تمسك بها وفقدت أيضًا معناها وهدفها وصارت فعلاً إلى الجنون.

من المحزن أن القوة المادية العارية ابتداً بعام 1949م، لم تكتف فقط بطمس الحقائق بل تجاوزت ذلك إلى تشويهها وتشويه التاريخ.. فاتهمت وما زالت تتهم من أسمتهم بالرجعيين بالتآمر والاستعمار والاتفاق والصهيونية على بيع فلسطين والغدر بالشعب الفلسطيني وقد ذهبت في تجنيها على الحقيقة إلى الزعم بأن هزيمتنا في فلسطين لم تكن هزيمة عسكرية بل هزيمة سياسية وان المهزومين لم يكونوا العسكر بل الساسة، وانه لو ترك الساسة حرية التصرف للعسكر لما كان ثمة "صهيونية" ولا ثمة اسرائيل، وان لا سبيل لاستعادة فلسطين إلا باسقاط الأنظمة السياسية والاجتماعية والاقتصادية القائمة في كافة الأقطار العربية.. وهكذا تفجرت الانقلابات والثورات وارتفعت القوة المادية العارية بالإنقلابيين والثوريين إلى مرابع الحكم ومراتع السلطة حيث نادوا ومارسوا ايديولوجيات انتزاعية اتخذت من العبثية اسلوبها في الحكم ومن السلطوية دليلها في العمل. ولم يقفوا عند هذا الحد بل أشعلوا صراعًا طبقيًا لاهبًا وقسموا الأمة إلى تقدميين ورجعيين واتهموا الرجعية والرجعيين بأنهم هم المسؤولون عن ضياع فلسطين وتشرد الشعب الفلسطيني.. وقد جعلوا من السلطة والاحتفاظ بها الميزان لكل قيمة، والمرتكز لكل مثل والغاية لكل مسعى والهدف لكل عمل. ولم يعد بينهم ثمة متذمم من إثم أو متحرج من باطل. وهكذا هيمن على المجتمع صيارفة المذاهب وباعة الشعارات في أسواق الخديعة ومتاجر الوهم.

ولاغرو في ذلك فأرباب ذلك العصر كانت أصولهم عند فروعهم وأحلامهم عند شهواتهم وكانت شهواتهم شهوات شرسة مسعورة لا تعف عند صديق ولا تعفو عن رفيق ولا تترفق بمواطن ولا ترفق بوطن.

على هذه الشاكلة كان ذلك العصر. عصر الخطيئة والخطأ، العصر الذي دشنه حسني الزعيم بانقلابه الشهير في اليوم التاسع والعشرين من شهر مارس لعام 1949م.

يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة

رابط هذا التعليق
شارك

ب- صوت التاريخ:

ولكن هل كانت "الخيانة" السبب الرئيسي في ضياع فلسطين؟ وهل كان أولئك القادة الميامين الذين قادوا معارك الاستقلال بكل شجاعة وشرف حقًا خونة؟ وهل لو أن الساسة تركوا حرية التصرف للعسكر لما قامت لاسرائيل قائمة كما زعموا وما زالوا يزعمون؟! وألم تتحرر سوريا من الاستعمار فقط قبل سنوات ثلاث من قيام دولة اسرائيل؟ وألم تكن كافة الجيوش العربية في وضع غير متكافىء من حيث القوة والقوات الإسرائيلية وذلك بسبب السياسة الاستعمارية التي كانت شديدة الحرص على إبقاء القوات العسكرية العربية في حال من ضعف وهزال شديدين؟ وألم يكن عدد القوات اليهودية ثلاثة أضعاف عدد القوات العربية التي شاركت في حرب عام 1948؟

فلنترك للتاريخ أن يجيب على أسئلتنا هذه.

لقد ورد في الصفحات 572 – 575 من الكتاب المعروف بعنوان "أسرار عام 1948" تأليف محمد فيصل عبدالمنعم ما يلي:

"اجتمع رؤساء هيئة الأركان العامة للجيوش العربية لبحث الموقف في فلسطين وذلك في يوم الأربعاء الواقع في العاشر من نوفمبر لعام 1948م. وقد انتهى الإجتماع في اليوم الثاني عشر من شهر نوفمبر. وقد حضر الإجتماع:

1- اللواء عثمان المهدي – نائب رئيس هيئة أركان الجيش المصري

2- اللواء اسماعيل صفوت – نائب رئيس هيئة أركان حرب الجيش العراقي

3- العميد فؤاد شهاب – رئيس أركان حرب الجيش اللبناني

4- العميد حسني الزعيم – رئيس أركان حرب الجيش السوري

5- العقيد سعيد الكردي – ممثلاً عن الجيش العربي السعودي

6- العقيد أحمد صدقي الجندي – ممثلاً عن الجيش العربي الأردني

7- المقدم علي الحياري – ممثلاً عن الجيش العربي الأردني

8- المقدم أحمد الهندي – ممثلاً عن جيش الإنقاذ

وقد استقر رأي رؤساء هيئة أركان حرب الجيوش العرب على رفع النقاط التالية إلى اللجنة السياسية بجامعة الدول العربية للإسترشاد بها والعمل على ضوئها:

أولاً- ان اليهود يتفوقون على القوات العربية من حيث السلاح بجميع أنواعه عدا مدافع الميدان في الوقت الحاضر، ولكن القوات العربية تفتقر إلى ذخيرة لهذه المدافع.

ثانيًا - & ان اليهود يتفوقون على القوات العربية من حيث العدد.

ثالثًا - & انتقلت السيطرة الجوية إلى القوات اليهودية، بعد أن حصل اليهود على عدد كبير من الطائرات والطيارين المدربين. ولقد كانت السيطرة في بادىء الأمر للقوة الجوية المصرية.

رابعًا - & ان نقص الذخائر لدى الجيوش العربية خطير غاية الخطورة بخلاف حال اليهود. حيث وصلتهم امدادات كبيرة من الذخيرة وما زالت تتوالى عليهم، فضلاً عن انتاج مصانعم المحلية. بينما أن كافة القوات العربية لم تتمكن حتى الآن من الحصول إلا على كميات ضئيلة جدًا من الذخيرة، كما اننا نشك في مقدرتنا على الحصول مستقبلاً على الكميات الضرورية منها.

خامسًا - ان وضع المستعمرات اليهودية وما فيها من استحكامات وتحصينات واحاطتها بطرق المواصلات الرئيسية وفرت لليهود القدرة على المناورة والتنقل السريع ودعمت الخطوط اليهودية الداخلية.

وقد ختم رؤساء هيئة أركان حرب الجيوش العربية تقريرهم بتقديم المقترحات التالية حيث قالوا:

"ان الموقف العسكري الحاضر على جانب كبير من الخطورة وان معالجته تستوجب أن تقوم الدول العربية بما يلي:

(أولاً)- تدارك ما تحتاج إليه الجيوش العربية من الأسلحة والذخائر والمهمات والطائرات والقوات البحرية والتغلب على جميع المصاعب والعراقيل التي تحول دون ذلك.

(ثانيًا)- تسخير كل ما في البلاد العربية من موارد واستخدام جميع الامكانات لأغراض الحرب ولو أدى ذلك إلى إعلان التعبئة العامة.

(ثالثًا)- ترك حرية العمل للعسكريين وجعل الاعتبارات العسكرية فوق جميع الاعتبارات وحصر الجهود الحكومية العربية ومساعيها في تأمين احتياجات الجيوش وتلبية مطالبها، أو بعبارة أقصر تعبئة جميع القوى وتسخيرها للمجهود الحربي.

(رابعًا)- يجب على السياسيين قبل اتخاذ أي قرار عسكري احاطة العسكريين في جميع الأوقات بالموقف السياسي الذي يتطلب تدخل الجيوش لوضعهم في الصورة الصحيحة حسب مقدرة الجيوش من وما يتطلب الموقف السياسي.

وهنا أود أولاً الإعتذار للقارىء الكريم عن ركاكة اللغة التي كتبت بها قرارات ومقترحات هيئة أركان حرب الجيوش العربية.. وأود ثانيًا التذكير بأن العسكريين حرصًا منهم على الأخذ بمقترحاتهم وتطبيق مقرراتهم قاموا بالإستيلاء على السلطة السياسية في معظم الأقطار العربية، وبذلك انفردوا بصنع كل قرار واتخاذ كل اجراء وتخصيص الجزء الأكبر من الميزانيات العامة للإنفاق العسكري، وبالرغم من كل ذلك فإنهم لم يتمكنوا من الإحتفاظ ببقية الأرض الفلسطينية التي تمكن من سموهم بالرجعيين من صد اليهود عنها والاحتفاظ بها، حيث استولى كما نذكر اليهود عليها في حرب عام 1967م وذلك فضلاً عن مرتفعات الجولان السورية.

يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة

رابط هذا التعليق
شارك

ج- ميزان القوى:

ثمة اجماع على أن عدد القوات العربية التي اشتركت في حرب عام 1948 لا تزيد على عشرين ألفًا وخمسمائة جندي عربي.. وقد كانت تتألف من:

عشرة آلاف جندي مصري، ومن أربعة آلاف وخمسمائة جندي أردني، ومن ثلاثة آلاف جندي سوري، وثلاثة آلاف جندي عراقي.. أما العميد الركن العراقي حسن مصطفى فيقول في كتابه المعروف بعنوان "التعاون العسكري العربي" ان عدد القوات العربية التي دخلت فلسطين يوم الخامس عشر من شهر مايو 1948م كانت تتألف من ستة آلاف جندي مصري وألف وخمسمائة جندي عراقي وأربعة آلاف وخمسمائة جندي سوري وأربعة آلاف وخمسمائة جندي أردني فضلاً عن فوج مختلط لبناني.. وقد قدر العميد الركن حسن مصطفى عدد القوات اليهودية بما يلي:

1- عشرون ألف جندي يهودي دربوا تدريبًا كاملاً ومزودين بالسلاح الكامل.

2- عشرة آلاف جندي يهودي دربوا تدريبًا كاملاً ولم يزودوا بالسلاح الكامل.

3- ثلاثون ألف جندي يهودي دربوا تدريبًا جزئيًا ولم يزودوا بالسلاح.

4- ستة آلاف جندي ينتمون إلى عصابة الأرغون.

5- ألف جندي ينتمون إلى عصابة شتيرن.

وبذلك يكون المجموع ستة وستين ألف جندي يهودي يقابلهم عشرون ألفًا وخمسمائة جندي عربي لا غير.

وقد ورد أيضًا في الصفحة 170 من كتاب حرب فلسطين عام 1948 للواء أركان حرب ابراهيم شكيب من قادة الجيش المصري ما يلي:

"حدد العميد سعد الدين صبور الحجم الإجمالي للجيوش العربية الخمسة بحوالي 14243 ضابطًا وجنديًا مستندًا إلى بيانات المخابرات البريطانية في عمان على أساس أن القوات المصرية المحتشدة في العريش هي مجموعة لواء قوامها 2500 إلى ثلاثة آلاف ضابط وجندي وثلاث بطاريات (كتائب) مدفعية والاي سيارات مصفحة.. ويستطرد العميد صبور فيقول، أما قوات الجيش الأردني المحتشدة في أريحا والزرقا فقدرها بأربعة آلاف وخمسمائة ضابط وجندي وبطارية مدافع 25 رطلاً. كما قدر القوات العراقية في المفرق بشرق الأردن بـ 1943 ضابطًا وجنديًا وأخيرًا قدر حجم القوات السورية بألفي ضابط وجندي فضلاً عن ألف وثمانمائة ضابط وجندي لبناني، وبعض المدافع المساندة عيار 25 رطلاً.

وقد روى الجنرال غلوب باشا قائد الجيش العربي الأردني انه عندما زاره الأمين العام للجامعة العربية عبدالرحمن عزام سأله عزام عن حجم القوات الإسرائيلية. وانه أي غلوب باشا، أجابه بأن تقارير المخابرات الحربية تؤكد أن عدد ما تم تدريبه وتسليحه من اليهود يبلغ خمسة وستين ألف جندي.. ويستطرد غلوب باشا قائلاً أن عزام باشا وعده بأن يقدم مساعدة مالية للجيش العربي الأردني مقدارها ثلاثة ملايين جنيه مصري.. لكنه لم يدفع منها سوى ربع مليون جنيه فقط.. ويقول غلوب باشا ان عزام ذهل عندما سمع أن لليهود خمسة وستين ألف جندي وضابط ولقد قال انه مهما كانت الحال فإن كل شيء سيتم على ما يرام لصالح العرب.. وان عزام تابع يقول ان الجامعة العربية قد اتخذت التدابير لاستحضار سبعمائة رجل من ليبيا وقد أرسل من يبتاع لهم سبعمائة بندقية من ايطاليا.. وقد وردت أقوال غلوب باشا هذه في الصفحتين 84 و85 من كتابه المعروف "جندي مع العرب".. وعلى ذكر غلوب باشا نقول ان غلوب قد أورد في كتابه المعروف بعنوان "تصاريف الزمان" أن الجنرال دارسي Darcy القائد العام للقوات البريطانية في فلسطين قد أخبره ان القوات اليهودية ستكتسح كامل الأرض المخصصة للعرب وستبلغ ضفاف نهر الأردن خلال مدة من الزمن لا تتجاوز الأسبوع.

ويستطرد غلوب باشا انه اثر سماعه ما قاله الجنرال دارسي، وذلك قبل شهرين فقط من انتهاء الانتداب البريطاني، سافر برفقة توفيق أبي الهدى رئيس وزراء الأردن إلى لندن وقابلا أرنست بيغي وزير خارجية بريطانيا آنذاك وقالا له ان لليهود دولة وجيشًا وليس لعرب فلسطين أية قوة نظامية ثم استمزجا رأيه في دخول الجيش الأردني القسم المخصص للعرب من فلسطين وان ارنست بيغن أجابهما بأن هذا ما يجب أن يقوما به، وحذرهما التحذير الشديد من دخول أية قوات اردنية القسم المخصص لليهود.

ويسترسل غلوب باشا فيقول انه في اليوم الثالث عشر من شهر مايو لعام 1948م، أي قبل يومين فقط من نهاية الانتداب البريطاني على فلسطين وصل عبدالرحمن عزام إلى عمان وأخبر السلطات الأردنية ان دول الجامعة العربية قررت أن تقاتل اليهود وان الجيش المصري قرر احتلال فلسطين.

وقد ورد في الصفحة الثلاثين من كتاب ناداف سفران Nadav Safran المعروف بعنوان "من الحرب إلى حرب" From War to War ما ترجمته بالحرف الواحد:

"ان التهوين المحزن من قدرة القوات اليهودية إنما يُعزى إلى مفهوم العرب الخاطىء ان القوات اليهودية التي كانت في فلسطين حينما قرر العرب غزوها في مايو من عام 1948م، كانت تشكل كافة القوات التي سيواجهونها عندما تنشب الحرب.. فقد كدَّس اليهود كميات هائلة من الأسلحة والمعدات على سفن راسية في موانىء أجنبية انتظارًا للتحرك حالما تجلو القوات البريطانية عن فلسطين.. وكانت القوات اليهودية وخلال المعركة الأخيرة من الانتداب البريطاني تتطور وتزداد قوتها ازديادًا متسارعًا".

ويستطرد ناداف سفران فيقول:

"ومن الحقائق التي لا تكاد تعرف أن اليهود الذين كان يبلغ تعدادهم في بداية حرب عام 1948م سبعمائة ألف نسمة تمكنوا من تعبئة عدد من الرجال والنساء يفوقون عدد ما عبأته الدول العربية التي كان عدد سكانها يساوي أربعين مرة عدد اليهود. كما عمل اليهود على زيادة هذا التفوق العددي في المجندين أثناء العمليات العسكرية".

يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة

رابط هذا التعليق
شارك

د- الجيش الإسرائيلي:

ورد في الصفحة 205 من كتاب اللواء أركان حرب ابراهيم شكيب، والمعروف بعنوان حرب فلسطين لعام 1948م – رؤية مصرية ما يلي:

انه في اليوم الرابع عشر من شهر مايو لعام 1948م، أي عشية نشوب الحرب الأولى بيننا وبين اسرائيل، أصبح الجيش الإسرائيلي يضم سبعة ألوية نظامية وثلاثة ألوية بالماخ (القوة الضاربة) ولواء دفاع مدني واحدًا.. وقد انتشرت قوات الجيش الإسرائيلي على طول مساحة فلسطين في شكل دفاعي ارتكز على نظام المناطق..

ويقول اللواء ابراهيم شكيب ان توزيع القوات الاسرائيلية جاء ليجابه دفاعيًا الخطة التي وضعتها القيادة العسكرية العربية في بلدة بلودان السورية.. وهذا مما يجعلنا نعتقد بأن المخابرات الإسرائيلية قد حصلت على تلك الخطة.

وقد جاء توزيع ونشر القوات الإسرائيلية على الشكل التالي:

في الشمال ثلاثة ألوية تحت قيادة بيغال ألون ومن ثم لواء جولاني وهو اللواء الأول من ألوية الهاغانا، وكان هذا اللواء تحت قيادة مونتاج ونائبه جولان وكان يسيطر على طبرية ووادي الأردن.

ومن ثم لواء كارميلي. وهو اللواء الثاني من الهاغانا وكان يقوده موشي كارميل الذي أصبح فيما بعد قائدًا للمنطقة الشمالية بينما عين ماكليف قائدًا للواء كارميلي وتمركز بين العقولة وحيفا..

أما في الوسط فقط تمركز:

1- لواء السكندروني وهذا ثالث لواء من ألوية الهاغانا وكان تحت قيادة دان ايغن ثم خلف بن زيون وكان يسيطر على جبهة ناتانيا.

2- لواء كيرياتي – وهذا هو رابع ألوية الهاغانا وكان بقيادة ميخائيل بن غال وكان يسيطر على تل أبيب والمنطقة المحيطة بها.

أما في الجنوب فكان هناك لواء جيفاني وهذا هو اللواء الخامس من الهاغانا وكان بقيادة شيمون أفيدان. وكان هذا اللواء يسيطر على جبهة راجابوت – اسدود. وكان هناك أيضًا لواء النقيب (هانجيف) وهو اللواء الثاني عشر من ألوية البالماخ وكان بقيادة ناحوم ساريج ويسيطر على أقصى الجنوب. كما كان دافيد شالتيل يقود اللواء السادس من الهاغانا المتمركز في القدس. وكان هناك أيضًا لواء البالماخ الحادي عشر وكذلك لواء الهاغانا السابع المدرع، فضلاً عن حراس المستعمرات التي بلغ عددها 602 مستعمرة.

مما ورد أعلاه يتضح لنا أن كافة الاتهامات من خيانة وعمالة وغدر، التي وجهها الانقلابيون إلى رجالات الرعيل الأول كانت باطلة شكلاً وموضوعًا. ولم تكن تزيد على كونها تبريرات شريرة لاستيلاء أولئك الانقلابيون على السلطة. وان هؤلاء الانقلابيين بالرغم من استئثارهم بكافة السلطات فإنهم لم يستطيعوا المحافظة على ذلك الجزء الذي انتزعه أولئك الميامين من بين براثن الصهيونية انتزاعًا.

لقد آن لنا أن نقول أن التفوق العسكري الاسرائيلي الساحق على القوات العربية هو الذي قرر في عام 1948م نتيحة الجولة الأولى بيننا وبين اسرائيل.. إذن فلا خيانة ولا خونة، ولا عمالة ولا عملاء.. ان القوة قد تطمس الحقيقة بعض الوقت ولكنها أعجز من أن تخرس الحق كل الوقت..

فالتاريخ لا يكتبه الطغاة بل القضاة، وهؤلاء لا يستندون في أحكامهم إلى حق القوة، بل يستمدون حيثيات أحكامهم من قوة الحق، فليس للقوة من حق إلا حقها في أن تكون وتبقى الخادم المطيع للحق.. فأمام محكمة التاريخ تُدان كل قوة ما عدا قوة الحق.

يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...