أسامة الكباريتي بتاريخ: 28 ديسمبر 2009 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 28 ديسمبر 2009 ملحمة غزة [ 27/12/2009 - 09:51 ص ] د. عبد الستار قاسم غزة عنوان ملحمة تاريخية عظيمة مفعمة بالمجد والعز والإباء، تسطرها إرادة الميامين الشجعان الذين لا تلين لهم قناة، والذين عاهدوا الله واشتروا آخرتهم بدنياهم. وهي ملحمة الأمهات الثكلى والأطفال الذين يتألمون ويرجون من الله ما لا يرجوه أباطرة الحصار وخدامهم من العربان. هذه ملحمة تاريخية طويلة بدأت فصولها مع فوز حركة حماس بالانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006، وما زالت تتعمق في تاريخيتها لتكون من أساطير التاريخ الواقعية الشاهدة على الذين لا يعرفو الله، ولا يقدرون الإنسان. ولا أشك بأن الروائيين والمخرجين السينمائيين والتلفزيونيين سيجدون فيها ما يؤرخون له للحضارة الإنسانية. لا أعرف في التاريخ قوما اجتمعت عليهم أقوام المشرق والمغرب، من بلدان العرب والعجم، من أهل الإسلام وغير الإسلام مثلما تجتمع الآن على غزة وأهل غزة. لقد حصل حصار في التاريخ ضد أقوام مثلما حصل ضد العراق في الآونة الأخيرة وضد كوريا الشمالية، ومثلما حصل ضد بني هاشم في مكة مع بداية الدعوة الإسلامية، لكن مثل هذا الحصار، في مجاله ومداه وأعداد المشاركين فيه، لم يحصل. وليت مؤرخا يعرف غير ذلك أن يطلعنا على علمه. هذا حصارتشارك فيه إسرائيل وفلسطينيون، ودول غربية عديدة من الولايات المتحدة حتى جبال الأورال، وروسيا وأواسط آسيا ودول أفريقية ولاتينية وشرق آسيوية كثيرة ودول عربية كثيرة مثل مصروالأردن والإمارات والسعودية والبحرين والمغرب وتونس. ومن لا يشارك في الحصار لا يهب للنجدة. فقط دول قليلة تحاول مساعدة غزة من خلال التهريب وعلى رأسها الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسوريا والسودان، وهناك دول أخرى تعمل على تقديم عون مادي ومعنوي وسياسي علني مثل تركيا وقطر وماليزيا وفنزويلا، إنما هناك جماهير غفيرة في مشارق الأرض ومغاربها تقف مع غزة، وجمعيات حقوق إنسان كثيرة، ومنظمات وأحزاب عديدة على رأسها حزب الله وجورج غالاوي. أغلب دول الأرض تشارك في حصار غزة جوا وبرا وبحرا. إسرائيل تتكفل بالخطوط الشرقية والشمالية للقطاع وتضرب حصارا مشددا إلا من بعض المواد المتفق عليها من قبل المحاصِرين، ومصر تتكفل بالخط الفاصل بين القطاع وسيناء بإشراف إسرائيلي وأمريكي، هذا فضلا عن الطيران الإسرائيلي الذي يراقب أجواء غزة باستمرار ويتجسس على كل ما يتحرك فيها. توفر الدول الغربية مثل أمريكا وبريطانيا وفرنسا بالتعاون مع مصر وإسرائيل قطعا بحرية كثيرة تجوب البحرين الأبيض المتوسط والأحمر للتأكد من أن سفنا تحمل معونات لغزة لا تتحرك، أو لا تصل إن تحركت. هذا ناهيك عن الأقمار الصناعية التي لا تغادر أجواء غزة، ومن المحتمل أن هؤلاء المجرمين قد وظفوا من الأقمار الصناعية لمراقبة القطاع أكثر مما يوظفون لدراسة المناخ. إنهم يعملون بجنون ضد غزة، أو أن أعمالهم تؤكد مدى الهستيريا التي تسيطر تنتابهم. وهذا الجدار الذي تبنيه أمريكا على طول خطوط غزة مع سيناء بأيدي أنذال العرب ما هو إلا الدليل الصارخ على هذه الهستيريا. هل غزة خطرة إلى هذا الحد؟ نعم. بغض النظر عن الاتفاق مع ما تطرحه حماس أو عدمه، هناك خطر كبير تمثله غزة على إسرائيل والأنظمة العربية والهيمنة الأمريكية على المنطقة. بالنسبة لإسرائيل، استطاعت حماس أن تقيم رأس جسر، أو نقطة ارتكاز فلسطينية في غزة، وأكدت عليها كحقيقة واقعة بعد حرب الفرقان أو حرب الكوانين. لأول مرة بعد حرب عام 1948، تنتقل المعركة من خارج فلسطين إلى داخل فلسطين، وبالنسبة لإسرائيل هذا تطور خطير جدا لأن الفلسطينيين يحاربون الآن من على أرضهم، ولم يعودوا تحت رحمة أنظمة عربية في مواجهتهم للعدو. وما دام رأس الجسر قد تشكل فإنه مرشح لاكتساب القوة مما يشكل خطرا استراتيجيا على إسرائيل. شنت إسرائيل حرب الكوانين على أمل تدمير هذا الرأس وتغيير الأوضاع السياسية في غزة لكنها فشلت. وبالنسبة للأنظمة العربية، أي انتصار لأي مقاومة عربية أو دولة عربية "شاذة" يشكل هزيمة لهذه الأنظمة، وينذر بتغييرها. هذه الأنظمة تقوم على الهزيمة، ولا تستمتع إلا بالضعف، ولا يحصل القائمون عليها على النعم الأمريكية من أموال وغيرها إلا إذا اصطفوا دفاعا عن إسرئيل والمصالح الأمريكية في المنطقة. وظيفة هؤلاء الحكام هي إبقاء الأمة العربية جاهزة لبغاة العالم. ولهذا شن هؤلاء العرب حملة شعواء على انتصار حزب الله، وعلى صمود حماس. إنهم يكرهون النصر ويعشقون النعال فوق رقابهم. أما أمريكا وحلفاؤها فيرون في استقرار المنطقة هدفا من الضروري المحافظة عليه إذا أرادوا المحافظة على مصالحهم، ويجب ملاحقة كل قوى التغيير في المنطقة. ولهذا لا مفر من تشديد الحصار على غزة، أيضا على حزب الله والمقاومة العراقية والأفغانية واليمنية، الخ. يتسلى بعض الفلسطينيين في الضفة الغربية في ذرف الدموع على أهل قطاع غزة لأنهم لا يجدون ما يأكلون، ولا ما يشربون، وذلك للتدليل على أن الضفة الغربية منغنغة مبغددة ولا تنقصها المواد الاستهلاكية ولا الأموال، ولسان حالهم يقول: اخضعوا لإرادة إسرائيل وأهل الغرب، وسيروا في طريق المفاوضات الفاشل والعقيم ونسقوا أمنيا مع إسرائيل وسترتاحون من الهموم. هؤلاء يؤكدون على أن الضفة الغربية هي التي تعيش المأساة الحقيقية لأنها تبادل الحقوق الوطنية بحفنة من الأموال. صحيح أن البضائع متوفرة في الضفة الغربية، وهناك الكثير من الأموال، لكن هناك أيضا الكثير من الخزي والعار والإذلال. الأمم الحية هي التي تصون أوطانها وأعراضها وحقوقها ولو على حساب راحتها اليومية، أما أولئك الذين يؤثرون رغد العيش على كبريائهم وكرامتهم فلا موطن لهم غير الحفر. نحن في فلسطين لا نستطع أن نحيا بحرية وبأموال الغرب في آن واحد، فإما هذه وإما تلك، ومن اختار الأموال لا يحق له أن يطعن الباحثين عن الحرية. هناك مآخذ على أداء حماس في غزة أهمها عدم إشراك الفصائل والقوى الأخرى في إدارة القطاع، لكن البديل للإصلاح ليس تأييد العدو. يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
أسامة الكباريتي بتاريخ: 28 ديسمبر 2009 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 28 ديسمبر 2009 مراجعة نقدية لمعركة العزة: قراءة من مدخل الفعل [ 21/12/2009 - 08:31 ص ] د. أحمد محمد المزعنن أولاً: تذكير بمذبحة الكانونيْن ونحن نقترب من ذكرى آخر مذبحة ارتكبت في حق الشعب الفلسطيني في غزة في الفترة الممتدة من 27 كانون أول(ديسمبر) 2008م وحتى 21كانون ثاني (يناير) 2009م ،تبقى هناك حقيقة مرة ضاغطة تلح على العقول والضمائر الباحثة عن الحقيقة،وهي كيف أن ثمن عملية بيع فلسطين لليهود واحتلالها كان مصحوبًا بالتضحية بآلاف الضحايا من أصحاب الأرض،وممن ناصرهم من أبناء الوطن العربي والأمة الإسلامية،ومن الشعوب المحبة للسلام،المؤيدة للحرية والانعتاق،دون أن يكلف ذلك اليهود إلا القليل القليل،بل نكاد نجزم أن هذه العلمية كانت أرخص صفقة في التاريخ الإنساني،والسبب الرئيس في تقديرنا هو أن القسم الأكبر من الذين باعوا فلسطين لم يكونوا من أهلها،وحتى في المرحلة الأخيرة من بيعها فإن الذين تسللوا ذات ليلة من عام 1991م من مؤتمر مدريد للسلام،ويمموا شطر أوسلو حيث أبرموا اتفاقية الذل والاستسلام مع اليهود لم يكونوا من أصحاب الأرض في غالبيتهم،وهان عليهم بيعها انتظارًا لأوهام السلام،وبهذا انتظمت جبهة الغزاة الأغراب لفسطين،وتطابقت كتائب سلطة أوسلو بطريقة احتيالية مع عصابات اليهود الخزر الغزاة،وظل هذا النهج يتصاعد ويتبلور ويفتضح أمره حتى تمايزت المواقف نهائيًا في 14يونيو وإلى هذه الساعة. ونحن نقترب من هذه الذكرى السنوية الأولى لمذبحة الكانونيْن جدير بنا أن نقوم بمراجعة نقدية لأبعاد الواقع الحالي،بهدف الخروج من مأزق ما بات يعرف في الساحة الفلسطينية بحالة الانقسام وحل المصالحة،وهما توصيف مزدوج يدّعي الجميع أنه المفتاح السحري للولوج به إلى بوابة الوطن الجميل،الذي ترتفع الأسوار يومًا بعد يوم في وجه كل من يحمل له مجرد ذكرى؛لتحول دون مجرد تصوره،إذ إن اليهود في كل ساعة يغيرون معالم الواقع في سباق مع الزمن،حتى يأتي اليوم الذي لا يستطيع فيه أي فلسطيني طرد من بيته أن يتعرف على الحي أو الشارع أو الحارة أو حتى موقع ذلك البيت،نتيجة لما يُعرف في قوانين تداعي المعاني بزوال الملابسات المتعلقة بالخبرة لحظة اكتسابها. ونقدم في هذه المراجعة رصدًا للوقائع على أرض الواقع نحاول من خلاله التوصل إلى العبر والدلالات التي قد تفيد في فهم هذا الواقع؛بغية التحكم في متغيراته،وأول ما يتطلبه هذا التحكم هو الفهم الواعي لطبيعة تلك المتغيرات وأحجامها ومساراتها وعلاقاتها البينية والخارجية ،وأوضاعها ومستوياتها،واستحضار تفاصيل الصورة التي أسهم كل طرف فيها من منطلق مدخل الفعل. ثانيًا: مكوِّن انحرافي يزداد صلابة وتعنتًا في حلقتين سابقتين من المراجعة النقدية اللتين نشرتا بعنوان (دراسة في السيكوبوليتيك Psycho Politic ،(ودراسة في السيكوسوسيال Psycho Social )اللتين قمنا بهما بُعيْد انتهاء العدوان مباشرة أمكن تمييز مُكَوِّن انحرافي إجرامي Criminal Deviation Component جمع أطرافًا عديدة بمن فيهم قسم من الفلسطينيين(من الشعب والسلطة في الأرض المحتلة وخارجها)وبعض مكونات الأنظمة العربية الرسمية،وبالطبع فإنه من باب الأوْلى فقد جمع هذا المُكوِّن الانحرافي الغزاة الصليبيين الأمريكان والأوروبيين،وتبنى التوصيف اليهودي للموقف،والتوافق التام بين أطرافه في تحليل العوامل والمتغيرات الفاعلة والمؤثرة فيه،وصعَّد الأحداث بكل وسائل الكيد المكشوف،حتى أصبح من قبيل الضرورة التسليم بما قام به اليهود المجرمون المحتلون من جرائم ضد الإنسانية،جعلتهم يقعون تحت طائلة المسؤولية الجنائية Criminal Responsibility ،(تقرير القاضي جولدستون،والحكم القضائي بالقبض على ستيفي ليفني رئيسة وزراء اليهود وقت العدوان الإجرامي اليهودي على قطاع غزة)، وهو وضع يحدث لأول مرة نتيجة للتقدم الكبير في تقنية المعلومات،وتزايد الوعي بضرورة التوثيق المعلوماتي للأحداث،وزيادة أعداد البشر من كل الجنسيات والأعراق الذين يتجهون بشكل فطري إلى مناصرة الحق،وكراهية الظلم،فيدفعهم ذلك إلى إدانة أي طرف يصدر منه العدوان من منطلق القانون الإنساني. من الملامح العامة الرئيسة التي تمايزت طوال العام الفائت (2009م)ازدياد القناعة لدى هذا المكون الانحرافي بالإمعان في حصار قطاع غزة،والتفنن في ابتكار العقوبات والحواجز والقيود وتنفيذها بلا رحمة أو مجرد إحساس إنساني،ولا داعي للتذكير بمنهج ديني أو فكري أو ثقافي،فقد تحجر هذا المكون الانحرافي مستشعرًا القوة والكثرة في مقابل وقد استطاع هذا المكون الانحرافي الإجرامي تكريس الواقع،وتثبيته أطول مدة ممكنة لإعطاء محمود عباس فسحة لتدبير أمره،وتجاوز تأثير الإحباط الذي سببته له المقاومة الوطنية في 14يونيو 2006م بضربة غزة التي أطلق عليه هو وزمرته (الانقلاب). إن قوة هذا المكون الانحرافي تكمن في أنه تجمع انحرافي من أجهزة تمثل دولاً تتمتع بالثقل والوزن التاريخي والجغرافي والدستوري من منطلق القانون الدستوري والدولي العام،وتأتي قوته أيضًا من قدرته على الحشد والتحرك وتحكمه في منابر الخطاب الرسمي عبر القنوات الدبلوماسية،ولا يمكن قياس قوة هذا الثقل الرسمي بثقل حركات مقاومة،أو جماعات رفض وتأييد شعبي ومنظمات مدنية أو منظمات حقوق إنسان إلا من منطلق السنن الإلهية والنواميس التي تقررأن:الحق ينتصر في النهاية،وأنه لا يمكن أن يضيع تأثير الفعل الجهادي الصادق في وجه الباطل مهما تكاثر أهل الباطل،وازداد عددهم وعدتهم،وفي التجارب التاريخية شواهد واقعية على فعل تلك السنن التي لا تخطىء أبدًا. ثالثًا:مكونات الموقف من مدخل الفعل 1ـ سلطة أوسلو ورئيسها نبدأ بآخر جزئية من الصورة العامة للموقف النضالي،وهو انعقاد ما يطلقون عليه المجلس المركزي برام الله وتمديده للمجلس التشريعي ولعباس،ثم سيل من الأكاذيب والافتراءات التي وردت على لسان محمود عباس،في المقابلة التلفزيونية التي أجراها معه المذيع المصري(عمرو أديب) صاحب برنامج القاهرة اليوم في قناة أوربت مساء الأربعاء ـ ليلة الخميس 17كانون أول (ديسمبر) 2009م،وملخصها:أن محمود رضا عباس مصرٌ على عدم الترشح لرئاسة جهاز سلطة أوسلو من جديد،وأنه سيترك ما يسميه الرئاسة نهائيًا عند إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية،وفتح المذيع المذكور لمحمود عباس المجال لكي يكرر فلسفته الانهزامية فيما يتعلق بالمقاومة،وما أسماه الأمن والتنمية،وموقفه من حماس وسلطتها الظلامية،والتقدير الموضوعي لتلك المقابلة تكشف عن مأزق الرئيس منتهي الصلاحية،الذي نتج عن فشله في تحقيق أي شيء للشعب،بسبب تصلب نتنياهو وتجاهل أمريكا له،وتنصل أوباما وإدارته من وعودها الجوفاء له ولغيره من الحلفاء العرب،وكل ما ورد في المقابلة غير ذلك هو من قبيل الادعاء والعنترية وتصنع التميز والبريق الشخصي،والبهرجة الكلامية،والتلاعب باللفاظ في حيلة مكشوفة من تبني بطولات لا علاقة له بها من قريب أو بعيد من مدخل الفعل النضالي الوطني،فهو يعلن في كل مناسبة أنه لا يؤمن بالمقاومة ولا بالكفاح المسلح،ثم ينسب إلى نفسه المجاد التي صنعها أبطال المقاومة ،ويدعي أنه من مدرسة محمد عبد الرؤوف القدوة الملقب (بياسر عرفات)،فهذا في الظاهر على الأقل بنى اسمه على اعتبار أنه من مؤسسي منظمة فتح،ومن قيادات الفدائيين،ثم قيادة منظمة التحرير منذ تواجد الفدائيين في عمَّان (1967م ـ 1970م)حتى توقيع اتفاقية أوسلو 1993م ،عندما ألقى البندقية جانبًا،ورفع غصن الزيتون. وفيما يتعلق بسلطة أوسلو وفريقها من الجواسيس السماسرة فلا يمكن تجاهل الحرب التي تشنها على أحرار الأهل في الضفة بتنسيق كامل مع اليهود المجرمين،مع التركيز على قيادات أعضاء وأنصار حماس بها. ولا نعير وزنًا من الناحية الوطنية لكل الألاعيب التي قام بها محمود عباس طوال عام كامل،وخاصة الضجة التي أثيرت حول إعادة ترقيع منظمة فتح لتصبح متكأً له ولزمرته،ولا التخريب الذي أحدثه في منظمة التحرير الفلسطينية عندما ألغى التزامه باتفاقية إعادة تشكيل المنظمة على أسس وطنية،حسب ما توصلت إليه الفصائل في اتفاقية القاهرة 2005م،وتزويره للمجلس الوطني على الرغم من أنه رئيس ل 20% من الشعب الفلسطيني بالداخل،وقد انتهت ولايته ،فهو فاقد الشرعية الوطنية والدستورية،وتجاوزه لجميع الأنظمة والأعراف الوطنية الفلسطينية،لأنها لا تمثل وزنًا من أي نوع تحت سطوة الاحتلال،وجرائمه المتواصلة في القسم الشرقي من الوطن المحتل. وكلمة أخيرة خاصة بسلطة أوسلو المشؤومة:إنه لو كانت هذه السلطة تتمتع بدرجة دنيا من الشرعية،لجوزنا لها ما تقتضيه النظرية البنائية الوظيفية في بناء الجماعات والنظم الإنسانية الدستورية،من أن أي سلطة تواجه حالة من التوتر والضغوط أو التحدي فإنها تقوم بإجراءات نظمية تسد بها الخلل في الجانب الذي يهدد الأبنية الاجتماعية،ويعمل على تقوية جدر الأبنية الاجتماعية والرسمية،وتزيد من درجة التماسك الذي يظهر في التأكيد على الوظائف والأدوار. أما وإن سلطة أوسلو المشؤومة مجموعة من الجواسيس والسماسرة والمنتفعين وتجار الأوطان والحقوق،ومن الانهزاميين الذي تكيفوا مع المهانة والذل الذي يسوقون شعبهم إليه باسم المفاوضات والسلام الخادع،فلا يوجد أمامهم إلا خيار واحد وهو المضي بكل صرامة في العمالة وأدوار الجاسوسية المكشوفة التي لم تعد تثير استنكارًا،بل ويتهافت الكثيرون للانخراط فيها. 2ـ حواجز فولاذية وقلوب متحجرة قال الله تعالى (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ.) (البقرة74) الخطاب في هذه الآية القرآنية الكريمة من سورة البقرة موجه لجماعة المخاطبين (قلوبكم)وهم اليهود ومن هاودهم،وتطابقت أفعاله معهم،واختتمت الخطاب بجملة (تعملون)،صيغة الفعل المضارع الذي يفيد وجوديًا صيغة المضارعة أو (الحاضر أو الحالية) وينسحب زمنيًا على المستقبل،إلى أن يرث الأرض ومن عليها،فجملة تعملون تعبر بالضرورة علة أفعال المكون الانحرافي الي اصطف فيه الكثير من العرب والمسلمين (حكَّامًا ومحكومين) مع اليهود في سحق إرادة المقاومة في الشعب الفلسطيني والأحرار العرب والمسلمين والأجانب الذين يؤيدونه. (قسوة القلوب وتحجرها) تمثل العامل الرئيس الذي وحد مواقف عناصر هذا المكون الانحرافيبعد صمود حماس وحلفائها في معركة العزة،حيث تقف المناهج العلمية عاجزة عن تفسير ما تقوم به عناصر المكون الانحرافي المتصلب في مواجهة الحكومة الشرعية،التي تدير بها حماس قطاع غزة،وتدبر أمور أكثر من مليون ونصف فلسطيني،فقد تطابقت مواقف العرب (وخاصة الإدارة المصرية)تمامًا مع موقف العدو اليهودي وسلطة العملاء في رام الله،ومن المستحيل ولا يمكن تفسير ذلك إلا في ضوء المنهج القرآني النفسي والوجودي،فليس من الضروري أن يكون من يقسو على سكان غزة يهوديًا بالوراثة أو عن طريق الأم،بل يكفي أن يتطابق الفعل الفردي والجمعي،الأهلي والرسمي مع ما لدى اليهود في موقف ما حتى يوصف الفرد أو الجماعة بأنه/أو أنهم يهودي أو يهود،وقد ترسخ ذلك في الثقافة الشعبية العربية لدى الشعوب التي تعاملت مع هذا الصنف البشري الحاقد بقولهم بكل عفوية:"فلان يهودي،أو فلان مثل اليهود" في تفسير بعض الأفعال الصادرة عنه من منطلق الحقد والقسوة غير المبررة أو الإفراط في اللؤم والكيد والابتزاز،ليس ذلك من منطلق ديني أو إنساني،إذ إن الإسلام في قمة إدارته للحياة الفردية والاجتماعية نعم اليهود بأنعم حياة. إن الحواجز التي يقيمها هذا المكون الانحرافي بكل مكوناته ليست فوق الأرض أو تحت الأرض،بل هي في القلوب القاسية المتحجرة،وفي العمى الفكرى،وفي الاندفاع في تنفيذ تعليمات اليهود،وتبنى السياسات الأمريكية المسخرة لليهود(وليس المنحازة إليهم فقط). الحاجز الفولاذي الذي تقيمه مصر لخنق الشعب الفلسطيني في غزة،ودفعه إلى التوقيع على ما أطلقوا عليه وثيقة المصالحة المذلة والمهينة التي تعيد سلطة أوسلو العميلة إلى غزة لتصفية ما تبقى من القضية الوطنية،ولتنصب المحاكم للأحرار بذريعة الانقلاب،وليقوم محمود عباس و(مسوخ) ما يطلقون عليه الأجهزة الأمنية بما عجز اليهود عن القيام به لسنوات طويلة،ولتنفيذ الخطط الأمريكية النهائية في تصفية القضية وفقًا لخطة جورج ميتشيل التي يقوم ببنائها في تكتم شديد،ولكنه يظهر بين الفينة والفينة ليعلن أنه ماضٍ في حبك مؤامرته متوجًا بذلك خطًا يكمل بعضه بعضًا أسهم فيه سلسلة من الرجال ذوي الأصول العربية لكسر جدر الحماية العربية في وجه الغزو الصهيوني. إن أكبر دليل على التنسيق بين سلطة أوسلو والموقف الرسمي المصري مسارعة محمود عباس ،ورموز السلطة إلى تأييد ما تقوم به السلطاتن المصرية دون أدنى مراجعة للنتائج المأساوية التي ستترتب على هذه الخطوة،التي لا علاقة لها بالأمن القومي المصري،وأين الأمن القومي المصري أصلاً في سيناء وهي خالية من القوات المصرية بموجب اتفاقية كامب ديفيد؟ 3 ـ سلطة حماس في غزة مع التسليم بأن هناك تجاوزات وتعديات وتطاول من حماس على الكثير من قواعد الحكم الراشد، فإنه أيًا كانت الأقاويل والتفسيرات والتعليقات والإشاعات ولاصفات التي يطلقها منتقدوها وخصومها في حركة فتح وغيرها أو من أي جهة صدرت تلك الأساليب التقييمية لتجربة حماس،ومن منطلق أي منهج تصدر،فإنها حركة صامدة راسخة الأقدام،ثابتة الجذور في ثقافة غالبية الشعب الفلسطيني،ومما يثير الإعجاب والتقدير الصمود البطولي في تجاوز جميع الضغوط،والتغلب على كل العقبات التي وضعها خصومها في وجهها،على الرغم من النفاق الصريح في كلام محمود عباس وزمرته أمام أجهزة الإعلام من الاعتراف بحماس كمكون أصلي من مكونات الشعب الفلسطيني،وقد خففوا كثيرًا من غلواء التجريح والنقد الشخصي لقادتها ورموزها،وفي الخطاب الحزبي الفتحاوي كإجراء تكتيكي؛بهدف الخداع،واقتناص فرصة للإيقاع بحماس،وإدخالها قفص التسوية المذلة،بعد أن أصبحت سرابًا. بعض ما أنجزته حماس في السنة الماضية كان استمرارًا للصمود من منطلق المقاومة: أ. التموضع في المحيط،والتوسع النشط في تجنيد النصار في الداخل والخارج،وفتح قنوات اتصال مع العالم مستفيدة من التقدم الكبير في وسائل الاتصال على مستوى العالم. ب. اكتشاف وممارسة فعالية المزاوجة بين إستاتيكية الموقف وديناميكية الفعل المؤثر في ظل تفوق الخصم العددي والإمكانات المادية. ج. توحيد الموقف الجهادي المقاوم لمعظم جبهات المقاومة،وتحقيق المزيد من التماسك الداخلي،وإسكات الصوات المتخاذلة. د. فضح إصرار المنتسبين إلى ما تبقى من منظمة فتح على الاستمرار في الخط التنازلي والتبعية لقيادات صفقة بيع الوطن في رام . ه. تفريغ مضمون دعايات الخصم عن طريق الصدق في القول والفعل،والانخفاض بمستوى التطلعات المادية،والارتفاع بسقف الأهداف الوطنية والمعنوية ،في ظل موقف عام يجدد في أساليب الاستفزاز وانهيار سقف المطالب الوطنية،ويندفع في تكريس الانقسام بالإصرار على الأنشطة الهدامة للكيان الوطني في كل مواقعه. و. عشرون ألف حافظ وحافظة لكتاب الله. ز. المزيد من عوامل الحشد والصمود. ح. الوعي المتزايد لثقل المسؤولية الملقاة على عاتقها في هذه المرحلة الخطرة. ط. التنبه للفخ المنصوب لحماس وحلفائها فيما بات يعرف بوثيقة المصالحة،وأنها استسلام لخطط سلطة أوسلو التي وجدت في مصر وبعض الأنظمة المتخاذلة جدار حماية تتخفى وراءه لتصفية قضية الشعب الفلسطيني بما يتفق مع أهداف العدو الصهيوني المحتل. 4 ـ افتعال الأزمة في قيادة الإخوان المسلمين ليس سرًا أن جماعة الإخوان المسلمين ممثلة في قيادة التنظيم العالمي أو القيادات في القطر المصري أو في الوطن العربي والإسلامي هي الداعمة الحقيقية للحكم في غزة،وليس ذلك عيبًا،بل هو فخر وعز،وتعبير حقيقي وعبقري على حيوية الإسلام،وقدرة قياداته على التكيف للظروف الماغيرة ودفع الفرية المنتسبة إلى المسلمين بأنهم ليسوا أهل سياسة. لكن المتغير الجديد في قيادة جماعة الإخوان المسلمين هو ظهور ما يشبه الأزمة في مستوى القيادة،والتي حاول بعض أهل الأهواء المتربصين بهذه الجماعة الطعن فيها،عن طريق تصعيد الخلافات بين عناصر محددة في مكتب الإرشاد،وتسخير الإعلام للطعن في الكثير من جوانب رسالة الجماعة،وبالطبع فإن أي طعن في مستوى القيادة سينتج عنه خلخلة في صمود الأنموذج المعاصر للحكم الإسلامي الراشد في فلسطين،والذي تمثله حماس في غزة،وقمعت جناحه الآخر سلطة أوسلو في الضفة،ولن يكون من قبيل الصدف أن تندفع الإدارة المصرية في الإمعان في حصار وخنق حماس في غزة في نفس الوقت الذي اختلقت فيه أجهزة الإعلام الرسمية المصرية أزمة مكتب الإرشاد بعد رفض حماس التوقيع على الوثيقة المصرية التي غيرت بعض مكوناتها لتتناسب مع تكريس احتضان مصر لخط سلطة أوسلو ورئيسه الذي انتهت شرعية منصبه. رابعًا: سنن صارمة في ربط السبب بالنتيجة في التاريخ الإنساني شواهد على انتصار حركات المقاومة الوطنية مهما كانت منطلقاتها الأيديولوجية،ومهما صورها أعداؤها بأنها حركات مستضعفة من السهل سحقها والقضاء عليها،وقام هؤلاء الأعداء بأكثر ما قامت به سلطة أوسلو مدعومة من مكونات المكون الانحرافي العربي والدولي في تشويه حركة حماس وحلفائها،والزراية بمنهج مقاومة الغزاة والمحتلين والطغاة والحكام الاستبداديين،وفي النهاية فإن المجاهدين المقاومين الصابرين الصامدين هم المنتصرون،ويأتي نصرهم سريعًا بمقدار الصبر والصمود والصدق في القول والعمل،والتجرد والوفاء للقضايا التي يناضلون من أجلها،ويكون الخزي والاندحار في النهاية للانتهازيين والجواسيس وأعوان المحتل الغازي مهما طال ليل الماعاناة،ويبوء بالخسران كل مفرط في حق وطنه،منحاز إلى أعداء شعبه،تلك سنة لا تخطىء أبدًا،وقانون يتكرر صدق تأثره،وعمومية دلالته في الفعل الإنساني الفردي والجمعي،المدني والعسكري،حال السلم والحرب. والله أعلى وأعلم، وصلى الله على محمد، وعلى آله وصحبه وسلم. يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان