أسامة الكباريتي بتاريخ: 20 فبراير 2004 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 20 فبراير 2004 أم الشهيد هاني أبو سخيلة تستقبل المهنئين بالتكبير والزغاريد!! د. أحمد محمد بحر لقد كان لنا شرف زيارة بيت الشهيد هاني أبو سخيلة الملقب بالزعيم، الكائن في معسكر جباليا البطولة والصمود، وبمجرد أن وصلنا إلى بيته المتواضع والمكون من عدة غرف من الإسبست، كانت عظمة اللقاء حين استقبلتنا امرأة تجاوزت الخمسين بالتكبير والزغاريد، وبالثناء والحمد لله على استشهاد ابنها هاني!! ثم جلست تتحدث إلينا بنبرة قوية، وهمة عالية، ويقين راسخ رسوخ الجبال الراسيات تقول:"الحمد لله هذا قدرنا كلنا نتمنى الشهادة في سبيل الله!! ثم أتوا بابن الشهيد الرضيع، فقالت بصوت عالٍ: هذا ابن كتائب الشهيد عز الدين القسام هذا هاني الزعيم رقم (2) سيكمل المشوار بعد أبيه!! هذا الطفل الرضيع أمانة في أعناقكم.. لازم يكون عضواً في كتائب عز الدين القسام، الله أكبر إنها كلمات نورانية، تنطلق من قلب تلك الأم الفلسطينية المسلمة الصابرة تقدم هاني ابنها فلذة كبدها شهيداً في سبيل الله بنفس راضية مطمئنة ثم تتمنى على الله أن يكون ابنه الرضيع شهيداً ليكون مع أبيه في الفردوس الأعلى بإذن الله عز وجل.. إنه الإيمان العجيب.. إنها الصورة البطولية النادرة التي تذكرنا بالجيل الأول من الصحابيات الكريمات أمثال:" أم عمارة، وأم عطية والخنساء"!!. أما أم الشهيدين هاني ومحمد (امرأة عم الشهيد) فبعد أن روت لنا قصة استشهاد ابنيها في ليلة واحدة وكيف صبرت وتجلدت واحتسبت أمرها لله عز وجل "تحدثت عن الشهيد هاني قبل استشهاده بساعات فقالت: جاء الشهيد هاني كي يسلم عليَّ ويهنئوني بالحج وسلامة العودة من الديار الحجازية فقال لي: هل دعوت لي بالشهادة هناك في مكة والمدينة، فقلت له: الصحيح أني دعوت لك بطول العمر كي تظل مجاهداً في سبيل الله تقاتل اليهود ثم أعطيته ماء زمزم فشربها، ثم دعا الله عز وجل أن يرزقه الشهادة، وأن يجعل جسده يتفتت في سبيل الله!! وما هي إلا بضع ساعات حتى رزق الشهادة إن شاء الله مع إخوانه البررة ليلة المجزرة التي قام بها العدو الصهيوني في الشجاعية فجر يوم الأربعاء 11/2/2004م والتي راح ضحيتها ثلاثة عشر شهيداً لقد دعا الله بعد أن شرب ماء زمزم فاستجاب الله دعاءه فماء زمزم لما شرب له كما قال الحبيب المصطفى r . وحسبي أن الله قد علم بصدق نيته فاستجاب لدعائه كما استجاب سبحانه لدعاء الصحابي الجليل عبد الله بن جحش يوم أحد، فقد روى الطبراني عن سعد بن أبي وقاص أن عبد الله بن جحش قال له يوم أحد: ألا تدعو الله؟ فخلوا في ناحية فدعا سعد فقال: يا رب إذا لقيت العدو فلقِّني رجلاً شديداً بأسه شديداً حَرَدُهُ أي: (حَرِد عليه حَرْداَ: غضب واغتاظ فتحرش بالذي غاظه وهمَّ به) أقاتله ويقاتلني، ثم ارزقني الظفر عليه حتى أقتله وآخذ سلبه فأمن عبد الله بن جحش ثم قال: اللهم ارزقني رجلاً شديداً حرده شديداً بأسه أقاتله فيك يقاتلني، ثم يأخذني فيجدع أنفي وأذني فإذا لقيتك غداً قلت: من جدع أنفك وأذنك؟ فأقول فيك وفي رسولك r فتقول: صدقت، قال سعد: يا بنيَّ كانت دعوة عبد الله بن جحش خيراً من دعوتي، لقد رأيته أخر النهار وإن أنفه وأذنه لمعلقتان في خيط". هذا القائد القسامي المغوار الذي خرج يوم زفافه ليشارك في العملية الاستشهادية التي نفذها محمود العابد وقتل ثلاثة جنود صهاينة يذكرني هاني بالشهيد عبد الله عزام رحمه الله فقد حدثني يوماً أنه خرج في ليلة زفافه وقام بعملية عسكرية داخل الأراضي المحتلة وعاد إلى زوجه سالماً ولم يكتب له الشهادة وقتها، إن كرامات الله عز وجل للمجاهد أن يريه الجنة قبل استشهاده أو أن يشم رائحتها، أو يستشعر بحرارة الشوق إليها فيقبل على قتال العدو بكل شجاعة وإقدام كما فعل أنس بن النضر رضي الله عنه يوم أحد، فقد روى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن عمَّه أنس بن النضر غاب عن بدر فقال: غبت أول قتال النبي r لئن أشهدني الله مع النبي r ليرينَّ الله ما أصنع ، فلما كان يوم أحد وانكشف المسلمون قال: اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء – يعني أصحابه – وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء –يعني المشركين- ثم تقدم واستقبله سعد بن معاذ فقال: يا سعد بن معاذ الجنة ورب النضر إني أجد ريحها من دون أحد، قال سعد: فما استطعت يا رسول الله ما صنع، قال أنس: فوجدنا به بضعاً وثمانين ضربة بالسيف، أو طعنة برمح، أو رمية بسهم، ووجدناه قد قتل، وقد مثل به المشركون، فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه، قال أنس: كنا نرى –أو نظن- أن هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه: "مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا" الأحزاب 23. قوله: (الجنة ورب النضر إني أجد ريحها من دون أحد) قال ابن حجر العسقلاني في الفتح 7/355: (يحتمل أن يكون ذلك على الحقيقة بأن يكون شم رائحة طيبة زائدة عما يعهد فعرف أنها ريح الجنة، ويحتمل أن يكون أطلق ذلك باعتبار ما عنده من اليقين حتى كأن الغائب عنه صار محسوساً عنده، والمعنى أن الموضع الذي أقاتل فيه يئول بصاحبه إلى الجنة). ويبدو لي والله أعلم أن أنساَ رضي الله عنه قد تراءت له الجنة فرآها رأي العين لذا فقد أقدم بكل شجاعة وثبات يستصغر كل شيء أمامه أمام عظمة اللقاء مع الله سبحانه وتعالى وكذلك عمير بن الحمام في بدر لما حرض الرسول r المسلمين في القتال فقال: قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض فقال عمير رضي الله عنه يا رسول الله جنة عرضها السموات والأرض قال: نعم، قال: بخٍ بخٍ فقال رسول الله r ما يحملك على قولك بخٍ بخٍ، قال لا والله يا رسول الله إلا رجاءة أن أكون من أهلها قال: فإنك من أهلها، قال: فأخرج تمرات من قرنه فجعل يأكل منهن ثم قال: لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة، قال: فرمى بما كان معه من التمر ثم قاتلهم حتى قتل. وهذا هو السر العجيب في إقبال الكثير من الشباب المؤمن المجاهد على الشهادة بل إنك تجد الإصرار والاندفاع بصورة غريبة لم يشهد لها مثيل في التاريخ، ولعل هذا من كرامة الله على المجاهد أن يريهُ ما لا نرى فيصل بإيمانه إلى درجة اليقين كالاستشهادية ريم الرياشي التي آثرت لقاء الله على حب أولادها وزوجها!! وكالقائد القسامي هاني أبو سخيلة الذي دعا الله بعد أن شرب ماء زمزم أن يرزقه الله الشهادة. فنهض من فوره للدفاع عن دينه ووطنه فنال الشهادة بفضل الله عز وجل وقد ظهر هذا في نور وجهه الوضاء وهو مسجى في ثلاجة الموتى في مستشفى الشفاء.. تفوح من جسده الطاهر رائحة المسك. يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان