انتحار

[bassem_2009]

أغلقت حاسبي المحمول بعنف والتقطت هاتفي المحمول من فوق مكتبي المبعثر - الذي لن تجد عليه سوى صفا من الكتب والأوراق الذي لا أعلم لأي منها فائدة سوى أنها ترفع المصحف الذي يعتلي قمة هذا الصف - التقطت الهاتف وألقيت به من النافذة التي لا تبعد كثيرا عن مكاني وبينما يستعد لاختراق السلك المهترئ علا رنينه معلنا عن تلقيه مكالمة ربما تكون من نوع "اعقل يا مجنون" ولأني سئمت ما تحمله تلك العبارة - التي أسمعها كثيرا هذه الأيام - من تضاد فقد قررت أن أتجاهلها متعجبا ممن أراد من المجنون أن يعقل وابتسمت في نفسي قائلا: "نقول لهم طور يقولوا احلبوه" وهكذا انطلق الهاتف من النافذة ليختلط رنينه بصخب المقهى المجاور والسباب المتبادل المعتاد بين تلاميذ المدرسة الثانوي المجاورة فتحت درج المكتب ترددت قبل أن أقرر أنني لن أحتاج إلى إثبات الشخصية خرجت من غرفتي ، ألقيت نظرة لا إرادية على جهاز التلفاز لأجد إحدى فتيات الإعلانات - اللائي صرن متشابهات لدرجة الملل – تغمز بعينها. قلت لأمي: "أنا خارج" ولم أنتظر لأسمع الرد فلقد كنت عزمت أمري.

قاطعته: "طيب مش هاقول لك استر نفسك بس يعني ماحدش قال لك إن المقطم بيبقى برد بالليل" فلقد استفزني جسده شبه العاري أكثر مما فعلت بي قصته المملة ، ولكنه فاجأني وقال: "أنا كنت عامل حسابي ومتقـّـل وكنت بردان فعلا لكن بم إني طلعت المقطم ماشيا......" قاطعته وقد علا وجهي حنق لم أستطع إخفاؤه: "يعني عايز تفهمني إنك جاي كل المسافة دي مشي؟؟؟؟" فرد بمنتهى التلقائية: "أيوة يا عم وكل ما كنت اطلع شوية كنت ألاقي حتى من هدومي طارت بس الغريب إني دلوقتي مش بردان خالص مش عارف انت ليه واقف متكتك كده؟" ثم أشاح بوجهه واتجه نحو حافة هضبة المقطم ، كنت أهم بأن أقول له "اعقل يا مجنون" ولكنه التفت لي قبل أن أتفوه بها وقال لي محذرا: "إوياك" ثم قفز.

"لماذا تأخر الارتطام ، أنا لو كنت نطيت من الهملايا كان زماني وصلت للأرض ، وبعدين هي فين الأرض؟ أنا كنت شايفها وانا فوق دلوقتي مش شايفها يالا مش مهم" ومازالت الابتسامة على وجهه

وقفت قليلا انتظرت أن أسمع صوت ارتطام ثم أصوات أبواق الشرطة والإسعاف ، انتظرت أن أرى الناس يهرعون نحو الحافة ليرقبوا مصيرهذا المجنون بعد أن تكاسلوا عن إنقاذه (أنا لم أتكاسل فقد هممت أن أقول له "اعقل يا مجنون") ولكن لم يحدث شئ من هذا فعلى هضبة المقطم كل مشغول بليلاه

تم تعديل 18 ديسمبر 2009 بواسطة bassem_2009

[لماضة مصرية جدا]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

بحب القصص ذات العنوان الواحد لانه بيخليك تفكر و تسرح حتي قبل ما تخش و تزاحم و تقلب الصفحات

تخيلت كتير في القصة دي

تخيلت.....

اني واقفة فوق قمة جبل.....و ع الحافة و فاتحة ايديا .....

و الهوا بيطيرني.....يا تري ايديا هتبقي جناحات و هتحملني فوق اصوات كتير بتشدني لتحت

يا تري هقاوم قوانين الجاذبية....

يا تري هطير لسماوات برائحة الفانيليا

و طبعا طبعا.....كتير تخيلت نفسي اني بقع ع الارض... بس طبعا زي توم لما بيقع و يتفتت و بعدين يرجع يتجمع تاني... و يقف من جديد

سواء طرت.... و لا اتفتت.....أنا هقدر

عشان ربنا امبارح و النهاردة كلمني و قالي هتقدري

فوتكم بيقين

[الباشمهندس ياسر]

سواء طرت.... و لا اتفتت.....أنا هقدر

عشان ربنا امبارح و النهاردة كلمني و قالي هتقدري

فوتكم بيقين

لابنا يرزقا يقينا لا يفارق قلوبنا ... امين

معلش يا لماضة

اا مفهمتش الكلام اللي بالاحمر ... تقصدي تقولي ايه بالظبط..؟

[justme]

اسمحولي بس اني اتعجب من قصص الانتحار واليأس

يعني اذا كان الانسان يائسا فهو اكيد فقد ايمانه بوجود رب يختبره بمحنة

ولكن هل الحل هو الانتحار دائما للخروج من المأزق

يمكن فاكر نفسه هيعمل ريستارت لحياته مثلا

عموما من يفعل ذلك فقد اختار العذاب الأبدي

وهو شخص اجبن من مواجهة الواقع

وصحيح انا بضم صوتي للباشمهندس ياسر ايه موضوع كلمني دي يا استاذة لماضة

[هشام الجنيدى]

جميل جدا يا صديقى .....بس عندى تساؤل ليه دايما الانتحار والحزن والدموع هى الاكثر الهاما بالنسبة للشعرا والكتاب هل ده لاننا فعلا حزانا ام لان الانسان بيزعل اسهل من انه يفرح فبنستسهل ونكتب حزن ......

بس جميل اسلوبك جدا

جست مى ..... كان الادكتور مصطفى محمود (الله يرحمه ويسكنه فسيح جناته ) كتب عن الانتحار وليه الانسان المنتحر بيبقا كافر

وبصراحة مقريتش ابلغ من كلامه فى تفسير كفر المنتحر وصف حالة المنتحر لحظة الانتحار واعتقاده ايه فى اللحظة دى وصدق الله ورسوله فعلا المنتحر لابد كافر......

ايه بقا يا لماضة موضوع ربنا كلمنى انتى قصدك (من اراد ان يكلمه الله فليقرا القرأن ) ولا ايه ؟؟؟

[justme]

استاذ هشام اشكرك على مجاملتك

بس هو فعلا انا استعجبت من المواضيع بتاعت الانتحار واللي بيخليهم يفكروا كتير في كده ان مفيش وعي ديني سليم

وزي ما حضرتك قلت ان المنتحر كافر بس انا اللي مش عارفه برضه ليه بقى في قصص كتير بتحمل العنوان ده وبدأت اشوفها على النت حتى ولو بهزار

وفعلا يظهر عندك حق في موضوع لماضة ده بس ياريت هي تأكده

[bassem_2009]

باشكر كل الناس اللي عدت على القصة دي ولكن انا عايز أوضح نقطة

القصة رمزية يا جماعة يعني الانتحار ده رمزي أنا مش باشجع على الانتحار يعني

[لماضة مصرية جدا]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

معلش انا آديلي هبابة كده عمالة ادور اصلا ع التوبيك ده عشان كان الاخوة (هندزة و دكترة... و كمبيوترة) كانوا سألوني عن جملة قولتها كده

ربنا كلمني و قالي هتقدري

هو عادة انا لما ببقي محتارة جدا في حاجة....بصلي كتير....بس اكتر كل ما اخش مكان جديد او اكون ماشية في الشارع كده لوحده و الموضوع لسه عاملة باروومة كده في دماغي و فاكك الصامولتين...بلاقي نفسي بخبط بعيني ع السما و اقول لربنا " طب بجد انا مش عارفة"

سبحان الله ممكن تلاقي انك الاية اللي انت متعود تقراها كل يوم و ممكن متكنش بتقف عندها كتير.... النهاردة و انت بتقراها حسيت ان فيه حد جواك بيقولك ارجع اقراها تاني و اسرح فيها

و ممكن برضه تلاقي....واحد متعرفوش.... أو واحدة عمري ما شفتها في حياتي... داخلة عليا في الارض الغريبة دي..... و بتحكيلي موقف اقول ايه بالمقاس...تلاقيني طبعا بتقمص دور الفيلسوف... و ارد عليها.... و انا في الحقيقة برد علي نفسي

برجع في المساء.....في مكاني الخاص جدا.... و برضه ببص لربنا و اقوله "الحمد لله الذي هدانا لهذا و ما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله"

مش عارفة كده وضحت و لا ايه؟؟

اسيبكم في معية الله

[الباشمهندس ياسر]

لماضة

هو انتي شغالة تقري للحماعة الصوفية اليومين دول ولا ايه...؟