أسامة الكباريتي بتاريخ: 31 مارس 2004 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 31 مارس 2004 اللهم أرزقنا الشهادة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله القوي الغفور القائل في محكم التنزيل ( أَفَحسبْتمْ أَنَّما خَلَقْنَاكُمْ عَبثاً وَأَنَّكمْ إِلينا لا تُرْجَعُونَ (115) فتعَالَى اللهُ الْمَلكُ الْحَقُّ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيم) (116) المؤمنون حادثة فريدة من نوعها وقعت الأسبوع الماضي في مدينة نابلس و انتشرت تفاصيلها كالنار في الهشيم بين المواطنين، فبعد خمسة عشر عاماً على استشهاد سمير محمد شحادة، بقي جسده الممدّد داخل روضة من رياض الجنّة على حاله، ولم يتغيّر عليه شيء رغم مرور كلّ هذه المدة الطويلة . لقد اقتضت مشيئة الله تعالى أن تحيا الحاجة أم سامر شحادة (والدة الشهيد سمير) خمسة عشر عاماً بعد استشهاد أحبّ أبنائها الستة إلى قلبها .. سمير .. ومنذ اليوم الأول لاستشهاده في 28/12/1988 كانت وصيّتها لأبنائها ألا تدفن بعد وفاتها إلا في نفس قبر سمير، و كان لها ما أرادت. وربما كانت وفاتها قبل أيام فرصة لعددٍ من أهالي نابلس كي يتزوّدوا بشحنة إيمانية جهادية ترفع من معنوياتهم .. و تحيي هممهم .. و تحلّق بهم إلى العلياء . يقول عامر (شقيق الشهيد سمير) : "قبل يومين من وفاة الوالدة رأيت في منامي رؤيا أيقنت بعدها أن شقيقي قد نال الشهادة بصدق، وأن والدتي ستلحق به عن قريب، فقد رأيت أناساً يتجمّعون في مكان بعيد، وعندما اقتربت منهم رأيت من حولهم الجنان و البساتين وقد أعِدّت موائد الطعام وكان بينهم فتاة حسناء، فسألتهم من تلك الفتاة ؟ فأشاروا لي إلى شاب بهيّ الطلعة، و إذا به شقيقي سمير، و عندما سألته لمن كلّ هذه الأطعمة والموائد، أجابني : لقد أعددتها لاستقبال والدتنا، فهي على الطريق إلى هنا" . كانت أم سامر قبل وفاتها بأيام ترقد في المستشفى نتيجة وعكة صحية بسبب إصابتها بعدة أمراض، و كان بجانبها ساعة وفاتها فجر الثلاثاء 23/9/2003 ابنها عامر الذي روى لنا تفاصيل الحكاية، فقد نطقت بالشهادتين ثم ارتسمت على وجهها ابتسامة عريضة وأسلمت الروح إلى بارئها . صهر العائلة كان في تلك الأثناء نائم في بيته ورأى في منامه الشهيد سمير يقول له متسائلاً : القبر وقد فتحتموه ".. وقد وسّعت لها القبر .. فأين هي!؟" ، ولم يوقظه من نومه إلا جرس الهاتف من المستشفى يبلغه بوفاة الحاجة أم سامر، فما كان منه إلا أن قال لهم : "إذن أسرعوا بدفنها إلى جانب ابنها سمير" . كرامة من الله : يقول عامر : توجّهنا في الصباح إلى المقبرة الغربية لنفتح قبر" شقيقي سمير لتجهيزه قبل دفن الوالدة كما أوصت في حياتها، وكنا قد استفتينا عدداً من الشيوخ و العلماء حول جواز دفنها في نفس قبر ابنها، فأشاروا لنا بالجواز بسبب طول المدة، فقد كنا نعتقد أن مدة 15 عاما كافية لأن لا يبقى من جسده سوى بعض العُظيمات، وكانت المفاجأة الكبرى عندما فتحنا القبر فوجدنا سمير كهيئته يوم استشهاده .. الريح ريح المسك، و اللون لون الدم، وجسده كما هو لم يأكله الدود، حتى ملابسه لم تتلف، و كذا العلم الفلسطيني الذي لُفّ به لم يتغيّر لونه، لمسنا خُفّه فإذا هو مبلول من مياه الأمطار التي تساقطت يوم استشهاده، وكذلك رأسه كان مبتلاً وقد رأينا شعره ممشّطا كما لو أنه قد سرّحه قبل لحظات! وزادت دهشتنا عندما هممنا بتحريكه لنفسح المجال لدفن الوالدة إلى جانبه، فإذا بجسده لا زال دافئاً و دماؤه الحارّة ذات اللون الأحمر القاني تسيل من جديد وكأنه أصيب قبل دقائق معدودة" . ويضيف عامر: كنت – رغم إيماني بكرامات الشهداء – أستخفّ بكثير من" الروايات التي نسمعها خصوصاً عن شهداء هذا العصر، فهم على عِظم قدرهم ليسوا أنبياء ولا من صحابة رسول الله .. ولكني بعد ما رأيت بعيني ما رأيت من كرامات لشقيقي سمير زاد إيماني وقناعتي بصدق تلك الروايات" . ويقول الشيخ ماهر الخراز وهو إمام مسجد الخضراء القريب من بيت الشهيد سمير، وأحد الذين عرفوا الشهيد عن قرب: لقد أصبح لشهداء فلسطين كرامة توازي كرامة شهداء "غزوة أحد" من الصحابة الذين بقيت أجسادهم كما هي بعد أربعين سنة من استشهادهم، فعندما أراد أبناء أولئك الشهداء نقل رفاتهم إلى مكان آخر بعد أن جرف قبورهم السيل، وجدوا أن أجسادهم وجروحهم كما هي على حالها يوم غزوة أحد .. وهذه بشرى لأهالي شهداء فلسطين. ويعود عامر ليكمِل ما بدأه عن أحداث ذلك اليوم فيقول : قبل أن نضع جثمان الوالدة في قبر سمير خشينا أن لا يتسع القبر لهما، ولكن بمشيئة الله تبدّد خوفنا فقد وجدنا القبر واسعاً رحباً تماماً كما وصفه سمير لزوج أختي في منامه، وعندما وضعنا الوالدة في القبر ازدادت الابتسامة المرسومة على وجهها اتساعاً، فقد نالت ما تمنّت، و لحقت أخيراً بابنها وحبيبها .. سمير "وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ" يُخْبِر تَعَالَى عَنْ الشُّهَدَاء بِأَنَّهُمْ وَإِنْ قُتِلُوا فِي هَذِهِ الدَّار فَإِنَّ أَرْوَاحهمْ حَيَّة مَرْزُوقَة فِي دَار الْقَرَار. يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان