انتحار الجوعى فى مصر

[ragab2]

هذا

هو الوجه الآخر والرأى الآخر

فى الاقتصاد المصرى

والرد العملى لتصريحات ارتفاع الدخل القومى والتصريحات الوردية بزيادة الاستثمارات

فى تحقيق صحفى بجريدة الاسبوع

..............

زمن الإنتحار

انتحار ' 5' مواطنين كلهم من الشباب!!

السيد جمال الدين بني سويف إيمان مأمون تصوير مجدي إبراهيم

ضاقت بهم السبل وسدت في وجوههم المنافذ، أعيتهم الحيل وأفقدهم العجز شعورهم بالحياة، فآثروا أن يفروا هربا من الجحيم، فارحمهم يا رب..

وارحم أطفالهم ونساءهم وآباءهم وامنح أمهاتهم الصبر الطويل، وازرع في قلوب ولاة أمورنا رحمة وعدلا كي يترفقوا بنا، كي لا يتركونا نمرض ونزداد فقرا وعجزا، كي لا يسدوا آذانهم وعيونهم عنا، كي يصدقوا أننا جميعا في سفينة واحدة تترنح وسط أمواج بحر واحد.

مات سيد والآخرون شباب مثل الورد شربوا السم وودعوا أحباءهم وماتوا.. دفعهم العجز إلي الرحيل المباغت، لم يشتروا ملابس العيد لأطفالهم ولم تدخل بيوتهم اللحم والفاكهة..

ومن غادروا قنوطا من رحمة الله كانوا في منتهي الطيبة والترفق بمن حولهم، ماتوا دون جلبة، ماتوا وهم يعتذرون عن ظروفهم التي لم يشاركوا في صنعها وتعقيدها..

رحمهم الله ونجانا من شر سؤال من لا حيلة له ومن يوم نطلب فيه صرف إعانة عاجلة لأسرة المنتحر 'أليس ضحية؟!'.

'قل يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم، لا تقنطوا من رحمة الله، إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم'.

صدق الله العظيم

سقط مواطن آخر، شاب اسمه سيد رجب، عمره 21 سنة، انضم لقائمة المنتحرين جوعا وكمدا ويأسا في حياة صارت لا تحتمل ، وهربا من معركة خاسرة من وجهة نظرهم حيث لم يعد هناك أي أمل.

هو صنايعي شاطر، سباك، يكسب رزقه بعرقه ، يوما بيوم، لكن ضاق الرزق وصار مثل غيره علي المقهي أو يقبع في المنزل بانتظار الفرج، تحمل وتحمل، حتي صارت لديه طفلة مثل القمر اسمها أمنية، عمرها سنة ونصف، لم يتحمل هذه المرة، صار الهم أكبر منه، وضاقت الدنيا وأصبحت مثل خرم الإبرة.. كيف ستكبر وتأكل وتلبس وتتعلم وتضحك وتغني.. كيف؟ لم يجد عنده ذرة شجاعة للمواجهة والاستمرار: فمن يقدر علي ذلك؟ سباك فقير لا يجد عملا منذ شهور طويلة، لا يجد الطعام أحيانا؟.. انتحر سيد مثل من سبقوه.

منذ عدة أيام استيقظ سيد رجب سيد محمد 21 سنة من نومه، نزل إلي الشارع صافح كل من لقيه في طريقه حتي أقاربه اتصل بهم يسلم عليهم، الكل استغرب: ماذا حدث لسيد؟ وبعد أذان الظهر صعد إلي منزله ببولاق الدكرور ظل يحتضن ابنته الصغيرة أمنية 'عام ونصف ' ويحملق فيها فسألته أمه: ما لك؟ فلم يرد لم يكن لديه سوي دموع محبوسة وغصة في الحلق، صرخت الطفلة وكأنها تسأله هي الأخري.. حبس والده ووالدته ألف سؤال في قلبيهما وقبل أن ينطقا حضنهما سيد وقبلهما ثم طلب من أمه كالعادة 'كام جنيه' آخر طلب ثم نزل إلي الشارع ومن مكان بعيد اشتري سم فئران أسرع بتناوله وعاد يتجول في شوارع بولاق الدكرور وكأنه يحفظ ملامح شوارعها الضيقة ووجوه سكانها الفقراء الطيبين لتبقي الصورة الأخيرة قبل الرحيل، ظل يسلم ويسلم علي الجميع حتي تسرب السم إلي جسده فسقط علي الأرض كان قد وصل إلي طابق الديابة ببولاق، تجمع الناس وهو يتلوي من شدة الألم عجز عن الرد علي أسئلتهم الملتاعة فأسرعوا بنقله لمستشفي بولاق ولكنه لفظ أنفاسه الأخيرة قبل وصوله، وفي نفس الوقت ذهب أحد الأشخاص الذين يعرفون منزل سيد إلي هناك وأبلغوا الأب والأم أن ابنهما تم نقله إلي المستشفي صرخت الأم وفزع الأشقاء وأسرع الجميع يحملون معهم أمنية الصغيرة إلي المستشفي وبعد وصولهم إلي هناك علموا أن الابن مات إثر تناول السم، لم يصدق الأم ولا الأب، ارتميا عليه وهما يصرخان علٌه يرد، الطفلة التي يبلغ عمرها عاما ونصف العام ظلت تحملق في والدها وهي لا تدري ماذا يحدث، وتعالت الصرخات داخل المستشفي وعلي الفور تم إبلاغ قسم شرطة بولاق الدكرور، فانتقل إلي مكان البلاغ الرائد علاء عابد رئيس مباحث بولاق الدكرور ومعاونا المباحث وبتفتيش ملابس سيد عثروا علي خطاب كتبه قبل أن ينتحر قال فيه: 'والدي العزيز أترك لك هذا الخطاب وأنا في كامل قواي العقلية وأرجوكم أن تعذروني لأنني تناولت سم الفئران وانتحرت لأنني لا أريد أن أكون 'عالة' أنا وابنتي أمنية عليكم لأنني أعرف ظروفك الصعبة جدا، أرجوكم اقرأوا الفاتحة وترحموا علي روحي وخذوا بالكم من أمنية'..وهنا بكي الجميع ..تم إخطار النيابة التي صرحت بدفن الجثة، وتم تشييع جنازة سيد في موكب حضره آلاف المواطنين من أهالي بولاق.

'الأسبوع' انتقلت إلي منزل والد المجني عليه، حيث يقطن في شقة ضيقة بمنزل قديم صعدنا إلي الطابق الرابع المكان عبارة عن غرفتين ضيقتين للغاية، كانت الأم جالسة تجتر أحزانها بينما غطي السواد ما حولها، عدد من النساء جئن للمجاملة وللتخفيف عن الأم بينما قبعت الطفلة التي فقدت والدها بجوارها.

بعد أن قدمنا لها واجب العزاء سألناها عن سيد فقالت الحاجة زينب خليل أحمد: هو الابن الأكبر ولدينا أحمد حاصل علي دبلوم ومحمد 16 سنة وأخيرا بدرية وزوجي يعمل سباكا.

كان سيد منذ صغره يساعد والده في عمل السباكة وذلك من أجل الانفاق علينا كان كل مليم يتقاضاه يعطيه لوالده ومنذ فترة تعرف علي فتاة من الاسكندرية وطلب من والده أن يذهب لخطبتها، وبالفعل تمت الخطبة واستأجر غرفة وتزوج فيها كان يعمل ليل نهار من أجل الإنفاق علي زوجته التي كانت تطلب منه نقودا كثيرة وهو دخله محدود جدا حيث إن العمل في السباكة غير دائم، ظلت تطارده بطلباتها وهو يطلب منها أن تتحمل ويقول: 'إن شاء الله هتفرج' ولكنها قلبت حياته إلي جحيم فهي تريد الخروج والفسح ووقت سيد ودخله لايسمحان وعندما حملت فرح سيد وقال ربما تتغير عندما تنجب وبعد أن وضعت الطفلة بأربعة أيام تركتها وهربت إلي منزل أهلها ولم تفكر حتي كيف سترضع واضطررنا لإرضاعها لبنا صناعيا، ومرت الأيام وترك سيد غرفته وجاء ليسكن معنا في شقتنا الضيقة كان يعمل ليل نهار من أجل ابنته لكن مصاريف الطفلة كانت أكثر من قدراته، فكيلو اللبن ثمنه جنيهان ونصف ومرت الأيام ومنذ فترة بدأ سيد يعاني من قلة العمل حيث كان يعمل يوما وعشرة لا وكذلك والده كان يمر بنفس الظروف والحياة صعبة والأسعار زادت ولا يوجد دخل وكان سيد حزينا جدا وفي حالة نفسية سيئة ويردد أمامنا دائما أنه وابنته يعيشان عالة علينا وكنت أصبره وأقول: 'إن شاء الله هتفرج'.

وروي لنا عم رجب أن ابنه كان مصمما علي طلاق زوجته بعد أن تركت الطفلة وهي قطعة لحم حمراء ولكن عندما ذهب للمأذون وجده يطلب منه 200 جنيه رسوما للطلاق فتراجع لأنه لا يملك مليما ، كنا نحاول أن نصبره ولكن كان ينظر إلي ابنته ويقول لها أنا مش عارف أصرف عليكي يا أمنية كان هذا الكلام يجعل أمه تبكي وتربت علي كتفه وتقول له: لها رب اسمه الكريم وربنا هيفرجها، مرت علينا أيام رمضان بالعافية ولم نكن نجد ما يسد رمقنا وجاء يوم العيد وأخذ سيد يبكي وهو يحدث أمنية ويقول: كان نفسي أشتري لك فستان العيد زي باقي البنات، ماتزعليش.

وكانت الطفلة تبتسم في براءة وكأنها تقول له: 'أنا مش زعلانة يا بابا' وبعد العيد ظللت وسيد نبحث عن عمل ولم نجد، كان سيد قلقا دائما في نومه بالليل لدرجة أنه لا ينام سوي ساعات قليلة وكان كل يوم ينزل مبكرا للبحث عن عمل ويعود دون جدوي.

واختتم الأب كلامه قائلا: أخشي أن ينتحر باقي أولادي من شدة الفقر فها هو ابني الحاصل علي دبلوم يبحث عن عمل ولا يجد وابني الآخر وابنتي أفكر أن أخرجهما من المدرسة لأنني لا أستطيع الانفاق عليهما.

وانتحار سائق

ومن زحام بولاق الدكرور ووطأة الظروف هناك إلي تفاصيل مشابهة رغم اختلاف الجغرافيا، فنحن الآن نتابع مأساة أخري في إحدي قري مركز ببا، مكان فقير آخر، وسكان فقراء آخرون وظروف سوداء تجمع الكل.

المنتحر شاب أيضا مثل سيد، اسمه أيمن، عمره 30 سنة، كان يعمل سائقا أرزقيا، واستغني صاحب السيارة التي كان يعمل عليها عن خدماته، فصار بلا عمل، ضغطت الظروف أكثر وأكثر فاختنق، قبله اختنقت الزوجة التي لم تعد تتحمل فتركت منزل الزوجية وهربت بأطفالها لمنزل أسرتها، بعد أن عجز الزوج عن توفير الطعام لها وللأبناء فقد كان شهر رمضان أكثر قسوة هذا العام ومن بعده العيد، حاول الرجل أن يستعيد زوجته بمساعدة الأهل والأصدقاء لكنها رفضت العودة إلا إذا صار له عمل ينفق منه عليها وعلي أولادها، ضاقت الدائرة، ووجد نفسه عاجزا وحيدا يائسا ..هجرته أسرته لفقره وعجزه، وفي لحظة ضعف غير مسبوقة تناول أيمن مبيدا حشريا ساما ليرتاح ويريح الآخرين للأبد.

وتلقي العميد أسامة الفاتح مأمور مركز ببا إخطارا من مستشفي ببا المركزي بوصول أيمن طه عبد الرازق 'سائق' للمستشفي ووفاته فور دخوله نتيجة تناوله مادة سامة، ويقطن بقرية غياضة شرقية التابعة لمركز ببا.

جاءت تحريات العقيد سيد جاد الحق رئيس المباحث بمديرية أمن بني سويف لتؤكد أن الشاب كان دائم الخلاف مع زوجته بسبب عدم قدرته علي الإنفاق علي الأسرة بعد أن استغني عنه صاحب السيارة التي يعمل عليها وبعد فشل مساعي الصلح بينهما قرر في لحظة يأس التخلص من حياته.

بني سويف انتحر فيها آخرون قبل ذلك لنفس الأسباب تقريبا، منهم :محمود محمد عبد العظيم عبد الجواد ابن قرية منهرة التابعة لمركز إهناسيا الذي أشعل النار في نفسه بعد سفره للقاهرة، كان محمود قد فقد الأمل في العثور علي أي عمل.

من نفس القرية منتحر آخر اسمه مختار عبد الفهيم عبد الجواد تناول مادة سامة بعد خلافات مع أسرته، وأخيرا مختار سيد راضي شاب وأيضا أعياه البحث عن عمل وانتظر أن تتحسن ظروفه حتي فقد الأمل وأصابه اليأس.

أربع حالات انتحار من محافظة واحدة، وتوجد حالات أخري في محافظات كثيرة وبني سويف علي سبيل المثال فقط.

http://www.elosboa.com/elosboa/issues/354/0605.asp

[yasser6666]

ليه كده ياأستاذ رجب بس ...والله انا شكلي مش حنعرف ننام الليلة من الغيظ والظلم اللي وصل مداه ده ..

اصلي لسه كنت قريت مقاله قبل موضوعك ده مباشرة عن "راقصة مصر الأولي" وبيتكلم عن ان ثروة الراقصة "دينا" وصلت الي 58 مليون دولار, وأن رصيدها في البنوك فقط 17 مليون جنيه, بالإضافة إلى مقتنيات من الماس والذهب تقدر بـ 20 مليون جنيه ...وفيفي عبده بترد وتقول "إن لديها أموالا لو وقفت عليها في مصر لاستطاعت رؤية جنوب افريقيا"

!!!وهاهي الوصلة:

http://www.elaph.com:9090/elaph/arabic/fro...982081271109900

ايه اللي وصلناله ده ...ايه كمية الفساد والظلم للشعب ده كله ...ازاي نكرم الفنانين والراقصات ونجعل منهم "فخر مصر" علي رأي صفوت الشريف ونترك العامة للمبيدات الحشرية ولسم الفئران??

كيف نسمح ان يطردوا الدعاة امثال عمر عبد الكافي وعمرو خالد وغيرهم الكثير ونستبدلهم بنانسي عجرم والراقصات الروسيات...

مقولة احترمها جدأ ل MuslimaEgyptian واتذكرها الأن......

""يارب، أحمى مصر التى كرمتها بذكرها بالقرآن، وخلصنا من هؤلاء قريبا...فالوضع فاق كل التصورات ... ""