مقتل لاعب كريكت أسترالى...و انتصار سيادة القانون

[الأفوكاتو]

مقتل لاعب كريكت أسترالى...و انتصار سيادة القانون.

أذيعنت على أغلب القنوات الفضائية قصة مصرع لاعب و مدرب الكريكيت الأسترالى دافيد هووكس, الذى توفى بعد أن ضربه موظف الأمن خارج إحدى بارات ملبورن,أستراليا, بعد صدام بين بعض أعضاء قريق الكريكيت, مع بعض الفريق المنافس.

و قد كانت تغطية هذا الخبر فى إنجلترا فورية, نظرا للعلاقة الوثيقة بين البلدين.

و الخبر هو:

لكم موظف أمن إحدى البارات, لاعب الكريكيت, دافيد هووكس, الذى وقع على الأرض, و خبط رأسه فى الأرض, مما أدى الى نزيف فى المخ, أدى الى الولوج فى حالةغيبوبة, لم يتمكن بعدها من إستعادة الوعى, و توفى.

و القصة نفسها لا تهمنى, و لكن ما يهمنى هو الإجراءات القانونية التى توالت نتيجة هذا الحادث.

حتى وفاة اللاعب الشهير, كانت التهمة الموجهة الى حارس الأمن هى تهمة" الإعتداء الجنائى على شخص, مما أدى الى إصابات خطيرة"

قبل أن أسترسل, أود ان أبين أن القانون الإسترالى, المستمد من القانون الإنجليزى, يؤكد براءة المتهم, الى أن تثبت إدانته بدون أدى شك, بواسطة محكمة,

و كما ذكرت فى مداخلات سابقة, فقد نصت جميع الدساتير المصرية,منذ نشأة النظام البرلمانى, فى مصر, وحتى بعد الثورة, بل طبقا للدستور القائم حاليا, على أن:

المتهم برئ حتى تثبت إدانته

( المادة 67 من الدستور الحالى)

ما حدث فى حالة لاعب الكريكيت, هو الآتى:

1- تم القبض على حارس الأمن, الذى يبلغ من العمر 21 عاما, وهو من أصل صربى( يوغوسلافى), و عائلته هاجرت من بوسنيا الى أستراليا و يقيم بإحد أحياء ملبورن الفقيرة.

2- تم استجواب المشيبه فيه, الذى إعترف بأنه كان يفض خناقة, و أنه لم يقصد إصابة المجنى عليه,

3- تم إتهامه بتهمة الأعتداء غير المشروع,الذى تسبب عنه إصابة بليغة( بعد منتصف ليل الأثنين 19 يناير, عام 2004)

4- قبل مرور 4 ساعات ( الساعة 8 من صباح اليوم التالى, الثلاثاء, تاريخ كتابة هذا المقال), تم تحويله الى المحكمة, التى سمعت أقوال البوليس, و أقوال الدفاع, و نظرا لأن المتهم لم يكن له سجل جنائى, فقد قررت المحكمة الإفراج عنه بكفالة, لحين محاكمته الشهر القادم.

5- أثناء هذا كله, توفى لاعب الكريكيت, و قررت الشرطة تعديل التهمة الى القتل الغير عمد

6- لم تطلب الشرطة إعادة إعتقال المتهم نظرا لخطورة التهمة الجديدة, بل إقتنعت بأن المتهم سوف يستمر متمتعا بحريته, لكى يُعد دفاعه, مادام جواز سفره مازال فى حوزة المحكمة.

وكل هذا حدث فى ظرف 24 ساعة,

و التاريخ هو ما بين: مساء الإثنين 19 من فبراير عام 2004, و صباح الثلاثاء, 20فبراير 2004.

سوف أترك لمخيلة أعزائى الزملاء مهمة تخيل ماذا كان من الممكن أن يحدث لو أن هذا الحادث قد حدث فى مصر ,

و كان المجنى عليه هو المرحوم" صالح سليم",

و المتهم هو " خميس عبد المنعم" الحاصل على الثانوية العامة, و نال تدريب فى الأمن لمدة ثلاثة أسابيع, أصبح بعدها ضابط أمن.

و الذى الذى يقيم فى حى بولاق, و والده يعمل فرارجى, و لايمت بصلة لكبار القوم, و ليس له واسطة.

أرجوا أن تتعاملوا مع هذا الموضوع بمنتهى الجدية, حيث أن هذا هو الفارق بين ما يجب, و ما لا يحدث.

و تقبلوا تحياتى.

[achnaton]

صباح الخيرات يا أستاذنا ..

فى الوقت الذى كنت أنوى فيه الدخول اللأبتسمات لأكتب لك أن بالفهرس ورد الخبر التالى "

مقتل لاعب كريكت أسترالى...و بواسطة الأفوكاتو .. أنا الأول خضنى الخبر .. وقلت أن هذا اللاعب حاول سرقة تورته عيد الميلاد .. أو اخونا أفوكاتو المنتدى حب يختبر قوته بعد أن زاد عمره عاما .. وعقبال يارب 50 عام كمان كفاية عشان الأمنية تتحقق .. ولما دخلت وقرأت الحكاية .. وسرحت فى سؤالك .. تخيلت المتهم وهو مشرف على الدكة الخجر فى تخشيبة الخليفة .. ينتظر الترحيل بعد ليلة الدخلة على العروسة الخشب .. وهكذا يحكى من أكرمه حظه الهباب فى عملية زى دى .. ومش لاقى غير المرحوم صالح سليم ..الف فى المية كنا حنسمع صوات المحروس داخل التخشيبه وهنا ينادى .. يأهلى ..

طبعا أهله هو .. علما أن كل من يشرف تخشيبة قسم الخليفو وهى التخشيبة المركزيه .. ما لوش أهل

كفاية كده ولا نقول كمان ..

مع حبى وتقديرى ..

اخناتون المنيا :angry: trch:

[الأفوكاتو]

عزيزى أخى إخناتون

شكرا على تعقيبك الواقعى , و آسف, فقد استعملت إسم المرحوم صالح سليم, لأن الفقيد فى هذه القضية يعادل مركز المرحوم.

منتظر تعليقات من بقية الإخوة.

تصبح على خير

[فــيــروز]

عناوين الجرائد فى اليوم التالى :

تعرض صالح سليم كابتن النادى الاهلى لاعتداء آثم من حارس امن

الشرطه تنقذ الحارس من الجماهير التى كادت تفتك به وتنقله وسط حراسه امنيه مشدده الى مديرية الامن

لاعبو الاهلى يقررون الاعتصام و الامتناع عن اللعب لحين صدور قرار الاتهام و لاعبو الزمالك يشاطرونهم الاحزان ويقررون الاضراب مجاملة لزملائهم و تقديرا لمكانة الكابتن صالح

العثور على بقايا حشيش فى جيوب حارس الامن

المتهم معروف عنه سوء الخلق وكثرة المشاكسه ..

نلتقى بعد الفاصل :angry:

[Salwa]

بمنتهى البساطة ..مشجعى القتيل كانوا سيتولوا هم بايديهم ..القصاص..من كل اهل الحارس.

اما الحارس نفسه ...فأعتقد من لحظة اصابة اللاعب ..اتسحب وشاف النجوم فى عز الظهر ..والعصر ......ثم...قيل..ان جاله هبوط مفاجىء فى الدورة الدموية والقلب .وجلطة فى المخ ...من الصدمة ولم يتحمل الموقف........واى حجة .../زى كل مرة /.

مايلحقش تحقيقات ولاغيره ...

وبصراحة ....العدالة عندنا ......مطاطة شوية .

والمقارنة ؟؟؟...لايوجد اى وجه للمقارنة ...

طيب.....

امس قرأت فى الجريدة الرسمية ...انه صدر امر بحبس ..امام مسجد fuenjirolaفى مالاجا

نظرا لأنه ألف كتاب وفيه ينادى بأن تعاقب المرأة بالضرب الغير مبرح ..ويقول ولكن يجب الا تترك آثار على جسدها ....واشياء اخرى ../ ليس هذا موضوعنا /..ويقول انه كتب اوامر جاءت فى كتاب الله .../هو فسرها بطريقته /

ورغم ماحدث....وكام منظمة اعلنت احتجاجها ...وقضايا ..

المهم ..لأول مرة فى اسبانيا يصدر حكم ضد ..كاتب..ينادى بهذا ..

والذى حدث.....انه حكم عليه 15 شهر ......لكنه حكم لن ينفذ...لأنه أقل من سنتين ..

هذا الحكم فى حد ذاته ....يعتبروه عقاب رادع ..

وحتى فى دفاعه عن نفسه ....وترديده..انه فقط فسر ما هو مكتوب.

اعتبروا هذا تحريض...واساءة للمرأة ..ونداء بالعدوانية ...لأنه كتب /واضربها بعصا رفيعة /..

لسنا هنا بصدد الحكم على هذا الشخص..سواء البراءة او الادانة .

ولكن ؟؟؟

طريقة التصرف فى مواقف معينة تعكس مدى الوعى القضائى ..لأغلبية الناس.

كل فرد لابد يعرف ايه حقوقه ....ولو فجأة اتقبض عليه ...وواحد مبعرفوش وجه له تهمة واتسحب .../ يعنى رغم كل ماحدث...لم يسجن /

يعمل ايه ؟؟..من حقه مكالمة ...من حقه يطلب محامى ...من حقه حاجات كتير .

صح ؟؟

سلامى.

[DARWEEN]

أستاذنا الكبير الأفوكاتو ...

أنا سأكتب تعليقي على هذه القضية التخيليه على فقرتين لعد إذن حضرتك

الأولى التصرف طبقا للقانون المصري والثانيه طبقا للواقع الففعلي

طبقا للقانون المصري

سيحال المتهم للنيابه العامه بداية بتهمة الأعتداء بالضرب على مواطن ثم ستقوم النيابة بعد ذلك بإعادة تكييف التهمه لضرب أفضى إلى موت وحبس المتهم أربعة أيام على ذمة التحقيق على أن يراعى التجديد في الميعاد أو الإفراج عنه بكفالة تقدرها النيابة أو قاضي التحقيق بعد الأربعة أيم لحين موعد محاكمته

طبقا للواقع الفعلي

فالمتهم أصلا لن يخرج حيا من قسم الشرطه بعد مايمر على كتيبة المخبرين والعساكر والصف وبعض الضباط مشجعين النادي الأهلي ومحبي المرحوم صالح سليم إضافة إلى أن القضية ستنتقل بقدرة قادر من صفحات الحوادث لصفحات الرياضيه ومن الممكن إتهام المتهم أن قام بهذا الفعل بعد أن قبض من نادي الزمالك أو أنه يعمل لدى رجل أعمال زملكاوي وطبعا تحقيقات شامله عن نشأته وأهله اللي مالهمش ذنب وتحليلات نفسيه عن العقدة التي طالما عانى منها المتهم وكرهه للون الأحمر .. طبعا غير تعليق وزير الرياضه وهو يبكي الفقيد الغالي وتعليقات وزير الداخليه وهو فخور برجاله .... وفي الآخر يتطوع مكتب مرتضى منصور للدفاع عن المتهم

تحياتي لسيادتكم على هذا الموضوع الرائع ورجاء أكثر من هذه النوعيه من الموضوعات

[الأفوكاتو]

شكرا على التعليق ,

و تخيل الأخ داروين الخاص بالواقع هو أول ما دار فى ذهتى عند قراءة الخبر و رؤية النبأ على شاشة التلبفزيزن.

و قد حدثت تطورات جديدة, فقد ذكر بعض الشهود أن المجنى عليه (بطل و مدرب الكريكيت), لم يكن فى الواقع ضحية إعتداء, بل كان البادئ بالإعتداء, و لسوء حظه, كان حارس الأمن من هواة رياضة الملاكمة, فدافع عن نفسه, و رد الإعتداء, وعندما وقع اللاعب على الأرض, أدى إصطدام الرأس الى نزيف فى المخ, مؤديا الى الوفاة.

و أعتقد أن دفاع موظف الأمن سوف يركز دفاعه على حق الدفاع الشرعى,

و سوف أتتبع القضية, لأنها تحتل حيز كبير من الإعلام الإنجليزى, الذى يهتم برياضة الكريكيت.و من يمارسونها.

[Lancelot]

الموضوع ده فكرته هايلة و الله يا أستاذ أفوكاتو .... التفاعل مع قضية قائمة أو مماثلة لقضية قائمة .... فكرة ممتازة ...

أتفق مع سيناريو داروين ....

[الأفوكاتو]

الله يكرمك يا لانس

مزيد من التعليق يثرى الموضوع.

[الأفوكاتو]

اصدقائى الأعزاء ,

ربما نسيتم هذه القضية, ولكنى لم أنساها.

و ظللت متابعا لها, إلى أن بدأت محاكمة المتهم , وهو شاب مهاجر من يوغوسلافيا, عمره الآن 23 سنة, و كان عمره وقت الحادث 21 سنة,و إسمه " ستراسكو ميسوفيتش"

و كانت التهمة الموجهة إليه هى أنه , أثناء عمله كحارس أمن فى إحدى بارات مدينة ملبورن إلأسترالية , طلب من لاعب كريكيت سابق, و معلق رياضى مشهور, أن يغادر الحانة, لأنه كان مخمورا, و كانت تصرفاته عدوانية و صاخبة أثناء إحتفالهم بإنتصار ناديهم بالنصر ضد إنجلترا, و سبب هو و زملائه ضيق شديد لبقية رواد الحانة.

خرج اللاعب السابق هو و صحبته, و لكنهم إستمروا فى الصياح فى الساعات الأولى من الصباح, مما أدى إلى أن فتح بعض سكان البيوت المجاورة نوافذهم, و طالبوا بالهدوء, و بالتالى إضطر الحارس الأمنى للخروج إلى الشارع , مطالبا الللاعب السابق بتخفيض صوته, و لكن اللاعب المخمور أهان حارس لأمن, و شتمه, ثم دفعه فى صدره.

لسوء حظ المرحوم, كان هذا الحارس من أبطال الملاكمة الهواة, فرد على المرحوم بضربة قاضبة, أوقعته على الأرض, و اصتدمت رأسه ببلاط الرصيف, و أغمى عليه فى الحال.

بعد إستدعاء الإسعاف, و نقل المصاب إلى المستشفى, نقلوه إلى غرفة العناية المركزة, و لكنه ودع الحياة قبل حلول الصباح.

كانت التهمة الموجهة إلى هذا الشاب هى " الضرب المفضى إلى الموت".وهى تعادل تهمة

" القتل الغير عمد"

و بعد أن إستجوبه البوليس, تقرر عرضه على المحكمة المستعجلة , التى وجهت له هذه التهمة, و لكن, لأن المتهم برئ حتى تثبت إدانته, و حيث أن تقرير البوليس أثبت أن القضية هى نوع من الشجار العادى, الذى أدى إلى وفاة, فإن المحكمة أفرجقت عن المتهم بكفالة, حتى يمكنه إعداد دفاعه, المبنى على أنه كان فى حالة دفاع عن النفس.

و بعد عامين, بدأت محاكمة المهاجر الشاب اليوعسلافى, و أستمرت المحاكمة مدة شهر, و بعد سماع شهود ألإثبات, و شهود الدفاع, إعتزل المحلفون لمدة ثلاثة أيام, و كانوا ستة رجال, و ستة نساء, عادوا إلى المحكمة, و أعلنو أن قرارهم هو:

براءة المتهم, لأن الحادث نتج عن عنف بدأه اللاعب الشهير وهو مخمور, و كان رد حارس الأمن دفاعا عن النفس.

و عندما إستجوبت محطات التليفزيون المتهم الذى برأته المحكمة عن شعوره, قال:

فى خلال كل هذه المدة, كنت أود أن أكون ميتا, فقد أدى دفاعى عن نفسى إلى فقد شخص آخر حياته, و هذا الأمر سيبقى فى ضميرى إلى آخر يوم فى حياتى.

لقد تنبأت بهذا الحكم, و لما رأيته على التليفزيون الإنجليزى, لم أتمالك من القول :

يحيا العدل.