الزوار Guest Mohd Gramoun بتاريخ: 7 مارس 2004 الزوار تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 7 مارس 2004 ضربات التغيير والتجديد .. أتت من داخل الكنيسة لا من خارجها! هل يمكن أن يكرر التاريخ نفسه ؟ لا شك في أن الكنيسة المسيحية مهدت في حقبة من تاريخها للحضارة والثقافة، فهي في المقام الأول قدمت رجالاً يمتازون بالأهداف والاتجاهات الروحية، كما كان رجالها من المخلصين الصادقين المضحيّن، أي أنها أكدت على حقيقة الروح وكان ذلك لخير الإنسانية، لأنها أسبغت على أشد البشر قسوة وبلادة معنى من الانتماء إلى نظام كوني عظيم. وبالإضافة إلى ذلك فقد صارت ملاذً للمبدعين والمتميزين، لقد كانت حافزاً لبقاء الفطرة والعقل، فكان الإنسان إذا شعر بالدوافع التي ألهمت الكنيسة أي بالحاجة إلى البحث عن حياة أشد غزارة داخل إطار الكنيسة، وصار بوسعه أن يوجه طاقاته الروحية نحو هدف صالح، وصار هذا المصلح والمجدد يقف ضد العالم، حينها يجد في الكنيسة الملاذ الكامل بالنسبة إليه، لأن الكنيسة معناها "الجماعة المؤمنة" بأفكار معينة وتقف في سبيل المحافظة على عقيدتها ضد العالم كله الذي يضطهدها ويراها شاذة عن نسقه الحضاري والاجتماعي والثقافي والديني. لقد مرت مراحل قاسية وصعبة وحرجة جداً على المجموعة المؤمنة "الكنيسة" التي تؤمن بتعاليم السيد المسيح، تعاليم السلام، والاعتراف بالآخر، وتطالب بأن يعترف بها العالم الذي كان يضطهدها ولا يرى لها أي حق في الحياة أو التنفس. لقد كانت الكنيسة صامدة مؤمنة بتعاليمها، لقد كان معظم المؤمنين بها من أصحاب النفوس الشجاعة، والبسطاء الذي يحلمون دائماً بالسلام والمودة والإخاء وفق التعاليم الصحيحة للمسيح عليه السلام راعي الجماعة المؤمنة. لقد مرت الأيام وبصورة طبيعية وفق " قانون الإنسان " أي أنها سارت في غير طريقها الصحيح، فصارت الكنيسة قوية، واشتدت بذلك صلفاً وغروراً واشتد ميلها إلى السلطة، ولم يعد المجددون والمصلحون يحتملونها. لأن المجدد والمصلح يبدأ في العادة فوضوياً ولا يكف عن التهديم حتى يبدأ بفهم دوافعه الروحية فيركز طاقاته على الإبداع والتجديد والإصلاح. لكن الكنيسة التي كانت في ضعفها تستقطب هؤلاء، تحولت بعد وثوقها من قوتها فلم تعد تصبر على الفترة الفوضوية التي يمر بها المجدد والمصلح أولاً. في القرن الحادي عشر ظهرت جماعة اسمها " الباترينيون" واعترضت على بيع وشراء ترقيات الكنيسة ومناصبها وبقية المخازي، وكان البابا يستخدم هذه الأمور وغيرها ليمنع القساوسة من الزواج، وبعد قرن من ظهور هذه الحركة التصحيحية ظهر مصلح جديد وهو " بيتر والدو" وقد ُحرم من حقوق الكنيسة لأنه تعرض لمخازيها بالنقد. وهكذا لم تعد الكنيسة راغبة في قبول دعوة التصحيح والإصلاح والتجديد. لقد كان "بيتر والدو" تاجراً غنياً لكنه تبرع بجميع أمواله للفقراء، وطفق يتجول ويعظ الناس ويصحح عقائدهم، وكانت أولى محاولاته منصبَّة على جعل الإنجيل سهلاً بالنسبة لمدارك عامة الناس. لكن هذا أثار عليه سخط الكنيسة لأنها شعرت بأن سلطتها ستتقوض، فمنعت "بيتر والدو" من إلقاء المواعظ، ولما رفض حرمته من حقوق الكنيسة. بيد أن هذا لم يقلقه، ورد عليها قائلاً: إن الكنيسة الحقيقية هي في قلب الإنسان وأنها لا تحتاج إلى قسيس ليفسرها. لكن الكنسية قامت بخطوة حمقاء لما هاجمت بيتر والدو، وكان أجدى لها أن تحاول اجتذابه، لقد دفعته هجماتها عليه إلى أبعد مما كان يريد أن يذهب إليه، حيث انتهى إلى إعلان أن الكنيسة غير ضرورية ألبتة، وزاد عدد أتباعه وسموا أنفسهم "الوالديين" وهكذا بدأت حركة قوية ضد الكنيسة في فرنسا، ومن داخل الكنيسة. وظهرت على أثرها حركات أخرى مثل: الألبيجنسيين، الكاثاريين، واعتقدوا جميعاً بوجوب منع القسم، وبأن الحكومة لا تستطيع أن تعاقب، وأن كل إنسان هو قسيس وأن الكنيسة الكاثوليكية ليست الكنيسة الحقيقية وإنما هي كنيسة الشيطان، و بغيّ بابل. حاولت الكنيسة أن تقضي على الهرطقة بتعيين المفتشين الذين اندفعوا اندفاعاً أهوج في إحراق وتعذيب وسلب أموال الهراطقة، وانسحب أتباع "بيتر والدو" إلى وديان سويسرا حتى لا تصلهم يد أتباع الكنيسة، وهنالك أسسوا علاقات مع مصلحي سويسرا وألمانيا، وتضاعفت الحركة وشكلت ضغطاً كبيراً على الكنيسة. وهكذا صار المصلح والمجدد عاصياً متمرداً، وبدأ الإصلاح بمعزل عن الكنيسة، وانصرمت ثلاثة قرون أخرى قبل أن تتلقى الكنيسة الضربة الكبرى على يد "مارتن لوثر" . لكن الكنيسة لم تتعلم من دروس التاريخ واستمرت في سياسة الاضطهاد، فتكاثر عليها الأعداء، وخرج عليها كثير من أبنائها. فهذا "جون ويكليف" يهاجم الكنيسة، ورفض طاعتها، بعد اضطهاد الكنيسة له، ودفعته الكنيسة إلى مدى بعيد من العداء، وبدأ بكتابة كراس أكد فيه على أن الكنيسة يجب أن لا تتدخل في القضايا الوقتية، وأن القساوسة يجب ألا يملكوا أموالاً. واستمرت الكنيسة في اضطهادها إياه حتى ذهب إلى أبعد من ذلك وأعلن أن البابا هو عدو المسيح، وأن تحويل الخبز والخمر إلى جسد المسيح ودمه مجرد هراء. وهذا "جون هاس" مصلح بوهيميا، دعا إلى إصلاح وتطهير الكنيسة من المخالفات الأخلاقية التي كان يرتكبها القساوسة، لكن الكنيسة هاجمته وحرمته من حقوق الكنيسة، فتعاظمت مكانته بين الناس، فزادت الكنيسة اضطهادها له فقبضت عليه وحوكم واحرق، وقد أثار قتله عداءً شديداً للكنيسة الكاثوليكية في بوهيميا. لقد دفعت الكنيسة غالياً ثمن اضطهادها للهرطقة، إذ لم يمض قرن على إحراق وقتل "هاس" حتى ظهر قسيس ألماني شاب اسمه "مارتن لوثر" وهاجم فساد الكنيسة وبدأ بمهاجمة قبول المال مقابل غفران الخطايا وعلق خمساً وتسعين موعظة ضد ذلك على باب كنيسته، فأمره البابا بأن يرجع عن هذا إلا أنه رفض وكتب كراساً اسماه (تثقيف الناس) هاجم فيه مختلف مخازي الكنيسة. واصدر البابا ضده وثيقة استهجن أعماله فيها ودعاه مرة أخرى إلى الرجوع عن أفكاره، ولكن "مارتن لوثر" كان عنيداً فذهب إلى أبعد من ذلك، حيث أحرق وثيقة الاستهجان علناً. فلم يكن من البابا إلا أن استخدم آخر أسلحته وهو الحرمان من حقوق الكنيسة، ثم عقد البابا اجتماعاً وطلب من لوثر أن يرجع ويتوب من هرطقته، إلا أن لوثر أجاب بأنه لن يفعل ذلك إلا بعد أن تثبت له الكنيسة بموجب نص الإنجيل أنه كان مخطئاً، فصاح أنصار البابا والجنود، وقالوا: ألقوه في النار.. أحرقوه! لكن لوثر نجا، واستمر خصامه مع روما أربع سنوات، وتبع لوثر الكثيرون من أبناء بلده، وكان الإمبراطور شارل قد وقع قراراً استهجن فيه تجاوزات "مارتن لوثر" ، بيد أن الشعور العام كان مع لوثر إلى درجة أنه صار من المستحيل تنفيذ ذلك القرار. وظهر في جنيف "كالفن" فأسس الكنيسة البروتستانتية، وصارت معارضة الكنيسة يوماً بعد يوم تزداد حتى أصبحت أقوى من أن تستطيع الكنيسة مقاومتها، وبدأت سلطة الكنيسة تتدهور في جميع أنحاء أوروبا. لكن المتأمل جيداً لتاريخ الكنيسة والحركة الإصلاحية من "بيتر والدو" إلى "مارتن لوثر" يلاحظ أن هذه الحركة الإصلاحية التجديدية لم تختلف حقيقة عن الكنيسة الأم، لا في جوهر عقيدتها، ولا في منهجها وأساليبها!! فعملية الإصلاح والتجديد لم تكن موجهة ضد المسيحية المنحرفة، مسيحية بولس، أي أنها لم تكن تمثل ثورة لصالح فكرة المسيح عليه السلام الحقيقية. بل كانت حركة "مارتن لوثر" تأكيد وتكريس لفكرة ألوهية المسيح، وأنه هو المخلص، لقد كرسها مارتن لوثر أكثر من تكريس البابا لها، لقد كان أكثر غلواً من الكنيسة الكاثوليكية. لقد كان لوثر في صدر شبابه كرجل دينٍ قلقاً مكتئباً بشأن خلاصه، معذباً بخوفه من أن يكون ملعوناً، وكانت دوافعه الجنسية قوية، وكان مشهوراً بأنه مغرور لا يعرف الصبر، لقد ثار على الكنيسة لأنه كان يحتاج أن يثور على نفسه، ولأن الكنيسة لم تعد تشكل له أي مصدر من مصادر الإشباع الإيماني والأمني. لم تكن نتيجة إصلاح وتجديد "مارتن لوثر" و"كالفن" إصلاحاً للمسيحية، وإنما كانت تكريساً لأعظم سيئات الكنيسة، وإن صاحبها إصلاح بعض الشكليات. لقد أصبحت حركة مارتن لوثر الإصلاحية عظيمة، واستطاع أن يتغلب على الكنيسة ورجالاتها، وأن يثبّت أقدامه، وينشر نفوذه، ويزيد من أتباعه، حتى أصبح مثل البابا في قوته. بحق نستطيع أن نقول بكل تأكيد إن ضربات التغيير والتجديد .. أتت من داخل الكنيسة لا من خارجها، إن الإصلاحيين الكنسيين أو الدينيين أو المسيحيين قد مهدوا بهذه الضربات التغييرية والتجديدية لأكبر قاصمة قصمت ظهر الكنيسة، حيث كانوا الجسر الذي سيعبر عليه لاحقاً ملاحدة أروربا لضرب الدين والتدين نفسه، ولم يكن يدر في عقل مارتن لوثر" و"كالفن" وغيرهما أنهما بما قاما به من احتجاج ضد رجال الكنيسة قد حطموا (سلطان الدين) حينما حطموا سلطان رجاله! لقد كانت هناك ثورة أخرى كانت في سبيل الحدوث، ثورة أشد أهمية من الإصلاح البروتستانتي، كانت هناك الثورة العلمية بقيادة "كوبر نيكوس" الذي استطاع في كتابه (ثورة الأجسام السماوية) أن يقدم النظرية القائلة بأن الأرض تدور حول الشمس خطوات إلى الأمام، ثم تابعه ثلة من العلماء أمثال "جيور دانو" والعالم الفلكي الكبير "غاليلو". لكن مارتن لوثر" و"كالفن" وبقية جماعة الإصلاح ضاقوا بهؤلاء ذرعاً، ولم يتوقعوا أن يكونوا جسراً يعبر عليه هؤلاء لمضادة الدين. لقد قال لوثر مخاطباً أتباعه ومستهجناً "كوبر نيكوس" : ( إن الناس يصغون إلى المنجم الذي يحاول أن يريهم الأرض وهي تدور، ولا يصغون إلى السماء). وفي موقف عجيب.. يتفق مارتن لوثر" و"كالفن" وجماعة الإصلاح مع الكنيسة الكاثوليكية ضد "نيكوس" ويستهجنون آراءه العلمية، حيث قرر الكاثوليك والبروتستانت معاً أن المصدر الوحيد في تقرير مسائل النجوم والأفلاك والمسائل العلمية هو الإنجيل فقط. وعلى إثر ذلك احرق العالم الفلكي "جيور دانو" واضطر "غاليلو" إلى إعلان توبته من هرطقاته، وكذلك فعل العالم "برونو" حيث أعلن تراجعه عن كفره! ولما قام العالم "ميخائيل سرفتوس" بإنكار عقيدة الثالوث قام قائد الحركة التجديدية الإصلاحية "كالفن" بإحراقه أمام الناس!! ثم مرت السنوات وأصبحت الحركة الإصلاح، حركة الاحتجاج البروتستانتية أشد الطوائفمسخاً للمسيحيةً، ومهدت للعالم طوائف وتيارات منحرفة، من أمثال: الصهاينة، واللادينية، والإلحادية. إن المغزي الحقيقي لما سبق يتضح بعد ان تناول الكاتب و من خلال تحليله ووجهة نظره الدروس المستفادة و الحالة المتشابهه لما نعيشه في واقعنا إمتدادا لحركة النهوض التي قام بها بعض المحسوبين علي الحركة الدينية إلي عصرنا هذا. ( دروس وعبر من السياق التاريخي السابق) (1) من خلال هذا الاستعراض التاريخي الموجز ندرك أن كثيراً من الذين نقضوا الكنيسة هم من رجالاتها وأبنائها، وهم في الحقيقة أشد خطراً من غيرهم، فهم أعرف بخفاياها ونقاط الضعف فيها، ثم هم يمتلكون نفس آليات الصراع والمواجهة التي تملكها الكنيسة، فهم أعرف الناس بتفكيك منظومة الكنيسة الفكرية، وأقدر على تطوير آلياتها المحاربة، ومن ثم القضاء عليها بنفس أساليبها. ومن يستعرض التاريخ المعاصر يجد أن أبلغ الحركات تأثيراً في المجتمعات الإسلامية والعربية، هي الحركات التي قادها رجال يحسبون على التيار الديني، من أمثال: جمال الدين الأفغاني، محمد عبده، عبدالرحمن الكواكبي، قاسم أمين، رفاعة الطهطاوي.. وغيرهم. إن العلمانية والحداثة.. أضعف من أن تشكل خطراً حقيقياً على الدين، لأن الناس دائماً ينظرون لهؤلاء على أنهم من خارج الأسوار، وعملاء، ومن المتنكرين للأمة، لكن من ينتمي للمدرسة الدينية "الجماعة المؤمنة" سيكون لديه قدرة على أشياء كثيرة، أقلها المتاجرة بهذا الانتماء. (2) مما لم أذكره في هذا السياق التاريخي للكنيسة وحركة التجديد أو التنوير، ما كان يقدمه الفيلسوف المشهور "رينيه ديكارت" من خدمات جليلة للكنيسة والبابا، وكان ديكارت يوصف بأنه متدين ومؤمن جداً بتعاليم رجال الدين، لكنه في الوقت نفسه كان يستظل تحت ظل الكنيسة ليمرر بعض أفكاره، مثل "الكوجيتو" أي الشك المنهجي، الذي استغله فيما بعد الملاحدة لتعميم الشك في كل شيء، ولم يكن ديكارت نفسه يريد أن يصل هذا الأمر إلى هذا الحد. لقد استغل الملاحدة فكرة ديكارت في الشك، وأصبح ديكارت رمزاً للإلحاد، ويوصف بأنه رجل الكنيسة الذي ثبت جذور الإلحاد بالشك، وهدم صرح الإيمان. (3) كما يتضح لنا أيضاً دور العلماء في تخفيف أو تأجيج التمرد الديني، فنحن نلاحظ كيف كانت الكنيسة تستخدم أساليب اللعن والطرد والإحراق مع مخالفيها، ظناً منها أن ذلك سيحول دون تسرب الأفكار المخالفة، وكان هذا حقيقة خطأ استراتيجي دفعت الكنيسة الثمن باهظاً عليه، الاضطهاد لا يزيد المتمرد إلا تعنت وبعداً بل وإيغالاً في الضلال، وماذا عليها لو أنها احتوت هؤلاء ؟! (4) مما هو معلوم ولم أذكره في هذا السياق التاريخي للكنيسة وحركة التجديد أو التنوير؛ نزاعات علماء الدين ورجالات الكنيسة فيما بينهم، كيف كان لها دور كبير في تمرد الكثير من الشباب المتدين، فالخلافات بين رموز الكنيسة، وغالباً ما كان خلافاً مصلحياً دنيوياً، كان هذا الخلاف يمثل الضربة القاضية للصورة المثالية لرموز الدين. (5) أثبتت التجربة التاريخية أن القهر لا يولد إلا مزيداً من التعنت، وأن الضغط لا يولد إلا انفجاراً، ولذلك أفلست الكنيسة لما ظنت أنها بالاضطهاد ستحول دون تسرب الأفكار. إن الحوار هو أفضل وسيلة لاحتواء المخالف، بل ولتضميد جراح المتمرد، فالمتمرد الذي يظن أنه مصلح أو مجدد، عادة ما يبدأ فوضوياً، ويزداد تضخماً بالمخالفة والتأجيج الأحمق ضده، كتكفيره أو لعنه أو سك الفتاوى في حقه، لكنه يتمزق ويتقزم أو يرجع للحق أو ينكشف حاله وضعفه حينما يحاور، ويناقش، ويكاشف. الكنيسة لم تقبل الحوار، لأنها تعلم أنها هشة وضعيفة، ولذا لجأت للقهر والاضطهاد كسبيل وحيد للتخلص من تمرد الأفكار. (6) أن الأمور الصحيحة يجب الاعتراف بها ولو خرجت من فم ضال مبتدع مخالف، لقد كابرت الكنيسة وتعنتت في رفض الإصلاحات الأولى البسيطة التي بدأها "بيتر والدو" حول أخلاقيات الكنيسة وانحرافها، وسرقاتها، وفسادها. لقد رفضت الكنيسة قبول الحق عند أول قطرة نقد، ورفضت وأصرت، حتى تكاثرت القطرات، وأصبحت طوفاناً أجتثها من فوق الأرض. إن قبول الحق من المخالف يدل على تعظيم الحق لا المخالف، وفي ذلك تكريس للأمانة والمصداقية، كما أن فيه قطع الطريق على المهرج الذي يريد أن يجعل من هذا الخطأ مسمار جحا. (7) مما يؤسف له حقاً أن نهاية كثير من الحركات الإصلاح إلى ممارسة الاضطهاد والقهر على غرمائها القدماء، مارتن لوثر" و"كالفن" وغيرهم مارسوا نفس القمع والاستبداد ضد الكاثوليك، بل ومارسوه ضد العلم . ونرى كثيراً أن بعض الذين يدعون لقبول الآخر، وللأمانة العلمية، والإنصاف، والتصحيح، ويكرسون تلك التعاليم حال ضعفهم، ينقلبون حينما تشتد سواعدهم فيمارسون أقبح أنواع الفجور والقمع والكذب والتزوير والتصحيف!! التاريخ عبرة وعظة... من لم يتعظ به أخشى أن يكون هو من التاريخ ويتعظ به غيره. نشر بالساحة السياسية و كتبه صخرة الخلاص رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
ragab2 بتاريخ: 7 مارس 2004 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 7 مارس 2004 على مر العصور التف بعض رجال الدين فى كل الأديان حول الحاكم الطاغى المستبد وساعدوه على جلد الشعب وشرعوا تجاوزاته بالشرعية الدينية وجعلوه فى مستوى الأنبياء وسليلهم وأطلقوا على الحكام الفاسدين فى الدولة العباسية والفاطمية أسماءا لا تتناسب مع فسادهم فكان العزيز بالله والمنتصر بالله والحاكم بأمر الله والعارف بالله وغيرهم وكان للحاكم الديكتاتور دائما ثلة من أهل الفتوى المنافقين لتفصيل الفتاوى التى تشرع بطشه وجبروته فى مقابل الاغداق المالى عليهم ومنحهم الأوسمة والمناصب المختلفة ومنهم من نسب كذبا الملك فاروق والملك حسين الى أحفاد الرسول صلى الله عليه وسلم ومنهم من انضم لهم وزيرا كالشيخ الباقورى وسار على نهجهم وهلم جرا مصر أكبر من نظام الحكم الفردى الديكتاتورى الإستبدادى الذى فرضه علينا عسكر حركة يوليو فى الخمسينات وصار نظاما لحكم مصر برنامج الرئيس الإنتخابى لإسكان فقراء الشباب .. سرقه مسؤولون وزارة الإسكان مع المقاولين ..! رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان