dr/alfa بتاريخ: 6 فبراير 2010 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 6 فبراير 2010 (معدل) الآية 114 من سورة النساء ( لا خير فى كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو اصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما ) يقول العلامة السعدي فى تفسيره:- أي: لا خير في كثير مما يتناجى به الناس ويتخاطبون، وإذا لم يكن فيه خير ، فإما فائدة فيه كفضول الكلام المباح وإما شر ومضرة محضة ، كالكلام المحرم بجميع أنواعه . ثم استثنى تعالى : "الامن امر بصدقة " من مال او علم ، او أي : نفع كان ، بل لعله يدخل فيه العبادات القاصرة ، كالتسبيح والتحميد ، ونحوه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم " ان بكل تسبيحة صدقة ، وكل تكبيرة صدقة ، وكل تهليلة صدقة ، أمر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر ، وفي بضع احدكم صدقة " الحديث . "او معروف " هو الإحسان والطاعة ، وكل ما عرف في الشرع حسنه ، وإذا أطلق الأمر بالمعروف من غير أن يقرن بالنهي عن المنكر دخل فيه النهي عن المنكر ، ذلك لان ترك المنهيات من المعروف ، وأيضا لا يتم فعل الخير إلا بترك الشر . أما عند الاقتران ، فيفسر المعروف بفعل المأمور ، والمنكر بترك النهي . " او إصلاح بين الناس " والإصلاح لا يكون إلا بين متنازعين متخاصمين ، والنزاع والخصام والتغاضب ، يوجب من الشر والفرقة ما لايمكن حصره ، فذلك حث الشارع على الاصلاح بين الناس في الدماء والأموال والأعراض ، بل وفي الاديان، كما قال تعالى " واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا" وقال تعالى :" وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما ، فان بغت احداهما على فقاتلوا التى تبغى حتى تفيء الى امر الله "الاية . وقال تعالى : " والصلح الخير " والساعي في الإصلاح بين الناس افضل من القانت بالصلاة ،والصيام والصدقة ، والمصلح لابد ان يصلح الله سعيه و عمله . كما ان الساعي في الافساد لايصلح الله عمله ، ولايتم له مقصوده كما قال تعالى " ان الله لايصلح عمل المفسدين " . فهذه الاشياء حيثما فعلت فهي خير ، كما دل على ذلك الاستثناء. ولكن كمال الأجر وتمامه بحسب النية و الإخلاص ، ولهذا قال :" ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف يؤتيه أجرا عظيما" فلهذا يبتغى للعبد ان يقصد وجه الله تعالى ويخلص العمل لله في كل وقت، وفي كل جزء من اجزاء الخير ،ليحصل له بذلك الأجر العظيم ، وليتعود الاخلاص ، فيكون من المخلصين ، وليتم له الأجر ، سواء تم مقصوده أم لا ، لان النية حصلت ، واقترن بها ما يمكن من العمل . انتهي تفسير السعدي . هذه الآية من الآيات العظيمة وذات المنافع الجليلة والتى أكثر العلماء من الاستدلال بها فى أفعال الخيرا وقد ذكر الشيخ محمد المنجد فى أحد دروسه فوائد كثيرة من تلك الآية منها على سبيل الذكر لا الحصر :- 1- أن فيها أمر بكل أنواع الصدقة (التصدق على النفس والغير , والتصدق بالمال والعلم والجاه ) 2- فيها الحث على المبادرة على فعل الخيرات من صدقة وامر بالمعروف واصلاح ذات البين , وذلك خشية فوات وقتها أو العجز عن اتيانها إذا ما اجلت , والترغيب فيها بعظيم الأجر فى الدنيا والأخرة . 3- فيها فضل الاصلاح بين الناس , وفضل الاعمال المتعدية النفع عموما , ولما فى الاصلاح بين الناس من حفظ للأموال والأعراض . 4- وفيها أنه ينبغي على المرء قصد وجه الله تعالى فى كل وقت وفي كل عمل من أعمال الخير والبر 5- وفيها أن من أراد الخير يؤجر عليه بثواب عظيم فى الآخرة , سواء ظهرت نتيجة عمله أم لم تظهر , مادام محتسبا للأجر عند الله . 6- فيها فضل بذل المال وفضل بذل الجهد لإزالة فساد ذات البين والاعتناء بها من بين عامة أعمال البر 7- وفي مضامين الآية دلالة على شرف العلم والعمل به . 8- وفيها رعاية أحوال القلب فى الأعمال لقوله (ابتغاء مرضات الله ) فقد روعي أمر الاخلاص عند فعل الخيرا لله تعالى . 9- وفيها تصفية النفوس عن الامتثال لغير الله عند عمل الخير . 10- وفيها الحذر مما يكون فى الاجتماعات السرية لما يشتمل كثير منها من العمل بالسوء والحض عليه , ويستثني من ذلك ما كان فيه مصلحة مباحة لعموم المسلمين او بعض أفرادهم كالتناجي والاسرار فى ما يخص أسرار الشركات والمصانع وأسرار المنتجات وخلافه وأمثلة ذلك يكون الاسرار فيها محمود . 11- وفيها حماية المجتمع الاسلامي من تدبير الخيانات واخفاء الشرور وايقاع الحزن بين نفوس أفراده وذلك بمنع النجوي وتحريمها إلا فى أمور الخير المذكورة . 12- ومنها أخذ الحيطة والحذر من المتسارين لأن نجواهم يغلب عليها الشر . 13- ومنها فضل التقرب لله بالأعمال الصالحة , وابتغاء الزلفي اليه فيها . 14- الحرص على مجامع الخيرات كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. 15- الأعمال الجليل الصالحة لا يستفاد منها إلا بالإخلاص 16- فيها أيضا فضل تشاور المؤمنين مع بعضهم فى أعمال الخير 17- فيها ان كثيرا من اعمال البر تحتاج الى تعاون بين المسلمين . 18- وفيها حث لمن له قوة ومكانة وسلطان على استعمال مكانته فى الأمر بالخير وحمل الناس عليه (لقوله :-(إلا من أمر ) 19- فيها دلالة على خيرية من يأمر بفعل الخيرات , وأن هناك آمر بها وآخر فاعل لها , والدلالة على الثناء على كليهما وعلى علو منزلة من جمع بين الوجهين . 20- منها الدلالة على فضل الجمع بين أوجه الخير الثلاثة المذكورة لقوله (ومن يفعل ذلك) وقد يقصد بها من فعل وجها من تلك الوجوه فله أجر عظيم أيضا , ولكن الجمع أولى وأعظم . 21- الحذر مما لا فائدة فيها من التناجي وفضول الكلام المباح , لأن الاستثناء جاء لأعمال الخير والأمر بها . 22- أن الأصل والقاعدة هو الاعلان والافصاح عن أمور الخير فلا يلجأ فيها الى التناجي إلا إذل غلبت المصلحة من وراء الاسرار فيها . 23- ومنها ان الاختلاط والاجتماع على الخير مقدم على العزلة فيه . 24- يفهم من الآية أن نفي الشيء اثبات لضده (غالبا) لقوله تعالى (لا خير في كثير ) فيه اثبات للشر , أي أن الشر كل الشر فى كثير من التناجي 25- كذلك الأمر بالشيء نهي عن ضده :- لقوله تعالى (أو معروف ) فإن الأمر بالمعروف يستلزم نهي عن المنكر فى نفس الوقت , فأنت حين تأمر بالصلاة فإنك تنهي عن تركها والله أعلم . 26- قوله تعالى (فسوف نؤتيه ) الإيتاء يكون فى المستقبل البعيد والمقصود به فى الآخرة , وفي ذلك دلالة على عظيم الأجر فى الآخرة لحقارة الدنيا مقارنة بعظم الثواب فى الآخرة , وفي قراءة أخري جاءت لفظة (نؤته) بدل (نؤتيه) وهي صحيحة ولكنها تدل على قرب الثواب فى الدنيا وهو تفسير جائز للآية . 27- التحذير من آفات اللسان والوقوع فيها (لا خير في كثير من نجواهم ) 28- فضل الصدقة لما فيها من تزكية المال وتطهير النفس من آفة الشح ولما فيها من نفع متعدي للآخرين وتكافل بين المسلين . 29- فيها فضل الصدقة على الاصلاح بين الناس لما فيها من بذل المحبوب الذي تتعلق به النفس وهو المال . ويفهم من ذلك أن (تقديم المنفعة للناس ) مقدم على ( إزالة الضرر عنهم) والجمع بين ذلك كله اعظم ثوابا . 30- وفيها السعي فى التأليف بين قلوب المسلمين بالمودة والحرص على ذلك ولو احتيج الى الكذب 31- تقديم الصدقة على الأمر بالمعروف , ويفهم ذلك من سياق الآية الكريم . 32- قوله تعالى (ومن يفعل ذلك ) :- ذلك --- اسم اشارة للبعيد دلالة على ارتفاع منزلة ورفعة شأن هذه الأسماء والاعمال . 33- حث المؤمنين على طلب الجزاء فى الآخرة لأن الدنيا أحقر من أن ينتظر فيها جزاء وأن يكون جزاء الله محصورا فيها تم تعديل 6 فبراير 2010 بواسطة dr/alfa قال الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه : " أيعجز أحدكم أن يكسب في كل يوم 1000 حسنة! فسأل سائل من جلسائه: كيف يكسب1000حسنة؟ فقال: يسبح 100 تسبيحة فيكتب له 1000 حسنة أو يحط عنه 1000 خطيئة " رواه مسلم. رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان