عادل أبوزيد بتاريخ: 10 فبراير 2010 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 10 فبراير 2010 رفضت تماما تعبير عنصرى الأمة من منطلق شعورى الكامل بمصريتى حتى الأعماق و من خلال معايشات مع زملاء و أصدقاء و جيران مسيحيين و مصريين ... أكرر مصريين بلا حدود و قد عبرت عن وجهة نظرى هذه فى مداخلة لى فى موضوع مالم ندرسه فى المدارس. ما سبق كان إستهلالا لابد منه قرأت مقالا جميلا اليوم فى جريدة "المصرى اليوم" و هو للكاتبة فريدة الشوباشى بعنوان بل عنصر واحد و عرفت من المقال لأول مرة أن الكاتبة فى حياتها الشخصية تجسد حقيقة أن المصريين عنصر واحد ..... المقال قصيدة راقية فى حب الوطن أردت أن أشرككم معى فيها. فريدة الشوباشى تكتب: بل عنصر واحد١٠/ ٢/ ٢٠١٠ ينتابنى غيظ قد يصل أحياناً إلى حد الثورة من استخدامنا لبعض «المصطلحات» الجاهزة، التى تحمل أحياناً فى ثناياها بذور الهلاك، وبالطبع فإن البعض يستخدم مثل هذه المصطلحات بحسن نية وفى كثير من الأحيان، عن استسهال دون بذل الجهد المطلوب فى تمحيص مغزاها، ومن بين هذه المصطلحات عبارة «عنصرا الأمة» فى الإشارة إلى المصريين المسلمين والمصريين الأقباط.. وحسب معلوماتى المتواضعة فإن كلمة «عنصر» تعنى خصوصية لجنس بشرى «تمييزاً» له عن غيره من حيث الملامح والقامة ولون البشرة وأحياناً اللغة وغيرها وهو ما لا ينطبق بأى حال من الأحوال على المواطنين المصريين، فهم منذ آلاف السنين أبناء هذه الأرض بحضارتها التى أفاءت على البشرية جمعاء، والتى لاتزال تحتفظ بقدرتها الفائقة على الإبهار والإعجاب بها.. وأذكر أن برنامجاً وثائقياً بالتليفزيون الفرنسى عن الأهرام، أشاد بالمعجزة المصرية فى بنائها، وأكد أن العلم الحديث، رغم تقدمه الهائل وثورة التكنولوجيا التى فتحت الآلاف من أبواب المعرفة اللانهائية، لم ينجح حتى الآن فى فك لغز كيفية بناء «الأهرام» وكيف استطاع المصريون القدماء «رفع» الأحجار كل هذا الارتفاع الشاهق والشامخ.. وعندما دخلت المسيحية إلى مصر اعتنقها كثيرون تماماً مثلما اعتنق المصريون الدين الإسلامى بعد الفتح العربى الإسلامى لمصر.. أى أن «العنصر» المصرى لم يتغير وإنما فقط انتقل جزء منه إلى الإيمان بعقيدة سماوية أو أخرى من إحدى الديانات التوحيدية الثلاث اليهودية ثم المسيحية فالإسلام.. وأشعر أننى فى حالتى الشخصية لست بحاجة إلى تأكيد ماهية «عنصرى»، حيث إننى اقترنت بزوجى الكاتب الراحل على الشوباشى وأنا أدين بالمسيحية وبعد نحو خمس سنوات من زواجنا، اقتنعت بالإسلام واعتبرته تتويجاً لتدينى، أى أننى لم أُنكر كل المبادئ السامية التى سرت على هداها طوال ما يقرب من ربع قرن من عمرى ثم هدتنى قراءاتى فى كلية الحقوق بجامعة القاهرة إلى الإيمان بالاسلام واختياره ديناً.. وهذه الأيام التى كثر فيها الحديث عن «الوحدة الوطنية» و«عنصرى الأمة» استبدت بى دهشة عميقة.. ماذا تعنى كلمة «عنصر» هنا، فهل تغيرت «جيناتى» مثلاً عندما انتقلت من المسيحية إلى الإسلام؟ وهل تغيرت علاقتى بوطنى أو ازدادت عمقاً بدخولى الإسلام؟ أم أن الذى طرأ هو تغير علاقتى بالخالق وحده فأصبحت تضرعاتى إليه وصلواتى بمفردات مغايرة؟.. وحيث إن هذه العلاقة، علاقة الإنسان بخالقه، من أشد الخصوصيات قدسية واحتراماً، فقد بقيت لأكثر من أربعين عاماً لا أسمح لأحد بمناقشتى فى معتقداتى الدينية، وكما لم أرضخ لأى تهديد للرجوع عما أصبحت أُؤمن به حتى لو كان مسدسا مصوباً إلى رأسى، إذ أنتمى لأسرة صعيدية محافظة.. ولدى أسبابى فى رفض وصف أبناء وطنى بـ«عنصرى الأمة»، وشطرهم إلى نصفين أو إلى ملايين من هذا العنصر وملايين أخرى من عنصر مغاير! فنحن لسنا عرباً وأكراداً أو عرباً وأمازيغ أو عرباً وأى أقلية عرقية أخرى.. فأنا تشربت مبادئ الوطنية من والدى الذى طالبته أمى بالبحث عن أخى، بعد أن اختفى عن الأنظار، وعاد والدى دون أخى.. سألته أمى بلهفة: أين الولد؟ ألم تعثر عليه؟ أجابها: بلى ولكنه تطوع فى مدرسة المدينة الثانوية للانضمام إلى المقاومة الشعبية ضد أطراف العدوان الثلاثى عام ١٩٥٦، وكذب أخى على القائمين على تنظيم المقاومة، حيث كان فى الخامسة عشرة من العمر وادعى أنه وفقاً للشروط، فى الثامنة عشرة.. خبطت أمى على صدرها ملتاعة وهى تقول: الولد حيموت.. نهرها أبى قائلاً بحسم: أوشت (أى، اسكتى!) هل هو أغلى ممن ماتوا ويموتون فى سيناء دفاعاً عنك وعنى وعن أولادنا وتراب مصر وكرامتها؟.. كان ذلك كما قلت أول درس لى فى الوطنية المصرية فانتفضت روحى وقلت لأبى: سأذهب بدورى للتطوع فى المقاومة الشعبية! كما لن أنسى ما حييت دموع أبى - الذى لم أره أبداً يبكى بعدها - عندما قصفت طائرات العدوان الإذاعة المصرية وهو يحتضن جهاز الراديو ويقول بصوت متحشرج «ضربوا صوت العرب».. وكنت قد اعتنقت الإسلام ديناً عندما نزلت إلى الشارع يوم التاسع من يونيو ١٩٦٧ وأنا فى الشهر السابع من الحمل وفقدت طفلى وأنا أشارك فى مظاهرات رفض الهزيمة والتمسك بقيادة عبدالناصر ومن يستعد الوثائق المسجلة لهذا اليوم الذى غير، باعتراف الأعداء قبل الأصدقاء، مجرى التاريخ، أتحداه أن يفرق بين المسلم والقبطى الذين تكونت منهم مظاهرة الخمسة ملايين مواطن مصرى والذين توحدوا فى قلب واحد وصوت واحد، فى بلد كان تعداده ثلاثين مليون نسمة.. كنت فى ٥٦ وأنا مسيحية الديانة نفس «العنصر» فى ٦٧ وأنا مسلمة.. كنا جميعاً ننصهر فى بوتقة الوطن.. ننتمى بكل ما فينا إلى «العنصر» المصرى، رغم أننى لا أميل إلى كلمة «عنصر» التى تصبح وبالاً إذا ما تحولت إلى «العنصرية». كنا قبل سبعينيات القرن الماضى وقبل أن تهب علينا العواصف الظلامية وفتاوى التكفير والكراهية نعيش كما نحن منذ آلاف السنين.. وإلا فكيف جمع الحب بين على المسلم وفريدة القبطية دون أن تنفصم عرى المحبة والتواصل والثقة بين الأهل والأصدقاء من الديانتين وبيننا.. لا أزعم أننا لم نصطدم بمتعصبين من الطرفين ولكنهم كانوا قلة قليلة، مثلما هى «قلة قليلة» اليوم نسبة المتسامحين والحاملين للصفات المصرية الأصيلة! كنا نذوب فى حضن الوطن، هذا الوطن الذى يحاربون الآن كل رموزه ويسعون بدأب إلى اختلاق تناقض بين الوطنية أو القومية وبين الدين!.. كانت المواطنة تشمل كل الأديان وكل الآراء ولم نكن نعرف معنى التعصب أو القهر الفكرى، خاصة عندما «ينتزع» البعض دور الخالق ويبيحون لأنفسهم التفتيش فى الضمائر والقلوب والعقول، بينما هم عاجزون عن ذلك مهما أوتوا من قوة بطشية ودهاء ومهارة، علماً بأن «دورهم» الحقيقى المفترض هو توفير حياة كريمة للمواطنين لا تتركهم نهب التسول والعيش فى ظروف غير آدمية وفى ظل فساد مستشرٍ وتعليم متردٍ وآفات عديدة ليس هنا مجال تفصيلها.. إن الدور الحقيقى لمحبى الوطن هو النهوض به وإتاحة كل ما من شأنه أن يجعل منه نموذجاً رفيعاً يحتذى به.. وأنا أضم صوتى لأصوات كل المخلصين والمهمومين بمصير هذا البلد ومستقبله وأرفض تقسيمه تحت أى شعار كان، حتى لو كان ظاهره الرحمة وبالتأكيد، باطنه العذاب.. ولقد عشت منذ زواجى وأنا أحتفل بالأعياد الإسلامية مع أسرة زوجى والأعياد المسيحية مع أسرتى وأنا أتذكر دائماً أن أبناء الرسول من ماريا القبطية كان أخوالهم أقباطاً مثلهم مثل الملايين أو على الأقل مئات الآلاف من المصريين على مر التاريخ.. بينما يفزعنى أن يدعونى البعض، الآن، إلى تمزيق صلة الرحم التى تربط بينى وبين أشقائى وشقيقاتى بدعوى أن «عنصرى» قد تغير وتحول إلى «عنصر» مغاير «مؤمن» بينما «هم كفار»، إضافة إلى ضرورة «الجهاد» لإخراجهم من دائرة المواطنة فى هذا الزمن الأغبر بعد أن عاشوا فى أمن وسلام منذ الفتح العربى الإسلامى، مع إسلام يؤمن أتباعه بقول رب العالمين: «لكم دينكم ولى دين».. أى أن «الحساب» عند الله وحده الذى لا شريك له فى الملك وأننا جميعاً من خلقه هو الذى سوانا وهو وحده العالم بما فى الصدور.. وأزعم أن من أذكى مفردات التقسيم عبارة «عنصرا الأمة» التى ربما كان القصد منها نبيلاً وله مبرراته إبان ثورة ١٩١٩ الوطنية العظيمة ولدواعى وجود المستعمر البريطانى، الذى أراد شق الصف الوطنى على خلفية الديانة ومن هنا أعتبر نفسى تجسيداً حياً لخطأ هذا الشعار أو حتى زيفه وأرفض استخدامه بعد أن تأكد لنا جميعاً أن العدو لا يفرق بيننا، لا بين مسلم ومسيحى ولا بين عجوز وطفل ولا رجل أو امرأة.. اختلطت دماؤنا جميعاً بتراب الوطن واستمد هذا التراب صلابته وتحديه لكل الأعداء والغزاة مما رواه من دماء المصريين.. وأعتقد بصدق أننى أجسد - نظراً لظرفى الشخصى وربما هناك كثيرون غيرى - زيف مصطلح «عنصرا الأمة».. وأعيد أننى أنتمى إلى العنصر المصرى الممتد منذ عشرات القرون، روحاً وجسداً وسحنة وحنيناً وحناناً، قبل اعتناق الإسلام.. وبعده.. وبنفس القدر! رابط المقال فى موقع جريدة "المصرى اليوم" مواطنين لا متفرجين رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
aimen بتاريخ: 10 فبراير 2010 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 10 فبراير 2010 استاذ عادل تسلم ايدك ...مش حقدر اقول غير كده .... عن نفسى الحمد لله لم افرق ابدا بين مسلم ومسيحى كان هناك زملاء مسيحيين لنا فى الكلية ... احنا وهم .... حاجه واحدة ...... نفس الأسماء ...نفس الوجوه ...نفس الأكل ... الهم واحد ...للكل يحضرنى هنا اغنية محمد منير " مش فاكر اسمها ايه بالضبط لكن مقطع منها بيقول " ما يهمنيش اسمك ولا يهمنى عنوانك ...يهمنى انك انسان " اللهم احفظ مصر يارب احفظ اهلنا وجيرانا مسلمين ومسيحيين .... رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
حسام يوسف بتاريخ: 14 فبراير 2010 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 14 فبراير 2010 استاذ عادل تسلم ايدك ...مش حقدر اقول غير كده .... عن نفسى الحمد لله لم افرق ابدا بين مسلم ومسيحى كان هناك زملاء مسيحيين لنا فى الكلية ... احنا وهم .... حاجه واحدة ...... نفس الأسماء ...نفس الوجوه ...نفس الأكل ... الهم واحد ...للكل يحضرنى هنا اغنية محمد منير " مش فاكر اسمها ايه بالضبط لكن مقطع منها بيقول " ما يهمنيش اسمك ولا يهمنى عنوانك ...يهمنى انك انسان " اللهم احفظ مصر يارب احفظ اهلنا وجيرانا مسلمين ومسيحيين .... رائعة منير حدوتة مصرية مـــــــــــــــــــــرداش يخاصم القمر السما مـــــــــــــــــــــرداش تدوس البشر بعضها مـــــــــــــــــــرداش يموت جوة قلبى نــدا مـــــــــــــــــــــرداش تهاجر الجزور ارضــــا مـــــــــــــــــــــرداش قلبــى جواى يغنـى الاجراس تدق لصرخة مــــــــــــــــــــــــيلاد تــــــــــــــــــــموت حتة منـــــــــــــــــــــى الاجراس بتعلن نهاية بشر من العبــــــــــاد دة الحكــــــــــــمة جتلتنى وحيتنـــــــــــى وخلتنــــــــــــــــــى اغوص فى قلب السر جلب الكون قبل الطوفــــــــــــــــان مايجى وخلتنـــــــى اخاف عليكى يا مصــــــــــــر واحكيـــــــــــــــــــــــــــــلك على المكنون مــــــــــــــــين الى عاقل فينا مين مجنون مــــــــــــــــين الى مدبوح من الالــــــــــم مـــــــــــــــين الى ظالم فينا مـين مظلوم مــــــــــين الى ما يعرفش غير كلمت نعم مــين الى محنيلك خضار الفلاحين الغلابة مــــــين الى محنيلك عمار عمالك الطيابة مـين الى بيبع الضمير ويشترى بية الدمار مين هوة صاحــــــــــــــــــــــــب المسئلة والمشـــــــــكلة والحكاية والقــــــــــــــلم رئيت كل شىء وتعبت على الحقيقـــــــة جابلت فى الطريق عيــــــــــون كتير بريئة اعرف بشر عرفونـــــــــــــى لا معرفونيش جبــــــــــــــــلونى وجبلتهــــــــــــــــــــــم بمد ايدى لك طب ليـــــــــــــة ماتجبلنيش لا يهمنــــــى اسمك لا يهمنـــــى عنوانك لا يهمنــــــى لونك ولا ميلادك مكانــــــــك يهنـــــــــــــــى الانسان ولو ملوش عنوان يناس ياناس يمكبوتة هية دى الحــــــدوتة حدوتة مصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرية حدوتة مصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرية وألف شكر يا أستاذ عادل أبو زيد على تنويهك للمقال وتصحيح هذا الخطأ الشائع :ninja: رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
عادل أبوزيد بتاريخ: 19 أغسطس 2010 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 19 أغسطس 2010 فعلا إصطلاح "عنصرى الأمة" إصطلاح مضلل و فعلا غير منطقى لأنه من الصعب أن تميز المصرى حسب الدين ... المصرى مصرى فقط ما سبق كان إستهلالا لابد منه سعدت للغاية أن وصلت لهذا الموضوع من قائمة المواضيع المشابهه و الموضوع مرت عليه ستة أشهر و كان من الممكن أن يختفى بالكامل خلف مئات الموضوعات و لكنى وجدته اليوم. و أحسبنى صادقا لو دعوت السيد وزير التربية و التعليم أن يكون هذا المقال جزءا من دراسة النصوص الأدبية لأبنائنا فى التعليم العام الإعدادى أو الثانوى. مواطنين لا متفرجين رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان