مواطنين بتاريخ: 11 مارس 2004 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 11 مارس 2004 المحافل الماسونية في تركيا: متآمرة أم ضحية لسريتها وتشعبها؟ أنقرة - يوسف الشريف الحياة 2004/03/11 ظهر أحد المهاجمين على محفل للماسونية في اسطنبول اثناء نقله الى المستشفى في حال خطرة وهو يصرخ عالياً: "الموت للمحفل الاسرائيلي". وبدا ذلك خير تعبير عن هدف الهجوم الذي يعكس درجة غضب الشارع التركي تجاه اسرائيل, وذلك على رغم أن القتلى في هذا الحادث هما شخصان تركيان لا علاقة لهما بالماسونية: الاول هو احد المهاجمين والآخر هو الخادم الذي كان يقدم الطعام للاعضاء الاربعين في المحفل الذين كانوا يتناولون العشاء سوياً على هامش احد اجتماعاتهم الاعتيادية. وعكس الحادث صورة المحافل الماسونية في اعين الاتراك العاديين كـ"جماعات سرية تعمل للمصالح اليهودية العالمية, لتسخير الدول التي تتواجد فيها من اجل خدمة اسرائيل وضم السياسيين وصناع القرار اليها". غير أن المنتسبين الى هذه المحافل ينفون بشدة أن تكون لهم اي علاقة بالاقتصاد او السياسة او حتى الدين, ويؤكدون ان اجتماعاتهم لا تتطرق الى هذه المواضيع ولا تبحث في السياسة او الاقتصاد, بل "تركز على تطوير النفس البشرية وتطويعها وتهذيبها" اي انها مدرسة روحية على حد قول بعض المنتسبين اليها, ولو لم يخف وجود نوع من التكاتف والتضامن بينهم, تفرضه روح الاتفاق على نهج انساني معين, يرفض الماسونيون الحديث عنه او البوح بأسراره. ومن المدهش أن يصل عدد المنتمين الى محافل الماسونية المختلفة في تركيا الى 11600 شخص يدفع كل منهم رسم اشتراك قدره مئة دولار سنوياً, في حين ان لائحة المنتمين الى الماسونية في تركيا في القرن التاسع عشر, كادت تصل الى اكثر من الف. وتشكل اول محفل ماسوني في تركيا عام 1721 وكان فرنسياً. ولا ينكر ماسونيو اليوم اثر المحافل قديماً, على السياسة والاقتصاد في البلاد, خصوصاً وأنهم نجحوا في استمالة مراد الخامس شقيق السلطان عبدالحميد الثاني اليهم, وساعدهم في اطاحة أخيه بالتعاون مع جمعية الاتحاد والترقي التي كانت غالبية اعضائها من الماسونيين. خونة ام نخبة؟ وكانت الماسونية صلة وصل بين نخبة المجتمع التركي وصناع القرار في الخارج, مما ولد شعوراً بأن الماسونيين "خونه" داخل المجتمع التركي لأنهم يعملون لمصلحة الاجانب. لذا يصر المقربون من الرئيس السابق سليمان ديميريل على تأكيد أنه ترك الماسونية بعد وقت قصير من دخول محافلها, ولو لم ينكروا ان هدفه من التوجه اليها كان الحصول على الدعم السياسي والاقتصادي في مقتبل حياته السياسية. واعترف احد الماسونيين الجدد في حديث لـ"الحياة" بأنه لم يعثر على جديد بانضمامه الى الماسونية وانه ممنوع من الحديث عن السياسة او الاقتصاد اثناء الاجتماعات, لكنه لا يخفي شعوره بسعادة من نوع مختلف بانتمائه الى جماعة او تنظيم سري يحيط الغموض به من كل جانب. غير ان تشعب واختلاف المحافل الماسونية في تركيا والتي اعلنت غالبيتها ظهورها الى العلن قبل اربع سنوات, لا ينفي وجود محافل لا تزال تعمل في الخفاء على الطريقة القديمة السابقة التي يتدخل فيها الاعضاء بالسياسة والاقتصاد و الاتصال بقوى اجنبية خارجية, مما يجعل البقية الباقية تتجنب العلانية والكشف عن هويات المنتسبين اليها. لكن هذا القدر من السرية يدفع الى تشبيه المحافل بالحركات اليهودية والاسرائيلية السرية, لا سيما ان ما تستخدمه من رموز وادوات تشابه تلك المعروفة في الديانة اليهودية, علماً أن كبار الشخصيات اليهودية في تركيا معروف عنها انتماؤها الى الماسونية, الى درجة جعلت الجميع يعتقد بأن سبب مقتل رجل الاعمال اليهودي المعروف عزير جريح قبل عامين, جاء بسبب خلافاته مع الماسونيين او جراء عزمه الانسحاب من تلك الجماعة التي يعرف عنها بعدم التساهل او التسامح مع من يفشي اسرارها او يخل بعهده معها. والحديث عن ان الماسونية مدرسة روحية, امر محل نقاش, والا فلماذا يحرص الجيش التركي على الا يكون اي من جنوده او ضباطه من الماسونيين, ويطرد على الفور من يشتبه في انتمائه الى احد هذه المحافل السـرية. لا تُوجد مشاكل ..... بل تُوجد حلول بانتظار البحث والتطبيق رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان