الهاربون من الوطن ..

[أسد]

في العادة نرى الكثير من الشباب والفتيات والأطفال في شوارع المدن الكبرى .. في أحوال بائسة أو مشروع مجرم ..

هكذا نراهم .. وهكذا قد يصنفون..

ولكن .. من نحن كي نراهم هكذا .. ومن هم .. كي يصبحوا في هذا الوضع ..

أغلبهم أتوا من أسر متصدعة .. بائسة .. لم يجدوا الدفء في الأسرة .. لم يجدوا أب يكد عليهم أو أم تحتضنهم ..

وجدوا عشوائية وتسيب وتفكك .. وجحيم ..

فهربوا ..

إعتقاداً منهم أنهم هربوا من الجحيم .. وهم في الحقيقة .. إستنجدوا من الرمضاء بالنار ..

وباتوا . في الشوارع .. أغلبهم ينحرف أو يتشرد إلى نهاية عمره .. وقليل جداً منهم يججد ضالته في الهروب ..

نقطة ..

ومن أول السطر ..

نرى جميعنا أن هناك كثيرون من من شباب مصر يقوم بنفس الفعلة .. ولكن بمقياس ومعيار مختلف ..

يطفشون .. ويهربون من البلد كلها ..

في نموذج مكبر لما يحدث عندما يهرب الصبي من منزل أسرته ..

في الحالة الأولى دائماً نلتمس لهم العذر .. ونتهم الأم والأب بالإهمال في حق ابنائهم ..

ولي الأمر المهمل في حق أبناؤه والمقصر .. والذي يتسبب إهماله في إيقاع الضرر بأبناؤه .. يعاقب بموجب القانون .. ويحاسبه المجتمع حساب عسير ..

الأبناء الآن في مصر يسعون في أغلب حالاتهم للخروج من مصر ..

من نفس المنطلق .. وهو الهروب من جحيم الأسرة المتصدعة .. وولي الأمر المهمل المستهتر المتعاطي .. وهنا ولي الأمر يتعاطى الإستهبال والإستعباط .. ويتعاطى الكذب والنفاق .. الذي يغيبه عن وعيه .. ويجعله منتشي .. يتوهم بأنه قد أدى ما عليه .. والعيال ولاد ستين في سبعين هم اللي مش طامر فيهم ..

أخاف أن نرى في غضون سنوات قليلة .. شباب مصر في نفس صورة أولاد الشوارع في القاهرة ..

ينامون في العراء .. ويعاملون معاملة المنبوذون ..

أو ينظر لهم كمشروعات إجرامية صغيرة ..

أو قنابل موقوته .. أو مصدر خطر .. واستئفاف ..

الأمر في حقيقته خطير ..

والموضوع كتبته هنا لا في باب المغتربين .. لأنه يخص الوطن من الداخل .. وولي الأمر المستهتر المغيب التائه .. الخائب