مؤشرات جديدة على تحسن علاقات طرابلس بواشنطن

[Mohammad Abouzied]

تخليه عن الاسلحة فتح الباب واسعا

مع تزايد المؤشرات الايجابية على تودد الأمريكيين مع الليبيين، اعلن مسؤول امريكي أن وزارة الخارجية الامريكية سمحت للسفير الليبي لدى الامم المتحدة بزيارة واشنطن لحضور حفل افطار دبلوماسي يقام يوم الخميس.

وكان عدد من أعضاء الكونغرس الامريكي قد وجهوا دعوة إلى علي عبد السلام التريكي مندوب ليبيا لدى المنظمة الدولية لحضور حفل إفطار، وهو مناسبة تقليدية تحتضنها واشنطن وتعود إلى نحو نصف قرن، ويدعى فيها مشرعون وزعماء دينيون وقوميون، بل وحتى الرئيس الأمريكي نفسه.

يشار إلى أن المندوب الليبي يحتاج إلى ترخيص خاص لزيارة واشنطن، بسبب تقييد الحكومة الأمريكية لتحركات دبلوماسيي الدول التي لها معها علاقات متوترة، مثل ايران وليبيا وكوبا.

إلا أن الحكومة الأمريكية ملزمة في الأصل بالسماح للدبلوماسيين المعتمدين لدى الامم المتحدة بدخول الولايات المتحدة. لكن في كل مرة يرغب دبلوماسيو هذه البلاد في التنقل خارج محيط نيويورك يتوجب عليهم الحصول على اذن من وزارة الخارجية.

يذكر أن اعلان ليبيا في التاسع عشر من ديسمبر كانون الاول عن عزمها التخلي عن برامجها لاسلحة التدمير الشامل، وابداء التعاون التام مع خبراء الاسلحة الامريكيين والبريطانيين، اسهم بقوة في تحسين العلاقات الامريكية الليبية على نحو ملموس.

ويرى مراقبون أن واشنطن تعد نفسها لرفع تدريجي لبعض العقوبات الامريكية المفروضة على طرابلس، بل وحتى عودة لشكل من أشكال العلاقات الدبلوماسية، رغم أن البلدين لم يقطعا رسميا علاقاتهما الدبلوماسية ببعضهما.

في جانب متصل أعلن مصدر حكومي ايطالي الاربعاء أن رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني سيجري محادثات مع الزعيم الليبي معمر القذافي اثناء زيارة سريعة لطرابلس في العاشر من الشهر الحالي.

وسيكون برلسكوني اول زعيم غربي يزور ليبيا منذ أعلانها عن تخليها عن برامج أسلحتها المحظورة.

ومن المتوقع أن تشمل القضايا التي على جدول الاعمال جهود وقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين من السواحل الليبية الى اوروبا عبر ايطاليا، ومطالب طرابلس الخاصة بالتعويضات المتعلقة بالاستعمار الايطالي لليبيا خلال الفترة بين 1911 وحتى 1943.

وكانت ايطاليا قد خاضت حربا طويلة ضد المسلحين الليبيين خلال استعمارها لليبيا، وقد تركت القوات الايطالية وراءها آلاف الالغام الارضية المزروعة في مناطق واسعة من الصحراء، وهي ما زالت تشكل خطرا دائما حتى الآن.

كما ينتظر أن يجتمع مسؤولون أمريكيون وليبيون وبريطانيون في لندن الجمعة لإجراء محادثات تتطرق إلى امكانية تخفيف العقوبات الاقتصادية الامريكية، واستئناف التمثيل الدبلوماسي الأمريكي في طرابلس.

وقال ريتشارد باوتشر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن مساعد وزير الخارجية وليام بيرنز سينوب عن الولايات المتحدة في محادثات لندن.

إلا أن باوتشر لم يذكر أي تفاصيل عن الخطوات التي قد تتخذها واشنطن في شأن رفع العقوبات واعادة العلاقات الدبلوماسية.

ومن شأن رفع العقوبات السماح لشركات النفط الامريكية باستئناف نشاطاتها وأعمالها التي تخلت عنها عندما أرغمتها العقوبات على مغادرة ليبيا عام 1986.

إلا أن مسؤولا أمريكيا قال إن "هناك عدة مراحل في الطريق المفضي إلى علاقات أفضل مع ليبيا، وفي نهاية هذا الطريق ستكون هناك علاقات دبلوماسية طبيعية واندماجا كاملا في المجتمع الدولي".