أسامة الكباريتي بتاريخ: 22 ديسمبر 2009 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 22 ديسمبر 2009 على كرسي الشبح في سجن المخابرات آمال وتخيلات يبددها بربيش* (أبو فتحي) جمال عبد الله [ 21/12/2009 - 09:25 ص ] كان قد مر على اعتقالي لدى جهاز المخابرات شهر كامل ذقت خلاله ألواناً شتى من العذاب ...وكنت أقول للنفس لما تضعف وتراودها الشكوك بأن أتحدث بما لدي وأنهي قصتي مع حماس أذكرها برجال حماس الأوائل الذين صبروا وثبتوا، صورة الشيخ محمد جمال النتشة الذي قالت عنه إسرائيل في التسعينات إنه الرجل الذي حمى تنظيمه كانت لا تفارق خيالي، فكنت أقول لنفسي يجب أن أحذو حذو هؤلاء وأكون مثله والله لن يأخذوا حرفاً مني. الأسبوع الرابع تم شبحي على باب حديدي، رُبطت يدي اليمن عكس يدي الشمال بعد أن رُفعت اليدان للأعلى ووضعت قدمي اليسري بعد رفعها بجوار يدي اليمنى وعكس اتجاهها كان منظر شبحي غريباً حين حضر إليّ مدير التحقيق (أبو فتحي) في المخابرات الذي لوثت يداه بقتل الشهيد مجد البرغوثي وقال بكل سخرية من هذا الذي أراه معلقاً كالجيفة أأنت بلال بن رباح أم عمار بن ياسر؟! كان يطيب له أن يتحدث العربية ويقلد الأفلام الإسلامية القديمة كان يقول لنا "عم مساءً " دخل عليّ وأنا مشبوح وقال لي يا .. أعلُ هبل" فقلت له لا اله إلا الله! فقال لي أبو فتحي: هل أنت من أتباع الدين الجديد.. دين هذا الذين يقولون له محمد؟ رفضت الكلام والتعليق فتعبي كان شديداً وألم قدمي أشد وجسمي منهار بشكل كبير وقد سئمت الحديث معه، قال لي أبو فتحي هل ترفض الكلام معنا لأننا من أتباع أبي لهب كما تقولون؟ قلت له يا راجل هل أنت مبسوط على وقفتي هذه بهذه الطريقة، والله سجنت مرات ومرات وعذبت وحقق معي كثيراً لم أشبح بمثل هذه الطريقة. قال لي نحن الظلاميون الجدد إخوة سميح المدهون هل تعرف سميح المدهون ؟؟ لم أجب بكلمة وقلت له: الصمت أبلغ ، قال لي: أريد أن ترتاح حتى الصباح ففك وثاقي وأجلسني على كرسي وأوثق يدي من الأمام ووضع بدل رباط العينين كيساً واسعاً شعرت نفسي أنه أفرج عني.. وضعت رأسي بين قدمي وغرقت في نوم عميق تمنيته من شهر، استيقظت بمنتصف الليل وكان الجو بارداً جداً ولم يكن أحد في ساحة الشبح ليلتها إلا أنا.. وكان هدوء المكان قاتلاً.. رفعت الكيس عن عيني ونظرت للمكان، تحسسته من حولي فلم أجد أحداً.. عدت أضع رأسي على العامود الذي اعتدت أن أضع رأسي عليه. جالت في نفسي خواطر وقادني خيالي إلى بيتي وكأني أخرج من السجن وأدخل البيت، لاقتني زوجتي بالبكاء من شدة الفرح والتف صغاري من حولي وقالت لي الحمد لله الذي أخرجك ، كنت أخشى أن ألد وأنت بالأسر وابني كان يرقص من شدة الفرح وأمي لم تستطع أن تنزل درجات البيت من شدة الفرح.. والتم الإخوة والأخوات يتحسسون جسدي الذي أصبح هزيلاً وعيوني التي غارت في وجهي نتيجة الحرمان من النوم، كنت أضحك وأبتسم وأبكي على بكاء الأهل ،تعدى الأمر ذلك فتخيلت نفسي أعود أستقبل الأقارب والأصدقاء والكل يهنئ بالسلامة وتعدى الأمر ذلك بأن عدت إلى وزارتي مكان عملي ووجدت الكل باستقبالي وحالة من الفرح والسرور هزت جسدي لأجد نفسي أسحب نفساً عميقاً أملأ به صدري وأحرك رأسي يمنة ويسرة قبل أن أخرج النفس من جسدي، وصبّرت نفسي بالأماني والتخيلات وقلت سأصبر وسأجعل من الشيخ جمال النتشة قدوتي وسأحمي تنظيمي، حركت جسدي ببعض التمارين وبدأت أقول "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين" قبل أن أغط بنوم عميق تحولت خلاله الأمنيات والخيالات إلى أحلام بددها صوت بربيش أبو فتحي " الذي كان قد أسماه أبو سمرة" استيقظت مرعوباً وإذا به يقول لي بصوت بشع ورائحة الدخان تتطاير من فمه: شو مفكر حالك يوسف نازل اتقول زي ما كان يقول وهو في بطن الحوت.. ولك هون بطن المخابرات وبين إيدي أبو سمرة، وأعاد ضربي ببربيشه. لم أنطق بكلمة واحدة، أعاد كلامه وقال: شو وين وصلت اليوم على بيتك؟ نمت عند أهلك؟ وبدأ يتحدث بكلام قبيح: مع بربيش أبو لهب ما في نوم الآن خلص الهرج والحكي الفاضي وبدك اتخلص، كل قادتكم تحت صوت أبو سمرة قالوا كل ما لديهم، وبدأ يذكر أسماء قادة كبار لحماس اعتقلوا عام 96 -99 ولم يذكر اسم الشيخ محمد جمال النتشة ولا جمال منصور، فقلت له كل من ذكرت استشهدوا وتم اغتيالهم، هل حققت معهم؟ قال طبعاً، وبدأ يكيل لهم التهم ويكذب على الشهداء أن فلان توسل له وآخر طلب إحضار زوجته عنده وقت الاعتقال لينام معها وأسماء عرفناها في ميادين الجهاد والدعوة ونعلم علم اليقين أنهم أسود في ساحات الجهاد، خرجت عن صمتي وقلت للَّعين أبو فتحي بعد أن أعاد ضربي ببربيش الكهرباء: أنت تتمادى على القادة الشهداء وأنت لم تتعلم من الماضي، والله إن الحق ليس عليك لقد عفت عنك حماس في السابق بعد أن عذبت رجالاتها وقادتها وها أنت عدت إلى ظلمك السابق. ضحك بشكل كبير وقال: والله لا أحسب لكم حساباً وأعاد مقولة نحن الطلقاء وأنتم من تعودتم أن تضربوا ع قفاكم! نظرت إليه بنظرة أقسم بالله العظيم أنه تراجع للخلف من شدة حدتها، تراجع اللعين وذهب عني بعد أن حضر أحد العسكر ليعيد شبحي على الباب بذات الطريقة، وكان الغضب في صدري يتصاعد من النقاش الذي دار بيننا وأقسمت ألا أتحدث بكلمة وأن أجعل من نفسي مثلاً وأن أسير على درب المنصور جمال والنتشة جمال وهذا ما كان. وبقيت أمنيات وأحلام وتخيلات كرسي الشبح تداعب خيالي وتصبر جسدي وصورة اللعين أبو فتحي تدعوني للصبر والتحدي، وصراخ زوجتي من ألم المخاض يطاردني لا يخفف هذا التوتر إلا ذكر الله وترديدي لقوله جل في علاه (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) فتذهب الأفكار والوساوس ويبقى صوت أبو فتحي ينعق ويصيح اعلُ هبل اعلُ هبل..! البربيش = الخرطوم <H5 style="DISPLAY: none"> </H5> يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
أسامة الكباريتي بتاريخ: 26 ديسمبر 2009 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 26 ديسمبر 2009 (معدل) دم السَمَّان وشباب قلقيلية في سجن بيتونيا وشواهد قبر شاهدة على غدر اللئام [ 25/12/2009 - 08:30 ص ] جمال عبد الله أيام طويلة لم اعرف خلالها النوم ولا الراحة من شدة التعذيب الذي أصابني داخل مركز تحقيق بيتونيا عند الأمن الوقائي، الضرب والشتم والإهانة والحرمان من النوم كلها أمور بسيطة أمام ما كنا نتعرض له من حرب جسدية ونفسية. كان التعذيب بهدف تدمير النفسيات ، وأقول بكل صراحة لم يستطيعوا أن يأخذوا موقفا واحدا منا، كان كل هدفهم بعد نزع الاعتراف هو أن نشتم غزة وان نسب الزهار وهذا ما لم يتم بفضل الله. ما أريد أن أتحدث به عبر شهادتي للعصر من خلال سلسلة مقالاتي التي أوثق بها تجربة أسرى ومجاهدي حماس في سجون السلطة ان جند حماس رجال أشداء أقوياء ثبتوا ضمن أعتى هجمة مورست ضدهم. في ليلة من الليالي بعد أن فقدت قدرتي على تمييز الليل من النهار من شدة الإعياء حدث صوت وصراخ كبير داخل المقر العام للأمن الوقائي علمت من خلال خبرتي الطويلة أن ضيوفا قادمون ولكن الاستعدادات كانت كبيره جدا وكنت اسمع عبر الأجهزة اللاسلكية أصوات الجنود والعسكر يقولون (صقر 1 بلغ النسر 4 بقدوم 40 كلبا وقاتلا)..! نشاط من نوع غريب دب في جسدي لا اعرف سببه وبدأت استرق السمع، وكانت رسائل الصقور والنسور وهي الشيفرة السرية التي يتحدث بها القوم خوفا من معرفه اليهود بهم وهم الذين يعملون تحت ناظر اليهود، المهم بالأمر ما هي إلا دقائق وإذا بجنود يدخلون المكان وصوت الضرب والشتائم يملأ المكان ما الأمر ماذا حدث لا اعلم العسكر يشتمون الشباب واحدهم يصرخ والله راح نقتل أبناء حماس انتم من قتلتم (أبو الطيب) ، وشتائم من النوع الغليظ تنهال على محمد السمان، وكنت اعلم أن هناك مطاردا لحماس من فترة طويلة اسمه محمد السمان احضروا الشباب لساحة الشبح وبدأ تعليق الشباب مع الضرب والشتم وأنا وقتها كنت اجلس على كرسي من شدة التعب كان الصراخ وصدى الصوت يملأ جنبات المكان. علقوا خلفي احد الإخوة وكان يضرب بشكل كبير، عرفته من خلال صوته، كان زميلي بأحد سجون الاحتلال انه الصحفي(مصطفى صبري) عضو مجلس بلدي قلقيلية، رجل كبير له من الوقار والتقى ما له كان يضرب بشكل كبير! استفرغ مرتين من شدة الضرب وآخرين كثر كانوا يضربون منهم من اعرفهم ومنهم من يعرفهم الله وهو حسبهم، لم أكن قادرا على فهم ما يدور وكنت كل ما أريده معرفة ما حدث، ما استطعت فهمه أن ضابطا اسمه أبو الطيب قتل ، ومصير السمان محمد لم يكن معروفا لدي الأمر الذي زاد قلقي. بعد ساعات طويلة من الضرب والشبح والصراخ وجولات التحقيق أذن الفجر ونادى المنادي وقدم احد العسكر ليفك وثاقي وقال لي: ستدخل للصلاة وإياك أن تتحدث مع أي شخص جديد.. في حرب عنا.. وأنت قديم إياك أن تتدخل قلت له لن أتدخل ولكن ما هي القصة؟؟ قال لي بعد أن كال لمحمد السمان الشتائم: إن هذا الشخص قتل ضابطا في الأمن الوقائي. لم انطق بكلمه ولم أسال عن مصير السمان ودخلت زنزانتي وتوضأت للصلاة وصليت الفجر وجلست أستريح وأجهز نفسي لجولة جديدة وإذا بهم يدخلون علي اسير ممن جمعتني بهم سجون الاحتلال، يقولون له توضأ وصل وإياك أن تتحدث مع المسجون هنا بكلمة، دخل ومجرد أن ذهب العسكري قلت له: ماذا حدث فأنا من شهرين مقطوع عن العالم، قال لي: القصة أنهم قتلوا السمان ورفيقه وان حملة اعتقالات كبيرة طالت النساء والشيوخ، وان الوضع متوتر، لم اصدق ما اسمع، هل وصل الأمر لهذا الحد من الخسة؟ قتلوا المطاردين والمجاهدين؟ ما سمعته من الأخ الكل يعرفه ولن أتطرق له وسأتحدث عن أمرين من هو الذي قتل في هذه المعركة (أبو الطيب)، وحوار جرى بيني وبين أحد قادة الأمن الوقائي في سجن بيتونيا. حدثني شباب قلقيلية وهنا أريد أن أسجل شهادة للتاريخ إن ما رأيته من قوة وجلد وصبر وتحدٍ وإصرار وثبات من شباب الحماس في قلقيلية شيء كبير وعظيم يجعلنا نقف إجلالا وإكبارا لهؤلاء الرجال، فقد لاقوا الكثير وتحملوا الأذى الكبير وبقوا على العهد، كيف لا وشيخهم هو الأسير طلال الباز أبو المعتصم والشهيد عبد الرحمن حماد. قال لي شباب قلقيلية في ساحات الشبح في بيتونيا إن أبو الطيب المقتول من مدينة قلقيلية كان يبحث عن السمان في كل مكان وكان كل همه أن يصل إليه، وفي ذات الليالي تبع أبو الطيب السمان واستطاع السمان أن يأتيه من الخلف وان يضع مسدسه في رأسه، واخذ من ضابط الوقائي السلاح وقال له إياك أن تتبعني وان فعلتها سأخلص عليك، وتركه يذهب، كان ذلك قبل أكثر من عام من الحادثة التي استشهد بها السمان. جن جنون هذا الضابط الذي صودر سلاحه وفضح بين الضباط الذين كانوا يطلقون عليه النكت ويضحكون عليه، أراد أن يعتقل السمان فصادر السمان سلاحه، أصيب هذا الضابط بالإحباط وكان يبحث عن السمان في كل مكان. بعد محاصرة السمان استوحش هذا الضابط بإطلاق النار على السمان ورفيقه الأمر الذي أدى إلى مقتل هذا العلج على يد السمان من سلاح أبو الطيب، وانتقل السمان وأبو الطيب إلى رب العزة فعنده تجتمع الخصوم، جنازة السمان شاركت بها قلقيلية وكل القرى المحيطة وبيت العزاء كان يعج بآلاف المعزين. أما بيت الأجر الذي فتح في بيت أبي الطيب لم يأمه أحد وجيران القتيل لم يصلوا إليه، وحالة من الإحباط والخزي أصابت البيت ومن جلس في هذا البيت تمت مقاطعته من قبل الجميع، وهذه حقائق سجلتها قلقيلية، ها أنا أخرجها بقلم جمال عبد الله الذي اقسم أن يتحدث عن الحقائق ويوثق للتاريخ شهادات المظلومين. الحقيقة الثانية وانه في إحدى الليالي تم استدعائي إلى التحقيق وجلست مع احد قادة الجهاز وقال لي: هل رأيت جماعتك ماذا فعلوا؟ لقد قتلوا ضابطا من الوقائي، ها هو الزهار وهنية ينفذون وصاياهم، ألا تريد أن تخرج تستنكر الفعل والحدث؟ لا فرق بينكم، وكلام كثير وتهم أكثر وجهت لي، قلت له هل أنهيت كلامك ؟؟ هل أتحدث؟ قال لي تحدث ، قلت له هل نحكم العقول أم نتحدث برد الفعل؟؟ قال: العقل، قلت له: العقل يقول إن السمان مطارد من سنوات وإن أحداث غزة مر عليها أكثر من عامين وان السمان خلال هذه الفترة وبالرغم من انه يملك السلاح لم يتعرض لأي احد منكم، فماذا يعني كل هذا؟ أن السمان ومن خلفه حماس والقسام بالضفة لا تريد أن تتورط في هذه المعركة وان من حاصر البيت وأطلق الرصاص عليه أن يتحمل النتيجة، قال لي: ولماذا لم يسلم نفسه ؟؟ قلت له: لأنه يعلم أن الموت بالرصاص أسهل بكثير من التعذيب والاهانة التي من الممكن أن يلاقيها على أياديكم! استشاط غضباً ولم يعرف ما يقول وأمر بسحبي للشبح وكنت وقتها اشعر براحة كبيرة لأنني دافعت بكلمات قليلة عن السمان الذي شتم وأهين وهو ميت في مقرات الأجهزة الأمنية واليوم يدمر قبر الرجل من قبل ذات الفئة، فلك الله يا أخي السمان، واعلم أنها الحرب التي نقاد لها رغما عنا، لم تكن تريد المواجهة ولكنها فرضت فكنت الفارس المقدام. تم تعديل 26 ديسمبر 2009 بواسطة أسامة الكباريتي يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان