يحى الشاعر بتاريخ: 15 نوفمبر 2009 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 15 نوفمبر 2009 (معدل) هشام نسيم نجل أسطورة المخابرات المصرية محمد نسيم «قلب الأسد» زواجى من إسرائيلية غلطة عمرى وما زلت أدفع ثمنها موقف ، يواجه كل من عاهد الله وعاهد نفسه ، علي نشر الحقيقة .... تأتي اللحظة ، عندما نواجه ضرورة إتخاذ قرار ... والإختيار بين "الحقيقة" .. أو "المجاملة" ..... والصمت المؤدب .... لا يوجد خيار لكل من عاهد الله علي نشر كلمة الحق والحقيقة ... فلا بديل لهما ..... الموضوع التالي ، قرأته .... وإنتظرت التطورات ..... وتوقعت ، ردود فعل وأسئلة منكم ومن غيركم ، .... وسؤالي ، عن وجهة نظري .... عن الحديث الذي تنشره "المصري اليوم " ، عن هشام محمد نسيم ، نجل محمد نسيم ... ضابط المخابرات الشجاع .... رئيسي السابق في بيروت ، والذي أعتز به هشام يعاصر محنة ، أدعو الله أن يساعده علي تخطيها .... ولكن آرائكم وأراء الغير ، سوف تشاعده علي تخطيها .... لقد أعلن وإعترف بخطأه .... و ..... دعوني أبدأ ... ولنتتبع هذا الموضوع ... وسأضع ، تعليقي في النهاية ..... سأبدأ بالحديث الآخير وهو حديث صحفي مع جريدة المصري اليوم ، الذي نشر بتاريخ اليوم 10 نوفمبر 2009 ، .... حتي نفهم الألم والمحنة التي وقع فيها .... ثم ، نرجع للخلف ... وأضع أدناه ... الحديث السابق ... بتاريخ الثلاثاء ٣ نوفمبر ٢٠٠٩ عدد ١٩٦٩ ... وسأضيف أيضا ، أدناه ، مقالة بعنوان "هؤلاء الأبطال المصريون العظام.. وأبناؤهم الخونة!" نشرها موقع الفجر ، هكذا ، سنري ... ماذا وراء القصة ... ويمكننا التعليق عليها .... طبعا ... سيجد ردود الأعضاء علي المقالات الثلاث ... مكانهم ... ، بعدما ننتظر قليلا ، لمعرفة ردود فعلنا اقتباس:هشام نسيم نجل أسطورة المخابرات المصرية «نديم قلب الأسد»: زواجى من إسرائيلية غلطة عمرى وما زلت أدفع ثمنها حوار محمد عبود تصوير: طارق وجيه هشام نسيم يتحدث إلى «المصرى اليوم» «جئت لأتطهر من سر قديم عمره ١٨ سنة. جئت لأنظف الجرح بيدى أمام الجميع. أعترف بغلطتى التى دفعت ثمنها غاليا من مشاعرى كأب لطفلة لا ذنب لها فى الحياة، وكابن لأب عظيم قلما يجود الزمان بمثله»، بهذه العبارة المباشرة والصارخة بالألم، بدأ هشام محمد نسيم حواره مع «المصرى اليوم»، مؤمنا أن الجلوس على «كرسى الاعتراف» أمام هيئة محلفين قوامها الشعب المصرى هو الحل الأمثل لأزمته التراجيدية بامتياز. هشام ابن أسطورة المخابرات المصرية محمد نسيم الملقب فى مصر بـ«نديم قلب الأسد»، وفى إسرائيل بـ«الذئب الأسود»، ووالد الطفلة نصف المصرية نصف الإسرائيلية «ياسمين ليبوفيتش»، يؤكد أنه ورث عن أبيه شجاعة وجرأة وإقداما، لكنه ليس استنساخا من «رجل المستحيل» الذى كتب له جمال عبد الناصر بخط يده بعد نجاح عملية الحفار رسالة نصها: «أحييك على الشجاعة.. تلك الشجاعة العاقلة». يقر الأب بمهنية «المصرى اليوم» التى لم تدخر جهدا فى الوصول إليه للتعليق على قصة ابنته (٣/١١/٢٠٠٩)، ولم تنشر التقرير حتى حصلت على تعليق مدير أعماله المقرب منه، لذلك اختار «المصرى اليوم»، دون غيرها، وزارها فى اليوم التالى للنشر مباشرة، ليبثها همومه وآلامه، ويشركنا، ويشرككم فى ارتجاجات المأساة، وجاء محملا بحقائق جديدة، وحاملا بين ضلوعه آلام أب جريح، السكين لا تزال فى صدره. يعتقد أن إسرائيل أذاعت السر لكى تدفعه إلى الموت فى المغامرة التى يخوضها لتسجيل اسم مصر بحروف من نور فى موسوعة «جنيز ريكورد»، وتحديدا فى باب «الإعجاز البشرى». ويؤكد أن زوجته «اليهودية» أشهرت إسلامها منذ زمن، والبنت على دين أبيها. لا يبقى سوى أن تغفروا له، إن شئتم، لكى تعيش فى كنف عائلتها المصرية. يعترف أن ما بدأ كمغامرة محسوبة فى ريعان الشباب، تحول بمرور الوقت إلى كابوس رهيب لا يسمح بإسبال الجفون. دق جنين مكتمل باب الرحم والرحمة يطالب بحقه فى الحياة. ولم تتصور زهرة الياسمين الصغيرة أن القدر كتب على جبينها بحروف غائرة أن تتفتح فى الشرق الأوسط المكتوى بنيران الحرب، وبرغبات إسرائيل العدوانية التى تريق، يوميا، بحوراً من الدماء تخضب وجه الياسمين باللون الأحمر القانى. لم يأت ليقول من كان منكم بلا خطيئة فليقذفنى بألف حجر، لكن جاء معلنا: «إنها غلطة عمرى، وما زلت أدفع الثمن. لكننى لم أكن رجلا خسيسا يرمى ابنته، ويهرب منها، بل تحملت نتائج ما فعلت، وأنشأت البنت على حب مصر، حتى وهى بعيدة عنها». ■ أتيت إلى هنا بقرار المواجهة، وتشعر بحزن بالغ، وتقول إنك تملك حقائق جديدة تنفى تعميد ابنتك ياسمين لليهودية، فما مصدر هذا الحزن بالتحديد؟ - مصدر هذا الحزن أننى أب مكلوم يتعرض لظلم شديد فى هذه الحياة، ويعيش بين المطرقة والسندان. وأتى هذا التقرير الذى نشرته صحيفة «هاآرتس»، ليزيد التعقيدات التى أواجهها، فالتقرير ينضح بالأكاذيب الملفقة. قال الإسرائيليون إن أمى حضرت الحفل، وهى لم تحضر، فهى امرأة مريضة، ومتقدمة فى السن! وقالوا إن ابنتى تم تعميدها لليهودية، وهذا كلام غير صحيح جملة وتفصيلا، فأنا رجل مسلم، وابنتى مسلمة، وحتى زوجتى «اليهودية» لم يعد من اللائق نسبتها لليهودية بعدما دخلت الإسلام منذ ١٥ سنة، وحسن إسلامها. والسؤال الذى يطير النوم من عينى لماذا تتعمد صحيفة هاآرتس التشهير بى، وبأسرتى، ألا يكفينا العذاب الذى نعيشه. ■ هل توضح لنا قصة دخول زوجتك «فيرد ليبوفيتش» الإسلام بالتفصيل؟ - يشيح بوجهه قليلا، ثم يقول: فى الواقع، لا أريد أن أتسبب فى إيذائها، لكن هى غير راضية عن سياسة بلدها إطلاقا. ورفضت الخدمة فى الجيش الإسرائيلى. وتتبنى أفكارا مناهضة لسياسة بلدها مما دفعها للزواج من شخص مصرى، لا من جنسيتها ولا من ديانتها. ■ يبدو أن هناك مشكلة فى أن تروى قصة إسلامها.. ولا يبقى سوى رواية هاآرتس التى تقول إنها يهودية، وإن البنت جرى تعميدها؟ - كلا، على الإطلاق فى بداية العلاقة قالت لى أنا مستعدة أعيش معك فى مصر ونتزوج، فاشترطت عليها الإسلام ووافقت. وبدأت تتعرف على الإسلام، وتدرس العربية. واقتنعت بتغيير دينها. لكن، ربما، المشكلة أنها ما زالت تعيش فى إسرائيل، وداخل مجتمع أغلبيته يهودية، لذلك هى لا تطلع إلا المقربين منها بإسلامها، خاصة أن المجتمع هناك يهاجمها بسبب ارتباطها برجل مصرى، فما بالك لو أشهرت إسلامها علانية. لكن المهم أنها عندما تزور مصر تكون مسلمة. وابنتى ياسمين مسلمة، لذلك لم يحدث تعميدها لليهودية، كل الحكاية كانت حفلة عيد ميلاد فخمة فقط. ■ «المصرى اليوم» نشرت رواية هاآرتس دون الإشارة لوالدك، وحرصت على نشر تعليق مدير أعمالك عليها.. هل قصر الرجل فى التعبير عن وجهة نظرك؟ - أنا أحترم «المصرى اليوم» جدا، لذلك أنا هنا الآن. وما أود أن أقوله إن الإسرائيليين أشاعوا أن زوجتى المصرية هى زوجتى السابقة. وهذا غير صحيح، فهى ما زالت زوجتى، وهى تاج على رأسى، وامرأة فاضلة. عند عودتها من الحج، اشترت سجادة صلاة لابنتى ياسمين ولزوجتى «فيرد» لتحافظا على الصلاة، كما توفر احتياجات ياسمين، وتساعدها طوال الوقت، وقد سامحتنى على هذه الغلطة، وصار همها الأول أن تحمى هذه البنت الصغيرة من المجتمع هناك حتى يأتى يوم تنفصل فيه عن هذا المجتمع بأية طريقة. ■ مع احترامنا للرواية البديلة التى تقدمها عن إسلام زوجتك وابنتك..لكن روايتك لا تنفى أنك مواطن مصرى «غير عادى»، تزوج من إسرائيلية، ضاربا عرض الحائط بكل شىء، وبالتربية التى حصلت عليها، وأظن أنها كفلت لك المناعة الوطنية اللازمة؟!! - الحقيقة من الصعب أن نسقط الأوضاع السياسية التى نراها حاليا على علاقة نشأت منذ ١٧ سنة تقريبا. لقد نشأت هذه العلاقة فى بداية الثمانينيات. كانت مصر تحتفل بعودة سيناء، وتحرير طابا، ورفع العلم المصري. وتوقعنا انفراجة فى القضية الفلسطينية، واتفاقيات سلام وتعاون اقتصادى وعلاقات طبيعية بين الشعوب. لكن لا تأتى الرياح بما تشتهى السفن. وأنا أعترف بـ«غلطتى»، وبأن الشخص الذى يدخل علاقة من هذا النوع الآن يستحق الضرب «بالجزمة»، خاصة بعدما رأينا مذبحة غزة، وقبلها الانتفاضة، وتدمير لبنان، وأؤكد أن «أم ياسمين» بعد أحداث غزة، قالت لى، باكية: «أنا نفسى أمشى من إسرائيل، وأشعر بالعار بسبب ما تفعله الحكومات الإسرائيلية». ■ كيف تعرفت على «أم ياسمين»، وكيف تطورت العلاقة بينكما إلى حد الزواج؟ - لا أريد أن أدخل فى التفاصيل، لكن أنا نظرت لها كإنسانة، وانبهرت بأسلوبها، ومعارضتها لسياسة بلدها، وطريقة حياتها هناك، وتأسيسها لجمعية تساعد الفلسطينيين اجتماعيا وإنسانيا وسياسيا. وهذا كلام معروف، ويمكن إثباته بسهولة. ■ ما اسم هذه الجمعية؟ اسمها بالإنجليزى lets talk peace، «دعنا نتحدث بالسلام». وتنادى بإعادة الجولان لسوريا، والمناطق للفلسطينيين. وتنظم مظاهرات كثيرة لتحقيق أهدافها. وابنتى ياسمين تعتبر أصغر مصرية شاركت فى مظاهرة بالجولان، كان عمرها ١٠ سنين، ورافقت أمها، وهتفت بعودة الجولان لسوريا. وهذه الحكاية معروفة هناك على نطاق واسع. ■ لم تقل لنا أين التقيت بالسيدة «فيرد» لأول مرة، وكيف تطورت العلاقة بينكما إلى هذا الحد؟ - هى كانت تعمل فى قريتى السياحية فى طابا، ومع العشرة الطويلة، أحبت المصريين وأحبت المكان، وكنت أحتاجها فى إدارة التسويق لأن ثلث السياحة فى طابا إسرائيلية. وكنت فى احتياج لمساعدة شخص من جنسيتهم، يستطيع أن يفهمهم، ويتواصل معهم، وهى امرأة ناجحة جدا، وتجيد عملها بشكل رهيب. ومازالت تعمل حتى اليوم رغم بلوغها الخمسين. ■ عملها لديك فى القرية السياحية ليس سببا كافيا للزواج منها؟ - أعرف ذلك جيدا، لكن الموضوع لم يأت فى يوم أو اثنين، فهى تعمل معى منذ ١٧ سنة تقريبا. واقتربت منى جدا. وأسلمت من أجلى قبل ١٥ سنة، وتزوجنا بعقد عرفى حتى لا أتورط فى «الحرام». وأتمنى أن يصدقنى الناس فأنا أدرك الآن فداحة الخطأ، لكن المشكلة كانت فى البنت التى جاءت نتيجة «غلطة» قبل ١٢ سنة تقريبا ودون ترتيب. ولم تكن أمامى اختيارات كثيرة. هل كنت أقول مثلا: «البنت دى مش بنتى» وأهرب منها، وأتنازل عنها؟! وفى يوم من الأيام تقول ياسمين: «أبويا كان مصرى خسيس، وسابنى فى الدنيا علشان كان خايف» أم أتحمل خطئى، وأدفع ثمن غلطتى حتى آخر لحظة فى حياتى، وأربيها أحسن تربية، إسلامية، وعربية، وتعرف ياسمين أن أهلها مصريون، وأصولها مصرية، وأحضرها لتعيش وسط الفلاحين، وأحببها فى مصر عن طريق حبها لى؟ ■ اسمح لنا، كيف تربيها فى أجواء عربية، وهى تعيش فى إسرائيل، وتدرس فى مدرسة إسرائيلية؟ - أولا، هى تدرس فى مدرسة ملك رجال أعمال أجانب، وتتعلم مع أولاد السفراء وكبار رجال الأعمال، ومنذ اليوم الأول تكفلت بمصاريفهما تماما حتى يكون ولاؤهما لى، ويرتبطا بى تماما. أملا فى أن أقول لهما، فى الوقت المناسب، انتقلا للعيش معى فى مصر. وبالمناسبة الأم والبنت مستعدتان للتنازل عن الجنسية الإسرائيلية فورا، ومواصلة حياتهما فى مصر. رغم قدرتى على الحياة فى أى بلد فى العالم، لكنى أحب مصر، وأريد أن أعيش وأموت فى مصر. ■ لكن كأب مصرى، ألا تخاف على البنت من الأجواء اليهودية والإسرائيلية، ومن عائلتها اليهودية المحيطة بها بعيدا عنك؟ - فى هذه اللحظة بدا هشام نسيم غائبا عن الحوار.. يحاول بكل ما أوتى من قوة استحضار ياسمين أمامه، لعلها تجيب بدلا منه عن هذا السؤال، ثم عاد صوته مخضبا بنشيج أب مجروح: «أنا بموت كل يوم ١٠٠ ألف مرة، بسبب بعدها عنى.. مش قادر أجيبها هنا.. ومش قادر أتركها هناك. نفسى أقوم أشد الغطاء عليها بالليل، نفسى أفرح بضحكتها، وأمسح دمعتها. نفسى تشعر بدفء الأب أظن من حقها، ومن حقى..». ■ كلمنا عن ياسمين كيف تراها.. وكيف تعيش هى وسط المجتمع الإسرائيلى؟ - أولا أنا أبذل قصارى جهدى لإنقاذها، فقد اخترت لها مربية فلسطينية مسلمة، لكى تبث فيها الروح العربية والإسلامية، بالإضافة إلى أمها التى تحافظ على هذا الخط. ثانيا، البنت، نفسها، ناجحة جدا وذكية ونبيهة ومميزة، وتتمتع بشخصية قوية. فهى لا تخاف أن تجاهر بمصريتها، وهى بطلة جمباز، وتكسب كل البطولات فى سنها، وعندما تكسب تقول أنا أكسب لأننى مصرية. كما أنها شاطرة فى الموسيقى والنحت، وعندها مهارات كثيرة. و«هاآرتس» اختلقت قصة التعميد لليهودية لإشعال الدنيا هنا، رغم أن البنت عارفة أنها مسلمة، والإسرائيليون يعرفون أنها مسلمة. ■ تبدو مجروحا من ربط «هاآرتس» بين ابنتك واليهودية، فى رأيك لماذا تعمدوا التشهير بها، ونقلوا على لسانها: «أنا نصف يهودية نصف مسلمة»؟ - منفعلا: لم تقل هذا الكلام على الإطلاق. قالت «نصف مصرية نصف إسرائيلية»، ولم تقل إنها يهودية، وأعتقد أن الصحفى الإسرائيلى دس هذا الكلام على لسانها، لأنها تعرف جيدا أنها مسلمة، وقالت نصا: «أريد أن أعيش فى مصر، وأكبر وأموت فى مصر». ياسمين (١٢) سنة، لكن عقلها كبير، وتعرف أنها بعد ٦ سنوات يجب أن تغادر إسرائيل، وهى مستعدة للتنازل عن الجنسية الإسرائيلية لكى تعيش مع أهلها وإخوتها هنا، وتبقى مصرية تماما للنخاع. ■ ربما قالت هذا الكلام لكى تطمئنهم.. وتتقى «نظرات معادية» فى المجتمع؟ - لا إطلاقا. «أنا متأكد زى اسمى تماما». هى تعرف أنها مسلمة على دين محمد مثل أبيها وجدها، وأمها مسلمة من ١٥ سنة، وتعرف أننى مسلم، وتعرف أن أخويها مسلمان. وحلمها أن تنتمى لنا، وهى قالت ذلك. ■ أنت «حلمك إيه» لياسمين؟ - أحلم بأن تعيش ياسمين فى مصر، وترفع اسم بلدها، وتتزوج من شخص مصرى. سأتعرض لدمار كبير لو عاشت فى إسرائيل بعد سن ١٨ سنة. أيهما أفضل هنا أم هناك؟ لماذا تثق إسرائيل فى أولاد أولادها، ونشك نحن فى أولاد أولادنا؟! لماذا لا تحتضن مصر الكبيرة أولادها؟! لماذا نخاف من أهلنا وناسنا دائما؟! لماذا تكون إسرائيل نقطة جذب، وهنا نقطة طرد؟! متى تخاف إسرائيل من المصريين المتزوجين هناك، مثلما نخاف نحن من الإسرائيليات المتزوجات هنا؟! ■ أنت رجل ناجح وميسور.. وتحملت «غلطتك».. ولديك علاقاتك..لماذا لم تحضر البنت لتعيش معك تحت سمعك وبصرك؟ - للأسف، القانون فى مصر يمنع ذلك، لأننى لم أتزوج أمها رسميا، فلم أكن أتوقع أن تتطور العلاقة مع «فيرد»، حتى حصلت «غلطة الحمل». ولكى تحصل ياسمين على الجنسية يجب أن أتزوج أمها أولا، وهى مسألة صعبة على كل حال، ولا يوجد قانون يتعامل مع هذه الظروف الإنسانية. وأحب أن أفرق بين حالتى، وحالة «المصرى»، الذى سافر للعمل والزواج فى إسرائيل، وتنازل عن جنسيته. فأنا مصرى يعيش فى بلده، وزوجته وابنته تابعتان له، وليس العكس وإذا نجحت فى تغيير الظروف. وتفهم الناس الموقف، ستكون أسعد لحظة فى حياتى، وإذا فشلت يستحيل أن أذهب للعيش هناك، لكن ربما أهاجر لبلد أجنبى، لأسعد ابنتى، وأحافظ عليها، وتصبح بجانبى. ■ لقد وضعت يدك على الحل، طالما أنك توفر لهما حياة كريمة داخل إسرائيل، لماذا لم تكفل لهما نفس الحياة فى أوروبا مثلا؟ - الحقيقة، ياسمين ولدت أثناء فترة عصيبة مرت بى. كانت أوضاعى الاقتصادية سيئة جدا بعد اندلاع الانتفاضة، وتفجيرات طابا. ولم يكن من السهل أن أرسلها لتعيش فى بلد لا تعرفه. وكان الحل الوحيد أن أبقى فى مصر لأمارس عملى، وتبقى زوجتى فى إسرائيل تمارس مهمة التسويق لشركتى، وتربى البنت وعلى الأقل تكون وسط أهلها. ■ من المؤكد أن هذا الزواج استلزم منك استطلاع رأى الأسرة والأجهزة، فالزوجة «إسرائيلية»؟ - لا، عندما حدث هذا الموضوع كان «غلطة عمرى»، خصوصا عندما جاءت البنت. كان مستحيلاً أخذ إذن أى شخص بخصوص بنت طالعة للدنيا. هل يمكن أن ألجأ لشخص يقول لى: «ارْميها، ولا أَخليها، أتركها تتلطم فى الدنيا، ولا أتحمل غلطتى». طبعا الضغط كان رهيباً كل الأجهزة هنا «مش نايمة». لكن حاولت، وأحاول، وسأحاول أن أستغله لمصلحتى ومصلحة بلدى دائما. ■ وما موقف أسرتك من الزواج ثم من الحمل، ومن كل ما ترتب على هذه العلاقة؟! - كارثة طبعا. أنا أعيش فى عذاب نفسى رهيب. و«مش قادر أروح منه هنا ولا هناك». وأريد أن أواصل حياتى فى بلدى لعدة أسباب، أولا أنا أحب بلدى جدا. ثانيا أنا كبرت، وشركاتى كبرت. والحقيقة أن حياتى فى مصر الآن صعبة، لكن ليست مستحيلة. ولو استحالت سأبيع كل أملاكى.. وأهاجر لأى مكان فى العالم. ■ لكن موقف الأسرة.. لم تجبنى عنه؟ - الأسرة كلها تشعر بأن هناك مهمة للعائلة، وتشعر بأننا عائلة كبيرة جدا. وأحد أفرادها يواجه مشكلة ضخمة. وهى إنقاذ فرد من أفراد العائلة، طفلة ليس لها ذنب فيما حدث إطلاقا. وصار شغلنا الشاغل هو إنقاذ الطفلة، وضمها للعائلة بطريقة تناسب ظروفنا. كما أن زوجتى المصرية تشترى لها ملابسها من مصر، لأن البنت تأخذ كل احتياجاتها من مصر. وعندما تعود لإسرائيل تفخر بأنها «حتة» من مصر. ■ ألم تستطلع رأى شخص، أو جهة فى هذا الموضوع حتى بعدما تعقد الوضع بهذا الشكل؟ - للأسف، لم أجد شخصا يقول لى كلمة واحدة مفيدة، حتى فى الأجهزة، كل الكلام الذى أسمعه منهم متناقض، والتناقض يكبر ويزيد مع الوقت. ناس تقول من حقك كمواطن أن تتزوج من تشاء، وتنجب ممن تشاء، لكن لا شيء يتحرك للأمام. ولا يوجد شخص يقول لى بصراحة وبشكل مباشر ماذا أفعل، لكى ألم شمل أسرتي، وكل ما أتمناه هو أن أصل لحل قريب لمشكلة أكتمها بين ضلوعى كل هذه الفترة، حتى انكشف سرها. ■ ألم تتوقع أن «فيرد»، نفسها، استطلعت رأى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية قبل أن تقدم على العلاقة معك؟ - يرد غاضبا بشدة: أنا لست بهذه السذاجة، ولا مجال لنظرية المؤامرة فى هذا الموضوع. ولو كنت شعرت للحظة بهذه الشكوك أو بوجود لعبة، فلا هي، ولا ابنتى، ولا أى شىء فى الدنيا يقدر يقف فى وجهى على الإطلاق. فليس عندى أغلى من بلدى طبعا. و«فيرد» تعرف ذلك جيدا». ويجب أن تعرف أنهم هناك لا يتدخلون فى شؤون الناس بهذه الصورة على الإطلاق. والقانون هناك رهيب، والإنسان هناك نمرة واحد، وحريته أهم حاجة، وتأمينه أهم حاجة. ■ حتى لو كان الزوج مصريا.. وفى وضعك، وفى مثل حالتك؟ - «حتى لو كان أى حاجة». وأريد أن أوضح أنها تتعرض لهجوم هناك كما تعرضت لهجوم هنا. ويأتى الهجوم من أشخاص فرادى، ومواقع إنترنت، وبعض المقالات. كما يأتى من الأجهزة التى تظن أنها تعمل لصالحنا. ويحققون معها من حين لآخر، خاصة أنها تعيش حياة ميسورة دون عمل. لذلك يتابعون حساباتها فى البنك. ولا يتصورون أننى أتكفل بمصاريفها، وتأميناتها، لأنها زوجتى وتتفرغ لرعاية البنت. ■ هى تواجه مشاكل بسبب زواجها منك، هل تعرضت أنت لتعثر اقتصادى أو صعوبات بسبب هذا الزواج؟ - بالتأكيد. كل شخص يغار منى يضغط على «الدمل»، ويدوس عليه. وكلما نجحت يضغط أكثر. فأشاعوا أن قريتى تعمل بالتعاون مع أجهزة الأمن لتجنيد الإسرائيليين، وجمع أخبارهم. وتسببت هذه الشائعة فى هروب السياح الإسرائيليين من قريتى، وألحقت بى أذى هائلا. ومازال أحد خصومى ينفخ فى هذه الشائعة باستمرار. ■ هل تقابل مشاكل أمنية داخل إسرائيل.. يمنعونك من الزيارة مثلا؟ - أنا لم أزر إسرائيل كثيرا، ربما لم أدخلها أكثر من ٢٠ مرة على مدار السبعة عشر عاما الماضية. وظللت فترة طويلة ممنوعا من الدخول أو الحصول على تأشيرة بعد انتشار هذه الشائعة السخيفة. ■ وهل تعانى عند استقبال ابنتك وزوجتك فى مصر؟ - أعانى أيضا فى مصر. وتقف زوجتى وابنتى كثيرا عندما تريدان الدخول إلى الجانب المصري، لكن هذه المرة التعقيدات من جانبنا. ■ لكن مساعدك ذكر فى تصريحاته لـ«المصرى اليوم» أن البنت تزور مصر مرة كل أسبوعين؟ - لا. تزور مصر مرة كل شهر، أو كل ٣ أسابيع تقريبا، وزوجتى تأتى معها. ■ زوجتك تتحدث العربية بطلاقة؟ - آه، لكنها تتحدث عربية مكسرة مثل «الخواجات». ■ وابنتك؟ - أنا أتحدث مع ابنتى بالعربية، وهى تتكلم اللهجة المصرية بطلاقة. ■ هل تعرضت ياسمين لمشكلات بعد نشر تقرير هاآرتس؟ - تعرضت أمها لمشاكل كثيرة، فالتقرير لم يعجب المصريين ولا الإسرائيليين. وقالت لى أمها إن جهات كثيرة عنفتها لأنها لم ترب البنت جيدا. و«استفزهم أن البنت عاشت وكبرت هناك، ثم تقول بلا تردد إن انتماءها وحبها لمصر أكثر». ومشكلتهم أن ياسمين متعصبة لمصريتها. وعندما تنتصر على الإسرائيليين رياضيا، تقول لهم: «أنا انتصرت لأنى مصرية». لذلك استدعوا أمها أكثر من مرة، غاضبين من هذا الكلام. وكانت أمها ترد بعناد: «هى تقول الحقيقة: أبوها مصرى»! ■ كيف تخطط لمستقبلك ومستقبل أسرتك فى ظل هذا الوضع الدرامى والمعقد الذى انزلقت إليه؟ - أتمنى أن تعيش فى مصر وسط أهلها. وتتزوج فى مصر، وتختار من مصر. أتمنى أن تكبر هنا لكى تشرب طباعنا، وتدخل جامعة مصرية. لو تمكنت من ذلك سأكون أسعد رجل فى العالم، ولو فشلت سأغير خطتى تماما. وأبيع كل ما أملك. وأخرج أعيش معها فى أى مكان فى العالم. مستحيل أتركها وحدها فى الدنيا. ■ هل يمكن أن نسأل عن موقف الوالد من هذا الزواج، إذا كنت تحب..؟ - بكل تأكيد. فى البداية كان الموضوع كارثة هائلة. لكنه تفهم وجهة نظرى، بمرور الوقت، وأدرك أنى عملت غلطة كبيرة، مثل شخص يقود سيارة فتعرض لحادث مروع، ثم مات فيه. وأصبحت فى موقف عصيب للغاية، لكن الحمد لله، بمرور الوقت، أعتقد أنه قدّر واحترم رجولتى، وأننى تحملت غلطتى. وقال لى: «أنت عملت غلطة ستتحملها طول عمرك». وأنا قررت أن أكون مثل أى رجل دخل معركة، وكُتب عليه أن يموت، لكن من الأفضل أن يموت رجلا، ويواجه المشكلة حتى آخر لحظة فى حياته، ولا يهرب منها. ■ الوالد قابل ياسمين، وجلس معها؟ - أه، طبعا، وحتى أمها قالت له: أنا آسفة على ما فعلت، فأنا لم أقصد. وأعرف وأقدر كل شىء، لكن هذه هى الحياة التى يحدث فيها أمور غريبة أحيانا». ■ لكنه تفهم الوضع فى النهاية؟ - تفهم، آه طبعا. ■ هل قاطعك أحد أصدقائك أو أصدقاء والدك بسبب زواجك من إسرائيلية؟ - لم يحدث أبدا. لأنهم يعرفون أننى إنسان وطنى ومحترم. ولو لم أكن أحب بلدي، ما استثمرت فى مشروعات عبارة عن عذاب فى عذاب. كان من السهل اللجوء لمشروعات تجارية. لكن أنا كل مشروعاتى أبنيها بأظافرى. وأخلق فرص عمل لعشرات الشباب. وأختار الأماكن الصحراوية الصعبة لأقهرها، وأحولها إلى قصة نجاح. ولم أتسلق طول عمرى على كتف أى شخص. ■ تجربتك فى منتهى القسوة إنسانيا، كيف تنظر لقضية زواج المصريين من إسرائيليات، وأنت تكتوى بنتائجها؟ - أحب أؤكد أن علاقتى بـ«فيرد» بدأت قبل ١٨ سنة، وكان السلام فى بدايته، والحياة وردية جدا. وكنا نتخيل أن الأوضاع تسير على خير ما يرام. وسرقتنى السكينة، وغلطت غلطة خطيرة. لكن نصيحتى الأخوية لأى شخص، أولا لن يجد أفضل من «الست المصرية»، وزوجتى المصرية خير دليل. لأن «الست المصرية الأصيلة» هى الوحيدة التى تصمد وتتحمل زوجها فى محنته. ولا أريد أن أكون متعصبا، لكن الجنسية الثانية أسوأ اختيار، والجنسية الإسرائيلية هى الاختيار الأسوأ على الإطلاق. ■ تبدو الآن، وكأنك تتحدث إلى نفسك.. - «لو الزمن يرجع بى للخلف، كنت تفاديت ما حدث مائة ألف مرة، ولمائة ألف سبب. فالسيدات لم ينقرضن من الدنيا.. هى جاءت معى غلطة. ولم أكن أنوى عليها إطلاقا. غلطة صحيح، لكن غلطة عمرى، وما زلت أدفع ثمنها الفادح حتى اليوم». تم تعديل 15 نوفمبر 2009 بواسطة يحى الشاعر لن يمتطى شخص ظهرك ، ما لم تقبل أن تنحنى له إسـلـمى يـــــامـــصــــــــر الوجه الآخر للميدالية ، أسرار حرب المقاومة السرية فى بورسعيد 1956 رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
يحى الشاعر بتاريخ: 15 نوفمبر 2009 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 15 نوفمبر 2009 وكان قد سبقه الخبر التالي ، يوم الثلاثاء ٣ نوفمبر ٢٠٠٩ عدد ١٩٦٩ في جريدة المصري اليوم ، والذي لفت نظري اقتباس: «ياسمين» ثمرة زواج «مصرى» من «إسرائيلية» تعتنق اليهودية رسمياً على أرض سيناء كتب محمد عبود ٣/ ١١/ ٢٠٠٩«أنا نصف مصرية ونصف إسرائيلية، ومسلمة فى الوقت نفسه رغم تعميدى للديانة اليهودية.. أتحدث العربية مع أبى، وأتكلم بالعبرية مع أمى، أسكن فى مدينة (رامات هشارون) الإسرائيلية، وأقضى الإجازة فى سيناء داخل القرية السياحية التى يديرها أبى، وفى القاهرة داخل مزرعة جدى». بهذه الجمل المشبعة بالتناقضات، تقدم ياسمين أو «ياسمينة» نفسها، فى محاولة لتفادى قول الحقيقة مباشرة، إنها ثمرة زواج رجل أعمال مصرى بسيدة إسرائيلية قبل ١٣ سنة تقريباً، عندما جاءت الفتاة اليهودية الإسرائيلية «فيرد ليبوفيتش» لقضاء ٣ أيام فى قرية «أكوا صن» بالقرب من طابا، ونجحت فى إغواء هشام نسيم، صاحب القرية، ومديرها، ثم تزوجته رغم كل المشاكل التى قد تنتج عن هذه العلاقة، التى دارت فصولها بين قرية أكوا صن فى سيناء وعدة مدن إسرائيلية، ولم يمر عام واحد حتى أنجبا الطفلة ياسمين التى تدرس حالياً فى الصف الثانى الإعدادى بمدرسة «أوريم» فى بلدة «كفر ياروق» الإسرائيلية. صحيفة «هآارتس» الإسرائيلية رافقت أسرة ياسمين فى رحلة إلى سيناء هذا الأسبوع، للاحتفال ببلوغها ١٢ عاماً من عمرها، وتعميدها للديانة اليهودية. فى طقس دينى يهودى يعرف بـ«بت - متسفا» أى سن التكليف. وتلتزم فيه كل فتاة يهودية تبلغ الثانية عشرة بالحفاظ على شعائر التوراة، وأدائها فى موعدها. وإن كانت القطاعات العلمانية فى إسرائيل تحرص على الاحتفال بهذا الطقس بعد تفريغه من مظاهره الدينية. وتقتصر الاحتفالات على تقديم الأطعمة، والرقص على أنغام الموسيقى، والاستماع لكلمة قصيرة يلقيها الأب والأم، وعرض فيلم عن حياة الفتاة منذ ولادتها، وحتى لحظة تكليفها وبلوغها. ونظرة سريعة على ضيوف الحفل بحسب صحيفة «هآارتس»، كفيلة برسم الدهشة على الوجوه. فقد شارك فى الحفل والد الفتاة «هشام نسيم»، وأخواها غير الأشقاء من زواج سابق، وجدتها لأبيها. وجاءوا جميعا من القاهرة، ومن الطرف الثانى شاركت أمها، وجدتها اليهودية «هانيا ليبوفيتش»، وأعمامها وأخوالها اليهود. كما شاركت «ميخال ساجى»، صديقة الأسرة، التى قتل شقيقها «أورى» بصاروخ مصرى دمر دبابته فى حرب أكتوبر، وحرصت الأسرة على دعوة صديقات ياسمين فى المدرسة، وعائلاتهم، وفى المقدمة والد إحدى التلميذات وهو قائد سابق فى سلاح البحرية الإسرائيلى، له تجربة فى الحروب مع مصر! لكن أكثر ما لفت انتباه الصحيفة الإسرائيلية، ليس الـ«دى جى» «أحمد» الذى حضر خصيصاً من القاهرة لإحياء الحفل، ولا فرقة الرقص المصرية التى شاركت بفقرة قبل نهاية الاحتفال، وإنما تلك الصورة العائلية التى التقطت لتخليد حفل تعميد ياسمين لليهودية. فى الصورة يجلس الجد والجدة فى المنتصف، ويقف هشام نسيم ببدلته البيضاء وزوجته الإسرائيلية، وياسمين وراءهما، ويصطف فرع الأسرة اليهودى على اليمين، بينما يصطف الفرع المصرى إلى اليسار. ياسمين ولدت فى مستشفى بتل أبيب قبل ١٢ عاما، وتربت بين إسرائيل وقرية «أكوا صن غزالة» التى بنتها «فيرد» الإسرائيلية، وزوجها المصرى. وصارت نقطة مهمة لتجمعات السياحة القادمة من إسرائيل وروسيا بسبب أسعارها الرخيصة، ومشاركة امرأة إسرائيلية فى إدارتها! واتسع نشاطهما فى مجال تنظيم رحلات السفارى للإسرائيليين فى الصحراء الغربية حيث يملكان فندقا صغيرا هناك. تقول ياسمين لـ«هآارتس» إنها تشعر بالراحة فى القاهرة أكثر من إسرائيل. وتضيف: «أنا أشعر بالانتماء لمصر. وأتمنى أن أكمل المرحلة الجامعية هناك. فالناس فى مصر أكثر دفئا وودا. وأشعر أن مصر بلدى رغم إقامتى الطويلة فى إسرائيل. وأحب زيارة جدتى فى القاهرة». وتقول «إنها لا تنوى الإقامة فى إسرائيل طوال الوقت، بل ستسافر للإقامة خارجها، قبل أن تستقر وتعيش فى مصر عندما تكبر». لم يتسن لـ«المصرى اليوم» الوصول إلى رجل الأعمال هشام نسيم والد الفتاة الذى خرج فى رحلة سفارى بالصحراء الغربية حيث يملك فندق أكوا صن الفرافرة. لكن «إسلام محمد السيد» مدير فندق «أكوا صن غزالة» الذى كتبت صحيفة «هآارتس» عن دوره فى تنظيم الحفلة، لم يشعر بالمفاجأة أو القلق عندما سألناه عن تفاصيل حفل تعميد ياسمين للديانة اليهودية. وقال إسلام: «أنا أعمل مع هشام نسيم منذ سنوات طويلة، وأعرف ياسمين منذ ميلادها، وهى فتاة لطيفة جداً. وتحب المصريين، وتتعامل بود شديد مع كل العمال فى الفندق. فهى تهتم بالسؤال عنهم، وتحزن إذا ترك أحدهم عمله. وتصر على الاتصال به، والسؤال عنه». ويضيف إسلام أن ياسمين تزور مصر أسبوعياً، ويشعر أنها أقرب لدخول الإسلام لا اليهودية، كما تقول صحيفة «هآارتس». وأكد أنها تفكر بجدية فى أن تنتقل للإقامة فى القاهرة أثناء الدراسة الجامعية، لتلتحق بالجامعة الأمريكية أو غيرها من الجامعات المصرية الخاصة، كما أشار إلى أن «فيرد» والدة ياسمين تجيد اللغة العربية أيضا إجادة تامة، وتكاد تعيش معهم فى «فندق أكوا صن غزالة». وحول معرفته بحالات أخرى مشابهة لحالة ياسمي ن فى هذه المنطقة التى تشهد تواجداً كثيفاً للسياحة الإسرائيلية، يقول إسلام: «إن حالة ياسمين تكاد تكون نادرة، فهو لا يعرف غير ولد فى التاسعة أو العاشرة من عمره تقريباً، نتيجة زواج رجل الأعمال مطاوع الترابينى صاحب قرية كاست بيتش فى منطقة رأس شيطان بامرأة يهودية قبل ١٠ سنوات تقريباً». د. يحي الشاعر لن يمتطى شخص ظهرك ، ما لم تقبل أن تنحنى له إسـلـمى يـــــامـــصــــــــر الوجه الآخر للميدالية ، أسرار حرب المقاومة السرية فى بورسعيد 1956 رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
يحى الشاعر بتاريخ: 15 نوفمبر 2009 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 15 نوفمبر 2009 أما بداية الشلال .... فقد كان الخبر التالي منذ فترة ، والذي نشره في موقع موقع الفجرأ / عــادل حـمـودة يتسم المقال بالقسوة في الحكم علي شخص وإدانته ، وقبل المحاكمة وقبل وضع الدلائل إعتمادا علي العاطفة ... حكم عليه وإتهمه "بالجاسوسية" .... ويقتضي الأمر ، أن ينشر أ عادل حموده ، الدلائل التي بني عليها هذا الإتهام الفظيع .... وكأنه يعلم بكل أسرار مخابرات دولتين ... إسرائيل ومصر .... كان المفروش علي الأستاذ حموده أن يضع أمام القاريء .. الدلائل القاطعة .. أو الشكوك ، التي بني عليعا حكمه ... وليس بسبب الزواج من يهودية .... ويأتي الوقت ... ليتحدث هشام محمد نسيم ... وينشر عنه مواضيه ... ولم يذكر إطلاقا ، حتي هذه اللحظة ، أي إتهامات وشبهات حول شخصه ... بالنسبة لما في سطور وعنوان أ عادل حموده .... فهل أصبحت التهمة بالجاسوسية ... سهلة وهكذ .... اقتباس: هؤلاء الأبطال المصريون العظام.. وأبناؤهم الخونة!أ / عــادل حـمـودة لا أحد يعيش في جلباب أبيه ولو كان الثمن أن يصبح جاسوساً من صلب الشيخ حسن العطار خرج حفيده عصام العطار.. آخر الجواسيس الذين صادتهم المخابرات المصرية من حبة عين إسرائيل.. ومن ظهر البطل المصري الشجاع مصطفي حافظ ولدت ناهد أو نوني التي تمردت علي تاريخ أبيها وتنكرت لسمعة عائلتها وخرجت من دينها وسبت بلادها.. ومن صلب عائلة محمد نسيم.. الشهير بنديم قلب الأسد.. مفجر الحفار وإيلات ومدرب رأفت الهجان.. ولدت فتاة إسرائيلية.. ولم يتردد ابن رأفت الهجان نفسه في أن يمشي في الاتجاه المعاكس ويسبح تجاه الناحية الأخري ويعمل في خدمة الذين حاربهم أبيه.. المخابرات الإسرائيلية. كيف يتحول دم الشهيد إلي عصير عنب أحمر؟.. كيف يصبح عطر الفل نوعا من الخل؟ كيف تنقلب صلاة الوطنية إلي طقوس خيانة وثنية؟.. كيف تهبط أسهم الموت في سبيل الله إلي حضيض التجارة الفاسدة مع الشيطان؟.. كيف يترك العشق المقدس للوطن مكانته الرفيعة ويقيم في مقلب قمامة؟. لقد كان الشيخ حسن العطار من علماء الأزهر الشريف الذين تمردوا علي جمود العقل الديني.. لم يطق ثوب الاجتهاد القديم والضيق الذي فرضه عليه شيوخه ومعلموه.. خشي أن يتحول ذلك الثوب العتيق إلي كفن يعيش فيه وهو علي قيد التفكير.. فأعلن حماسه لسفر تلاميذه إلي أوروبا لاستيعاب علوم"الفرنجة"وكان أشهرهم رفاعة الطهطاوي.. أول شعاع نور يلتهم ظلام العصور الوسطي ويفتح باب النهضة الحديثة التي جعلت مصر دولة إقليمية عظمي.. جعلت لمحمد علي باشا الكبير مكانا مستقرا في تاريخها.. وجعلتنا نشعر بحزن ممزوج بالشجن علي ما جري لحفيد حفيده الذي سقط في شباك المخابرات المصرية بعد أن تورط مع المخابرات الإسرائيلية. إن كل الذين تأملوا صورة الجاسوس الصغير محمد عصام العطار تعاطفوا معه وإن لم يبرروا جريمته.. بل إن جهات التحقيق نفسها راحت من جانبها تفسر ما فعله بمعلومات إنسانية تضاعف من الشفقة عليه وإن كانت لا تخفف عنه العقوبة المشددة التي تنتظره.. فقد تحول منذ أن كان طفلا إلي كرة يد يلقي بها في الهواء أبوه وأمه اللذان انفصلا قبل أن يستوعب كلمة بيت وأسرة وشجرة وحب ووطن.. ولم يجد في جامعة الأزهر التي وجد نفسه متحمسا لها رائحة جده ولا سماحته ولا حماسه لفتح نوافذ العقل.. بل وجد جماعات متشددة.. متشنجة.. متعصبة.. تكره كل من يختلف معها.. وتسعي للتخلص ممن لا يسايرها.. وبين حلم لا يأتي وواقع لا يتفاهم معه وبيت لا يشعر فيه بالأمان قرر أن يهج.. تاركا وراءه حكما بالحبس في قضية شيك دون رصيد.. ولم تكن أمامه سوي تركيا.. دولة سياحية يسهل دخولها.. وهناك تضاعف شعوره باليأس فقرر حرق ما تبقي من جسور تربطه بوطنه.. وتقدم بخطي ثابتة إلي السفارة الإسرائيلية ليحصل علي وظيفة جاسوس.. وهناك جري ما جري. ولو كان صوت الجد بعيدا لم يسمعه حفيده فكيف لم يسمع صوت الأب وكان قريبا؟!.. إن الأب ضابط سابق.. خدم في جهاز أمني رفيع ربما ساهم فيما بعد في القبض علي ابنه.. فكيف تحول ابن العين اليقظة إلي مؤخرة تقبل الشذوذ الجنسي والوطني ويتزوج مرتين بما لا يجوز.. من رجل آخر.. ووطن آخر؟. وليست تلك القصة الطازجة هي الأولي من نوعها.. فقد سبق أن أنجب شاب ينتمي لعائلة رجل المخابرات الشهير محمد نسيم فتاة من امرأة إسرائيلية عرفها علي شاطئ ساحر من شواطئ سيناء.. وهللت الصحف العبرية بالفضيحة التي اعتبرتها انتصارا من نوع خاص. لقد ولد محمد نسيم في القاهرة القديمة.. في حي المغربلين.. المعروف بالدرب الأحمر.. كان البيت الذي تربي فيه يقع خلف مسجد المردائي.. وهو مسجد لم يكن بالنسبة إليه مكانا للصلاة فقط وإنما للمذاكرة أيضا. قبل أن يكمل ثلاث سنوات لم يجد أمه إلي جواره.. خطفها الموت.. وفي الخامسة عشرة من عمره انتقلت عائلته إلي حي المنيرة.. القريب من النادي الأهلي.. فكانت ملاعب الهوكي وحلبات الملاكمة مفتوحة أمامه.. وفيما بعد أصبح بطل الكلية الحربية والقوات المسلحة في الملاكمة.. وفيما بعد ايضا أصيب في مباراة للهوكي بين مصر وباكستان في أنفه.. لكنه سرعان ما اعتزل الملاكمة عندما وجد نفسه يتلقي لكمة قوية من منافسه علي بطولة الجيش عام 1951 صلاح أمان أفقدته الوعي.. ورغم أنه فاز في المباراة بالضربة القاضية إلا أنه لم يشأ أن يعيش تلك الحالة مرتين.. علي أن الرياضة منحته فرصة الزواج من إحدي بطلات مصر في الجمباز.. وهي سيدة هادئة متزنة وواقعية متابعة لما يجري حولها. في عام 1949 التحق بالكلية الحربية وتخرج فيها بعد عامين ليلتحق بسلاح المدرعات ويشارك وهو ضابط في حرب السويس عام 1956.. لكن ما أن انتهت الحرب حتي اختير للانضمام إلي المخابرات العامة وكانت لاتزال وليدة.. عمرها لا يزيد علي عامين.. وقد كان عمره وقتها 21 سنة.. واختير للعمل في الخدمة السرية وهو الجهاز المدبر والمخطط لعمليات اختراق العدو وزرع الجواسيس في أرضه.. أما الجهاز الآخر.. الأمن القومي فمهمته مكافحة الجواسيس الأجانب الذين يتسللون إلي الداخل والمصريين الذين يفقدون مناعتهم الوطنية ويسقطون في بئر الخيانة. كان محمد نسيم من الجيل الأول في المخابرات العامة وهو جيل كان عليه أن يؤسس ويبني ويتعلم ويواجه.. كان عليه أن يقاتل بالعقل ولكن دون إمكانات.. كان التحدي أهم أجهزته السرية.. وكان حماسه هو القوة الخارقة التي يصنع بها المعجزات. وينسب لذلك الرجل الذي لقبوه بقلب «الأسد» أنه ساهم في تفجير المدمرة إيلات والحفار الذي أرادت إسرائيل أن تستخدمه لحفر قناة بديلة بعد هزيمة يونيو وتدريب قيادات الثورة الإيرانية قبل أن يسقط عرش الشاه بسنوات طوال.. وقد قال لي فتحي الديب المسئول عن المنطقة العربية في رئاسة الجمهورية أيام جمال عبد الناصر: إنك لو حفرت في التربة الوطنية لوجدت دائما أثرا يدل علي محمد نسيم.. لكنه قدره وقدر كل الذين احترفوا مهنة الخفاء والظل والكتمان والسرية.. نعرف أعمالهم.. نشعر بهم.. نطمئن لوجودهم.. لكن.. لا نعرفهم. وقد ذاعت شهرة محمد نسيم بعد مسلسل رأفت الهجان.. فهو نديم قلب الأسد الذي دربه تدريبا راقيا جعل منه أسطورة.. وذات يوم من شتاء العام الذي اكتمل فيه المسلسل انفجر بركان الغضب في صدر محمد نسيم بعد أن نشرت صحيفة معاريف الإسرائيلية أن رافت الهجان (أو رفعت الجمال أو جاك بيتون) كان عميلا مزدوجا نجحت الموساد في تجنيده بعد أن وصل إسرائيل عام 1955.. وجاء إلي روز اليوسف ليقابلني (وكان قد ترك المخابرات) ولينفي ما قرأ.. قائلا: "لو كانت الرواية الإسرائيلية حقيقية لكشفوا عنها قبلنا.. إن إسرائيل لم تعرف بقصة رأفت الهجان إلا بعد أذاعتها المخابرات المصرية بنفسها". إن إسرائيل لا تنتظر طويلا حتي تكشف عن العملاء المزدوجين.. والدليل علي ذلك قصة الجاسوس المصري كيفوركي يعقوبيان الذي كشفوه في الستينيات وحولوا قضيته إلي مهرجان دعائي صاخب ونشروا قصته في كتاب بعنوان"الذئب الوحيد".. كان كيفوركي مصريا أرمينيا جري تجهيزه لمدة سنة ونصف السنة وعرف باسم سليم كيتشوك.. وقد أحب فتاة إسرائيلية.. شقيقها ضابط في الأمن.. وكانت هذه نقطة ضعفه.. وبعد عام ضيقوا عليه الخناق.. وقبضوا عليه.. وفور الانتهاء من التحقيقات نشروا قضيته.. وأغروه بالعيش في إسرائيل مقابل أن يكون جاسوسا لهم. واضاف: "إن قضية رأفت الهجان كانت قبل قضية كيفوركي بسنوات فلماذا لم يعلنوا قصته إذا كان عميلا مزدوجا؟".. لقد كان محمد نسيم يتكلم بحماس وهو يدافع عن رأفت الهجان.. وكأنه يدافع عن نفسه.. وسمعته.. وبراعته.. خاصة أن قضية رأفت الهجان لو كانت أولي عملياته فإنها لم تكن آخرها. وفي غالبية تلك العمليات كان يتلقي التكليف مباشرة من جمال عبد الناصر.. في عملية الحفار مثلا استقبله جمال عبد الناصر بالروب والبيجامة وسأله الأسئلة التقليدية المعتادة عن صحته وعائلته وأولاده.. ولم يقل محمد نسيم ان ولديه هشام وفؤاد مصابان بالحصبة.. وإنما اكتفي بالقول"الحمد لله يا فندم".. وبعد أن انتهي من شرب الشاي في الشرفة الملحقة بغرفة نوم جمال عبد الناصر.. ووصل إلي الباب سمع منه جملة واحدة هي: "الحفار يا نسيم".. وكان رده: "حاضر يا فندم".. وعندما نفذت العملية أرسل برقية بالشفرة من أبيدجان حيث فجر الحفار قال فيها: "مبروك الحاج".. ورد عليه أمين هويدي الذي كان مسئولا في ذلك الوقت عن المخابرات العامة ببرقية قال فيها: "الأولاد بخير وبيسلموا عليك".. ولم تكن البرقية هذه المرة بالشفرة.. كانت برقية حقيقية.. فقد شفيا ولداه من المرض الذي تركهما عليه. ومن فرط ثقة جمال عبد الناصر فيه جعله الرجل الثاني في لجنة التحقيق التي كشفت انحراف جهاز المخابرات الشهيرة بعد الهزيمة.. وقد استمرت التحقيقات فيها من صباح يوم 28 أغسطس عام 1967 إلي مساء يوم 14 أكتوبر من نفس العام.. وشهد فيها 44 سيدة وفنانة بخلاف 9 أفراد من خارج الجهاز و14 فردا منه.. حسب ما سجله شريكه في التحقيقات وزير الكهرباء الأسبق حلمي السعيد في مذكراته. بعد أن ترك الخدمة تولي محمد نسيم منصب رئيس هيئة تنشيط السياحة وهو منصب أغري علي ما يبدو ابنه الكبر لإقامة مشروع سياحي علي شاطئ في سيناء.. ولم يكن مؤلما له أن يستقبل وهو ابن محمد نسيم أفواجا من السياح الإسرائيليين.. وفي عشة من البوص البري التقي أحد اقاربه بأمراة إسرائيلية لا أحد يعرف عنها شيئا.. وبعد ان وقع ذلك الشاب في غرامها وقويت العلاقة بينهما لم يكن من الصعب أن يتكون في أحشائها طفلة تنتمي جيناتها الوراثية إلي جينات تلك العائلة المصرية الوطنية.. ونشرت الصحف الإسرائيلية القصة وهي تقفز في الهواء من الفرحة.. فقد نجحت إسرائيل مع جيل جديد من العائلة بعد ان فشلت مع أبرز رموزها. وأغلب الظن ان قلب محمد نسيم لم يتحمل الخبر.. ولم تمر فترة طويلة حتي دخل غرفة الرعاية الفائقة في مستشفي وادي النيل بعد ان هاجمته أربع جلطات سدت شرايين القلب والمخ.. فكان قراره الأخير هو الرحيل.. لقد تعود أن يحمل الوطن بكل ما فيه علي كتفه فكيف يتحمل عكس ذلك؟.. إنه معدن نادر من الرجال في زمن باع الناس فيه بلادهم من أجل جهاز تكييف وتليفون محمول وعلاقة عابرة مع إمراة تنتمي لدولة معادية لن تذوب عداوتنا لها قبل أن تذوب هي نفسها. وربما كانت تلك القصة خفية.. وقعت في الستر.. لم يخض فيها احد كثيرا.. ولم يفخر بها الذين وقعوا فيها.. بل تواروا بعيدا عن العيون.. ربما نغفر لهم ما فعلوه بنا وبتاريخ محمد نسيم.. لكن.. ليست كل الفضائح المشابهة حظيت من أبطالها بنفس القدر من الحياء.. بل كان بعضهم من الجرأة والبجاحة بحيث سجلها في كتاب منشور وهو يشعر بالزهو والفخر بما ارتكب. منذ سنوات قليلة وقع في يدي كتاب إسرائيلي كتبه يوسي أرجمان بعنوان"سري جدا"يكشف عددا من قضايا الموساد في مصر.. كان من بينها قضية اغتيال مصطفي حافظ.. رجل المخابرات المصري القوي الذي كان مسئولا في منتصف الخمسينيات عن عمليات الفدائيين ضد إسرائيل.. وقد عاش في غزة.. في انتظار استدعائه للقاهرة لتولي رئاسة جهاز المخابرات العامة.. لكن.. في يوليو عام 1956 نجحت الموساد في التخلص منه بعبوة ناسفة داخل كتاب أرسلوه مع عميل مزدوج (هو سليمان طلالقة) إلي قائد الشرطة في غزة (لطفي العكاوي) بزعم أنه كتاب الشفرة الجديدة بعد أن اشاعوا أنه جاسوس لهم وكانت الموساد علي ثقة أن العميل المزدوج سوف يرسل الكتاب الملغوم أولا إلي مصطفي حافظ ليتأكد من خيانة قائد الشرطة وهو ما حدث.. لكن.. ما أن فتح مصطفي حافظ الكتاب وهو في حديقة استراحته حتي لقي مصرعه وأصيب سليمان طلالقة بجروح وحروق هائلة في واحدة من أسوأ عمليات المخابرات الإسرائيلية وأكثرها ألما لنا. ولد مصطفي حافظ في قرية تابعة لبندر طنطا في 25 ديسمبر 1920 وتخرج في الكلية الحربية عام 1940 وعين في سلاح الفرسان (المدرعات فيما بعد) وفي يوليو 1948 نقل إلي مكتب الحاكم الإداري المصري في غزة مسئولا عن رفح.. وبعد الثورة التي كان أحد ضباطها الأحرار حضر اجتماعا سريا مع جمال عبد الناصر تقرر فيه إنشاء كتيبة فدائيين تواجه الاعتداءات الإسرائيلية علي الفلسطينيين في غزة وما حولها.. قاد الرجل الذي يهوي الظل تلك الكتيبة التي أرقت مضاجع العدو دون أن يتوصلوا إليه أو حتي يعرفوا صورته أو مكانه.. وفشلت كل محاولات اغتياله.. فقد كان يترك المكان قبل تنفيذها بدقائق.. واضعا في رأسه جملة قالها جمال عبدالناصر له: "خللي بالك يا مصطفي من الخونة مصر تريدك بشدة".. لكن.. كان القدر يعمل ضده وكذلك المخابرات الإسرائيلية التي كانت تريده حيا أو ميتا.. بل إن القوات الإسرائيلية لم تترد في إطلاق نيران مدرعاتها علي صورته التي علقت في الشوارع وفاء لذكراه. بعد أن قرأت الكتاب الإسرائيلي الذي اعترف لأول مرة باغتيال الموساد مصطفي حافظ نشرت القصة كاملة في مقالي الأسبوعي في الأهرام.. وكانت المرة الأولي التي يعرف العرب ما جري لواحد من أبطالهم الكبار.. ولم تمر ساعات حتي تلقيت رسالة من منال عبدالحميد المصري.. وكانت وقتها طالبة في الثانوية العامة.. أمها مصرية وابوها أردني وجدها فلسطيني.. كتبت في رسالتها: "إن أسطورة مصطفي حافظ شهيرة ومتوارثة في عائلتنا وصورته معلقة في بيوتنا وقلوبنا فهو أول من جند الفدائيين ودربهم وأول من أثبت أن طريقته في المقاومة هي الطريق المثالية الوحيدة في التعامل مع الإسرائيليين.. وقد نفذت عائلتي وصية جدي المولود في القدس وكان واحدا من رجال مصطفي حافظ وحسب هذه الوصية فإن علي كل فرد في العائلة أن يطلق اسم مصطفي حافظ علي أول مولود ذكر ينجبه حتي أصبحت عائلتنا توصف بين الجيران بإمبراطورية مصطفي حافظ".. وفي رسالة أخري وصفت سوسن عبد الحميد السهتان مصطفي حافظ بأنه لم يمت بل يرقد في عيون المصريين مثل جملة موسيقية في نوتة لسيد درويش وزهرة قطن مطبوعة علي جلباب كستور فوق جسد فلاحة مصرية ومثل عصفور من عصافير الحرية يسكن علي ضفاف النيل ويقاسمنا طعام الإفطار كل صباح.. وكانت هناك رسائل أخري لا تخرج عن هذا المعني. لكن.. المكالمة التليفونية التي هزت مشاعري كانت من أرملة الشهيد مصطفي حافظ السيدة درية يوسف فقد وجدت نفسي أقدم لها واجب العزاء في زوجها بعد عشرات السنين.. وعرفت منها أنها تزوجته في مارس عام 1946 وانجبت منه ولدا وأربع بنات.. محمد وهو دبلوماسي لابد أنه اصبح الآن سفيرا وهدي وكانت طبيبة وزوجة للدكتور مصطفي ابوالنصر ورحلت قبل ست سنوات من نشر المقال، ومي التي كانت تعيش مع أمها في المعادي وكان عمرها ستة أشهر يوم قتل والدها وسهير زوجة الكاتب الصحفي شريف الشوباشي وناهد المهاجرة المقيمة في الولايات المتحدة الأمريكية والتي مسحت تاريخ أبيها بأستيكة وسكبت علي صورته اللامعة طنا من الزفت والقطران. لقد غيرت ناهد حافظ اسمها إلي نوني درويش وغيرت ديانتها واعتنقت المسيحية وسخرت من استشهاد ابيها ووصفت ما فعله بالإرهاب واثنت علي الإسرائيليين الذين قتلوه ووصفتهم بحمائم السلام الذين سينشرون الخير والعدل في المنطقة الجاحدة التي لا تستحقهم.. بل إنها أعلنت استعدادها للتطوع دفاعا عن إسرائيل ضد البرابرة العرب والمسلمين.. وقد نشرت ذلك كله واكثر في كتاب، اعتبرها العرب بعد نشره عميلة للمخابرات المركزية الأمريكية والموساد معا. لقد كان عمرها خمس سنوات يوم مات ابوها وتخرجت في الجامعة لتعمل في الصحافة الأجنبية ثم هاجرت إلي الولايات المتحدة عام 1978 وعمرها ثلاثين سنة وبقيت هناك مجهولة ومهجورة حتي وقعت هجمات سبتمبر الشهيرة فقررت ان تنسلخ من جلدها وأصلها وعائلتها وشهرة أبيها ونشرت ما نشرت. وما يزيد الطين بلة أن ذلك حدث أيضا مع ابن رأفت الهجان الذي وجد نفسه يمشي في الطريق العكسي الذي مشي فيه ابوه ووضع نفسه في خدمة الدولة الإسرائيلية بدعوي أن مصر لم تمنحه جنسيتها. وربما كانت هناك قصص أخري مخفية أو قصص غيرها ستكشف عنها الأيام.. لكن.. يبقي السؤال كيف يخرج من بطن العالم فاسد ومن بطن المؤمن كافر ومن بطن الشريف لص ومن بطن البطل القومي خائن؟. الدكتور أحمد عكاشة.. أشهر أطباء التحليل النفسي يساعدني علي الإجابة ويقول: إن بعض هؤلاء الأولاد لا يتمتعون بالقدرات التي يتمتع بها آباؤهم.. سواء كانت هذه القدرات ذهنية أو سلوكية وهنا تنشأ عقدة سلطة الأب التي تنتهي بكراهية الأبناء لهذه السلطة بسبب العجز عن أن يكون الأبناء مثل آبائهم.. ومن هناك يكون التمرد علي الأب هو الطريق الوحيد أمامهم لإثبات الذات ولو أدي ذلك الطريق إلي الخيانة.. إن لا أحد يريد أن يعيش في جلباب أبيه.. ولو تحول إلي جاسوس. ولا جدال أنني أحترم ذلك الرأي الذي يتمتع صاحبه بثقافة اجتماعية وإنسانية هائلة.. لكن.. بالقطع يمكن أن تكون هناك إجابات أخري ربما يكملها من يقرأ المقال ويشعر بالحزن والشجن والندم.. ربما. د. يحي الشاعر لن يمتطى شخص ظهرك ، ما لم تقبل أن تنحنى له إسـلـمى يـــــامـــصــــــــر الوجه الآخر للميدالية ، أسرار حرب المقاومة السرية فى بورسعيد 1956 رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
يحى الشاعر بتاريخ: 15 نوفمبر 2009 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 15 نوفمبر 2009 فيما يلي ... رد فعلي ورسالتي وسطوري إلي هــشـــام محمد نــســـيم هـــشـــام والدك رحمه الله ، كان رئيسي المباشر وعملت معه سنين أكن له كل محبة وإحترام ، وأنشر عنه في مواقع عديدة العديد من القصص وأنوي نشره بشكل متوسع في مواقعي الخاصة التالية http://yahiaalshaer.com http://yahia-al-shaer.com http://yahia-alshaer.com لقد عملت تحت قيادة والدك رحمه الله ورأيتك أيضا وأنت "طفل صغير" في بيروت وأعرف مسكنكم والمبني الذي كنتم تقيمون فيه في منطقة الروشة ، برأس بيروت لقد عاشرت مع والدتك أحداث تاريخية في بيروت ، سواء الحرب الأهلية اأالأولي عام 1958 ، وتدعيمه للمواطنين المسلمين في بيروت في مناطق غرب بيروت سواء المصطبة أو المزرعةأو حتي عين المرايسة ومنطقة الحمراء ورأس بيروت ... ولا ننسي النزول الأمريكي علي شواطيء منطقة الأوزاعي وإنتشارهم في المنطقة الشرقية من بيروت وجبل لبنان وما كانوا قد جلبوا معهم من معدات وأسلحة ، لتدعيم بيير الجميل رئيس حزب الكتائب اللبنانبة الذي كان يكره مصر وما ينتمي لمصر والعرب ... عقائديا وقوميا وكميل شمعون رئيس الجمهورية اللبنانية المشهور ، بقوله إشترت مصر أسلحة شيوعية ، وعندما علقت عليه في حديث صحفي خاص لجريدة الأسبوع العربي ، بقولي أن الأسلحة ليست عقيدة .. إبتسم وعلق بدوره " أن لا نأخذ الأقوال السياسية الإعلامية مقياسا لتفكيره الثقافي كانت بطولات الرجل ، القدوة والقائد الجسور الذي أحبه الكثير ، حتي معارضينه من وزارات كميل شمعون فقد كان مع السفير اللواء عبدالحميد غالب رحمه الله ، يمثلون ، مصر الثورة الحديثة وجمال عبدالناصر وجاءت أيام الجمهورية العربية المتحدة .. وأيام الوحدة .. وتلتهم أحداث الإتفصال ومؤتمر شتورة وعبدالحميد السراج ، ومحاولات ضباط آخرين لإنقلاب علي الإنقلاب العسكري الإنفصالي في سوريا كما تري ، أحمل لوالدك الكثير من الذكريات العطرة أتذكر آخر مكالمة هاتفية مع والدك رحمه الله ، قبل دخوله المستشفي بعدة أيام ... وأتذكر ضحكاته وسؤاله ، عن بعض الذكريات من أيام عملنا وضحكاته التي فتحت القلب قرأت عنك موضوع منذ مدة ولم أصدق عيناي ، وأتتبع ما يكتب عنك ، إذ أنني أكن لك أيضا نوع من الإحساسات التي تضفي رائحة عطرة علي ذكريات عملي المباشر مع والدك رحمه الله أنت بشر ... وتعترف علنيا بخطأك ، وتعيد وتكرر تأكيد مشاعرك الوطنية تجاه مصر أصدقك يا هشــام .... ولا أعتقد أن ستخيب ظننا ، إذ أن روح والدك رحمه الله تحيم فوق رأسك ... وهو أقرب و منك إلي الله سبحانه وتعالي أدعو الله لك ، أن يساعدك في محنتك الحالية وأتمني أن نبتعد في مناقشاتناعن التطرق إلي إبنتك وعائلتك حتي وإن كان زواجك معه والدتها "زواج عرفي" ..فهذا شأنك ومن يحاسبك عليه ، هو الله وليس نحن في مناقشاتنا د. يحي الشاعر لن يمتطى شخص ظهرك ، ما لم تقبل أن تنحنى له إسـلـمى يـــــامـــصــــــــر الوجه الآخر للميدالية ، أسرار حرب المقاومة السرية فى بورسعيد 1956 رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
يحى الشاعر بتاريخ: 15 نوفمبر 2009 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 15 نوفمبر 2009 حتي أوفر وقت الإنتظار علي الجميع ، فيما يلي الروابط للمواضيع الثلاثة أولا : موقع الفجر ... وموضوع هؤلاء الأبطال المصريون العظام.. وأبناؤهم الخونة! والتطرق إلي هشام محمد نسيم بقلم عادل حمودة http://www.elfagr.org/NewsDetails.aspx?nws...6&secid=720 ويلاحظ عدم وجود تعليقات من القراء علي الموضوع ثانيا : موقع "المصري اليوم" وموضوع المقابلة الصحفية مع هشام محمد نسيم http://www.almasry-alyoum.com/article2.asp...mp;IssueID=1585 ويلاحظ وجود 4 صفحات من تعليقات القراء علي الموضوع الأولى ] [ السابق ] [١] [٢] [٣] [٤] [ التالى ] [ الأخير ] ثالثا : موقع "المصري اليوم" وموضوع تداول قصة إبنة هشام محمد نسيم ويلاحظ وجود صفحة واحدة من تعليقات القراء علي الموضوع http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=231895 لن يمتطى شخص ظهرك ، ما لم تقبل أن تنحنى له إسـلـمى يـــــامـــصــــــــر الوجه الآخر للميدالية ، أسرار حرب المقاومة السرية فى بورسعيد 1956 رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
يحى الشاعر بتاريخ: 19 نوفمبر 2009 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 19 نوفمبر 2009 الانتقام من أبطال المخابرات المصرية على الطريقة الإسرائيلية بقلم محمد الباز العربى 15\11\2009 الانتقام من أبطال المخابرات المصرية على الطريقة الإسرائيلية التعليق التالي ، بتاريخ 15 نوفمبر ، بستدعي منا التمعن في فقراته .. وسطوره ... وأحداثه ... كما يحثنا أيضا علي التجاوب مع رغبة كاتبه ، التالية حول ... "ضرورة نشر قصص بطولات وأعمال هؤلاء الذين بذلوا حياتهم وأن نحتفظ لهم بما فعلوه، للحفاظ على ذاكرتنا الوطنية، فهذا بيس فقط من حقهم ، ولكن أيضا من حق على لأجيال الجديدة، إننا أمام حالة من الإساءة البالغة التى وجهها أبناء هؤلاء الأبطال إلى آبائهم، أعرف أنهم لا يزنون فى ميزان التاريخ شيئا، فسوف يطوى التاريخ صفحاتهم ويمضي، وتبقى صفحات آبائهم بيضاء ناصعة لا يمسها السوء من قريب أو بعيد. لكن هل تريدون الأمانة، إننا فى حاجة ملحة الآن للحفاظ على ذاكرتنا الوطنية، فمن حق هؤلاء الذين بذلوا حياتهم أن نحتفظ لهم بما فعلوه، أن ننشر قصص بطولاتهم وأعمالهم الجليلة على لأجيال الجديدة، أن نقرر حياتهم فى المناهج الدراسية بدلا من المناهج البائسة التى يدرسها أبناؤنا، إن اقتراحى هذا يعرف طريقه جيدا، وأرجو أن يجد استجابة.. أرجو ذلك جدا. الانتقام من أبطال المخابرات المصرية على الطريقة الإسرائيلية بقلم محمد البازالعربى 15\11\2009 وكأننا أمام فصول من الدراما الإغريقية، ما نتابعه على المساحة الفاصلة بيننا وبين إسرائيل يصل إلى درجة الأسطورة، التاريخ يصر على تقليب أوراقه، لا يرحم الذين رقدوا تحت التراب سالمين، بعد أن أدوا ما عليهم لوطنهم، يريد أن يزعجهم ويقلق منامهم، ويؤرق راحتهم الأبدية. إسرائيل ليست كيانا استعماريا شرسا فقط، ولكن قلبها أسود، لا تنسى أبدا من أهانوها ومرغوا كرامتها فى الأرض، وجلبوا الطين على رأسها، تعرف أسماءهم جيدا، وفى اللحظة المناسبة تنتقم وتفعل ما تعتقد أنها ترد الاعتبار لنفسها ولكرامتها المذبوحة. فى حمى متابعة الفضيحة التى كان هشام محمد نسيم ابن بطل المخابرات المصرية المعروف باسم نديم قلب الأسد، جرت وقائع ما يشبه الجريمة فى شرم الشيخ، ابن أحد أبطال عملية إيلات كان بصحبة صديق ألمانى له فى شرم الشيخ، نزل الصديقان يمارسان رياضة الغوص، وبعد فترة خرج الصديق الألمانى وحده، وغرق ابن بطل إيلات. لا أحد يعرف شيئا عن هذه الواقعة، ولم تتصدر مانشيتات الصحف، وقد يكون هناك نوع من التعتيم المقصود عليها، ربما لأن هناك من يعتقد أنها كانت حادثة قدرية، ليس وراءها مؤامرة، لكن تفاصيل ما جرى تشير إلى أن الواقعة ليست طبيعية، وأنه ربما كان هناك من أراد أن ينتقم بعد كل هذه السنوات من أحد أبطال عملية إيلات، بقتل ابنه غرقا، وهو أمر ليس بعيدا عن رجال الموساد الإسرائيلى الذين يعتبرون الانتقام من أعداء الدولة العبرية وخصومها واجبا مقدسا. كانت هذه الواقعة عابرة، ولم تصمد، أما القصة التى فجرتها جريدة هاآرتس الإسرائيلية، كانت ياسمين ابنة هشام محمد نسيم تحتفل بعيد ميلادها الثانى عشر، وهو السن التى يبدأ فيها التعميد فى الديانة اليهودية، كانت الصحف الإسرائيلية ومنذ 12 عاما، قد أشارت إلى ميلاد الطفلة من أم يهودية وأب مصرى هو هشام ابن أحد أبطال المخابرات المصرية، لكن الخبر وقتها لم يلفت انتباه أحد هنا فى مصر إلا قليلا، لأنه نشر دون تفاصيل. أما الآن فالقصة نشرت كاملة، هشام ابن محمد نسيم الذى كان واحدا من المؤسسين الأوائل لجهاز المخابرات المصرية، والذى قام بأدوار مهمة فى عمليات خطيرة نفذها الجهاز ضد إسرائيل مثل تدمير إيلات وتدمير الحفار الذى كانت إسرائيل قد استأجرته للتنقيب عن البترول فى خليج السويس، وكان هو العراب الأول والأساسى فى زرع وتجنيد الجاسوس الشهير رأفت الهجان، ابن هذا الرجل استراح لمعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل. اعتقد كما اعتقد غيره أن الأمور أصبحت طبيعية للغاية، وأنه يمكن أن يستثمر أمواله مستخدما الإسرائيليين فى ذلك، أنشأ قرية سياحية فى نويبع، وكان لابد من تسويق المشروع، فاستعان بفتاة إسرائيلية لمهمة التسويق، لكن يبدو أن العلاقة بين الشاب المصرى والفتاة اليهودية لم تتوقف عند البيزنس، فقد امتدت إلى الحب والغرام، الذى ترجم إلى علاقة جنسية، يقول هشام فى اعترافه بأن هذه العلاقة كانت غلطة عمره، أنه تزوج منها عرفيا. هل كانت هذه الفتاة "فيرد ليبوفيتش" الإسرائيلية، مجرد فتاة عابرة فى حياة هشام نسيم، أم أن هناك من كان يحركها لتصطاد هذا الشاب على وجه التحديد، لقد ظل والده طوال حياته يقف كصخرة صلبة فى وجه إسرائيل، ولابد من الانتقام منه، وليس أكثر من الانتقام الخاص الذى يمسه فى أعز ما يملك، أن تكون له حفيدة يهودية إسرائيلية، تقول له إن الكيان الذى أنفق عمره من أجل القضاء عليه وإفنائه، سيظل قائما وممتدا، بل خرج من صلبه من ساعد هذا الكيان فى الاستمرار والحياة والحيوية. إن ياسمين التى يقول هشام إنها مسلمة وأمها مسلمة، تدعوها الصحافة الإسرائيلية بـ"ياسمين ليبوفتش"، فهى بالنسبة لها مواطنة يهودية إسرائيلية، طبقا للشريعة اليهودية، التى لا تعترف أساسا بالزواج بين يهودية وغير يهودي، أى أن الفتاة الصغيرة بالنسبة لليهود ابنة غير شرعية نبتت من خلال علاقة محرمة بين يهودية ومصري. كان هشام نسيم موفقا فى شيء واحد عندما قال إن من يقيم علاقة مثل هذه يستحق الضرب بالجزمة (التصريح منسوب له فى حوار أجراه معه الزميل محمد عبود فى جريدة المصرى اليوم)، وقد يكون هشام قال ذلك لأنه أوقع ابنته فى أزمة هوية ضخمة جدا، وأنه لا يستطيع بأى حال من الأحوال أن يقيم معها ويربيها على طريقته. لكن العقاب الذى ذهب إليه يستحقه لشيء مختلف تماما، وهو أنه حمل والده قبل أن يموت ما لا تستطيع الجبال أن تتحمله، وليس بعيدا أن يكون هذا الجبل الذى اسمه محمد نسيم مات متأثرا بما جرى من ابنه، فقد دخل مستشفى وادى النيل على قدميه، لكنه خرج منها جثة هامدة. لابد أن هذا الرجل اختلى بنفسه لساعات طويلة استعرض فيها تاريخ حياته كله، ما فعله وقدمه من أجل الوطن، لكن وفى لحظة واحدة يأتى ابنه ويضيعه من أجل لحظة متعة، وجد نفسه بين شقى رحي، إنه لا يستطيع أن يتبرأ من ابنه ومما فعله، لا يستطيع أن يضحى بحفيدته، لكنه فى الوقت نفسه لا يستطيع أن يتقبل الأمر على علاته وكما جري، ولذلك كان من الأفضل له أن يرحل عن هذا العالم الذى لا يرحم أبطاله، بل يظل يتربص بهم حتى ينهى أمجادهم وهم على قيد الحياة. ما حدث من ابن محمد نسيم واعترف به كاملا، لم يكن بعيدا عما حدث من ابن رأفت الهجان، الجاسوس المصرى الذى أوجع إسرائيل عندما كشفت المخابرات المصرية الستار عن قصته كاملة، وكان لمحمد نسيم الدور الأكبر والأهم فى زرعه فى الجسد الإسرائيلى الذى لم يلفظه بل على العكس فقد تقبله بصورة طبيعية جدا. لقد حاولت إسرائيل أن تنتقص من شأن وقيمة وقامة رأفت الهجان، بأن حاولت أن تروج لأنه كان عميلا مزدوجا، لكن محاولات إسرائيل باءت جميعها بالفشل، فلم يكن للمخابرات المصرية أن تصمت أمام هذا الادعاء، فقد كان رأفت الهجان جاسوسا مصريا حتى النخاع، لحما ودما وأعصابا، ولو كان عميلا مزدوجا لأعلنت إسرائيل عنه دون تردد، لكن عندما أعلنت عنه المخابرات المصرية، أصيبت المخابرات الإسرائيلية بما يشبه الارتباك الذى قادها إلى أن تردد هذا الكلام الهزيل بأنه كان عميلا مزدوجا. كان لابد أن يعتز ابن رأفت الهجان بما فعله والده وبما قدمه لمصر، لكن لخطأ يبدو أنه لم يكن مقصودا، فشل ابن رأفت الهجان فى الحصول على الجنسية المصرية، فولى وجهه شطر إسرائيل ليعمل معها ويقدم نفسه فى خدمتها، مستهينا بكل ما فعله أبوه. بطل آخر من أبطال الموساد هو مصطفى حافظ، لم يكن أحد يعرفه حتى صدر كتاب إسرائيلى يحمل عنوان "سرى جدا"، كتبه يوسى أرجمان، سجل فيه العمليات التى نفذها جهاز الموساد الإسرائيلي، وكان من بين من اغتالتهم مصطفى حافظ، كان ذلك فى العام 1956، كان مصطفى وقتها يرأس جهاز المخابرات المصرية فى غزة، وبدلا من أن يعود إلى مصر وجد نفسه شهيدا بعبوة ناسفة أرسلتها له المخابرات الإسرائيلية. أتعب مصطفى حافظ اليهود، فقد كان يقود عمليات الفدائيين الفلسطينيين ويوجهها، وقد أدت هذه العمليات إلى نزيف إسرائيلى هائل، ولم يكن هناك قرار مناسب فى الموساد إلا اغتياله والتخلص منه وهو ما حدث. لم يكن أحد فى مصر يعرف مصطفى حافظ، لكن أهالى غزة كانوا يعرفونه جيدا، بل ويدينون له بالفضل، كانت قصته تروى فى البيوت الفلسطينية كما تروى قصص الشاطر حسن وأبوزيد الهلالي. لكن وعندما عرف المصريون قصة بطلهم كانت هناك صدمة أكبر، كان لدى مصطفى حافظ أربعة أبناء، منهم الصغرى ناهد التى ولدت فى العام 1949، أى كان عمرها 7 سنوات لحظة اغتيال أبيها، تعلمت ناهد وتخرجت فى الجامعة الأمريكية، وعملت مترجمة فى الصحافة، وعندما هاجرت إلى أمريكا انقلبت أحوالها جميعا. لم تعد تعترف باسمه ناهد حافظ، بل أصبح اسمها نونى درويش، تردد أنها تركت الإسلام واعتنقت المسيحية، لكنها عادت لتنفى ذلك جملة وتفصيلا، قالت فقط إنها تركت المسجد وذهبت إلى الكنيسة، لأنهم فى الكنيسة لا يتحدثون فى السياسة والحروب والقتل، بل يتحدثون عن الحب والسلام. لم يكن مهماً ما إذا كانت ناهد حافظ قد خرجت من الإسلام واعتنقت المسيحية من عدمه، فهى حرة فى اختيارها للدين الذى تتعبد به لله، لكن ما كان مذهلا ومخيفا فى آن واحد هو انقلاب ناهد على تاريخ ونضال أبيها، فقد نسب إليها أنها قالت إن موت أبيها يعود إلى الحضارة الإسلامية فى الشرق الأوسط، وإلى حملة إعلان الكره الذى يتم تعليمه للأطفال منذ الطفولة، وأنها لذلك تعمل من أجل الصلح والقبول والفهم بين الإسرائيليين والعرب. وكأنها بعد كل هذه السنوات تعتبر أن ما فعله والدها كان خطأ، وأن من واجبها أن تعتذر عنه، لقد أصدرت نونى درويش كتابا يعتبره البعض مهماً فى العام 2006، كان عنوانه "الآن يدعوننى كافرة".. وصفت فيه ما اعتبرته سيطرة للمتطرفين المسلمين على المساجد فى أمريكا ودعوتهم إلى كراهية المجتمع الأمريكي، كما انتقدت فيه رد فعل المسلمين على الرسوم الدنماركية المسائية للرسول صلى الله عليه وسلم، ورأت أن رد الفعل الإسلامى كان مبالغا فيه بدرجة كبيرة. إنها تعمل إذن من أجل أمريكا وإسرائيل، ورغم أنها نفت بشدة أن تكون تبرأت من أعمال أبيها كفدائى ومقاوم، ونفت كذلك أنها وصفته بالإرهابي، إلا أنها فعلت ما هو أعنف وأسخف من ذلك، فقد أعلنت أنها تسامح الإسرائيليين فى كل ما سلف لأنها ترى أن التسامح هو السبيل لتحقيق السلام. لا يمكن أن أتهم نونى درويش بشيء لم تفعله، لكننى لا يمكن أن أعزل أفكارها كذلك عن التأثيرات الأمريكية والإسرائيلية، إنها تبدو وكأنه أجرى لها عملية غسيل مخ تامة، انقلبت بها على ثوابت وهب أبوها حياته لها. لا يمكن أن نطالب أن يسير الأبناء على درب آبائهم، فهذا ضرب من الخيال والمستحيل، لكن لماذا يحدث هذه الاندفاع الحاد بعيدا عما حققه أبطال من رجال المخابرات المصرية، لو تم عن قناعة لأعلنا أننا نقبله، لكن وراء كل واقعة وكل انقلاب تقف الأيدى الإسرائيلية تلوح من بعيد، وكأنها تصفق لما جري. إنها حرب تشويه كاملة نجحت فيها إسرائيل حتى الآن، ففى كل مرة يذكر محمد نسيم وتذكر أعماله البطولية الهائلة، لابد أن تذكر فضيحة زواج ابنه هشام من يهودية، وكلما جاء ذكر مصطفى حافظ، فلابد أن يلحق بالحديث عنه حديث آخر عن ابنته نونى درويش، التى لم تحافظ حتى على اسمه فاستبدلته باسم آخر، وكأنها تريد أن تمحو كل أثر لأبيها عليها. إننى لا أركن كثيرا إلى نظرية المؤامرة، لكننى أرى أن لها أفضالا كثيرة لا يمكن لأحد أن ينكرها أو يتنكر لها، خاصة إذا كنا فى مواجهة كيان عنصرى يعمل طوال الوقت بالمؤامرة ولا يجيد غيرها. أعرف أن من رحلوا لا يحملون من أوزار أبنائهم شيئا، لكن مؤكد أنهم لو اطلعوا على ما يفعلون لعز عليهم ما يجري، إننا أمام حالة من الإساءة البالغة التى وجهها أبناء هؤلاء الأبطال إلى آبائهم، أعرف أنهم لا يزنون فى ميزان التاريخ شيئا، فسوف يطوى التاريخ صفحاتهم ويمضي، وتبقى صفحات آبائهم بيضاء ناصعة لا يمسها السوء من قريب أو بعيد. لكن هل تريدون الأمانة، إننا فى حاجة ملحة الآن للحفاظ على ذاكرتنا الوطنية، فمن حق هؤلاء الذين بذلوا حياتهم أن نحتفظ لهم بما فعلوه، أن ننشر قصص بطولاتهم وأعمالهم الجليلة على لأجيال الجديدة، أن نقرر حياتهم فى المناهج الدراسية بدلا من المناهج البائسة التى يدرسها أبناؤنا، إن اقتراحى هذا يعرف طريقه جيدا، وأرجو أن يجد استجابة.. أرجو ذلك جدا. إســلمي يـــامــصـــــر د. يحي الشاعر لن يمتطى شخص ظهرك ، ما لم تقبل أن تنحنى له إسـلـمى يـــــامـــصــــــــر الوجه الآخر للميدالية ، أسرار حرب المقاومة السرية فى بورسعيد 1956 رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
خالد المسلم بتاريخ: 19 نوفمبر 2009 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 19 نوفمبر 2009 الانتقام من أبطال المخابرات المصرية على الطريقة الإسرائيلية بقلم محمد الباز العربى 15\11\2009 الانتقام من أبطال المخابرات المصرية على الطريقة الإسرائيلية التعليق التالي ، بتاريخ 15 نوفمبر ، بستدعي منا التمعن في فقراته .. وسطوره ... وأحداثه ... كما يحثنا أيضا علي التجاوب مع رغبة كاتبه ، التالية حول ... "ضرورة نشر قصص بطولات وأعمال هؤلاء الذين بذلوا حياتهم وأن نحتفظ لهم بما فعلوه، للحفاظ على ذاكرتنا الوطنية، فهذا بيس فقط من حقهم ، ولكن أيضا من حق على لأجيال الجديدة، إننا أمام حالة من الإساءة البالغة التى وجهها أبناء هؤلاء الأبطال إلى آبائهم، أعرف أنهم لا يزنون فى ميزان التاريخ شيئا، فسوف يطوى التاريخ صفحاتهم ويمضي، وتبقى صفحات آبائهم بيضاء ناصعة لا يمسها السوء من قريب أو بعيد. لكن هل تريدون الأمانة، إننا فى حاجة ملحة الآن للحفاظ على ذاكرتنا الوطنية، فمن حق هؤلاء الذين بذلوا حياتهم أن نحتفظ لهم بما فعلوه، أن ننشر قصص بطولاتهم وأعمالهم الجليلة على لأجيال الجديدة، أن نقرر حياتهم فى المناهج الدراسية بدلا من المناهج البائسة التى يدرسها أبناؤنا، إن اقتراحى هذا يعرف طريقه جيدا، وأرجو أن يجد استجابة.. أرجو ذلك جدا. الانتقام من أبطال المخابرات المصرية على الطريقة الإسرائيلية بقلم محمد البازالعربى 15\11\2009 وكأننا أمام فصول من الدراما الإغريقية، ما نتابعه على المساحة الفاصلة بيننا وبين إسرائيل يصل إلى درجة الأسطورة، التاريخ يصر على تقليب أوراقه، لا يرحم الذين رقدوا تحت التراب سالمين، بعد أن أدوا ما عليهم لوطنهم، يريد أن يزعجهم ويقلق منامهم، ويؤرق راحتهم الأبدية. إسرائيل ليست كيانا استعماريا شرسا فقط، ولكن قلبها أسود، لا تنسى أبدا من أهانوها ومرغوا كرامتها فى الأرض، وجلبوا الطين على رأسها، تعرف أسماءهم جيدا، وفى اللحظة المناسبة تنتقم وتفعل ما تعتقد أنها ترد الاعتبار لنفسها ولكرامتها المذبوحة. فى حمى متابعة الفضيحة التى كان هشام محمد نسيم ابن بطل المخابرات المصرية المعروف باسم نديم قلب الأسد، جرت وقائع ما يشبه الجريمة فى شرم الشيخ، ابن أحد أبطال عملية إيلات كان بصحبة صديق ألمانى له فى شرم الشيخ، نزل الصديقان يمارسان رياضة الغوص، وبعد فترة خرج الصديق الألمانى وحده، وغرق ابن بطل إيلات. لا أحد يعرف شيئا عن هذه الواقعة، ولم تتصدر مانشيتات الصحف، وقد يكون هناك نوع من التعتيم المقصود عليها، ربما لأن هناك من يعتقد أنها كانت حادثة قدرية، ليس وراءها مؤامرة، لكن تفاصيل ما جرى تشير إلى أن الواقعة ليست طبيعية، وأنه ربما كان هناك من أراد أن ينتقم بعد كل هذه السنوات من أحد أبطال عملية إيلات، بقتل ابنه غرقا، وهو أمر ليس بعيدا عن رجال الموساد الإسرائيلى الذين يعتبرون الانتقام من أعداء الدولة العبرية وخصومها واجبا مقدسا. كانت هذه الواقعة عابرة، ولم تصمد، أما القصة التى فجرتها جريدة هاآرتس الإسرائيلية، كانت ياسمين ابنة هشام محمد نسيم تحتفل بعيد ميلادها الثانى عشر، وهو السن التى يبدأ فيها التعميد فى الديانة اليهودية، كانت الصحف الإسرائيلية ومنذ 12 عاما، قد أشارت إلى ميلاد الطفلة من أم يهودية وأب مصرى هو هشام ابن أحد أبطال المخابرات المصرية، لكن الخبر وقتها لم يلفت انتباه أحد هنا فى مصر إلا قليلا، لأنه نشر دون تفاصيل. أما الآن فالقصة نشرت كاملة، هشام ابن محمد نسيم الذى كان واحدا من المؤسسين الأوائل لجهاز المخابرات المصرية، والذى قام بأدوار مهمة فى عمليات خطيرة نفذها الجهاز ضد إسرائيل مثل تدمير إيلات وتدمير الحفار الذى كانت إسرائيل قد استأجرته للتنقيب عن البترول فى خليج السويس، وكان هو العراب الأول والأساسى فى زرع وتجنيد الجاسوس الشهير رأفت الهجان، ابن هذا الرجل استراح لمعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل. اعتقد كما اعتقد غيره أن الأمور أصبحت طبيعية للغاية، وأنه يمكن أن يستثمر أمواله مستخدما الإسرائيليين فى ذلك، أنشأ قرية سياحية فى نويبع، وكان لابد من تسويق المشروع، فاستعان بفتاة إسرائيلية لمهمة التسويق، لكن يبدو أن العلاقة بين الشاب المصرى والفتاة اليهودية لم تتوقف عند البيزنس، فقد امتدت إلى الحب والغرام، الذى ترجم إلى علاقة جنسية، يقول هشام فى اعترافه بأن هذه العلاقة كانت غلطة عمره، أنه تزوج منها عرفيا. هل كانت هذه الفتاة "فيرد ليبوفيتش" الإسرائيلية، مجرد فتاة عابرة فى حياة هشام نسيم، أم أن هناك من كان يحركها لتصطاد هذا الشاب على وجه التحديد، لقد ظل والده طوال حياته يقف كصخرة صلبة فى وجه إسرائيل، ولابد من الانتقام منه، وليس أكثر من الانتقام الخاص الذى يمسه فى أعز ما يملك، أن تكون له حفيدة يهودية إسرائيلية، تقول له إن الكيان الذى أنفق عمره من أجل القضاء عليه وإفنائه، سيظل قائما وممتدا، بل خرج من صلبه من ساعد هذا الكيان فى الاستمرار والحياة والحيوية. إن ياسمين التى يقول هشام إنها مسلمة وأمها مسلمة، تدعوها الصحافة الإسرائيلية بـ"ياسمين ليبوفتش"، فهى بالنسبة لها مواطنة يهودية إسرائيلية، طبقا للشريعة اليهودية، التى لا تعترف أساسا بالزواج بين يهودية وغير يهودي، أى أن الفتاة الصغيرة بالنسبة لليهود ابنة غير شرعية نبتت من خلال علاقة محرمة بين يهودية ومصري. كان هشام نسيم موفقا فى شيء واحد عندما قال إن من يقيم علاقة مثل هذه يستحق الضرب بالجزمة (التصريح منسوب له فى حوار أجراه معه الزميل محمد عبود فى جريدة المصرى اليوم)، وقد يكون هشام قال ذلك لأنه أوقع ابنته فى أزمة هوية ضخمة جدا، وأنه لا يستطيع بأى حال من الأحوال أن يقيم معها ويربيها على طريقته. لكن العقاب الذى ذهب إليه يستحقه لشيء مختلف تماما، وهو أنه حمل والده قبل أن يموت ما لا تستطيع الجبال أن تتحمله، وليس بعيدا أن يكون هذا الجبل الذى اسمه محمد نسيم مات متأثرا بما جرى من ابنه، فقد دخل مستشفى وادى النيل على قدميه، لكنه خرج منها جثة هامدة. لابد أن هذا الرجل اختلى بنفسه لساعات طويلة استعرض فيها تاريخ حياته كله، ما فعله وقدمه من أجل الوطن، لكن وفى لحظة واحدة يأتى ابنه ويضيعه من أجل لحظة متعة، وجد نفسه بين شقى رحي، إنه لا يستطيع أن يتبرأ من ابنه ومما فعله، لا يستطيع أن يضحى بحفيدته، لكنه فى الوقت نفسه لا يستطيع أن يتقبل الأمر على علاته وكما جري، ولذلك كان من الأفضل له أن يرحل عن هذا العالم الذى لا يرحم أبطاله، بل يظل يتربص بهم حتى ينهى أمجادهم وهم على قيد الحياة. ما حدث من ابن محمد نسيم واعترف به كاملا، لم يكن بعيدا عما حدث من ابن رأفت الهجان، الجاسوس المصرى الذى أوجع إسرائيل عندما كشفت المخابرات المصرية الستار عن قصته كاملة، وكان لمحمد نسيم الدور الأكبر والأهم فى زرعه فى الجسد الإسرائيلى الذى لم يلفظه بل على العكس فقد تقبله بصورة طبيعية جدا. لقد حاولت إسرائيل أن تنتقص من شأن وقيمة وقامة رأفت الهجان، بأن حاولت أن تروج لأنه كان عميلا مزدوجا، لكن محاولات إسرائيل باءت جميعها بالفشل، فلم يكن للمخابرات المصرية أن تصمت أمام هذا الادعاء، فقد كان رأفت الهجان جاسوسا مصريا حتى النخاع، لحما ودما وأعصابا، ولو كان عميلا مزدوجا لأعلنت إسرائيل عنه دون تردد، لكن عندما أعلنت عنه المخابرات المصرية، أصيبت المخابرات الإسرائيلية بما يشبه الارتباك الذى قادها إلى أن تردد هذا الكلام الهزيل بأنه كان عميلا مزدوجا. كان لابد أن يعتز ابن رأفت الهجان بما فعله والده وبما قدمه لمصر، لكن لخطأ يبدو أنه لم يكن مقصودا، فشل ابن رأفت الهجان فى الحصول على الجنسية المصرية، فولى وجهه شطر إسرائيل ليعمل معها ويقدم نفسه فى خدمتها، مستهينا بكل ما فعله أبوه. بطل آخر من أبطال الموساد هو مصطفى حافظ، لم يكن أحد يعرفه حتى صدر كتاب إسرائيلى يحمل عنوان "سرى جدا"، كتبه يوسى أرجمان، سجل فيه العمليات التى نفذها جهاز الموساد الإسرائيلي، وكان من بين من اغتالتهم مصطفى حافظ، كان ذلك فى العام 1956، كان مصطفى وقتها يرأس جهاز المخابرات المصرية فى غزة، وبدلا من أن يعود إلى مصر وجد نفسه شهيدا بعبوة ناسفة أرسلتها له المخابرات الإسرائيلية. أتعب مصطفى حافظ اليهود، فقد كان يقود عمليات الفدائيين الفلسطينيين ويوجهها، وقد أدت هذه العمليات إلى نزيف إسرائيلى هائل، ولم يكن هناك قرار مناسب فى الموساد إلا اغتياله والتخلص منه وهو ما حدث. لم يكن أحد فى مصر يعرف مصطفى حافظ، لكن أهالى غزة كانوا يعرفونه جيدا، بل ويدينون له بالفضل، كانت قصته تروى فى البيوت الفلسطينية كما تروى قصص الشاطر حسن وأبوزيد الهلالي. لكن وعندما عرف المصريون قصة بطلهم كانت هناك صدمة أكبر، كان لدى مصطفى حافظ أربعة أبناء، منهم الصغرى ناهد التى ولدت فى العام 1949، أى كان عمرها 7 سنوات لحظة اغتيال أبيها، تعلمت ناهد وتخرجت فى الجامعة الأمريكية، وعملت مترجمة فى الصحافة، وعندما هاجرت إلى أمريكا انقلبت أحوالها جميعا. لم تعد تعترف باسمه ناهد حافظ، بل أصبح اسمها نونى درويش، تردد أنها تركت الإسلام واعتنقت المسيحية، لكنها عادت لتنفى ذلك جملة وتفصيلا، قالت فقط إنها تركت المسجد وذهبت إلى الكنيسة، لأنهم فى الكنيسة لا يتحدثون فى السياسة والحروب والقتل، بل يتحدثون عن الحب والسلام. لم يكن مهماً ما إذا كانت ناهد حافظ قد خرجت من الإسلام واعتنقت المسيحية من عدمه، فهى حرة فى اختيارها للدين الذى تتعبد به لله، لكن ما كان مذهلا ومخيفا فى آن واحد هو انقلاب ناهد على تاريخ ونضال أبيها، فقد نسب إليها أنها قالت إن موت أبيها يعود إلى الحضارة الإسلامية فى الشرق الأوسط، وإلى حملة إعلان الكره الذى يتم تعليمه للأطفال منذ الطفولة، وأنها لذلك تعمل من أجل الصلح والقبول والفهم بين الإسرائيليين والعرب. وكأنها بعد كل هذه السنوات تعتبر أن ما فعله والدها كان خطأ، وأن من واجبها أن تعتذر عنه، لقد أصدرت نونى درويش كتابا يعتبره البعض مهماً فى العام 2006، كان عنوانه "الآن يدعوننى كافرة".. وصفت فيه ما اعتبرته سيطرة للمتطرفين المسلمين على المساجد فى أمريكا ودعوتهم إلى كراهية المجتمع الأمريكي، كما انتقدت فيه رد فعل المسلمين على الرسوم الدنماركية المسائية للرسول صلى الله عليه وسلم، ورأت أن رد الفعل الإسلامى كان مبالغا فيه بدرجة كبيرة. إنها تعمل إذن من أجل أمريكا وإسرائيل، ورغم أنها نفت بشدة أن تكون تبرأت من أعمال أبيها كفدائى ومقاوم، ونفت كذلك أنها وصفته بالإرهابي، إلا أنها فعلت ما هو أعنف وأسخف من ذلك، فقد أعلنت أنها تسامح الإسرائيليين فى كل ما سلف لأنها ترى أن التسامح هو السبيل لتحقيق السلام. لا يمكن أن أتهم نونى درويش بشيء لم تفعله، لكننى لا يمكن أن أعزل أفكارها كذلك عن التأثيرات الأمريكية والإسرائيلية، إنها تبدو وكأنه أجرى لها عملية غسيل مخ تامة، انقلبت بها على ثوابت وهب أبوها حياته لها. لا يمكن أن نطالب أن يسير الأبناء على درب آبائهم، فهذا ضرب من الخيال والمستحيل، لكن لماذا يحدث هذه الاندفاع الحاد بعيدا عما حققه أبطال من رجال المخابرات المصرية، لو تم عن قناعة لأعلنا أننا نقبله، لكن وراء كل واقعة وكل انقلاب تقف الأيدى الإسرائيلية تلوح من بعيد، وكأنها تصفق لما جري. إنها حرب تشويه كاملة نجحت فيها إسرائيل حتى الآن، ففى كل مرة يذكر محمد نسيم وتذكر أعماله البطولية الهائلة، لابد أن تذكر فضيحة زواج ابنه هشام من يهودية، وكلما جاء ذكر مصطفى حافظ، فلابد أن يلحق بالحديث عنه حديث آخر عن ابنته نونى درويش، التى لم تحافظ حتى على اسمه فاستبدلته باسم آخر، وكأنها تريد أن تمحو كل أثر لأبيها عليها. إننى لا أركن كثيرا إلى نظرية المؤامرة، لكننى أرى أن لها أفضالا كثيرة لا يمكن لأحد أن ينكرها أو يتنكر لها، خاصة إذا كنا فى مواجهة كيان عنصرى يعمل طوال الوقت بالمؤامرة ولا يجيد غيرها. أعرف أن من رحلوا لا يحملون من أوزار أبنائهم شيئا، لكن مؤكد أنهم لو اطلعوا على ما يفعلون لعز عليهم ما يجري، إننا أمام حالة من الإساءة البالغة التى وجهها أبناء هؤلاء الأبطال إلى آبائهم، أعرف أنهم لا يزنون فى ميزان التاريخ شيئا، فسوف يطوى التاريخ صفحاتهم ويمضي، وتبقى صفحات آبائهم بيضاء ناصعة لا يمسها السوء من قريب أو بعيد. لكن هل تريدون الأمانة، إننا فى حاجة ملحة الآن للحفاظ على ذاكرتنا الوطنية، فمن حق هؤلاء الذين بذلوا حياتهم أن نحتفظ لهم بما فعلوه، أن ننشر قصص بطولاتهم وأعمالهم الجليلة على لأجيال الجديدة، أن نقرر حياتهم فى المناهج الدراسية بدلا من المناهج البائسة التى يدرسها أبناؤنا، إن اقتراحى هذا يعرف طريقه جيدا، وأرجو أن يجد استجابة.. أرجو ذلك جدا. إســلمي يـــامــصـــــر د. يحي الشاعر السلام عليكم ورحمه الله وبركاته اخى الفاضل دكتور يحيى الشاعر ... اولا جزاك الله كل خير على الموضوع الممتع الشق اللى فعلا بيوقد شعله الوطنيه فى قلب كل واحد فيها وخصوصا المغتربين اللى زى حلاتى .. فعلا النمازج اللى حضرتك ذكرتها ادت لمصر كتير بس تشاء حكمه العزيز القادر انه يخرج من اصلابهم من يمشى فى الاتجاه العكسى تماما ويكفر بكل القيم اللى رسخت فى قلب كل مصرى بيحب بلده ... وبتأمل فى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (من ابطا به عمله لم يسرع به نسبه ) صدقت يا رسول الله .....فالاعمال هى التى تصنع الرجال لا الانساب ...رحم الله سلمان الفارسى الذى عندما يذكر نقول بصوت واحد رضى الله عنه مع ان اباه كان المسئول عن ايقاد النار فى معبد المجوس .... ولعن الله ابو لهب الذى لايذكر الا باللعنات مع انه الحسيب النسيب وعم سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم ... بضم صوتى لصوتك وبقول معاك ومع كل المصريين (اسلمى يا مصر) رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
يحى الشاعر بتاريخ: 19 نوفمبر 2009 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 19 نوفمبر 2009 السلام عليكم ورحمه الله وبركاته اخى الفاضل دكتور يحيى الشاعر ... اولا جزاك الله كل خير على الموضوع الممتع الشق اللى فعلا بيوقد شعله الوطنيه فى قلب كل واحد فيها وخصوصا المغتربين اللى زى حلاتى .. فعلا النمازج اللى حضرتك ذكرتها ادت لمصر كتير بس تشاء حكمه العزيز القادر انه يخرج من اصلابهم من يمشى فى الاتجاه العكسى تماما ويكفر بكل القيم اللى رسخت فى قلب كل مصرى بيحب بلده ... وبتأمل فى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (من ابطا به عمله لم يسرع به نسبه ) صدقت يا رسول الله .....فالاعمال هى التى تصنع الرجال لا الانساب ...رحم الله سلمان الفارسى الذى عندما يذكر نقول بصوت واحد رضى الله عنه مع ان اباه كان المسئول عن ايقاد النار فى معبد المجوس .... ولعن الله ابو لهب الذى لايذكر الا باللعنات مع انه الحسيب النسيب وعم سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم ... بضم صوتى لصوتك وبقول معاك ومع كل المصريين (اسلمى يا مصر) الأخ العزيز الفاضل ربنا يبارك فيك ولك ، ويحميك في غربتك شكرا لك علي سطورك وعلي مشاعرك الكريمة فعلا ... حب الوطن ، ليس مقصور علي من يقيم في داخل حدوده ... ولكن غالبا / ما يشعر به بشكل أكثر ، من أرادت له الظروفه ، أن يقيم خارج مصر لم يكم حب الوطن مقصور علي فترة أو مرحلة تاريخية معينة ... ويكفي أن ننظر إلي تاريخ مصر ... منذ /ئات السنوات ، لنري أن هناك من كان يحب هذه الأرض الطيبة وشعبها الكريم ... لا يمكنني إعتبار الفترة الفرعونية وما كان يميزها من ملابسات ... أن الشعب كان يشعر بالوطنية ، حيث أنهم كانةا "بالتابعية" للحاكم ... ولكن يكفيني أن أنوه بأحمد عراب ومصطفي كامل ومصطفي التحاس ومكرم عبيد بل أيضا "الملك" فاروق ومن تلاه من حكام .... ، جمال عبدالناصر ، أنور السادات ، حسني مبارك ... مصر لا زالت بخير ... وتاريخها حافل ومليء بشهداء ... ضحوا بإلي ما يكون من أجل هذه الأرض الطيبة ... حقا ... ستبقي لنا ... مصر ... في خاطرنا وفي دمنا د. يحي الشاعر لن يمتطى شخص ظهرك ، ما لم تقبل أن تنحنى له إسـلـمى يـــــامـــصــــــــر الوجه الآخر للميدالية ، أسرار حرب المقاومة السرية فى بورسعيد 1956 رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان