اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

النجاح والفشل ,, الفرق في مستوى المقارنة.!!!


محمد الششتاوي

Recommended Posts

sawaa252jf3.gif

عندما نستمع إلى شخص ما يردد بعض الجمل بلغة ما نجهلها من وقت لأخر فقد نرى أنه قد تفوق علينا بكثير حتى وربما كان لا يعرف إلا الجمل التي نسمعها منه وقد يصاب البعض بالشعور بالجهل أو أنه لم يعط أي شيء حقه.

وقد يحاول المهتمين بنظرة الناس خداعهم بفعل مثل هذا الشيء ليردد بعض الجمل أو المفردات حتى يراه الناس بالشكل الذي قد يود أن يٌرى به وغالبا ما ينجح في ذلك وقد ينهج البعض في نفس النهج في لغتهم الأم ليرددوا مفردات غير منتشرة يكون لها مرادفات سهلة ليبدأ من يجهل هذه المفردات بتطبيق المقارنة ويصل إلى نفس النتيجة.

لا أدرى لماذا هذا التأثير الساحر على كثير من الناس وكأن من تحدث بلغة أجنبية قد امتلك مفاتيح العلم.

picture_rockart_critical_success_factor.jpg

لكن في واقع الأمر فان المقارنة اللحظية عند سماع مفردات مجهولة بين من يعرف ولا يعرف تجلب ذلك الشعور بان عدم معرفة بعض المفردات يساوي الجهل والمعرفة بهذه المفردات تساوي العلم أو الثقافة إلى أن يحين الوقت لمعرفة نفس المفردات فيختفي ذلك الشعور الى أن يسمع مفردات جديدة مجهولة فيتجدد نفس الشعور وهكذا

وهكذا يكون الحال في أي مجال نشعر بالصغر بالمقارنة مع الأكبر وعند الوصول لمستوى الأكبر نشعر بالصغر بالمقارنة مع الأكبر وتكون المقارنة هي أساس التقييم في مختلف المجالات التي تحتاج إلى تقييم

ويتضح من ذلك أن المقارنة هي معيار النجاح والفشل

بعد النجاح في مهمة ما نرى ردود أفعال متباينة من فرد لأخر من الناجحين

فهناك من يشعر بنجاحه تماما ويتحدث عن نفسه بكل فخر وكأنه الغرور نفسه وهناك من يشعر بأنه ناجحا وأهل للنجاح ولا يحتاج لأن يتحدث عن نفسه وأخر يرى انه لم ينجح كليةًً وإنما نجاحه بمثابة خطوة من مئات الخطوات التي تحتاج إلى جهد كبير, فلا يستطيع تفهم إعجاب الناس بنجاحه, ولا يستطيع الناس تفهم عدم سعادته

فنرى الناجحون متباينون في ردود فعلهم بعد نجاحاهم , فنرى شخصا مبتهجا فرحا لأقصى حد ونرى آخر لا يشعر بأي علامة فرح و نرى ثالث مهموما وقد نرى رابعا مكتئبا وتتباين ردود الأفعال

هذه الردود للأفعال المتباينة تتوقف على تقييم كل شخص لنفسه ولخطوته السابقة

فهناك من لا يثق بقدراته ويشعر انه غير جدير بالنجاح ,وهناك ما يشعر أن هذا هو ما يستحقه, وهناك من يشعر أنه قد أدى واجبه ليس أكثر وليس هناك ما يسعده

,,, وهناك ما يعتبر هذا النجاح هو بمثابة مسئولية إضافية قد ألقت على عاتقه فيكون مهموما بكيفية السداد حيال هذه المسئولية.

والفرق من شخص لأخر من هؤلاء يكمن في افتراض مستوى للمقارنة يضعه لنفسه فقد يكون فرق مستوى المقارنة قريبا فعند كل نجاح بسيط يرى انه قد حقق انجازاً , وقد يكون فرق مستوى المقارنة متوسطا فيشعر المرء بأنه يقترب من حلمه بخطوات ثابتة وقد يكون فرق مستوى المقارنة أبعد ما يكون فلا يرضى الشخص عن خطواته مهما كان ناجحا حيث أن هدفه ما زال بعيدا ويحتاج الكثير والكثير من الجهد للوصول إلى حيث لا يتوقع الجميع وحيث يتوقع هو بمفرده

نستطيع القول بأن معنى النجاح أو الفشل يستمد من حال الآخرين والمقارنة بهم

كل حال يمكن أن يطلق عليه نجاح أو فشل بالمقارنة بما يحيط الحالة والوسط الذي يوضع فيه.

فقد لا تخرج الحالة عن وسطها التي تربت ووجدت فيه ووفقا لهذا الوسط يكون تقييم النجاح أو الفشل بالمقارنة مع نظائر الحالة

لكل منا تطلعاته وآماله في مستقبله سواء إذا كان على المدى البعيد أو القريب وقد تتغير التطلعات بتغير مستوى المقارنة الذي نعتبره هدفا

فإذا كان دائما يرتبط معنى النجاح والفشل بمستوى المقارنة فما هو النجاح أو الفشل إن لم يوجد بالفرض وسط نضع فيه الحالة ؟

في الأوساط المتدنية قد ينظر المرء إلى نفسه فيرى احدنا نفسه ناجحا في مجاله وجدير بأن يكون قدوة وقد يرى آخر انه لم يتخطى واجباته أو اقل من ذلك في حين انه على نفس مستوى نجاح الأول في واقعهما

والفرق بين الأول والثاني أن الأول كان هدفه قريبا منه وكان مستوى المقارنة الذي يعقده بينه وبين الناجحين في مجاله </SPAN>ليس بعيد وعند تقليص الفجوة بينه وبين هدفه أو عند اقترابه من مستوى المقارنة قد شعر انه نجح ولعله نجح فعليا لتحقيق لهدفه القريب فكان ناجحا في نظر نفسه أما الأخر فكانت أهدافه بعيدة وكبيرة ومستوى المقارنة الذي يتطلع إليه كبيرا...وعند نجاحه في كل خطوة بشكل تام لا يشعر إلا بأنه قد أدى واجبه في تلك الخطوة وأمامه الطريق ما زال طويلا للوصول إلى هدفه ولا يستطيع أن يصف نفسه بأنه ناجحا ولا يشعر بذلك وقد يتعجب لإعجاب الآخرين الذين قد عقدوا المقارنة بينه وبين نظرائه بنجاحاته المحدودة في وجهة نظره

لذلك نستطيع أن نقول أن النجاح آو الفشل ليس له مقاييس حقيقية سوى مستوى المقارنة التي تعقد تجاه أي حالة وكذلك تعتمد على الوسط التي ووجدت فيه هذه الحالة

اعتقد أن معظمنا يستطيع أن يقيم نفسه ما إذا كان ناجحا أم فاشلا ومستوى نجاحه أو فشله ولكن

.ما هو مستوى المقارنة التي من خلالها وصف حالنا بالنجاح أو الفشل...!!

رغم يقيني أن معظمنا يدرك نجاحاته أكثر من أي جهة أخرى ورغم يقيني أن كل منا يستطيع تقييم من حوله بتحديد مواطن عيبه إلا أن كل ذلك يخضع لوجهات النظر المتأثرة بخبرات كل فرد ومستوى المقارنة الذي يعقده من خلال خبراته السابقة في نفس المجال ونفس الوسط والنطاق الذي يحدد من يضع التقييم

فمن منا يرى نفسه سيئا ؟؟

من منا يرى نفسه أقل ذكاء ممن حوله؟؟

من منا يرى نفسه سيفشل عند تحمله المسئولية؟؟

على الصعيد الأخر

كم عدد الأشخاص الذين نراهم سيئين

كم عدد الأشخاص الذين نراهم محدودي الذكاء؟

كم عدد الأشخاص الذين نراهم لا يستطيعوا تحمل المسئولية

تحياتي

تم تعديل بواسطة محمد الششتاوي
رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...