أسامة الكباريتي بتاريخ: 16 يناير 2004 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 16 يناير 2004 معاوية بن أبي سفيان - آخر الخلفاء ، وأول الملوك (الشبكة الإسلامية) أكرم كساب لم يحفل التاريخ بنوعية من الرجال المخلصين ضحوا بأموالهم وأنفسهم وبذلوا أرواحهم ودمائهم ، مثل ما حفل تاريخ هذه الأمة . غير إننا ما وجدنا تاريخـًا شوه ، ولفقت فيه الأقاويل ، وأولت فيه الأحداث على غير ما وقعت ، كما فعل بتاريخ هذه الأمة . وللأسف الشديد ، فقد يكون هذا التشويه ، وهذه الأقاويل ، وتلك التأويلات الباطلة إنما هي ممن تسموا بأسماءنا ، وتحدثوا بألسنتنا ، ونصبوا أنفسهم دعاة للحق ، ومنصفي المظلومين . ولقد لاقت دولة بني أمية شيئـًا غير قليل من هذا التشويه ، وتلك الأباطيل ، حتى صار الحديث عنهم وعن ترفهم وفسادهم فاكهة المجالس ، وحلية الخطب ، وكلام المنابر ، ودندنة المتحدثين . والحق أن سوء الظن بدولة بني أمية ورجالها يرجع إلى عدة أمور منها : 1 - كتب التاريخ التي جمعت الحق والباطل والغث والسمين من تاريخ الرجال ، فيأتي ذوي النفوس المريضة ، والقلوب العفنة ليسودا صحائف كتبهم بما يحلوا لهم دون النظر إلى سند أو التحقق في متن ، وقد يقع في ذلك أيضـًا نفرٌ ممن حسنت نياتهم دون قصد منهم . غير أنه لا لوم على أصحاب التاريح كالطبري وابن كثير وغيرهم فهم قد أسندوا ، وقد قيل : " من أسند فقد حملك" وفي هذا يقول الإمام الطبري صاحب التاريخ المعروف : " وما يكن في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين مما يستنكره قارئه أو يستشنعه سامعه ، من أجل أنه لم يعرف له وجهـًا في الصحة ، ولا معنى في الحقيقة ، فليعلم أنه لم يؤتى في ذلك قبلنا ، وإنما أتي من قبل بعض ناقليه إلينا ، وإنا إنما أدينا ذلك على نحو أدي إلينا " . 2 - كتب التاريخ التي ما روت إلا كل نقيصة دون تحقق من سند أيضـًا ، وإنما كانت هذه الروايات لأغراض أخرى ، كما هو الواضح في كتاب " الأغاني " والذي يعول عليه كل كتاب التاريخ من أصحاب التنوير ودعاة المدينة والتحضير . 3 - الاعتماد على كتابات المستشرقين ، والذين يبحث عن كل هفوة فيجعلون منها كبيرة ، وعن كل حصوة فيجعلون منها جبلاً من الأكاذيب ، وعلى غرار المثل القائل " فيجعلون من الحبة قبة " . 4 - مناهج التاريخ الإسلامي التي تدرس لهذه الأجيال المغلوب على أمرها منذ فترة طويلة في كثير من دويلات الإسلام الآن ، والتي لا تكاد تذكر من التاريخ الإسلامي ، سوى معركتي الجمل وصفين ، ودماء الحجاج ، وليال الأنس لدى هارون الرشيد ، ومساوئ الحكم العثماني ، كأن تاريخ هذه الأمة انحسر في مثل هذه الأشياء . وممن تقوَّل عليه الناس الأقاويل ، وذهبوا فيه كل مذهب ، وانتقصوا حقه " معاوية بن أبي سفيان " ـ رضي الله عنه وأرضاه ـ وهذه أسطر قليلة عن حياته ـ رضي الله عنه ـ أسأل الله أن تكون بغير اختصار مخل ولا تطويل ممل . نسبه : هو معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي القرشي الأمـوي خال المؤمنين وكاتب وحي رسول رب العالمين . وأمَّـا أمـه : فهـي هند بنـت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس ، ويظهر من نسبه - رضي الله عنه - أنه من بيت عريق عرف فيه السيادة مبكرًا ، فأبوه سيد في قومه وقد آلت إليه سيادة قريش بعد مقتل أبي جهل في بدر وظل كذلك سيدًا مطاعًا في قومه حتى هداه الله للإسلام ، وأما أمه هي الأخرى فلا غرو فقد كانت من بيت عرفت فيه السيادة ، كما عرفت لدى أبي سفيان، لذا فإن معاوية - رضي الله عنه - كما يقول الشيخ محب الدين الخطيب : مفطور على سجية السيادة والقيادة وصناعة الحكم . وهذا ما حدا بابن عمرو أن يقول : ما رأيت أحدًا أسود (من السيادة) من معاوية قيل : ولا عمر ؟ قال : كان عمر خيرًا منه ، وكان معاوية أسود منه . وقد شهد كذلك له ابن عباس وهو الخبير بالرجال شهد له بالملك والسيادة فقال : ما رأيت رجلاً كان أخلق بالملك من معاوية . لقد نشأ معاوية - رضي الله عنه - نشأة تؤهله لأن يكون سيدًا مطاعًا ، ويتضح هذا جيدًا من خلال نسبه لأبيه وأمه ، ولقد كانت أمه هند ترى له ذلك منذ صغره ، ولما نظر أبو سفيان يومًا إلى معاوية ابنه وهو غلام فقال لهند : إن ابني هذا لعظيم الرأس وإنه لخليق أن يسود قومه فقالت هند: قومه فقط ، ثكلته أمه إن لم يسد العرب قاطبة ، ولقد كان لمعاوية أخ من أم أخرى ، هو يزيد بن أبي سفيان ، فلما ولى عمر يزيد ما ولاه من الشام خرج إليه معاوية فقال أبو سفيان لهند : كيف رأيت صار ابنك تابعًا لابني ؟ فقالت : إن اضطربت خيل العرب فستعلم أين يقع ابنك مما يكون فيه ابني . أولاده ونساءوه : تزوج ـ رضي الله عنه ـ من نساء أربع وهن :- 1 - فاختة بنت قرظة بن عمرو بن نوفل بن عبد مناف وأنجبت له عبد الرحمن وبه كان يكنى، وعبد الله . 2 - كنوة بنت قرظة بن عمرو وتزوجها بعد وفاة أختها فاختة وهي التي كانت معه حين فتح قبرص . 3 - نائلة بنت عمارة الكلبية ثم طلقها . 4 - ميسون بنت بحدل وأنجبت له يزيد وهو الذي تولى الملك بعده ، وأمة رب المشارق وماتت صغيرة ، ورملة وتزوجها عمرو بن عثمان بن عفان ، وهند تزوجها عبد الله بن عامر . إسلامه : رضع معاوية ـ رضي الله عنه ـ منذ صغره بغض هذا الدين ، وشبّ على كراهية رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، ولم يكن ذلك بعجيب عليه فهو ابن أبي سفيان قائد قافلة المشركين إلى بلاد الشام والتي تعقّبها الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ففلت بها أبو سفيان ، وكذلك هو قائد المشركين في أحد ومن قبلها غزوة ذات السويق ومن بعدها غزوة حمراء والخندق ، وحري بمن كان أبوه كذلك أن يمتلئ قلبه حقدًا على الإسلام وبني الإسلام . ولم تكن أمه هند بنت عتبة بأقل نصيبًا من الحقد على هذا الدين وعلى أتباعه ، فقد قتل أبوها وعمها وأخوها عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة ، قتلوا جميعًا في غزوة بدر ، وقد كانت تحمل من الحقد في قلبها ما تنوء بحمله الجبال ، حتى خرجت تقود فريقًا من النسوة في غزوة أحد تحرّض فيه المشركين على القتال . من هذين الأبوين رضع معاوية - رضي الله عنه - بغض الإسلام والحقد على رسوله ، والصد عن سبيل الله ، ولكن الهداية بيد الله ، والقلوب بين اصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء ، وقد يصبح الرجل كافرًا فيمسي مسلمًا ، وقد يكون في أول النهار عدوًا مبغضًا فما يجن عليه الليل إلا وقد صار صديقًا محبًا . وهذا ما حدث لمعاوية ـ رضي الله عنه ـ، ففي أوائل العام السابع من الهجرة أتى إلى المدينة ثلاثة من قادة قريش فأعلنوا إسلامهم ، وهم خالد بن الوليد ، وعمرو بن العاص ، وعثمان بن طلحة ، حتى قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : [إن مكة ألقت إلينا أفلاذ كبدها] . ويبدو أن إسلام هؤلاء القادة من قريش ، مع ما ظهر من صورة المسلمين في عمرة القضاء في ذي القعدة من العام السادس قد ترك أثرًا بالغًا في نفسية معاوية - رضي الله عنه - ، حتى دخل الإسلام إلى قلبه ، فأسلم عام عمرة القضاء كما يقول هو : أسلمت يوم القضية ولكن كتمت إسلامي من أبي ، فلما كان يوم الفتح أظهر إسلامه بعد أن أخفاه عن أبيه ، ثم جاء الرسول صلى الله عليه وسلم فرحّب به . معاوية في حياة الرسول : حضر معاوية ـ رضي الله عنه ـ كغيره من مسلمة الفتح "الطلقاء" غزوة حنين ، وقد قال الواقدي : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم أعطاه مائة من الابل في حنين ولكن صاحب سيرة أعلام النبلاء رد هذا بأمرين : الأول : أنه قد أسلم في عام القضية فلا داعي لتأليفه . الثاني : أن معاوية قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم حين أراد خطبة فاطمة بنت قيس [أما معاوية فصعلوك لا مال له] ، والحق مع ما قاله الإمام الذهبي . وإلى جانب مشاركته في هذه الغزوة فإنه - رضي الله عنه - يعد من كُتّاب الوحي الذين كانوا يكتبون الوحي بين يديه . وأخرج الإمام مسلم في صحيحه أن ذلك كان بطلب من أبي سفيان - رضي الله عنه - ، فعن ابن عباس -ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال أبو سفيان : يا رسول الله ثلاثًا أعطينهن قال : قال نعم : تأمرني حتى أقاتل الكفار كما كنت أقاتل المسلمين ، قال نعم : قال معاوية تجعله كاتبًا بين يديك ، قال : نعم ، وذكر الثالثة .( رواه مسلم ). أقوال الرسول في معاوية : ورد في شأن معاوية - رضي الله عنه - أحاديث كثيرة بعضها يمدح فيه وبعضها يذم فيه غير أنها لا ترقى لدرجة الأخذ بها ، بيد أن هناك أحاديث أخرى توضّح فضل معاوية - رضي الله عنه - ومنها : 1 - عن العرباض بن سارية السلمي قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : [اللهم علّم معاوية الكتاب والحساب وقه العذاب] (رواه أحمد) . 2 - وعن عمر قال : لما عزل عمير بن سعد عن الشام وولى معاوية قال الناس : عزل عميرًا ، وولى معاوية فقال عمر : لا تذكروا معاوية إلا بخير فإني سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول [اللهم اهد به] ( الترمذي ). 3 - عن عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذكر معاوية فقال : [اللهم اجعله هاديًا مهديًا واهدبه] ( الطبراني ) . 4 - وعن ابن عباس أن رسول الله جاءه ثم قال : [اذهب فادع معاوية، وكان يكتب الوحي - قال فذهبت فدعوته فقيل إنه يأكل فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت إنه يأكل ، فقال : اذهب فادعه ، فأتيته الثانية فقيل : إنه يأكل فأخبرته فقال في الثالثة : لا أشبع الله بطنه] .( مسلم وأحمد ). وبهذه الدعوة التي دعا بها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على معاوية ركب الإمام مسلم فضيلة لمعاوية - رضي الله عنه - مع الحديث الآخر والذي فيه [اللهم إنما أنا بشر فأيما عبد سببته أو جلدته أو دعوت عليه وليس لذلك أهلاً فاجعل ذلك كفّارة وقربة تقرّبه بها عندك يوم القيامة] (البخاري) . يقول ابن كثير وقد انتفع معاوية بهذه الدعوة في دنياه وأخراه ، أما في دنياه فإنه لما صار إلى الشام أميرًا كان يأكل في اليوم سبع مرات وهذه نعمة ترّغب فيها الملوك ، وأما في الآخرة فبدعوة الرسول بأن تكون هذه الدعوة كفّارة وقربة يوم القيامة . روايته للحديث وفقهه : يعدّ معاوية ـ رضي الله عنه ـ من رواة الحديث فضلاً عن أنه من كتاب الوحي ، وقد حدّث ـ رضي الله عنه ـ عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعن أبي بكر وعمر وعن أخته أم المؤمنين حبيبة ـ رضي الله عنها ـ ، وقد روى عنه من الصحابة ابن عباس ، وجرير بن عبد الله ، وأبو سعيد ، والنعمان بن بشير ، وابن الزبير . ومن التابعين سعيد بن المسيب ، وأبو صالح السمان ، وأبو إدريس الخولاني ، وعروة بن الزبير ، وسالم بن عبد الله ومحمد بن سيرين، وخلق سواهم كثير . وبجانب روايته للحديث ـ رضي الله عنه ـ فقد كان فقيهًا عالمًا بأمور دينه ، يقول أبو مليكة : أوتر معاوية بعد العشاء بركعة وعنده مولى لابن عباس ، فأتى ابن عباس ، فقال أوتر معاوية بركعة بعد العشاء، فقال : دعه فإنه قد صحب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ (البخاري) وفي رواية قال : أصاب إنه فقيه . ولما رأى معاوية الناس يصلون بعد العصر أنكر عليهم هذا وقال : إنكم لتصلون صلاة لقد صاحبنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فما رأيناه يصليهما ولقد نهى عنهما ـ يعني الركعتين بعد العصر ـ (البخاري) . وناهيك وما أدراك ما شهادة ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ . معاوية في عهد الصدّيق : لما لحق الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالرفيق الأعلى ، وارتد من ارتد من العرب ، كان معاوية وأخوه يزيد وأبو سفيان من جند الحق الذين أبلوا بلاءً حسنًا ، ولما وجّه الصديق عكرمة بجيشه إلى مسليمة ثم بعث إثره شرحبيل بن حسنة كان معاوية من هؤلاء النفر الذين قاتلوا مسيلمة في موقعة اليمامة ، وقد قيل أنه قتل مسليمة وذكر ذلك ابن عساكر في تاريخه ، ولكن ابن كثير ينفي أن يكون معاوية هو الذي قتله ويقول وقد يكون له شرك في قتله . معاوية في عهد الفاروق : ولما كانت خلافة الفاروق عمر ـ رضي الله عنه ـ أمَّر الفاروق يزيد بن أبي سفيان على الشام ، فلما مات يزيد ولـَّى عمر معاوية الشام عوضًا عن أخيه فقال له أبو سفيان : وصلت رحمًا يا أمير المؤمنين وكتب أبو سفيان لمعاوية : يا بني إن هؤلاء الرهط من المهاجرين سبقونا وتأخرنا فرفعهم سبقُهم وقدّمهم عند الله ورسوله ، وقد ولوك جسيمًا من أمورهم فلا تخالفهم . وحسبك بمن يختاره عمر ـ رضي الله عنه ـ وهو البصير بولاته والخبير بقادته وعماله ، وكان عمر إذا رأى معاوية قال : هذا كسرى العرب . ودخل معاوية يومًا على عمر وعليه حلة خضراء ، فنظر الصحابة إليه فلما رأى ذلك عمر وثب عليه بالدرة فجعل يضربه بها وجعل معاوية يقول : يا أمير المؤمنين الله الله في ، فرجع عمر إلى مجلسه فقال له القوم : لم ضربته يا أمير المؤمنين ؛ وما في قومك مثله ؟ فقال : والله ما رأيت إلا خيرًا وما بلغني إلا خيرًا ، ولو بلغني غير ذلك كان مني غير ما رأيتم ، ولكن رأيته - وأشار بيده - فأحببت أن أضع منه ما شمخ . إن عمر ـ رضي الله عنه ـ يجيد صنع الرجال ، وعليم بمواطن الداء فيهم وما يصلحهم من الدواء . معاوية في عهد ذي النورين : ولما تولى ذو النورين عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ الخلافة ثبّت معاوية على بلاد الشام وظل معاوية عليها وفي خلافة عثمان فتح معاوية قبرص سنة 27هـ وسكنها المسلمون قريبًا من سنة . معاوية في عهد علي : ظل معاوية واليًا على الشام من قبل أمير المؤمنين عثمان ـ رضي الله عنه ـ حتى كان عام 35هـ وفيه خرج الثوار على أمير المؤمنين عثمان فقتلوه ، ولسنا بصدد الحديث عن الفتنة ويكفي المسلم في هذه الأحداث أن يقول كما قال الإمام أحمد حين سئل عنها فقال : (تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون) [البقرة :134] ، وكما قال عمر بن عبد العزيز : "تلك دماء طهّر الله منها سيوفنا فلنطهّر منها ألسنتنا" . وباختصار شديد، دون الخوض فيما خاض فيه كثير من الكُتّاب نقول : لما قُتل عثمان ـ رضي الله عنه ـ وبايع الناس عليًا أمر الثوار عليًا أن يعزل ولاة عثمان ، فأرسل عليّ إلى معاوية بالعزل، غير أن معاوية أبى وطالب بدم عثمان وتسليم قتلته إليه وكانت زوجة عثمان ـ رضي الله عنه قد أرسلت إليه قميص عثمان ملطخًا بالدماء، فطالب معاوية بدم ابن عمه وقد تمثّل قوله تعالى (ومن قتل مظلومًا فقد جعلنا لوليه سلطانًا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورًا) (الإسراء:33)، ووقف أهل الشام مع معاوية ودارت المعارك ثم كان مقتل علي ـ رضي الله عنه ـ ثم تنازل الحسن بن علي ـ رضي الله عنه ـ بالخلافة واصطلح مع معاوية حقنًا لدماء المسلمين وذلك في عام 41هـ وهو عام الجماعة الذي اجتمعت فيه كلمة المسلمين على الخليفة وهو معاوية . امتثاله لأوامر الشرع : كان معاوية ـ رضي الله عنه ـ وقافًا عند كلام الله وكلام رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وما كان أحد يذكِّره بحكم إلا وهو ينزل صاغيًا له ، يقول الشهيد بن أبي مجلز : خرج معاوية على الناس فقاموا له فقال : سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول : [من أحب أن يتمثل له الرجال قيامًا فليتبوأ مقعده من النار](أحمد) . عفوه وحلمه : وإن كان لكل واحد من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صفةً عُرف بها ، فإن صفة الحلم مما اشتهر به معاوية ـ رضي الله عنه ـ ويضرب به المثل في ذلك وهو صاحب الشعرة التي لا تقطع بينه وبين الناس أبدًا ، وقد أسمعه رجلاً كلامًا سيئًا شديدًا ، فقيل له : لو سطوت عليه ؛ فقال إني لاستحي من الله أن يضيق حلمي عن ذنب أحد من رعيتي . وقال ابن أخته عبد الرحمن بن أم الحكم : إن فلانًا يشتمني فقال له : طأطىء لها فتمر فتجاوز ، وقال له رجل : ما رأيت أندل منك ؟ فقال : بلى، من واجه الرجال بمثل هذا . ظرفه وفكاهته : وعلى الرغم من هذا فقد كان معاوية ـ رضي الله عنه ـ صاحب فكاهة ودعابة ، فقد أتاه رجل يومًا فسأله مساعدة في بناء داره باثني عشر ألف (12000) جذع من الخشب ، فقال معاوية أين دارك ؟ فقال بالبصرة ، قال وكم اتساعها ؟ قال فرسخان في فرسخين ، قال معاوية : لا تقل داري بالبصرة، ولكن قل : البصرة في داري . معرفته بأقدار الرجال : وكان ـ رضي الله عنه ـ لا يغمط أحدًا قدره ، بل يعرف لكل رجل منزلته ، وينزله درجته ، خطب يومًا فقال : يا أيها الناس : ما أنا بخيركم ، وإنّ منكم لمن هو خير مني ، عبد الله بن عمر ، وعبد الله بن عمرو وغيرهما من الأفاضل . معاوية وحجر بن عدي : لقد كثرت القالات في معاوية ـ رضي الله عنه ـ واعتمد كثير من أصحاب هذه القالات على أخبار لا تقف على قدم ولا ساق ، أو عدم معرفة لملابسة الأحداث ومن ذلك خبر قتله لحجر بن عدي وهو صحابي وقيل تابعي ، قلنا نعم قد كان ذلك ، ولكن لم قتله ؟ يقول الإمام ابن العربي : الأصل أن قتل الإمام بالحق فمن ادعى أنه بالظلم فعليه بالدليل . وكان حجر بن عدي من شيعة علي في الجمل وصفين ، وروى بن سيرين أن زيادًا ـ وهو أمير الكوفة ـ خطب خطبة أطال فيها فنادى حجر بن عدي الصلاة ، فمضى زياد في خطبته فحصبه حجر وحصبه آخرون معه ، فكتب زياد إلى معاوية يشكو بغي حجر على أميره في بيت الله وعدّ ذلك من الفساد فكتب معاوية إلى زياد سرح به إلي فلما جيء بحجر قتله معاوية ، فالذين يقولون أن معاوية قتله بحق قالوا : ما من حكومة في الدنيا تعاقب بأقل من ذلك من يحصب أميره وهو قائم يخطب على المنبر في المسجد الجامع . ولما كلمت أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنهما ـ معاوية في شأن حجر قال لها : دعيني وحجرًا حتى نلتقي عند الله . معاوية والحسن بن علي : وقد امتلأ بطون الكتب بأقوال بعض الكذابين ومنها أن معاوية ـ رضي الله عنه ـ دس السم للحسن بن علي ـ رضي الله عنه ـ يقول ابن العربي وهذا محال من وجهين : الأول : أن معاوية ما كان ليتقي من الحسن بأسا وقد سلـَّم الأمر . الثاني : أن هذا أمرًا مغيبًّا لا يعلمه إلا الله فكيف تحملونه بغير بيّنة . وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : لم يثبت ذلك ببيّنة شرعية ، ولا إقرار معتبر ولا نقل يجزم به ، وهذا مما لا يمكن العلم به فالقول به قول بلا علم . أعماله ـ رضي الله عنه ـ : منذ أن أسلم معاوية أدرك جيدًا كما أدرك غيره من مسلمة الفتح أن الأولين قد سبقوهم بالفضل والأعمال ، فعزموا على أن يكون لهم أعمال تقرّبهم من إخوانهم في الفضل والمنزلة ، وقد رأينا ذلك واضحًا من كلام أبي سفيان لابنه معاوية ـ رضي الله عنهما ـ حين ولاّه الفاروق الشام مكان أخيه يزيد ، ومن أعمال معاوية : 1 - كان كاتبًا للوحي بين يدي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ . 2 - شارك معاوية جنديًا مخلصًا في حروب الردة وقتال المرتدين . 3 - أول من أسس الأسطول الإسلامي البحري . 4 - كانت الفتوح البحرية من أعماله وهو أول من قام بها . 5 - غزا معاوية بلاد الروم ست عشرة غزوة تذهب سرية في الصيف وتشتوا بأرض الروم ثم تقفل وتعقبها أخرى . ولقد حاول ملك الروم أن يستغل الخلاف بين علي ومعاوية رضي الله عنه فأرسل إليه معاوية قائلاً : والله لئن لم تنته وترجع إلى بلادك لأصطلحن أنا وابن عمي عليك ولأخرجنك من جميع بلادك ولأضيقن عليك الأرض بما رحبت . أقوال الصحابة والتابعين وغيرهم في معاوية ـ رضي الله عنه ـ : - قال سعد بن أبي وقاص : ما رأيت أحدًا بعد عثمان أقضى بحق من صاحب هذا الباب يعني معاوية . - قال ابن عباس : ما رأيت رجلاً أخلق بالملك من معاوية ، وقال أيضًا حين سئل عن معاوية وقد أوتر بركعة فقال : إنه فقيه . - قال عبد الله بن عمرو : ما رأيت أحدًا أسود من معاوية، قيل : ولا عمر ؟ قال : كان عمر خيرًا منه وكان معاوية أسود منه . أسود من السيادة . - قال أبو الدرداء : ما رأيت احدًا أشبه صلاة بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من إمامكم هذا ـ يعني معاوية ـ . - قال عبد الله بن المبارك : تراب في أنف معاوية خير من عمر بن عبد العزيز . - قال إبراهيم بن ميسرة : ما رأيت عمر بن عبد العزيز ضرب إنسانًا قط إلا إنسانًا شتم معاوية . - قال قتادة : لو أصبحتم في مثل عمل معاوية لقال أكثركم : هذا المهدي . - قال رجل لأبي زرعة : إني أبغض معاوية فقال له : ولم ؟ قال : لأنه قاتل عليًا فقال له أبو زرعة : ويحك إن رب معاوية رحيم ، وخصم معاوية خصم كريم "فإيش" دخولك أنت بينهما رضي الله عنهما ؟ - وذكر عند الأعمش عمر بن عبد العزيز وعدله، فقال الأعمش : كيف لو أدركتم معاوية ؟ قالوا في حلمه ؟ قال : لا والله بل في عدله . - قال أبو إسحاق السبيعي : لو أدركتم معاوية لقلتم كان المهدي . - قال شيخ الإسلام ابن تيمية : كانت سيرة معاوية مع رعيته من خيار سيرة الولاة وكان رعيته يحبونه وقد ثبت في الصحيحين "خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم" . وقال : لم يكن من ملوك الإسلام ملك خيرًا من معاوية ، ولا كان الناس في زمان ملك من الملوك خيرًا منهم في زمان معاوية ، إذا نسبت أيامه إلى من بعده وإذا نسبت إلى أيام أبي بكر وعمر ظهر التفاضل . - قال محب الدين الخطيب : إنه مصباح من مصابيح الإسلام لكن هذا المصباح سطع إلى جانب أربع شموس ملأت الدنيا بأنوارها فغلبت أنوارها على نوره . وفاته : بعد حياة طويلة عاشها معاوية في الجاهلية والإسلام وافت المنية معاوية ـ رضي الله عنه ـ بعد أن وُلي الشام عشرين عامًا وأمر المسلمين عامة عشرين أخرى ووافته المنية في مستهل رجب سنة 60هـ ، ولما حضرته الوفاة جعل يضع خده على الأرض ثم يقلب وجهه ويضع الخد الآخر ويبكي ويقول : اللهم إنك قلت ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) (النساء:8). الله اجعلني فيمن تشاء أن تغفر له . وكان ـ رضي الله عنه ـ يرجـو رحمة ربه فيقول : اللهم أَقِلِ العثرة ، واعفُ الزلة ، وتجاوز بحلمك عن جهل من لم يرجُ غيرك فإنك واسع المغفرة ، ليس لذي خطيئة من خطيئة مهرب إلا إليك . ولقد كان معاوية قد جمع بعض آثار النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فوصى أن يدفن فقال لمن يوصيه إذا دنى أجلي فول غسلي رجلاً لبيبًا ثم أعمد إلى منديل في الخزانة فيه ثوب من ثياب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقراضة من شعره وأظفار ، فاستودع القراضة أنفي وفمي وأذني وعيني واجعل ذلك الثوب مما يلي جلدي دون لفافي ، فإذا أدرجتموني في جريدتي وضعتموني في حفرتي فخلوا معاوية وأرحم الراحمين . وكـان ذلك ليلة الخميس مستهل رجب 60هـ وعمره 73 عامًا ـ رضي الله عنه وأرضاه ـ المراجع : 1 - البداية والنهاية : " ابن كثير " ج8 . 2 - العواصم من القواصم : " ابن العربي " . 3 - الرحيق المختوم : " صفي الرحمن المباركفوري . 4 - سير أعلام النبلاء : " الذهبي " ج4 . نقلا عن الشبكة الإسلامية: http://www.islamweb.net/php/php_arabic/index.php يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
ديكارت بتاريخ: 16 يناير 2004 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 16 يناير 2004 مقال جميل جدا ولكن لم يتطرق للتوريث لا من قريب ولا من بعيد اسوا ما فعله معاوية هو توريثه الحكم لابنه يزيد ... ومن سن سنة مثل هذه وتوارثها الناس من بعده فعليه اثمها الى يوم الدين والظـُّلْمُ من شِيَمِ النِّفُوسِ فإنْ تجدْ ذا عِفَّةٍ فلعلةٍ لا يَظْلِمُ رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
الزوار Guest Mohd Gramoun بتاريخ: 17 يناير 2004 الزوار تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 17 يناير 2004 معاوية رضي الله عنه و توريث الحكم... يقول الروافض (( كيف ينزّهونه - أي معاوية -وقد أخذ البيعة من الأمة بالقوة والقهر لنفسه أولاً ثم لابنه الفاسق يزيد من بعده وبدّل نظام الشورى بالملكية القيصرية ))... (( وبعد علي استولى معاوية على الخلافة فأبدلها قيصرية ملكية يتداولاها بنو أمية ومن بعدهم بنو العباس أبا عن جد ولم يكن هناك خليفة إلاّ بنص السابق عن اللاّحق أو بقوة السيف والسلاح والإستيلاء، فلم تكن هناك بيعة صحيحة في التاريخ الإسلامي من عهد الخلفاء وحتى عهد كمال أتاتورك الذي قضى على الخلافة الإسلامية إلا لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب )) (( كيف يحكمون باجتهاده وقد أخذ البيعة من الأمة بالقوة والقهر لنفسه ثم لابنه يزيد من بعده وحوّل نظام الشورى إلى الملكية القيصرية )) فأقول و (الكلام للشيخ عثمان الخميس): 1 لم يأخذ معاوية الخلافة بالقوة والقهر وإنما سلمت له من قبل الحسن بن علي وذلك بعدما تم الصلح بينهما وذلك مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم (( ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين)، فقد أخرج البخاري في صحيحه أن الحسن البصري قال (( استقبل والله الحسن بن عليّ معاوية بكتائب امثال الجبال، فقال عمرو بن العاص: إني لأرى كتائب لا تُوليّ حتى تقْتُل أقرنها، فقال له معاوية وكان والله خير الرجلين أي عمرو، إن ْقتلَ هؤلاء هؤلاء، وهؤلاء هؤلاء، من لي بأمور النّاس، من لي بنسائهم، من لي بضيعتهم، فبعث إليه رجلين من قريش، من بني عبد شمس عبد الرحمن بن سمُرة وعبد الله بن عامر بن كُريز، فقال: اذهبا إلى هذا الرجل، فاعرضا عليه وقولا له، واطلبا إليه. فأَتياهُ فدخلا عليه، فتكلَّما وقالا له فطلبا إليه، فقال الحسن بن عليّ: إنَّا بنو عبد المطلب قد أصبنا من هذا المال، وإنَّ هذه الأمة قد عاثت في دمائها. قالا: فإنه يعرض عليك كذا وكذا، ويطلب إليك ويسألُكُ، قال: فمن لي بهذا؟ قالا: نحن لك به، فما سألهما شيئاً إلا قالا: نحن لك به، فصالحة. فقال الحسن: ولقد سمعت أبا بكرة يقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر، والحسن بن عليّ إلى جنبه، وهو يُقبل على النّاس مرَّة وعليه أخرى، ويقول ( إنَّ ابني هذا سيدٌ، ولعلّ الله أن يُصلح به بين فِئتين من المسلمين)) 2 أما بالنسبة لمبايعة ابنه يزيد فقد حرص معاوية على موافقة الناس، فعزم على أخذ البيعة لولاية العهد ليزيد، فشاور كبار الصحابة وسادات القوم وولاة الأمصار فجائت الموافقة منهم، وجاءته الوفود بالموافقة على بيعة يزيد وبايعه الكثير من الصحابة حتى قال الحافظ عبد الغني المقدسي (( خلافته صحيحة، بايعه ستون من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم ابن عمر ))، وقد ثبت في صحيح البخاري أن ابن عمر بايع يزيد وعندما قامت عليه الفتنة من المدينة جمع أهله وحذّرهم من الخروج على يزيد، فعن نافع قال (( لمّا خلع أهل المدينة بن معاوية، جمع ابن عمر حشمه وولده، فقال: إني سمعت النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: يُنصب لكل غادر لواء يوم القيامة. وإنَّا قد بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله، وإني لا أعلم غدراً أعظم من أن يُبايع رجل على بيع الله ورسوله ثم يَنصُبُ له القتال، وإني لا أعلم أحداً منكم خَلَعَهُ، ولا تابع في هذا الأمر، إلا كانت الفيصل بيني وبينه ))، وقد خالف ابن الزبير والحسين هذه الموافقة ولا يقدح ذلك في البيعة إذ لا بد من مخالف لذلك، ومن هنا نعلم أن معاوية حرص على موافقة الأمة على بيعة يزيد، ولو أراد معاوية الاستبداد وأخْذ البيعة ليزيد بالقوة والقهر كما يدعي الروافض لاكتفى ببيعة واحدة، وفرضها على الناس فرضاً، وهذا ما لم يفعله معاوية بل قد خالف من خالف ولم يتخذ معاوية سبيل القوة لارغامهم على البيعة. 3 ولعل السبب الذي دفع معاوية لأخذ البيعة ليزيد، حتى يُبعد الخلاف ويجمع الكلمة في هذه المرحلة المتوتِّرة التي تعيشها الأمة، وكثرة المطالبين بالخلافة فرأى أنه بتوليته ليزيد صلاح للأمة وقطعاً لدابر الفتنة باتفاق أهل الحل والعقد عليه. 4 لم يبتدع معاوية نظاماً جديداً للخلافة بتوريث ابنه يزيد، فقد سبقه إلى ذلك أبو بكر عندما عهد بالأمر لعمر بن الخطاب وقد عمد عمر إلى نفس الأمر فعهد بالولاية وحصرها بستة من الصحابة، أما إذا احتج الرافضي بأن الاستخلاف في عهد الشيخين لم يكن للأبناء أي ملكاً وراثياً فأقول له أن أول من فعل ذلك هو علي عندما عهد بالخلافة من بعده لابنه الحسن فقد ذكر الكليني في ( أصول الكافي) عن سليم بن قيس قال (( شهدت وصية أمير المؤمنين عليه السلام حين أوصى إلى ابنه الحسن عليه السلام وأشهد على وصيته الحُسين ومحمداً أي ابن الحنفية عليهما السلام وجميع ولده ورؤساء شيعته وأهل بيته ثم دفع إليه الكتاب والسلاح ... )). 5 الرافضة الاثنا عشرية يعارضون في الأصل مبدأ الشورى ويدعون أن الولاية يجب أن ينص عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم بنص صريح، والروافض أنفسهم عارضوا خلافة أبي بكر وعمر وعثمان، فلماذا يتباكوا هنا على نظام الشورى الذي يعارضونه انفسهم ، ويعترضوا على معاوية بولاية العهد لابنه يزيد فهل لو جعلوها شورى سيقبلها الرافضة؟! أم أن الأمر عندهم سيان! الجواب أنهم لن يقبلوها ولو كانت شورى من جميع المسلمين فلماذا هذه الإثارة الممجوجة والورع المكذوب من الروافض على مبدأ الشورى وأغرب ما في الأمر اعتراض الروافض أن يورث معاوية ابنه يزيد وراثة قيصرية ملكية! وما درى أن أعظم اعتقاد للرافضة الامامية هو اعتقاد الإمامية وراثية قيصرية ملكية في ولد علي بن أبي طالب بإستخلاف الأب للابن وهكذا فهل هي حلال لهم حرام على غيرهم؟! وأخيراً أما ادعاءهم أنه لم تكن هناك بيعة صحيحة في التاريخ الإسلامي من عهد الخلفاء وحتى عهد كمال أتاتورك (!!) الذي قضى على الخلافة الاسلامية إلا لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب فأقول: هذا الكلام لا يقوله إلا من هو أقل الناس فهماً وأكثرهم جهلاً وأعماهم بصراً، فأقول للروافض على أي شيء استندتم على قولكم السقيم هذا وما هي شروط البيعة الصحيحة؟ إذا ادعيتم أنه لا بد من إجماع الناس على البيعة، قلت: علي بن أبي طالب أبعد الخلفاء الثلاثة عن الإجماع فقد خالفه أضعاف من خالف الثلاثة وقامت الحروب بينه وبين معارضيه وتوفي قبل توحيد المسلمين على البيعة أما إذا قلت أن خلافة الثلاثة كانت بالقوة قلت: هذا من أكبر الكذب والتاريخ يشهد بذلك وأنت بنفسك قلت أن الخلافة كانت شورى حتى استبدلها معاوية بالقيصرية ولو قال معارضو علي بأنه أراد الخلافة بالقوة لكانت حجتهم أقوى من حجتك فإن علياً قاتل على خلافته حتى سقطت دماء الآلاف من المسلمين وإن ادعيت أن خلافة علي صحيحة لأنها ثابتة بالنص من الرسول صلى الله عليه وسلم فأقول: فهذا كذب أيضاً فكل الأدلة التي سقتها لا تفيد النص على علي ولو كان ذلك صحيحاً لما بايع علي الخلفاء الثلاثة إضافة إلى أن النصوص التي تبين أن الخليفة هو أبو بكر أقوى صحة وأظهر دليلاً على نصية الخلافة له فكل حجج الروافض ظاهرة البطلان والعوار، والغريب حقاً أن الرافضي الذي ينفي وجود خلافة صحيحة إلا لعلي، يقر بالحق من حيث لا يدري فيقول، حتى عهد أتاتورك الذي قضى على الخلافة الاسلامية؟! فسبحان الله كيف يجري الحق على ألسنتهم في حق معاوية، وأظن أنني رددت على جميع الشبه التي ساقها الروافض والحمد لله رب العالمين. رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Mohammad Abouzied بتاريخ: 17 يناير 2004 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 17 يناير 2004 جزاكم الله خير اخي اسامة واخي مجرمون يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
أسامة الكباريتي بتاريخ: 17 يناير 2004 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 17 يناير 2004 لا حظ أن عنوان الموضوع "آخر الخلفاء وأوا الملوك" .. أخذه البيعة لابنه يزيد .. لم يكن فيه اتباع .. بل ابتداع .. وبذلك تحولت من خلافة إلى مملكة تحت اسم خلافة .. ويا أخي ليس الرافضة فقط هم من ينكرون على بني أمية ومن بعدهم عدم اتباع الشرع اقتداء بالرسول الكريم والخلفاء الراشدون من بعده .. إنكار ما كان يجري في عهديهما من مخالفة للشرع مثل دفن الرؤوس في الرمال .. نسأل الله ان يحيينا لنعيش زمن الخلافة الراشدة التي بشر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم .. يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
ragab2 بتاريخ: 18 يناير 2004 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 18 يناير 2004 من بعد خلافة سيدنا معاوية رضى الله عنه وأدخله فسيح جناته كانت الخلافة الأموية فى معظم الأحوال خلافة مستبدة انتهازية ماعدا الخليفة العادل الزاهد عمر بن عبد العزيز مصر أكبر من نظام الحكم الفردى الديكتاتورى الإستبدادى الذى فرضه علينا عسكر حركة يوليو فى الخمسينات وصار نظاما لحكم مصر برنامج الرئيس الإنتخابى لإسكان فقراء الشباب .. سرقه مسؤولون وزارة الإسكان مع المقاولين ..! رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
ديكارت بتاريخ: 18 يناير 2004 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 18 يناير 2004 نحن لسنا روافض يا مجرمون لكي ترد علينا هذا الرد الذي هو في الاساس موجه لهم من الشيخ الخميس . صدقني لو تمكن ابن الزبير من قتل يزيد واستولى على الخلافة وانهى حكم بني اميه لكنت انت الان تسب يزيد وتلعنه اليس كذلك ؟؟؟ ولكن فقه التبرير وفقهاء( المؤلفة جيوبهم) هم من دس هذا الهراء في تاريخنا ... والا كيف بالله عليك تقارن بيعة الخطاب وبيعة يزيد يقول الامام احمد بن حنبل عندما سئل عن يزيد ابن معاوية (( لا يجتمع حب الله وحب يزيد في قلب رجل )) ملاحظة للاخ مجرامون لا اعتقد ان في هذا المنتدى روافض فقلل من ذكرهم في مداخلاتك بارك الله فيك . والظـُّلْمُ من شِيَمِ النِّفُوسِ فإنْ تجدْ ذا عِفَّةٍ فلعلةٍ لا يَظْلِمُ رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Mohammad Abouzied بتاريخ: 19 يناير 2004 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 19 يناير 2004 المقصود بالرافضة الشعية وهذا ما يطلق عليهم هنا في السعودية وغالبا على نظاق ضيق جدا في المدن الصغيرة او القرى او الهجر ولكن في مجتمعات المدينة مثل الدمام او الخبر او الرياض او جدة لا تحس بذلك ابدا حيث ان اغلب المجتمع متعلم خاصة في الجامعات العملية مثل الهندسة وادارة الاعمال والطب ومنهم من هو متعلم في الخارج في اوربا او امريكا او في مصر وبعض الدول العربية وحتى الي اتعلم هنا فعادتا ما يأخذ دورات في الخارج تصل الى سنتين او ثلاثة للتخصص وفي اغلب الشركات المرموقة والهيئات الحكومية ممنوع التلفظ في هذه الاشياء ومن يثبت عليه ذلك يعاقب بالسجن والشرع والقانون هنا محترم ولا يجرأ احد على مخالفته يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان