أسامة الكباريتي بتاريخ: 3 يناير 2010 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 3 يناير 2010 مذكّرات مقاوم سلسلة في حلقات تنقل الكاتبة من خلالها نبض المرابطين على التخوم .. أسود الوغى من اصحاب الأيدي المتوضئة .. الذين واجهوا بقلوب مؤمنة .. وأقدام ثابتة .. مقبلين غير مدبرين .. صائمين وألسنتهم تلهج بالدعاء إلى الله .. ان ينيلهم إحدى الحسنيين .. النصر أو الشهادة .. واجهوا اعتى عدوان همجي شهدته البشرية .. حين حصدنا 11 جندي في "تكتيك طارئ"!! كتبتها: إيمان عامر يـَا الله، عامٌ مضى كلمح البصر..ولكني لا زلت أذكر بقوة ذلك اليوم المشئوم أول أيام الحرب الصهيونية على غزة، بينما كنت وزوجتي في زيارة إلى بيت أهلها الذين يقطنون في منطقة بعيدة عن منزلنا..عقارب الساعة كانت تشير إلى الحادية عشرة والنصف حينما فاجأتنا الطائرات الصهيونية القطاع بقصف جوي وغارات مهولة استهدفت المقرّات الأمنية بداية، ومن ثم كل ما هو موجود، وما هي إلا لحظات حتى هاتفني مسئول الكتيبة التي نعمل تحت لوائها في منطقة الزيتون وأخبرني بأننا في حالة طوارئ 24 ساعة، وعلينا تغطية مواقع الرباط خصوصاً المتقدمة، فتركت زوجتي وذهبت إلى منطقتي "الزيتون"، وحتى اللحظة ظننا أن القطاع سيشهد اجتياحاً جزئياً، ولم نكن نتوقع بأنها حرب ضروس ستسمر طوال تلك المدة، واستمر القصف العنيف المشحون بالأحقاد والضغائن، حتى بدأ الاجتياح البري وضُربت المواقع التي كان من المفترض أن نغطّيها، ولم يكن هناك إمكانية للانسحاب. القصف الجنوني والعشوائي استهدف وحدة الرصد التابعة لنا، فشكلنا غرفة عمليات طارئة وكنت أحد مسئوليها، كلفنا أحد المجاهدين بمهمة الاستطلاع بعد دخول القوات الصهيونية الخاصة للمنطقة وعلى الفور جهّزنا خطة لضرب هذه القوات التي ارتدت زي القسّام فكشفنا أمرها بسرعة، وجلست مع مسئول الخاصة في القسام ودرسنا مدى تقدم القوات الخاصة وحددنا المنطقة، واتفقنا على زرع العبوات في مكان يصل إليه المجاهد ويخرج منه بأمان، وكان ذلك في وقت الغروب. تَدرّج منفذو العملية الطارئة إلى المكان وكان عددهم اثنان، فزرع الأول عبوّتان في منطقة متقدمة تقترب من الهدف -القوات الخاصة-، وبقي الآخر في الخلف يطمئن على سير العمل ويغطي المجاهد الأول وكان التواصل بينهما عبر موجة داخلية بالهوائي، وبعد زراعة العبوتين قام بالضغط على زر التفجير إلا أنها لم تنفجر بسبب خلل فني فيها سببه اقتراب أسلاكها من بعضها البعض، وكان معي الإخوة في مجلس العمليات وتواجدنا في النقطة المتقدمة واقترح كل منا فكرة لمواصلة تنفيذ العملية، وقلنا للمنفذ اذهب وانظر إلى الأسلاك الموصلة للعبوات وأبعدها عن بعضها. القوات الخاصة كانت على مقربة منه، فذهب وباعد الأسلاك عن العبوات، وقال: بسم الله.. الله أكبر وفجّر، فانفجرت العبوة الأولى ولم تنفجر الثانية، وانسحب المجاهد وإذ بالمنطقة تعج بألسنة الدخان، فتواردت الأخبار إلينا أولاً بأول وإذ بالخبر الأول يفيد بمقتل نائب مسؤول لواء "غولاني" مع اثنين من مرافقيه.. صَيَحاتهم كانت تشحننا بالثبات، فهلّلّنا وكبّرنا وعلت أصواتنا بذكر الله وكأننا حققنا المستحيل وبعد لحظات، وصل عدد القتلى إلى 9 جنود ومن ثمّ 11، فكانت أول ضربة على مستوى القطاع.. ولم تكن ضربة عاديّة رغم أننا خططنا لها ميدانياً خلال الساعات الأولى للحرب فأثخنت بالعدو وأوجعته، وفي المقابل أدخلت في قلوبنا الطمأنينة والمزيد من الثقة بنصر الله، فبمجرد حدوث العملية التي أثارت حفيظة العدو نزلت أرتال من الدبابات إلا أن شباب الخاصة تصدوا لها وشرعوا في تفجيرها، فاضطر العدو للانسحاب من المنطقة وغير الطريق، والتفت قواته من ناحية محررة "نتساريم".. في تلك اللحظات نظرت إلى عيون المجاهدين فكانت ترقص فرحاً بهذا النصر الذي زادهم حماسة لمواصلة التصدي للعدو، وتنفيذ المزيد من العمليات. ومضت بقية أيام الحرب وإذ بخبر هزّ كياني بعدما علمت باستشهاد زوجتي التي انقطعت عنها منذ ذلك اليوم الذي تركتها به عند أهلها، لا أخفي بأن شعور انتابني بالحسرة والوحدة، إلا أنه لم يحل دون إكمال واجبي الوطني، لاكتشف بعد ذلك أنها لا تزال على قيد الحياة!! يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
أسامة الكباريتي بتاريخ: 4 يناير 2010 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 4 يناير 2010 (معدل) الحلقة الثانية من سلسلة "مذكّرات مقاوم" مفاجأة "قَدَر" لا زلت أظنّها خيالاً !! كتبها/ محمد المنيراوي تمام العاشرة مساءً من أول أيام الحرب ساد الأجواء قليل من الهدوء غير الآمن بالنسبة لنا، ولكن سرعان ما قطعه صوت الطائرات الإسرائيلية التي شَرعت في قصف مكان الكمين الذي مكثت به لإنجاز مهمتي الجهادية المتمثلة في تفجير نفسي في قوات المشاة في حين تمكّني منها أو اقترابها مني، ومن ثم تباغتهم عناصرنا المنتشرة في الكمائن المعدة على طول المنطقة. بعد دقائق عصيبة بدأت أرتال الآليات بالتقدّم تجاهي أنا واثنين من المجاهدين حيث اتخذنا من أحد منازل المهجورةمكاناً للكمين الذي أعدناه، فأحالت تلك الآليات الدنيا جحيماً فلم نستطع رؤية ما يحدث، إلا أننا بقينا متأهبين لصد أي هجوم على المنطقة.. حينها كنت مجهزاً بـ"حزام ناسف" إضافة إلى سلاحي المجهز بكل ما أريد من رصاص وقنابل وذخيرة. بقى ثلاثتنا ثابتين في مكان الكمين الذي أصبح شبه محاصر، ومرت لحظات والوضع يزداد سوءاً، ولكننا تسلحنا بالتضرع لله والتسبيح، لكي يفك كربنا وينصرنا على أعدائنا، تقدّمت الآليات، وبدأت الاشتباكات بيننا، وكانت تزداد ضراوة مقابل ثباتنا وحماسنا في المواجهة، واشتدت الضربات الجوية التي شنت بشكل عشوائي أيضاً، لكننا الاستشهاديين الذين عشقوا وترقّبوا تلك اللحظات، سعياًُ نحو الشهادة. ومضت ساعات إلا أن الأجواء لا تزال مضطربة وقاسية.. وعند الساعة الثانية فجراً ًرصدت القوات الإسرائيلية المتسللة حركة رفيقيّ المجاهدين وهما يغادران المنزل المهجور –مكان الكمين-، فسارعت إلى تجهيز نفسي للعملية التي انتظرتها بلهفة، وبقيت بمفردي ينتابني شعور بين الخوف والرجاء، وتزايدت ضرباتهم للمنزل.. وأخيراً أعطى الجنود المهزومون الضوء الأخضر لطائرات الـ F16 بقصف المنزل لتحيله إلى ركام، ومع الضربة الأولى نطقت الشهادتان، وظننت أن لقاء ربي قد اقترب، وتوالت الضربات فلم يبق حجر فوق حجر في المنزل!. قوات الاحتلال تخلصت من المنزل بكامله وممن فيه من بشر، لكنها لم تتخلص من العناية الإلهية التي كانت تحرسنا في كل أوقاتنا.. حتى خرجت من تحت الركام المهول بعد طول إغماء وفقدان لوعيي.. حينها حرّكتُ يداي فتحركت، ثم رأسي فتحرك، وكانت تلك اللحظات عبارة عن وهم وخيال لا زال في مخيّلتي، وصرت أتساءل هل أنا موجود من قَبل وأشارك في معركة حقيقية أم أنها أحلام سعيدة في منامي؟. بمجرد أن أفقت من الموقف الذي كنت به سارعت إلى السجود شكراً لله الذي حفّني برعايته، ولكنني حتى اللحظة لم أتفقّد جسدي إن كنت مصاباً كوني خرجت من بين ركام وحطام هائلين، إلا أنني فوجئت بأنني سليم ولم أصَب بأذى أو مكروه.. كانت تلك اللحظات من أصعب ما واجهت في حياتي، خصوصاً حينما نظرت إلى المنزل من حولي فلم أجد له أي أثر، فشعرت وكأن قلبي انخلع من مكانه، وأحسست بالإعياء والخوف الشديدين وأنا مازلت طريح الأرض لم أستطع الوقوف على قدميّ. جلست وأنا لم أصدق ما حدث، فأخرجت التمر والماء من جعبتي، وهو طعامنا الدائم وقتها، فأكلت خمس تمرات وشربت قليل من الماء ثم دعوت الله أن يثبتني في تلك المحنة وأن يوفقني في مهمتي التي صممت على تنفيذها. مضى وقت قليل حتى بدأت أسمع تحركات واسعة ومخيفة للآليات تتخطى المنزل وتدخل إلى المنطقة، فكانت الفرصة تحوم حولي لإتمام مهمتي بتفجير نفسي فلم يكن بإمكاني المكوث أكثر من ذلك، حتى خرجت من مكاني قيبل أذان الفجر وبزوغ النهار ونظرت إلى ما حولي، ففوجئت بآلية إسرائيلية تقف على بعد سبعة أمتار من نقطة تمركزي، وفكرت قليلاً.. ولكنها ليست الهدف.. فالهدف معروف وهو "الجنود المشاة" الخارجين من آلياته. مكثت في مكاني أنتظر الفرصة السانحة، لكن مع أذان الفجر وتحت ضربات المجاهدين تراجعت القوات الغازية إلى الوراء وأنا مازلت أشعر بفوضى عارمة داخل جسدي ولم أستطع التركيز، حتى تمكنت بعدها بالانسحاب إلى منطقة الانطلاق ورؤية إخواني المجاهدين اللذان رافقاني من جديد، فتبسّمت لهم، واتخذنا من لغة العيون وسيلة للتحدث إلى بعضنا وأقسمنا من خلالها أن نكمل الطريق. تم تعديل 4 يناير 2010 بواسطة أسامة الكباريتي يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
أسامة الكباريتي بتاريخ: 4 يناير 2010 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 4 يناير 2010 الحلقة الثالثة يوم "الصيد الثمين"! كتبتها: إيمان عامر أُولى مذكّراتي "المبعثرة" عن تلك الحرب ارتبطت بأول أيام العدوان حينما تحركت مجموعات كتائب القسام للرد على العدوان الإسرائيلي وفقاً لحجم الضربات التي استهدفت المواقع والمقرات الأمنية، حيث اتجهت لاستهداف المستوطنات المحيطة بالقطاع، وكان دكّ مستوطنة "نتيفوت" من نصيب منطقة الزيتون بقرار من قائد كتيبتنا، وأوكلت تلك المهمة لبعض أبناء القسام وكنت أحدهم إلى جانب الشهيد حاتم عياد والشهيد فهمي طافش، فقصفت هذه المستوطنة للمرة الأولى في الحرب، وكان عدد سكانها ضعف سكان مستوطنة "اسديروت"، ومنذ ذلك اليوم الذي قصفت فيه دخلت "نتيفوت" في نطاق صواريخ كتائب القسام. ولعلّ ما أثار حفيظة العدو أن استهدافها لم يكن على الأطراف بل في عمقها، بعدما أطلق الشهداء أول ثلاثة صواريخ ولم يصابوا بأذى، وبينما كانوا يستعدوا لمعاودة الضرب استهدفت المجموعة، فاستشهد فهمي على الفور، و بقي حاتم ينزف حتى ارتقت روحه إلى العلياء وهو يرقد في المستشفى، وكانا أول شهداء المعركة في الميدان، بعد ذلك توالت الأخبار التي تفيد بمقتل مستوطنة ووقوع عدد من الإصابات، وأصبح هناك عملية نزول للمستوطنين داخل الملاجئ، فأصدر قادة الاحتلال قراراً بوقف ضرب المقاتلات الحربية مؤقتاً حتى صدور تعليمات جديدة، واستمرت الحرب وكان إطلاقنا للصواريخ يسير بشكل موازي لضربات العدو حتى يعلم بأن القسام لم يستسلم وما زال يواصل عمله. عَجلة الحرب البغيضة كانت لا تزال مستمرة، ونحن مصرّون على نيل إحدى الحسنيين فإما نصر مظفّر يقهر العدو وإما شهادة توصلنا إلى الفردوس الأعلى.. ومما تيقّنا منه خلال تلك الأيام الغبراء أن العناية الإلهية كانت تلازمنا، ففي أحد الأيام جاءت إلينا إشارة بأن على أحدنا يذهب لتفقّد مدفع وضعناه في "بيّارة" استهدف بقوة من قِبل طائرة حربية، وتوقعنا أنه لم يتبقَ منه شيء، إلا أن قدرة الله شاءت بألا يتضرر من هذه الضربة القوية، فوجده الشاب كما هو إلا أنه كان داخل الأرض، وأخرجوه منها، وجرّبوه فوجدوا أنه يعمل بشكل جيد!!. مظاهر الهَوَس الصهيوني بدت تظهر بعد الاجتياح البري، تحديداً في اليوم العاشر من الحرب، جاءت إشارة تفيد بضرورة ضرب موقع "ناحل عوز" لتجمع عدد من الجنود فيه، فاستهدفهم المجاهدون بنفس المدفع الذي أصيب، وضربوا الموقع مما أدى إلى مقتل قائده، وكان وراء هذه المهمة الشهيد "أيمن شلدان" وهو قائد الكتيبة والرجل الثاني في وحدة المدفعية على مستوى لواء الزيتون، ومع ذلك فكان يعمل كبقية الجنود، رغم أن المتعارف عليه أن القائد لا يجدر به أن ينزل إلى الميدان، إلا أن شجاعته وإقدامه دفعاه لأن يكون على رأس العمل ويضرب ما يقارب من 7 – 10 قذائف، وما أن خرج من "البيارة" حتى استهدف واستشهد في المكان الذي أطلق القذائف منه فكان "الصيد الثمين" كما أعلنت قوات العدو التي ارتقبت تلك اللحظة بشغف.. نعم لقد تأثرنا جميعاً باستشهاده ولا أخفي عليكِ فالروح المعنوية لدى بقية المجاهدين تراجعت للوراء مؤقتاً، بعد أن كان الحماس والاندفاع حليفهم كون الذي ارتقى ليس عنصراً عادياً بل كان قائد الكتيبة. الحزن على فراقه سيطر علينا كثيراً وأضعَفَ من عزيمتنا للحظات معدودة، تجاوزناها بالترحّم عليه والثبات، واستحضار الآيات القرآنية والأدعية التي تعين على الثبات، ومع تأكيد خبر استشهاده ظنّ العدو أنه قضى على وحدة المدفعية في الزيتون انتهت، ولكننا أثبتنا له عكس ذلك حينما واصلنا إطلاق الصواريخ والقذائف في يوم الثاني من استشهاده حيث ضرب الإخوة العديد من الصواريخ التي استمر إطلاقها حتى بعد انتهاء الحرب وأردنا من خلال مواصلة الضرب إيصال رسالة فحواها أن استشهاد أيمن لم يؤثر على عمل سلاح وحدة المدفعية ولا في تقدمه. وبعد انقضاء أيام الحرب الاثنين والعشرين عُدت إلى منزلي حيث زوجتي وأولادي، وحينها شعرت كما لو أنني كنت في حلمٍ طويل لم أفق منه إلا وأنا أقلّب وأدقق في صور الشهداء الذين كانوا بجانبي طوال تلك المدة لأدرك بأن ما حدث هو حقيقة لم تكن في الحسبان ولكنها علمتنا الكثير الكثير . يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
أسامة الكباريتي بتاريخ: 4 يناير 2010 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 4 يناير 2010 الحلقة الرابعة حينما تركتُ "قلبي" عندَ "وَحِيدتي"!! كتبها/ محمد المنيراوي لَمْ أُصدّق ما حدث حينما واصلت الطائرات الحربية الإسرائيلية في ذلك اليوم من العام الفائت، دَكّ قطاع غزة من شماله حتى جنوبه بالقذائف والصواريخ والأسلحة غير المعهودة بشكل جنوني.. لا أخفيك سراً إن قلت بأن شدة تلك الضربات الغادرة أذهلتنا نحن في كتائب القسّام، وكذلك الأمر بالنسبة بقيّة فصائل المقاومة، مما حذا بقيادة القسام لإعلان الاستنفار لكافة جنوده على ثغورهم، كلٌ في موقعه. بمجرد أن تلقّيت إشارة الاستنفار ذهبت إلى منزلي لأجهز نفسي وأودّع زوجتي، ووالدتي، لكنني لم أتمكن من مداعبة وتوديع ابنتي الوحيدة "فاطمة" التي تَحْتَل قلبي، فلم تكن حينها قد حضرت من المدرسة بعد، ولم يكن بوسعي انتظارها، فهناك واجب ينتظر مني تأديته.. فبقيت نار شوقي لها تشتعل في قلبي، لأنني لم أَعتَدْ على الخروج من المنزل دون تقبيل وجنتيها، ومما زادني ألماً أنني كنت أستعد للخروج ولا أدري إن كنت سأراها وأحضنها مجددا أم أنني سأنضم إلى قافلة الشهداء. كان الوقت يداهمني، ولابد لي من الالتحاق بجنودي الذين كنت أترأس مجموعتهم، والموزعين على ثغورهم.. فلم يُسعفني حينها استراق بعض اللحظات أملاً في قدومها، ولا "المَلمَلة"، فامتشقت سلاحي ولحقت بالآخرين، ولساني يدعو الله بأن يحفظ لي صغيرتي الجميلة. كانت الساعة تقترب من الثامنة مساءً، والضربات لا تزال تتصاعد، وزرقة سماء غزة تحولت إلى سَواد دامس بفعل الطائرات الحربية الإسرائيلية، ورائحة الدماء كانت تنبثق من كل ركنٍ وزاوية. سارعت أنا ومجموعتي المُكوّنة من عشرة جنود إلى مناطق رباطنا في شرق غزة، مجهزين بكامل عتادنا وطعامنا الذي لم يخرج عن حبّات التمر والماء، ومكثنا فيها ثلاثة أيام متواصلة حتى لا تُرصد حركتنا في المكان لحين قدوم "الشِفت" الثاني، ولم يكن هذا الأمر شاق علينا لأننا مكثنا مدة خمسة أيام متواصلة في كمائن أعددناها للعدو في فترات سابقة. في تلك اللحظات لم أنسَ للحظة واحدة وحيدتي "فاطمة" ابنة الأعوام الثمانية التي كانت قد وصلت البيت بعد خروجي، فوجدت أمها الصابرة على غير عادتها، حيث حاولت حبس دموعها التي سرعان ما انهمرت حينما سألتها عني، كما أخبرتني زوجتي في وقت لاحق، وما أن عَلِمَت فاطمة بأمر ذهابي إلى موقع الرباط حتى أخذت تبكي بشدة، وقالت لأمها: ماذا لو لم يأتِ أبي؟؟ وهل سأنعم بحضنه الدافئ؟؟، وانفجرت بالبكاء مجدداً، أما أنا فكنت متواصل معها بقلبي وروحي التي تاقت لرؤيتها، وكنت أسترق بعض الوقت لأتذكر ضحكاتها البريئة حينما كنت أمازحها، وكنت في الوقت ذاته "على أحر من الجمر" للانقضاض على العدو الذي دمر كل شيء، وكانت الأخبار تأتينا أولاً بأول وتُعلمنا باستمرار عن ارتقاء عشرات الشهداء من أحبّتنا. مرّت ساعات.. وأنا لا زلت أكمل عملي الجهادي، وصوت مُدَللتي لا يغادر مسامعي، وفي تمام الحادية عشرة مساء اليوم الثاني..فتحت جهازي الخلوي بشكل خاطف.. فهو محظور الاستخدام في الأمور العسكرية إلا لحاجة ملحّة، وإذا برسالة تظهر على واجهته مكتوب فيها "بابا.. أنا فاطمة مشتقالك كتيييير"، عندها اغرورقت عيوني بالدموع ودار في مخيلتي شريط ذكريات لصور زوجتي..طفلتي..أمي، ولكن سرعان ما تلاشت تلك الذكريات، لأن هناك أمانة في عنقي أهم من كل ذلك وهو وطني!. وفي عصر اليوم الثالث رجعتُ إلى البيت، فوجدت زوجتي تقرأ بعضاً من القرآن الكريم وهي تدعو بقلب مؤمن بقضاء الله، أن يردّني إليها سالماً، بينما "وحيدتي" نائمة لعلها تشاهد أباها في منامها لتسامره وتمازحه في وحشته، فما كان من قلبي المنفطر إلا أن يدفعني تجاهها لأحملها وأقبلها..أمّا هي فاستيقظت وصارت تبكيني بشدة، فكانت تلك اللحظات الخاطفة شديدة التأثير على نفسي، وعلى أهلي، إلا أنها أسعدتني كثيراً. قضيت ذلك اليوم "الهانئ" بينهما، ومن ثمّ عُدتُّ إلى هناك حيث العدو الذي لم يتوانَ عن استباحة المحرّمات في تلك الحرب التي فتحنا فيها باب التوقعات لكل شيء، حتى أن أعود ولا أرى أي من أهلي حتى "فاطمة". يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
أسامة الكباريتي بتاريخ: 5 يناير 2010 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 5 يناير 2010 (معدل) الحلقة الخامسة طَعناتٌ "مُوْجعة" صوّبها "أحِبّتي" إلى قلبي! كتبتها/ إيمان عامر ما الذي جاء بذكرى تلك الأيام التي أبْعدتنا عن "أحبة" عِشتُ الحياة برفقتهم؟!!..لا..حقاً إنني مخطئ في ذلك، فهذه الحرب الملعونة يجب أن توثّق، فعلى الرغم من الجراح التي لم تندمل بعد، إلا أن هناك ما يُثلج الصدر. ففي أحد أيام الحرب كُلّفنا بمهمة تفجير آلية تسمى "الريبوت"، يستخدمها العدو لتأمين المناطق للجنود قبل دخولها فيها خشية أن تكون ملغّمة، فطلبَ مسؤول الكتيبة منّي أن أرسل أحد المجاهدين ليصوّر "الريبورت" بعد تفجيرها، والمكان الذي حدث فيه التفجير.. فاتجهتُ على الفور إلى المرابطين واصطحبت معي ثلاثة كان بينهم الشهيد "أحمد حوّس"، وتحدثنا إليهم بشأن التصوير، والتقينا بالشهيد "عزمي دياب" الذي استمر في الرباط مدة ثلاثة متواصلة بطلبٍ منه، فكان يطلب دوماً أن يبقى في الرباط، وألا يفارقه، فقررنا إرسال أحمد حوّس لتصوير مكان الانفجار مع عزمي الذي أصرّ على أن يذهب معه، وأخبرَنَا مسؤول الكتيبة بأن نحاول التقاط أي صورة تُظهر مكان تواجد الدبابات والآليات حتى نتمكن من ضربها. كانت الساعة الثالثة عصراً حينها، فاتفقنا أن نلتقي في نفس المكان الذي افترقنا منه بعد نصف ساعة.. في تلك اللحظات كنت لا أدري ما الذي أصابني فجأة، فقد ضاقت بي الدنيا، وشعرت بحزنٍ كبير ولم أدرِ ما سببه، وبقيت أنتظر قدوم أحبّتي عزمي وأحمد، وكانت الدقيقة تماثل العام وقتها، فيا لها من لحظات عصيبة..همٌ يؤرّقني ويثقل كاهلي بلا سبب مادّي!!. واقترب موعد التقائي بهما ولكن أحداً لم يأتِ، فصرتُ أهدئ من روعي، وأحاول أن أتظاهر بالاطمئنان، ولكني ازددت توتراً عندما انقَضَت النصف ساعة، وجاء الموعد ولم أرَ أي منهما، وأصبحت أتنقل في أزقة الشوارع، وانسحبت من مكاني إلى المكان الذي تواجدت به مجموعة المجاهدين..عقارب ساعتي التي لم تفارق بصري اقتربت من الرابعة.. مرت بضعة دقائق وإذ بصوت انفجار قويّ تمام الـ 4:02، فقلت لهم باندفاع: لقد استشهد عزمي..، فمازحوني وقالوا:"هدول عفاريت كيف بدهم يموّتوا بكم دقيقة تركناها فيهم". وعلى الرغم من أنهم واصلوا أحاديثهم بشكل طبيعي واستبعدوا كلامي، إلا أنني بقيت وحيد حزني، فاتخذت من غرفة العمليات مكاناً لاحتواء أفكاري وشرود ذهني، وأنا أفكّر بأحمد تارة وعزمي تارة أخرى، واستمر المجاهدون في تبادل أطراف الأحاديث ملتزمون بالحيطة والحذر، وأخذت ضحكاتهم تعلو، وأنا لا زلت شارد الذهن، فسألوني: ما بك تبدو غير طبيعيٍ اليوم؟، فعاودت إلى الإجابة ذاتها وقلت: يبدو أن حبيباي قد استشهدا، ولم يكن بإمكاني التأكد من هذا الشعور، لصعوبة الوضع الأمني، فكلّفت إخوة اثنين للذهاب إلى أهالي أحمد وعزمي وليستطلعوا الأمر. مع أذان العشاء تحقق ما كنت أخشاه، وتأكّدَ خبر استشهادهم، فتجرّعت الألم الذي كبّلني، رغم أنني أتمّنى الشَهَادة لي ولكل من سار في هذا الدرب، ولكنه الفراق.. فعلمت حينها من اثنين من المجاهدين الذين رأوا الشهيدين أثناء استهدافهما، أن أحمد ظلّ ينزف ما يقارب خمس وأربعون دقيقة متواصلة أمّا عزمي فارتقى على الفور، ليستشهد كل منهما قبل تنفيذ المُهِمّة، وتصوير مكان تفجير "الريبوت" والآليات، فدَعوْت الله أن يتقبّلهما في عليّين، ويسكنهما حيث تمنّت نفسيهما. شُيّع الشهيدين بسرعة بسبب طبيعة الظرف واستمرار الحرب، ولم أتمكن من المشاركة بجنازتهما التي مرّت من أمامي في اليوم الثاني، فلم يكن هناك وقت أمامنا، وكنت حينها في موقف "لا أُحسَد عليه"، فكيف سأتمكن من النظر في وجوه أهالي الشهيدين الذين شاهدوني وأنا خارج مع ابن كل منهما، ولم يروني منذ تلك اللحظة إلا بعد استشهادهما، ومما زاد من ألمي على فراقهما وحَرَجي، ما حدث بيني وبين شقيق الشهيد عزمي، حينما ترك جنازته وجاء وسلّم عليّ وقال لي: أستحلفك بالله ألا تضيّع دم أخي هدراً، وكذلك حينما جاء والد الشهيد أحمد وقال لي: دم ابني في رقبتك بدك تجيبلي حقو منهم"، فما أن قالا ذلك حتى شعرت بثقل على صدري المكلوم، كما لو أنها طعنَات غير مقصودة وُجّهت إلى قلبي، ولكني أقسَمتُ بأن أواصل طريقي، وأنتقم لأحبتي ولأرضي وشعبي. نظرتُ إلى الشباب من حولي فوجدت أن معظمهم تأثروا باستشهادهما، وأن منهم من خارت قواه، فتداركت الأمر، وتنبّهت له، وقررت أن أغطّي بنفسي الأماكن المتقدمة حتى ترتفع معنوياتهم، إلا أنني فوجئت برفض الإخوة لذلك وحالوا دون تواجدي هناك كَوْني مسئول، وهو ما جعلني أُيقِن بأنهم لا زالوا بِعَافيتهم وأن عزيمتهم لم تلِن بعد. حينها.. جاءني شاب نَحيف وضعيف البُنْيَة وطلب منّي أن يخرج ليرابط في الأماكن المتقدمة بدلاً مني، فترددت بسبب ضعف بنيته، ولكن سرعان ما وافقت على طلبه أمام إصراره على ذلك، وطلبت منه تجهيز نفسه، فخرج، وبقي حوالي ثلاثة أيام متواصلة هناك ولم يصَب بأذى..كَم فرحت حينما جاءني بعد رباطه هناك، وقال لي بلَوْم: "يا رجل.. كِدْت أن تحرمني من هذه اللحظات الممتعة، وأجْرها"، فقلت في نفسي: ما أعظمكم وما أروعكم أحبّتي..هكذا أنتم رجال تعشقون الموت وتتحيّنون الفرص لمواجهة عدوّكم الشرس، وإذا ما أصابكم الأذى تزدادون عزيمة، فلله درّكم. نشيد للمناسبة: للحفظ اضغط على الزرار الأيمن للماوس واحفظ: http://download.media.islamway.com/several.../02_Qwafel2.mp3 تم تعديل 5 يناير 2010 بواسطة أسامة الكباريتي يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
أسامة الكباريتي بتاريخ: 5 يناير 2010 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 5 يناير 2010 (معدل) فئرانٌ سبعة اصطدناهم "عُراة"!! كتبها/ محمد المنيراوي كُلّما جلست مع نفسي بعد انقضاء الحرب الغبراء، تبادر إلى ذهني تلك الحادثة التي لم أكن أتوقعها، فبينما كنّا في ذروة المواجهة مع عدونا المتغطرس، طلبت من قائد مجموعتي أن أخرج مع زملائي لمواجهة قوة خاصة إسرائيلية تَكمُن في أحد بيوت منطقة "السلاطين" شمال القطاع، ولم يغَب عن بالي ولو للحظة ردّه الجارح عليّ حينما كرّر قوله :إنك صغير يا بني على هذا العمل، ولم تتهيأ لأدائه بعد. كانت الحُرقة تأكل فؤادي المتحمّس عندما أرى أبناء مجموعتي من الوحدة الخاصة القسّامية والمُقاربين لي في العمر، يتناوبون على كمائن متعددة، ويتهافتون على ضرب العدو هنا وهناك، أما أنا الذي لم أتجاوز العشرين عاماً فلا زلت صغيراً وحديث الجُنديَّة، ولا أقوى على مثل تلك المواجهة!!. بدأت أقنع نفسي شيئا فشيئا بما يقول، فأنا فعلا "حديث الجندية" و"هزيل الجسم"، ولم يسبق لي أن خضتُّ بمواجهة حقيقية مع العدو وجهاً لوجه، إلا أن ذلك لم يَرُقْ لي، وسرعان ما عاودت للإصرار على المواجهة، مع استمرار رفض قائد مجموعتي. وما أن صارت الساعة تمام الثامنة صباحاً في ذلك اليوم المختلف، شعر قائدنا بأن الوقت ينفد، فجاء بالخرائط الخاصة بتلك المنطقة، وعَلِم أن البيت الذي تواجدت فيه قوة خاصة صهيونية، يوجد به غرف مفروشة بشكل كامل، وبها أثاث فاخر، فأيقن أنهم جاءوا ليرتاحوا من هَوْل ما رأوه من المجاهدين ومن جحيم ضرباتهم. رتّبت القيادة أوراقها واتخذت قرار تنفيذ العملية، فكلّفت أحد أفراد مجموعتنا مهمة توصيل عبوة خفيةً إلى المنزل، ووضعها في أحدى الغرف المتواجد فيها الجنود الإسرائيليين ومن ثم تفجيرها عن بُعد..كان الاختيار قد وقعَ على صديق لي رفض أن أَسُدّ مكانه في تنفيذ هذه المهمة الجهادية، فحمل "صاحبي" العبوة وذهب إلى البيت خلْسة، فرأى ولأول مرة عدداً من الجنود المدججين بالسلاح يصرخون على بعضهم، فوضع العبوة وانسحب، لكن هوْل هذا الموقف أنساه "تفعيل العبوة" التي وضعها في غرفتهم ليتم تفجيرها عن بُعد، وأنا أرتقبه بِقَهْر. رأى القائد أن يعود "صاحبنا" مجددا لتفعيل العبوة برفقة شخص آخر لكي يُجْهزا على من يتبقى من الجنود بعد تفجيرها.. فكانت تلك فرصتي لأشارك صديقي في عمل أول مرّة أجربه في حياتي، وبعد طول إلحاح وافق قائدنا على مشاركتي له. وعلى الرغم من انتظاري لتلك اللحظة بشوق إلا أنني لا أخفيك أن ركبتاي كانتا تهتزّان بعنف من شدة الخوف، لكن قلبي كان مطمئناً بأنني سوف أقتل منهم، وما أن اقتربنا من البيت حتى أمسك صديقي بحفنة رمل ونثرها على المنزل وهو يقرأ قوله تعالى:" وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لا يبصرون"، حتى وصلنا إلى "حَوْش البيت" –وهو مكان يخصص للبهائم-، فسمعنا أصواتاً وضحكات خافتة تنطلق منه، فنظرت بداخله فوجدت سبعة جنود إسرائيليين يجلسون مُرْتَدين "ملابسهم الداخلية"، ويضعون أسلحتم فوق بعضها.. كانت الحيرة تراودنا، وبقينا نتساءل: هل هؤلاء جنود إسرائيليين أم أنهم عرب؟؟ ولماذا هم عُراة؟، مما أَنْسَانِي مؤقتاً مهمة تفعيل العبوة.. حاولت التقصي أكثر من ذلك، واتجهت إلى منطقة أخرى من "الحوش" فسمعتهم يتلفظون اللغة العِبْريّة فتأكدت بأنهم "يهود"، وأشرت لصديقي بأن يكون على جاهزية للانقضاض عليهم. وفي زمن قياسي جهّزنا خطتنا الفرعية لبدء الهجوم من نقطة نتمكّن خلالها من لإجهاز عليهم، ونضمن عدم مقدرتهم على الوصول إلى سلاحهم المصطف.. وما أن نظرنا أمامنا حتى كانت المفاجأة أن جندياً كان يتبوّل في زاوية من "الحوش" وهو ينظر إلينا وننظر إليه، لكن لا أحد منا يستطيع الكلام وبقينا في دهشة لثوانٍ معدودة حتى صرخ الجندي، وكأنه إيعاز لنا ببدء الهجوم، ليكون نصيب هذا الجندي طَلقة نارية في رأسه، ومن بعده الستّة المتبقين حتى أَجهزنا عليهم، وتلذذنا بأصوات شخيرهم التي بدت كصوت الخراف وهي تذبح، فتمكنا منهم جميعاً، وقررنا الانسحاب . وبعد أن أُفرغت الذخيرة من مخازن "صاحبي" نزل جندي من البيت ليرى ما حدث وأطلق باتجاهنا النار، فحاولت التغطية على عملية انسحابنا فقمت بإطلاق النار عليه من خلف جدار وهو لا يجرؤ على الخروج من "عَتَبِة" البيت، حتى علقت إحدى الرصاصات في سلاحي، فقلت في نفسي: انتهى الأمر والآن سيلقي هؤلاء الجبناء القبض علينا بعد تنفيذنا لعملية لم أصدق أنني كنت أنا "صغير السن" بَطَلُها، ومكثت للحظات في "ورطة" لم أتخلص منها إلا بعدما خطرت ببالي حيلة سريعة، فصرت أخرج له من خلف الجدار وأصوب نحوه من سلاحي العالِق بالرصاص، وما كان منه إلا أن يختبئ، وبعد محاولات مع الجندي "الأَبْلَه" من التصويب التمثيلي ضربت سلاحي في حجر فإذا بالطلقة تخرج وأطلقت النار عليه من جديد وبدأت وحدات الإسناد التابعة لنا بقصف المكان حتى استطعنا الانسحاب إلى نقطة الانطلاق. يا إلهي.. حقاً لقد كان أمراً لا يصدق!!. تم تعديل 5 يناير 2010 بواسطة أسامة الكباريتي يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
عبد الله غريب بتاريخ: 7 يناير 2010 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 7 يناير 2010 أكمل يا رجل لماذا توقفت؟ حكايات مروية بدماء الشهداء الأبرار لعلها تنبت فينا العزة و الكرامة التي ماتت أو أوشكت على الموت، ألهم تقبلهم جميعاً و أسكنهم الفردوس الأعلى من الجنة...آمين. http://www.youtube.com/watch?v=zenFkWcy4Os http://www.youtube.com/watch?v=PUhHj8it2Pk&feature=player_embedded رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
أسامة الكباريتي بتاريخ: 7 يناير 2010 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 7 يناير 2010 (معدل) أعتذر بخجل عن انشغالي البارحة .. لظروف صحية طارئة واسباب أخرى -تافهة- ماكان لها أن تشغلني عنكم .. احتراماتي تم تعديل 7 يناير 2010 بواسطة أسامة الكباريتي يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان