لقاء منتصف الليل

[ragab2]

.

وجدتها

في انتظاري داخل غرفتي الأنيقة المطلة علي النيل في فندق بأسوان. كان الليل قد انتصف أو بعده بقليل ، وكنت عائدا من صالة الطعام بعد ان تناولت طبقا شهيا من صدور الدجاج مع صلصة الليمون بدعوة من أحد الأصدقاء . وسبق العشاء جلسة هادئة تناولنا خلالها عصير الدوم الذي نصحنا به.

وسعدت

بلقائها في هذا المكان الهادئ واصطحبتها الي شرفة الحجرة وأغلقت ضوء الشرفة كما أغلقت ضوء الحجرة، واكتفينا بالضوء الخافت القادم من حديقة الفندق ومن ورائها تتهادي مياه النيل حول مجموعة الصخور التي تصنع لوحة فنية رائعة تسبح بجلال من صنعها فأبدع صنعها.

وبدأت

حديثي معها وأنا أنظر الي السماء الصافية، وقد ازدحمت بعدد لانهائي من النجوم والكواكب التي لا نري منها شيئا في سماء القاهرة ذات السحابات القاتمة. وعاتبتني متسائلة عن عدم حرصي علي تكرار مثل تلك الرحلات القصيرة بعيدا عن ازدحام العاصمة وقتامة سمائها وتلوث هوائها وتوتر سكانها؟!

واستمرت في عتابها محتجة علي تأخر هذا اللقاء بيننا، وتباعد الفترات الزمنية بين ساعات اللقاء التي نجلس فيها ونتبادل خلالها الأحاديث الودية لنصفي ما علق داخلنا عبر أيام الجفاء.

واعترفت لها بالأسباب وقدمت اليها الحجج والاعذار. واقتنعت ببعض ما قلت، لكنها أيضا أقنعتني بأمور أخري حيث كان المنطق معها تماما. واتفقنا علي ضرورة تكرار مثل تلك اللقاءات لنتبادل فيها الآراء والأفكار ونؤكد التفاهم المشترك بيننا.

وبعد جلسة تفاهم صادق اصطحبتها معي الي الفراش الوثير وقد استعدت معها وبها ابتسامة طال انتظارها . انها نفسي التي انشغل عنها وتنشغل عني في زحام الأيام.

............

منقولة بتصرف