اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

بدون تعليق


ragab2

Recommended Posts

د. علاء الأسوانى يحدثكم عن الخوف وسنينه

.........

غضب الكبار

.........

بدا الأمر بحادثة عادية جدا :رجل مسالم كان يمشى فى الطريق فانقض عليه كلب شرس وعقره فأصابه إصابة بالغة واجتمع المارة حول الرجل المصاب الذى بدأ ينزف بغزارة بينما وقف الكلب الجانى على مقربة منهم وقد أبرز أنيابه متحفزا، وهنا جاء شرطى عجوز يستطلع الأمر فهاله ما حدث و أخذ يصيح فى الناس طالبا منهم أن يخبروه باسم صاحب هذا الكلب الشرس حتى يقبض عليه فورا وارتبك الناس لأنهم لا يعرفون فأصر الشرطى وهددهم بأنه ـ إن لم يدلوه على صاحب الكلب ـ سوف يقبض عليهم جميعا، لأن جريمة الكلب البشعة لا يمكن أن تمر بدون عقاب صاحبه .. وهنا تسلل صبى صغير وسط الزحام واقترب من الشرطى الغاضب وهمس فى أذنه بأن صاحب هذا الكلب هو سيادة المستشار محافظ المنطقة .. وفى الحال، ظهر الارتباك والفزع على وجه الشرطى واستدار نحو الرجل المصاب الغارق فى دمه وقال بحدة :

ـ اسمع يا هذا..لا يمكن لكلب مهذب وأصيل ووديع مثل هذا الكلب أن يعقرك هكذا بلا سبب.. الواضح أنك قمت باستفزاز هذا الكلب وأنه تحملك مرة بعد مرة حتى أفلتت أعصاب المسكين رغما عنه واضطر إلى أن يعضك نتيجة لسوء أدبك.."..ثم قبض الشرطى على الرجل بتهمة استفزاز كلب سيادة المستشار.

هذه الحكاية وردت فى قصة جميلة للأديب الروسى العظيم انطون تشيكوف الذى أراد أن يصور لنا كيف يستبد بنا الخوف من غضب الكبار أحيانا فيجعلنا نتصرف بلا منطق ولا توازن ولا كرامة.. والحق أن تصرف الشرطى المذعور فى قصة تشيكوف يذكرنى هذه الأيام بموقف الحكام العرب أمام أمريكا، فالأنظمة العربية ( الملكية والثورية جميعا) قد اغتصبت السلطة فى بلادها وحافظت عليها عن طريق التزوير والقمع والاعتقالات، ولا يوجد نظام عربى واحد وصل إلى الحكم بطريق ديمقراطى ولا يوجد بلد عربى واحد تخلو السجون فيه من عشرات الألوف من المعتقلين السياسيين،وقد بحت أصوات المثقفين العرب مطالبين بالديمقراطية وحقوق الإنسان لكن الأنظمة المستبدة ظلت تصم آذانها عن هذه المطالب الإنسانية بل و كثيرا ما تسخر منها حتى أصدرت الولايات المتحدة أخيرا ما يسمى بمشروع الشرق الأوسط الكبير التى تطالب فيه الحكام العرب بتطبيق الديمقراطية.. وهنا يجب أن نؤكد أن الولايات المتحدة آخر من يحق له الحديث عن الديمقراطية لأن سجلاتها فى هذا المجال سوداء حالكة، فالإدارات الأمريكية منذ الأربعينيات قامت دائما بمساندة أكثر الأنظمة إجراما واستبدادا فى العالم الثالث وذلك من أجل المحافظة على مصالحها الاستعمارية وبالمقابل قامت أمريكا بالإطاحة بأنظمة ديمقراطية منتخبة لأنها تهدد مصالحها ( كما حدث على سبيل المثال مع حكومة سلفادور الليندى فى شيلى )..لكن ما حدث أن أمريكا طالبت الحكام العرب بالديمقراطية وانضمت إليها فى ذلك دول الاتحاد الأوروبى فارتعدت فرائص الحكام العرب فزعا مثل الشرطى الجبان فى قصة تشيكوف وتسابقوا جميعا فى إقناع الإدارة الأمريكية بأنهم لا يعشقون شيئا فى الدنيا مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان، وهم فى ذلك لا يلاحظون التناقض المخجل الذى يقعون فيه فعندما يتحدث حاكم عربى، لم ينتخبه أحد، عن احترامه للديمقراطية و حقوق الإنسان بينما السجون فى بلاده مكتظة بعشرات الألوف من المعتقلين، يفقد هذا الحاكم احترامه فى نظر الغرب والشرق على السواء.... لكن فزع حكامنا من الغضب الأمريكى قد أعماهم عما سواه.. وقد تميز النظام المصرى عن بقية الأنظمة العربية بقدرته الفائقة على إطلاق الأكاذيب ولذلك فقد طاف كبار المسئولين المصريين بالعواصم العربية من أجل إخراج نوع من الأكاذيب الحكومية العربية الجماعية تستهدف إقناع السيد الأمريكى بأنهم جميعا ديمقراطيون..وهذه الأكاذيب تتلخص فيما يلي:

أولا : " يؤكد المسئولون فى مصر أنهم، ومنذ فترة طويلة، قد بدأوا خطة طموحة للإصلاح السياسى لكنهم يفضلون تطبيقها خطوة خطوة وليس عن طريق طفرة مفاجئة قد تؤدى إلى زعزعة الاستقرار.." وبصفتى مواطنا مصريا أتساءل أين هذا الإصلاح الديمقراطى..؟!.. لقد تولى الرئيس مبارك السلطة منذ 23 عاما وتعهد فى البداية بأن يكتفى بفترتين من الحكم لكنه استمر لفترتين إضافيتين وهو فى الغالب سوف يستمر لفترة خامسة.. وهو طوال فترة حكمه لم يخض انتخابات حقيقية واحدة فأين هى الديمقراطية..؟.. بلادنا يحكمها قانون الطوارئ على مدى ربع قرن وعشرات الألوف من المعتقلين السياسيين يقضون أعواما طويلة فى السجون بدون محاكمة.. فأين الإصلاح...؟ وماذا عن تزوير الانتخابات ومنع تكوين الأحزاب وإغلاق الصحف التى لا تعجب الحكومة واهدار أحكام القضاء..؟! .. أين الإصلاح المزعوم ؟!.. إذا كانوا يقصدون مجلس حقوق الإنسان فقد صرح المسئول عنه منذ اللحظة الأولى بأنه مجلس بلا سلطات.. أما إلغاء محاكم أمن الدولة والأشغال الشاقة فكلها شكليات فى وجود قانون الطوارئ..؟ ولعل إلغاء عقوبة الحبس فى جرائم النشر هو القرار الديمقراطى الوحيد الذى اتخذه الرئيس مبارك.. فهل ننتظر عشرين عاما أخرى من أجل الخطوة الديمقراطية القادمة..؟ ثم ما حكاية الطفرة هذه..؟ هل يعتبر منع التعذيب والاعتقال أو تنظيم انتخابات نظيفة من قبيل الطفرة..؟!..

ثانيا :" يؤكد المسئولون المصريون إن الديمقراطية لا يمكن استيرادها من الخارج، وأن لكل مجتمع خصوصيته التى تفرض الطريقة التى يحكم بها وهم يشككون فى قدرة المصريين على استيعاب الديمقراطية كما تطبق فى الغرب ويتحدثون عن تفشى الأمية واستعمال سلاح المال الذى يجعل من تطبيق الديمقراطية فى مصر أمرا بالغ الصعوبة ".... وهذه مغالطة فاحشة لأن الديمقراطية ليست بدعة و لا تقليعة نستوردها من الغرب أو نرفضها، لكنها نظام سياسى متوازن توصلت إليه الإنسانية بعد أن مرت بمراحل كثيرة ومعقدة من التطور وبالتالى فان فكرة الديمقراطية لا تنتمى إلى الغرب وانما إلى التراث الإنسانى بمعناه الشامل كما أنه لا توجد ديمقراطية غربية أو شرقية وانما توجد ديمقراطية واحدة إما أن نأخذ بها فنكفل الحريات وتداول السلطة واحترام كرامة الإنسان واما أن نتركها فنقع فى الاستبداد بكل ما يستدعيه من فساد وقمع ونهب واجرام.. ثم ما حكاية الخصوصية التى يزعمون أنها تمنعنا من الديمقراطية ؟!.. إذا كان المقصود ثقافتنا الإسلامية.. فان الإسلام دين العدل والحرية والمساواة وكلها مبادئ ديمقراطية..أم أن الإسلام فى رأيهم يشجع على التعذيب والاعتقال وانتهاك الأعراض والفساد والاستبداد..؟! أما الذين يقولون إن الأمية والعصبية واستعمال المال.. عوامل تعرقل الديمقراطية فى مصر، فهم ينسون أو يتناسون أن التجربة الليبرالية المصرية (1924 ـ 1952) بالرغم من سلبياتها، قد حققت إنجازات مضيئة.. فى تلك الفترة كان معدل الأمية أكبر منه الآن كما كانت العصبية العائلية أشد منها اليوم، وقد دأب كبار الإقطاعيين على استعمال سلاح المال من أجل شراء الأصوات لصالح حزب الأحرار الدستوريين الذى ينتمى إليه معظمهم، وبالرغم من كل ذلك فان أية انتخابات تمت بنزاهة خلال تلك الفترة كانت تؤدى حتما إلى اكتساح حزب الوفد وفوزه بالأغلبية مما يؤكد أن الرأى العام فى مصر كان واعيا لاختياره الصحيح، وكثيرا ما كان حزب الوفد يرشح أعضاءه بعيدا عن معاقلهم الانتخابية بل وكثيرا ما كان يرشح المسلمين فى دوائر الأقباط والعكس، وكانوا دائما يكتسحون الانتخابات لأن ثقة المصريين فى الوفد كانت تتغلب أى اعتبار آخر .. وهذا التاريخ المشرف يؤكد مدى ما يتميز به المصريون من وعى سياسى حقيقى إذا ما أعطيت لهم الفرصة...

ثالثا : " يؤكد حكامنا أن قضية فلسطين هى السبب الرئيسى وراء تأخر الديمقراطية .. وهم يشترطون التوصل إلى حل نهائى للقضية الفلسطينية قبل تطبيق الديمقراطية فى مصر .."..وهذه حجة بليدة وكلام فارغ حقا.. فما علاقة قضية فلسطين باستبداد الحكم فى مصر ؟!.. قد يكون لهذا الكلام أى معنى إذا كنا فى حالة حرب لكننا منذ ربع قرن وضعنا سلاحنا ووقعنا معاهدة كامب دافيد.. وقيل للمصريين وقتها إن الصلح مع إسرائيل والتغاضى عن واجبنا القومى سوف يؤدى حتما إلى الديمقراطية والرخاء.. وبعد ربع قرن ازداد الحكم استبدادا وازداد المصريون فقرا.. تنازلنا فى كامب دافيد عن كرامتنا مقابل لقمة العيش ففقدنا كرامتنا ولقمة العيش معا..إن قضية فلسطين لا تصلح ذريعة لتأجيل الديمقراطية.. بل إن هزائمنا المتوالية أمام إسرائيل نجمت كلها عن قرارات خاطئة صدرت عن أنظمة لا مجال فيها للرأى الآخر.

.. وبعد.. فان كل محاولات حكامنا للتنصل من الديمقراطية أو تأجيلها لن تجدى لأن الديمقراطية حق طبيعى للناس سوف ينتزعونه مهما طال حرمانهم منه.. الديمقراطية هى الحل ولا حل سواها وإذا كان لدى هؤلاء الحكام بقية من حكمة فان عليهم أن يبدأوا التحول الديمقراطى الآن.. قبل أن يفوت الأوان.

http://www.al-araby.com/articles/899/04030...1-899-lst01.htm

مصر أكبر من نظام الحكم الفردى الديكتاتورى الإستبدادى

الذى فرضه علينا عسكر حركة يوليو فى الخمسينات

وصار نظاما لحكم مصر

برنامج الرئيس الإنتخابى لإسكان فقراء الشباب ..

سرقه مسؤولون وزارة الإسكان مع المقاولين ..!

رابط هذا التعليق
شارك

علاقة الزمره الفاسده الحاكمه والشعب علاقه شازه فعلا لانهم ىتشدقون باصلاحات وهم لا ينظرون الينا الا مجموعة كلاب او ارانب او صراصير ليس لها اى حق سوى الدهس بالجزم وبعد كده يقولوا ديموقراطيه من يومين فى مجلس الكلاب وقف نايب ىنقد الحكومه وانبى الكلب الاعظم كمال بولدوج وعلق وقال ايه للتعليقاسف للعضو لكن ردى ان كلامك مايترضش عليه وقعد البولدوج وكملت الجلسه وكلابنا سورى نوابنا قاعدين ومفيش مشاكل بالزمه دى بلد ولا طابونه بلا صاحب حتى

رابط هذا التعليق
شارك

ما يقوله علاء الاسوانى صحيح و ميت فل لو كان احد يظن ان مبادرة الشرق الاوسط الكبير او غيرها من مبادرات احلال الديمقراطيه بالشرق الاوسط هى محاولات نبيله خاليه من الاغراض !! ولكننا نعرف انها غير ذلك وان العالم اليوم لا يقدم اى شئ الا قبل ان يحسب العائد عليه من هذا الشئ ويتاكد تماما من جدوى هذا العائد .. الامر الآن فى تصورى هو صراع بين ديكتاتوريات مصغره هى حكوماتنا وديكتاتوريات حجم عائلى .. قصدى دولى مثل امريكا .. و الصراع يدور بينهما الآن واحنا قاعدين :huh:

"أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونٌَ"

صدق الله العظيم

-----------------------------------

قال الصمت:

الحقائق الأكيده لا تحتاج إلى البلاغه

الحصان العائد بعد مصرع فارسه

يقول لنا كل شئ

دون أن يقول أى شئ

tiptoe.gif

مريد البرغوثى

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...