شرح المقصود بكلمة " قانون "

[الأفوكاتو]

المعانى المختلفة لكلمة " قانون"

تنطبق كلمة " قانون" على أشياء كثيرة, مثل:

1- قانون الغاب

2- قوانين الطبيعة

3- قانون الجاذبية الأرضية

4- قانون الفلك

5- قانون القوة

6- القانون الإلهى

7- قانون العرض و الطلب

و لكن ما يعنينا هنا هو معنى كلمة " قانون" كما يقصد إستعمالها فى المحاكم,

و لكن المشكلة هنا أن هناك كثير من القوانين المختلفة يمكن تطبيقها بمعرفة المحكم, كذلك توجد لكل نوع من هذه القوانين, محاكم تختص بها, و تطبقها, و تنظر فى الطعون المقدمة ضدها.

إذن , ما هى هذه الأنواع المختلفة من القوانين؟

عندما سأل مدرس فى إحدى المدارس الأمريكية تلميذا عن ماهو " القانون " , رد التلميذ بسرعة:

The Fuzz

أى البوليس باللغة الدارجة.

و أعتقد أن هناك كثير من إبنائنا لا يعرفون عن القانون سوى أنه متصل بالبوليس, و المحاكم, و السجن طبعا.

و لكن القانون فى أى مجتمع لا يختص فقط بالأمور الجنائية أو الأمنية, بل ينظم أمور كثيرة, الخصها فيما يلى:

1- الدستور, وهو قانون القوانين, أى القانون الذى يشرح شكل الحكومة, و نوعها, و كيفية تنسيق العمل بين مؤسساتها المختلفة, و أمور كثيرة شرحتها فى مقالات سابقة, و لكن ممكن إعادة شرحها لمن يرغب فى ذلك.

2- القانون الدستورى, و يشرح كيف يتم تفسير الدستور, و تطبيق أحكامه , و إجراءات, و معايير الرقابة على دستورية القوانين.

3- القانون المدنى, و سأشرحه ببعض التفصيل فيما بعد.

4- القانون الجنائى, و سأشرحه ببعض التفصيل فيما بعد.

5- قانون المرافعات المدنية, ويشرح الإجراءات التى يجب الإلتزام بها أثناء رفع و نظر القضايا المدنية.

6- قانون الإجراءات الجنائية, و التى بجب الإلتزام بها لتكون المحاكمة عادلة. و مخالفتها يعطى المتضرر الحق فى الطعن.

7- القانون الإدارى, و ينظم العلاقة بين الجهات الحكومية, و بين المواطن و هذه الجهات. و خاصة فى مسائل التضرر من قرارات حكومية.

8- قانون الطوارئ, و لست فى حاجة الى كتابة المزيد عنه.

و تحت كل من هذه المسميات, توجد عدة أنواع أخرى من القوانين, تتشارك فى الهدف العام, و لكنها تتناول أمور متخصصة, محددة.

فالقانون المدنى مثلا ليس تشريعا واحدا, بل عدة تشريعات , تتضمن العديد من القوانين, و لكنها جميعا تقع تحت إختصاص المحاكم المدنية, بدوائرها المختلفة.

و يسرى هذا أيضا على القانون الجنائى, الذى يضم عديد من القوانين التى يكون عدم إلتزام المواطن بها موجبا لعقاب جنائى, سواء أخذ عدم الإاتزام شكل مخالفات, أو جنح, أو جنايات.

و فى المقال القادم, سأشرح الفرق بين القضايا المدنية, و القضايا الجنائية, و كيف أن بعض القضايا يتشابك فيها كلا القانونين.

و قبل أن أن أشرع فى الحديث عن القانونين الجنائى و المدنى, أرجوا لمن يريد منى إيضاح أى من الأمور المذكورة أعلاه التكرم بإخطارى.

و تقبلوا التحية.

[الأفوكاتو]

تمهيد لمناقشة كلا من القانونين, المدنى, و الجنائى.

هناك بعض الأمورالتى يجب التعرف بها قبل أن نناقش القانون المدنى, و القانون الجنائى, الذين يجب أن نُشجع المواطن فى فهم التفرقة بينهما.

و من أهم التعريفات التى يجب شرحها هى, كلمات مثل:

1- الجزاء

2- العقوبة

و قد يظن البعض أن هذين التعبيرين لهما نفس المعنى, و لكن الحقيقة هى أن هناك فرق دقيق إذاأردنا إستعمال هذين التعبيرين فى المغزى القانونى.

فالجزاء, فى القانون, هو ما يترتب على إتباع القاعدة القانونية, أو تجاهلها.

و هما الثواب, و العقاب.

و نظرا لأن العقوبة فى القانون المدنى تختلف عن مفهوم العقوبة فى القانون الجنائى, فسوف أشرح ببعض الأمثلة:

إذا أرسلت خطاب الى صديق, و لم تضع طابع بريد على الظرف, فإن الخطاب الى المرسل اليه لن يصله.

و إذا وضعت طابع البريد على الظرف, فسيصل الخطاب الى المرسل اليه.

إذا فعدم وصول الخطاب المرسل بدون طابع بريد الى المرسل اليه, , و إنما هو العقوبة لمخالفة القاعدة القانونية.

و إذا وصل خطاب عليه طابع بريد الى المرسل اليه, فهذا هو ثواب إتباع القاعدة القانونية.

هذا فى الأمور المدنية, و لكن الأمر يختلف فى الأمور الجنائية.

فالثواب و العقاب سوف يختلف.

فالثواب فى إتباع القاعدة القانونية الجنائية, هو براءة الشخص من أى إتهام, و عدم توقيع عقوبة.

و الجزاء فى فى حالة ثبوت إرتكاب جريمة هو توقيع عقوبة جنائية, تتراوح ما بين الغرامة, و الحبس, و السجن, و السجن المشدد, و السجن مدى الحياة, و الإعدام.

إذا, فمعنى الجزاء, يختلف طبقا لطبيعة القانون الذى يحكم الحالة.

و لنا لقاء.

[Katamando]

انتظرت كثيرا لمتابعة هذا الموضوع الشيق والمعروض بطريقة سلسة تحسد عليها

أرجو المتابعة

[فــيــروز]

الاستاذ الافوكاتو سافر فى رحله طويله

[الأفوكاتو]

الأخ كتاماندو,

آسف لتأخرى فى الرد, فقد كنت فى أجازة, و سوف أستأنف الكتابة مرة أخرى قريبا.

, اشكر الأخت العزيزة فيروز لتفضلها بإخطارك أنى غائب,

و تقبلوا تحياتى