اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

سادة العالم الجدد


Handicraft

Recommended Posts

الموضوع مطروح فى كتاب إسمه اسم الكتاب: سادة العالم الجدد

-المؤلف: جان زيغلر

-الناشر: مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت

يقول الكاتب:

النهابون

تعمل "لجنة العمل الوطنية" -وهي منظمة غير حكومية- على مراقبة الممارسات المتعلقة بالأجور والإستراتيجيات التجارية للشركات العالمية الكبرى، وورد في أحد تقاريرها عن شركة "والت ديزني" أنها تنتج بيجامات وألبسة أطفال في جزيرة هاييتي، ويتقاضى مدير الشركة ميشال آيزنز عشرة آلاف ضعف العامل الواحد في الشركة الذي يتقاضى أقل من دولار واحد يوميا. وفي أحد أفلام الشركة المخصص للألعاب البهلوانية للكلاب، كانت الكلاب تعيش في ظروف بالغة الترف مقابل بؤس مبالغ فيه للعمال الذين كانوا يقومون بخدمة هذه الكلاب وتدفئتها وتغذيتها والترفيه عنها.

وهذا مثال واحد من مئات الأمثلة التي يوردها المؤلف لحالة العولمة القائمة اليوم، والتي تكرس فروقا هائلة خرافية بين فئتين: إحداهما تعاني من ثراء فاحش والأخرى تعاني من فقر مدقع.

تقوم السوق العالمية اليوم برأي المؤلف على داروينية اجتماعية لا تلقي بالا للفقراء والمحتاجين والمجتمعات، فالعملية هي تنافس في غابة لا ترحم ولا مكان فيها للتعامل الأخلاقي.

ففي عام 1997 ألغى مدير إيستمان كوداك 20 ألف وظيفة دفعة واحدة، وكوفئ هذا المدير بأسهم في الشركة قيمتها 60 مليون دولار. ونظم سانفورد رويال رئيس شركة "Travels" عملية اندماج شركته مع الشركة المنافسة "Citicorp" عام 1998، وأدى ذلك إلى تسريح عشرات الآلاف من العاملين في الشركتين، وقد منح مدير الشركة على هذا الإنجاز مكافأة تبلغ قيمتها 230 مليون دولار.

شهدت السنوات الأخيرة عمليات اندماج كثيرة بين الشركات العملاقة أودت بفرص الملايين في العمل، ولكنها لم تكن في الوقت نفسه عملية مجزية اقتصاديا على الشركات

ولم تقف عمليات النهب المنظمة التي تقوم بها النخبة المهيمنة على الشركات العالمية على دماء وعرق العمال والمجتمعات بل تعدتها إلى الشركات نفسها والشركاء، فقد تبين مثلا أن رئيس شركة الطيران السويسرية والمديرون المحيطون به قد وضعوا في عقودهم شرطا يحميهم من المسؤولية المالية بسبب سوء إدارة الشركة، وقد قبض ماريو كورتي آخر رئيس للشركة مبلغ 12.5 مليون فرنك سويسري كمكافآة له عن خمس سنوات تالية لموعد إعلان إفلاس الشركة. وقد وضع هذا الشرط الذي يمنحه المكافأة وهو يعلم أنها مقدمة على الإفلاس، وذلك في الوقت الذي لم يتمكن آلاف العاملين في الشركة من قبض رواتبهم وتعويضاتهم القانونية عن سنوات خدمتهم الطويلة في الشركة.

وقد شهدت السنوات الأخيرة عمليات اندماج كثيرة بين الشركات العملاقة أودت بفرص الملايين في العمل، ولكنها لم تكن في الوقت نفسه عملية مجزية اقتصاديا على الشركات، فقد حللت جريدة لوموند أثر اندماج 12 عملية اندماج كبرى، ووجدت أن كل عمليات الاندماج هذه أدت إلى خسائر كبيرة في البورصة لقيمة أسهم الشركة الجديدة الناتجة من الاندماج. وفي حالات الاندماج المشار إليها ظهر أن الخسائر بلغت 720 مليار دولار، ولكن عمليات الاندماج كانت تنطوي على فساد ومصالح شخصية وشعور بالعظمة لدى رؤساء الشركات.

وحصل رئيس شركة إنرون -وهي واحدة من أقوى عشر شركات في الولايات المتحدة وقد مولت الحملة الانتخابية للرئيس الأميركي جورج بوش الابن- على تعويضات نهاية الخدمة قيمتها 205 ملايين دولار.

لقد حصلت هذه الشركة بعد انتخاب بوش على تسهيلات خرافية في الحصول على عقود نفطية حول العالم، وفي إجراءات محاسبة وتدقيق غير شفافة، ويبدو أنها أفلست على نحو افتعالي وسياسي لأغراض النهب والتستر بعدما دمرت ونهبت مدخرات مئات الآلاف من العمال الذين استثمرت مدخراتهم في الشركة.

وفي مجمل نتائج الخصخصة التي أجريت في سويسرا البلد المشهور بمستوى خدماته العامة، أقفلت مكاتب بريدية في القرى، وانخفضت بنسبة كبيرة مراكز بيع تذاكر القطارات.

ويقدر البنك الدولي حجم الفساد بمبلغ 80 مليار دولار تقوم عليه الشركات العملاقة لتمرير صفقات وعقود حول العالم وشراء ذمم المسؤولين السياسيين في العالم الثالث.

تعرض البنك الدولي لانتقادات بسبب اعتماده على الاقتصاد فقط للتنمية وإهماله الجوانب الأخرى في المجتمع مثل التعليم والصحة واحترام حقوق الإنسان

المرتزقة

يقصد المؤلف بالمرتزقة المؤسسات التي يرتكز عليها نظام العولمة، وأهمها صندوق النقد الدولي، ومنظمة التجارة العالمية، والبنك الدولي.

تنسق منظمة التجارة العالمية آلية عمل الأسواق وما يحكمها من اتفاقيات وإجراءات، ولكن ليس ثمة إشارة في عملها إلى التقاضي والمحاكم لأنها تريد أن تحافظ على مظهرها الوهمي بأنها منظمة تجارية صرفة، في حين أنها تعمل كآلة قضائية بسلطات قسرية واسعة. وكانت الولايات المتحدة الدولة الأكثر عرضة للشكوى، وكانت طرفا مدعى عليه في أكثر من 50% من الحالات التي نظر فيها الجهاز القضائي للتجارة العالمية.

إن الاتفاقيات التي تنظم العلاقات التجارية بين الدول معقدة وسيئة الصياغة، ومفتوحة أمام تفسيرات عدة، وفي كثير من الأحيان يوقع مندوبو الدول دون معرفة بما يوقعون عليه، ولكن في التطبيق تنشأ مشكلات عدة، والدول الغنية هي التي تضع قواعد الاتفاقيات، وتوقع عليها عادة الدول بدون مراجعة، ثم تكتشف أنها وقعت ضحية عملية نصب كبيرة جعلتها تحت رحمة الشركات المتعددة الجنسيات.

وفي تقرير للجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة أعد عام 2000 بعنوان "الجدل المؤسسي حول التجارة الدولية والاستثمار الدولي والمالية الدولية" جاء فيه أن منظمة التجارة العالمية بكاملها واقعة تحت نفوذ الشركات الخاصة العابرة للقارات.

تبدو تطبيقات التجارة الدولية اليوم في حالات مرعبة لا تظهرها تقارير الاستيراد والتصدير، فقطع السجاد الحريري الفاخرة وغالية الثمن والمعروضة في شارع الشانزليزي في باريس والتي استوردت من باكستان، نسجها أطفال دون الخامسة عشر من عمرهم بأجور زهيدة، وأدى عملهم المرهق إلى فقدان بصرهم.

والبضائع والمنتوجات الصينية التي تملأ أسواق العالم تخفي انتهاكات وحشية بحق السجناء والعمال الفقراء وأبناء الأقليات المضطهدين الذين عملوا بالسخرة في السجون أو معسكرات للعمل لا تختلف عن السجون.

ويهتم البنك الدولي بالتدفقات المالية العالمية، ويضم مجموعة من المؤسسات المالية مثل: البنك العالمي لإعادة الإعمار والتنمية، والجمعية الدولية للتنمية، والشركة المالية الدولية، والوكالة المتعددة الأطراف لضمان الاستثمارات، والمركز الدولي لإدارة النزاعات المتعلقة بالاستثمارات.

ويمارس البنك الدولي سلطة واسعة جدا في العالم، ويقوم بنشاط إنساني متعدد الأشكال، وهو وحده من يمكنه تقديم قروض للدول الأشد فقرا، ويؤمن البنى التحتية الخاصة بقروض الاستثمار، ويغطي العجز في الميزانية لبعض الدول.

ويتبع البنك في نشاطه اليومي معايير مصرفية صارمة، ويستبعد ميثاقه أي شروط سياسية أو سواها، وممارساته مع ذلك محددة بمفهوم مركب ذي منشأ غير مصرفي، بل أيدولوجي وهو "توافق واشنطن".

ينشر البنك تقريرا سنويا يحظى بالاحترام في الجامعات وأوساط الأمم المتحدة وهو "تقرير التنمية العالمية". وتبدو نظريات البنك مرنة ورائعة، ولكنها نظريات تثبت فشلها، فيتبنى البنك نظرية جديدة أخرى. وقد كانت التنمية قائمة في أوائل السبعينات لدى البنك على النمو الاقتصادي المؤدي إلى التنمية فالتقدم، وقد انتقد نادي روما هذه النظرية وأثبت فشلها، فغير البنك سياساته إلى التنمية المتكاملة، فلم يعد النمو مؤشرا كافيا على التنمية والتقدم، ولكن بنتائج النمو في القطاعات المختلفة في المجتمع.

وتعرض البنك لانتقادات بسبب اعتماده على الاقتصاد فقط للتنمية وإهماله الجوانب الأخرى في المجتمع، مثل التعليم والصحة واحترام حقوق الإنسان، فوضع البنك نظرية جديدة للتنمية البشرية. وفي مرحلة من تنامي الاعتراضات واتساع نطاق حركة حماية البيئة وازدياد نفوذها في أوروبا، تلقف أيدولوجيو البنك هذه الفكرة وصاغوها في نظرية جديدة يرمز إليها "بالتنمية المستدامة".

وبعد المؤتمر العالمي لحقوق الإنسان عام 1993 بدأ مدير البنك الدولي ينظر إلى الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وأخيرا قدم مفكرو البنك الدولي ما يسمى "التنمية الاقتصادية والاجتماعية".

لكل دولة من الدول الـ183 عدد من الأصوات بقدر مساهمتها في الصندوق، وتملك الولايات المتحدة 17% من حقوق التصويت فيه

وفي عام 2002 أجاب رئيس البنك على سؤال في الأمم المتحدة هو: هل تصل المساعدات المقدمة للتنمية إلى الفقراء؟ بقوله: لا أعرف، وبدأ البنك يهتم بمكافحة الفساد.

وفي صندوق النقد الدولي ثمة ديمقراطية من نوع خاص، فلكل دولة من الدول الـ183 عدد من الأصوات بقدر مساهمتها في الصندوق، وتملك الولايات المتحدة 17% من حقوق التصويت في الصندوق.

يقوم الصندوق إلى حد ما بدور الإطفاء، ولكن في بعض الحالات يشعل الحرائق ليتقدم لإطفائها. ومن بين تلك المصائب التي تسبب بها الإطفائيون مشعلو الحرائق في صندوق النقد تلك التي حصلت في أميركا اللاتينية، وكان أكثرها حدة أزمة الأرجنتين.

كان مجموع ديون أميركا اللاتينية يساوي 60 مليار دولار، وأصبح عام 1980 يساوي 206 مليارات، وزاد بعد عشر سنوات إلى 443 مليارا، ويقارب اليوم 750 مليارا. واضطرت دول أميركا اللاتينية إلى تخصيص 30-35% من صادراتها لإطفاء الديون.

المجتمع المدني العالمي الجديد

ظهرت في موجة العولمة الرأسمالية المصممة للهيمنة والاستنزاف والنهب شبكة عالمية مضادة من المنظمات غير الحكومية والاجتماعية، فقد شارك حوالي ربع مليون متظاهر احتجاجا أمام اجتماع الثمانية الكبار (G8) في جنوا بإيطاليا في تموز/ يوليو 2001، ويمثلون ألف حركة شعبية ومنظمة ونقابة منتشرة في 82 بلدا. وتظاهر أكثر من 600 ألف شخص في البرازيل أمام المنتدى الاجتماعي العالمي أوائل عام 2002، وكانوا يمثلون القارات الخمس وتنتظمهم ألفا حركة شعبية ونقابية.

يتكون المجتمع العالمي الجديد من مجموعات وجبهات عدة من المنظمات العمالية والنقابية، والحركات الفلاحية، والمنظمات النسائية، والمجتمعات المحلية والمجموعات السكانية المختلفة مثل الهنود الحمر، والحركات الاجتماعية والمنظمات غير الحكومية، مثل "أتاك" التي تهدف إلى استقطاع ضرائب على الصفقات المالية بهدف مساعدة المواطنين، وهي شبكة من الجمعيات واللجان والمكاتب والمؤسسات المتخصصة والداعمة، ومنظمة يوبيل 2000 المنظمة المسيحية التي تناضل لإلغاء الديون الخارجية على الدول الفقيرة، وقد جمعت 17 مليون توقيع على عريضة مطالبتها، ومنتدى الفقراء في تايلند وهي منظمة الفلاحين التي تضم في عضويتها حوالي نصف مليون شخص، وشبكة العالم الثالث في ماليزيا التي تنسق بين المنظمات النضالية المختلفة، بالإضافة إلى منظمات متخصصة بالأطفال والغذاء والإغاثة، وغير ذلك. وتتعاون مع هذه الشبكة منظمات دولية وإقليمية ووطنية لا تتحالف معها مباشرة، مثل منظمة العفو الدولية.

المصدر:

http://www.aljazeera.net/books/2004/3/3-29-1.htm

لطالما فقدت الأمل فى هذه البلد الميت... ولكن اليوم تعود الروح للجسد الموهون وتجري فى شريانه دماء الأمل ...فانتظروا بترالأطراف الفاسدة من الجسد.

"لا اله الا انت سبحانك ... إنى كنت من الظالمين"

"سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم"

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...