أمية متعمدة !!!

[حشيش]

عقلى الباطن: لم أكتب أى موضوع جاد فى المنتدى منذ نشأته mc:  mc:  mc:...لا بد أن أبرهن للجميع أننى قادر على أن أدلى بدلوى فى مجال السياسة الداخلية (مقاس 5 قطن) :rolleyes:  :blink:  mfb: 

الأخوة والأخوات الأعزاء

تبادر إلى ذهنى موضوع قد يبدو غريباً بعض الشئ!!!...هل نسبة الأمية التى تصل إلى حوالى 50% من مجموع سكان مصر متعمدة من جانب الحكام الذين تناوبوا على حكم مصر لغرض فى نفس يعقوب؟؟؟.....بمعنى آخر الحاكم الذى يخطط لأن يحتكر السلطة إلى أن يموت بل ويخطط لأن يترك العزبة لأولاده من بعده بلا شك سيكون من مصلحته أن يحتفظ بنسبة أمية عالية فى المجتمع...ذلك لأن الأمى لا يفكر فيما وراء متطلباته البيولوجية من غذاء وكساء وزواج وخلفة إلخ....لن يفكر فى حقوقه السياسية...لن يثور على محتكرى السلطة....سؤالى بمعنى أخر هل الرؤساء الذين حكموا مصر من أول جمال عبد الناصر حتى حسنى مبارك كانوا بالفعل جادين فى القضاء على الأمية فى مصر وفشلوا على مدار أكثر من خمسين سنة !!!!!!!!؟؟؟؟؟؟

حشيش

أديب ومفكر

[عادل أبوزيد]

الرد ببساطة شديدة محو الأمية - فى بلادنا - ليس إلا مسألة ديكور قد يهتم بها الحكام من وسائل الظهور لا أكثر و لا أقل. و من ناحية الطرف الآخر الأميين نفسهم المسألة "مش فارقة معاهم" إعطنى سبب واحد لتعلم القراءة و الكتابة.

حتى المتعلمين و الجامعيين منهم يفضلون التعامل شفاهة بدلا من القراءة و تستطيع أن تصمم تجربة لإختبار هذه المقولة بل تستطيع سؤال معارفك هل إهتموا بقراءة تعليمات التشغيل الخاصة بأى شئ إشتراه للمنزل هل إهتموا بقراءة التعليمات المكتوبة على علبة الدواء أم إعتمدوا على التعليمات الشفهية من الطبيب ؟

ربما معطيات الحياة هنا فى مصر قائمة على التلقى شفاهة فى أى وظيفة أو عمل يتم عرض التعليمات شفاهة و كذلك تغيير تلك التعليمات يكون شفاهة.

فرص التطوير المهنى من خلال القراءة ضعيفة جدا اللهم إلا إذا كنا نتكلم عن الدراسات العليا مثلا.

و على هذا فسيظل مستوى الأمية على ما هو عليه إن لم يزداد فى السنوات القادمة.

الطريقة الوحيدة للقضاء على الأمية فى زمن قياسى أن يخلق الدافع المحفز لتعلم القراءة و الكتابة و الإستمرار فى القراءة يجب أن توجد مادة مقروءة يستفيد من قراءتها الأمى فى تحسين مستواه و مستوى أسرته.

[White heart]

كيف تكون متعمدة و التعليم لدينا كالماء و الهواء؟؟!!

لا أعتقد ان الاميه متعمدة من قبل الحكومه، فيكفى مجانيه التعليم فى بلدنا لاستبعاد هذا الظن .... و لا تنسى سيدة مصر الاولى و مشاريعها المختلفه فى هذا المجال.... لديك من ناحيه شعب يتضاعف بهذه الصورة المخيفه، و أفكار عجيبه - غريبه تنتشر بين الفقراء فتذيدهم جهلا على جهل، و فقرا على فقر، و من ناحيه اخرى حكومه فقيرة - مديونه تبنى مدارس و مدارس فى المدن و القرى و النجوع، و لكن هل تعتقد ان السباق بينهم متكافئ؟؟!!

معذرة انا لا اعتقد انه يوجد هناك أى تكافئ فى هذا السباق، بل أخشى ان الهوة اخذة فى الاتساع!! أعلم انه هناك من سيقول حكومتنا ليست فقيرة ، و لكن يوجد بها من ينهب و يسرق مال الشعب، و لكنى معذرة انا لا أعتقد بالمرة انه حتى مع صدق هذا الأحتمال بأنه يكفى لحل مشاكل مختلفه عويصه (علاوة على التعليم!!) لهؤلاء الملايين! ثم انا أختلف معك فى نقطه غايه فى الأهميه يا عزيزى حشيش، الا وهى وجهه نظرك بأنه (فقط) الامى هو من لا يفكر فيما وراء متطلباته البيولوجية من غذاء وكساء وزواج وخلفة إلخ...

و الا بماذا تسمى هؤلاء الملايين من المتعلمين الجامعيين المثقفين الذين يعملون فى الخارج، بل من هم من وجهه نظرك من يسعون و (ليس يفكرون) فقط فيما وراء متطلباتهم البيلوجية؟؟ اذا كان على التفكير و الكلام يا عزيزى - فما فيش أسهل منه!!! الخلاصه اننى و (كالعادة) و مع اعتذارى المسبق لمن مللوا من تكرارى لوجهه نظرى فى ايمانى بالانعكاسات السلبية المدمرة على أمور و مشكلات مختلفه و متعددة لتلك المشكله الرئيسيه فى بلدنا، و انه من ضمن الحلول من وجهه نظرى و التى يجب التدرج فيها و لكن بخطى محسوبه و سريعه فى نفس الوقت (و التى أخشى انها قد تقع فجأة فتكون عواقبها وخيمه) هى البدء فى اعادة تقنين كل ما هو مدعم و كل ما هو مجانى، و تحديث شروطه و التشدد فى اليات تنفيذه!!

تم تعديل 16 مارس 2004 بواسطة White heart

[عادل أبوزيد]

الفاضل وايت هارت أضف سببا آخر لتزايد الأمية ألا و هو قصور إمكانيات الدولة و هذا القصور لا يتسبب فقط فى زيادة الأمية و لكن فى كل قصور فى مستوى الخدمات و أتفق معه فى ضرورة ترشيد الدعم و و و ولكن هذا خارج نطاق موضوعنا هنا.

نسيت أن أذكر نقطة أخرى من أسباب زيادة نسبة الأمية ألا و هو قرار تم إتخاذه من سنوات يإغلاق و منع الكتاتيب و هذا فى حد ذاته وضع على الدولة عبئ متزايد لبناء المدارس الإلزامية و طبعا الحد الأدنى للمدرسة مبنى مكون من غرفتين على الأقل و ناظر و مدرس و فراش و دورة مياه للأولاد و أخرى للبنات كل هذا كان يقوم به كتاب عبارة عن حصيرة و دكة و سيدنا.

و أزعم أن الكتاب كان أكثر جدوى فى محو الأمية حيث أن هناك سبب وجيه للتردد على الكتاب حيث سيحفظ الطفل القرآن الكريم و هذا فى حد ذاته يعطى قيمة كبيرة للطفل و لأهل الطفل و أعتقد أن الكتاب كان يدرس مبادئ الحساب أيضا و كل هذا من خلال حصيرة و دكة و سيدنا

و لكن بعد إلغاء الكتاتيب لم يعد هناك سبب وجيه للتعليم بل أنه رغم أنه يتم فى مدرسة مبنية بالطوب و فيها مدرسين أفندية لكن ذهاب الطفل هناك أصبح مكلفا بالمقارنة بكتاب زمان ألا يتطلب الأمر حذاء و حقيبة و مريلة كل هذا مقارنة بلوح إردواز فقط فى حالة الكتاب ... أصبحنا يا سيدى بهذا القرار كمن يوزع الطعام على الفقراء و يجبرهم أن يأكلوه بالشوكة و السكين و ألا فلا.