أسامة الكباريتي بتاريخ: 21 أكتوبر 2002 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 21 أكتوبر 2002 في دراسة لمركز ستراتفور الأمريكي للمعلومات والدراسات : مأزق (شارون) بعد حرق أوراقه العسكرية بلا جدوى عصام عبد العزيز - البيان الإماراتية جرب (آرئيل شارون) أسلوب الاغتيالات الفردية، والاجتياح العسكري الشامل، والحصار الاقتصادي، وحظر التجول، ومنع الانتقال، ورغم ذلك كله لا يظهر في الأفق - حسب قول دراسة أعدها مركز ستراتفور للمعلومات والدراسات - إن رئيس الوزراء الصهيوني تمكن من كسر روح المقاومة لدى الشعب الفلسطيني . وتقدّم الدراسة تحليلاً ليس فقط لنتائج تلك المحاولات المختلفة التي يصفها المركز بأنها وصلت إلى ذروتها في عملية (السور الواقي) العسكرية الشاملة، ولكن لما يمكن أن تتطور إليه الأمور في المستقبل . ويقول تحليل المركز إن أي دراسة شاملة لخيارات (آرئيل شارون) توضح أنه يواجه مأزقا استراتيجياً بعد إخفاق (سلاحه النهائي)، أي اجتياح المناطق الفلسطينية عسكرياً . بل يرى التحليل أن ذلك الاجتياح يكشف عن فشل المخابرات الصهيونية التي لو كانت علمت بالشبكات الفلسطينية لاختارت العمليات الجراحية الدقيقة لاستئصال هذه الشبكات بدلاً من استخدام المطرقة العسكرية التي أدّت إلى خفض للعمليات الاستشهادية إلا أنه خفض مؤقت ولا يعني بحال أن هذه العمليات لن تستأنف، كما حدث بالفعل . وفسّر المعهد إحجام الكيان الصهيوني عن اقتحام غزة بأنه راجع لعدد من الأسباب، منها أن الصهاينة أنفسهم لم يكونوا واثقين من أن هذا الاقتحام سيحقّق أي نتائج إيجابية. وأضاف التحليل: "وإذا ما قدر للعمليات الاستشهادية الفلسطينية أن تستمر بعد اقتحام غزة والعمليات العسكرية (الإسرائيلية) الكبيرة في الضفة الغربية فإن ذلك كفيل بخلق أزمة ثقة في استراتيجية الجيش (الإسرائيلي)". وعلى نحو معاكس فقد كان ذلك كفيل أيضاً بتعزيز ثقة المنظمات الفلسطينية في قدراتها على البقاء رغم الضربات الصهيونية . ولأن القدرات المخابراتية الصهيونية سبق أن فشلت في وضع صورة دقيقة لشبكات العمليات الاستشهادية، ولأن العمليات العسكرية في الضفة، ثم في غزة - لو كانت سلطات الاحتلال قد قامت بها - لم تكن لتضع حداً لتلك العمليات، فإن خيارات الصهاينة بعد اقتحام غزة - لو كانوا قد اقتحموها - كانت ستصبح معدومة تقريباً . فقد جرّبوا ما أطلقوا عليه اسم عمليات الاغتيال الوقائي ثم جرّبوا الاجتياح العسكري لكافة المناطق الفلسطينية ولم يسفر ذلك كله عن توقف العمليات الاستشهادية . ويعني تحليل المعهد أن الحكومة الصهيونية أبقت ورقة اجتياح غزة كي تترك لنفسها خياراً واحداً على الأقل تلوح به في حالة تجدّد العمليات الاستشهادية رغم اقتناع هذه الحكومة نفسها بأن اجتياح غزة أو المناطق الفلسطينية في الضفة الغربية لن يحقق هدفها بوقف تلك العمليات، ورغم إدراكها لأن كافة السبل الأخرى - غير سبيل المفاوضات - لن يحققه أيضاً . ويعكس ذلك في رؤية "ستراتفور" البعد الأول لأزمة (أرئيل شارون)، أي إخفاقه الكامل في فرض الصمت والإذعان على الشعب الفلسطيني باستخدام القوة المجردة . أما البعد الثاني لتلك الأزمة كما يرد في تحليل المعهد الأمريكي فإنه بعد دبلوماسي . إذ يشير ستراتفور إلى أن الولايات المتحدة وصلت إلى إدراك أنه يتحتم عليها - خدمة لمصالحها - أن تحتوي المواجهة الفلسطينية – الصهيونية . ويقول التحليل : "إن الجانبين - الولايات المتحدة و(إسرائيل) - أدركتا أن اقتحام قطاع غزة لن ينهي عمليات المقاومة ضد (إسرائيل)، وأن واشنطن كانت ستتفهم أي قرار (إسرائيلي) باقتحام القطاع لو كان من شأن ذلك أن يوقف تلك العمليات . إلا أن المعادلة بدت واضحة ولن تحقّق (إسرائيل) هدفها في وقف هذه العمليات إذا ما دخلت غزة، ولكنها ستؤجج فحسب من التهاب الموقف في المنطقة، أي أنها عملية بلا أرباح لـ (إسرائيل)، وبكثير من الخسائر للولايات المتحدة التي تريد تجنّب المزيد من التوتر في الشرق الأوسط . وكان من شأن إصرار (إسرائيل) على القيام بعملية لها مثل هذه النتائج - التي لن تفيد (إسرائيل) وستضر بالسياسة الخارجية لواشنطن - أن يؤدي إلى أزمة دبلوماسية مع إدارة الرئيس بوش" . سيناريو استراتيجي : ويقول تحليل ستراتفور : "إن شارون يعلم أن هناك سيناريو استراتيجياً له أبعاد الكابوس بالنسبة لـ (إسرائيل)، وهو سيناريو يذكر بما حدث قبل نحو 30 عاماً، ويلخص المعهد ذلك السيناريو الذي يشكّل أفق المخاوف (الإسرائيلية) في المستقبل على النحو التالي : إذا ما قامت حكومة مصرية بإلغاء اتفاقيات كامب ديفيد وصياغة تحالف إقليمي يهدف إلى مهاجمة (إسرائيل) من كل الاتجاهات مع وجود ما يزيد على 3 ملايين فلسطيني داخل المناطق الخاضعة لسيطرة (إسرائيل)، وبوسع الفلسطينيين في هذه الحالة قطع خطوط الإمدادات (الإسرائيلية) وإرباك خطوط الاتصالات وشن هجمات داخل (إسرائيل) . إن حرباً من هذا النوع لا يمكن لـ (إسرائيل) أن تنتصر فيها" . ويضيف ستراتفور : "من الوجهة العملية لا تزال (إسرائيل) بعيدة كثيراً عن مثل هذا السيناريو، ولكن من الوجهة العسكرية العملية فإن شارون يدرك أن التوصل إلى تفاهم مستقر مع الفلسطينيين هو أمر جوهري للأمن (الإسرائيلي) . فضلاً عن ذلك فإنه يدرك أن أمامه الكثير من الوقت للتوصل إلى مثل هذا التفاهم" . رغم ذلك فإنه - أي شارون - يعي أن على الكيان الصهيوني أن يتفاوض مع الفلسطينيين من موقع القوة القصوى، وهو الموقع الذي سعى شارون من البداية للوصول إليه . فقد أراد رئيس الوزراء الصهيوني أن يجعل الفلسطينيين غير قادرين على ممارسة أي عمل عسكري هجومي ضد الكيان أياً كان نوع هذا العمل . وعند وصوله إلى هذه النقطة فإنه ينوي كما أوضح أن يبدأ محاولته التوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين . و أضاف التقرير : "إلا أن شارون يواجه في هذا السياق ثلاث مشاكل . الأولى هي أن الواضح أن عملياته العسكرية أدّت إلى تراجع القدرات الفلسطينية على شن هذا النوع من الهجمات إلا أن الجميع يعلمون أنها لم تقضِ تماماً على هذه القدرات . ويشير المنطق إلى أن هذه القدرات ستعود للنمو بمرور الوقت" . المشكلة الثانية هي أن رئيس الوزراء الصهيوني لا يمتلك الآن أي خيارات عسكرية متبقية لمواصلة استراتيجيته . أما المشكلة الثالثة فإنها تتمثل في تصويت اللجنة المركزية لليكود أخيراً برفض إقامة دولة فلسطينية . ويشير التحليل إلى هذا التصويت باعتباره يعكس خلافاً داخل الكيان الصهيوني في رؤية الدور المتوقع للدولة الفلسطينية من زاوية علاقته بالأمن الصهيوني، إذ يقول إن من يقبلون بإقامة دولة فلسطينية يقولون إن إقامتها ستؤدي إلى إنهاء "التهديد من الداخل" الذي تتعرض له (إسرائيل)" . إلا أن أغلبية أعضاء اللجنة المركزية لليكود بقيادة بنيامين نتنياهو يرون أن افتراض تحوّل الدولة الفلسطينية الموعودة إلى دولة تابعة للكيان الصهيوني أو حليفة لها هو افتراض خاطئ تماماً . ويعكس هذا التحليل ربما إصرار (آرئيل شارون) - كما فعل في خطابه إلى الكنيست مؤخراً على أمرين محددين، الأول هو وقف العنف و(الإرهاب) والتحريض الفلسطيني تماماً، والثاني هو (إصلاح) السلطة الفلسطينية، وذلك كشرطين مسبقين لبدء التفاوض مع الفلسطينيين !! . و يتفق هذان الشرطان مع تحليل ستراتفور عن رغبة شارون في التفاوض من نقطة القوة القصوى التي لن تتحقق إلا بعد إنهاء قدرة الفلسطينيين على القيام بأي عمليات ذات طابع هجومي ضد (إسرائيل) - حسب قول المعهد - فضلاً عن ضمان ألا تتحول الدولة الفلسطينية المقبلة إلى تهديد للكيان الصهيوني وذلك عبر إدخال (إصلاحات) على السلطة الفلسطينية على نحو ما يريده شارون وليس على نحو ما تريده هذه السلطة نفسها . فضلا عن ذلك فإن تحليل المعهد الذي صدر قبل أن يلقي شارون خطابه في الكنيست أشار - كما سبق - إلى سعي رئيس الوزراء الصهيوني إلى الوصول إلى (تفاهم مستقر) – وهو ليس حلاً نهائياً - مع الفلسطينيين . ويتفق ذلك مع ما ورد بخطاب شارون من سعيه إلى التوصل إلى (اتفاق مرحلي طويل الأمد) مع الفلسطينيين قبل التقدم نحو الحل النهائي . و يشير تحليل ستراتفور إلى أن من يقفون وراء تصويت اللجنة المركزية لليكود برفض إقامة الدولة الفلسطينية يفكّرون بلا توقف في السيناريو الأسوأ الذي سبقت الإشارة إليه، أي سيناريو إلغاء الاتفاقيات بين مصر والأردن و(إسرائيل) - في ظروف مستقبلية مختلفة ولا يمكن التكهن بها الآن – ومن ثم تحوّل الدولة الفلسطينية إلى شوكة في قلب (إسرائيل) إذا ما تمكّن العرب من ردم الفجوة التي تفصل قدراتهم العسكرية عن القدرات الصهيونية ومن ثم إذا ما قرّروا شن الحرب ضد الدولة اليهودية . و يضيف ستراتفور : "و ليست وجهة نظر الليكوديين المعارضين لإقامة دولة فلسطينية وجهة نظر حمقاء تماماً، فهناك قوى فلسطينية مؤثرة ترى أن هذه الدولة ما هي إلا خطوة تجاه تل أبيب . فضلاً عن ذلك وبصرف النظر عن المشاعر والأقوال السائدة الآن فإن الدولة الفلسطينية التي يدور الحديث عنها الآن ستعاني من نواقص كثيرة من الزوايا الاقتصادية والجغرافية والعسكرية والسياسية . إن هذه الدولة لا تستطيع أن تضمن وجود فلسطين مستقلة" . الدولة الفلسطينية : يستطرد المعهد : "و لكن مشكلة الرؤية التي طرحها الليكود برفضه إقامة دولة فلسطينية هي أن التجمّع لم يطرح أية رؤية أخرى بديلة تشكل حلا للنزاع . فإذا كان تدمير المقاومة الفلسطينية هو أمر مستحيل بالقوة العسكرية التي استخدمت خلال الشهر المنصرم فإن ذلك يعني أن الليكود يقترح أحد أمرين : الأول هو استخدام المزيد من القوة العسكرية العنيفة ضد الفلسطينيين وهو أمر قد يؤدّي إلى إخضاعهم ولكن لفترة مؤقتة وبصورة جزئية . أما الحل الثاني فهو إجبار الفلسطينيين على الرحيل إلى الأردن" . إلا أن إجبار 3 ملايين إنسان على عبور النهر لن يكون أمراً صعباً فحسب، ولكنه سيخلق أيضاً أزمة داخل الكيان الصهيوني وعلى مضار علاقتها بالعالم ويمكن له أن يؤدي إلى تأثيرات بالغة السلبية على الأمن الصهيوني رغم أنه أمر يحدث بحجة خدمة هذا الأمن . و يقول ستراتفور: "إن تصويت الليكود ترك (إسرائيل) وشارون بدون أي هامش للمناورة . فإذا لم تكن الدولة الفلسطينية موضوعة على المائدة، فليس ثمة أساس للتفاوض من الأصل. لقد تحمّل الفلسطينيون مشقات هائلة للوصول إلى دولة، وأي تصوّر بأنهم سيخضعون ويستسلمون إذا ما تلقّوا وعداً بإدارة ذاتية باهتة وضعيفة تحت الحكم (الإسرائيلي) هو عبث كامل. لقد برهن الفلسطينيون على قدرتهم على التحمّل وعلى استطاعتهم الرد على الاحتلال رغم كل ما يواجهونه" . ويستطرد التحليل: "و يترك هذا شارون في مواجهة مشكلة لا تكاد تصدق . فقد عجز رئيس الوزراء عن خلق الشروط التي أمل في خلقها حين استخدم القوة العسكرية، كما أنه لا يمتلك بدائل عسكرية في الوقت الراهن على الأقل كما أثبتت قرارات إلغاء اقتحام غزة . لقد تلخّصت ورقته الأساسية في التحرّك من أقصى موقع للقوة نحو إقامة دولة فلسطينية مشروطة وقد اتضح أنه أخفق أولاً في الوصول إلى أقصى موقع للقوة، ثم ها هو حزبه يجرّده من هذه الورقة النهائية التي حدّدها لنفسه منذ أسبوعه الأول في رئاسة الحكومة (الإسرائيلية) وربما قبل ذلك" . ويقول ستراتفور: "و ليس من الواضح الآن ماذا سيفعل (آرئيل شارون). إن استراتيجيته تبدو معلقة في الهواء بسبب الرفض الفلسطيني للاستسلام وبسبب تصويت لجنة الليكود المركزية . ولن تلبث واشنطن أن تسأل رئيس الوزراء عن توضيح لموقفه إزاء تصويت الليكود" . فإذا ما وقف شارون مع حزبه فإن ذلك لابد أن يؤدّي إلى توتّر كبير في علاقته بالولايات المتحدة . وبوسع رئيس الوزراء أن ينشقّ عن الليكود ويشكّل تحالفاً سياسياً يضمّ عدداً كبيراً من أعضاء الحزب، إلا أن الأرقام لا تشجع على الاعتقاد بنجاح هذه المناورة . كما أن بوسعه أن يعلن عن إجراء انتخابات عامة جديدة، إلا أن هناك احتمالاً بأن يخسر هذه الانتخابات . فضلاً عن هذا فإن الانقسام الحاد الذي شطر المجتمع الاستيطاني الصهيوني طيلة السنوات الماضية لن يتبدّد، إن شارون يواجه مأزقاً حقيقياً. وليس من السهل التكهّن بالطريقة التي سيخرج بها رئيس الوزراء من هذا المأزق. يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان