مصيبة تهدد الامن القومي المصري

[biso80]

تحقيق ـ أحمد فكري

فجأة‏,‏ ينجح مجهولون في تدمير مدروس وشامل لجميع المراكز الرئيسية لشبكة توزيع الكهرباء بالقاهرة الكبري‏,‏ وقبل أن يفيق الأمن والأجهزة المعنية من الصدمة تكون عملية أخري ناجحة بدرجة مثيرة قد دمرت محطات التغذية الاحتياطية‏,‏ وشبكات الطواريء‏,‏ ويموت عشرات المرضي المربوطين بين الحياة والموت في العناية المركزة بالمستشفيات‏,‏ وفي غرف العمليات التي تعاني من الشلل التام والعجز عن مواجهة الأزمة‏.‏

وتفشل أجهزة الاتصالات الميتة لانقطاع الطاقة عن حمل استغاثات البشر المأزومين‏,‏ ويجد آلاف الناس أنفسهم معتقلين في عربات مترو الأنفاق المتعطل في أنفاقه أسري لخطر الموت والاختناق‏,‏ فضلا عن تعلق مئات المصاعد وانقطاع مياه الشرب وتعطل محطات الصرف الصحي وغرق الشوارع والكباري وانهيار حركة المرور‏.‏

إنه باختصار مشهد من مشاهد فزع يوم القيامة‏.‏ قيامة القاهرة التي تخرج نهائيا من التاريخ‏,‏ في أبشع كابوس جهنمي يرخي سدوله علي مدينة الحضارة‏,‏ ويفتح أبواب الجحيم والرعب‏,‏ في سيناريو لا تقدر علي ابتكاره أكثر العقول سادية في هوليوود‏.‏

الأزمة أنه ليس سيناريو خيال بقدر ما هو احتمال واقعي يؤكده ويحذر منه خبراء الأمن المصريون الذين يعتبرون التهاون بمثابة رهان مع الموت‏,‏ وموافقة ضمنية علي اعتقال القاهرة في كف عفريت مجهول‏!‏

قد يكون الأمر مجرد حادث عادي‏,‏ أو إهمال غير مقصود لكنه أيضا وهو الخطر ربما وبنسبة لا تتجاوز‏1,0%‏ يكون حادثا مقصودا ومرتبا له وهي الكارثة التي لا يمكن تجاوزها مهما كان الاحتمال ضعيفا‏,‏ ومهما كانت التطمينات الرسمية‏,‏ وخاصة أن مرتكبي الحادث عمدوا إلي إرجاع السي ديهات المسروقة في طرد غامض من قبرص‏,‏ وقبرص كبلد صغير ومفتوح هي أحد أهم مراكز التجمعات الإرهابية ومحطة للعمل العنيف للموساد والأهم أنها تذكرنا بحادث اغتيال الأديب الوزير يوسف السباعي‏.‏

الأزمة الأكبر أن الجميع ينفي ما حدث ويتستر عليه‏,‏ حتي أن النيابة العامة التي حققت القضية حفظت التحقيق‏,‏ واعتبرت ما حدث مجرد إهمال إداري‏!‏

وهو إهمال يتبرأ منه الجميع

فالدكتور عبدالرحيم شحاته محافظ القاهرة ينفي معلوماته عن الحادث مؤكدا أنه ليس معنيا بالأمر‏.‏

والدكتور حسن يونس‏,‏ وزير الكهرباء والطاقة يرفض الحديث بحجة أنه ليس مسئولا عن ضياع السي ديهات وأنه كوزير للكهرباء مسئول عن إنتاجها لكنه ليس مسئولا عن حمايتها لأنه ليس رجل أمن‏,‏ وقد يكون ذلك مبررا لكن غير المبرر أن مساعد وزير الداخلية ورئيس مباحث الكهرباء ـ رجل الأمن هذه المرة ـ يؤكد أنه لم يسمع بالحادث ولا يعرف عنه شيئا وينفي وقوع مثل هذه الحادثة‏.‏

وحتي لا تتوه الجريمة ويتفرق دم السي ديهات بين المسئولين الحريصين علي نفي مسئوليتهم عن كارثة تهدد الأمن القومي المصري نبدأ الحكاية من أولها‏.‏

بالضبط‏,‏ نبدأها من تحقيقات النيابة العامة التي تقول إنها تلقت بلاغا من رئيس المركز العام للمعلومات شبكات مرافق القاهرة الكبري يفيد باختفاء اسطوانتي سي دي وشريط فيديو مسجل عليها بيانات ومعلومات سرية جدا وخطيرة‏,‏ ولا يجوز الإطلاع عليها حتي لموظفي المركز باستثناء موظفة وحيدة وتحوي تلك الاسطوانات معلومات تفصيلية لشبكات التغذية الرئيسية والفرعية ومحطات الضغط العالي والمحولات بالقاهرة الكبري والأهم أنها نسخ وحيدة ولا يوجد نسخ مثيلة لها وهو ما يعني خطورة ضياعها حتي علي مستوي إعادة إحيائها من جديد‏.‏

وتحمل السي ديهات أدق التفاصيل بدءا من المحولات ومراكز القوي والضغط العالي وانتهاء بأعمدة الإنارة في الشوارع الرئيسية والحارات‏,‏ فضلا عن معلومات دقيقة عن خرائط ضغط الكهرباء والضغط العالي وكمية الاستهلاك باليوم والساعة والدقيقة‏.‏

وهذه الخرائط سواء وضعت علي سي ديهات أو في دفاتر يتم تسليمها للعاملين في الهيئات ومراكز المعلومات عن طريق لجان مخصصة لذلك والجميع يعرف خطورتها وسريتها لدرجة أنه لا يجوز للعاملين في المركز الإطلاع عليها إلا بتصريح خاص ولجان خاصة تتحقق من الأسباب الحقيقية الداعية للإطلاع‏,‏ وقد توجد المعلومات الضائعة في الأحياء والمراكز والمناطق ولكنها معلومات جزئية لا تتيح لأحد تكوين رؤية شاملة للمخطط العام لما يسميبشجرة الكهرباء المصرية‏,‏ وعادة فإن تلك الشجرة تحوي كل صغيرة وكبيرة فيما يخص أماكن التغذية والتقوية والجهد العالي والمنخفض وغيرها من المعلومات التفصيلية التي تكفل لأي عابث أن يحقق إذا أراد ضربة موجعة للأمن القومي المصري‏,‏ وهو ما دفع اللواء محمد إبراهيم‏,‏ مساعد وزير الداخلية السابق لشرطة الكهرباء إلي التحذير من خطورة ضياع ترتيبها وصياغتها مرة أخري ولكن الأهم أنها تعني أن القاهرة كمدينة إستراتيجية في كف الخطر‏.‏

إهمال وتقصير

النيابة العامة من جانبها وجهت اتهاما بالإهمال والتقصير والتسبب في ضياع معلومات تهدد الأمن القومي للمهندسة المسئولة بعد أن أكدت لجان الجرد ضياع السي ديهات وشريط الفيديو واختفائها تماما من المركز وذلك قبل قرارها المفاجيء بحفظ التحقيقات‏.‏

وبعد أن فشلت التحريات التي برأت المهندسة المسئولة من الحادث في الوصول إلي شخصية الفاعل الحقيقي‏,‏ وهل من داخل المركز أم من خارجه؟ وما مصلحته من سرقة معلومات سرية وخطيرة؟

وكانت المفاجأة المدهشة في وصول طرد بريدي غامض من قبرص إلي مركز المعلومات وفيه السي ديهات الضائعة وشريط الفيديو وبالتحقق منها وجد أنها نفس المفقودات دون نقص أو إتلاف‏,‏ الأمر الذي يثير غموضا وريبة‏,‏ وهو ما يفسره اللواء فؤاد علام‏,‏ وكيل إدارة أمن الدولة الأسبق بكونها أيد عابثة أرادت بما فعلت أن ترسل رسالة ما إلي الأجهزة الأمنية في مصر‏,‏ ويحذر اللواء علام من خطورة الحادث علي الأمن القومي المصري ويري استحالة إغلاق الملف قبل الوصول إلي معلومات يقينية حول خط سير الاسطوانات‏,‏ ويتوقع أن تتعرض مصر خلال الأيام القادمة إلي عملية ابتزاز من بعض العابثين والمتطرفين‏.‏

ويؤكد اللواء فؤاد علام علي وجود عشرات الكارهين للاستقرار في القاهرة والذين يهمهم ترويعها‏,‏ بداية من أجهزة الاستخبارات المعادية في المنطقة وفي مناطق أخري‏,‏ وحتي الإرهابيين الذين يكافحون من أجل العودة مرة أخري لنشاطاتهم بعد كمون طويل‏,‏ والساعين إلي تفاوض علي بعض المساجين‏,‏ مشيرا إلي حادث محاولة اختراق السجون المصرية بقصد تهريب أحد القيادات الإسلامية المتطرفة بمعرفة ياسر السري‏,‏ وهو الحادث الذي أحبطته سلطات الأمن في نوفمبر‏2002,‏ حيث مول ياسر السري مدير المرصد الإسلامي بلندن وأحد قيادات جماعة الجهاد‏,‏ والذي يحظي بحماية بريطانية متميزة‏,‏ عملية تهريب نبيل المغربي‏,‏ المحكوم في قضية محاولة اغتيال الدكتور عاطف صدقي‏,‏ رئيس الوزراء‏,‏ ونبيل المغربي هو زوج عزيزة عباس‏,‏ شقيقة حسين عباس‏,‏ صاحب الطلقة الأولي التي استقرت في جسد الرئيس السادات ــ رحمه الله ــ وأشارت تحقيقات الحادث إلي شيكات وتحركات مالية كبيرة تصل لأكثر من‏100‏ ألف دولار يتولي تدبيرها ياسر السري‏,‏ وتنفقها زوجة المغربي في عمليات تمويل عائلات وأسر قيادات تنظيم الجهاد فضلا عن محاولات إحياء التنظيم من جديد‏.‏

وكانت نيابة أمن الدولة العليا‏,‏ قد وجهت اتهامات بالتخطيط لضرب أهداف أمريكية وإسرائيلية بينها سفارتا الدولتين لـ‏23‏ إهابيا من جماعة الجهاد في ديسمبر الماضي‏,‏ والأعضاء المقبوض عليهم معظمهم صغار وبعيدا عن الكوادر التقليدية للجماعة وقد جاءوا من محافظات عديدة من القاهرة والجيزة والقليوبية والغربية والبحيرة‏,‏ وبينهم‏3‏ من بنجلاديش وعضو من أندونيسيا وآخر من ماليزيا وثالث من تركيا‏.‏

الخبير الأمني اللواء إيهاب فرج‏,‏ مدير أمن أسيوط الأسبق يعتبر ما حدث مجرد إهمال عادي ولا يمكن أن يكون وراءه أي عمل متعمد أو مقصود‏,‏ لأن الذي يقصد الاستيلاء علي المعلومات المتوافرة في السي ديهات لا يحتاج لأكثر من‏10‏ دقائق وليس‏10‏ أيام‏,‏ ويعتبر اللواء فرج أن الخوف العام لدي الناس والمسئولين وخبراء الأمن هو الذي ولد الشعور بالخوف من وجود أيد عابثة‏,‏ مؤكدا أن ذلك لا ينفي ضرورة عقاب المتسبب وبشدة لأنه إذا كانت المعلومات المهمة قد ضاعت هذه المرة بسبب الإهمال فربما تضيع في المرة القادمة بفعل فاعل‏.‏

اللواء محمد عبدالفتاح عمر‏,‏ مدير أمن المنيا والقاهرة الأسبق يقول إن غياب اسطوانة معلومات علي هذه الدرجة من الأهمية والخطورة لا يمكن اعتباره قضاء وقدرا‏,‏ ولا يجب التساهل معه لأن المعلومات المتاحة من شأنها تكدير الأمن القومي وتهديد البلاد‏.‏

ويشير إلي أن أجهزة الأمن بطبعها لا تطمئن لهدوء الأحوال ولا تركن لظواهر الأمور‏,‏ وتبقي ــ وهذا حالها دائما ــ يقظة ومنتبهة حتي في الأيام الرغدة الطيبة مؤكدا الثقة التامة في الأمن المصري وفي قدرته علي إجهاض أي خطر وفك شفرة السرقة الخطيرة‏.‏

ويضيف أنه من المفروض أن يكون القائمون علي حفظ مثل تلك الأسطوانة تحت الرقابة الدائمة وأن يتم عمل تحريات كاملة عنهم وعن معارفهم وأقاربهم وأن يوضعوا تحت المراقبة لأنه من الممكن أن يكون سارق الاسطوانة أحد الأقارب أو المعارف أو من بين أهل أو أصدقاء الموظف‏.‏

ويعتبر اللواء عمر أن التحقيقات في مثل تلك الحوادث يجب أن تتم تحت إشراف مباشر لرئاسة الجمهورية‏,‏ وفي حالة فشل التحقيقات في الحصول علي إجابات يقينية مقنعة‏,‏ وفي تفسير أسباب غياب الأسطوانة؟ وأين اختفت؟ ولماذا؟ وتفاصيل رحلتها الكاملة خلال العشرة أيام؟ فإن الأجهزة الرسمية مطالبة بتغيير فوري لشجرة الكهرباء وتغيير كل خطط الشبكة ومخططات التوزيع والمحطات الرئيسية والفرعية والاحتياطي البديل مهما كلفنا ذلك من نفقات وأن يتم ذلك وبسرعة‏,‏ لأن الشعور بالأمن والاطمئنان أهم وأغلي من أي تكاليف محتملة‏,‏ ولأن أي عابث إذا ما أراد عمل تخريب أو إرهاب أو الإضرار بمصالح بلد ما فلن يجد أحسن من ضرب شبكات الكهرباء حيث يصيب البلاد كلها بالشلل والموات وتتعطل المستشفيات وأجهزة الاتصالات والصرف الصحي ومحطات المياه ومترو الانفاق وتخرج القاهرة بضربة من أيدي عابثة ـ لا قدر الله ــ من التاريخ‏.‏

وباختصار حسب شهادة اللواء فؤاد علام فإن الحادث يمثل أكبر تهديد ممكن للأمن القومي المصري خاصة والقاهرة هي مركز الثقل والحكم وتهديدها تهديد تام لمصر‏,‏ ويري استحالة توفير الأموال اللازمة لعملية تغيير مخططات الكهرباء الضائعة والتي تصل لأكثر من‏4‏ مليارات جنيه علي الأقل ويبقي الأقرب للواقع أن تصل الأجهزة الأمنية إلي تفاصيل يقينية حول خط سير الاسطوانات المفقودة‏*‏

[achnaton]

حاولت أفهم إيه الحكاية .. وللأسف لم اعى ما قيل ومل كتب .. هى إيه الحكاية .. ؟؟ فيه حد يعرف ؟؟

[biso80]

انا اشرحلك الحكاية بالبلدي

شبكة الكهرباء في القاهرة تم وضعها على اسطوانتين و شريط فيديو و تاتي اهميتها ان كل المعلومات و حتى الصغيرة عن شبكة الكهرباء مثل الاحمال و المحولات و الاستهلاك و الخطط البديلة التي وضعت لضمان استمرارالكهرباء في حالة الحرب او اي ظرف طاريء

يعني بصريح العبارة لو وقعت الاسطوانات دي في يد اسرائيل او اي اي جهة اجنبية تريد الاضرار بأمن مصر فهتبقى مصيبة لأنها تستطيع ايقاف شبكة كهرباء القاهرة بالكامل عن العمل و محدش هيقدر يعمل حاجة

تصور القاهرة بدون كهرباء لمدة ساعة واحدة فقط ستتاثر جميع القطاعات الحيوية في البلد

[White heart]

biso80 كتب:

يعني بصريح العبارة لو وقعت الاسطوانات دي في يد اسرائيل او اي اي جهة اجنبية تريد الاضرار بأمن مصر فهتبقى مصيبة لأنها تستطيع ايقاف شبكة كهرباء القاهرة بالكامل عن العمل و محدش هيقدر يعمل حاجة

تصور القاهرة بدون كهرباء لمدة ساعة واحدة فقط ستتاثر جميع القطاعات الحيوية في البلد

لا أعتقد اننا يمكن أن نحصر الأمر برمته فى أسطوانتين!!

و اللى عايز يهدد أمن مصر القومي فعلا هايدور على سيديهات شبكة كهرباء محافظة القاهرة فقط؟

طب ما الكهربا جاية من السد ... اللى قالوا ان مجرد تفجيرة (لا قدر الله) مش بس هايقطع الكهرباء عن بلدنا كلها بس .. لأ دة هايتسبب فى كوارث أكبر و ليعاذ بالله.

انا لست بمهندس كهرباء و لكنها فرصه ليشرح لنا من له علاقة بالأمر عن مفهوم "شبكات الربط" أو ما معنى ربط شبكات كهرباء بعض الدول ببعضها ... و كيفية تطبيق هذا تقنيا .. و عما اذا كان مثل هذا الربط يستطيع المساعدة فى تجنب مثل هذه الكوارث ... على اننى أعتقد ان المستشفيات و الهيئات أو المنشئات الحساسة مزودة ببطاريات و مولدات عملاقة تستطيع مساعدة تلك المنشأة على انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من ساعة ....

من وجهة نظري المتواضعه الخطورة فى مثل هذه الأمور تكمن فى صيانة تلك المولدات أو البطاريات و الكشف عليهم و على الوسائل البديلة بصفة دورية .... فهل هذا فعلا قائم؟

يعني دى وجهة نظري و قد أكون بالطبع مخطئا ...

[biso80]

white heart

اعتقد ان هذا المقال سيرد على تساؤلاتك

لا تكفي تأكيدات الدكتور حسن يونس‏,‏ وزير الكهرباء الخاصة بأمان شبكة الكهرباء الموحدة في مصر لبث الطمأنينة في قلوب الناس خاصة وتأكيدات الدكتور يونس تعتمد علي ما أنفقته الحكومة المصرية خلال العشرين عاما الأخيرة لرفع كفاءة مراكز التحكم الآلي أو التحكم الإلكتروني والتي تتكفل بمواجهة إلكترونية فورية لأي عطل طاريء قد يصيب أي جزء من الشبكة وذلك بعزله فورا‏,‏ قبل أن يصيب عدوي الأعطال باقي الشبكة‏,‏ فضلا عن إعادة التعويض الفوري من خلال زيادة كفاءة المحطات الاحتياطية‏.‏

صحيح أنه وفقا لما يقوله الدكتور محمد عوض‏,‏ رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر قد تم إضافة جميع الاحتياطات اللازمة لتأمين ومواجهة المفاجآت المحتملة في شبكة الكهرباء من خلال إضافة‏5‏ محطات جديدة لتوليد طاقة قدرها‏4500‏ ميجاوات ليصل إجمالي قدرة الشبكة الموحدة إلي‏20500‏ ميجاوات توفر احتياطي مضاعف علي الاحتياطي الحالي الذي يبلغ‏14%,‏ لكن الواقع يؤكد أن سقوط المعلومات السرية للشبكة الموحدة في أيدي عابثة يعني أننا جميعا في خطر‏.‏

فوفقا لما يقوله الدكتور محمد سعفان‏,‏ أستاذ الكهرباء بهندسة الزقازيق يمكن أن تتعرض الشبكة الموحدة لخطر داهم إذا توفرت المعلومات اللازمة حول خطة مواجهة الأعطال‏,‏ لأن ذلك يعني خروج الشبكة من العمل وهي أخطار تعرضت لها الشبكة الأمريكية وهي أكثر تقنية وجودة من الشبكة المصرية‏.‏

ولمعرفة حجم الخسائر الممكنة يمكن النظر إلي الخسائر التي تعرضت له نيويورك في حادث اظلام‏2003,‏ حيث سقط‏50‏ مليون أمريكي في ظلام دامس وتوقفت شركات الطيران ومكاتب الخدمات والمطارات والمستشفيات وبلغت الخسائر المدنية أكثر من‏36‏ مليون دولار كل ساعة‏,‏ وقدرت الحكومة الفيدرالية الخسائر بأكثر من مليار دولار كل ساعة فضلا عن تعطل الأنشطة الاقتصادية والمصانع والشركات‏.‏

وتخسر مصر إذا تعرضت لمثل تلك الأزمة ما يصل إلي‏55‏ مليون جنيه كل ساعة وهو ما حدث في حادث تعطل أحد محطات الكهرباء والتي تسببت في انقطاع الكهرباء لمدة ساعتين عن القاهرة‏,‏ خسرت خلالها المصانع والشركات والهيئات بالقاهرة ما يقرب من‏40‏ مليون جنيه‏,‏ وهي أرقام تقديرية ضعيفة‏,‏ يرفعها البعض إلي أكثر من‏100‏ مليون جنيه‏.‏

وفي تقديري أن الهوة الشاسعة بين الأرقام المقدرة تعود إلي غياب الإحصائيات وعموما‏,‏ فإن أي تخريب للشبكات في مصر ممكن إذا توفرت للعابثين المعلومات اليقينية عن التشغيل‏,‏ وكيفية مواجهة الأعطال ولا يمكن بأي حال الركون لمثل ذلك الخطأ ولا يمكن أيضا تغيير الخرائط والشبكات لأنها تمثل تراكمات طويلة لاستثمارات تتجاوز الـ‏150‏ مليار جنيه‏,‏ ولا يمكن إعادتها أو تغييرها‏,‏ وتحتاج إذا أضطررنا لذلك إلي استثمارات مستحيلة‏,‏ وسنوات طويلة‏.‏

ويكفي أن تعرف أن وزارة الكهرباء تحصل علي دعم يبلغ‏5,2‏ مليار جنيه سنويا‏,‏ وذلك لتوفير الكهرباء لما يقرب من‏20‏ مليون مشترك وتحتاج عمليات التجديد والإحلال سنويا في القاهرة الكبري لمليار جنيه علي الأقل وذلك لتنفيذ أعمال لا تتجاوز‏80%‏ من حاجة الإحلال والتجديد‏.‏

وباختصار تغيير الشبكات مستحيل‏,‏ ولا تستطيع مصر أو أي دولة في العالم توفير الاستثمارات اللازمة لعملية التنفيذ‏,‏ فضلا عن الخراب المحتمل نتيجة للشلل الاقتصادي والحياتي الذي تتعرض له البلاد خلال انقطاع ضروري ولازم للكهرباء والطاقة‏.‏

وفي تقديري أن كلام الوزير وتطميناته تشير إلي الأعطال العادية الناتجة عن زيادة الاستهلاك‏,‏ أو المفاجآت الأخري‏,‏ لكنها أبدا لا يمكن أن تكون حقيقية في ظل ضياع تلك المعلومات‏,‏ ولذلك يمكن التعامل معها باعتبارها شغل سياسة‏*‏

[Mohammad Abouzied]

انا بصراحة لم ادرس الموضوع بالنسبة لمصر اصلا ولكن المهندس محمد الجبالي ممكن يعطينا فكرة عن هذه الحالات والتي ممكن تحدث في مصر خاصة ان محطات القوى ومحطات التحويل في مصر بنيت على اساس ان البلد في حرب دائمه وبأسلوب غير اقتصادي بالمرة عكس المحطات الموجودة ونظام التشغيل هنا في السعودية والمبني على اساس اقتصادي وعامل الربحية مما عرض بعض المناطق فعلا لانقطاعات قد تصل الى 14 ساعة في بعض حالات العواصف الشديدة والتي تطيح بأعمدة شبكة نقل الطاقة

ولكن غرف التحكم يمكن استبدالها باسلوب يديوي وغير مركزي مكلف للغاية وغير اقتصادي يستخدم في حالات الحرب مثل حرب الخليج الثانية والثالثة وتكون القطاعات الهندسية في تشغيل 100% في الجيش وشركة ارامكو للمتابعة وهذه الاوقات محدودة للغاية

لكن اعتقد في مصر النظام الشرقي يختلف وطريقة التشغيل ايضا تختلف الا اذا تم تغيرها في العشرين سنة الماضية والتي اعمل بها في السعودية وانا كنت اعتقد ان درجة الامان في ربط الشبكات ونظم التحكم اكبر بكثير مما هو موجود هنا في السعودية بالرغم من التسيب الكبير في اسلوب الادارة والصيانة التي تشتهر بها شركات كهرباء مصر والفساد بين العاملين بها

[Lancelot]

لا أعتقد إن الأمور بالسهولة ديه ....

أولا ... تطوير أنظمة لإدارة الشبكات الكهربية شئ مهم جدا و يرفع من كفاءة هذه الشبكات ... و يسهل من التعرف علي الأعطال و إصلاحها ... و من المؤسف إنكار أو التقليل من أهمية أي جهود تبذل في هذا المجال ...

ثانيا .. كون قاعدة البيانات الخاصة بشبكات الكهرباء صغيرة بحجم كافي حتي يمكن وضعها علي قرصين مدمجين لا يعني أنهما علي قرصين مدمجين .... البيانات تبقي في أماكنها علي أجهزة مركزية متاحة فقط لأجهزة فرعية للدخول Access عليها ....

ثالثا ... الأمور مش بالسهولة ديه زي ما قلت في الأول .... نري في الأفلام الأمريكية الأبطال يدخلون إلي شبكات المرور للتحكم في الشوارع و حركة المرور .. و يدخلون لشبكات الكهرباء لإغلاق محطات كهرباء ... بالطبع كل هذا ممكن بطريقة نظرية .... أي أنه ليس مستحيل ... لكن هل معني هذا أنه ممكن و متاح لأي شخص .... لا أعتقد .... الموضوع معقد أوي .... مش مستحيل .. لكن معقد ...

رابعا ... السيناريو المذكور شرح في عدد هائل من السطور ما بعد الكارثة ... و إختصر أهم جزء في سطر واحد قائلا ....

ينجح مجهولون في تدمير مدروس وشامل لجميع المراكز الرئيسية لشبكة توزيع الكهرباء بالقاهرة الكبري‏

طب يا سيدي إيه هو التدمير المدروس و الشامل .... و لا هو كلام و خلاص إعتمادا علي معلومة القرصين ... طب ما أنا ممكن أقول ....

"ينجح الجيش الإسرائيلي في تدمير مدروس و شامل لقوات الطيران و البحرية بجمهورية مصر العربية"

و بعدين – في 150 سطر – أشرح ما بعد الكارثة متجاهلا كيفية حدوثها و مدي إمكانيته ....

عند فرض أي فرض ..... أهم شئ بحث مصداقيته ... لأن ما بني علي باطل فهو باطل و ما بني علي وهم فهو وهم .....

أعتقد بعد الرد ده ... المفروض يعينوني رئيس الوزراء ... أحسن واحد يدافع عن الحكومة ... :rolleyes:

[biso80]

فعلا

المفروض يحطوك مكان كمال الشاذلي :rolleyes:

بس انت نسيت اهم حاجة

Information is power

me0:

[Lancelot]

فعلا

المفروض يحطوك مكان كمال الشاذلي :D

بس انت نسيت اهم حاجة

Information is power

me0:

لا لا لا ... كمال ده أستاذنا كلنا ..... إحنا فين و كمال فين .... :rolleyes: :)

معلهش مش فاهم ... قصدك إيه بـ Information is Power ... :rolleyes:

[biso80]

و لا حاجة

كان قصدي تحطها في ذهنك علشان لو حد من الرعاع حاول يتهجم على الحكومة بهذه المقولة التافهة تديله على دماغه على طول fsh::

[مصرى]

موضوع السيديهايه قديم قوى .. مضى عليه حسبة سنة .. وإتضح أنه لعب موظفين بيضربوا فى بعض ..

القصة تحمل بعض المبالغة أو عدم الدقة مثل القول أن هذه السيديهاية هى الوحيدة من نوعها .. والحقيقة أن هناك خطة شاملة يجرى تنفيذها منذ سنوات فى جميع المناطق لوضع خرائط لشبكات المرافق الموجودة فى باطن الأرض وليس خطوط الكهرباء فقط لتسهيل التعامل مع الأعطال أو لتجنب الأعطال أثناء عمليات الحفر ..

لكن توجيه الأنظار الى خطورة هذه الخرائط وإمكانية إستغلالها من جانب جهات عدائية هو أمر حقيقى ومفيد .. فكل شبكة لها محاور إتصال وإذا تمكن المخرب من تحديد هذه المحاور بشكل دقيق فإن مهمته ستكون أسهل ..

فمثلا بالنسبة لشبكة الكهرباء .. جميع مصادر توليد الكهرباء فى مصر تغذى شبكة واحدة متصلة ببعضها .. بل هناك إتفاقية عربية لنقل الكهرباء بين عدة دول للاستفادة من فارق التوقيت فى تبادل الكهرباء وتخفيض تكلفة إنشاء محطات جديدة .. فمثلا فى وقت ذروة الاستهلاك فى الأردن يكون الاستهلاك منخفضا فى مصر وتستطيع مصر دعم الأردن بالكهرباء فى ذلك الوقت والعكس ..

حكاية المحاور أشبه بعدة طرق فرعية تلتقى عند ميدان واحد .. فإذا تم ضرب طريق منها فسيكون هناك طرق بديلة .. لكن إذا تم توجيه الضربة الى الميدان حيث نقطة تقاطع جميع الطرق .. فإن الموقف يعنى تعطيل جميع الطرق .. الميدان هنا يسمى محور الحركة ..

[Lancelot]

ماشي يا سيد بيسو ....

عايز أوضح إني جاد في الرد اللي كتبته فوق .... أنا مش قصدي أدافع عن حد .... أنا أوضح ما أراه حق من وجهة نظري ...

[maksoof]

شوف بقى يا سيدنا:

المعلومات اللى على القرصين غالبا هى معلومات تستعمل مع برامج متخصصة بتستعمل لدراسة الشبكة. و هى برامج Load Flow و Dynamic Stability. فلو سعادتك بتقصد إن إسرائيل ممكن تستعمل المعلومات دى عشان تخرب الشبكة المصرية فبالطبع فى إستطاعتهم عمل ذلك و لو إنها تبقى غباوة منهم لإن الزعيم الملهم أعطاهم السد العالى اللى ممكن يدمروه و يغرقوا مصر كلها و ساعتها مش حيكون فيه حد عايش عشان يحتاج للكهربا.

أما إذا كنت بتتكلم عن إرهابيين فمن الصعب جدا إنهم يستعملوا المعلومات دى لإن زى ما قلت بتحتاج لبرامج خاصة - غالية- يعنى بمئات الآلاف من الدولارات- و بعدين محتاجين للتدريب عليها وعلى طرق تحليل النتائج و ده يستغرق سنوات.

أما بخصوص أمن الشبكة من الناحية الفنية فالبرامج اللى أنا ذكرتها بتستعمل لدراسة الطرق السليمة لتشغيل الشبكة. و بالرغم من كده فمفيش ضمان إن مش حيحصل مشاكل. الحاجات دى يتحصل فى كل مكان و كل شبكة المفروض يكون عندها خطة جاهزة لإعادة الشبكة فى أقل وقت ممكن للعمل و بيتدربوا عليها بإنتظام (System Restoration Plan).

[Lancelot]

لإن الزعيم الملهم أعطاهم السد العالى اللى ممكن يدمروه و يغرقوا مصر كلها و ساعتها مش حيكون فيه حد عايش عشان يحتاج للكهربا.

مش فاهم ..... يعني كنا ما نبنيش السد .. :rolleyes: :rolleyes: :) :D

[maksoof]

لإن الزعيم الملهم أعطاهم السد العالى اللى ممكن يدمروه و يغرقوا مصر كلها و ساعتها مش حيكون فيه حد عايش عشان يحتاج للكهربا.

مش فاهم ..... يعني كنا ما نبنيش السد .. :rolleyes: :rolleyes: :) :D

السد العالى كان فيه أساتدة جامعات ضده لأثره السئ على البيئة (وتم حبسهم و تعذيبهم كالمعتاد) بس ده خروج عن الموضوع و يمكن لازم يتفتح له موضوع جديد