مجمع سياحي وتجاري صهيوني بمنطقة باب المغاربة

[أسامة الكباريتي]

جمعية صهيونية تبدأ في إقامة مجمع سياحي وتجاري بمنطقة باب المغاربة المؤدي إلى الأقصى الشريف

خاص

يواصل الاحتلال الصهيوني حملته الشرسة ضد المسجد الأقصى المبارك، كما تواصل الجمعيات الصهيونية تنفيذ مخططاتها الهادفة إلى تقليص التواجد العربي والإسلامي في المدينة.

في تقرير لها ذكرت مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية داخل الخط الأخضر أن جمعية "العاد" الصهيونية الاستيطانية شرعت مؤخرا في بناء مجمع سياحي وتجاري في الساحة الخارجية لباب المغاربة في نقلة نوعية لنشاطها الاستيطاني الذي يتركز في حي سلوان ويأتي هذا بعد أن استولت على 16 منزلاً فلسطينياً في تلك المنطقة مؤخراً.

وأضافت مؤسسة الأقصى نقلا عن مصادر حقوقية فلسطينية قولها إن البناء سيكون جاهزا قبل نهاية العام الحالي حيث سيتم افتتاحه من قبل عدد من الوزراء والمساندين والداعمين الصهاينة لجمعية "العاد" في هذه المنطقة الحساسة والمهمة من القدس.

وذكرت مؤسسة الأقصى إن جمعية "العاد" الاستيطانية تتلقى الدعم والمساندة من وزير السياحة الصهيوني "بني إيلون " راعي مشروع تهويد حي الشيخ جراح وجبل الزيتون من خلال المدرسة المتطرفة المسماة بـ"بيت أوروت".

وكشفت مصادر فلسطينية النقاب عن حجم التعاون بين جمعية "العاد" ومكاتب ومؤسسات ووزارات ودوائر حكومية صهيونية لتنفيذ المشروع الذي يحظى بإجماع ومساندة الأوساط الرسمية والدينية التي تسعى إلى (استعادة عرش مدينة داود) من خلال شراء العقارات والمنازل الفلسطينية في المنطقة التي يعتبرونها "مدينة داود" جنوب البلدة القديمة.

وقالت مؤسسة الأقصى "إن هذا المشروع يشكلّ تهديدا وخطرا مباشرا على المسجد الأقصى وله أبعاد على مستقبل وجود المسجد الأقصى ، ويشدّد الخناق على الأقصى والأهل في القدس، في محاولة مركزة لتفريغ القدس من أهلها والأقصى من مصليه، حتى يصبح لقمة سهلة وسائغة للجماعات الصهيونية المتطرفة ومساعديها من السياسيين الصهاينة، والتي تسعى جاهدة إلى بناء الهيكل المزعوم على حساب المسجد الأقصى".

ونبهت مؤسسة الأقصى إلى أخطار هذا المشروع وأنه لا يجوز بحال من الأحوال النظر إليه بشكل عادي وعابر، وعللت الأخطار هذه بسبب قرب بناء هذا المشروع من المسجد الأقصى، ناهيك أن تنفيذ هذا العمل يحتّم من الناحية العمرانية القيام بحفريات عميقة جدا بمحاذاة المسجد الأقصى، الأمر الذي يضاعف من أخطار مثل هذه الحفريات على أساسات وأبنية المسجد الأقصى".

وأضافت مؤسسة الأقصى :" إن الهدف لمثل هذا المشروع وأمثاله هو تضييق الحصار على المسجد الأقصى وأهل القدس الشرقية وتهويد مدينة القدس ومحيط المسجد الأقصى".

وناشدت مؤسسة الأقصى فلسطينيي الداخل إلى تكثيف شدّ رحالهم إلى المسجد الأقصى على مدار الأسبوع عبر "مسيرة البيارق" ودعت إلى دعم أهل القدس بالتسوق من محلاتهم خلال زيارتهم للمسجد الأقصى ومدينة القدس لما فيه ذلك من تثبيت لأهل القدس واستمرار رباطهم في المسجد الأقصى وفي بيت المقدس " .

ونقلت عن مصادر صحفية فلسطينية قوله إنه لتحقيق هدف استعادة "عرش داوود" – حسب قولهم- يحول الكيان الصهيوني لجمعية "العاد" الاستيطانية ملايين الدولارات سنوياً من خلال التبرعات من مؤسسات ومكاتب حكومية صهيونية رسمية وغير رسمية عن طريق جمع تبرعات داخلية وخارجية من الصهاينة الأرثوذكس المنتشرين في الولايات المتحدة وبريطانيا، هذا بالإضافة إلى مشاريع اقتصادية قامت المجموعة الاستيطانية نفسها بإنجازها خلال السنوات الخمس الأخيرة مثل مشروع (سياحة في عير دافيد) الذي تنظمه الجمعية يومياً للمئات من الشبيبة الصهيونية المتطرفة من الكيان الصهيوني والولايات المتحدة والجاليات الصهيونية في العالم لتتعرف على (مدينة داود التي أقيم فيها عرش بني إسرائيل عام700 قبل الميلاد) "حسب قولها" حيث تتقاضى الجمعية من كل سائح 30 (شيكلا).

وكشفت المصادر النقاب عن قيام ما سمى "حارس أملاك الغائبين" بالتعاون مع هذه الجمعية الاستيطانية بالحصول على قائمة تفصيلية لأصحاب المنازل والعقارات من دائرة تسجيل الأراضي والعقارات في ما يسمى بـ (مدينة داود) والقيام بعملية إحصاء وفرز أصحاب المنازل خلال جولات ميدانية لحصر من يستغل ويسكن هذه العقارات ومن هو خارج البلاد. وأكدت المصادر ان دائرة "حارس أملاك الغائبين" قامت ببيع وتحويل ملكية معظم الأراضي والمنازل والمحال التجارية التي يقيم أصحابها خارج سلوان (مدينة داود) إلى ملكية جمعية (العاد) الاستيطانية بحجة أنها تعود إلى أصحابها الأصليين قبل آلاف السنين.

وحسب المصادر فإن المنطقة المستهدفة من سلوان أو ما يسمى بــ"مدينة داود" يبلغ عدد الفلسطينيين فيها نحو 10 آلاف فيما استولت جمعية "العاد" منذ تأسيسها في تشرين الأول عام 1991 على 43 منزلاً فلسطينياً وحولتها إلى تجمعات استيطانية تتولى حراستها قوات كبيرة من الشرطة وحرس الحدود الصهيوني إلى جانب شركة حراسة صهيونية خاصة توفر الحماية للمغتصبين على مدار الساعة.

وذكرت نشرة خاصة بجمعية "العاد" الاستيطانية تأكيدها "أنها تقوم بعملية ترميم وصيانة وبناء المزيد من البؤر الاستيطانية في ما يسمى بـ"مدينة داود" منذ عامين تمهيداً لاستعادة ما يسمى (عرش مملكة اليهود) في الأرض "على حد قولها.

وأضافت الجمعية الاستيطانية الصهيونية "إنها بصدد بناء مركز (سنتر) ومحال تجارية وسياحية بالقرب من المواقع التي تعتقد أنها أثرية وتعود في تاريخها إلى العهد القديم.

وفي نشرة لها وزعتها الجمعية الاستيطانية على المئات من المغتصبين الذين يساندونها ويقومون بجولات منتظمة في الوحدات والمنازل الاستيطانية تحت حماية الجيش والشرطة وعشرات الحراس الصهاينة :"إنه حسب التقاليد (اليهودية) في العهد الأول والثاني تعتبر (مدينة داود) من حيث القداسة أهم وأقدس من الهيكل". وترى هذه المجموعة الاستيطانية "ان النبي داود عليه السلام بنى هذه المدينة مباشرة بعد ان استولى عليها من اليبوسيين العرب ثم جاء ابنه سليمان وقام ببناء الهيكل أي أنها أقدس وأقدم من الهيكل على حد قولهم".

وللتذكير هنا )أن قوات الاحتلال الصهيوني قامت عام 1967 وبعد احتلال القدس الشرقية بهدم حي المغاربة الواقع بالقرب من حائط البراق كاملاً بعد أن شردت أهله ، وحوّلت المكان إلى ساحة لصلاة الصهاينة).

ومازالت أعمال التخريب والحفريات مستمرة منذ عام 1967 و حتى وقتنا هذا والتي يهدف من ورائها العدو الصهيوني إلى هدم المسجد الأقصى الذي بات وضعه اليوم في خطر0 وللأسف الشديد تجري هذه الأمور التخريبية للمقدسات الإسلامية في ظل غياب وصمت العالمين العربي والإسلامي المريب، والدولي النائم.

وأدى استمرار أعمال الحفريات في المنطقة قبل أسبوعين إلى انهيار جدار الطريق المؤدي إلى باب المغاربة إحدى الأبواب الرئيسية للمسجد الأقصى ، ولعله في هذا الموقف يصدق قول من قال :" من باب المغاربة تأتي محنة القدس والمسجد الأقصى ".

فهل من مجيب لاستغاثة المسلمين المرابطين في أرض الرباط وبيت المقدس ( واه إسلاماه... واه قدساه) ولكن ما من مجيب...!!!